على مسرح البلاديوم أحد أقدم المسارح السويدية (1920) في مدينة مالمو قدمت فرقة سكارابيه الثقافية، "بدأنا "، احتفاءً بالشاعرين توماس ترانسترومر من السويد، وعدنان الصائغ -من العراق. امتزجت فيها القراءات الشعرية بالمسرح والموسيقى والرقص والسينما.. وتلاقى الشرق والغرب في عرض متفرد، أخرجه الفنان حسن هادي وشارك فيه - بالإضافة إلى الشاعرين الضيفين - كلٌّ من الفنانين: جعفر حسن (عزف على آلة العود)، ونادين الخالدي (عزف على الكيتار) بتقديم مقطوعات موسيقية ووصلات غنائية مشتركة ومنفردة. كما قدم اللوحات المسرحية كلٌّ من: نيكلاس بيرم، حسن هادي، لين برندستروم. وقدمت الرقصات كلٌ من الفنانتين: انا فيسر Anna وعايدة الخالدي. وقرأت الصبية لؤلؤة حسن قصائد الشاعر ترانسترومر بلغة طفولية ساحرة، بينما ظهرت الترجمة العربية على شاشة كبيرة توسطت المسرح، وكذلك ظهرت ترجمة قصائد الصائغ إلى السويدية على تلك الشاشة مصاحبة لقراءته.
فكرة واخراج العرض: حسن هادي. ادارة الأنتاج والتسيير: عايدة الخالدي. دعاية واعلان: سندي ايسلافا
ضيفا الفرقة الشاعران ترانسترومر والصائغ كانا نجمي تلك الليلة إذ احتفت بهم الفرقة باعتبارهما معيناً زاخراً بالابداع والمشاكسه اضافا للعرض مسحته الجمالية ودلالته العميقة. لذا كانت نصوصهما تتبارى على أفواه الممثلين كمشاهد مسرحية مولدة صوراً جديدة، وتأويلات أخرى، استثمرها المخرج مؤثثاً بهما فضاء العرض، ليطرح رؤيته وجمالياته الأخراجية.
وبحس عالٍ وفهم واعٍ لمجريات الصورة الشعرية لدى الشاعرين تشكلت أجساد راقصي سكارابيه بتموجاتها التعبيريه لتترجم تلك القصائد إلى لوحات راقصة، لطالما صفق لها الجمهور قاطعا سير العرض لعدة مرات. كما تغنى بها مطربوا وعازفوا سكارابيه في تلاقح مع الموروث الغنائي الشعبي الأصيل.
كثافة الجمهور بحضوره تلك الليلة كان مفاجئاً للمعنيين بشؤون الثقافة ولإدارة المسرح حيث امتلأت القاعة تماماً بعددها 244. وقد تحدثت بعض الصحف السويدية عن تلك الليلة منها صحيفة الـ مترو.
هذاالعرض، ليلة سكارابيه الثقافية، الذي قدم في اليوم الأول من شهر ديسمبر 2006 كان هو الانتاج الاول لمجموعة سكارابيه.. وقد عرّف مبدعوا تلك الليلة عن أنفسهم بفيلم قصير، مونتير وتصوير: أحمد الصائغ، ومن انتاج الفرقة، طوله 13 دقيقة، تحدث عن سير العمل ويوميات الفنانين المشاركين من العرب والسويديين بطريقة حديثة وعفوية بعيدة عن الورق والمايكرفون.
هذا وتستعد الفرقة في خريف عام 2007 لتقديم عملها المسرحي عن نصوص مختارة للشاعرين، وتمثيل فرقة سكارابيه.
توماس ترانسترومر الذي يبلغ اليوم 75 عاماً، يعد واحداً من أكثر الشعراء السويديين شهرة في العالم. ترجمت أعماله إلى أكثر من 50 لغة. حصل على 21 جائزة أدبية مرموقة وهو المرشح الأقوى منذ سنوات لنيل جائزة نوبل للآداب. أصيب بجلطة دماغية قبل ستة عشر عاماً جعلته عاجزا عن الحركة والنطق بسهولة، لكنها لم تستطع منعه من مواصلة الإبداع، فأصدر ثلاث مجموعات شعرية هي: "الذاكرة تنظر إليَّ" عام 1993، "المركب الحزين" عام 1996، و"اللغز الكبير" عام 2004.
وعدنان الصائغ 51 عاماً من بين أبرز شعراء الجيل الثمانيني العراقي والعربي حضوراً. أصدر 10 مجمواعات شعرية أبرزها "نشيد أوروك". حصل على الجائزة الأولى في مسابقة الشعر الكبرى في العراق عام 1992 عن قصيدته "خرجتُ من الحرب سهواً ". غادر العراق عام 1993. حصل على ثلاث جوائز عالمية، في نيويورك 1996 وروتردام 1997 ومالمو 2005..
والفنان حسن هادي الذي عُرف بالعديد من أعماله المسرحية والتلفزيونية المتميزة في العراق، أسس مع مجموعة من المبدعين العرب والسويديين مجموعة سكارابيه، كان قد اختار منفاه السويدي عام 2003. وقدم في العام التالي 2004 مسرحية "العرس الوحشي" كمخرج وممثل، (وهي من اعداد فلاح شاكر). وفي العام 2005 قدم على مسرح X مسرحية "التنور" كمخرج وممثل (عن قصائد للشاعر عدنان الصائغ). ثم أخرج مسرحية "الخلوة" (عن قصائد للشاعر عدنان الصائغ ومن انتاج مسرح فرات). وعمل عام 2006 كممثل رئيسي في مسرحية "العرس الوحشي" من اعداد: فلاح شاكر واخراج: نيكلاس ساندستروم (انتاج مسرح فرات). وأعد وأخرج في العام نفسه مسرحية DNA (عن قصائد للشعراء عدنان الصائغ وآرنه سارنيغ انتاج مسرح فرات).
Powered by Zoundry
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق