اكبر معرض تشكيلي لفنان عراقي
كاظم الداخل وذاكرة وطن
د. حسن السوداني
يتميز الخطاب الجمالي لدى الفنان كاظم الداخل بابتعاده عن الفكرة المحنطة ويبتعد كثيرا عن مفهوم التابعية التفسيرية اوالتمريرية للواقع بل هو عامل من عوامل بناء واكتشاف لكثير مما يعتري مجرياته,فاللوحة لديه تقترح المغايرة من خلال استبدال منطق المطابقة والتبني بمنطق الإزاحة والتناظر, فهو يسعى إلى خلق عالم مواز للواقع مترفع عن النمذجة والاستنساخ والفوتوغرافية , والمغايرة لدى الداخل هي تلك التي تمتلك اشتراطاتها المعرفية والجمالية القائمة على التجربة الحقيقية لا الميل الافتعالي واستعادة التقليعات والتعلق بالتغريب لذاته. ورغم أن مشاريع الداخل لا تلمس فيه حضورا مباشرا لثنائية محددة تجدها مجسدة كوحدات نصية داخل اللوحة إلا إننا يمكن أن نتلمس ثنائية الحضور والغياب وهي من أكثر الثنائيات المفتوحة على أكثر من مستوى من مستويات الإيحاء والتأويل, فأغلب الحالات التي يتناولها في مشروعاته الفنية تعكس حالة من الاغتراب والوحدة والعزلة كتلك التي تناولها في مشروعه الشهير" شعراء عراقيون" متناولا مجموعة من الشعراء كالسياب مثلا وهو الذي مات غريبا عن وطنه وعانى ما عانى من مرض وحرمان وتهميش وملاحقة, والنواب الذي ما زال يصارع المنافي بقصائده اللاهبة , والجواهري الذي عانى من النفي القصدي عن وطنه ومات غريبا وهو الشاعر العربي الأهم بعد جيل شعراء العرب الكبار. وربما يكمن السبب وراء اختيار الداخل لهذه المشروعات بالذات والمتعلقة بذاكرة وطنه العراق رغم محطاته الحياتية والفنية الكثيرة واشتغاله على أكثر من منطقة خلال السنوات الأخيرة هو حجم ما يعتمل داخله من نوستالجيا للوطن بقبابه وأنهاره وشعرائه وذلك النخيل الكثيف في مدينة البصرة حيث عرض أول لوحاته في غاليري 75 أيام دراسته الجامعية الأولى. ومعرضه الحالي الذي سيقام في كاليري اور في مدينة مالمو السويدية في الخامس والعشرين من هذا الشهرفي تمام الخامسة عصرا والذي يحمل عنوان " ذاكرة وطن" يعد المعرض الاكبر لفنان عراقي في العقود الاخيرة حيث سيعرض الداخل احدى لوحاته التي يجسد فيها بيئة الاهوار العراقية والتي تتكون من 400 لوحة صغيرة تشكل بمجموعها لوحة واحدة, كما سيتضمن المعرض الجديد لوحات تشكيلية تغطي فترة التسعينيات والسنوات الست الاخيرة من القرن الجديد.
والداخل ولد في العراق عام 1950 وحصل على البكالوريوس في الاقتصاد السياسي من جامعة البصرة عام 1977. ثم حصل على البكالوريوس في الفنون التشكيلية من أكاديمية روما عام 1984.أقام أكثر من عشرين معرضا شخصيا من بينها:معرضين شخصين في مدينة البصرة( غاليري 75) في عامي و1975و1976.
الكويت في عام 1982.روما 1986. فلورنسا في أعوام 87 , 88 و 89.السويد/ مالمو في عامي 91, 93. 97, 98, 99, 2000, 2001.لندن, كالري 4, في عام 1993.الدنمارك/ كوبنهاكن في عام1995.اشترك في العديد من المعارض التشكيلية في مختلف دول العالم. وهو يقيم حاليا في مدينة مالمو السويدية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق