١١‏/٨‏/٢٠٠٥

الكاتب المغربي محمد زفزاف يرحل للمرة الرابعة


محمد زفزاف في ذكرى رحيله الرابعة: منجم صبر ظل يحمل هموم البسطاء في كتاباته حتى الرمق الأخير

أسست أعمال محمد زفزاف (1942-2001) لقصة عربية / مغربية من نوع مختلف وأدب سار ضد كل تحاليل وتصنيفات الأكاديميين. أدب مبتكر، حداثي، جميل، وغارق في تفاصيل الهم اليومي للإنسان العادي البسيط.

كتب محمد زفزاف عشرات الروايات وعشرات القصص. كان استاذا في مدرسة إعدادية قبل أن "يترقى" ليصبح أمين مكتبة التلاميذ. ولما كان طلبة اللغة يودون إنجاز رسائلهم الجامعية، لم يجدوا أدبا أحلى من ذاك الذي خطه محمد زفزاف.

قدم زفزاف من مدينة القنيطرة واستقر بالدار البيضاء ومنها كان يبعث قصصه ومقالاته و ترجماته من عيون الأدب. عاش "بوهيميا" لا يعرف غير الكتابة بين شقته ومقاهيه المفضلة مثل مقهى ماجستيك بحي المعاريف بالدار البيضاء.

الفوضوي المنظم، كان بنظر الكثير من النقاد العرب، أحد أكبر كتاب المغرب. وظل طيلة حياته لا تستسيغه مدينة الإسمنت ولا يستسيغها. كان دائما يمثل الوجه الاخر. الصورة المتناقضة مع "ثقافة المدينة" وبريقها الخادع وأصحاب البدلات الشيك والجهل الثقافي المطبق. كيف لا يراهم جهلة وهم من هدموا مسرح المدينة الوحيد في الثمانينات؟

يقول الكاتب العراقي فيصل عبد الحسن: "كنت أعرف ان المبدع محمد زفزاف كريم اليد ويجود بما يملكه، كان بيته ممتلأ دوما بالأدباء الشباب الذين يأكلون معه في صحن واحد ويدخنون من علبة سجائره ويشربون معه بذات القدح.. لكنه، بسبب افتقاره الي مورد مال ثابت كان لا يستطيع في بعض الأحيان حتي شراء الجريدة."

زفزاف، الذي لم يحظ بأية جائزة أدبية وطنية في بلاده. يعكس حالة معروفة تماما في الأدب العربي بشكل عام. فالثقافة واجهة للسياسة وساحة لها أيضا. وليس ثمة رابط حقيقي بين الإبداع والشهرة.

يفسر الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف قلة الإهتمام بزفزاف ويرجعها إلى سببين: الأول أن أعمال زفزاف العفوية الصادقة تحترم جمهورها وتعنى بقضاياه ولا تقدمها كما يشتهي الآخر، والثاني: أن زفزاف لم يكتب بلغة أجنبية

من بين كتّاب القصة المغاربة، ظل محمد زفزاف الأكثر نصَباَ ازاء الفن، يحزم أمره، ويأخذ نفسه بالشدة.

ومن بين كتاب القصة المغاربة، ظل محمد زفزاف الأكثر وفاء لمسحوقي شعبه، حريصا الحرص كله على ان يظل هذا الوفاء متألقاً واضحاً عبر الفن، لا عبر البيان الصحافي او السياسي.

يقول سعدي يوسف في رثاء زفزاف: تشبّثه بالحرية، حرية الفنان والمواطن، أورده شظف العيش، بل المقاطعة والعزلة أحيانا. وبينما كانت النُّهزة سبيلاً الى الرفاهة كانت الشدة لدى محمد سبيله الى قامة الفنان الفارعة.

لقد كان الأدب المغربي بحاجة الي مسيح، يعذبه الفقر والمرض، ويموت بدلا عن جميع الكتاب والأدباء المغاربة، ويتحمل بموته عذاباتهم وغربتهم وقلة حيلتهم ازاء واقع متغير لا يرحم أحدا.

لقد خسر الأدب العربي محمد زفزاف مبكرا وربما ربح العرب والمغاربة "اسطورة أدبية"، كما فعل العراقيون حين ربحوا بموت السياب المفجع نموذجهم الأدبي الخاص بهم.

ستظل نصوص زفزاف عالقة في الأذهان لا تنسى. تلك النصوص التي تحكي عن مواطن عربي مهلهل الملابس يتلفت خائفا وهو يعبر إلي وسط الشارع ثم يتقيأ، ويظل يتقيأ حتى النهاية.
عن موقع مغاربية نيوز

عاجل/ بلاغ صادر عن المعهد العربي لحقوق الانسان بتونس


بـــــلاغ

يسر المعهد العربي لحقوق الإنسان أن يعلمكم أن الاتصالات والمشاورات التي جرت في المدة الأخيرة بين رئيس المعهد العربي والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من جهة والإدارة التونسية من جهة أخرى قد أسفرت عن حل تم بمقتضاه رفع القيود عن أرصدة المعهد العربي لحقوق الإنسان بالبنوك التونسية.
وإننا لنغتنم هذه الفرصة لنعبر عن عميق تقديرنا لكل من ساعدنا على تجاوز الإشكال و لكل من ساند المعهد العربي في هذه المحنة التي نأمل أن لا تتكرر حتى يواصل رسالته في نشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد العربية إلى جانب جميع العاملات والعاملين في هذا المجال.

الطيب البكوش
رئيس مجلس إدارة المعهد العربي لحقوق الإنسان