النهوض الشيعي المعاصر .. ملفان في واقعه ومستقبله
كريم المحروس*
"تتكشف يوما بعد آخر أهمية الندوات والمؤتمرات التي تنعقد لأجل بحث قضية هنا أو مناقشة أزمة هناك، وبخاصة وان المجتمعات العربية والإسلامية تستحكم في رقابها أز م ات حقيقية متشبثة فيها مخالب عدة، لم تتمكن عجلة الزمن من ردمها وتسويتها وإراحة الامة من تبعاتها، وإذا كانت أللا أبالية هي الحاضنة التي يتفقس فيها بيض الأزمات والمشاكل على انواعها، فان المؤتمرات المستظلة بغمام الأبالية هي الارض الخصبة التي تستقبل نبات الخير فتكون نتاجاتها وافرازاتها كشجرة طيبة أصلها ثابت في ارض المسؤولية وفرعها متعال الى رضا السماء تؤتي اكلها للامة الاسلامية والبشرية جمعاء كل حين باذن ربها".
بهذه الكلمات قدم الكاتب والإعلامي العراقي نضير الخزرجي مدير الرأي الاخر للدراسات في المملكة المتحدة، لمجلدين شاملين اصدرهما مؤخرا من تحريره واعداده تحت عنوان: (النهوض الشيعي المعاصر دراسة وتقييم.. وقائع المؤتمر الثاني للمرجعية الدينية)، غطى بهما وقائع المؤتمر العام الذي اقامته مرجعية آية الله السيد صادق الشيرازي خلال يومين متتابعين (18-19/6/2005) في حسينية الرسول الاعظم (ص) في لندن، تحت العنوان نفسه، باشراف فضيلة الشيخ جلال معاش وبرعاية مركز التثقيف الاسلامي وبحضور سماحة العلامة السيد جعفر الشيرازي وبمشاركة نخب اسلامية مختلفة، دينية وعلمية وأكاديمية وسياسية واجتماعية واعلامية، ومن جنسيات مختلفة، أثرت المؤتمر بأوراقها ومداخلاتها بادارة مباشرة من قبل الاستاذ الخزرجي نفسه الذي اعتلى منصة الحفل في مقدمة أشار من خلالها الى الدور الفاعل لفقيد الامة الاسلامية آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي وحثه على عقد المؤتمرات وتبيان اهميتها في مناقشة مشاكل الامة وهمومها، وقد شاركه في الادارة فضيلة الشيخ كاظم الحائري.
وتركزت مادة المؤتمر حول مظاهر انتشار مذهب أهل البيت(ع) في العالم وتعرف النخب الاكاديمية والدينية والسياسية والثقافية على حقائقه من بعد هجمة التضليل الاعلامي والثقافي الشرسة التي دامت قرونا عدة وابتدأت منذ اول انقلاب على شريعة الباري عز وجل بعد رحيل الرسول الأكرم (ص) الى بارئه عز وجل وتوجت اليوم بهجمة أرهابية آثمة واسعة طالت مؤخرا مراقد أئمة المسلمين وبخاصة مرقد حفيدي النبي الاكرم محمد (ص) الامامين علي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري عليهما السلام الذي تعرض للتفخيخ والتفجير في 22/2/2006.
وقد تخللت مادة المؤتمر عناوين مهمة كان من بينها : "دور المرجعية في رعاية الشيعة"، "الشيعة ضحية الارهاب"، "الشيعة وتجربة الحكم في العراق"، "النهضة الفكرية في الواقع الشيعي". وفي ذلك كانت نتائج المؤتمر في غاية الاهمية، انبرى لتغطيته الاعلامي نضير الخزرجي من خلال شبكة علاقات واتصالات اعلامية واسعة شملت الصحف والمجلات والشبكات والمواقع الاليكترونية والمنتديات.
ورصد الاستاذ الخزرجي نتائج التغطية الاعلامية لهذا المؤتمر ليضمها الى مادة المؤتمر ومشاركات شخصياته في هذين الملفين الشاملين ليبلغ عدد وسائل الاعلام التي غطت الحدث وفي تقدير اولي العشرات، ما يجعل هذين الملفين وثيقة شاملة تجمع بين دفتيها تغطية لواقع نظري وعملي معالج ينطبق على الحقائق والمعاني الجارية في عالمنا الاسلامي بشكل عام وفي البلد الإسلامي العراق بشكل خاص، بخاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار التنوع في التوثيق في تلك التغطية التي جمعت بين الأوراق المقدمة للمؤتمر والمداخلات وبين صور وقائع المؤتمر وصور النشر الإعلامي وعناوين جهات النشر هذه، اضافة الى الجهود الاعلامية التي بذلها الاستاذ الخزرجي في هذا المؤتمر وخبرات ربع قرن من الكتابة والعمل الاعلامي في التغطية والرصد الاعلامي الذي تلى هذين اليومين الثقافيين المهمين من عمر النشاط المرجعي.
*إعلامي وباحث بحريني، سبق ان صدر له، عن الرأي الآخر للدراسات، كتاب (جزيرة بلا وطن) في 371 صحيفة.
الرأي الآخر للدراسات - لندن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق