مصابيح القري
سامي مهدي
2006/10/07
أيام
أيامٌ نراها .
أيامٌ ترانا .
أيامٌ نرحلُ إليها .
أيامٌ ترحلُ إلينا .
أيامُ الجفونِ المسدلةِ علي دموعِها .
أيامُ القلوبِ الجاثيةِ علي ذكرياتِها .
أيامُ الرياحِ الجافّةِ ،
والبريدِ الضائعِ ،
والأسرّةِ المحطّمة .
أيامُ الطرقِ المائلة .
أيامُ الحيطانِ الدامية .
أيامٌ أيامٌ أيامْ .
أنتِ أيتها الأيامْ
أنت أيتها الخرافُ السارحةُ علي هواها
ما جدوي مسحِ الغبارِ
عن وجوهِ المرايا المحدّبة ؟!
20/6/2003
حاجة مشتركة
يسوقونَ أغنامَهم في برارٍ موحشةٍ،
ويصدّونَ ، في طريقهم ، عن قري دمّرها الطوفانْ .
هم يخافونَ أطلالها ،
ويتملّقونَ الخوفَ بالغناءِ البذيء
وإشعالِ الشهواتْ .
لكنهم أرادوا إبقاءنا أحياءً بقدرِ الإمكانْ .
فبهم حاجةٌ إلينا في ما يبدو،
بهم حاجةٌ إلينا ،
ليقولوا أشياءً أخري لم يقولوها بعد ،
سوي أنهم يريدوننا
سفناً جانحةً لا مدَّ يعنيها ولا جزرْ.
ونحنُ مثلُهم ،
بنا حاجةٌ إليهم .. بنا حاجةٌ إليهم ،
لنقولَ كلمتَنا الأخيرة .
فإنْ لم نقلْها لهم ،
فلمَنْ نقولُها أذنْ ؟!
23/7/2003
أفق آخر
ثمة أفق آخر دائماً ،
يمكنُ أن نراه إذا حدقنا جيداً ،
ونري فيه ، نري أشياءَ كثيرة :
أشجاراً تمشي ،
طيوراً تحوم ،
نجوماً تتهامس ،
وأشياءَ أخري :
آثارَ أقدامٍ غامضة ،
وأجفانَ براكينَ تتحرك ،
فالرمادُ ليس كلّ المخلّفات ،
والجمرُ الذي تحته يغصُّ بالاحتمالات ،
ثمة صخورٌ أيضاً علي قارعةِ الطريق ،
صخورٌ قابلةٌ للاحتكاكِ
وإطلاقِ الشررِ في أيةِ لحظة ،
ثم أن الطبيعةَ نفسَها لا تتواني عن إشعالِ الحرائق .
إذنْ ثمة أفقٌ آخرُ.. هناك ..
وفي وسعِ إيكاروسَ أن يستعدَّ لطيرانٍ جديدٍ
بأجنحةٍ من لهب .
9 /6 / 2003
مصابيح القري
الأرضُ ذاتُ المراسي ،
الأرضُ ذاتُ الأفواه ،
تنهّداتُها تلالٌ وحزنُها رمالٌ رخوة
ونحنُ ، أولادَها القاصرينَ ،
دموعُنا مفترقاتُ طرقٍ ،
وضحكاتُنا رحلاتٌ بعيدةٌ ،
ومرايانا قبورٌ مفتوحةٌ تلتهمُ أشكالَنا المتعبة .
لكننا نظلّ كمصابيحِ القري
ننوسُ مع الرياحِ
ونخفقُ تحتَ المطر
مسامرينَ الظلماتِ
في انتظارِ المواسمِ الجديدة .
16/7/2003
شاعر من العراق
مجلة فكرية ثقافية عامة بإشراف حكمت الحاج وتحرير نادية حنظل و لقاء الحر و كاتارينا اسكسون و محمد علي أحمد
٨/١٠/٢٠٠٦
سامي مهدي وقصائد جديدة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق