خاص- و.أ.عراقيون- الموصل(تصريح السيد أثيل النجفي عضو اللجنة المفاوضة لحل قضية تلعفر)
ما زالت أزمة قضاء تلعفر تتصدر الأحداث الساخنة في العراق، وفي الوقت نفسه مازال عدد من الرجالات الوطنية ينتدبون للإسهام الناجع في حل الأزمة دون إراقة دماء، أو هدم بيوت، وضياع ممتلكات، مما قد يزيد الضغائن، ويعزز إحساس شريحة بأنها مستهدفة دون غيرها بحكم دوافع طائفية، أو عرقية. وكان السيد أثيل النجفي- أحد مؤسسي الكتلة العراقية المستقلة، التي يترأسها الدكتور غسان العطية، أحد المكلفين بالعمل ضمن لجنة تبحث في أزمة تلعفر التي اشتدت أحداثها، واختلطت أوراقها- وقد تسمع من يقول من الناس: هكذا أريد لها- الأمر الذي استوجب تدخل أهل الرأي السديد، وأصحاب النزوع الوطني المخلص. وقد حصلت وكالة أنباء عراقيون على تصريح خاص للنجفي يشرح فيه قسما من ملابسات الموقف فيما يأتي نصه:
قبل أسبوعين كلفتني رئاسة الوزراء بالعمل ضمن لجنة لبحث موضوع تلعفر، وحلها سلميا إن أمكن ذلك، وكان معي فيها عدد من أعضاء الجمعية الوطنية والتقينا ببغداد وفدا من أهالي تلعفر وكانوا جميعهم من السنة إذ لم يحضر ممثلو الشيعة إلى الاجتماع، وقد وجدنا ممثلي السنة على قدر كبير من التعاون لأنهم فبلوا جميع ما تقدمت به الحكومة من مطالب، وكان على رأسها التعاون مع الحكومة في إخراج المسلحين العرب - إن وجدوا - في تلعفر ودخول الجيش العراقي وحده إلى تلعفر دون جهاز الشرطة الموجود في المدينة الذي عده الأهالي طرفا من أطراف النزاع، وابدوا استعدادهم التام للتعاون في فرض القانون في المدينة واشترطوا أن يقوم الجيش العراقي وحده بفتح مراكز الشرطة حتى تهيأ شرطة محايدة تستلم الأمن في المدينة بعد استتباب الوضع.
وفي يوم السبت الماضي 3 أيلول، التقينا في تلعفر بعدد من وجهاء المدينة وشيوخ عشائرها واتفقنا على تشكيل مجلس شورى لعشائر المدينة يتعاون مع مجلس القضاء في إعادة ترتيب وضع المدينة. ومقابل ذلك قام شيوخ العشائر بإقناع المواطنين بالخروج من المدينة سلميا ودخل الجيش إلى المدينة دون أية مقاومة الأمر الذي أدى إلى حقن الكثير من الدماء.
والآن ما نعرفه أن المناطق الساخنة في تلعفر خالية تماما من السكان المدنيين، ولم يبق فيها سوى المقاتلين الذين لا نعرف شيئا عن وجودهم من عدمه، وهناك بعض الشيوخ والعجائز الذين اقعدتهم شيخوختهم عن الخروج وجميع ما يردنا من داخل المدينة من معلومات مصدره الوحيد هو الأجهزة الرسمية. وإنني بوصفي شخصا قريبا من الأحداث أتصور أن الحل العسكري كان خيارا متعجلا، وكان السبب في ذلك يعض العوائل النازحة التي ذهبت إلى وسط العراق، وقامت بحشد قوى عديدة للضغط باتجاه الحل العسكري السريع.
إن الوضع في تلعفر سيبقى متأزما ما لم يخرج أهالي المدينة عن دائرة الحقد والانتقام وما لم يجدوا سبيلا إلى مصالحة حقيقية بين مكونات تلعفر المتصارعة، ولا يمكن اجتزاء الصراع في المدينة بين طرفين كما يقولون -الإرهاب من جهة والدولة من الجهة الأخرى- بل إن هناك صراعات بين الأهالي تحتاج إلى تهدئة لم تأخذ دورها، ولن تزول تلك الصراعات بقرارات حكومية أو أعمال عسكرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق