أميركا، اخرجي قواتكِ العسكرية من بساتين ورود وحقول قمح بلادنا
حتى يعود الله الى جحيم معابدنا ويستأنف رحمته العظيمة.
|
تصوير آدم البياتي |
اخرجي فيالقكِ الغازية كلها، حتى ننظفُ بالجرافات أوساخ أكاذيبكِ الكبيرة.
نريدُ الآن أن نحطم أخلاقياتكِ الحقيرة وندفنُ نتاناتكِ كثيرة الأقراط الاستعمارية.
أيتها المتطرفة والمقفلة مثل حمار يستهلُ سيمفونيته بتغطيس قنابل النابالم في
دبر صباحات العالم. حين تقوم طائراتكِ الحربية بقصف بيت في {مدينة
الصدر} أو {الفلوجة}. تتصدع الكثير من طوابق مبنى {الإمباير ستيت}.
يطير الإوز العراقي خائفاً من صليات رشاشات جنودكِ المخربة شَعر جداولنا
وأبنية أزماننا القديمة. ليست بلادنا طروادة، ولا زيوس ربّ الأرباب ربّنا.
نحنُ 5 شعوب و5 لغات و4 أديان وآلاف المذاهب والعقائد، ولا تنفع معنا
وصفات سياساتكِ التي يطبخها رجال ال CIA وجنرالات البنتاغون الأغبياء
في أقبيتهم السرية.
أميركا، من أجل الحفاظ على كرامتكِ القومية المصابة بالانفلونزا الآن.
يجب تقديم أحمد الجلبي المحرض على {قانون تحرير العراق} الى المحاكمة
بسبب خديعته للسيناتوريين ومليارديرات مجلس الشيوخ.
يجب محاكمة كنعان مكية لخديعته وتوريطه الرئيس جورج دبليو بوش وحمقى
البنتاغون ووزارة الخارجية بقوله : {سيستقبلكم الشعب العراقي في الورود
والحلوى}. ينبغي الآن بعد أن ظهرت الوعود خلباً. محاكمة عبد الباري
عطوان وصحيفته {القدس العربي} لدفاعه عن قاتل الشعب العراقي وتحريضه على قتل الفلسطينيين اللاجئين في العراق. ينبغي محاكمة الاخوان المسلمين في
قناة {الجزيرة} الذين يحرضون ويدلّون زنابير {القاعدة} على أعشاش البلابل
في أعالي أشجار نخيل العراق.
أميركا، اخرجي قواتكِ العسكرية من نسيم وآمال أغنيات بلادنا الآن،
وضعي مشروع {الشرق الأوسط الكبير} في المرحاض.
600 ألف انسان قُتل في العراق منذ غزوكِ. 600 ألف وردة قُطفت قبل أوانها.
{فوضاكِ الخلاّقة} ستدمر اقتصادكِ وتغلق بنوككِ. ستفتقرين حدّ اللعنة حين
لا يجد دافع الضرائب ما يدفعه لميزانيتكِ العسكرية.
نشكركِ الآن باخلاص عظيم لخلاصنا من سيف الطاغية صدام حسين، ومنجل
قتل حكمه الفاشي. نشكركِ على خلاصنا من الموت السري في مقابره الجماعية
التي لا يعرفها إلاّ جامعة ومخابرات الدول العربية وقناة {الجزيرة}.
نريد الآن النوم من دون دويّ مدافع وصواريخ تمزق حرير أحلام أطفالنا
نريد أن ننظف شوارعنا ومتنزهاتنا من نفايات فيالقكِ العسكرية المدرعة.
نريد أن ندفن قتلانا ونرمم بيوتنا ومدارسنا ومستشفياتنا ومتاحفنا.
أمطارنا وعصافيرنا وفراشاتنا غادرت البلاد
وسلاحفنا وزهورنا ماتت كلها من القتل والجوع
وتركت الرعود مهماتها في سمائنا لقنابلكِ الذكية وغير الذكية.
لا نريد ديمقراطيتكِ التي تشظي أحلامنا ومنجنيقات شوارعنا المشجرة بالهموم.
غزوكِ لبلادنا، خرطوم طويل يشفط مليارات بترولنا منذ 4 سنوات.
كيف يشعر الانسان براحة تامة وأنباء جرائمكِ تملأ نجوم العالم؟.
هل يستطيع أطفالنا الذهاب الى شموس المدارس، والسيارات المفخخة
تنثر أشلاء أجسادهم في الشوارع المصابة بالسرطان؟
أمريكا، {أن نموت ملسوعين بثعبان الكوبرا 1
ليس كما نموت بطعام خنزير فاسد.
بعضهم يموت غرقاً في المستنفعات
أو في البحار.
بعضهم يموت على يد رجل أشعث الشعر في سواد الليل.
هناك موت كالذي أصاب ساحرات جان دارك
هناك موت مرعب كالذي أصاب بوريس كارلوف
وموت بلا احساس، كالموت عند الولادة}.
لكننا الآن نموت بالآلاف في أمكنة العمل والجامعات والمطاعم والمساجد.
نموت في أعقاب كل سيارة مفخخة يتم تفجيرها في الريموت كونترول عن بعد.
نموت بالآلاف في أحزمة ناسفة يرتديها شبّان قدموا من مغاور في القرون الوسطى الى بلادنا ليصفوا حساباتهم مع أميركا.
ماذا نفعل الآن مع الميليشيات المسلحة وفرق الموت السنية والشيعية؟
الرجال البواسل الآن في بلادنا المريضة أقمارها وحكمتها. ينسون
ادامة أحلامهم الانسانية ويقتلون بعضهم بعضاً في الأمكنة النائية والمنعطفات
المظلمة الوعرة باسم المذهب، وشعار قناة التلفزيون الحكومية :
{اخوان سنة وشيعه
هذا الوطن منبيعه}.
من طيزي.
ناكوا عرض الوطن باسم الدين.
الميليشيات
وفرق الموت الطائفية.
الانتحاريون وسيارات التفخيخ
جعلت أجساد الناس تتناثر وتتشظى
في الشوارع
مثل جلود وعظام التصليخ.
الحياة التي كنا ننتظرها على الطريقة الأمريكية
جعلت فتياتنا ينمن منقبات ويمشين الى الأسواق والجامعات منقبات
وأغلقت أحزابنا الدينية المتطرفة التي حرمها نظام صدام الديمقراطية
دور السينما
البارات
مخازن الموسيقى
المتنزهات
وسيطرت الحكومة على {شبكة الاعلام} التي أسسها {بريمر}
لتكون على غرار ال بي بي سي
ويتم تمويلها من الضرائب العامة.
قنوات للقتل والتحريض على القتل باسم الدين والديمقراطية الأميركية
قنوات فضائية شيعية
قنوات فضائية سنية
قنوات فضائية لقطع الرؤوس وثقب الأجساد
قنوات للخطف والتفخيخ
قنوات لعبد القادر الكيلاني
قنوات لآهل البيت {اللطم والعويل 24 مرة في العام في مناسبات
مواليدهم وقتلهم}
قنوات للوهابية
قنوات للبعثية
قنوات للثيران
قنوات للهتلية
قنوات للسرسرية
قنوات لخنازير وهتلرية القومية.
أميركا، اخرجي قواتكِ العسكرية من حطام بلادنا
واذهبي صفّي حساباتك مع {القاعدة} والارهاب العالمي بعيداً عن شعبنا.
{نحن لا نكرهكِ 2
هل نكره الرعد المؤذي اللعوب؟
هل نكره فك الحمار المتشظي؟}
من الذي هدّم ثكنات قواتنا المسلحة وسرّح الجيش والبوليس؟
من الذي ترك حدودنا مفتوحة الأبواب لشبّان {القاعدة}؟
اصابات كثيرة ومؤلمة يتلقاها أطفالنا وشيوخنا من رشاشات المارينز
وأفواج الخيّالة في كل آنٍ.
مستقبلنا أصبح الآن خلفنا، وانساننا يكاد أن يخرج عن فطرته السليمة
بسبب القهر والذل والقتل.
لم يتعود الناس في بلادنا أن توضع الأكياس السود فوق رؤوسهم
وأيديهم مربوطة الى الخلف في الحبال.
هل ننسى جرائم اغتصاب فتياتنا الصغيرات؟
هل ننسى فضائحكِ وجرائمكِ الوحشية في سجن {أبو غريب}؟
هل ننسى قصف طائراتك ومدافعك الخطأ وهو يدمر منازل الفقراء
ويقتلهم في المدن والقرى؟
اميركا، اخرجي قواتكِ العسكرية من ليل بلادنا.
22 / 3 / 2006 مالمو
1 و 2 غريغوري كورسو {قصيدة القنبلة}
شاعر من العراق يقيم في السويد
Nasif_nasiry@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق