تسيبي لفني شخصية مستقلة وتملك القدرة علي وراثة اولمرت المتغطرس 2006/08/15 |
|
مجلة فكرية ثقافية عامة بإشراف حكمت الحاج وتحرير نادية حنظل و لقاء الحر و كاتارينا اسكسون و محمد علي أحمد
تسيبي لفني شخصية مستقلة وتملك القدرة علي وراثة اولمرت المتغطرس 2006/08/15 |
|
كارينا تغني للسلام | ||||
| ||||
|
يُدها التي في مَكْمن ضعْفٍ
عماد فؤاد
لمْ تكن عَرْجاءَ
كانتْ كُتلةَ عِظامٍ
جُمِّعتْ إلى بعْضها البعضِ
بعفويَّةِ صانعٍ مبتدئ
الحَدْبَةُ الخفيفةُ خلفَ كتفها الأيمنْ
سوَّتْ بُروزَ نهديها الملفوفينِ
بصدرِها المَلْمُوم
وقِصرُ إحدى ساقيها خمسة سنتيمترات
جعلها تمشي بانحناءةٍ مفضوحةٍ؛
كان على يدها اليسرى
أن تتَّكئ بقوةٍ
إلى رُكْبةِ ساقها
فينحني جذعُها كلَّما مشتْ
كعبدةٍ.
سبعةٌ وعشرون عاماً
ولم ترعشها النَّشوةُ
بين ذراعين حقيقيتينِ
لم يختلطْ عرق جسمها البضِّ
بماءِ سواها
سبعةٌ وعشرون
لكنَّها شبقةٌ بما يكفي
لتخيّل طعمه في فمها
هِيَ التَّي
سرقتْه نتفاً في زحامِ المواصلاتِ العامة
تلصَّصتْ كممسوسةٍ
على شبابيك جيرانها المتزوجين حديثاً
أرهفتْ سمْعَها بحرصٍ
لطقطقة عِظام زوجات أشقائِها في الغرف المجاورة
وتركتْ نفسها هامدةً كجثَّةٍ
تحت يد جارِها الذي هَرَسَ لحمَها على بَسْطةِ السُّلمِ
حين انقطعَ النُّورْ.
كانت صبورةً
الصَّبر الذي علَّمها تحمُّل هشاشة عظامها
عمراً بأكملهِ
وقسوة زوجات أشقائها
حين ينادينها بكلمة "عانسٍ"
كلَّما تشاجرن معها.
المغفَّلة
لم تُبدِ نظرةَ تشجيعٍ
للجِلفِ الذي ألصقَ جذعَهُ بكتفِها في الأتوبيس
كذبَّتْ ظنونَها في البدايةِ
ثمَّ أغمضتْ جفنيها على كحلهما العربيِّ بقوةٍ
فيما سنَّتاها الأماميتان
تضغطان بنشوةٍ على شفتها السُفْلى
حين أحسَّتْ بانتصابه يتمسَّحُ كطفلٍ
بنهدِها المحمومْ
شعَرتْ به بارزاً تحت بنطاله الرَّماديِّ
وصلباً كعمودِ خيمةٍ
فحرَّكتْ كتفها قليلاً
كي تحسَّ نبضَه كاملاً
بين نهديها.
في جلستها الضَّئيلة أمام خاصرته
جرحتْها عيون المتطفلين وهْي تمسحها بنظرة لومٍ
فرمتْ عينيها خارج النَّافذة محطَّمة الزُّجاج
وهْي تدسُّ أصابعَها المرتعشة بين فخذيها
حيث بللٌ مفاجئٌ ضربها كزلزلةٍ
في مَكْمَنِ ضعْف.
مغفَّلةٌ
لو انتظرتْ قليلاً
لشعرتْ بقذفِهِ القويِّ فوق صدرِها المرفوعْ
لكنَّها سحبتْ كَتْفيها إلى مسندِ كرسيَّها العتيق
حين أحسَّتْ بروحِها تنسابُ كقبضةٍ من مياهٍ
بين وركيها
وتشنجتْ أصابعُها الخمسةُ
على حافةِ الإفريزْ.
كلُّ ليلةٍ
تدخل غرفتَها المطلَّة على الشَّارعِ
وتكمن كقطةٍ هاربةٍ تحتَ غطائِها الثَّقيل
تكتم أنفاسَها المحمومةَ
وهْيَ ترفعُ قميصَها الأسودَ الحريريَّ
إلى ما فوق حلْمتيها الصّلبتينْ
( قميصها الأسود الشَّفاف
غافلتْ أمَّها ذات ليلةٍ
وسلبتْهُ خِلْسةً من جهاز عرسها )
بيدٍ مرتجفةٍ ومعروقة
ترفع حريرَ قميصِها
حتَّى تشمَّ رائحةَ الصَّابون المعطَّر
وعبقَ حبَّات النَّفتالين
وتنظر إلى جرحِها السَّاخن
بعتاب أمٍّ.
تقرِّب كفَّها منه
بخوفٍ في البداية
كطفلةٍ تجرِّب أثر شعلةِ شمعةٍ
على يدها الصَّغيرة
ثم تدعكه ببطءٍ وخفَّة
فتهتزُّ عروشُ آلهةٍ وأربابٍ
تفترضُ وجودهم
في الأعالي.
لم تكنْ عَرْجاءَ
كانتْ كُتلةَ عِظامٍ
جُمِّعتْ إلى بعضها البعضِ
بعفويةِ صانعٍ مبتدئٍ.
مفتوحة السَّاقين
فوق فراشها الكبير
كأنَّما أعضاؤها مفكوكةٌ
كنجمةٍ معلَّقةٍ في ليلٍ بلا انتهاء
أخفُّ من دعاءٍ على يدين مفتوحتينِ
وأثقلُ من وجعٍ على جسدين يلتقيانْ.
علَّمتْها الوحدةُ
والأيامُ
التي تخطو فوق تُرابِها بلا أثرٍ
كيف تربِّي وجعها السَّاكن بين وركيها
كذنْبٍ لا يغفره الله
كيف تكوِّره كحجرٍ
وتقذفه بعيداً
بكفٍّ واحدةٍ أو أقل
عرفتْ كيف تروِّضه ككلبٍ
وتجعله خاتماً
في إصبعها الصَّغير.
فقطْ
إصبعان يفتحان شفتيه برفق
وثالث يحكُّ بظرَها المنتصب
بلا رحمةٍ.
البنتُ التي تبكي بنهنهةٍ
كلَّما لسعتْها المتعةُ بين وركيها
تغلقُ عينيها على وجعٍ
وتفتحهما على أوجهٍ مضبَّبةٍ
تجيءُ من عدمٍ
وإلى عدمٍ تروحُ
أوجهٍ
يظلُّ أصحابها
مصلوبين بين ذراعيها
وهمْ يحكُّونَ ألسنتَهم السَّاخنة
في عضوها المفتوحْ.
يا الله
ثلاثة أصابعٍ فقطْ
وتشعرُ بجسدٍ خشنٍ يهتزُّ معها
جسدٍ جميلٍ
يعرفُ كيفَ يغطِّي كلَّ جزءٍ من جسْمها الملفوفِ
بفُجْرٍ محبَّبٍ.
تهتزُّ
تترجرجُ انحناءاتُها في فرحٍ موجعٍ
وصدرُها البريُّ يعلو ويهبطُ
كأرجوحةٍ
فيما مِلْح دموعِها يلسعُ جفنيها المحتقنينِ
وثمَّة إصبعٌ
إصبعٌ وحيدٌ
تَقشَّر لونُ طلاء ظفره
يندسُّ إلى أقصى نقطةٍ
ببطءٍ رحيمٍ
بين وركيها.
القاهرة – Gent
*منعت هذه القصيدة من النشر ضمن مجموعة الشاعر الثالثة: "بكدمة زرقاء من عضَّة النَّدم" - القاهرة 2005.
شاعر مصري يقيم في بلجيكا
http://www.emadfouad.com
مجموعتا رعدعبدالقادر في كتاب واحد | ||
| ||
بيروت من جورج جحا (رويترز): يتسم معظم قصائد الشاعر الراحل رعد عبد القادر في مجموعتيه اللتين صدرتا بعد وفاته.. بقماشة شعرية مميزة ذات ملامح خاصة بصاحبها وبأجواء تجعل عاديات الحياة تنبض بحيوية وتتحول الى عناصر ايحائية دافئة. بشكل عام.. المجموعتان اللتان جاءتا في كتاب واحد وبصورة خاصة مجموعة "صقر فوق رأسه شمس".. شكلتا كما ورد في مقدمة الكتاب تحولا في تطور نتاج الشاعر العراقي الذي توفي عام 2003 في بغداد عن خمسين عاما من العمر. اما المجموعة الثانية فقد حملت عنوانا هو "عصر التسلية". صدر الكتاب في 356 صفحة متوسطة القطع عن "دار المدى للثقافة والنشر" في دمشق. وقد جاء في مقدمة الكتاب التي لم تحمل اسم كاتبها. ومنذ مجموعته الشعرية الاولى (مرايا الاسئلة - 1979) بدا رعد عبد القادر يسعى الى الاشتغال على قصيدته بهدوء ميزه عن بقية اقرانه من بعض شعراء ما سمي جيل السبعينات الذين اتسمت تجاربهم بصخب واضح..." وهذا الهدوء في تجربته "يتمثل في المستوى الجمالي والدلالي للقصيدة التي اشتغل على كتابتها وفي طبيعة افصاحه عن تجربته وفي وسط صخب بسجالات غطت في غالب الاحيان على صوت القصيدة وهي سمة اصبحت غير خافية في اية اعادة تقويم لتجربة شعراء السبعينات في العراق." في قصائد النثر التي كتبها عبد القادر أجواء غرابة.. ضبابية حينا ونفاذة حينا آخر تنسج بما قد يصح وصفه مجازا بانه "خيوط سحرية" او بانها تشبه احلاما بغلالات شفافة. وهو دائما يلتقط بعض يوميات الحياة وعادياتها ويحولها الى تلك الاجواء والى حالات يسبح فيها الرمزي والمجازي في بحر من الدفء والايحاء. في قصيدة "اجواء ذائبة" من مجموعة "صقر فوق رأسه شمس" يقول رعد عبد القادر وكأنه يروي قصة "عامل الهواتف/ حط ذات شتاء قرب كابينة غارقة بالماء/ بعد دقائق اختلطت الاصوات بالماء وذابت/ قطرات من الشمس تلألأت على سطح اوراق/ لشجرة عجوز/ عصفور حرك ذيله محاولا التخلص/ من كرة الاسلاك/ قطرات من دمه على الارض اختلطت بذهب الغروب/ اسند رأسه الى باب الكابينة وغفا/ سقطت من يده الاشياء../ سماعة الهاتف/ مقص صغير/ واوراق/ نثرتها الريح .../ كانت الاصوات تصله في النوم/ انتصبت قرب رأسه شجرة وارفة الظلال/ ومرت به امراة وضعت على ضريحه وردة/ ومضت/ الان الكابينة الغارقة بالدم/ غارقة بالدم/ الكابينة الغارقة بالدم." ونقرأ في قصيدة "تحولات" ما يشبه سريالية ذات طابع خاص. يقول "هذه الخرقة المرمية بماذا تفكر../ باشباحها المنتقاة بدقة/ بحاجتها الى الظهور/ باعلان براءتها من القتل المتعمد..../ كيف وهي مرمية تأخذ تفكيرها الريح/ حيث لا اقدام تنقل الكرات/ الى هدفها المصمم/ ولا رؤوس.." وفي اجواء مماثلة نوعا ما يمتزج فيها الواقع بالغرابة يخلق من بعض يوميات القتل والموت في بعض عالمنا حالة إنسانية ينتقل فيها الواقعي الى ما هو فوق الواقعي وتضيع الاحلام الكبيرة بين حطام او ركام احيانا... وتستمر الحياة. ففي "سيارة تاريخية" يقول "هيكل سيارة في العراء كسقيفة في صحراء/ ضوء القمر يسقط على لوحة المفاتيح/ السيارة تنطلق/ الرجال الملثمون الثلاثة اختفوا في الموعد/ لم يستطيعوا تغيير العالم/ الرجل الجالس في الخلف لم تخترقه الرصاصات/ الريح في الخارج مازالت ريحا في الخارج/ هيكل السقيفة ما زال شاخصا/ ضوء القمر ما زال يسقط/ مرآة السيارة ما زالت تظهر العراء المملوء/ بالاصوات." في قصيدة "جريمة قتل" يضفي ما يبدو سرياليا جوا لا من الغرابة فحسب بل من الشك والاتهام اللذين لا حدود لهما. وياتي ذلك كما في سائر القصائد في تصويرية مؤثرة. يقول "الايدي تتلامس قرب النافذة في المنزل المقابل/ بألفة/ انهم يسحبون الجثة/ ويوارونها في الحديقة/ في الصباح خرج الرجل الاعمى/ مادا يده الى امام/ انه يتجه الى النهر/ كانت الابتسامة تخفي/ جريمته." وفي مجالات اخرى تتحول هذه الغرابة فلا تعود تثير الشك والاتهام.. بل تصبح اقرب الى عالم احلام طفولية ناعمة. من ذلك قصيدة "سرير الاحلام" حيث يقول "الاحلام الوردية في سرير الرجل النائم/ لم تظهر في مرآة الغرفة المغلفة/ بورق الجدران/ كانت النجوم في الورق ترسل بضوئها في المرآة/ قنينة الغاز كانت ترسل بضوئها في المرآة/ قنينة الغاز كانت ترسل بضبابها/ الرجل لم يعد يتنفس/ والاحلام نزلت من السرير الى الارض/ وفتحت النوافذ ونظفت الغرفة/ ووضعت وردة في فوهة قنينة الغاز/ وانسلت بعيدا يدا بيد مع الرجل/ النائم في السرير/ والنجوم ما زالت تسطع في ورق الجدران." |
حوار مع نقاد عراقيين حول الإعلام العراقي | ||
| ||
حوار مع نقاد عراقيين حول الإعلام العراقي: حقيقة أم وهم؟ صفاء ذياب من بغداد: في العام 2004 هاجمت القوات الأميركية مقر جريدة (الحوزة) التابعة لمقتدى الصدر، ودمرته وأغلقت الجريدة حتى إشعار آخر، على إثرها بدأ أنصار جيش المهدي بقتال القوات الأميركية وصولاً إلى أحداث النجف الأشرف التي لم تنته إلا بتدخل كل الأطراف العراقية، السياسية والدينية. هذه الحادثة وضعت حرية الإعلام العراقي على المحك! خصوصاً بعد ظهور أكثر من 250 جريدة في تلك المدة لعدم وجود أية رقابة على إصدار المطبوعات، فكل من المال استطاع ان يصدر جريدة على حسابه الخاص، فضلا عن الأحزاب التي زادت على المائة حزب، إذ اصدر كل واحد منها جريدة باسمه... إذن، أين هي حرية الإعلام العراقي؟ هل لدينا حرية إعلام؟ حكومة عاجزة... وإعلام صامت أسئلة في صناعة الأزمة خطاب الإعلام وصورة الوهم التسلط قبل كل شيء التنظيم هو ما ينقصنا |
كتاب إسرائيليون يتحدثون لإيلاف عن الحرب | ||||
| ||||
كتاب إسرائيليون يتحدثون لإيلاف عن الحرب ناتان زاخ: لو كان أميل حبيبي حيا لخرج ضد نصر الله روني سوميك: لامخرج آخر سوى التفاوض الجليل من سمير الحاج: رغم أجواء الحرب القاتمة التي تلقي بظلالها على المجتمع الإسرائيلي، ووسط صواريخ الكاتيوشا التي تنهال كزخات المطر، وتحت دوي صفارات الانذار، وقبوع الناس في الملاجيء ارتأت إيلاف من منطلق أمانتها الصحفية وحياديتها، أن تلقي الضوء على آراء الكتاب الإسرائيليين ومواقفهم من الحرب، لتعكس صورة بانورامية لهذة الشريحة الهامة في المجتمع الإسرائيلي. ولم يكن سهلا استنطاق كاتب إسرائيلي في جو حرب كهذه، حيث الغموض والخوف من التصريح احتراسا من الآتي. كثيرون من الكتاب الإسرائيليين لم ينبسوا ببنت شفة وآثروا الصمت لعدم "وضوح الرؤية" على حد تعبيرهم أو لتأييدهم الباطن للحرب. فالبيان الذي أصدره، أبرز ثلاثة كتاب لإسرائيليين: دافيد غروسمان و أ. ب. يهوشواع وعاموس عوز يطالب "الموافقة الفورية الى وقف متبادل لأطلاق النار"ومن ناحية ثانية يبرز التأييد والشرعية للحرب "العملية العسكرية كانت عادلة ومبررة". وفي المؤتمر الصحفي الذي سبق مظاهرة ميرتس، قبالة مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب، دعا هؤلاء المخضرمون الثلاثة الى عدم توسيع الحرب البرية والقبول بالمشروع الذي طرحه رئيس حكومة لبنان فؤاد سنيورة. وقال دافيد غروسمان: "لو أن رئيس حكومة لبنان طرح برنامجه هذا يوما قبل انفجار الحرب- لوافقنا عليه". ورد غروسمان على التهم الموجهة الى اليسار الصهيوني، والتي تنعته بالأرتباك منذ اندلاع الحرب، قائلا: "أنا بالذات لا أشعر بالأرتباك، . كان لنا حق الخروج الى الحرب، لكن فيما بعد تعقدت الأمور، ليس لمصلحتنا. هذه الحرب تتسم بالرعب الشديد والصدمات المتجذرة، من الممكن أن تتسبب للبعض بعدم التوازن والقدرة على تحديد مصلحتنا حاليا، وللمدى البعيد". يكاد يجمع معظم الكتاب الإسرائيليين على مصداقية الحرب بداية، أما الآن فيطالبون بأيقافها. أما ناتان زاخ الذي قال "أن الحرب لا تأتي بنتائج"، يجيب من ناحية ثانية: "لا أعرف، هل يجب أيقاف الحرب أم الإستمرار بها، الأمور غير واضحة". وبرز في هذه الحرب الأتجاه اليميني العدائي، الذي نحاه الشاعر أيلان شاينفلد في قصيدته "كونوا اقوياء"، حيث يخاطب الجنود الإسرائيليين حاثا إياهم على حرق لبنان وغزة، وتخريب القرى والمدن "حتى يصبحوا بلا أهل". ومما جاء في القصيدة : "من يسخر من يوم التضحية، يسخروا منه يهوشوع سوبول (1939) كاتب مسرحي: روني سوميك (1951) شاعر، ولد في بغداد: ناتان زاخ (1930) شاعر، ولد في برلين، وهاجر الى فلسطين عام 1936: حول موقفه من وقف الحرب، أجاب قائلا: "لا أعرف. هل يجب أيقاف الحرب أم الاستمرار بها. الأمور غير واضحة، والجواب متعلق بالنتائج، وأنا لا أحب أن أطلق الشعارات، فلا يمكن لإسرائيل عدم الاستمرار بالحرب ما دامت القذائف تسقط عليها. ما دامت الحرب في أوجها فلا جواب، خاصة بعد أن رفض نصرالله مجيء جيش مسلح من قبل الأمم المتحدة كما في كوسوفو. إن الأمور تتجه إلى الأسوأ، وهذا يشجع إسرائيل على احتلال أراض لبنانية إلى ما وراء الليطاني. ستصبح الحرب مروعة أكثر". ألونة فرنكيل (1937) قاصة (أدب أطفال) ورسامة: أيلان شاينفيلد (1960)-شاعر ومسرحي: |
ناصر الأنصاري يلغي العراق ثقافيا | ||
| ||
يتضح أن مسؤولي الثقافة في مصر مصرون على محاربة العراق، بل مصرون على الغاء هذا البلد من خارطة الثقافة... فرغبة الانتقام من الشعب العراقي واضحة في كل ما يصدر للمصريين من كتب شعرية (بين قوسين) وفكرية (بين اربعة أقواس) وسياسية (بين الف قوس). عندهم حق: فجريمة الشعب العراقي جد كبيرة وهي موافقته على إزاحة نظام صدام حسين، وبالتالي مساهمته في قطع أرزاق مئات من الكذبة والشواعير والمفنكرين المصريين.. الذين هم أقرب إلى كتاب عدل من أن يكونوا كتابا بالمعنى الإنساني للكلمة... ومن بين هؤلاء الدكتور (لا اعرف بماذا) ناصر الأنصاري مؤلف "تاريخ الشرطة من الفراعنة إلى اليوم"! فها هو اليوم، وبصفته رئيسا لمعرض الاسكندرية العربي الاول للكتاب، يعلن عن جعل ثقافة السلام موضوعا للمعرض الذي سيفتتح في مدينة الاسكندرية يوم 23 أغسطس بمشاركة 12 دولة عربية... موضحا بنبرة لا لبس فيها أن الدول المشاركة: هي لبنان وسوريا وفلسطين والاردن والمغرب واليمن وليبيا وقطر والامارات والسعودية والكويت اضافة الى مصر... أما العراق فتم اقصاؤه، أو الأصح: يجب اقصاؤه... فهو بلد فالت، ولايمكن الانتفاع منه في ذهنية تجار "السلام" على الطريقة العربية: ارهاب العالم! العراق ألغي من معرض الاسكندرية العربي الاول للكتاب وكأن هذا البلد لا ثقافة له، ولا يعرف معنى للكتاب، وكأنه حُكم عليه إلى الأبد ان لا يعيش في سلام... وفعلا، فليس من باب الصدف أن يتزامن صدور إعلان الأنصاري عن "الثقافة لغة السلام" موضوعا لمعرض الاسكندرية، مع يوم تمت فيه أشرس هجمات للإرهابيين (المقاومين في قاموس كتاب العدل هؤلاء) هجمات قتلت 56 مدنيا واصابت 128 جريحا... لم يعر أحد من رجال الإنشاء العرب اهتماما بما يحدث من موت يومي في العراق، فالدم العراقي لم يعد بضاعة للظهور والاتجار.. كدم قانا الذين هم شاركوا في سفكه، بخطاباتهم الظلامية. هل سيقبل كل المدعوين من البلدان المدعوة هذا الاجحاف بحق العراق الثقافي... هل سينتفض أحد منهم على قرار الأنصاري المتعسف بعزل العراق، ويا ترى، هل هذا القرار قرار أتخذ وفق أهواء مؤلف "تاريخ الشرطة..."، أم هو قرار شرطي ثقافي أعلى رتبة من "مؤرخه"؟ وسؤال عرضي: ما هي مؤهلات الأنصاري لكي يصبح رئيسا لمعرض كتاب..؟ وأي نوع من الكتب سيتم عرضها والجميع يعلم أن الأنصاري هو وراء منع أهم ما يصدر من كتب تنويرية وفكرية حقا في مصر؟ وتجدر الاشارة هنا إلى أن للدكتور ناصر الأنصاري، عندما كان مديرا لمعهد العالم العربي في باريس، قصصا لايزال عمال المعهد يتندرون بها، مثلا في إحدى المرات الح كثيرا على ضرورة دعوة الشاعر السوري بدوي الجبل ارضاء للنظام السوري، فافهموه بعد ضحكات عريضة بان البدوي ميت منذ عشرين سنة!!! نعود إلى جوهر هذه العجالة، للآن لم نسمع اعتراضا واحدا من مثقفي البلدان المشاركة، على تغييب العراق ثقافيا وبالتالي مدنيا من مؤتمر يتعلق بثقافة السلام... ربما، غدا أو بعد غد، ستتفتح ضمائر عدد قليل لمقاطعة هذا المؤتمر الرامي قبل كل شيء إلى إقصاء العراق... بل طرده من ساحة الكتاب العربي. في الحقيقة، إني أتمنى أن يُطرد العراق مرة وإلى الأبد من زريبة الثقافة العربية السائدة هذه المزروعة بأخبث أعشاب العدوانية والكراهية لكل ثقافة إنسانية الطابع... ولكل ما هو مضاد للمشاعر القومجية التي غالبا ما تتميز بها مؤتمرات كهذه. نعم هذا ما أتمناه: أن يتخذ مرة وإلى الأبد المثقفون العراقيون موقفا واضحا من مواقف العرب الواضحة الاحتقار تجاههم... وأن يعلنوا قطيعة فعلية وملموسة مع منطق هذه الثقافة... وأن يفهموا: أنهم مقبولون فقط عندما يكونون عبيدا وخدما مقبولون عندما يحضرون هذه المؤتمرات كببغاوات تردد اسطوانة العرب المشروخة: "جرائم الاحتلال الأمريكي" وتغض النظر عن المسببين الحقيقيين لهذه الهجمات الدموية في العراق من إرهابيين غالبا ما تفرخهم هذه المؤتمرات وتباركهم.. مقبولون فقط عندما لايعود لهم كرامة وإرادة فردية. |