الصحافة الإلكترونية زلزال يهز الورقية | |
بلقيس دارغوث | GMT 17:00:00 2006 الإثنين 3 أبريل |
ميردوخ: الماضي ولى.. فإما التغيير أو الموت واعتبر انه يقرأ المستقبل وينظر إلى الأمام لا الخلف حين يقول "من الصعب لا بل من الخطورة الاستخفاف بالتغيرات الضخمة التي تقودها هذه الثورة التكنولوجية وقدرتها على بناء او تدمير دول بأكملها وليس شركات فقط". وفيما وصف الانترنت بأنها ثاني أهم اختراع في العصر، أكد ان السلطة تنسحب تدريجيا من تحت بساط عتاة "العهد القديم" من الصحافة، وان جيلا جديدا ينشأ ويطالب بالحصول على المعلومة بالوقت الذي يريده وبالشكل الذي يريده... ورفض ميردوخ التغني أو الوقوف عند الانجازات التي حققها في مسيرته الاعلامية بدءا من "دايرك تي في" و "نيويورك بوست" في الولايات المتحدة الى "سكاي" و "سان" في بريطانيا اضافة الى مؤسسات اعلامية اخرى في اميركا الجنوبية، آسيا وأستراليا، وربط اهتمامه بالثورة الرقمية الجديدة بشعار: "تغير أو اندثر" والذي وجهه لكافة المؤسسات الاعلامية ذات اللون الواحد، وقال "إن خطر زوال تأثير المؤسسات الاعلامية التقليدية امام الاسلوب الجديد في صناعة المعلومات يهدد مؤسساتي ايضا، وكذلك عالم الأعمال بالمعنى الأوسع". يذكر أن ميردوخ أنفق ما يعادل 400 مليون دولار في موقع www.MySpace.com الذي يتابعه أكثر من 35 مليون متصفح من جهتي المحيط الاطلسي. ومن أهم المزايا التي تتميز بها الصحافة الالكترونية عن الصحيفة الورقية لا بل عن نشرات التلفزيون والإذاعة طريقة عرض الخبر على شاشة القارئ، مع المواضيع المتصلة وأحداث سابقة تساعد على تكوين فكرة عن الخلفية للموضوع المطروح أو البلد المعني، الأمر الذي تنفرد فيه الصحافة الاكترونية، بالإضافة الى سهولة استرجاع أي معلومة سابقة عبر خدمة البحث والتفاعل مع المادة المطروحة عبر ما يسمى "رجع الصدى" او الـ Feed back" وحوارات مع كتاب وشخصيات بارزة وإمكانية التواصل معهم الكترونيا من أجل تبادل الآراء والخبرات والإلمام بكل جوانب الموضوع، ناهيك من التغطية الآنية والمواكبة الفورية والتحديث، هذا من الناحية التصميمة للصحيفة، الأمر الذي يساهم الى حد بعيد في استقطاب المعلن لنشر صورة المنتوج او الخدمة ضمن صفحة شاملة وجامعة. ويرى باحثون غربيون أن هذه الخصائص التي تصب لناحية الصحافة الالكترونية من الميزان، تقلص من إقبال القارئ على الصحيفة الورقية التي تفرض عليه بذل "مشوار" ووقت لشرائها، في حين ان النسخة الاكترونية من الصحيفة نفسها متوافرة أمامه على شاشة الكومبيوتر ومجانا! وأشار تقرير صدر مؤخرا في واشنطن تحت عنوان "حالة وسائل الإعلام الإخبارية عام 2006" شارك في إعداده عدد من معاهد ومراكز الأبحاث المعنية بشؤون الإعلام في الولايات المتحدة أن العام 2005 سجل "بداية موت الصحافة الورقية" في ظل التقليصات التي شهدتها كبرى الجرائد الأميركية كـ"نيويورك تايمز" التي استغنت عن 60 بالمئة من محرريها و"لوس انجلس تايمز"، بالإضافة الى إعلان مجموعة "نايت رايدر"، التي تتولى نشر 30 صحيفة أميركية، أنها تعاني من مشاكل مادية وأنها طرحت أسهمها للبيع. إقتصاديا وشهدت السنوات الماضية القليلة تقدما ملموسا في توسع حركة النشر الاكتروني عربيا رغم التحفظات او المخاوف التي يقف عندها الناشرون العرب، وتشير الدارسات الأوروبية في هذا الإطار إلى ان التجربة الغربية عادت بنتائج أكثر من مرضية . وفي غياب دراسات عربية تفصيلية وقوانين منظمة توضح حركة النشر الاكتروني، ربما من المبكر في العالم العربي أن نقول أن عهد الصحيفة الورقية ولى، إلا أن النسبة المتزايدة في المتابعين والمتصفحين تنبئ بتوجه جديد يختلف مع آمال الورقية، التي تبقى مرتبطة بفنجان قهوة تشربه في أحد المقاهي... لأنك في بيتك او مكتبك ستتصفح النسخة الالكترونية... على الأرجح. * Towards Hypermedia Electronic Publishing *الفضاء العربي.. الفضائيات والإنترنت والإعلان والنشر |
مجلة فكرية ثقافية عامة بإشراف حكمت الحاج وتحرير نادية حنظل و لقاء الحر و كاتارينا اسكسون و محمد علي أحمد
٣/٤/٢٠٠٦
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق