كنا نشرنا سابقا قصيدة الشاعر نامق سلطان وها هو اليوم الشاعر عبد العزيز المقالح يكتب تقريظا للقصيدة
العدد 1265 - التاريخ: الخميس 08 يونيو-حزيران 2006 | الموضوع: ادب و ثقافة رقم الصفحة 7
ومضات:ليل العراق.. ليل العالم
قلبي يتقطع، قلوب كثيرة تتقطع حسرة عليه، على العراق العربي الذي كان، وعلى ابنائه العرب الذين كانوا. قلبي يتقطع، قلوب كثيرة تتقطع حزناً لما نشاهد ونسمع، مذابح يومية، جثث مجهولة ومعلومة، واقتتال بين الأخوة وبينهم وبين عدوهم المشترك الذي جاء متخفياً تحت دبابة الحرية والديمقراطية، وجاء من بلاده البعيدة جداً لكي ينقذهم من بطش الديكتاتورية فكان اكثر بطشاً وقسوة وخراباً من كل الديكتاتوريات التي عرفتها البشرية قديماً وحديثاً.. أما لهذا الليل -ليل العراق وليل العالم- من آخر. وأما آن لأبناء حضارة الرافدين الضاربة في أعماق التاريخ ان يتناسوا احقادهم وخلافاتهم وان يستعيدوا استقلال وطنهم وتخليصه من براثن الاحتلال والفوضى؟
اسئلة كثيرة حاضرة في وجدان كل عربي من المحيط الى الخليج والاجابات عليها عندهم، عند الاشقاء العراقيين، هؤلاء الذين يموتون جملة وبالقطاعي موتات مجانية في معظم الحالات، ميتات لا تنصر حقاً ولا تصد باطلاً. ميتات عشوائية تطل ارواح اصحابها تحوم فوق الوطن المحتل غير مرتاحة الى دمائها التي لم تغسل دنساً والى اجسادها المتناثرة فوق تراب خاضع للغزاة. هل فقد العراقيون حكمتهم الاصيلة حكمة حمورابي واحلام جلجامش؟ وهل ضاعت في المتاهة الراهنة اصوات المتنبي والشريف الرضي والسياب والجواهري والبياتي وسعدي يوسف ويوسف الصائغ واصوات اجيال من العلماء والحكماء والقادة الذي جعلوا من بغداد عاصمة للخلافة العربية والإسلامية؟
لقد وجدتني اكتب هذه الكلمات الجارحة المجروحة بعد قراءاتي لنص شعري قصير لشاعر عراقي مقيم خارج وطنه، النص بعنوان «البلاد الباردة» والشاعر هو «نامق سلطان»، وما كان له ان يأتي إلاّ منثوراً ليعبر عن العراق المنثور:
من يدلني على شجرة اعرفها
او شارع مشيته يوماً
.... .... ....
البلاد الباردة
ليست بلادي
لا ليلها ليل
ولا خمرها خمر
ولا نساؤها كالنساء.
... .... ....
حين تسير وحيداً
ملفوفاً كأنك كفن
منبوذاً كسمكة لفظها البحر
وليل العالم يمتد أمامك
من ستنادي؟
من اذا ما صرخت سيسمع صراخك؟
هل ملاك اسود يمنحك جناحيه
لتحلق نحو سمائك؟
وأية سماءٍ تعرفك؟
وأية أرض؟
يالها من صرخة حزينة جارحة لشاعر مفجوع خائف يعكس فجيعة مواطنيه وخوفهم في الداخل والخارج، ويرسم بلغة شعرية غير مباشرة هول ما يلقاه الانسان العراقي في مدنه وقراه المسكونة بالموت والرصاص والمقابر والخوذات الغريبة.
د. عبدالعزيز المقالح
أتى هذا المقال من صحيفة 26سبتمبر
http://www.26sep.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.26sep.net/newsweekarticle.php?sid=26812
صحيفة 26سبتمبر - ومضات:ليل العراق.. ليل العالم - د. عبدالعزيز المقالح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق