٥‏/١١‏/٢٠٠٦

الشاعر الأردني موسى حوامده: لن اعتذر عن قصيدة "يوسف"

تحدث عن أسرار 4 سنوات متهما بالردة أمام المحاكم
الشاعر الأردني موسى حوامده: لن اعتذر عن قصيدة "يوسف"


أربع سنوات أمام المحاكم

قصيدة يوسف لا تشكك في الرواية القرآنية

قوى اسلامية منظمة تطارد انتاجي

أسرتي تأثرت بشدة من تكفيري

علاقة غير حميمة بيني وبين درويش






دبي - فراج اسماعيل
قال الشاعر الأردني موسى حوامده إنه تجاوز مرحلة المعاناة من الحملة الطويلة لتكفيره واتهامه بالردة التي استمرت أربع سنوات. وأوضح لـ"العربية.نت" انه تناساها وأصبح أكثر نضجا.
وأشار إلى أنه لا يقدم الآن تنازلا أو اعتذارا، فلم يكن هدفه أن يسيئ إلى القرآن أو أن يتحفظ على النص القرآني أو احباط أحد من المسلمين واستفزازه، وإنما كان يريد اسقاط وضع سياسي معاصر يدفع الآن ثمنه عن طريق الاعتراف به وتكريس قصصه وتقديم هدايا مجانية له.
وقال إنه ينظر بوعي وبشكل مختلف لتراث المنطقة بشكل عام سواء كان اسلاميا أو مسيحيا او يهوديا، وكذلك إلى التراث السومري والفرعوني.
وأضاف أن مطاردته من بعض الاسلاميين بتهمة الردة ووقوفه أمام ثماني محاكمات طوال أربع سنوات بسبب قصيدة "يوسف" في ديوانه الشعري "شجري أعلى" جعلته الآن أكثر عمقا وحذرا واحتياطا في اختيار الكلمات، خاصة أنه نال في الأخير حكما بثلاثة أشهر سجنا.
وقال إنه يحمل مرارات وآلام كثيرة، و لديه حالة من الرثاء للفكر الذي أفرز هذه الأنماط والعقول المتحجرة، ومتخوف من انتشار ثقافة التخويف والترهيب والمنع وتكميم الأفواه وتحجير العقول.
وتابع موسى حوامده بأن "هناك أمما حديثة العهد وصلت إلى ما وصلت إليه، بينما نحن لا نزال نجتر أفكارا معينة بحتة ونجتهد في قمع الرأي الآخر وقتل المبدعين، ولا نريد إلا نمطا واحدا من الثقافة والتكرار والتلقين، وبالتالي لا تجديد في الفكر ولا في الارهاصات، وأصبحت الأمة أشبه بالقطيع".



أربع سنوات أمام المحاكم
وقال: حضرت أكثر من 300 جلسة أمام محاكم مدنية وشرعية، استمرت 4 سنوات، وخلالها حدث لي توقيف "حبس" في مخافر الشرطة. وصدر ضدي قبل عامين من محكمة مدنية حكم بالسجن ثلاثة أشهر ولم ينفذ هذا الحكم حتى الآن، ولا زلت معرضا له. وأضاف ضاحكا "أرجو ألا تكون هذه المقابلة سببا في تنفيذه وتذكيرهم بي".
وأوضح: ثلاث قصائد كانت وراء حملة تكفيري واتهامي بالردة طوال تلك السنوات الأربع، أولها قصيدة "يوسف" ثم قصيدة "مآرب أخرى" وبعدهما قصيدة ثالثة باسم "عبد الله" بدأتها بـ "عبد الله .. من علمك العربية" ولم أكن أقصد بها شخصا بعينه ولكنها كانت عن حال الأمة، وكنت أعني بها أي انسان عربي أو مسلم.
وقال: أتينا بمفسرين ومجتهدين أمام المحكمة بينوا لهم أن اسم "عبد الله" يطلق على أي مسلم. ومن حسن الصدف أن التفسيرات كانت كثيرة على القصائد الثلاثة وكذلك على قصيدة رابعة فسرت على أنها ازدراء للذات الالهية حاشا لله.
وأضاف حوامده: لم استسلم لاتهامي بالردة ونقضت ذلك أمام المحكمة حتى أقتنعت بوجهة نظري وبأنني مسلم ومتمسك بايماني، وأصدرت قرارا برد الدعوى، ولكن محكمة الاستئناف الشرعية فسخت هذا الحكم وطلبت اعادة محاكمتي من جديد، وحاولت أن أقدم تفسيرا آخر واحضرت خبراء، وفعلت المحكمة الأمر نفسه، وأدانني قضاتها وكفروني، فطلبت باحضار نقاد عرب فحضر المرحوم الدكتور محمد بركات أبو علي استاذ البلاغة في الجامعة الأردنية، فردت المحكمة الدعوى مجددا، ولكن محكمة الاستئناف فسخت الحكم للمرة الثانية.
وقال: استمر ماراثون المحاكمات حتى تدخلت رابطة الكتاب بشكل حازم وكذلك المنظمات الحقوقية الانسانية المحلية والعالمية، فأسقطت محكمة الاستئناف القضية. وبعد عدة شهور رفعت وزارة الاعلام ممثلة في رقابة المطبوعات والنشر قضية جديدة في المحكمة المدنية بشأن قصيدة يوسف في ديوان "شجري أعلى" بتهمة مخالفة قوانين الطباعة والنشر بتغيير القصائد وشتم أرباب الشرائع.
وواصل حوامده: قدمت للمحكمة النسخة المجازة من الديوان وبعد مرور سنة كاملة، حكم القاضي برد الدعوى على أساس أن هذا الشعر يتم تأويله لتفسيرات عديدة وليس فيه شئ ضد الاسلام. لم يطب ذلك للدولة فعادوا ونقضوا الحكم وعدت مجددا للوقوف أمام محكمة جديدة، وتكرر ذلك إلى أن صدر ضدي في آخر محكمة وقبل عامين حكما بالحبس ثلاثة شهور.
وعن سبب تغيير عنوان ديوانه "شجري أعلى" مما حمل رقابة المطبوعات والنشر على مصادرته لأن التغيير تم بدون علمها، قال موسى حوامده: نوهت عن ذلك في الصفحة الرابعة من الكتاب وقلت إن العنوان الذي أجزته هو "استحق اللعنة" ولكنني قمت بتغييره خشية من ردة الفعل الدينية، وإدارة المطبوعات اشترت نسخا من الكتاب ولم تعترض على ذلك إلا بعد أن حدثت الضجة من قوى الاسلاميين.



قصيدة يوسف لا تشكك في الرواية القرآنية
وبشأن رؤية البعض بأن قصيدة يوسف تشكك في الرواية القرآنية.. رد موسى حوامده: القصيدة تحدث صدمة في البداية ويتهيأ للقارئ أن المقصود بها القرآن الكريم – حاشا لله – لكن إذا تأمل القصيدة بعمق سيجد أن المقصود أنني لا أوافق على التأويل الذي تم من خلاله اسقاطات كثيرة على نتائج سياسية معينة، ولا أقصد النص القرآني، فلم يكن في ذهني مخالفته، ولو كان لقلته أثناء محاكمتي. فالنص القرآني هو نص كتاب مقدس ويجب أن نحترمه.
وأضاف: حاولت أن أنصف تاريخ مصر كله في القضية وانتزعه انتزاعا، والقصيدة لم تكن أبدا موجهة ضد الرواية القرآنية أو أنني كما زعم البعض أنني أغير القرآن. صحيح أن الشعر فيه جنون ولكني لم أبلغ درجة الحمق ولا يمكنني على الاطلاق أن أفعل شيئا كهذا.
وشرح موسى حوامده ذلك بقوله: دائما أدخل في عمق الاسطورة وأحاول نقضها، لأنني دفعت الثمن سياسيا وحضاريا، وتم استلاب مكاني الجغرافي كثمن عقائدي لصراع ايديولوجي بين ديانات متعددة.
وواصل بقوله :أنا متشكك تجاه الأساطير كلها. رافض للأسطرة، وأحاول العودة إلى التاريخ دائما بنظرة فاحصة ورافضة وأنقض التراث باعادة بنائه، لأخلق اسطورتي الجديدة، وأهدم الخرافات والأشياء المتراكمة التي كان من نتيجتها التخلف والاحباط والقهر والهزائم السياسية المتواصلة.




قوى اسلامية منظمة تطارد انتاجي
ويعتقد موسى حوامده أن جهة منظمة من الاسلاميين كانت تتابع انتاجه وتقوم بتكفيره ويقول: عندما اجزت كتاب "أسفار موسى" اقتطع منه الكثير، فاضطررت في كتاب "من جهة البحر" أن اطبعه في بيروت ولم يحصل على اجازة من الاردن ودخلها رغم أنه يضم قصائد صعبة.
وينفى أنه يدخل منطقة التحريم متعمدا بهدف الشهرة قائلا إنه لو كان يريد ذلك لسلك طرقا أخرى، لكن من الظلم أن يحرم مبدع من التعبير عن أي موقف سياسي أو حضاري، وإذا كان كاتب يبحث عن الشهرة ففي امكان الآخرين ألا يشهرونه، اضافة إلى أن من يبحث عن الشهرة ليس منطقيا أنه يبحث عن السجن.
ولا يشعر أنه مطارد بسبب الحكم بسجنه ثلاثة أشهر قائلا "حتى لو حصل ونفذ الحكم فلا مشكلة، فلو سيطر هذا الهاجس على فكري ما كان في استطاعتي أن أقرأ أو اكتب أو حتى أعمل، لكني مارست حياتي بشكل عادي وطبيعي".



أسرتي تأثرت بشدة من تكفيري
وحول تأثير تكفيره واتهامه بالردة على حياته الأسرية يصفه حوامده بأنه الأسوأ في الموضوع.. "والدي ووالدتي رحمهما الله جاءا لي من فلسطين، ليطمئنا على ابنهما هل لا زال مؤمنا. وقفت أمامهما موقفا صعبا وأكدت لهما أنني مؤمن وارتاح للصلاة ولغيرها من الفرائض، وقلت لهما لا تصدقا الاشاعات، فهناك مسجد قريب منهما في فلسطين، خطب فيه البعض وكفرني. على مستوى الأسرة الصغيرة، لم أكن قلقا لأنه لم يكن هناك اتهام صريح بالنسبة لي، لكن البعض من الأقارب اتخذ مني موقفا سلبيا بأنني ملحد وكافر ولا يجب التعامل معي، وتم التحريض على أطفالي في المدرسة فقد كانوا يسمعون كلاما سيئا أو تهديدات عبر الهاتف وينقلونها لي وهم يبكون.



علاقة غير حميمة بيني وبين درويش
وعن سبب العلاقة المتوترة بينه وبين الشاعر الفلسطيني المعروف محمود درويش قال موسى حوامده: ربما يكون عنده شئ ضده ولكنني احترمه كشاعر أكبر مني عمرا وتأثيرا وتجربة. ليس عندي ضدي موقف أدبي على الاطلاق، ربما لا توجد بيننا علاقات حميمة مثل علاقته مع بقية الشعراء ولا أسعى لذلك.
وأضاف: قد يكون درويش غضب من رأي طرحته عن نرجسيته فهو كشاعر فلسطيني عنده حساسية تجاه شعراء آخرين، فليس من حقه اخفات أصواتهم. ولكن يبقى محمود درويش شاعرا مهما جدا وصاحب تجربة حقيقية وقدم الكثير للقضية الفلسطينية وللشعر العربي، وربما عنده حساسية من مقارنة البعض لاستخدامه لسورة يوسف واستخدامي أنا لها، وقولهم إنني كنت أكثر تأثيرا وعمقا.
والشاعر موسى حوامده من مواليد فلسطين 1959، درس الثانوية في مدينة الخليل
والتحق بالجامعة الاردنية للدراسة في كلية الاداب، ونشر اول مجموعة شعرية بعنوان " شغب" عام 1988في عمان. ومنع فترة من السفر والعمل، ونشر في عام 1998مجموعته الشعرية الثانية "تزدادين سماء وبساتين" وفي عام 1999 أصدر مجموعته الشعرية الثالثة "شجري أعلى" ثم صدر له" اسفار موسى العهد الاخير " وبعدها المجموعة الشعرية الخامسة" من جهة البحر"، ولديه ثلاثة كتب نثرية في الادب الساخر منها "حكايات السموع" .

الشاعر الأردني موسى حوامده: لن اعتذر عن قصيدة "يوسف".

DUHOK PIRA REW?ENBIRI YA KURDI YE

 

 

Hesen Silêvanî

 

 

 

 

 

 

EKETIYA NIVISKAREN KURD_DUHOK

 

 

Li rojên 8-9-10/11/2006 li hola Xanî li zankoya Dihokê li jêr çavdêriya parêzgarê Dihok birêz Temer Remezan diwem fistîvalê rew?enbîrî pêk tê..

Ji herçar parçên kurdistanê û ji ewropa, gorcistanê û Imarata Erebî nivîskar û rew?enbîrên kurd  û çend nivîskar û rew?enbîrên Ereb ji Bexda û Mûsil pi?ikdariya evê fistîvalê dibin..

Fisteval dê li ser rew?a zimanê kurdî  raweste, û çend simînarên hizrî û rexneyî jî ji layê sehrezayan ve tên pê?kê?kirin , her wisa çîroknivîsên kurd dê li ser  rew?a çîrokê , û hinek wê li ser serbora xwe ya çîrokê û romanê baxivin, ji bili 3 ?even taybet bi helbesta kurdî, ko nezikî 25 helbestvanên kurd dê nimonên berhemê xwe yê nû dê bxwînin ..çend dezgeh?n rew?enbîrî jî hatine vexwendin mina ;

Enistitûya kurdî li Stanbol

Enistitûya kurdî li Berlîn

Komela nivîskarên kurd li Amed

Komela nivîskarên kurd li Swêd

Navenda Pena kurd li Almaniya

Hevgirtina rew?enbîrên kurd yên rojava li derve

We?anxana Duz u Avesta li stanbul

Hejiye bejin  pesangeha wesanen eketiya niviskaren kurd ko gehaye 102 pirtokan de hete vekirin.

 Niviskaren vexwendî de seredana avahiyê nû ye niviskaran din yê    ko bi harikariya hukmeta kurdistanê hatî bi cihanîn li ser  5500metren erdî bi rengekî endaziyê û lekdayî ye..

تجميل التعذيب

خميسيّات \ آدم فتحي (الشروق التونسيّة \ 2-11-2006)
تجميلُ التعذيب
في 28 سبتمبر 2006 صوّت الكونغرس الأمريكيّ على مشروع القانون الخاصّ بظروف التحقيق..وفي 17 أكتوبر 2006 وقّع دابليو بوش على نصّ هذا القانون الذي رأى فيه الكثيرون «تناقضًا مع اتفاقيّات جنيف»..وفي 24 أكتوبر تحدّث ديك شيني في إحدى الإذاعات عن التغطيس (وهو طريقة تعذيب تُسمّى waterboarding وتتمثّل في إغراق المتّهم حدّ الاختناق) قائلاً إنّ هذه الطريقة أعطت نتائج جيّدة، وإنّها ليست تعذيبًا.
هكذا وخلال أسابيع..غفرت الإدارة الأمريكيّة لنفسها غوانتانامو و«أبو غريب» بمفعول رجعيّ..وحصل التعذيب على صكّ الغفران..وعادت البشريّة إلى القرون الوسطى تحت مسمّيات وبمبرّرات مختلفة..وصحّت نبوءة سيوران حين قال «إنّ الغرب يبحث عن طريقة للاحتضار لائقة بماضيه. »
في الفترة نفسها، أي بين سبتمبر وأكتوبر 2006، كان الفنّان الكولومبيّ فرناندو بوتيرو يبحث لأعماله عن قاعة عرض أمريكيّة..دون جدوى..والسبب أنّها أعمال تمّ إنتاجها بين سنتي 2004-2005 وتدور كلّها حول الانتهاكات التي مارسها مجنّدون أمريكيّون ضدّ عراقيّين في سجن «أبو غريب»..رفضت المتاحف الأمريكيّة عرض هذه الأعمال باستثناء  رواق  في مانهاتن..وقال الناقد الفنيّ دافيد دارسي إنّ المتاحف الامريكيّة رفضت عرضها كي لا تثير غضب الحكومة..فهل يعني هذا أنّ الجميع يعرفون جيّدًا الحقيقة المرّة:
أنّ التعذيب عارٌ لا يمكن غسلُهُ بقانون؟
الغريب أنّ كلّ هذا يمرّ بأغلب مثقّفي العالم (وبأغلب مثقّفينا العرب تحديدًا) وكأنّ أحدًا لا يكترث أو لاينتبه إلى أنّ كارثة حقيقيّة تحلّ بالمجموعة البشريّة وتهدّد نضالات قرون طويلة من أجل حريّة الإنسان وكرامته وحقوقه.
حتّى يوم 17 أكتوبر 2006 كان التعذيب «عادة سريّة»..وكانت إسرائيل الدولة الوحيدة التي سمحت لنفسها بتبنّيه صراحةً عن طريق محكمتها العليا..أمّا اليوم فنحن أمام نقلة نوعيّة بمبادرة من أكبر دولة في العالم..وهي نقلة تحدث في سياق تصنيع رأي عامّ أقلّ فأقلّ رفضًا للفكرة نفسها، بدعوى الحرب على الإرهاب، ممّا ينذر بأكبر انتصار لطغاة العالم وإرهابيّيه.
قد لا نستغرب الأمر لو أنّه حدث في بلاد عربيّة..وإذا كان من المفرح أن نرى عددًا من المثقّفين والنشطاء المدنيّين العرب يتصدّون لهذا الداء عربيًّا، كلّ بطريقته، على الرغم من صعوبة ظروفهم..فإنّ من غير المفهوم أن نراهم يصمتون عن «ماما أمريكا» وهي تتحوّل إلى غرفة تعذيب، مثلما كان زملاؤهم يصمتون عن «بابا الاتّحاد السوفييتي» وهو يتحوّل إلى قولاق.
يوجد أكثر من «أبو غريب» في أكثر من بلد عربيّ..ومن البديهيّ القول إنّ لوحات بوتيرو مثلاً ما كانت لتُعرضَ في أيٍّ من هذه البلاد العربيّة لو أنّها تناولت ما يُمارس فيها من تعذيب..ولكنّ الفارق واضح..أن يحدث هذا الأمر في بلد عربيّ هو كارثة وطنيّة..أمّا أن يحدث في أمريكا فهو كارثة كونيّة..ولعلّ بوتيرو على حقّ حين قال إنّ ما أرعبه أكثر «هو أن يصدر هذا التعذيب عن الدولة الأغنى والأقوى في العالم، والتي تطرح نفسها كنموذج للتحضّر. »
نحن اليوم أمام انقلاب اليمين الأمريكيّ والغربيّ عمومًا على المبدأ الذي ظننّا أنّه أصبح قيمة كونيّة: مبدأ رفض التعذيب مهما كانت طريقته ومهما كانت مبرّراته..ومن شأن هذا الانقلاب أن يطيل عمر التعذيب في سائر بلاد العالم.
أيّام الرومان كان التعذيب أقلّ وقاحة..كان التعذيب يهدف إلى انتزاع الحقيقة أو إعلان التوبة وليس كما هو اليوم وسيلة للابتزاز وكسر الإرادة ومنع المقاومة وإذلال الروح استباقيًّا..كان التعذيب مهمّة قذرة لا يتشرّف بها مواطنو روما العاديّون فضلاً عن نبلائها..بل  يُكلّف بها عبد مخصّص للغرض..أمّا اليوم فها نحن نرى الأمريكان من خلال هذا القانون، يتشرّفون بهذه المهمّة، ويجعلون منها وظيفة من الوظائف السامية لابدّ لها من كرّاس شروط ودليل استعمال.
ليس دابليو بوش أوّل من اخترع دليلاً للتعذيب، فقد عجّت قرون محاكم التفتيش بكتيّبات قام بتأليفها كبارُ المفتّشين..نذكر من بينهم Bernard Gui (1307 و1324) و Nicolas Eymeric (1320-1399) الذي تميّز على زميله الأمريكيّ الحديث بأنّه فهم عبثيّة التعذيب، كاتبًا في لحظة صفاء: «إنّ التعذيب يمكن أن يقتل القويّ دون أن يعترف بشيء..ويمكن أن يدفع الضعيف إلى الاعتراف بغير الحقيقة. »
وليس دابليو بوش أوّل من ابتكر فكرة إخراج المتّهم من إنسانيّته للتعامل معه بعيدًا عن أيّ قانون أو أخلاق..فقد سبقه الرومان إلى ذلك..وكان مفتّشو الكنيسة القدامى لا يعترفون بحقّ المتّهم في الاطّلاع على لائحة الاتّهام ولا يواجهونه بمتّهميه..لكنّ دابليو بوش تفوّق عليهم جميعًا في قانونه الجديد لأنّه حرم المتّهم من حقّ الدفاع عن نفسه..مطيحًا بما سمّاه فوكو قواعد اللعبة البرهانيّة.
أباح الرومان تعذيب العبد على أساس أنّه مجرّد بضاعة..وأباحت الكنيسة تعذيب الزنديق على أساس أنّه ليس إنسانًا..وأباحت النازيّة تعذيب اليهوديّ على أساس أنّه جنس سافل..وأباح الطغاة تعذيب المعارض على أساس أنّه غير وطنيّ..وها هي أمريكا تتفوّق على الجميع، فتبيح تعذيب كلّ من هو غير أمريكيّ على أساس أنّه غريب أو أجنبيّ أو إرهابيّ..وكأنّ على الإنسان أن يكون أمريكيًّا وإلاّ فهو كائنٌ لا حرمة له ومن ثمّ يجوز تعذيبه.
أيّام الرومان كان العبد «بضاعة» يتمّ التعامل معها ككائن غير عاقل..ومن ثمّ كان من الطبيعيّ أن يمرّ دائمًا بامتحان الألم..كان صمود العبد أو عدم صموده أمام الألم طريقته الوحيدة في الإفصاح أو عدم الإفصاح عن الحقيقة..شأنه في ذلك شأن الحيوان..أمّا اليوم فإنّ الجلاّد هو الذي يتحوّل إلى حيوان من خلال تصرُّفه الحيوانيّ..وهذا ما أبرزه بوتيرو في أعماله.
نحن اليوم أمام محاولة تجميل للتعذيب من جهة، ومحاولة لفضح هذا التجميل من الجهة الأخرى.
يحاول الجلاّد توظيف الجميع في حربه اللاأخلاقيّة..يحاول تضليل الجميع كي يتنصّل من حقيقته البشعة..لكنّ الفنّان المثقّف المبدع الحرّ، يُفلح في إجبار الجلاّد على مواجهة حقيقته في المرآة..مرآة الفنّ..حيث لاشيء يفضح عمليّات التجميل المزيّف مثل الجمال الحقيقيّ.
من ثمّ نفهم جدوى أن يقول الجميع لا للتعذيب..لا لهذه الكارثة التي يُعاد إنتاجها بشتّى المبرّرات..ولا نتيجة لها إلاّ الإطاحة بإنسانيّة الإنسان.

كاتبة تتحدث عن روايتها ووضع المرأة المغربية.

2006/11/03

نشرت الكاتبة الشابة المغربية سناء العاجي أول رواية لها "مجنونة يوسف" سنة 2003. وتحدثت لمغاربية عن أفكارها والنساء المغربيات.

أجرت المقابلة فرح كناني لموقع مغاربية من الرباط – 03/11/06

[أرشيف] العاجي

سناء العاجي، مغربية 29 سنة، خريجة مدرسة للتجارة بالدار البيضاء. بعد إنهاء دراستها شاركت في بعض الأدوار وبدأت العمل كمديرة انتاج. ونشرت روايتها الأولى تحت عنوان "مجنونة يوسف" سنة 2003 وتعمل اليوم في مجال الإشهار.

مغاربية : ما الذي يمكنك قوله لنا عن روايتك "مجنونة يوسف"؟

سناء العاجي: إنها حكاية كنت أتمنى أن أعيشها حقا. في الواقع أنا محبطة قليلا أمام ما أراه أو ما يحيط بي. أتمنى أن أعيش تجربة عاطفية حقيقية، قد تكون محبطة في النهاية لكني أفضل أن أعيشها رغم ذلك.

مغاربية : هل سيكون هناك جزء ثان لروايتك؟

العاجي : أعتقد أن تتمة رواية أولى تكون دائما مخيبة للآمال. دائما ما يطرح علي هذا السؤال لكنني أعرف أنني لن أقوم بذلك.

لقد كتبت وأصدرت هذه الرواية لأنني رغبت في ذلك وأنا سعيدة لتحقيق ذلك. لم أتعمد كتابتها أو حتى نشرها. وستكون روايتي الثانية بنفس الطريقة. وستكون حتما مختلفة عن الأولى.

مغاربية : ما هو رأيك عندما تصنف "مجنونة يوسف" كرواية خاصة بالمرأة؟

العاجي : أنا أرفض هذا الوصف. أنا لا أصنف نفسي وأرفض أن يصنفني الآخرون. أنت لا تكتب لأنك رجل أو امرأة. أنت تعبر عن آرائك بغض النظر عن الجنس أو السن أو الجنسية أو الدين!

مغاربية : هل أنت من أنصار الحركة النسائية؟

العاجي : في الواقع لا أعرف. لكني عادة ما أطرح على نفسي هذا السؤال. هناك حتما أشياء عن وضعية المرأة تثيرني خاصة مواقف النساء أنفسهن.

لكني لا أحبذ أن ألقب بمناصرة للحركة النسائية. ما يثير غضبي هو نظرة المجتمع عموما للمرأة وما يغضبني أكثر هو سلبية بعض النساء اللواتي يعتبرن متواطئات في الدور المفروض عليهن من قبل المجتمع.

هناك إمرأة أعرفها متعلمة وواثقة بنفسها، تتعرض للضرب من قبل زوجها، وكل ما تقوله هو أن أهم شيء أنه يرجع إليها. النساء المتعلمات والمستقلات تسعين للزواج بأي ثمن فقط للحصول على وضع اجتماعي. هذا غير معقول!

ولحد ما فإنه من الطبيعي أن لا يبذل الرجل جهدا كبيرا لتغيير الوضع، فهو سعيد لبقائه سيدا للوضع.

وهناك نظرة أخرى للأشياء لا أفهمها هو عندما تخبرك عروس حديثة العهد بالزواج ولا أطفال لها "إذا كان لدينا المال، لن أعمل وسأتفرغ للبيت". فهي تساهم ماديا في نفقات البيت فقط بسبب الحاجة وليس لرغبة لإثبات الذات.

وفي النهاية، كل رجل يسعى للحفاظ على الامتيازات التي ورثها دون أدنى محاولة للتغيير. إنه السيد وهي خاضعة له وتحت رعايته. وليست تربية الأطفال في هذا الجو هي التي ستجلب طريقة جديدة للتفكير للأسر المغربية على أساس الثقة والإحساس الحقيقي بالمشاركة.

مغاربية : ما رأيك بمدونة الأسرة الجديدة؟

العاجي : التغييرات تمثل حقا تطورا جيدا، لكن ليس ثوريا. علينا الآن العمل على تغيير العقليات، وهي مهمة أكثر صعوبة.

سأعطيك مثالا. الآن يمكن للمرأة المغربية أن تطلب بعض الأشياء من زوج المستقبل وتدوينها في عقد الزواج. لكن العديد من الأزواج يقولون لك "عقد، لماذا؟ نحن لا نفكر في الطلاق".

لكن بالنسبة لي، عندما أؤمن سيارتي، فهذا لا يعني أني أرغب في التعرض لحادث! أنا فقط أحمي نفسي. يجب بالتالي تغيير العقليات كذلك وهذا هو أكبر تحد.