هند صبري 2006/07/06 |
|
مجلة فكرية ثقافية عامة بإشراف حكمت الحاج وتحرير نادية حنظل و لقاء الحر و كاتارينا اسكسون و محمد علي أحمد
هند صبري 2006/07/06 |
|
يوسف شاهين ثائرا يهدد بالاضراب عن الطعام احتجاجا علي القانون الجديد للصحافة في مصر
2006/07/06
القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسام ابو طالب:
بالرغم من حالته الصحية، كان المخرج يوسف شاهين بين اول المتصدين لقانون عقوبات النشر الجديد في مصر الذي يتيح حبس الصحافيين في حال تشكيكهم بالذمة المالية للمسؤولين بالحكومة.
ويهدد شاهين بالاضراب عن الطعام اذا ما خرج القانون للنور، وقال لـ القدس العربي بانه لا يليق بفنان دافعت عنه الصحافة طويلا وساهمت في الترويج لافكاره واعماله ان يصمت امام قانون يهدف للتنكيل بالمدافعين عن الشعب المصري.
واضاف ان القانون سن من اجل حماية حفنة من الفاسدين نهبوا وينهبون ثروات مصر ويريدون ان يقضوا علي ما تبقي منها بدون ان يزعجهم احد .
وكما في اعماله السينمائية، فاجأ يوسف شاهين ثائرا الكثيرين عندما شارك في بعض انشطة حركة كفاية ومظاهراتها، حتي انه كاد ان يموت مختنقا ذات مرة عندما القت قوات الامن قنابل علي مظاهرة كان يشارك فيها، لولا وجود اصدقائه الذين حملوه بعيدا. ويبدو ان شاهين قد رفض الامتثال لنصيحة من وزير الثقافة فاروق حسني الذي كان اتصل به ودعاه للبقاء في البيت وترك المظاهرات والعمل السياسي للشباب.
ويؤكد شاهين انه يستشعر رياح ايلول (سبتمبر) الشهيرة في نهاية عهد الرئيس الراحل السادات تقترب بسرعة، مبديا اعجابه بالاجواء التي تعيشها القاهرة حاليا، ويتحدث عن روح جديدة بدأت تسري بين المصريين بعد المظاهرات الاخيرة.
ويبحث السينمائي العربي القدير حاليا عن اماكن تصوير لفيلمه الجديد، وهو يجوب الاحياء والمناطق الشعبية والنائية وقد هاله حجم انتشار الفقر كل حي غني تواجهه ثلاثة احياء فقيرة لذا فقد اقتربت ثورة الجياع، ولن تستطيع اجهزة الامن مهما بلغت من قوة ان تسيطر عليها عندما تحين ساعة الصفر .
وقال شاهين لو انهم استخدموا الاموال التي انفقوها علي شراء السيارات المصفحة علي خلق وظائف عمل جديدة لما كان هناك عشرة ملايين عاطل .
ويري ان الغرض من صدور قانون لحبس الصحافيين هو اتاحة الفرصة للكبار كي يفعلوا ما يشاؤون بدون حسيب او رقيب، ويعتبر ان الحكومة لا تدرك بأن هناك العديد من الازمات التي تواجه الشعب وذلك لانها حكومة تدير شؤون الاغنياء ورجال الاعمال .
وحول فيلمه الجديد اكد شاهين علي انه يرصد في بعض جوانبه ملامح الفقر التي يعاني منها الشباب والظلم الاجتماعي الذي افرز العديد من الظواهر السلبية كأن يلجأ للانتحار او السفر عبر البحار بطرق غير شرعية. ويرصد الفيلم الذي يحمل عنوان هبة فوضي عددا من مظاهرات القضاة التي شهدتها القاهرة مؤخراً.
ويعترف المخرج الكبير بأن انتفاضة القضاة احيت الأمل في نفسه مؤكدا علي انهم عبر خروجهم للشارع كشفوا عن ان مصر لم تصل بعد للشيخوخة وان من يحكمونها لا يقدرون حجمها او وضعها.
وفي نهاية تصريحاته قال لـ القدس العربي : بصراحة كانت بداخلي احلام كثيرة اريد تنفيذها قبل ان اغادر الحياة لكن حلمي الان ان يتغير ذلك النظام قبل رحيلي عن الحياة واعتقد ان الملايين من ابناء وطني يشاركونني هذا الحلم .
تونس ومصادرة الصحف
2006/07/05
الضغوط التي تمارسها الحكومة التونسية علي حرية التعبير في بلادها معروفة، ومن ابرز نتائجها حدوث تراجع في المستوي المهني لمعظم وسائل الاعلام التونسية المقروءة والمسموعة.
فاعتقال الصحافيين ومصادرة الصحف وتشديد الرقابة علي المواقع الالكترونية، باتت من الممارسات المعروفة التي طالما وثقتها منظمات حقوق الانسان، والجمعيات المدافعة عن حقوق الصحافيين، ولكن يبدو ان الحكومة التونسية لا تعير اي اهتمام لكل ما يكتب ويقال في هذا الموضوع.
وبسبب كثرة المصادرات والمضايقات غابت العديد من الصحف العربية والعالمية عن الاسواق التونسية، لانها لم تعد تحتمل الخسائر المادية والمعنوية التي تلحق بها.
فاي خبر صغير يتحدث عن احداث لا ترضي الحكومة او بعض اجهزتها يمكن ان يعرض الصحيفة للمصادرة، حتي لو كان هذا الخبر صادرا من تونس نفسها، وبعثه مراسل وكالة محترمة ومسموح لها بالعمل.
في هذه الصحيفة واجهنا الكثير من المضايقات والمصادرات المباشرة وغير المباشرة، وتحملنا بسبب ذلك الكثير من الخسائر، وقد حاولنا ان نوصل شكوانا الي المسؤولين بكل الطرق والوسائل الودية، حرصا منا علي تونس والتواصل مع شعبها وطبقتها المثقفة، ولكن مساعينا كانت تقابل بالوعود والكلام المعسول، وبعد ان نغادر البلاد تعود الامور الي وضعها السابق.
الرقابة التونسية تستخدم اساليب غير مفهومة في تعطيل الصحيفة ومنعها من الوصول الي قرائها، فاحياناً تعطل الافراج عنها لعدة ايام، كنوع من المضايقة، ولمحاصرة التوزيع، ونحن هنا لا نتحدث عن المصادرات، وهي كثيرة وموثقة لدينا.
ندرك جيداً ان الحكومة التونسية حققت انجازات كبيرة علي صعيد التنمية الاقتصادية وخلق الوظائف وتحسين مستوي الانسان التونسي، ولكن ما قيمة كل هذه الانجازات اذا كانت اجهزتها تصادر الحريـــات وتعلـــــن الحرب علي وسائل الاعلام، وتستعدي العاملين فيها، وتحرم البلاد من اي قلم او صحيفة صديقة؟
نعترف باننا صبرنا في هذه الصحيفة طويلاً علي المصادرات والمضايقات التي تمارسها اجهزة الرقابة في تونس ضدنا، ولكن صبرنا بدأ ينفد وبدأنا ندرس فعلياً الانضمام الي العديد من الصحف العربية والعالمية التي قررت الابتعاد عن الاسواق التونسية.
نشعر بالاسف الشديد لاننا اضطررنا للتعبير عن معاناتنا بهذه الصورة العلنية، ونحن الذين نعتز بتونس وشعبها، واحتضانها لمنظمة التحرير ورجال المقاومة وآلاف الفلسطينيين بعد ابعادهم من لبنان، وهو موقف سيظل دائماً محل تقدير واعتزاز، ولكن أعيتنا السبل والوسائل، ونحن الذين لم نهادن اي حكومة عربية، وبح صوتنا من الشكوي في الغرف المغلقة، وباكثر الوسائل تهذيباً. لقد طفح كيلنا.
صور عارية لصوفيا لورين (71 عاما)
روما ـ اف ب: وافقت الممثلة الايطالية صوفيا لورين البالغة الـ 71 من العمر علي نشر صور عارية لها وهي ترتدي فقط اقـــراطا من الالماس في روزنامة بيريللي للعام 2007 حسب ما ذكرت مجلة جينتي امس الاربعاء.
واكدت لورين هذه المعلومات للمجلة الايطالية بقولها علينا ان نتحلي بالتصميم عندما نريد القيام بشيء يروق لنا ونفكر فيه منذ زمن بعيد .
وتحتفل صوفيا لورين بعيد ميلادها الـ72 في 20 ايلول/سبتمبر المقبل.
ولن تنشر روزنامة بيريللي صور لورين وحدها لانه تم التقاط صور لممثلات اخريات هن الاسبانية بينيلوبي كروز والبريطانية ناومي واتس والامريكية هيلاري سوانك والفرنسية لو دوايون ابنة جاين بيركن.
وقالت سيلفيا دمياني صديقة لورين ان الصور التي التقطها المصوران الهولنديان انيس فان لامسفيردي ووينود متادين في غاية الجمال ومن شأنها ترسيخ الاسطورة المحيطة بشخصية صوفيا .
ويثير هذا القرار انقسامات في عالم الفن في ايطاليا ففي حين تقول الممثلة الشقراء فاليريا ماريني ان صوفيا لورين رمز وبالتالي هي قادرة علي القيام باي شيء ، يقول المخرج جاني بونكومباني لا اري جدوي هذه الخطوة .
رداً علي محمد حسنين هيكل: موريتانيا لعنة الجغرافيا أم لعنة الجهل والتجاهل؟
2006/07/06
محمد عبد الرحمن محمد فال
قبل سنوات استقبلت ضمن لفيف من الإعلاميين العرب في احد المطارات العربية من طرف مسؤول حكومي سام صافحني قائلا: مرحبا بك في (...) كيف حال مقديشو؟ فهمت الأمر علي انه زلة علاقات عامة وقلت له محاولا تنبيهه، أنا قادم من موريتانيا، رد علي المسؤول الإعلامي الكبير نعم أعرف لكن كيف درجة الحرارة في عاصمتكم مقديشو؟ قلت له مرتفعة جدا جدا!!!.
وقبل شهور جلست مع رئيس تحرير واحدة من كبريات الصحف العربية لم يسمع قبلي بكلمة شنقيط ، وقال لي مازحا توقعت أنها وجبة غذائية عندكم !! قلت له قد تكون وجبة روحية وفكرية ولكن..
وقبل أسابيع التقيت مع حارس هندي في إحدي العمارات سألني فجأة بلغته المتكسرة هل موريتانيا عربية إسلامية؟ قلت له نعم، ولما لاحظ استغرابي لسؤاله قال لي أردت فقط أن أتأكد أنها هي نفسها بلاد شنقيط التي درسنا عنها في الجامعة الإسلامية بالهند.
هذه المواقف سيعيشها يوميا كل من يودع مطار نواكشوط الدولي باتجاه الشرق حتي يعود إليه، ولكن ما هو السبب؟ هل فعلا يعود للعنة الجغرافيا أم لعوامل أخري؟
استذكرت هذه المواقف ـ وغيرها كثير ـ عندما جدد الهرم الإعلامي الكبير أستاذ الأجيال محمد حسنين هيكل اساءته لموريتانيا، ويبدو انه حريص علي أن يتحفنا بمثل هذه الإساءات من حين لآخر، فقد كتب قبل سنتين أن موريتانيا دخلت الجامعة العربية عن طريق الخطأ وما أدراك ما الجامعة العربية؟ والأكيد أن موريتانيا تعتز وتتشرف جدا بوجودها في الجامعة العربية لأنها امتدادها الإقليمي وبعدها الحضاري، لكن أعتقد جازما أن اهتمامها بالقضايا العربية يجعلها مستعدة لخروج الجامعة علي الأقل مؤقتا إن كانت هي العائق أمام تحول الجامعة إلي مدينة أفلاطون الفاضلة .
يوم أتحفنا استأذنا الجليل هيكل بهذه الإسئلة لم تطاوعني نفسي في الكتابة له، وان كان الألم اعتصرني علي طريقة الفنانة الكبيرة فايزة احمد (أنا لست ابكي منك بل ابكي عليك...)
أما اليوم فأستاذنا الجليل هيكل يمعن في الاساءة والسخرية ردا علي سؤال الزميل محمد اكريشان في قناة الجزيرة عن رأيه في النموذج الموريتاني معتبرا لعنة الجغرافيا ـ التي تعاني منها موريتانيا في رأيه ـ عائقا أمام تقديم موريتانيا لأي نموذج صالح، وكأنه يتحدث عن الهنود الحمر أو شعوب الاسكيمو .
وفضلا عن الأسلوب الساخر الذي تحدث به تبلغ الاساءة ذروتها عندما يستعمل في حق موريتانيا كلمة اللعنة وهو يدرك جيدا الدلالة اللغوية والدينية والسياسية لهذه الكلمة.
وعندما يصل الأمر لهذا المستوي لا أجد بدا من التوجه لمقام أستاذنا الجليل بهذه السطور خاصة بعد أن استشعرت أن كبار المثقفين في موريتانيا ترفعوا عن الرد عليه، وأنا في كل الحالات لا أرد عليه لسببين اثنين أولاهما أنني لا املك الأهلية الكافية للرد علي هرم إعلامي وفكري بارز بحجمه، وثانيهما أن ما تفضل به مردود عليه بحكم الواقع والوقائع، لذلك أدعوه فقط إلي إلقاء نظرة جديدة متأنية علي الخريطة ليعرف أين تقع موريتانيا ما دام أسس لعنته لها علي أساس الجغرافيا ليتأكد أن الجغرافيا بريئة جدا من دعواه. فكم من الخبراء والاقتصاديين تحدث عن موقع موريتانيا الاستراتيجي الذي تحسد عليه برا وبحرا، ففضلا عن 700كلم علي شواطئ المحيط الأطلسي يرقد فيها اكبر مخزون للأسماك وأجوده في العالم إلي جانب اكبر وأروع محمية طبيعية للطيور في العالم ـ فضلا عن ذلك ـ تختزن الصحراء موارد هائلة من الحديد والذهب والنفط مع حديث عن اكتشافات هامة للغاز الطبيعي، لكل ذلك تضاف المساحات الزراعية الشاسعة والمواقع السياحية الساحرة.
لكن ثروة موريتانيا الحقيقة لا تتمثل في هذه الموارد الهائلة، وإنما في جوهر الإنسان الموريتاني نفسه تاريخا وحضارة وواقعا وآفاقا، فهذا الإنسان هو الذي حول هذا الموقع الجغرافي إلي ملتقي للحضارات والثقافات، فعلي أديم هذا الموقع يتعانق العرب والأفارقة عناقا وجدانيا روحيا رائعا أثمر تنوعا فكريا وثقافيا روافده المتدفقة بالعطاء تشكل مشهدا ثقافيا منقطع النظير.
وهذا الموقع (اللاعن) حسب أستاذنا الكبير هيكل له تاريخه الإشعاعي الهام المتجسد في نشر الإسلام والثقافة العربية في كل أدغال إفريقيا الوثنية، وامتد ذلك الإشعاع إلي أن وصل الأزهر الشريف وبلاد الهند ودول شرق آسيا، كما كان للشناقطة حضورهم المتميز في المحافل العلمية بالمشرق العربي خاصة في الحرمين الشريفين.
ويري الباحثون والمؤرخون العرب أن العالم العربي لم يشهد فترة انحطاط لأن الفترة التي ذبل فيه الإشعاع الثقافي بالمشرق كانت الفتيات في مدينتي تشيت و ولاتة ـ التاريخيتين بموريتانيا ـ تحفظن مقامات الحرير وتنعشن بها الأعراس غناء وتلحينا علي الطبول، ويكفي هذا المؤشر لقياس مستوي الإشعاع الثقافي لهذه الجغرافيا في ذلك التاريخ. إذا بأي منطق يتحدث استاذنا الجليل عن لعنة الجغرافيا الموريتانية ؟ بمنطق الإشعاع الثقافي المنظور لموريتانيا أم بمنطق عصر المدينة الكونية الواحدة واختصار الريمونت كنترول للمسافات في ظل الهيجان الرقمي الأشبه ما يكون بالتسونامي .
لكن اخطر ما استشفه من اساءة أستاذنا الجليل الجديدة المتجددة علي موريتانيا هي رفضه بما يشبه المكابرة أن تكون موريتانيا أو غيرها من الدول ـ الهامشية في رأيه ـ قادرة علي تقديم نموذج لأي عمل جيد يصلح للتعميم، وعلي العكس من ذلك يري المفكر العربي محمد صالح الهرماسي أن الأحداث الكبري لا تأتي إلا من الأطراف . والحقيقة أن أستاذنا الكبير هيكل ليس بدعا من المفكرين والإعلاميين العرب في اساءته إلي موريتانيا جهلا أو تجاهلا؟ لا ادري، المهم أنهم غير معذورين لدرايتهم أن الفضيلة توجد بين الرذيلتين، فوسائل الإعلام العربية لا تهتم بموريتانيا إلا إذا كان هناك انقلاب عسكري أو تعلق الأمر بتلك العلاقات المشينة والمرفوضة شعبيا مع الكيان الصهيوني الغاصب والتي ابتلينا بها، وان كانت ليست الأولي ولا الأخيرة من نوعها سرا وعلنا.
وفي بعض الأحيان تساورني شكوك ـ طبعا باطلة ـ أن هناك إرادة وتعمد لتغييب وظلم موريتانيا (ولو من باب نظرية أو عقدة المؤامرة التي ننسب لها نحن العرب آخر صيحاتنا الاخفاقية)فقبل شهرين تحدثت في ندوة مع بعض الزملاء حول هذه النقطة محاولا تنبيههم لما تشهده موريتانيا حاليا من تحول نوعي وجذري غير مسبوق في عالمنا العربي، ويا ليتني لم أتحدث لما لاحظته لدي بعض هؤلاء من لعنات تجاه موريتانيا ولن أنسي تلك الإشارة السلبية التي التقطها من القائم علي واحد من اكبر مراكز الدراسات في عالمنا العربي، وما جعلني اشعر بالأسي أكثر هو ما همس به احد الأصدقاء في أذني سائلا طلع عندكم نفط ؟ قلت له مستغربا نعم قال لي (بس لا تشيل هم.. تاريخكم معروف لكن نحن نتقن المزايدات... الكل سيهتم بكم الآن، فالإعلام العربي يهتم أكثر بمن يدفع أكثر) لم ابد لزميلي الودود ارتياحي لهذه الصورة السيئة التي رسم للإعلام العربي الذي انظر له من زوايا أخري أكثر إشراقا وتقديرا لما ألمسه يوميا لدي الكثير من الشخصيات الإعلامية المرموقة التي تعرفت عليها وكل واحد من هؤلاء يشكل مدرسة إعلامية رائعة، لكن حاولت أن اشرح له وللحاضرين أن مواقفهم السلبية تجاه موريتانيا تسيء إلينا علي عدة مستويات ففضلا عن كونها تعكس انطباعا معينا فهي أيضا تنمي التيار(الفرنكفوني) المستغرب الذي يكفر بكل ما هو عروبي في موريتانيا، والأخطر من كل ذلك أنها تخدم وبشكل كبير ورهيب أجندة ممثل الكيان الصهيوني في نواكشوط الذي يستقبلها كهدايا مميزة لما لها من إسهام بالغ في تسهيل مهامه المتمثلة أساسا في الاختراق الشعبي، ويبقي هو المستفيد الأول منها.
صحيح أننا في موريتانيا نتحمل حظ الأسد من غيابنا عن المشهد الإعلامي العربي لعوامل كثيرة لا داعي لحصرها لكن يمكن اختزالها في الوضع السياسي الذي كانت تعيشه البلاد في العقود الأخيرة، الأشبه ما يكون بالاختطاف الذي أدت تبعاته إلي شبه قطيعة مع العالم العربي، والأقسي والأبشع من ذلك كونه مهد تلك الظروف السيئة لتفريخ طفيليات التطبيع المشؤوم مع الكيان الصهيوني المغتصب.
أما اليوم فان موريتانيا تعيش لحظة مصالحة مع ذاتها تجسدت في إجماع وطني بدأت ثماره السياسية والاقتصادية تؤتي أكلها، واعتقد جازما أن صدمة الأشقاء ستكون قوية يوم تنقل لهم شاشات الفضائيات آذار (مارس) القادم صورة الرئيس الانتقالي الحالي خارجا من القصر الرئاسي مسلما مفاتيحه للرئيس المدني المنتخب، ذلك الرئيس الذي كل ما نعرفه عنه حتي الآن انه لن يكون من أعضاء المجلس العسكري الحاكم حاليا ولا من أعضاء الحكومة الانتقالية، كما نعلم انه لن يجلس إلي الأبد في انتظار سيدنا عبد الغفار (ملك الموت) لإنهاء مهمته، بل نعلم جيدا انه سيجلس خمس سنوات قابلة للتجديد الانتخابي مرة واحدة.
لحظتها سيتحدث مفكرونا رغما عنهم انطلاقا من معطيات الواقع والتاريخ و الجغرافيا عن النموذج الموريتاني وعن تصدير موريتانيا للديمقراطية إلي جانب النفط والثروات الأخري.
وعندها سيتضح هل كان أشقاؤنا يجهلوننا أم يتجاهلوننا وهل ما نعاني منه لعنة جغرافيا أم لعنة جهل وتجاهل؟
في انتظار ذلك وهو ليس ببعيد انقل لأستاذنا الجليل هيكل دعوة الوزير الأول الموريتاني له بالاطلاع علي تاريخ موريتانيا بعد أن أبدي احترامه وتقديره، ويمكنني أن أتجاوز علي معالي الوزير وافهم من ذلك دعوته لزيارة موريتانيا، وليثق أن الموريتانيين بشتي أطيافهم سيستقبلونه بالورود والتبجيل والإكبار، لأنه هيكل أستاذ الأجيال الذي نعتز ونفخر به، ولأننا أول من يؤمن أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وان كان هناك فرق كبير بين الرأي والحقيقة.
وفي الأخير أتقدم لمقام أستاذنا الكبير بخالص الاعتذار إن كنت تجاوزت أو انفعلت فقد كان علي أن اكظم في نفسي غيظ ثلاثة ملايين منسوب لتلك الجغرافيا ، واكتفي بامتثال الوصفة السحرية لكاهنة الحي التي شكوت لها ظلم ذوي القربي فناولتني ورقة مطوية وأمرتني بحرقها والبخور بها وذبح ديك احمر، وقراءة ألف من يا نفط زم و لكن الورقة كتب فيها بيت المتنبي (ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين علي التمام)
فعز علي أن احرق شعر المتنبي في بلاد المليون شاعر.
تقديري وتحياتي لأستاذنا الجليل هيكل ولكل الإعلاميين والمفكرين العرب بدون أن أنسي الحارس الهندي.
GMT 6:00:00 2006 الأربعاء 5 يوليو | سلوى اللوباني |
سلوى اللوباني من القاهرة: أصدر القس عبد المسيح بسيط أبو الخير كتاباً يرد به على رواية شيفرة دافنشي بعنوان "مريم المجدلية هل هي الكأس المقدسة وهل كانت زوجة للمسيح؟"، ويعد الكتاب الخامس في سلسلة اللاهوت الدفاعي، والجدير بالذكر أن القس عبد المسيح هو كاهن كنيسة السيدة العذراء الاثرية بمسطرد في مصر، يضم الكتاب 7 اصول تناول من خلالها القس مصادر رواية شفرة دافنشي ومحور روايات وأساطير الكأس المقدسة، واساطير واوهام مريم المجدلية، اضافة الى ذلك تضمن الكتاب المجدلية والكأس المقدسة في لوحة العشاء الاخير، ومريم المجدلية في الاناجيل القانونية والكتب الابركريفية وهل تزوج منها المسيح؟ وكيف قبلت الاناجيل القانونية ولماذا رفضت الكتب الابوكريفية، كما وضح ما جاء بهذه الكتب وفكرها وموقف الكنيسة منها، وانتقد القس عبد المسيح كتابات الكُتاب العرب من غير المسيحين حول الرواية، واضافة الى ذلك وجه اللوم للحملة الاعلامية الغربية التي روجت لرواية شفرة دافنشي، وقال أن الرواية ترجمت الى 80 لغة منها اللغة العربية، وقرأها حتى الان 40 مليون شخص، لذلك كان واجباً عليه أن يقدم من خلال كتابه الجديد الأدلة والبراهين العلمية والكتابية والتاريخية واللاهوتية، معتمداً ليس على الكتب الدينية فقط، بل بالدرجة الأولى على الموسوعات العلمية والدراسات التي قام بها مئات العلماء، لإثبات بطلان هذه الادعاءات الوهمية الملفقة والكاذبة، وليثبت أن كل ما زعمه الروائي براون والذين تأثر بهم ونقل عنهم والذين هللوا لما كتبه، بعيد تماماً عن الصحة والحقيقة. الرواية ومصادرها: موقف الكُتاب العرب من الرواية:
ويعتبر القس عبد المسيح أن الكثير من الأكاذيب والضلالات جاءت في عدة كتب نُشرت ابتداء من سنة 1983، وهذه الكتب راحت تستعين بأساطير العصور الوسطى لتنسج أساطير وهمية جديدة حول شخصية مريم المجدلية وتزعم بأنها تزوجت المسيح وأنه أنجب منها نسلاً، ويوضح القس عبد المسيح أن هذه الكتب نسجت الاساطير والاوهام حول لوحة الفنان الايطالي "ليوناردو دافنشي" العشاء الاخير وجعلوها تقول ما لم تقل به، وتخيلوا فيها ما لم يفكر فيه الرسام مطلقاً، وراحوا يبشرون بعبادة الأنثى المقدسة، الكاهنة والإلهة بعبادتها الجنسية الإباحية الداعرة، ويطالبون المجتمع بممارسة الجنس الإباحي بدلاً من الذهاب إلى الكنيسة، وأنكروا لاهوت المسيح ووحي الكتاب المقدس، ومن أهمها كتابان هما "كتاب الدم المقدس-الكأس المقدسة" ورواية "شفرة دافنشي" للروائي الامريكي "دان براون" التي نشرت عام 2003، والتي هو بصددها في كتابه الجديد، ويقول انها اعتمدت بشكل رئيسي على ما سبقها من كتب، خاصة كتاب "الدم المقدس الكأس المقدسة"، والتي اقتبس براون منه معظم أفكار روايته، ولهذا السبب يواجه براون دعوى قضائية لا تزال منظورة أمام القضاء بتهمة انتحال أفكار الغير.
وانتقد موقف بعض الكُتاب العرب من غير المسيحين الذين كتبوا عن الرواية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والدراسة ومعرفة مدى وحقيقة ومصداقية هذه الرواية التي سبت المسيحية واليهودية والإسلام صراحة، واعتبرهم أنهم كتبوا ما تصوروا وزعموا أنها حقائق تمس جوهر العقيدة المسيحية، وتجاهلوا ما جاء بها من تلفيق وخرافات وأوهام وأكاذيب وأخطاء تاريخية وعلمية وفلكية وكتابية، كما وضح أسباب التقاء هؤلاء الكتاب العرب مع فكر كاتب الرواية من خلال نقطتين، أولاً الزعم بأنه كان يوجد عشرات الكتب التي كتبها تلاميذ المسيح، وقد رفضتها الكنيسة وأبقت فقط على الأناجيل الأربعة، وبقية أسفار العهد الجديد القانونية، لأنها تؤيد وجهة نظرها في عقيدة لاهوت المسيح، والثانية بأن المسيح كان مجرد نبي عظيم فقط وبشر فان، وأنه ليس إلهاً، كما تؤمن بذلك المسيحية، ومن هنا رأوا في خرافة وأسطورة مريم المجدلية وادعاء الكاتب، دان براون وبقية الكتاب ممن يسمون ب "متأملي العصر الجديد"، بأن المسيح قد تزوج بها وأنجب منها نسلاً، وبذلك يكونوا قد تجاهلوا أنه سب الاسلام كما سب اليهودية والمسيحية عندما قال أن الاديان جميعاً مبنية على تلفيق.
حبك سباني
جاري تحميل الاغنيه خلال ثواني .... الرجاء الانتظار
حبك سباني وانا جسمي نحل والوصل للي يودك ماحصل
مايحق لي ياقمر منك الزعل توعد وتخلف ويزداد العنا
والله لولا الحيا واخشى الملام لاصلكي غصباً على كل الانام
واطفي لهيب المحبه والغرام واقول عش يا سريراً ضمٌـنا
انا تمنى اعانق شلحتك والباب مقفول جوا غرفتك
انادمك ثم اشرب قهوتك واقطف من ازهار هذاك الجنا
واضم جسم خلقه الله غضيض والشعر الاسود يغطينا نقيض
انا اشهد اني بعد هذا حظيظ احظ مخلوق في الدنيا انا
طلال المداح 1963 الطائف
برنامج ثرى يميز الدورة 24 لمهرجان قابس الدولي
تتميز الدورة الرابعة والعشرون لمهرجان قابس الدولي التي تتواصل من 23 جويلية الي 15 اوت 2006 بثراء محتواها حيث تتعدد العروض الموسيقية والغنائية الوطنية والعربية الي جانب العروض المسرحية والتظاهرات الشعرية والفكرية.
وستنطلق الدورة بعرض " بهجة الواحة " لجمعية المهرجان بمشاركة الفنان الشاذلي الحاجي ومواهب شابة في الغناء والرقص من ابناء الجهة فيما تؤمن سهرة الاختتام الفنانة التونسية نورة امين.
وسيكون جمهور مسرح الهواء الطلق بقابس علي موعد مع سلسلة من العروض المسرحية علي غرار مسرحية" واد الربيع " لعبد القادر مقداد و"في هاك السردوك نريشو" للامين النهدى و"المستوج" لعبد اللطيف بوعلاق و" على وحدة ونص " لكوثر الباردى وجلال الدين السعدى.
وسيحتضن الفضاء ذاته عروضا وطنية اخرى من بينها عرض لبالي سهام بالخوجة وسهرة للفنان الشعبي سمير الوصيف وعرض موسيقي لمجموعة عيون الكلام الى جانب عدد من العروض العربية ابرزها عرضا للفنانة اللبنانية نجوى كرم يوم 31 جويلية واخر للفنانة الاردنية ديانا كرزون يوم 8 اوت الى جانب سهرة شعرية للشاعر المصري عبد الرحمان البنودى يوم 12 اوت.
كما سيحيي الفنان الجزائري عبد الله المناعي سهرة تراثية بساحة كرنيش مدينة قابس.
وتمت كذلك برمجة لقاء حول"الثقافة الوطنية وتحديات الراهن" وذلك في اطار الانشطة الفكرية التي دأب المهرجان على تنظيمها .
فى أحد الفنادق فى القاهرة الكبرى
و التى تعج بحياه حافلة على مدار الأيام .. و بشكل أكثر خصوصاً فى ليلة الخميس ..
كان فندق هيلتون رمسيس .
يعيش لحظات فريدة .. و استثنائية .. فقد تزين الفندق .. و تجمل . لا ليستقبل احتفالاً بمناسبة عادية .. أو بزفاف خاص .. أو ببهجة كتلك التى تحياها قاعاته كل ليلة .. بل كان الجو المحيط يُوحى بشئ غريب ... لم تعتده الأعين .. و لم تلمسه العقول .. و لم يخطر على عقل بشر
انتشرت الزهور .. و الورود .. و أُطلق البخور .. و استعدت فرق الرقص و الغناء .. لتنشد نغمات جديدة .. على وقع أهازيج .. تتمايل رياحينها هذه المرة بشكل لم تشهده مصر منذ حباها الله بدين الإسلام و المسيحية .
فعند الثانية عشرة مساءً بالتمام و الكمال .
كانت إحدى قاعات فندق هيلتون رمسيس
تشهد حفل زفاف هو الأول من نوعه فى بلد الأزهر الشريف ..
و قف الجميع مشدوهين . و هم يشهدون ( رجلين ) يترجلان من سيارة فخمة .. مزينة بالورود و الزينة .. توقفت عند باب الفندق ليهبطا منها .. و فى لحظات كان الرجلان يتأبطان بعضهما بعضاً و يتقدمان وسط فرقة الموسيقى التى راحت تزفهما فى مشهد غريب .. أثار كل الموجودين داخل الفندق .. و فى قاعات استقباله .. و فى ردهاته الرئيسية
توجه ( الرجلان ) بخطوات وئيدة إلى حيث موقع الإحتفال بهما ... فى حفل الزفاف الذى تقرر فى تلك الليلة الغريبة .
رجال و نساء جاءوا ليجلسوا فى مناضد متفرقة .. ( رجلان معاً ) .
. أو سيدتان معاً .. فقد كان المشهد غريباً و مثيراً .. و راح من يشهدون ما يجرى يفتحون أعينهم . غير مصدقين ما يحدث امامهم .
و ما هى إلا لحظات حتى دلف العروسان ( الرجلان ) إلى داخل القاعة .. تستبقهما أصوات زاعقة .. فيما راحا يتبادلان ابتسامات الإعجاب و الحب .. فى مشهد بدأ فيه كلاهما .. سعيداً متباهياً . و كأنه يُزف إلى الدنيا كلها
راح من شهدوا هذا الموقف الغريب .. يتساءلون عن هذا الذى يحدث !! ..
و راح آخرون يضربون كفاً بكف ..
و راح من شاء حظهم أن يتواجدوا مصادفة فى المكان يلعنون ما يشهدونه ..
و هم يرددون ( نستغفر الله العظيم .. من كل ذنب عظيم ) ..
و حين تنامت الأسئلة و تصاعدت عن
جنسية هذين اللذين أقدما على هذه الفعلة المرذولة و الغريبة على المجتمع المصري و التى تجرى على أرض قاهرة المعز ؟..
جاء الجواب على لسان بعض الحضور ( إنهم كوايته ) ..
رفض المجتمع الكويتى و الدولة هناك أن يسمحا لهما بهذا الزفاف ..
و لكن مصر رحبت ..
و فتحت لهما الأبواب ليكونا أول زوجين - رجلين
( يتزوجان بعضهما البعض على أرض مصر ).
* كان الجواب كالصدمة التى أصابت من تواجدوا مصادفة و من راحوا يرقبون مجريات ما يحدث .. و الغيظ يأكلهم .. و قلوبهم تتمزق .. و راحوا يسألون أنفسهم عن هذا الهوان .. و الإجتراء على الدين .. و تجاوز المقدسات .. و السماح بالمحرمات فى بلد الأزهر الشريف .. الذى تجرى على أرضه وقائع زفاف اثنين من الشواذ .
كان المشهد درامياً .. ففى منتصف القاعة
جلس العروسان .. الذكران ( الرجلان ) على كرسيين متجاورين .
تحيط بهما الزهور من كل اتجاه ..
بينما راحت أصوات الموسيقى الحالمة تصدح فى أروقة القاعة .
لتبعث بالراحة فى الآذان
كان الزوج - أو من أُطلق عليه هذا اللفظ .. ممتلئ الجسد .. ضخم الملامح .. و كان شعره يتدلى على ظهره و كأنه شعر فتاه .. أرادت أن تطلق شعرها لجذب مفاتنها للناظرين .. أما الآخر الذى اُطلق عليه الزوجة فكان ذا قوام نحيف .. رشيق بعض الشئ .. و إن كان شعره أقل من شعر الزوج ، كان الجميع يراقب نظراتهما . و ابتساماتهما .. و مغازلاتهما لبعضهما البعض .. كانا يتهامسان .. ثم تكسو وجهيهما ضحكة عريضة .. و فى مشهد لا يخلو من دلالات .. راح كل منهما ينظر إلى الحاضرين .. و يوزع ابتساماته عليهما ..
صوت الموسيقى يعلو .. و الجو يزداد سخونة .. أغان خليجية ... و أخرى أجنبية .. يتردد صداها فى أجواء القاعة .. يدعو منسق الفرقة الموسيقية العروسين .. الرجلين .. للتقدم إلى منتصف الصالة .. و على انغام الموسيقات المختلفة .. الصاخب منها .. و الكلاسيكى الهادئ .. راح كلاهما يستعرض مفاتنه فى وصلات راقصة .. لم تخل من إيحاءات بعينها .. حتى أن الرجل العروس كان يرقص و كأنه ينافس أشهر الراقصات ... أما ( العريس ) ضخم الجثة فكان يهز جسده بالكاد ... و يسعى قدر جهده لتوفير طاقته لاستخدامها فى الوقت و اللحظة المناسبتين . فبعد ساعات قليلة سوف يكون على موعد مع ليلة العمر
و حين راح ( العروسان الرجلان ) يواصلان وصلات الرقص على مختلف الموسيقات ... اندفع العديد من الشباب الخليجى إلى قلب القاعة .. يتمايلون و يرقصون .. و يرددون أغانى شاذة . و نشازاً ، و كانت اشكالهم جميعاً و ملامحهم تكشف عن طبيعتهم و تركيبتهم .. و كانت نظراتهم تحمل من الإيحاءات .. ما يتجاوز حدود الكلام .
* هكذا استمرت الرقصات الشبابية لأكثر من نصف ساعة .. وسط حالة من الفرح و البهجة الغريبة .. و فى لقطة درامية راح العريس يحكى وقائع قصة العشق و الوله التى ربطته بمحبوبه و عروسه الرجل .. نظر إلى الحضور .. و أمسك بسماعة الحضور ليروى .. بإثارة و تشويق وقائع الغرام الذى ربط بين قلبه و قلب الرجل الذى أحبه منذ سنوات طوال .. قائلاً إنه صعد فى مواجهة كل الضغوط التى تعرض لها .. لكى يظفر بمحبوبه .. و عشقه الأول فى الحياه . و راح يحكى بألم عن بلده و أهله فى الكويت الذين ضنوا عليه بالحنان .. و رفضوا أن يسمحوا له بإقامة حفل زفافه من حبيبه على أرض بلاده .. مُبدياً تأثره الشديد بهذا الموقف غير المبرر - حسب وصفه - و لكنه يحمد الله أن مصر .. الكبيرة .. و الحنونة قد فتحت له ذراعيها .. و قبلت أن يُقام حفل زفافه على حبيبه فوق أرضها .. و من هنا فقد قرر أن يأتى و يحتفل بزفافه فى مصر أرض الأهرامات و التاريخ و الحضارة . ليستمتع هو و حبيبه بشهر العسل على ضفاف النيل الخالد .. ليعيش لحظات السحر المصرى فوق ربوع هذا البلد الذى فتح لهما ذراعيه .. و احتضنهما .. بعد أن تجاهلهما أهلهما هناك فى الخليج .
و بعد وصلة من التصفيق الحار الذى قوبل به كلام العريس ( الرجل ) . راح العريس الرجل يحكى من جانبه قصة الذكريات السعيدة ... و لحظات الإرتباط الأولى التىجمعته بحبيب القلب .. و يروى وقائع الكبت و الحرمان و القيم البالية فى بلاده التى منعته من الإرتباط بأعز إنسان لديه فى الوجود .. و يوجه الاتهامات لما وصفها ( بالعادات الذميمة ) التى تحرم الغنسان ( الذكر ) من أن يمارس الحب مع حبيبه ( الذكر ) .. و لم ينس أن يشكر مصر ذات القلب الحنون التى جمعت المحرومين .. و المطاردين على أرضها و منحهما حبها لقبول زواجهما على أرضها
* و ما هى لحظات حتى كانت القاعة التى ازدحمت بالحضور تعلن عن بدء فاصل جديد من الرقص .. إذ تسللت إلى منتصف القاعة راقصة شابة .. كان المجون بادياً على وجهها . اتجهت صوب العروسين الرجلين و راحت تتمايل بينهما فى تؤدة .. و تعبر عن محبتها لشجاعتهما .. و راحت تدعو الفتيات الموجودات فى القاعة لكى يشاركنها فرحة الزفاف .. فاندفعن فى مساخر زاعقة .. يحيطن بها من كل إتجاه .. و هنا يتقاذفن ذات اليمين و ذات الشمال .. ليعربن عن سعادتهن بهذا الحدث الذى سيفتح الطريق أمامهن .. لكى تتزوج كل منهن من تحب من بنات جنسها .
و وسط السخط الذى عم المكان .. تقدم أحد العاملين بالفندق .. يدفع بتورتة كبيرة أمامه ( متر × 2 متر ) كتب عليها اسم الزوجين الرجلين ( الرجلين ) .. و كما يفعل فى حفلات الزفاف العادية .. راح يقدم لهما سكيناً ، و طلب منهما قطع تورته الزفاف .. إعلاناً ببدء الخطوات العملية لعقد الزواج الأبدى بين الزوجين .
على أنغام الموسيقى الهادئة .. تقدم الزوجان .. أمسكا بالسكين .. و برقة شديدة جرى قطع التورتة التى رُسمت على شكل قلب . فيما راح الحاضرون يصفقون إعجاباً .. ثم تواصلت الرقصات .. و راح برنامج الحفل ياخذ طريقه حتى الخامسة صباحاً .. وسط ضجيج الذكور .. و عواء الإناث الذين شاركوا العروسين الرجلين فرحتهما .
و بينما كانت مآذن القاهرة تصدح بآذان الفجر .. و كانت آيات الذكر الحكيم تصدح فى جنباتها و فيما كان المصريون يتأهبون للخروج إلى أعمالهم بسطاء و عمال و فقراء يستعيذون بالله من الشيطان .. و هم يتوضأون ليصلوا الفجر .. و يستعدون لبدء يوم جديد فى حياه شاقة .. ملؤها التفاؤل و الأمل .. كانت وقائع أخرى تجرى داخل الفندق .. حيث راحت فرقة الزفاف تزف العروسين ( الرجلين ) إلى غرفة مشتركة .. تم حجزها خصيصاً فى الفندق .. أُغلقت الأبواب و طُويت صفحة الفرح .. و شهد من شهد .. و بدأت أولى ليالى العمر بين رجلين .. ضاقت بهما أرض بلدهما الكويت . فوجدوا متسعاً فى مصرنا .. و فى قاهرة المعز .. ليرتكبا الرحام .. و ليمارسا الشذوذ من فوق شاطئ نيلنا الخالد .
و فيما كان الهدوء يخيم على المكان .. و فيما كانت بواكير الصباح تنبئ عن يوم جديد .. و كان المشهد العبثى يثير الحاضرين من إدارة الفندق .. إلى رجال الشرطة و السياحة و أجهزة الدولة .. لكن أحداً لم يعترض . فنحن فى أشد الحاجة إلى دخل السياحة .. و أموالها يجب أن تتدفق على خزانة الوطن . ليس مهماً الوسيلة أو الطريقة .. بل الغاية هى الهدف . ليس مهماً الحلال و الحرام .. ولا غضب الله سيحانه و تعالى .. بل كل شئ يهون طالما أن الدولارات و الدنانير تقتحم الجيوب .. ليس مهماً الإساءة إلى بلد الأزهر .. و لا المس بطهارة أولياء الله الصالحين .. القابعين على بعد خطوات من موقع المهزلة التى حدثت .. المهم فى نظر هؤلاء أن تكون مصر بلد الحضارة و الرياد ة.. و بلد الحرية .. و بلد كل شئ .. فلقد عز الشرف ... و غابت المعايير .. و تراجعت الأخلاق .. و سقطت قيم كنا نظنها صامدة .. و لكن .. و يا للمأساه.. فها هى تتحطم أمام أعيننا دون أن نحرك ساكناً
تحرير : محمود بكري
نقلاً عن جريدة الأسبوع بتاريخ 15 أغسطس 2005 - 10 رجب 1426 هـ
الخميس,حزيران 29, 2006
قصة قصيرة- كرمى لعيني مادونا
بقلم: علاء الدين كوكش
كان سيف، ابن جاري وصديقي في الجامعة، عاشقاً لمادونا وإذا دخلت إلى غرفته فلن ترى فيها شيئاً غير مادونا.. فصورها تملأ الحيطان وأبواب الخزانة وظهر الباب.. حتى السقف ألصق عليه صورة كبيرة لمادونا، وهي شبه عارية، لا أعرف من أين حصل عليها.. وكان يمتلك أرشيفاً كبيراً لها من الصور والمقابلات والتصريحات، وقد خزّنها في ذاكرته حتى أنك لو سألته في أي لحظة عن بعض التفاصيل في حياتها لأجابك دون تلكؤ!!
كان إذا سمع عن صدور ألبوم جديد لها، لا ينتظر نزوله إلى السوق بل يسافر إلى بيروت لشرائه، وكان وضعه الاقتصادي يساعده على ذلك.
بعد تخرجنا من الجامعة، فرع الأدب الإنكليزي، عمل هو في شركة سياحية، وسافرت أنا إلى الخليج للعمل هناك وصرت ألتقيه في إجازاتي فقط.. وفي إجازتي الأولى في الصيف زرته في بيته ، أحمل له هدية كنت أعرف أنه سيسر لها، وقد كان شريط فيديو جديد لمادونا وصل إلى الخليج قبل أيام من إجازتي.
عندما نظر إلى الشريط واكتشف أنه جديد، هجم علي وعانقني وقبلني ثم تركني مسرعاً إلى جهاز الفيديو لمشاهدته.. تأملته وهو جالس يشاهد، بعشق ووله، مادونا وجسدها الذي يطفح جنساً ، ثم تأملت الغرفة.. لقد أصبحت الآن مثل المكعب الحجري، على كل مربع منها صورة لمادونا.. وبين المربعات تظهر بعض الخطوط التي تدلك على أثاث الغرفة أو نوافذها وبابها..
بعدما أنهى مشاهدة الشريط، التفت إلي وقال: كنت أنوي السفر إلى بيروت حين وصول الشريط، ولكنهم في الخليج الآن، أصبحوا يسبقون بيروت أحياناً باتصالهم بالعالم الخارجي.. قلت له وأنا أشير إلى الصور: ماذا ستفعل بها حين تتزوج وتأتي زوجتك إلى هذا المكان؟
رد علي قائلاً: ومن قال لك إني سأتزوج؟!
قلت له: هذه سنة الحياة.. ولا تستطيع بالطبع أن تتزوج مادونا!!
أجابني: ومن قال إني لا أستطيع؟ إني أتزوج مادونا كل يوم.. أتزوجها في أحلام يقظتي، وقبل نومي، وأحياناً في نومي!!
قلت له بإشفاق: إلى متى ستبقى على هذه الحال؟!
نظر إلي مطولاً، بصمت، ثم وقف وتمشى.. وكان خلالها يقف وينظر إلي هاماً بالكلام لكنه يحجم.. أدركت أن هناك شيئاً ما ينوي إطلاعي عليه ولكنه يتردد.. قلت له بصوت ودود: ما القصة؟ قل لي..
تغلب على تردده واقترب مني وقال: أنت صديقي الوحيد الذي يعرفني جيداً لذلك سأخبرك.. كنت أنوي كتمان هذا الأمر عن الجميع بما فيهم أنت.
جلس بقربي وبدأ يحدثني بصوت خافت، قال: أنت تعرف أنني أراسل مادونا منذ أيام الجامعة.. قلت له: أعرف ذلك.
قال: منذ أشهر، وبعد مشاهدتي لها في فيلم تقوم فيه بدور امرأة آسرة ومسيطرة، طفح بي عشقها، فكتبت لها في رسالتي، إنني مستعد أن أقدم لك عمري كله لقاء قضاء ليلة واحدة معك.
ابتسمت له، فقد راودت، هذه الأفكار، خيال معظمنا – شباباً وبناتاً – أحياناً تجاه بعض النجوم، وكنا نرددها بين بعضنا مازحين.
لاحظ سيف ابتسامتي فقال: نعم، كتبتها لأعبر عن شدة إعجابي بها.. ولكني فوجئت برسالة وصلتني منها تقول: هل أنت جاد؟!
أعترف هنا أن ابتسامتي قد اختفت وظهر الاستغراب على وجهي.. ورد صديقي على ذلك: نعم، أنا مثلك، لم أصدق في البداية.. استغربت أولاً الرد، وثانياً السؤال.. ولكن الرسالة كانت حقيقية وصادرة من مكتب مادونا، وبتوقيعها الذي أعرفه جيداً..
عدلت من جلستي وسألته: أنت متأكد من ذلك؟ فرد علي: ولكنني لم أنه القصة بعد.. قلت: أهناك شيء آخر؟ قال: نعم، وأكمل: مضى علي عشرة أيام، بعد وصول رسالتها، وأنا أفكر بالأمر مقلباً إياه بين التصديق والتكذيب، حين وصلتني رسالة ثانية منها تقول: لم تجبني حتى الآن، هل أنت جاد؟
لاحظ سيف ما بدا على وجهي من الدهشة، فقال: أنا كنت مذهولاً أكثر منك.. ولكي أتخلص من الدوامة التي بدأت أعيشها، أرسلت لها جواباً: نعم إني جاد.. وفوجئت بالرد يصلني بسرعة: أرسل لي صورة عن جواز سفرك.. فأرسلت لها صورة عن جواز سفري، وأنا غير مصدق ما يجري معي، وكنت أفكر أن هناك من يمزح معي، وسأجاريه حتى أكشفه!!
بعد أيام وصلتني رسالة بالبريد السريع، وفيها فيزا للزيارة، وتذكرة سفر باسمي على الخطوط الجوية الهولندية، وكلمات مقتضبة تقول: بعد أن تثبت موعد سفرك أرسل لنا برقية حتى نرسل أحداً لاستقبالك في مطار نيويورك!!
صمت ناظراً إلي ليرى تأثير ما قاله على وجهي.. تمالكت نفسي وقلت له: الآن أنت تمزح.. نظر إلي بصمت، ثم هم بالكلام لكنه توقف ونهض نحو الخزانة، وأخرج منها شيئاً عاد وقدمه لي.. كان جواز سفره ووسطه تذكرة سفر، فتحت الجواز لأجد تأشيرة دخول إلى أمريكا وبطاقة سفر باسم سيف من الخطوط الجوية الهولندية.. فوجئت فعلاً، وأخذت أعيد النظر فيهما.. كان كل شيء حقيقي، ورفعت رأسي نحوه غير مصدق!!
قال لي: ما رأيك الآن؟
قلت له: لقد وضعتني في دوامة كبيرة..
قال لي: دخلت هذه الدوامة قبلك، وقلبت الأمر على وجوهه المختلفة، ولكني لم أصل إلى جواب.. وأخيراً حزمت أمري وقررت السفر.
قلت له: ماذا تعتقد أن مادونا تريد منك؟
أجابني : سأعطيك الجواب الذي أقنعني أكثر من غيره.. أنت تعرف أن مادونا مشهورة بنزواتها وتصرفاتها المتهورة، وقد يكون هذا أحد نزواتها.. على كل يكفيني مشاهدتها والحديث معها.. ونهض منهياً النقاش، وقال: سأحضر لك قهوتك.
قلت له وأنا أودعه: كن حذراً، وإن احتجت إلى أي شيء فأنت تعرف عنواني في دبي، وبكل الأحوال طمئني بعد أن تصل لأمريكا.
عدت إلى مقر عملي في الخليج.. ومضى العام دون أن يصلني منه أي خبر... وعندما عدت إلى دمشق في إجازتي الثانية، توجهت مباشرة إلى بيته، فقد كنت متلهفاً في الحقيقة لسماع أخباره.. قرعت الجرس، لم يفتح الباب ولكني أحسست بحركة خلفه، انتظرت قليلاً ثم عدت لقرع الباب الذي فتح بعد قليل، وكان سيف بجسمه يسد فتحة الباب وكأنه لا يريدني أن أدخل، وقد ظهر وجهه شاحباً، ووضع على عينيه نظارة سوداء.
نظر إلي بصمت وبقي على وضعه... قلت له: ألا تريدني أن أدخل؟
قال: أفضل أن نذهب إلى المقهى المجاور ونشرب القهوة هناك.
أحسست أن هناك شيئاً ما يحاول إخفاءه عني، ولو ذهبت معه إلى المقهى فسينجح في ذلك، هم بالخروج قبل أن أجيبه، ولكني وضعت يدي على صدره موقفاً إياه.. انتبهت بعد وضع يدي إلى علائم ألم خفيف ظهرت على وجهه، ولذلك ابتعد للخلف، وبابتعاده دخلت وتابعت سيري إلى غرفته، وحين فتحت بابها فوجئت بمنظر الغرفة، لم يكن لها علاقة بالغرفة التي رأيتها في السنة الماضية.. كانت خالية من أي أثر لمادونا.. لهذا لم يكن يريدني أن أدخل إلى غرفته.. كان فضولي كبيراً لأعرف سبب هذا التغيير.. وبعد أن جلس بعيداً عني قلت له: أخبرني ماذا جرى معك؟.. تردد قليلاً ثم تمالك نفسه وتظاهر بالضحك وقال: وماذا يمكن أن يجري، لقد مكثت في أمريكا لمدة شهرين ثم عدت.
وقلت له، وقد أدركت أنه يحاول التهرب من الحديث: هل رأيت مادونا؟
أحسست أنه فوجئ بالسؤال.. فأجاب بعد تردد قصير: نعم...
قلت له على الفور: غير صحيح، فلو شاهدتها ولو لدقائق لبقيت مادونا في غرفتك.. وقفت وأنا أنوي المغادرة.
قلت له: أنت حر في أن تكتم ما جرى معك هناك، ولكني لا أحب أن تكذب علي.. اتجهت نحو باب الغرفة حين أتاني صوته: ابق هنا.. وسأحكي لك كل شيء.
عدت إلى مكاني، وبعد أن جلست نظرت إليه، كان مطرقاً برأسه، أحسست به يعاني من تردد في البوح.. وأخيراً رفع رأسه نحوي وكان هناك دمعة تسيل على خده ببطء.. استغربت ذلك وقلت له: لم لا تخلع النظارة؟ لم يجبني، ومسح دمعته وقال: بعد أن وصلت نيويورك كان هناك شخص يحمل لافتة باسمي، اتجهت نحوه وقدمت نفسي له.. أخذني إلى شقة فخمة، لا تبعد كثيراً عن المطار ، وقال:يمكنك أن تأخذ راحتك حتى المساء حيث ستأتي مادونا للقائك.. لم أكن أصدق أنني سأراها، ولذلك لم أستطع النوم رغم تعبي من السفر.. في المساء رن الهاتف، وتحدث معي الشخص الذي استقبلني، وقال إن مادونا تأسف لعدم قدومها فقد أصيب صديقها بحادث سيارة ، وهو في المستشفى للعلاج، وهي ستضطر للبقاء إلى جانبه.. وبعد ساعة قرع باب الشقة ففتحته وكان هو نفس الشخص، وكان قلقاً ومضطرباً، سألته ماذا جرى؟
قال: إن صديق مادونا بحالة خطرة وهو بحاجة إلى كلية، وقد تبرعت مادونا بكليتها ولكنها بعد الفحص المطلوب لم تطابق جسم صديقها.. وفكرت وقلت في نفسي كرمى لعين مادونا سأتبرع أنا بكليتي لصديقها، وأخبرت الشخص بذلك، فشكرني ثم أخذني إلى المستشفى، حيث وقعوني على بعض الأوراق، وقد تمت الأمور بسرعة حتى أني لم أقرأ ما وقعت عليه.. أعطوني بعدها مخدراً وأدخلوني إلى غرفة العمليات.
لم أعد إلى وعيي تماماً إلا بعد شهر تقريباً، وعندما رأيت الشخص إياه سألته عما حدث، قال لي إن مادونا تشكرك على تبرعك بما لزم صديقها من قطع غيار – قالها سيف بسخرية – فسألت الشخص وهل لزمه أكثر من الكلية؟ قال لقد اضطررنا لأخذ عينك اليسرى أيضاً.. وضعت يدي على عيني المضمدة فقال اطمئن سنضع لك عيناً زجاجية مكانها ولن يلحظ أحد الفرق ..قلت له أين مادونا? فأجابني لقد اضطرت للسفر مع صديقها في رحلة نقاهة، وأخشى أنك لن تستطيع رؤيتها، فمدة إقامتك ستنتهي قبل عودتها وستكون ملزماً بالسفر، ولكنها تركت لك مكافأة مادية بقيمة خمسة آلاف دولار تجدها في هذا المغلف!!
ساعتها أدركت أني وقعت ضحية عصابة متخصصة في المتاجرة وسرقة الأعضاء البشرية .. وقد تأكدت من ذلك فيما بعد.. سألته وأنا لا أزال على دهشتي مما سمعت: كيف تأكدت؟
قال: اجتمعت في الطائرة وأنا عائد من نيويورك بفتاة مغربية كانت تجلس بجانبي، وكانت تضع نظارات سوداء كما أضع أنا، ولكنني لاحظت أنها تتحسس الأشياء بيديها، فأدركت أنها لا ترى كلية .. ومن خلال الحديث وبعد أن اعترفت لها بما حدث معي، اعترفت هي أيضاً بما جرى معها، وكان مشابهاً لما حدث معي، ولكن العصابة التي وقعت بين أيديها أخذت بالإضافة لما أخذته من داخلها، أخذت عينيها الاثنتين.. سألته وهل كانت هي أيضاً معجبة بمادونا؟!
قال: لا.. إنها كانت معجبة بمايكل جاكسون!!
وهنا بدأ سيف يضحك، فاستغربت ضحكه، وسألته لماذا يضحك؟
قال: إنني أحمد الله أنني كنت معجباً بمادونا ولم أكن معجباً بمايكل جاكسون، وإلا لراحت العين الأخرى..
وأخذ يضحك بصخب حتى أن الدموع أخذت تنزل من عينه اليمنى مما اضطره إلى أن يخلع النظارة ويمسح الدمع النازل منها.. نظرت إلى عينه الأخرى.. كانت جامدة ساكنة، تنظر إلي ببرود..
عندما أغلق الباب خلفي، سمعت صوتاً آتياً من الأعماق… لا أدري أكان هذا الصوت صادراً منه أم مني… إنهم يسلبوننا كل شيء!!
تونس تتحضر لاستقبال ماريا كاري
2006/07/04
تحيي نجمة الغناء الشعبي الأمريكية ماريا كاري حفلين في تونس العاصمة الشهر الحالي في إطار جولتيها الصيفية "مغامرات ميمي". المنظمون مشغولون بإعداد وإشهار أكبر حدث موسيقي ينظم في العاصمة على الإطلاق.كتبه جمال العرفاوي من تونس لموقع مغاربية-04/07/06
[أرشيف] لافتة في العاصمة تشهر حفلي المغنية
تتحضر العاصمة التونسية لاستقبال النجمة الأمريكية ماريا كاري التي ستحيي حفلين يومي ال24 و26 من الشهر الجاري. ويعول المنظمون الكثير على هذا الحدث، فهو بالنسبة إليهم يعني الشهرة وتسويق سياحي و مداخيل معتبرة و يعد أهم حدث فني على الإطلاق منذ مجيء مايكل جاكسون سنة 1996.
وقال السيد عصام علاني المشرف الذي يقف وراء استقدام النجمة الأمريكية "إنني فخور جدا وسعيد بان تكلل سنة من العمل الدؤوب لتنظيم هذا الحدث بالنجاح و أن يتأكد خاصة إشعاع بلدنا لدى أصدقائنا الأوروبيين والأمريكيين".
وكشف العلاني خلال ندوة صحفية بالعاصمة التونسية للإعلان عن انطلاق الحملة الاشهارية" انه تم تعليق 30 ألف معلقة إشهارية من الحجم المتوسط ، ألف معلقة عملاقة كما تم وضع صور النجمة في مداخل اكبر الفنادق بالجمهورية التونسية". بالفعل ومنذ أن تم الإعلان عن مجيء كاري تحولت الساحات العامة ومداخل الفنادق والحافلات والقطارات أيضا إلى مساحات إشهار لصور عملاقة للنجمة كاري.
ويأمل المشرفون على الحفلين بيع 80 ألف تذكرة عن طريق وكلاء محليون ودوليون وعن طريق شبكة الانترنت. وتوجد بالعاصمة لوحدها 12 نقطة بيع كما تم تركيز نقاط بيع عبر مكاتب الخطوط الجوية التونسية في كل من الجزائر وليبيا ولبنان وفرنسا وايطاليا وألمانيا و اسبانيا .
وتتابع الصحف التونسية كل التفاصيل الدقيقة عن كاري وحفلها وكذلك استعداداتها البدنية .
صحيفة لوكوتيديان قالت أن النجمة ماريا كاري استطاعت أن تتخلص من 14 كلغ من وزنها كما قالت الصحيفة إنها تعشق البيتزا.
صحيفة لابريس الحكومية اهتمت بالجانب التقني إذ كشفت بان المشرفين على الحفل سيستنجدون بشركة فرنسية مختصة في التقنيات الصوتية خاصة وان الحفلتين ستقامان في الملعب الاولمبي بالمنزه الذي شيد خصيصا لاحتضان أول العاب متوسطية تحتضنها تونس سنة 1967 وتبلغ سعته 40 الف متفرج .
وقال الصحفي صلاح الدين القريشي الذي يتابع الحدث عن كثب في تصريح لمغاربية " إن نجاح الحفل سيكون رهين التقنيين في مجال الصوت".
وينتظر أن يرافق النجمة الأمريكية 50 شخصا موزعين بين عازفين ومصففي شعر ومدلكين ومتخصصين في الماكياج. وأطلقت مارايا كاري التي تزور لأول مرة بلدا أفريقيا على جولتها الصيفية اسم "مغامرات ميمي" التي ستتواصل داخل العديد من المدن الأمريكية انطلاقا من يوم 5 غشت المقبل.
ونقلت الصحف التونسية عن كاري قولها أنها " ستفجر كل طاقتها وموهبتها" لان الجو المتوسطي يتلاءم مع طبيعة صوتها حسب ما جاء بالملحق الفني لصحيفة الصباح التونسية.
ووفقا لما أعلنه السيد علاني فان الفنانة الأمريكية ستمتع جمهورها بتونس بأغاني ألبومها الجديد "تحرير ميمي" وأغاني أخرى في توزيع جديد.
وتعتبر سنة 2005 السنة الأكثر ثراء في المسيرة الفنية لماريا كاري إذ فازت خلالها بالعديد من الجوائز. كما احتل ألبومها الأخير "تحرير ميمي "المرتبة الأولى للمبيعات في الولايات المتحدة الأمريكية لعدة أسابيع وقد بيع في بقية أنحاء العالم أكثر من 9 ملايين نسخة.