الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بينتر يفوز بجائزة نوبل للآداب لهذا العام. لجنة الجائزة تعتبره أبرز ممثل للأدب الإنجليزي في نصف القرن الأخير ومسرحياته تكشف "المتاهات خلف الثرثرة اليومية" وتقتحم "غرف القمع المغلقة."
حصل الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بينتر اليوم الخميس على جائزة نوبل للآداب لعام 2005. وقالت الأكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة لدى إعلانها فوز بينتر بأهم جائزة في مجال الأدب بأنه أبرز ممثل للمسرح الدرامي الإنجليزي في النصف الثاني من القرن العشرين، لأنه "يكشف الهوة الكامنة خلف ثرثرة الحياة اليومية ويفرض دخول غرف القمع المغلقة." كما أضافت قائلة: "موقعه ككاتب ينتمي إلى الكلاسيكية الحديثة يظهر عبر استخدامه صفة استوحاها من اسمه، وأطلقها على الجو الخاص السائد في مسرحياته" وهي مسرحية "بينتريسك."
أعماله المسرحية
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: صورة قديمة للأديب البريطاني هارولد بينتر
وفي مقابلة سابقة معه قال المؤلف والمخرج المسرحي والممثل بينتر: "لقد كتبت تسع وعشرون مسرحية. أعتقد أن ذلك كافيا". بدايات الكاتب بينتر كانت في عام 1957 ككاتب مسرحي مع مسرحية "الغرفة" (ّذي روم)، ثم تلتها على الفور "النادل الأخرق" وفي الستة التالية " حفل عيد ميلاد. وحقق بينتر الشهرة العالمية من خلال مسرحية "الحارس" عام 1963. وقد سافرت مسرحيات بينتر إلى كل مكان في العالم وترجمت إلى لغات كثيرة وعرضت، ولازالت تعرض في أماكن كثيرة في العالم. كما فاز الكاتب الإنجليزي بعدة جوائز على أعماله ونشاطاته السياسية. ويأتي حصول بينتر على جائزة نوبل التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة (1.28 مليون دولار) بعد ثلاثة أيام من احتفاله ببلوغه سن الخامسة والسبعين. وفي هذا السياق يذكر أن الترجيحات كانت في اتجاه فوز الشاعر السوري المولد أدونيس (علي أحمد سعيد) بجائزة نوبل للآداب لهذا العام، كما كانت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار من الأسماء المرشحة للفوز بجائزة هذا العام.
بينتر: الناشط السياسي
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: ميدالية الفائز بجائزة نوبل
من جانبه برر رئيس الأكاديمية السويدية هوراسيه إنجدال، اختيار بينتر للجائزة بأنه تم بالإضافة إلى أعماله الأدبية، بناء على التزامه السياسي في أدبه ومسرحياته واهتماماته السياسية في الفترة الأخيرة. يذكر أن بينتر ذا التوجه اليساري يعد من اشد المعارضين للسياسة الأمريكية والبريطانية وبالذات في أفغانستان والعراق. كما أنه هاجم بشدة سياسة الرئيس جورج دبليو بوش وتوني بلير خاصة تجاه الحرب على العراق. وبالإضافة إلى ذلك انعكس نشاطه السياسي هذا على أعماله في فترة التسعينات، وهو ما ظهر جلياً في أعماله الأدبية: "النظام العالمي الجديد" و "من الرماد الى الرماد". ووفقاً لوصف أحد مترجمي أعماله، الفرنسي جان بافان، فإن بينتر "رجل عنيد" ومعارض "بشدة" للسياسة الأمريكية التي ينشط "ضد المبالغة فيها". ومن المعروف عن بينتر أنه تفرغ في الفترة الأخيرة للنشاط السياسي.
تقرير: عبده جميل المخلافي . دويتشه فيله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق