... رغم كل الاحباطات
عندما يصبح الصباح فتجد الأبواب موصدة من داخل البيوت ، فتكره أن تخرج إلى الأبواب الموصدة دوما ، مؤكدة انه لن ولن يتحقق مراد كل من لا سبيل له إلى الحياة من دون ارث أو عون اجتماعي يقف ظهرا مسندا إياه لدى الحاجة، في هذا الوقت من الصباح حين نقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ونتخطى عتبة المطبخ متوجهين إلى أول باب صددناه خوفا من أن نهاجم أو نسرق بالليل ، لكننا في واقع الأمر نسرق كل يوم في وضح النهار وعلانية دون أن يكون للآمن تدخل لا سريع ولا بطيء،عندما نتوجه إلى الباب الموصد رهبة منا نعلم مسبقا أننا اما أن نعود بكرامتنا التي خرجنا بها أو نعود من دونها حين يتخطى احد الذين سنتعامل معهم هذا اليوم دون مسبق معرفة منا بهم حدود اللباقة وحدود الإنسانية التي اندثرت وحل مكانها عالم من ألأوباش على المحك ، بمجرد ما توجه لهم كلمة يفهمونها على هواهم يتشبثون بخناقك ويعلمونك أصول الهمجية التي انتشرت بالبلاد كوباء سرطاني يزحف كل يوم الى جميع البيوت من شدة القهر والانتظار الممل الذي عاينه دوي العقول النيرة الذين ألزموا على العودة الى ما قبل سنواتها الدراسية الطويلة والمضنية التي تحملوها بويلاتها التي ان شابهت ، فإنما تشابه حالات الفقر في السودان او مالي أو غيرها، خوفا من أن يفقدوا اللقمة التي يقدمها لهم أباء صنعوا من حديد من شدة البأس والجلد ، ولكي يرحموا أنفسهم من الضمير الذي يعذبهم كل ثانية من اجل الوعود التي تقدموا بها إلى أبائهم عندما كانوا يدرسون في الجامعات والمعاهد ويقدمون الإجازات والماجستيرات والدكتورات عربون مصداقية لتلك الوعود ، فيجلسون على طاولات المقاهي بالسعات الطوال خوفا من اللقاء العائلي الذي تنبطح فيه النظرات المستفزة التي يتجاوزونها احيانا بالمزاح واحيانا بالعزوف عن الاكل راغبين في الخروج الى تلك الابواب الموصدة احيانا في تحدي واخرى في استسلام يائس. ولان وضع الذكور ارحم من وضع الاناث ، او انه اكثر بؤسا ، لم نعد ندري في الحقيقة ايهما اشد وطئا ، فان معامل القطن والخياطة او مكاتب المحامون و الاطباء او ربما التطوع في الهلا ل الاحمر او التدريب الذي مللنه في جميع الادارات العمومية الملئى بالمتعطشين الى اللحوم البيضاء والمتأمرين والطامعين اصحاب الشواهد الابتدائية ، المالكون، اصحاب الفلل والبيوت العامرة ، ارحم ،من سجن التحرشات التي تفتح ابواب الشر على مصراعيها و اهون من الاحساس بالتفاهة والمرارة داخل أوساط تنعتهم بالمثقفات أو القاريات ، وويلهن من ألقاب تجلب العار أكثر منه العزة . ولا ابهى أن تجدهن في الكباريهات والحانات الليلية ،فالتطور الاجتماعي والرقي الفكري اصبح يلزم المتعاطيات للانشطة الاجتماعية الليلية ان يكن من الحاصلين على الشواهد العليا حتى يتمكنوا من العيش كبقية خلق الله الذين لم يعد لوجود الله وطاعته اهمية قصوى نحو اهمية ايجاد الإيواء وسد الحاجة القصوى من مأكل وشرب واداء لفواتير الكهرباء والماء التي اصبحت تضرب كل شهر حدها الاقصاء في اذلال من لم يكن ليدل في الأيام الخوالي ، ولكن كما يقولون الزمان دوار ويا ويل من بلغه حاله المشين . وتصر العادات والتقاليد ان تكون حوار لأهل المناطق المختلفة من الأوطان كما تصر على توحيد صفوف من لا صفوف لهم ، لكنها في الوقت آنه لا تعترف بالتطورات المرطونية التي تفرضها التحولات الدولية في جميع الاتجاهات الحياتية ، خاصة عند النخبة الامية التي تنتشر بشكل عشوائي كالبناء العشوائي الذي اصبح مضهرا من مظاهر الحياة الجمالية للمدن ، وطبعا هي ناتجة عن من شمله الزمن بحبه وعطفه المهعود فيه ، لذلك يخلق تصادم عنيف بين الاتي والفائت ، وبين التنورة والجلباب وبين الوشاح والشعر المستعار ، وتنتحر غالبا و دائما نتيجة ذلك التصادم كل اسباب الحوار التي يتشبت فيها كل من القديم والحديث باصول عهده وعصره ، وبدلا من التقارب الذي غالبا ما يحدث في الدول الغربية المتولد عن التبحر في اصول التربية واسباب الحوار والتمدن الذي نشأ منذ ازمنة غابرة ،فاننا نصر على التباعد لاننا مازلنا نتخبط في علاجات تتكرر على مسامعنا منذ عقود دون ان تتبدل ، والنصيحة ان يكون التبدل وان لم يكن في المضمون ان يكون في الشكل لان ما يعرض علينا هو هو برتابته وملله الدائم . وفي اصرار على ان يكون لاجيال نحلم بان نهبها حياة يترابط فيها القديم والحديث ويسمح فيها الفائت للاتي بان يخلق ويبدع ويعطي كما اعطى ويعطي ابن الاروبي الذي تنبهر له الافئدة والعيون من شدة الذكاء والفطنة ، طبعا لايمكنني ان اقول ان ابناءنا غير ما عليه غيرهم ولكن يمكن ان نرى اننا لا نبلي للابداع أهمية ، بل ان توجهاتنا غالبا ما تكون الى غير ما ننتمي اليه ، او ما نريده ، هذه الارادة التي قد لا تظهر الا بعد امد طويل من الكد والجهد في دروب من البحث عن اللقمة بدل ايجاد الذات ، والعرفان بحبايا خص الله بها كل منا عن الاخر وجعلها مجال للخلق والتطور الذي نحتاجه بشدة هكذا نحيى صراعات العيش والبقاء كل يوم لكننا نرجو دوما وابدا كل مساء حين نعود الى البيوت التي سنغلقها علينا من جديد ان يكون اليوم الفائت صفحة تطوى الى الابد في مراودة عنيفة لامل قد يكون له بصيص ذات نهار .
وكلــــــــــــــــــنـــــــــــــــا أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
عندما يصبح الصباح فتجد الأبواب موصدة من داخل البيوت ، فتكره أن تخرج إلى الأبواب الموصدة دوما ، مؤكدة انه لن ولن يتحقق مراد كل من لا سبيل له إلى الحياة من دون ارث أو عون اجتماعي يقف ظهرا مسندا إياه لدى الحاجة، في هذا الوقت من الصباح حين نقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ونتخطى عتبة المطبخ متوجهين إلى أول باب صددناه خوفا من أن نهاجم أو نسرق بالليل ، لكننا في واقع الأمر نسرق كل يوم في وضح النهار وعلانية دون أن يكون للآمن تدخل لا سريع ولا بطيء،عندما نتوجه إلى الباب الموصد رهبة منا نعلم مسبقا أننا اما أن نعود بكرامتنا التي خرجنا بها أو نعود من دونها حين يتخطى احد الذين سنتعامل معهم هذا اليوم دون مسبق معرفة منا بهم حدود اللباقة وحدود الإنسانية التي اندثرت وحل مكانها عالم من ألأوباش على المحك ، بمجرد ما توجه لهم كلمة يفهمونها على هواهم يتشبثون بخناقك ويعلمونك أصول الهمجية التي انتشرت بالبلاد كوباء سرطاني يزحف كل يوم الى جميع البيوت من شدة القهر والانتظار الممل الذي عاينه دوي العقول النيرة الذين ألزموا على العودة الى ما قبل سنواتها الدراسية الطويلة والمضنية التي تحملوها بويلاتها التي ان شابهت ، فإنما تشابه حالات الفقر في السودان او مالي أو غيرها، خوفا من أن يفقدوا اللقمة التي يقدمها لهم أباء صنعوا من حديد من شدة البأس والجلد ، ولكي يرحموا أنفسهم من الضمير الذي يعذبهم كل ثانية من اجل الوعود التي تقدموا بها إلى أبائهم عندما كانوا يدرسون في الجامعات والمعاهد ويقدمون الإجازات والماجستيرات والدكتورات عربون مصداقية لتلك الوعود ، فيجلسون على طاولات المقاهي بالسعات الطوال خوفا من اللقاء العائلي الذي تنبطح فيه النظرات المستفزة التي يتجاوزونها احيانا بالمزاح واحيانا بالعزوف عن الاكل راغبين في الخروج الى تلك الابواب الموصدة احيانا في تحدي واخرى في استسلام يائس. ولان وضع الذكور ارحم من وضع الاناث ، او انه اكثر بؤسا ، لم نعد ندري في الحقيقة ايهما اشد وطئا ، فان معامل القطن والخياطة او مكاتب المحامون و الاطباء او ربما التطوع في الهلا ل الاحمر او التدريب الذي مللنه في جميع الادارات العمومية الملئى بالمتعطشين الى اللحوم البيضاء والمتأمرين والطامعين اصحاب الشواهد الابتدائية ، المالكون، اصحاب الفلل والبيوت العامرة ، ارحم ،من سجن التحرشات التي تفتح ابواب الشر على مصراعيها و اهون من الاحساس بالتفاهة والمرارة داخل أوساط تنعتهم بالمثقفات أو القاريات ، وويلهن من ألقاب تجلب العار أكثر منه العزة . ولا ابهى أن تجدهن في الكباريهات والحانات الليلية ،فالتطور الاجتماعي والرقي الفكري اصبح يلزم المتعاطيات للانشطة الاجتماعية الليلية ان يكن من الحاصلين على الشواهد العليا حتى يتمكنوا من العيش كبقية خلق الله الذين لم يعد لوجود الله وطاعته اهمية قصوى نحو اهمية ايجاد الإيواء وسد الحاجة القصوى من مأكل وشرب واداء لفواتير الكهرباء والماء التي اصبحت تضرب كل شهر حدها الاقصاء في اذلال من لم يكن ليدل في الأيام الخوالي ، ولكن كما يقولون الزمان دوار ويا ويل من بلغه حاله المشين . وتصر العادات والتقاليد ان تكون حوار لأهل المناطق المختلفة من الأوطان كما تصر على توحيد صفوف من لا صفوف لهم ، لكنها في الوقت آنه لا تعترف بالتطورات المرطونية التي تفرضها التحولات الدولية في جميع الاتجاهات الحياتية ، خاصة عند النخبة الامية التي تنتشر بشكل عشوائي كالبناء العشوائي الذي اصبح مضهرا من مظاهر الحياة الجمالية للمدن ، وطبعا هي ناتجة عن من شمله الزمن بحبه وعطفه المهعود فيه ، لذلك يخلق تصادم عنيف بين الاتي والفائت ، وبين التنورة والجلباب وبين الوشاح والشعر المستعار ، وتنتحر غالبا و دائما نتيجة ذلك التصادم كل اسباب الحوار التي يتشبت فيها كل من القديم والحديث باصول عهده وعصره ، وبدلا من التقارب الذي غالبا ما يحدث في الدول الغربية المتولد عن التبحر في اصول التربية واسباب الحوار والتمدن الذي نشأ منذ ازمنة غابرة ،فاننا نصر على التباعد لاننا مازلنا نتخبط في علاجات تتكرر على مسامعنا منذ عقود دون ان تتبدل ، والنصيحة ان يكون التبدل وان لم يكن في المضمون ان يكون في الشكل لان ما يعرض علينا هو هو برتابته وملله الدائم . وفي اصرار على ان يكون لاجيال نحلم بان نهبها حياة يترابط فيها القديم والحديث ويسمح فيها الفائت للاتي بان يخلق ويبدع ويعطي كما اعطى ويعطي ابن الاروبي الذي تنبهر له الافئدة والعيون من شدة الذكاء والفطنة ، طبعا لايمكنني ان اقول ان ابناءنا غير ما عليه غيرهم ولكن يمكن ان نرى اننا لا نبلي للابداع أهمية ، بل ان توجهاتنا غالبا ما تكون الى غير ما ننتمي اليه ، او ما نريده ، هذه الارادة التي قد لا تظهر الا بعد امد طويل من الكد والجهد في دروب من البحث عن اللقمة بدل ايجاد الذات ، والعرفان بحبايا خص الله بها كل منا عن الاخر وجعلها مجال للخلق والتطور الذي نحتاجه بشدة هكذا نحيى صراعات العيش والبقاء كل يوم لكننا نرجو دوما وابدا كل مساء حين نعود الى البيوت التي سنغلقها علينا من جديد ان يكون اليوم الفائت صفحة تطوى الى الابد في مراودة عنيفة لامل قد يكون له بصيص ذات نهار .
وكلــــــــــــــــــنـــــــــــــــا أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
بقلم: امينة هنيئا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق