حقوق الانسان في البلاد العربية – سوريا نموذجا
شاكر الدجيلي .... تحية وسلاما
المهندس الاستشاري / سلام إبراهيم عطوف كبة
تعاني البلدان العربية وبسبب من التخلف الاجتماعي والموروث الاستبدادي من هدر الحريات الفردية بذرائع بالية !! وتبدي قوى الاستبداد والتخلف والمحافظة او ما نطلق عليها " التخاريف الاجتماعية " في بلدان العالم العربي مقاومة مستميتة لجهود المجتمع الدولي نحو استكمال كل القواعد والضوابط لتأمين الحقوق والحريات الفردية وضمان تطبيقها على نطاق العالم بأجمعه ! وبذلك تواجه الشرعية الدولية لحقوق الانسان كوابح عرقلة كل قوى الاستبداد بالوانها الدينية و العلمانية والتي لها جذور في مجتمعاتنا وتلقى دعماً من قبل حتى من يدعي التنوير بحجة "مقاومة الغزو الثقافي" او "دعم المقاومة والجهاد".
جاء في الاعلان النهائي لمؤتمر فيينا لحقوق الانسان المنعقد في حزيران 1993 " جميع حقوق الانسان عالمية وغير قابلة للتجزئة . ويتوقف كل منها على الآخر ويرتبط به ."
ان مفهوم " حقوق الانسان " في الفكر الانساني الحديث هو انتقال مهم في الموقف من العالم وزاوية النظر اليه ... انتقال وضع مفهوم الانسان في مركز الصدارة والاهتمام بدل مفهوم الرب والدين والطماطم المقدسة والجمود العقائدي .. فانتقل مركز التفكير البشري من السماء الى الارض والواقع . ولسنا هنا بصدد سرد التطور التاريخي لمواثيق حقوق الانسان والمواطن ... ولكن لابد من الاشارة الى انه في عام 1948 صدرت عن هيئة الامم المتحدة ديباجة " الاعلان العالمي لحقوق الانسان " . وضم الاعلان العالمي حريات وحقوق الانسان في علاقته مع الدولة ، والحريات والحقوق الاجتما اقتصادية ... مع واجبات الفرد تجاه المجتمع ! .. وتألف من (30) مادة . لا تعني حقوق الانسان تحريره من الاضطهاد السياسي والاجتماعي والديني والعرقي وغيره فقط بل منحه الحق في حرية التعبير والانتماء السياسي والفكري والآيديولوجي والديني والمذهبي ، وتحريره من الفقر والفاقة والجهل والمرض ... فمصطلح " حقوق الانسان " واسع له مدلولاته السياسية والانسانية ، وهو ملازم للديمقراطية كوجهان لعملة واحدة ! . حقوق الانسان – حقوق يحددها النظام الاجتمااقتصادي والسياسي للمجتمع ، وتكفلها الضمانات السياسية والاقتصادية والحقوقية – القانونية ... ولا يتمتع بكامل الحقوق في الرأسمالية الا من يملك الرأسمال !.ان حقوق الانسان مبدأ عام هو ثمرة النضالات التاريخية للبشرية رغم تعدد الصياغات والمفاهيم عن مضمونها . وثقافة حقوق الانسان تعني بالوعي العام المقاوم للظلم وحماية شرعية حقوق الانسان.وتتكون الشرعية الدولية لحقوق الانسان من :
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الامم المتحدة في 10/12/1948 ويضم (30) مادة ، وهو محك مقياس درجة احترام المعايير الدولية لحقوق الانسان والتقيد بها .. لأنه تفاهم مشترك لجميع شعوب الارض.
- العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والبرتوكول الاختياري الملحق به الذي بدأ نفاذه بتاريخ 16/12/1966. وفر العهد للبشرية حق التمتع بالحقوق المدنية والسياسية ، وحريات الفكر والرأي والتعبير والتنقل والاقامة وتحريم التعذيب والاعتقال التعسفي وتوفير الحماية !.
- العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حسبما ورد في قرار (2200) عام 1966 (الامم المتحدة). وقد وفر هذا العهد الحق في العمل بشروط العمل العادلة ، والحق في تكوين المؤسساتية المدنية والجمعيات والحصول على الضمان الاجتماعي والتأمينات الاجتماعية وضمان العيش الكريم !.
- الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري قرار (2106) عام 1965 عن الامم المتحدة .
- اعلان استوكهولم عن مسؤولية وحقوق الانسان تجاه البيئة عام 1972 عن الامم المتحدة . ويتضمن الاعلان 26 بندا ... كما تضمنت خطة العمل الصادرة عن المؤتمر (109) توصية ... وعن المؤتمر تأسست اليونيب (UNEP - منظمة الامم المتحدة لبرنامج البيئة ) لحماية البيئة وحل مشاكلها .
- الاتفاقية الدولية لمنع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها قرار (3068) عام 1973 عن الامم المتحدة.
- اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المراة قرار (24/180)عام 1979.
- اتفاقية مناهضة التعذيب وضروب المعاملة القاسية عام 1984.
- اتفاقية حقوق الطفل عام 1989.
- القرار 688 الصادر في 5/4/1991 عن مجلس الامن الدولي - يكفل حقوق الانسان والحقوق السياسية لجميع العراقيين .
لم ينل نشر ثقافة حقوق الانسان في البلاد العربية الاهتمام اللازم بسبب المخلفات الثقيلة للنظم الاستبدادية والشمولية القائمة ، وزيف ادعاءات الرأسمال الكبير كونه حامي حمى الديمقراطية و حقوق الانسان بتحويله لهما الى حفلات تنكرية لتحقيق مصالحه ومطامعه في بلداننا !. ولا تعارض العولمة الرأسمالية والادارة الامريكية سياسة القمع الدموية للانظمة العربية والاقليمية الا في حال احساسها بعدم امتثال هذه الانظمة بالقدر الكافي لسياستها. ان مصالح كلا الطرفين اي امريكا والانظمة العربية والاقليمية تتفق على البطش والدكتاتورية في هذه البلدان لان ذلك يشكل ضرورة من ضرورات بقاء الانظمة نفسها وادامة النفوذ والهيمنة الامريكية في المنطقة. وما يجري في السجون وخارجها في هذه البلدان هو امتداد وجزء لما حدث ويحدث في العراق وسوريا ..... القمع والبطش وامتهان الكرامة الانسانية..... وتتفنن اجهزة القمع في سحق مواطنيها وتستعمل احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا من وسائل التعذيب والبطش الفردية والجماعية . ويتم تخصيص الامكانيات المالية الطائلة في حين تعاني الملايين من البطالة والبؤس ....ويتميز تعامل هذه الانظمة مع السجناء السياسين بشكل عام في عدم الاعتراف بوجود معارضة سياسية ولذلك فان كل معارض هو بنظرها خائن وعميل للاجنبي او معاد لمصالح الشعب والثورة ....عمليات تلفيق التهم واختلاقها وممارسة التعذيب على السجناء واجبارهم على الاعتراف بتلك التهم ، انتزاع البراءات واجبار المتهم على التعهد بعدم ممارسة العمل السياسي من التقاليد الراسخة للانظمة الشمولية في البلاد العربية .
· حقوق الانسان في سوريا
وصل البعث السوري الى الحكم في الثامن من آذار 1963 اي بعد شهر من الانقلاب الدموي في العراق !... جلادون اسقطت الوثائق والأعترافات ورقة التوت عن عوراتهم وبينت للعيان عمالتهم وصلاتهم المباشرة بالمخابرات الأمريكية بعدما عثر على مكتب الشهيد عبدالكريم قاسم اضبارة للدكتور ( إيليا زغيب ) والذي كان منتدبا للتدريس في جامعة بغداد وقتذاك ، وكان عميلا للمخابرات الأمريكية ، وظل لسنوات عديدة يقوم بنقل المراسلات بين القيادة القطرية في العراق والقيادة القومية لبعث عفلق ...كما لعب ( وليم ليكلاند ) وهو مسؤول مركز المخابرات الأمريكية في العراق والذي كان يعمل في السفارة الأمريكية بوظيفة مساعد الملحق العسكري دوره المكلف به من تخطيط وتدبير للأنقلابات البعثية ، وبالاخص الانقلاب العراقي ، بما فيه إذاعة اسماء وعناوين الشيوعيين والقوى التقدمية من اذاعة تبث من الكويت . ولا ينسى احد مقولة امينهم القطري وقتذاك علي صالح السعدي ( جئنا بقطار امريكي ) ولا تزال الأيام السود لأنقلاب شباط راسخة في ذاكرة الناس ، وبيانهم المشؤوم رقم (13) . ويقدر ضحايا انقلاب شباط البعثي في العراق ( 5000 ـ 12000) قتيل ، وعشرات الآلاف من المعتقلين ... ثم عاد بعث ( البكر ـ صدام ) ، مرة ثانية للسلطة في 17 تموز 1968 وهذه المرة بتخطيط ودعم المخابرات الأمريكية والبريطانية ايضا ودعم بعض دول الجوار. كان استلام البعث الفاشي في العراق للسلطة مرتين واستلام البعث السوري السلطة في دمشق بمساعدة الأدارة الأمريكية.
اقتطع البعث السوري جزءا من اراضيه واهداها الى اسرائيل في هزيمة الخامس من حزيران 1967 ..وستبقى هضبة الجولان السورية وشعبها الابي شوكة في اعين البعث السوري الفاشي ورمز للتحالف الصهيوني الفاشي ... وصدق الرفبق فهد حين اكد ان الفاشية والصهيونية توأمان لبغي واحد هي العنصرية ربيبة الاستعمار ! .. ثم قام الاسد الاب بحركته التهريجية والتي اطلق عليها "التصحيحية" لأعادة بعثه الضال الى رشده .. وشهدت علائق الاخوين العاقين البعثيين السوري والعراقي فترات من التوتر والاحتقان السياسي ركضا وراء سطوة ونفوذ قوة الهيمنة على الجناحين معا ! وانجرت الاحزاب الشيوعية في هذين البلدين الى الكمين والخدعة الراديكالية لبعض اوساط البعث لتعش عمى الالوان السياسي في جبهات قائدها البعث الذي جهد لأذلال وتركيع الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين بعد ان حول الهدف النبيل في الاشتراكية الى مجرد عمليات حسابية تجارية (1+1=2) والوحدة الى عزلة اقليمية افلاطونية والحرية الى فاشية مع سبق الاصرار ! اما امة عربية واحدة وذات رسالة خالدة فكانت لغوا فارغا من المبتكرات العفلقية رغم انها سجلت له براءة اختراع !. الجبهة الوطنية في سوريا يجلس فيها أناس فقدوا الصلة بشعبهم وقضية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهمهم الحفاظ على مراكزهم ودفء مقاعدهم الوزارية أو الحزبية حيث يستلمون رواتبهم من الدولة، إنهم جماعة من المصفقين للرئيس أياً كان هذا الرئيس ما دام أميناً عاماً لحزب البعث العربي الاشتراكي ، قائد الأمة وحامي حمى الأحزاب المدجنة قومياً وفكرياً وسياسياً وأخلاقياً ، ومن المؤسف أنهم يحملون راية الحرية والديمقراطية بصورة عبثية ومذلة.
بحجة البعبع الاسرائيلي عسكر البعث بلدانهما بحماقة ، تارة مع الشرق وتارة مع الغرب ، لتتخلص المراكز الرأسمالية من اسلحتها الفاسدة .. وفاقمت عسكرة المجتمع وزج الجيش في معارك ضد الشعبين السوري والعراقي ، والطبيعة الدكتاتورية والشمولية للانظمة الحاكمة ..... فاقمت الانقسامات الاثنية والطائفية والعشائرية بشكل واضح ليطمس اي دور حقيقي للوحدة الوطنية . سيطر حزب البعث السوري على الحكم ومنع النشاط السياسي داخل القوات المسلحة، وانفرد بالنشاطين السياسي والنقابي في ميادين الشباب والطلاب ، ونشر أجهزة الامن في أركان الدولة والمجتمع ، وامسك البعث بالسلطة عبر مافيات الفساد وتعشيره البلاد ....
فرغت السياسة الأقتصادية لدولة البعث في دمشق الابية التخطيط المركزي والتنمية من المضامين التحررية وادمجت مصالح الطغمة الحاكمة بالمصالح الرأسمالية وأحكمت من طوق التبعية للسوق الرأسمالية لتتفشى النزعة الاستهلاكية ويسود التبذير والنشاط الطفيلي . وابرمت العقود الاستراتيجية تحت إشراف مباشر من الاسد الاب ( اليوم من الاسد الابن ) أعلى سلطة سياسية في البلاد ، والحكومة السورية وبدعم جماعات المصالح والضغط في اوربا والولايات المتحدة وآسيا . وقد ضربت التنمية السورية عرض الحائط بسياسة البرمجة وتقديم دراسات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية للمشاريع وتخلت عن التخطيط الإقليمي في توزيع المشاريع الاقتصادية، وخلقت فجوة كبيرة بين القدرة على التنفيذ وبين المشاريع الكثيرة المتعاقد على تنفيذها مما أدى إلى رفع تكاليف تلك المشاريع أضعاف ما كان مقررا لها، إضافة إلى سياسة البذخ المفرط في إقامة تلك المشاريع. واليوم يعيش المواطن السوري ليأكل ويشرب ويعمل مضاعفة ويتاجر ولينام ! هذه تربية البعث الفاشي في سوريا !
وليست سجون حكام دمشق مدارس وجامعات تراعي حقوق المساجين الذين تغص بهم هذه السجون - واكثرهم دخلها دون محاكمة - واكثرهم لن يخرج منها الا جثة هامدة تلقى في مزبلة السجن ولا تسلم لاهلها. وليس غريبا ان حكومة البعث السوري التي امتد سلطانها قرابة 45 عاما تمارس حتى الان الاحكام العرفية وحالة الطوارئ رغم ان آخر مواجهة مع اسرائيل مضى عليها اكثر من ربع قرن !. ليس هناك دستور دائم حتى الان في سوريا بذريعة البعصة الصهيونية ، والاستفتاءات والانتخابات فيها صورية على الطريقة الصدامية ( 99.9%). هناك تعذيب ممنهج ومعتاد ويومي يقوم به رجال الأمن ضد مواطنيهم ...فبالإضافة إلى التعذيب والقتل هناك ظاهرة الاختفاء القسري وظاهرة العزل حتى أن السجين لا يعرف شيئا عما يحدث في خارج السجن لسنوات طويلة. السجون السورية تدرج تحت بند الأمن القومي ممنوع الإقتراب أو التصوير حتى أسوارها الخارجية لأنها مناطق عسكرية وأمنية محرمة قد يدفع حياته من يقترب بكاميرا من أسوارها. إذ ان النظام السوري والذي كان يسمى وطنيا يوما ما قد ترك بصماته فيكل مكان وخلق المناخ الكئيب من التعذيب والقمع والبؤس والخراب.... ولم يسلم من القمع حتى نشطاء ومنظمات وقوى المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان وسط تراجع حاد لحالة الديمقراطية وحقوق الإنسان .
عمق البعث السوري ، وخاصة عند جيل الشباب الذين ولدوا وترعرعوا في ظل نظام الاسدين ، ذهنية "الأنا" العربي المتعالية على "الأخر" والرافضة له ، فهي الأرقى والأفضل والأكثر قدرة على القيادة ..... أما الآخر فهو الأدنى والأضعف والأسوأ والذي ينبغي له أن يخضع للعربي الأنقى دماً والأوسع دماغاً والأكثر ذكاءً وإبداعاً! .. ولا يقر حكام سوريا بالحقوق القومية للشعب الكردي في منطقة الجزيرة فداسوا بالأقدام على حقوق الإنسان وحقوق القوميات وعلى أسس العلاقات الدولية بسياساتهم المدمرة !. التوتر في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا بلغ نقطة الغليان بعد مقتل العشرات من الابرياء وإلقاء اللوم على السلطات السورية في مقتلهم. الأكراد يشعرون بالغضب الشديد، كما هو واضح من البيانات الصادرة عن أحزابهم السياسية المحظورة.
لقد بقي حزب البعث السوري في الحكم أضعاف الفترة التي كان الحكم الهتلري في الحكم تقريباً وضعف فترة بقاء شقيقه اللح في بغداد . واستطاع خلال هذه الفترة ذات الأجيال الستة أن يترك تأثيره المباشر والشديد عليها بعد ان أجبرت على الارتباط بفكر البعث وممارساته ، والتي لم تتعرف على القوى السياسية الأخرى التي ناضلت طويلاً في سوريا قبل وأثناء وجود البعث في السلطة بسبب محاربته لها وسعيه لاستئصالها وتقزيمها وشقها ( مثلما فعل مع الشيوعيين الذين تشرذموا اليوم الى خمسة او ستة احزاب ) ، وأن التربية التي اعتمدها بعث سوريا تميزت بوجهتها الاستئصالية للفكر الآخر والشخص الآخر وغرس الفكر الاستبدادي والعنصري والقمعي المشوه في أدمغة الأطفال والشباب خاصة في المناطق العربية من سوريا (البعثنة) .
المخابرات السورية تعج بالضباط وشركائهم من زعماء عصابات مافيا النهب وتبييض الأموال لتشكل العصابة القذرة التي يستند عليها الاسد الابن الذي يلعب دور الصبي المسكين الذي آخر من يعلم بمخططات مخابراته . محمد سعيد بخيتان ، غازي كنعان ، آصف شوكت ، هشام بختيار ، بهجت سليمان ، ماهر الأسد ، ذو الهمّة شاليش ، أحمد درغام ، فوزي الراوي ... وأخرون اسماء معروفة لا يستطيع الشعب العراقي محوها من ذاكرته بعد ان تورطت في الأنشطة التجارية غير المشروعة مع نظام صدّام حسين خلال الفترة 1997 ـ 2003، و تأمين وصول الدعم اللوجستي للإرهاب البعثي الفاشي في العراق ، وأرسال المتطوعين لصالح الأرهاب الاصولي الإسلامي بتجنيد الشبان من الأوساط الشبابية التي تؤم المساجد وتأمين وصولهم العراق ، والاشراف على تهريب الأموال العراقية إلى سورية ولبنان ، وإدارة تمويل الجماعات الإرهابية في العراق ، مقاولات ـ الشراكة لعمليات الإرهاب في العراق ، التعاون مع الحرس الثوري الإيراني وجماعة المرشد علي خامنئي وعصابة الرئيس احمدي نجاد لتأمين التسلل عبر الحدود العراقية – الايرانية و الحدود العراقية – السورية . إن العراقيات والعراقيين الذين يرفضون الاحتلال الأمريكي للعراق بشكل تام، والذي كان النظام البعثي المماثل للنظام السوري سبباً له ، ويعملون من أجل التعجيل بإنهائه العملي وليس القانوني فحسب ، يعجبون للوقاحة التي تتميز بها القيادة السورية واعلامها الساقط الذي يتحدث عن احتلال العراق، وهي تعيش يومياً ومنذ ما يزيد عن ثلاثة عقود قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل.
ويسهم بعث دمشق اليوم على عودة الفكر القومي المندحر والصدامية الى العراق بأنسلال الحية الرقطاء دون أن نشعر بضجة أو ضوضاء .انهم بيننا في بغداد يملكون المال الذي اقتطعه القائد الضرورة من افواه الجياع ومن حياة المرضى ، ويمتلكون السلاح وقطع الغيار ومعدات التفخيخ .. بعد ان أمنوا العقاب والملجأ الآمن في قصور الاسد ... فعادوا الى الشارع يرقصون ويهللون لجزارنا ويرفعون صوره البشعة والرديئة تحدياً لنا ، بعد ان شعروا أن احاسيسنا في طريقها للموت ، واننا اختلط حابلنا بنابلنا فلم نعد نتعرف على وجوههم ولانتذكر سكاكين الذبح المعمية التي كانوا بها يذبحوننا ، ولانتذكر أسماؤهم وشكل وجوههم . انهم بيننا أنسلوا بصمت بعد ان كانوا يرتجفون هلعاً في الأيام الأولى من سقوط طاغيتنا . وزعوا ادوارهم بدقة بين كاتب ومحلل سياسي وصحفي ومتخصص في الموت والتفخيخ ومن يجيد اللطم على الوطن ومتخصص في خطابات الرثاء وعاهرة لاتجيد سوى الردح والشتائم واتهام الجميع سواها ومثلومين وأشباه رجال وشلة غادرة عدتهم وعددهم وحتى رواد لحركة حقوق الانسان مع الاسف . لكنهم بدأوا يظهرون في الشوارع والمقاهي وفي التظاهرات السلمية يلبسون غير ملابسهم ويلتحون ويغيرون ملامحهم ويكثرون من ذكر الله في العلن وقائدهم الجرذ في الخفاء بصوت منخفض ... ويعلقون صورته تعويذة وتذكار لعل زمانهم يعود مادام الناس في غفوة ثانية . انهم ينافسون الشهداء في راحتهم فيقلقونهم ، ويدنسون قبورهم وبصلافة العاهرة التي تعير الناس بالشرف يتحدون العراقيين. عشرات الأسئلة هي مثارة حول عودة مافيات البعث والمافيات الطائفية الى السلطة ومن المستفيد من ذلك ... !. إن الدولة السورية وأجهزة الأمن السياسي فيها مسؤولةٌ مسؤوليةً كاملة ًعن قتلى العراق الذين سقطوا بسبب التفجيرات والانتحاريين بسبب سماحها لهم بالعبور والمشاركة ودعم تلك الجهود بهدف إشغال "العدو الأمريكي!" بمشاكل العراق لكي لا يتقدم صوب سوريا... هذا هو حال نظام الملالي في قم وطهران ( حقوق الانسان مغيبة في ايران ، ولا زال دم ابناء الشعب الايراني الابرار لم يجف ، وخاصة ابناء الاقليات القومية ، وسيقدم الشعب الايراني من قرر واقدم على تغييب الرفيق العزيز كيان الدين نوري واعضاء المكتب السياسي لحزب تودة المناضل وكوادره السياسية المتقدمة الى المحاكم .. وفي مقدمة هؤلاء مشعوذي ولاية الفقيه الخمينية )! ..
في ظل عالم جديد استطاع تحطيم القيود والعوائق والحواجز التي كانت تحول دون انتشار الأفكار والآراء المسموعة والمقروءة والمرئية والمكتوبة التي أصبحت تجري من كل حدب وصوب. وفي ظل عالم الفضاءات المفتوحة لتبادل المعلومات التي ازدحمت فيها قبة السماء بالأقمار الصناعية التي تبث آلاف الساعات يومياً من مختلف المواد ولجميع الشرائح. وفي ظل ثورة شاملة للاتصالات والمواصلات والتي أصبح من الممكن فيها تبادل الأحاديث ووجهات النظر والتخاطب بين الناس بالصوت والصورة وعبر القارات والمحيطات دون أن يعرف بعضهم بعضاً.وفي ظل هلامية القوانين الإعلامية في سوريا تحجب الحكومة السورية المواقع الالكترونية وبالاخص تلك الصادرة عن جمعيات حقوق الانسان مثل المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان ، لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية ، المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية ) ، المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية ، الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ( FIDH )، المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (OMCT)..الخ. لا عجب ذلك في بلاد تشهد التنكيل بالمناضلين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني والتصعيد في الأساليب البوليسية والقضائية التي تَكشف مرة أخرى عن مضي النظام الشمولي قدما في قمع القوى الحية في المجتمع كي ينفرد بتقرير مصير الوطن، ونهب ثرواته، واستغلال قوة عمل الأكثرية المعوزة والمفقرة من الشعب السوري. وتأتي هذه الممارسات في الوقت الذي تَستكمل فيه الولايات المتحدة مخطَّطَها لإعادة تنظيم المشرق العربي من أجل نهبه واستباحة هويته القومية وثرواته الاقتصادية بصورة وحشية.... ما يؤكد مجددا أن النظام الحاكم الذي تعايش طوال العقود الماضية مع سياسات الأمبريالية الأمريكية يَعتبر أن خصمه الرئيس هو الشعب في سورية، وليس الآلة العسكرية والاقتصادية الأمريكية، وذراعها إسرائيل.وكانت السلطات درجت في الآونة الأخيرة على استخدام أزلامها في "المنظمات الشعبية" التابعة لها للاعتداء على المتظاهرين بالضرب بالهراوات والقضبان الحديدية.
تمنع السلطات السورية وإدارة المخابرات العامة في مخالفة واضحة للدستور السوري وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان رموز ودعاة حقوق الانسان في دمشق من مغادرة البلاد حتى وان كانت لتلبية دعوة حضور مؤتمرات حقوق الإنسان الدولية ( انظر: الدكتور رضوان زيادة ومؤتمر "في إطار العدالة الجنائية – التحديات المعاصرة والإستراتيجيات المطلوبة في العالم العربي"....والذي كان من المقرر أن يعقد في عمان بدعوة من مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان وبرعاية شخصية من أمين جامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى).وتصرف من الخدمة دون بيان الأسباب لمن تشاء وبحجة الاستناد الى المادة 137 من القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم /50/ لعام 2004 وتعديلاته !. (سبق لرئيس مجلس الوزراء السوري وأن استعمل صلاحياته بموجب القانون المذكور وأصدر عام 1998 قراراً بصرف الدكتور عارف دليلة من الخدمة العميد السابق لكلية الاقتصاد في جامعتي حلب ودمشق والمعتقل حالياً في السجن السياسي المدني منذ تاريخ 9/9/2001)( كما جرى اوائل حزيران 2006 فصل سبعة عشر مواطنا من نشطاء المجتمع المدني كانوا وقََّّعوا وأيَّدوا "إعلان دمشق بيروت"، وبصورة انتقامية جائرة من عملهم . ونفذت حملة الاعتقالات أجهزة أمن الدولة دون مذكرة توقيف أو استدعاء قضائي صادر عن السلطات القضائية المدنية، وجرى أحالة الضحايا إلى القضاء المدني الذي كان قد لحق به الفساد منذ سنوات واستشرى بعدما تحول إلى أُلعوبة لتلبية أهواء الراشين الفاسدين وتوجيهات الأجهزة)* . العار للاستخبارت وقضاءها في سورية . وتحاكم محكمة الجنايات الأولى المعارضة السورية بتهمة الاتصال بدول أجنبية بقصد العدوان على سوريا ... وحقيقة الامر رفض المعارضة السورية جهاراً نهاراً طبيعة النظام السوري الفاشية مثلما رفضت الضغط العسكري أو الاقتصادي على سوريا و استنكارها ازدواجية الخطاب السياسي الرسمي ومطالبتها بالعلانية والشفافية وبمزيد من الحريات الديمقراطية والحقوق المدنية والسياسية ( انظر : الدكتور كمال اللبواني مؤسـس التجمع الليبرالي الديمقراطي في سوريا الذي اعتقل في 7/11/2005 بمجرد وصوله لمطار دمشق الدولي بعد مقابلة أجراها مع قناة الحرة )( أقدام السلطات السورية صباح 22/5/2005 على اعتقال المحامي محمد رعدون رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية ، إذ داهم الأمن السياسي مكتبه في مدينة اللاذقية واعتقله مخفوراً ،ومن ثم تم نقله إلى العاصمة دمشق )!!.ومنذ شهر آذار 2006، تقوم السلطات السورية بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الشخصيات السياسية والمدنية للمعارضة من مثقفين ومناضلي المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان..... موجة جديدة من الاعتقالات تأتي ضمن السياسة الشمولية والدكتاتورية للحكم: انتهاكات منهجية للحريات وحقوق الإنسان، توقيفات خارج إطار القضاء واعتقالات تعسفية، تعذيب وترهيب مع محاكمات جائرة ( من ابرز المعتقلين : ميشيل كيلو ، محمد مرعي ، غالب عامر ، نضال درويش ، كمال شيخو ، محمد محفوظ ، خالد خليفة .. ) .
لقد فشلت سوريا البعث بتحرير النخبة السياسية من تماهياتها الجزئية لتتمكن من تجسيد مثال الوطنية وأن تحرر معها الدولة ومؤسساتها من احتمال ارتهانها للعصبيات الخاصة، حتى تتحول بفضل سياساتها الوطنية إلى دولة امة، أي دولة مواطنيها. وتجاوزت ارادوية البعث السوري حدود الموضوعية لتخلق لها اوهام نضالية وكفاحية تصحو عليها ليل نهار ( انقلاب 8 آذار 1963 ، الحركة التصحيحية ، هزيمة 1967 ، حرب 1973 ، دخول القوات السورية الاراضي اللبنانية ، حرب حسن نصر الله مع اسرائيل .. ... كل ذلك بالارشفة التاريخية للبعث السوري انتصارات ومنجزات عظمى ) وسلطات دكتاتورية شمولية باسناد من قوى متذبذبة فقدت الثقة بنفسها قبل ان تفقدها بالآخرين ( جبهة وطنية شكلية ) واستبداد بالغ اساسه قمع حقوق الانسان . وقد اثبتت سوريا للملء موضوعة الفكر القومي المندحر الذي فشل في شحذ الوعي الوطني للأفراد، بصرف النظر عن مذاهبهم الدينية، والتطلع المشترك والشامل لنهضة حضارية عربية كبرى، تنقل المجتمع إلى مصاف المجتمعات الحديثة المتمدنة الديمقراطية، وتساعده على تجاوز انقسامات المجتمعات التقليدية الموروثة، وتحرر الفرد من التبعية لعصبية العشيرة والقبيلة والطائفة الدينية اي من التخاريف الاجتماعية والولاءات دون الوطنية !!... في سوريا اليوم دولة علمانية صورية استبدادية ، ويستعد الاسد الابن لأعداد ابنه البكر لوراثته هو ايضا .. وعلى الشعب السوري السلام !.
إن ما يجري في سوريا اليوم يعتبر تجاوزاً فظاً على حقوق المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق القوميات ، ويضع هذا الواقع على عاتق العالم كله مهمة التحرك لمنع ما يجري هناك ومساندة قوى المجتمع المدني السورية وكل المناضلين في سبيل الديمقراطية ومن أجل إزاحة الدكتاتورية عن السلطة. إن مهمة السوريين النضال لتأمين الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية للشعب السوري وإنقاذه من سياسات البعث الراهنة، ومن واجبنا تقديم الدعم السياسي والمعنوي الكامل له.
· التدخل في شؤون منظمات المجتمع المدني في البلدان العربية
من منطلقات القومانية الاستئثارية المندحرة يبذل البعث السوري الجهد لعرقلة مسيرة منظمات المجتمع المدني في البلدان العربية بل وكامل الحركات السياسية الديمقراطية والوطنية فيها .. ويحول زقها بالاموال والمقدرات المادية لتدجينها وتسييرها على هواه بناء على اوهام ان البعث هو قائد الأمة وحامي حمى الأحزاب المدجنة قومياً وفكرياً وسياسياً وأخلاقياً .. وتعشعش اليوم في سوريا عشرات المكاتب – الدكاكين السياسية والمهنية ، واجهة للديمقراطية البعثية المخصية ، وتأوي الحكومة السورية بقايا قيادات البعث العراقي الى جانب قيادة قطر العراق في سوريا ( قيادة تبادل مسؤوليها الادوار في بغداد ودمشق قبل سقوط صدام حسين ، هذا القيادي يهرب الى بغداد .. ويعود بعد اعوام .. تسلية وضحك على الذقون!! وجلهم من الحثالات الطبقية والتجارية ..).. وفي دمشق مكتب المنظمات الشعبية العراقية ومكتب شؤون العراق في القيادة القومية ومهمتهما مخابراتية بحتة !! .. وفيها بقايا بعض المنظمات الفلسطينية والعربية .. وتأوي سوريا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لعصابة حماس الأرهابية الذي القى خطبته النارية في الجامع الكويتي في دمشق اثناء صلاة الجمعة ليوم 12/8/2005 والتي حث فيها المصلين ومن سمع خطبته على دعم العمليات الأرهابية في العراق بالتطوع لها تحت مسمية " الجهاد بالنفس " ، أو دعمها بالمال . فدعم العمليات الأرهابية في العراق " اهم من دعم المقاومة في فلسطين " في نظر هذا الروزخون ، ولقد نشرت ذلك جريدة اللواء السورية .
ومثلما اختفت آثار جريمة اغتيال القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو في سوريا عام 1959، اختفت آثار القائد الشيوعي العراقي شاكر الدجيلي في سوريا.والدجيلي ناشط سياسي له صفة إستشارية في الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان)! وعضو في الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان / السويد ! اختطف شاكرالدجيلي بتاريخ 31/3/2005 ومن صالة ترانزيت دمشق في وضح النهار وامام مرأى ومسمع من الحكومة العراقية من قبل المخابرات السورية وليس من هناك من حرك ساكنا ! اختطف النظام السوري الدجيلي بذات الطريقة إثناء "الضيافة العربية"، ولا نعرف مصيره على أيدي زبانية الجحيم البعثي السوري الآن.... والجميع يتفرج ! يالها من محنة .
وفي سوريا ايضا وبدفع من زبانية البعث والاصوليات الاسلامية الصديقة رفض اتحاد الكتاب العرب شرعية الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق وليشغل الكرسي الذي كان يشغله المجرمون والقتلة وكاولية ثقافة حميد سعيد ومحمد سعيد الصحاف وهاني وهيب وسامي مهدي وعبد المنعم حمندي وجواد الحطاب ورعد بندر وامل الجبوري ونصيف الناصري وخالد علي مصطفى وعبد المطلب محمود ولؤي حقي وأديب ناصر وباقي زمرة هز الوسط البعثية! رفض اتحاد الكتاب العرب عضوية منظمة الجواهري والبياتي ورشدي العامل وكوران وشيركو بيكس والتي يقودها اليوم ادباء عراقيون نار على علم لأنها لا تنسجم مع اخلاقيات البعث في ضرورة مديح الاسد الاب والابن ومتطلبات الامن القومي ! مجدا للمثقف العراقي شهيدا وسجينا وملاحقا عصيا على التدجين ...!! . الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق الذي رفضت عضويته في اتحاد الكتاب العرب رفض هو الآخر مسايرة ضغوطات الابتزاز على سياسته المعلنة واكد مرارا انه لا يقبل في عضويته المتملقون واشباه الادباء والكتاب والمتطفلون والاوصياء على الادب والثقافة ، ومن الذين سجلوا مواقفهم على صفحات مجلات وصحف النظام المسحوق ونشروا القصائد والقصص والمقالات والتهاني والأحاسيس والمشاعر في اوسع عملية استخفاف بعواطف الناس المغلوبين على امرهم ، وكتبوا عن بطولات صدام المهزوم الموهومة وحولوا هزائمه الى نصر مؤزر وسموه بطل التحرير القومي ، وكتبوا عن ايام حكمه باعتزاز وعدوها بانها فخر العرب والعراقيين وانه نعمة من الله تعالى ... وذهب البعض الى وصفه بانه النبي والاله وانه حلم باسرائه ومعراجه وانه الغالب لا المغلوب والزاهي الاسعد والحاكم الامثل الاوحد والمتحضر الاول وحامي المقدسات وموحد الشعب غير المفرق والقوي الامين والزاهد والمتصوف المتدين الذي لا مثيل له ومخترع الوصايا . وقال عنه البعض بانه الكرامة والخبز والنعمة..... اكد الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق الذي رفضت عضويته في اتحاد الكتاب العرب انه لا يقبل في عضويته اولئك الشحاذون والمنافقون وقتلة العراقيين الذين سجلت لهم شرف سرقة خبز الجياع وعزهم باستلامهم دنانير الطاغوت الاخرق عن كلمات تافهة ذليلة كسيحة لا تنتمي الى الادب ولا الى أي جنس ثقافي اخر ، والذين كتبوا ممجدين الحرب والقتل والقنابل وازيز الرصاص باسلوب رخيص ومبتذل ، والذين تجردوا من كل التزام اخلاقي فاصدروا عشرات بل مئات من روايات ( قادسية صدام ) وقصص تحت لهيب النار ودواوين القادسية التي تحتفي وتشجع وتمارس نزعة القتل والموت وتستهين بمشاعر واحاسيس المواطن العراقي والذي قال عنها الناقد الدعي سليم السامرائي إنه (أدب ضرورة) !. واصل ادباء (بالروح بالدم ) اصرارهم على عدم الاعتذار العلني للعراقيين عنما اقترفوه من آثام وتبرئة صفحاتهم الملطخة .
الجماهير صانعة التاريخ . وتاريخ الشعوب لا يصنعه غير الابناء النجباء الشرفاء الذين يسطرون ملاحم الاباء والشهامة ،لا الذين يساهمون بافعالهم النكراء في تشويه التاريخ وتجييره باسم وأفعال شخص واحد هو الدكتاتور او الطاغية او الرئيس القائد او الولي الفقيه ... الخ .
وفي سوريا ايضا جرى التوقيع على اتفاقية دمشق ثمرة جهود المنظمات النقابية العمالية في العراق ( قرابة 6 اتحادات عمالية نقابية - الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق/ سابقا في العهد الصدامي وبقيادة جبار طارش ، الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق IFTU/ بعد سقوط الطاغية ، الاتحاد العام لنقابات العمال في جمهورية العراق/ جماعة خليل المشهداني ، اتحاد نقابات العراق المستقلة / التيارالصدري ، التجمع المهني المستقل / الدعوة الاسلامية ، .......) لتنسيق العمل وفق آليات الديمقراطية الشرعية النقابية . وكما كان متوقعا فوجئ الجميع بالهيئة القيادية في الاتحاد العام لعمال العراق( GFTW)** وقرارها رقم 12 في 20/2/2006 بتسمية اعضاء للمكتب التنفيذي وتوزيع المسؤوليات عليهم وتعيين عدد آخر في مواقع المسؤولية لنقابات بغداد بشكل لا يناسب وحجم وقدرة كل اتحاد .... ويبدو جليا للعيان ان مرتزقة بقايا البعث العراقي قد اغتصبوا وغنموا ما لم يكن يحلمون به هذه المرة ايضا اي وبالرعاية السورية ( انظر: سلمان محمد هادي المشهداني /عضو فرع في البعث العراقي وامين سر شعبة الشعلة ، كريم عبد الله حمزة / عضو قيادة فرقة ، خليل ابراهيم المشهداني / ضابط مخابرات في عهد صدام حسين وعضو شعبة ، محسن علي عفريت / عضو فرقة ، مهدي حسيب علي / عضو قيادة فرقة )! واكد المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال في العراق IFTU ان هذا القرار غير شرعي ومخالف للاتفاق الموقع في دمشق 9/9/2005 بين الاتحادات العمالية والذي تم تحت المظلة السورية والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، وخرقا للفقرة ب من المادة الاولى التي تؤكد " ان تقوم الهيئة القيادية باجراء المسح الميداني للمنظمات النقابية على أرض الواقع ..." . لم تلتزم الاطراف الاخرى بجوهر الاتفاق ولم يجر المسح وصولا الى تنظيم الانتخابات النقابية العمالية العامة بشكل ديمقراطي وحر ومستقل !.. ويسهم هذا التخبط والتعمد والتخريب في ابعاد الحركة النقابية اكثر عن الاوضاع المعيشية للعاملين والشغيلة ومتوارية متوانية عن مطالبهم العادلة .... انها مصيبة جديدة اذا ما قدر لهذا التخبط ان يجد طريقه الى أوصال مؤسسات المجتمع المدني، انها محنة تستهدف تمزيق هذا المجتمع اكثر مما هو ممزق، وتشويه منظماته الجماهيرية اكثر مما هي مشوهة.
وبتحريض سوري جرى نقل مقر اتحاد المهندسين العرب من بغداد الى بيروت اواخر عام 2004 وليبقى عادل الحديثي المسؤول الاول المباشر له، وهو من قياديي البعث العراقي / قسم الامن القومي !.... ( قسم الاراذل الياس فرح ، عبد المجيد الرافعي ، قاسم سلام ، بدر الدين مدثر وممن كانوا يتقاضون من ثروة العراق آلاف الدولارات شهريا رواتبا لخدماتهم في تمزيق الأمة وبعثرة الشرف العزيز !) ... انه درس لمؤسسات المجتمع المدني ان تتجنب العاصمتين .... السورية مؤقتا لحين إنقاذها من سياسات البعث الراهنة ! والايرانية مؤقتا لحين إنقاذها من سياسات الملالي الراهنة !
كان تدخل سوريا في الشؤون الداخلية اللبنانية هو الاوسع والاكثر وضوحا للعالم أجمع! وبذلت الدولة السورية قصارى همتها لوأد الحركة الوطنية اللبنانية التي انطلقت اواسط سبعينيات القرن العشرين وتبلورت اهدافها لمقاومة الطائفية المتنامية على اراضيها ولمواجهة الاطماع الصهيونية ومخاطر التقسيم ولدعم فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي ... وتراث الحركة الوطنية اللبنانية تعمد بالشهداء كمال جنبلاط ، حسين مروة ، مهدي العامل ، جورج حاوي ، ... والرئيس رفيق الحريري . اغتالت المخابرات السورية رموز الحركة الوطنية اللبنانية بدم بارد وصلافة وقحة ، لم يكن آخرهم الرئيس رفيق الحريري !! انعكست التطورات الحاصلة على صعيد العلاقة السورية – اللبنانية، بعد صدور القرار الدولي 1559، واغتيال رفيق الحريري والتداعيات التي اعقبته، على الاوضاع في البلدين والتفاعلات الجارية فيهما، وارتباط ذلك بمساعي اطراف عدة لتوظيف تلك التطورات لصالحها. لقد دعى حسن نصر الله إلى حرق العراق وذلك استجابة لتعليمات ولي نعمته، مرشد جمهورية الملالي الإسلامية في إيران ونكاية بأمريكا... وبدعم لوجستي سوري قذر ! ثم أدخل حسن نصر الله لبنان إلى محرقة المغامرات الصهيونية ثانية وبدعم لوجستي سوري أقذر وضوء أخضر من أحمدي نجاد ! أيحتاج نهجٌ مغامر أرعن بهذا الوضوح الى معجم لكي نفهمه ؟!!
تقول وصال فرحة بكداش الامينة العامة للحزب الشيوعي السوري ( جماعة بكداش) وزوجة القائد الوطني السوري المناضل خالد بكداش :" نحن نسأل البابا هل شاهد جثث الشهداء الأطفال في قانا الأولى وقانا الثانية وأطفال الجنوب الذين طارت أشلاؤهم الطاهرة مع شظايا القنابل الإسرائيلية الملقاة من قطعاتها الحربية في لبنان؟! " .. ترد السيدة وصال على ما ذكره البابا عن الفاشية الاسلامية !... ونستدرك نحن اليوم في بغداد " هل شاهدت وصال فرحة بكداش جثث عشرات الشهداء الأطفال والشيوخ والنساء العزل في كل أحياء بغداد والمدن العراقية الذين تطير أشلاؤهم الطاهرة يوميا مع شظايا السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي صنعتها الايادي القذرة لمخلوقات دربت في اقبية المخابرات السورية والايرانية وداخل الاراضي السورية والايرانية ؟! ... كل شهداء لبنان في حرب نصر الله الاخيرة مع اسرائيل لم يتجاوز عددهم شهداء العراق الابي ضد الارهاب في شهر آب 2006 وحده .. ان الله لفي خلقه شؤون وانا لله وانا اليه راجعون !"... ولولا اجلالنا للرفيق العزيز الراحل بكداش ، لأستخدمنا كلمات اقسى على السيدة بكداش !! .. لقد حول البعث السوري احزاب الجبهة الوطنية في سوريا الى مؤسسات تدار على هيئة شركات مساهمة ، ومن ثم قزم الاحزاب – الشركات ولا ضرورة للعمال والفلاحين والجماهير الواسعة ... ويكفي لها وجود تمويل المخابرات السورية والكادر الضيق من الموظفين الذين يطلق عليهم مجازا اسم الكادر الحزبي ... احزاب - كلاب صالونات تعوي ولا تعض !! وتتسم بدهاء الورع المزيف وانتقاء الكلمات التي لا معنى لها والتشدق بعبارات مميزة لأنصاف المتعلمين على شاكلة الصبي بشار الاسد ، وتغليب مصالحها الضيقة ، والجهل الفاضح بالواقع السوري وآفاق حركته الوطنية والاجتماعية والسياسية والقومية اللاحقة.... احزاب تمثل اليوم المصالح الرأسمالية المالية الاميركية والصهيونية المستترة ، وهي امتداد لجهل الطاغية صدام حسين وتوتاليتارية نظامه الارعن في بغداد ... ويبدو ان الاسد الابن ، هو الآخر ، بدأ مؤخرا يزعج اسياده في الادارة الاميركية !!.
حزب الله وحركة حماس تكشفا بوضوح عن أوجهها الخبيثة القبيحة مثلما تفعل قوى الاسلام السياسي في العراق اليوم وفعلت الصهيونية العالمية و يفعل ملالي قم وطهران ويفعل أسد زمانه في دمشق ... والتاريخ لا يرحم ! فالى مزبلته وبئس المصير .
* - الموظفون المطرودون هم : سهيل أبو فخر وعصام محمود وفؤاد البني وكمال الدبس ومروان حمزة ونبيل أبو سعد وهيثم صعب وفضل حجاز ولينا وسلمى كركوتلي وناظر نصر وكمال بلعوص وغالب طربيه وعصام أبو سعيد ومنير شحود والدكتور نيقولا غنوم وسليمان شمر.
** - الاتحاد العام لعمال العراق( GFTW) هو المنظمة النقابية العمالية التي خرج بها اتفاق دمشق !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق