بوش حوّل شارون إلى حمامة
فهل يعجز مع «حماس»؟!
بقلم: علـــــــي بــــــن نصيـــــب
مع كل الاحترام الواجب لمريض يصارع الموت، لا أعتقد أن شارون ينكر فضل الرئيس الأمريكي جورج بوش الثاني عليه بتحويله من »بلدوزر» دمر كثيرا من أحلام السلام ومرغ يديه أكثر من مرة في وحل إرهاب الدولة الى حمامة سلام.فهو حكم نابع من قدر كبير من «الشجاعة» وحصافة الرأي لم يجدها كل الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض منذ مجزرة صبرا وشاتيلا، شجاعة لها ما يبررها بما وجده الرئيس الامريكي من «تفهم» رئيس وزراء اسرائيل لعديد القضايا بما دفعه الى تأجيل قرارات صعبة لتواتي في توقيتها أجندة الادارة الامريكية على غرار اغتيال أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وحصار عرفات وغيرها من «المصائب» التي ارتكبتها حكومة «القضاء على الانتفاضة في 100 يوم».
في هذا السياق اعتقد أن الرئيس الامريكي جورج بوش الذي نجح في «التعامل» مع جنرال صعب المراس، قادر في هذه اللحظة على التعامل مع حركة «حماس» الرافضة بدورها لمسيرة السلام و«المتورطة» من منظور أمريكي في نفس الافعال التي تدفعني للحديث عن دورة عنف مجانية متبادلة بين الطرفين، فإن وجد بوش الثاني في «البلدوزر» بتاريخه «غير النقي» وحاضره المثير للأسئلة ما يدفعه الى اعتباره «شريكا» في السلام رغم أنه التزم الحد الأدنى المطلوب لحفظ ماء وجه أمريكا وجورج بوش تحديد عراب «خارطة الطريق» التي محا معالمها شارون، فلا أعتقد أنه سيحتاج جهدا أكبر لترويض حركة «حماس» و«إرغامها بمنطق الجزرة» على دخول بيت الطاعة الأمريكي أو على الأقل التصرف بمنطق من يعتبر أمريكا وسيطا منحازا لا عدوا استراتيجيا...
وهو ضرورة يدرك أدوار المحافظين الجدد الساعين الى تلميع صورتها لدى العالم الاسلامي، إنها مغامرة «ممكنة» وقد تجر عليها نقمة اللوبي الصهيوني ربما، لكنها في كل الأحوال ستمنح المحافظين الجدد فرصة ليتطهروا من أكبر أخطاء أمريكا وهو الاذعان لكل ما هو قادم من لوبيات الضغط.
وفي تقديري الشخصي فإن «حماس» محتاجة لهذه الخطوة من رئيس لن تضره هذه المغامرة في شيء مع كل المغامرات التي أقدم عليها، بل لعلها ستكون طوق نجاة له ينقذه شخصيا من أشباح ما يحدث في العراق وأفغانستان.
أما الإصرار على مقاطعتها فهو موقف سلبي لن يزيد الوضع الا تعقيدا، ولن يزيد المحافظين الجدد إلا فرارا الى الأمام، وهي استراتيجية تؤكد السيدة كوندي ليزا رايس وزيرة الخارجية انها الشماعة الممكنة والوحيدة لتعليق آلاف الأخطاء التي ارتكبت في العراق على حد تعبيرها، كما علقت على الاستبداد الشرق الأوسطي خطيئة 11 سبتمبر.
في هذا السياق لا أعتقد أن الرئيس جورج بوش يفتقد الشجاعة أو النزاهة أو القدرة على وصف «حماس» بأنها حمامة ممكنة أو قادمة وان كانت المشكلة كل المشكلة في أننا لا نقدر على الحسم القاطع بأنه يريد فعلا أن يكون عراب السلام في منطقة لم تستطع كل الادارات الامريكية أن تفهم أنها عاجزة عن توقيع وثيقة استسلام، للأسف الشديد طبعا!!
مجلة فكرية ثقافية عامة بإشراف حكمت الحاج وتحرير نادية حنظل و لقاء الحر و كاتارينا اسكسون و محمد علي أحمد
٣/٤/٢٠٠٦
مقال علي بن نصيب في الصباح التونسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق