٣٠‏/٩‏/٢٠٠٦

الناقد الإعلامي العربي خميس خياطي يناقش العمل التلفزيوني في المنطقة (Magharebia.com)

الناقد الإعلامي العربي خميس خياطي يناقش العمل التلفزيوني في المنطقة


2006/09/27
تحدث الناقد الإعلامي العربي خميس خياطي، في مقابلة مع مغاربية، عما يراه ضعفا في الإعلام العربي وكيفية مناولته لقضية المرأة والشباب والدين.
من مراسلنا في تونس جمال العرفاوي لموقع مغاربية-29/09/06

[أرشيف] خياطي
يعتبر خميس الخياطي واحدا من أهم النقاد التونسيين المتخصصين في ميدان التلفزيون حيث ساهم في عدة برامج تلفزيونية بتونس وإذاعات عربية فضلا عن كتاباته في صحف عربية. ويستعد هذه الأيام لإصدار كتاب جديد حول دور الفضائيات العربية في نشر الخطاب الديني المتطرف. والسيد خياطي سبق له أن تقلد مساعد رئيس المجلس العالمي للسينما والتلفزة التابع لليونيسكو.
وفي حواره مع مغاربية يسعى الخياطي إلى تحديد مكامن الداء الذي ينخر جسد الفضائيات العربية ولاسيما في المغرب الكبير؛ ويكشف عن مساهمة بعضها في نشر الخطاب الديني المتزمت الذي يساعد على نشر الأفكار الهدامة ويشوش أفكار الشباب. مغاربية سعت إلى محاورته والعالم الإسلامي يستقبل شهر رمضان حيث تفسح القنوات التلفزية العربية المجال للبرامج الدينية التي تخلف وراءها الكثير من الجدل خاصة في أوساط الشباب الذي تصبح غالبيته في مثل هذا الشهر ميالا إلى الخطاب الديني دون سواه.
مغاربية :هل تعتقد أن الإعلام العربي بوضعه الحالي قادر على مواجهة التطرف؟
خميس خياطي : بوضعه الحالي وبصفة إجمالية، لا أعتقد ذلك، لأن الإعلام العربي هش وغير مستقل ويخضع لتأثير مراكز القوى في دول (عربية) غير ديمقراطية. بل بصمتها وبعدم فتحها الفضاءات للسجال العام ومقارعة الحجة بالحجة حتى تلك التي تمس جوهر المعتقدات، فإنها تخدم التطرف في أدنى مفاهيمه وهي "الإنغلاق وتخوين الآخر".
مغاربية : لو كنت صاحب القرار في إحدى التلفزيونات العربية ووصلك شريط لابن لادن أو من شابهه هل تأمر ببثه؟
خياط : إن حصل ذلك آمر ببثه بعد إستوفاء الشروط التالية:
1- ألا تكون الوثيقة مزورة.
2.- ألا تمس مشاعر المشاهدين (مهما كانوا) بمعنى ألا تتضمن مشاهد عنيفة مثل ذبح الرهائن والتنكيل بهم وغير ذلك مما لا يقبله عقل عاقل متحضر.
3.- أن يصاحب البث تحليل من هيئة التحرير يبين الإضافة ويحذر المشاهدين مما سيشاهدونه...
مغاربية : كيف تقيم ما تبثه التلفزيونات العربية حول مواضيع الشباب والمرأة والدين؟
خياطي : القنوات العربية تتسم (في مجملها) وفي المواضيع المذكورة مثل الشباب إما بالإسفاف ومحاكاة الغرب في مظاهر ثانوية أو بالعودة إلى ما يعتبر صفاء أصيلا. وفي الحالتين، الصورة تفتقر إلى الحياة، إلى التناقض الذي هو المحرك الأساسي في الخطاب المرئي...فيما يخص المرأة، فهي، مهما كانت الأمثلة، موضوعا قبل أن تكون فاعلا... أما التلفزة التي كان بإمكانها أن تعطي صورة مغايرة مثل التلفزة التونسية الموجودة في بلد أنشأ "مجلة الأحوال الشخصية" منذ نصف قرن، فهي تحت كالكل قلة الإجتهاد وتؤمن بالسائد.
أما في الدين، فحدث... سوق عكاظ مع انعدام المعلقات وضحالة الشعراء... بمعنى أنك أمام أمثال القرضاوي وعمرو خالد وطارق سويدان وفيالق لا تحصى من الدعاة الكاتوديكيين الذين في غالبيتهم الغالبة ينشرون الجهل والجهالة بإسم ما يعتبرونه دينا إسلاميا. إنهم ينسون الديانات السماوية الأخرى.
مغاربية : يخطط المسؤولون في المغرب الكبير لإنشاء قناة تلفزيونية مغاربية هل تؤيد هذا المشروع؟
خياطي : أشجع وأؤيد المشروع حتى وإن سهر عليه من لا يؤمنون بالمغرب الكبير وبرهنوا على ذلك في عديد المناسبات. أشجعه وأؤيده على شرط ألا يكون القاسم المشترك هو "أدنى الإيمان"، لأن بذلك لا إعلام ولا تلفزة ولا مغرب كبير ولا هم يشاهدون
ونحن في عالم الفضائيات والغلبة لمن يعرف مخاطبة المشاهد... ولا أظن بأن هذه التلفزة ستأتي بعد سنة أو أكثر لأن حاليا كل "فول لاهي في نواره"، أي كل طرف مغاربي مشغول بهمومه القطرية الضيقة. وبدون ديمقراطية وأحزاب حرة وقواسم مشتركة لا يتعداها لا الحاكم ولا المعارضة، قد لا تنجح مثل هذه القناة. خلاف ذلك، كلام فارغ ومناسباتي ولم يعد يقنع حتى الذين يتفوهون به... لكن تلفزة مغاربية تبقى مشروع نأمل جميعنا أن يتحقق.

الناقد الإعلامي العربي خميس خياطي يناقش العمل التلفزيوني في المنطقة (Magharebia.com).

English version below
التجديد الأسبوعي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان# 127 ,
السنة الثالثة
15 سبتمبر 2006 - 21 سبتمبر 2006


الأردن
========
الشبكة العربية لمراقبة الانتخابات التي أنشئت في يوليو من العام الحالي 2006 بمبادرة من مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان، وتضم 40 منظمة ومؤسسة مجتمع مدني عربية من 13 دولة عربية. تصدر عددها الأول من نشرة "المراقب الانتخابي" لشهر أيلول 2006، وذلك ضمن نشاطاتها المتعددة في مجالات مراقبة الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية التي تحدث في كافة أنحاء العالم العربي.

المصادر
  • مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان
    مزيد من المعلومات والموضوعات على صفحة الأردن :http://www.hrinfo.net/jordan
    ==========================

    البحرين
    ========
    استنادا إلى قانون الاجتماعات العامة والمسيرات والتجمعات رقم 18 لعام 1973م والمعدل بقانون 32 لعام 2006م, سلطات البحرين تمنع ندوة سياسية تحت عنوان "العريضة الأممية..موقف ونتائج " وجمعية شباب البحرين لحقوق تتساءل عن جدوى تأسيس مجلس حقوق الإنسان إذا كان يضم في عضويته دولة مثل البحرين ملفها مثقل ومتخم بالقوانين المقيدة للحريات وتمارس كل إشكال العنف والضغط ضد الناشطين والمعارضين

    المصادر
  • جمعية شباب البحرين لحقوق
    مزيد من المعلومات والموضوعات على صفحة البحرين : http://www.hrinfo.net/bahrain
    ==========================

    تونس
    ========
    مساندة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان , 22 ناشط تونسي يصدرون بيانا للتنديد بالحصار الأمني المضروب على مقرات الرابطة ويصفون قرار غلق المقرات بالا شرعية ويطالبون بفتح مقر فرع "جندوبة" و رفع كل المضايقات الأمنية المضروبة على هيئة الفرع و مناضليه.

    الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تفتح ملف المعطلين عن العمل والتي تمت محاكمتهم بتهم سياسية و ترى أنه من الواجب التفكير في إدماج المسرحين من سجناء الرأي في المجتمع و تمكينهم من حقهم في الشغل و فتح بحث للتعرف على الأشخاص الساعين للإضرار بهؤلاء المسرحين و تعطيل اندماجهم في المجتمع و خلق جو من الشحناء و البغضاء بين مكونات المجتمع ومحاكمة كل من يثبت ارتكابه لمثل هذه الأفعال.

    المصادر
  • مكونات المجتمع المدني و مناضلي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
  • الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
    مزيد من المعلومات والموضوعات على صفحة تونس: http://www.hrinfo.net/tunisia
    ==========================

    سوريا
    ========
    تقديم 25 من معتقلي قطنا للمحاكمة بعد ان قضي معظمهم ما يزيد عن العام ونصف العام قيد التحقيق في سجن صيدنايا العسكري وقد تراوحت التهم المسندة لهم بموجب قرار الاتهام من المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية إلى الانتساب والتدخل بالانتساب إلى جمعية بقصد تغيير كيان الدولة الاقتصادي والاجتماعي إلى الشروع بالقيام بأعمال لم تجزها الحكومة تعرض سورية لخطر أعمال عدائية وتعكر صلاتها بدولة أجنبية إلى حيازة ونقل أسلحة حربية بقصد الاتجار و القيام بعمل ينتج عنه إثارة النعرات المذهبية والحض على النزاع بين الطوائف نشر دعاوى تهدف للنيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي .
    العناصر الأمنية تمنع إقامة جلسة للحوار الوطني بدمشق بين بعض القوى الوطنية والفعاليات المدنية والحقوقية العربية والكردية، لمناقشة بعض القضايا والمسائل العامة في البلاد)، وكذلك استمرار اعتقال العديد من الناشطين السياسيين وناشطين حقوقيين وتقديمهم للمحاكم الاستثنائية بتهم باطلة).
    اعتقال الناشط في لجان إحياء المجتمع المدني محمد حجي درويش و إنهاء خدمة عضو مجلس إدارة المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية مع 17 ناشطا سوريا دون توجيه أي اتهام للناشطين سوي لأنهم مارسوا حقهم الدستوري في التعبير عن رأيهم ،.

    المصادر
  • المنظمة الوطنية لحقوق الإنسـان في سورية
  • لمنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا ( DAD )
  • المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان ( سـواسـية )
  • المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا
    مزيد من المعلومات والموضوعات على صفحة سوريا: http://www.hrinfo.net/syria
    ==========================

    العراق
    ========
    هذا الأسبوع اقتصرت بيانات المنظمات الدولية والعراقية علي أحوال الصحفيين العاملين بالعراق . فلجنة حماية الصحفيين في بيان مطول تتناول الانتهاكات العديدة لقوات الاحتلال الأمريكي بالعراق في حق الصحفيين وخاصة حبسهم لفترات طويلة دون توجيه اتهامات لهم وتناولت كذلك الوعود الكاذبة التي أطلقها قادة قوات الاحتلال في أوقات سابقة حول الاهتمام بالانتهاكات ضد الصحفيين .
    ومرصد الحريات الصحفية يعلن في بيان له عن أطلاق سراح ثلاثة صحفيين احتجزوا لفترات متفاوتة من قبل قوات الاحتلال وبيان ثاني ينقل نبأ قيام مسلحون مجهولون باغتيال مراسل قناة بغداد الفضائية

    المصادر
  • لجنة حماية الصحفيين
  • مرصد الحريات الصحفية
    مزيد من المعلومات والموضوعات على صفحة العراق : http://www.hrinfo.net/iraq
    ==========================

    فلسطين
    ========
    مظاهر الانفلات الأمني المستشرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في قطاع غزة، تؤدي إلي مصرع مسئول العلاقات الدولية في جهاز المخابرات العامة وأربعة من مرافقيه.

    في تقرير صادر عن نادي الأسير الفلسطيني ينقل شهادة احد المعتقلين في السجون الإسرائيلية ننقل منه " اعتقلت إثناء ذهابي لإحضار دواء لوالدتي نقلت إلي معتقل الحلمة ثم بدأ التحقيق، حيث تم شبحي على الكرسي وتقييد يدي ورجلي بشكل محكم، ونتيجة لذلك أغمي علي 5 مرات نتيجة تخثر الدم في يدي ورجلي. الأيام الأولى من التحقيق كانت شديدة , استمر معي التحقيق مدة 9 ساعات يومياً وبعد ذلك أصبح التحقيق معى يتراوح بين 4-5 ساعات يومياً وما زال التحقيق مستمراً منذ 26 يوماً دون توقف. أنا لااعرف لماذا أنا معتقل وما هي التهمة الموجهة لي، فقط اخبرني المحققين بأنني "مخرب" .

    المصادر
  • مركز الميزان لحقوق الإنسان
  • نادي الأسير الفلسطيني
    مزيد من المعلومات والموضوعات على صفحة فلسطين: http://www.hrinfo.net/palestine
    ==========================

    لبنان
    ========
    في ذكري مذبحة صبرا وشاتيلا، التي أصبحت في نظر الضمير الإنساني ذكرى مؤلمة انتهكت فيها جميع الأعراف والمواثيق الدولية التي تضمن للإنسان سلامته وأمنه، حيث لم يكتفى المجرمين بالقتل، بل تعدوا إلى التنكيل بالجثث وتشويهها .

    الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان(راصد)، تتعهد بالسعي لكشف الغطاء عن المجرمين والمتورطين في المجزرة البشعة حتى يتم تقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية، وإن مرتكبي مجازر صبرا وشاتيلا وقانا ومروحين وبيت ريما ، هم نفس الجلاد والمجرم والمجتمع الدولي اليوم يطالب بتشكيل محكمة دولية من أجل محاكمتهم كمجرمي حرب ، ومجرمين ضد الإنسانية ،

    المصادر
  • الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد)،
    مزيد من المعلومات والموضوعات على صفحة لبنان: http://www.hrinfo.info/lebanon/
    ==========================

    مصر
    ========
    أزمة حقوق الإنسان في إقليم دارفور وتداعيات قرار مجلس الأمن رقم 1706" هو عنوان ندوة أقامها مركز القاهرة لحقوق الإنسان اختلفت الرؤى حول اتفاق السلام لوقف النزاع في دارفور، ومدى قدرته على إحقاق السلام والعدالة إلى أهالي دارفور. وتوصل المشاركون إلي أن الاتفاق جاء في أجواء اتسمت بممارسة ضغوط على الحكومة والمعارضة المسلحة للتوصل إليه، رغبةً من المجتمع الدولي في وقف نزيف الحرب وتداعياتها الإنسانية في الإقليم.
    لمزيد من التفاصيل اضغط الرابط:
    http://www.cihrs.org/IbnRoshd_details_ar.aspx?ibn_id=55&pr_year=2006

    عضو بمجلس شوري مسلح بالحصانة والبلطجية يقوم بهدم مدرسة عشية بدء العام الدراسي في مصر دون علم السلطات التي حاولت قوات الشرطة منعه فتعدي عليهم بالسب والشتم وتمزيق ملابسهم ومركز الأرض يطالب بحماية المدرسين والتلاميذ من بطش عضو مجلس الشورى وبلطجيته كما يطالبهم باتخاذ الاجرءات القانونية لمحاكمته لإخلاله بواجباته وعدم التزامه بسيادة القانون وكفالة حقوق التلاميذ في التعليم ويطالب كذلك بتوفير أماكن أخري بديلة لهم حرصا على حياتهم وحقهم في التعليم والأمان والحياة .

    المصادر
  • مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
  • مركز الأرض لحقوق الإنسان
    مزيد من المعلومات والموضوعات على صفحة مصر: http://www.hrinfo.net/egypt
    ==========================

    المغرب
    ========
    فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط في اجتماع طارئ يدين القمع الذي تعرضت له الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها جمعية أطاك المغرب أمام مبنى وزارة التربية الوطنية بشارع النصر بالرباط، لإدانة تدهور مستوى التعليم العمومي والمطالبة بالمحافظة على مجانية التعليم و يدعوا مكتب فرع الجمعية المغربية الوزير الأول ووزير الداخلية إلى إصدار تعليماتهم للقوات العمومية للكف عن المساس بحقوق المواطنين وهيئات المجتمع المدني في التجمع والتظاهر السلمي.

    المصادر
  • الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط
    مزيد من المعلومات والموضوعات على صفحة المغرب: http://www.hrinfo.net/morocco
    ==========================

    اليمن
    ========
    الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات في بيان لها تنقل قيام قوات الأمن المركزي باعتقال 8 من أنصار احد مرشحي المعارضة اليمنية إثر قيام مجموعات من الشباب بمسيرة مؤيدة لمرشح المعارضة جابوا احد الشوارع العامة .

    المدرسة الديمقراطية تناشد كافة الأحزاب والقوى السياسية بالكف عن ممارسة الانتهاكات ضد النساء المرشحات في انتخابات المجالس المحلية التي تجري حاليا في اليمن بعد رصد العديد من الانتهاكات ضدهن

    المصادر
  • الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات
  • المدرسة الديمقراطية
    مزيد من المعلومات والموضوعات على صفحة اليمن : http://www.hrinfo.info/yemen/
    ==========================

    دولية و إقليمية
    ========
    وفقاً لتقرير موجز أصدرته منظمة العفو الدولية أن حزب الله ارتكب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي تصل إلى حد جرائم حرب في استهدافه المتعمد للمدنيين الإسرائيليين خلال النـزاع الأخير، والتقرير تكملة لتقرير سابق أصدرته المنظمة حول استهداف إسرائيل للبنية التحتية المدنية في لبنان، توضح الحاجة الملحة لقيام الأمم المتحدة بإجراء تحقيق شامل وحيادي في الانتهاكات التي ارتكبها كلا طرفي النـزاع

    المصادر
  • منظمة العفو الدولية
    مزيد من معلومات والموضوعات على صفحة دولية و إقليمية http://www.hrinfo.net/mena
    ==========================

    الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
    ========
    الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تنضم إلي بيان المنظمات الحقوقية الذي يطالب الحكومة السودانية قبول إرسال قوات الأمم المتحدة إلى إقليم دارفور لمراقبة تنفيذ اتفاق أبوجا للسلام، وتوفير حماية للمدنيين. وأكدت أن استمرار تدهور حالة حقوق الإنسان، والوضع الإنساني في الإقليم يعود إلى تجاهل أطراف النزاع، وعلى رأسهم الحكومة، سلسلة من الاتفاقات التي سبق وأن تم التوصل إليها منذ عام 2004 لوقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، ونزع سلاح الميلشيات الحكومية غير النظامية "الجنجاويد"، وحماية الإغاثات الإنسانية، و وصولاً إلى اتفاق أبوجا للسلام الموقع في الخامس من مايو الماضي. وطالبت المنظمات المجتمع الدولي، وجامعة الدول العربية بتكثيف ممارسة كافة الضغوط على حكومة الخرطوم لقبول قوات الأمم المتحدة.
    للإطلاع علي البيان اضغط الرابط :http://www.hrinfo.info/egypt/cihrs/2006/pr0917.shtml
    ==========================

    أخبار هموم
    ========
    ومتابعة لهموم الناس على ( الموقع الذي أطلقته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ) مازالت عشرات الصرخات والشكاوي تتراكم علي الموقع والشبكة والقائمين علي الموقع يناشدون الناشطين افردا ومؤسسات وأيضا المسئولين التدخل والمشاركة كل حسب طاقته وإمكانياته وموقعة للتخفيف عن معانة أصحاب الشكاوي
    مزيد من معلومات والموضوعات علي موقع هموم http://www.humum.net

    ==========================


    الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
    لتقديم الاقتراحات أو للاستفسارات أو للانضمام إلى الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان رجاء الاتصال بالشبكة:
    العنوان البريدي: الدور الثاني، شقة 10، 5 شارع 105، ميدان الحرية، المعادي، القاهرة، مصر
    ت ف : 5249544 (00202)
    E-mail: info@hrinfo.net
  • The Weekly Update for HRINFO, no. 127
    Third year
    15 September 2006 - 21 September 2006


    Jordan
    ========
    The Arabic Network for Monitoring Elections, founded on June 2006 as an initiative of Amman Center for Human Rights Studies and includes 40 Arab civil society organizations from 13 Arab countries, issued its first newsletter entitled "The Elections Monitor" of September 2006. The Network has many activities in the fields of monitoring municipality, parliament and presidential elections all over the Arab world.

    Sources
  • Amman Center for Human Rights Studies
    More information on Jordan page: http://www.hrinfo.net/jordan
    ==========================

    Bahrain
    ========
    Upon the public assemblies, rallies and meetings law no. 18/1973 and its amendment no. 32/2006, Bahrain authorities prevented a political seminar entitled "Nation's Petition: Stance and Results". Bahrain Youth Society for Human rights inquired about the feasibility of establishing a human rights council if it includes a state like Bahrain which works according a massive amount of laws which fetters freedoms and support violence against activists and opponents.

    Sources
  • Bahrain Youth Society for Human Rights
    More information on Bahrain page: http://www.hrinfo.net/bahrain
    ==========================

    Tunisia
    ========
    In solidarity with the Tunisian Bond for Human Rights, 22 Tunisian activists condemned the security forces besiege of Bond headquarters and described the resolution of headquarters closure as illegitimate. They called for opening "Handoba" branch and to eliminate all harassments practiced by security forces.

    The International Association for Political Prisoners handled the problems of the unemployed who were trialed with political charges. The Association believes that the employees removed because they want to practice their right to freedom of expression, should be re-merged in society and hold accountable those who are responsible for their removal.

    Sources
  • Civil Society activists and Strugglers of Tunisian Bond for Human Rights
  • The International Association for Political Prisoners
    More information on Tunisia page: http://www.hrinfo.net/tunisia
    ==========================

    Syria
    ========
    Twenty five prisoners from Quetna were trialed after most of them spent more than 18 months under investigations in Sidnaia military prison. The accusations filed against them, according to accusation report, are conspiring on terrorist attacks, joining an association aiming at changing the economical and social position of the country, the intent to take illegal acts which may lead Syria to risk its relationship with foreign nations, holding and transferring military weapons for trade and causing riot among sects.

    Security Forces prevented a national dialogue session which was supposed to be held in Damascus among national forces and both Arab and Kurdish civil and human rights events. Many other political activists and human rights activists were imprisoned and trialed by Special Court with false accusations.

    Mohamed Haggi Darwish, the civil society activist was arrested and fired from his position as a member of the Board of Directors of The Arab Human Rights Organization in Syria. Other 17 Syrian activists were also arrested without any charge. They merely practiced their right to freedom of expression.

    Sources
  • The National Organization for Human Rights in Syria
  • Kurdish Organization for Human Rights and Public Freedoms in Syria (DAD)
  • The Arab Organization for Human Rights in Syria
    More information on Syria page: http://www.hrinfo.net/syria
    ==========================

    Iraq
    ========
    The alerts issued by international and Iraqi organizations this week focused on the journalists working in Iraq. The Committee to Protect Journalists handled the sever violations practiced against journalists by US military forces in Iraq. The journalists are imprisoned for long periods without any accusations.

    Journalistic Freedoms Observatory issued two statements. The first statement was released to announce the release of three journalists who had been detained for long periods of time by occupation forces. The other statement condemned the murder of Baghdad Satellite TV assassination by unidentified gunmen.

    Sources
  • Committee to Protect Journalists
  • Journalistic Freedoms Observatory
    More information on Iraq page: http://www.hrinfo.net/iraq
    ==========================

    Palestine
    ========
    The lawlessness in the Palestinian occupied lands, especially in Gaza strip, led to the murder of the international relations official of General Intelligence and four colleagues.

    In a report issued by Palestinian Prisoners Club presented the witness of one of the prisoners in Israeli prisons. "I had been arrested while I was going to bring medicine to my mother. The fettered me on a chair and tied my hands and legs. As a result I fell unconscious five times. The investigations continued for 26 days, 4-5 hours per day. I did not know why I am detained and what is my charge. The investigator told me that I am devastator," the prisoner said.

    Sources
  • Mizan Center for Human Rights
  • Palestinian Prisoner Club
    More information on Palestine page: http://www.hrinfo.net/palestine
    ==========================

    Lebanon
    ========
    In the memory of Sabra and Shatella massacres which came as a result of violating international humanitarian conventions, The Palestinian Association for Human Rights promised to uncover the perpetrators involved in Sabra and Sahtella, Qana and Beit Rima Massacres. The international community seeks to trial them as war criminals.

    Sources
  • The Palestinian Association for Human Rights
    More information on Lebanon page: http://www.hrinfo.info/lebanon/
    ==========================

    Egypt
    ========
    "The crisis of human rights in Darfur region and the consequences of Security Council Resolution no. 1706" is the tile of the seminar held in Cairo by Cairo Institute for Human Rights Studies. Different approaches were presented in respect with Peace Agreement in Darfur and to what extent it will help to bring justice and peace for Darfur people. Read more on:
    http://www.cihrs.org/IbnRoshd_details_ar.aspx?ibn_id=55&pr_year=2006

    A member of the Shura Council caused a school to be destroyed at the evening of the first day of the school year 2006/2007 in Egypt. Policemen tried to prevent him in vain; as he insulted them and hacked of their clothes. Land Center called for protecting teachers and pupils against the tyranny of this representative.

    Sources
  • Cairo Institute for Human Rights Studies
  • Land Center for Human Rights
    More information on Egypt page: http://www.hrinfo.net/egypt
    ==========================

    Morocco
    ========
    The Rabat branch of the Moroccan Association for Human rights held an extraordinary meeting to condemn repression suffered by Atak Morocco Association while demonstrating before The Ministry of National Education in protest on the retardation of public education and to call for maintaining free education. The prime-minister and the minister of interior commanded public forces to stop violating citizens' rights and civil society organizations while demonstrating peacefully.

    Sources
  • Moroccan Association for Human Rights in Rabat
    More information on Morocco page: http://www.hrinfo.net/morocco
    ==========================

    Yemen
    ========
    The National Organization for Defending Rights and Freedoms issued a statement about the detention of 8 supporters of an opponent nominee while demonstrating peacefully in a public street.

    The Democratic School urged all political parties and officials to eliminate the violation of the rights of the women who nominated themselves in local elections taking place currently in Yemen.

    Sources
  • The National Organization for Defending Rights and Freedoms
  • The Democratic School
    More information on Yemen page: http://www.hrinfo.info/yemen/
    ==========================

    Regional and International
    ========
    Upon the brief report issued by Amnesty International, Hizbullah was proved to violate the international humanitarian law by targeting Israeli civilians during the final dispute. This report came after the previous report issued by the same organization on Israeli violations represented in targeting the Lebanese infrastructure. Thereupon, The United Nations is urged to conduct comprehensive and neutral investigations.

    Sources
  • Amnesty International
    More information on Regional and International page: http://www.hrinfo.net/mena
    ==========================

    Arabic Network for Human Rights Information
    ========
    The Arabic Network for Human Rights Information signed the collaborative statement issued by human rights organizations to call upon the Sudanese government to accept the United Nations forces supposed to be sent to Darfur to monitor the execution of Abuja peace agreement and to protect civilians. The statement assured that the continuity of human rights violations and the miserable circumstances in the region is because of the dispute parties disregarded the previously signed conventions and agreements. The statement called upon the international community and the Arab League to push Khartoum government to accept the UN forces.
    To read the statement: http://www.hrinfo.info/egypt/cihrs/2006/pr0917.shtml
    ==========================

    Humum update
    ========
    Dozens of new complaints from all over the Arab world are submitted to Humum.net website; the initiative launched by The Arabic Network for Human Rights Information. The website executives call upon organizations and individual activists as well as government officials to interfere to respond to these complaints.
    Read more on Humum website: http://www.humum.net

    ==========================
    Please feel free to contact HRinfo for any quiries, suggestions or input
    Address: 5,105 St, 2nd floor, Al-Hurria Sq, Maadi, Cairo, Egypt
    Tel&Fax: 00202- 5249544
    E-mail: info@hrinfo.net
  • ٢٩‏/٩‏/٢٠٠٦

    Alquds Newspaper القدس العربي

    المرأة المبدعة و... الانسلاخ عن عباءة الرجل
    2006/09/27


    منال الشيخ
    إن شئنا أم أبينا، علينا أن نواجه الحقيقة، نحن النساء، بأننا نساء لا أكثر. وفي أوفر الحظوظ نحن نساء وبشر. أما أن نكون مبدعات بمعزل عن أنوثتنا، فهذا أمر يثبت استحالته يوماً بعد يوم. وفيما أقف علي أطلال المنجز النسوي في الأدب أجد أسماءً لا أتخيل أنها اتخذت من عباءة الرجل سقفاً وبساطاً سحرياً يوصلها إلي حيث استقرت قدماها ثابتة وراسخة...علي سبيل المثال لا الحصر: نازك الملائكة وفدوي طوقان ومي زيادة والشاعرة الرائعة ناديا تويني وغيرهن.. عشن باحترام.. وغادرن باحترام.. وما زلن يُذكرن باحترام... كيف استطعن تحقيق ذلك ولمَ أصبح الآن من المرعب التفكير في الاستقلال عن ظل الرجل؟
    إذا بحثنا في هذا الموضوع سوف نتطرق إلي أكثر من مدخل يتمثل بالمدخل النفسي والاجتماعي والاقتصادي وكذلك الديني..وفي حالات.. المدخل السياسي وحبذا لو اكتفينا بالمداخل الأولي دون التطرق إلي مدخل يوجع الرأس والعنق في آن واحد..
    الغريب في هذا الأمر أن ما أثار فضولي في موضوع كهذا قراءتي لصفحتين وربما أكثر في كتاب طويل وعريض مثل كتاب (الفكر مهنة) للأستاذ فاتح عبد السلام عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر /بيروت، وهو يرصد هذه الحالة بمرارة مجرب ومطلع ولكنه ومع الأسف ترك الموضوع رهن الطرح ليس إلا.. ولم يقدم ما كانت المرأة المبدعة تنتظره من بدائل وحلول جذرية لهذه الحالة السلبية التي تُجْبر علي خوضها علي الأقل في بداية انطلاقها واثبات ذاتها..
    وتمركز موضوعه علي تحميل اللوم علي مجتمعنا الذكوري الذي لا يفصل بين العمل والوجود الكوني الطبيعي لكائنين من المفترض أن يكونا سواسية في حق الوجود.
    وسماه (ومع الأسف) بسوق آخر للثقافة الشرقية أو العربية بالأخص وأصبح رواج المرأة الكاتبة يعتمد علي أساس اتكائها علي غيمة رجل ولن يقتنع الوجود الفكري أن تصل امرأة إلي ما وصلت إليه دون وجود هذه الغيمة والتي ما إن تمطر وتتلاشي حتي تجد ظهرها يتكيء علي فراغ، وفي علو مباغت !!!
    وما المصير؟
    سيلفيا بلاث الشاعرة الأمريكية المعروفة والتي قضت نحبها في عملية انتحار أقدمت عليها في يوم من أيام لم تعد تقتنع بوجودها ووجوب استمرارها وهي بعيدة عن غيمة رجلها الشاعر الغامض (تيد هيوز) ويبدو من دراستي الباطنية لقصة هذين المبدعين ان هناك خللاً ما في احد الطرفين ويبدو ان الخلل الأكبر تتحمله سيلفيا رغم قساوة حكمي إلا أني مضطرة أن أصدر هذا الحكم من منطلق التجربة والمعايشة.
    المسألة تقريبا تتعلق بالشخصية ومدي تأثرها بالمقابل. وتأتي فيما بعد طبيعة المجتمع الذي يفرض علي المرأة المبدعة ان لا تكون وحدها في اغلب الأمور.. منذ ولادتها تُدَرب علي ان تكون تابعا لسلطة الأب ومن بعده سلطة الأخ وبعد خروجها من بيت العائلة تحتضر ثانية أمام سلطة الزوج، وأحيانا كثيرة سلطة الأقارب من الذكور مثل ابن العم. وتعيش السنين وأحرج لحظات نموها في كنف رجل مهما كانت صفته.. تتعود علي هذا النمط التواتري لتصل مرحلة تقتنع فيها بأنها غير مجدية وغير نافعة بدون وجود الآخر.. وهنا تبدأ المشكلة!!
    إن ما واجهته سيلفيا بلاث لم يكن نتاج مجتمع ذكوري وإنما ضعفاً في شخصيتها أمام قوة شخصية هيوز وغلبة أنات الآخر أمام أناتها التي لم تعر له أهمية وجوده المستقل. وهو بدوره استطاع وبجدارة إقناعها بأنها قمر تابع لأرض ستورثها الثبات.. ولكل شخص أسلوبه في الإقناع ولكل قدرته في الاقتناع. ويدخل الحب العامل المساعد لتسهيل مهمة الطرفين في الإقناع والاقتناع.. في تصوري لم تكن الحالة المادية التي مرت بها سيلفيا هي السبب الرئيسي في اقدامها علي الانتحار او يأسها من الحبيب وخاصة انها انتقلت للعيش مع كاتبها المفضل (وليام باتلر ييتس)، ولكن المسألة أن فكرة تقبل وجودها كشاعرة وأنثي بدون ظل هيوز بات مستحيلا لها لأنه وبالتأكيد كانت حتي عندما تكتب تضعه في عقلها وأمام مرآة روحها.. وهذا من نتاج غلبة الروح المقابلة والهيمنة علي وجدان الآخر. وعندما قررت الاستقلال، وكانت مقتنعة بأنها ستنجح في استعادة ذاتها، وصلت مرحلة لم تعد قادرة فيها علي تخيل الأمر حتي بعد ظهور شخص آخر في حياتها. إن فكرة الاستحواذ الروحي والفكري هو من اخطر أنواع القيود التي يفرضها الرجل علي المرأة، وهو عالِمٌ بذلك.. يمارس كل أنواع الاستدراج من اجل إيصال المرأة المبدعة الي مرحلة تقتنع فيها بإنها يستحيل تقدمها ووجودها بدونه مع إعطائها جرعة منشطة بين الحين والآخر أن لا مثيل لها في مجالها. ولكن يجب ان يكون عرابها علي كل المستويات. والمصيبة انها تقتنع، لان ميزة الرجل المبدع عن الرجل العادي هو المعرفة المسبقة بمداخل المرأة ونقاط ولوج ذاتها والإمساك بمكامن ضعفها والتوجه إلي مفاتيح السيطرة وبشكل فني غريب. وهذا ما تتعرض له المرأة المبدعة علي العموم.. وأوعزنا الأسباب إلي عدة مداخل وهذه المداخل هي خاصة بمجتمعنا العربي لا نستطيع تعميمها علي مستوي المجتمعات الأخري.
    ومن هذه المداخل المدخل الاقتصادي. وما علينا مواجهته الآن، أن المرأة العادية والمرأة المبدعة علي حد سواء تعاني من هذه المسألة لتبقيها أسيرة الآخر المتواجد قسرا، في بعض الأحيان، مع تفاصيل حياتها المتعبة أصلاً وسط المسؤوليات والهموم الملقاة علي عاتقها. ولان طباع المرأة الشرقية الفطري يفرض عليها ان تكون في صورة المسؤولة من أول قطرة حياء حمراء فارة من غياهب متاهتها والتي تشكل كل مغزي وجودها الآني والغيبي.. صارت تتكهن كل لحظة ببزوغ هذه الغيمة الذكورية والعقيمة في كثير من الأحيان ولكنها تستقبله، علي مضض، لأنها لا تري الجانب الآخر من أناتها غير هذا الجانب الذي بني علي أساس لبنة الغير لا لبنتها هي..
    كنت أتمني علي أستاذي صاحب الفكر مهنة من منطلق كونه رجلاً ومبدعاً وشرقياً ان يدلنا علي السبيل الذي تجد فيه المرأة الثقب المؤدي إلي أول خطوة انسلاخ لها عن عباءة الرجل وربما عدم طرحه تعود لأسباب أراها متمثلة بأننا سوف نضحك علي أنفسنا إن اقتنعنا بان هناك رجلاً مبدعاً يود ان يفلت الرأس المقابل للحبل لمنح المرأة انطلاقتها الأولي دون اتكاء وربما من منطلق انه متكلم مثلنا لا مغامر من اجل الكلمة في سبيل إيجاد الحلول، وغالبا هذا دأب الأدباء والكتاب.
    وأبدأ بأول أمر للذائقة الفكرية الملقاة علي عاتقي كامرأة أولا وكخطوة متأملة نحو طريق الإبداع ثانياً.. كان علي سيلفيا أن تحب نفسها أكثر لتمتهن وجودها أكثر.. والقناعة ان التقدم بخطوات وئيدة وواثقة أفضل بكثير من التقدم نحو القمة بطائرة نفاثة متحملة كل مخاطر الإقلاع والهبوط وما بينهما من تداعيات التعلق بالغمام والنجوم. أحبي نفسك أكثر أيتها المرأة المبدعة ولتتخطي مأزق الحب لغيرك من كائنات حتي إن كن فلذات أكبادك.. لكلٍ قدره ولكلٍ مقامهُ في الحياة، لا احد يمنح القيمة للذات البشرية غير صاحب الذات نفسه.. واتألم عندما أطرح موضوعاً كهذا ونحن في الألفية الثالثة واستنبط المشكلة من أصحاب أساس هذه المشكلة.. علي أيديهم يطبخ التاريخ الممنوع من التصحيح.. المؤسسات الفكرية التي تقوم بمنح امتيازات خاصة ومفجعة أحيانا تحت يافطة الأبوة المفتعلة. ومثلما يدعو الكتاب الي التخلص من كل مرجع سياسي او اجتماعي وحزبي واقتصادي علي السواء ليبقي الإنسان المبدع علي صلة تامة بطبيعته الخلابة دون مشاركة أصابع غائرة وخفية في صنع بقايا وجوده.. أقول يجب علي المرأة ان تتهيأ لمرحلة تربي فيها نفسها علي ان تمشي تحت الشمس المحرقة بلا شوق إلي مانع حروق الشمس ولتحب البقع البنية التي تتركها قبلة شمس أبدية قابعة في رأس إصرارها علي السير.. دون ظلال.
    شاعرة من العراق

    Alquds Newspaper القدس العربي.

    صحيفة الحقائق  -  لاحقائق إلافي الحقائق

    صالح السويسي
    كاتب وصحفي تونسي


    souissisalah@yahoo.fr
    9/23/2006
    ( أرتميدا) للتونسي محمد الهادي الجزيري
      

    محمد الهادي الجزيري شاعر تمكّن من التفرد بنص شعري امتلك شرعيته وسط زحمة النصوص الشعرية بسلاسة اللغة و بساطتها و عنق الرؤية و امتدادها .. فالجزيري يؤثث نصا يحمل خصوصيته بين حروفه و يخبئ و وعوده بين سطوره فلا يجد القارئ مفرا من قراءة القصيد مرتين ، قراءة بصرية و أخرى عاشقة و بين هذه و تلك يبقى النص مفتوحا لأكثر من قراءة و أكثر من تأويل ..
    يقول الشاعر :
    ها نحن فوق الحيّ
    فوق الناس والأيّام نبصر كلّ شيءْ
    لا تسألي دمعي عن السور القديم
    أنا أراه
    وإن أزالته السنون
    أنا أراه فلم نزل طفلين بعد
    نطير في أرجوحة ونصيح من فرح وخوفْ
    كانت الأسطورة و مازالت تغازل أقلام الشعراء و كل يرى فيها ما يشتهي و " أرتميدا " الأسطورة الإغريقية بدت عند الجزيري حكاية عصرية ةو واقعا نكاد نلمس تفاصيله و حلما نتنسم بهاءه .. فالكاتب يقدم لنا " أرتميدا " التي يشتهيها الشاعر بين سطوره بعيدا عن الإحالات التاريخية أو الأسطورية التي تحيط بها و تحفها ، و هنا يمكن أن نلحظ التميز و التفرد حيث يحملنا الشاعر إلى عالمه الأثير .. إلى فتوحاته و هزائمه ...
    أنا الغازي
    فتحت عواصم الدنيا
    ويوم همست لي: أهلاً
    عرفتُ على يديك هزيمتي الكبرى
    النص الشعري لدى الجزيري لوحات سينمائية متعانقة ، دفق من الصور الرهيفة المتجاورة ترسم مدائن البوح ، و بين تداعيات الصورة و انزياحات اللغة يكتمل المشهد ....
    يختال فوق بياض أوراقي
    ويهطل في سكون الليل بالضحكات
    يدنو ثمّ ينفر
    ثمّ يدنو ثمّ ينفر في انثناء موجع
    ليعود من أقصى النفور إلى مدار يديَّ
    تمثالا مشرّعة يداه كالصليبِ
    و يمتد حلم الشاعر / الإنسان سواحل بلا نهاية و أجنحة تعانق البحر / الحكاية فتختلط خيوط الماضي بالحاضر الغائب بالقادم الـ......
    قديما كانت لي موانئ و دفتر مواعيد
    و جرار طافحة بالحبر و الخمرة و الشهوة
    كانت الصباحات أشرعتي المتجددة
    و الرياح نساء الصدفة
    لم يفاجئني نهار في ميناء
    و ما عاقني ليل عن الإسراء
    ما كانت لي مرساة غير الدهشة
    فيا كيف .... يا كيف أغواني الملاّح الأسمر
    و أنا الغواية ذاتها ؟
    و لأنّ الشعراء أشقاء الوجع و العذاب و الألم و لأنّ الشعراء إخوان الأحزان و الهزائم نجد الشاعر في " أرتميدا " يحضن ألمه و رغبته في الغياب و عناق الظلمة ليموت في صمت مثل الفراشات .....
    غيّبيني أيتها الظلمة
    فقد صدئت رغبتي في الإغراء و الإيذاء
    أرغب فقط في تشرّب الملح وحدي
    و مواصلة الرسوب في طيات الرمل
    وحدي جئت
    و وحدي أمّحي في صمت....
    " أرتميدا " كتاب يؤكد مرة أخرى أنّ محمد الهادي الجزيري شاعر يدبج قصائده بماء الوجع و يقد رؤيته الخاصة للأشياء كما أنّ الكتاب يشي بهمّ وطني و إنساني يحمله الشاعر بين ضلوعه ، فالوطن / الانتماء كان حاضرا بقوة و لو أنه اختفى أحيانا بين طيات الكلام و الإنسان / الشاعر بدا سيد كل القصائد و ربان البوح الصادق ..
    لو كان الأمر بيدي لأخترت الحلول في كل شيء جميل و نافع : في شجرة توت منحنية يطالها الصبيان و عابرو السبيل ، في أرغفة ساخنة تقدمها يد عابرة إلى بطون يسطنها الجوع ، آه كم أود أن أصير مرة واحدة حذاء جديدا ، تنتعلني في يوم عيد جديد قدما طفلة يتيمة ، إن كان لي ذلك فلن أؤلم قدميها الرهيفتين ، أنا الحذاء الجديد ........

    الشاعر
    محمد الهادي الجزيري
    شاعر تونسي من الجيل الجديد للقصيدة التونسية
    أصدر إلى حد الآن
    زفرات الملك المخلوع 1994
    رقصة الطائر الذبيح 1996
    ليس لي ما أضيف 2003
    أرتميدا 2006
    مسرحية شعرية بعنوان " طبيبي عديتو "
    يقول عنه عبد الرحمان مجيد الربيعي : الجزيري شاعر لم يختر الطريق السهل في إنجاز قصيدته ، لقد جاءها من الدرب الشائك الصعب ، بدأ معها من " الأصول " حيث الانحياز إلى عروض الشعر ، إلى الوزن ، ومنه يبدأ المسار ، مسار القصيدة و مسار الشاعر ، إننا أمام شاعر / شاعر / ، و إن خرج بعد هذا يوما على " الأصول " و قيودها فإنّ خروجه .. يملك مشروعيته إذ هو رجل أجاد القصيدة الموزونة و منها إلى فضاء آخر ، قد يكون " نصا " أو " قصيدة نثر " ...
    الكتاب
    أرتيميدا كتاب شعري صدر عن مسكلياني للنشر و التوزيع في طبعته الأولى لسنة 2006 و جاء الكتاب في 111 صفحة من الحجم المتوسط في طبعة أنيقة جدا صممها و أخرجها محسن الخميسي و تضمن الكتاب سبع قصائد بالإضافة إلى " أرتميدا "

    صحيفة الحقائق  -  لاحقائق إلافي الحقائق.

    ٢٨‏/٩‏/٢٠٠٦

    رحيل الصحافية الايطالية اوريانا فالاتشي

    GMT 6:45:00 2006 الأربعاء 27 سبتمبر

    خسرو علي أكبر


    خسرو علي أكبر من طهران: توفيت مؤخرا في مسقط رأسها بفلورنسيا الصحافية الايطالية ارويانا فالاتشي، بعد صراع مرير مع داء عضال. ولفالانشي مكانة مهمة لدى الايرانيين نظرا لدورها المؤثر في الثقافة اليسارية التي هيمنت على مفاصل الثقافة الايرانية في سبعينات القرن الماضي،وقد تعرف الايرانيون الى نتاجها للمرة الاولى في نهاية الستينات من خلال مقالاتها التي انتقدت فيها سياسة الادارة الاميركية في فيتنام والأنظمة الديكتاتورية في اليونان واسبانيا والبرتغال.ثم نشرت المجلات الايرانية فصولا من كتابها "الحياة، الحرب ولاشئ آخر " و تزامن صدوره على هيئة كتاب مع وصول الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون الى طهران وذلك عام 1972.وقد أقدمت السلطات الأمنية على جمعه من الأسواق وتصنيفه ضمن الكتب الواردة في قائمة السافاك والتي عرفت بالقائمة السوداء، مع ذلك انتشر الكتاب انتشارا واسعا بين القراء الايرانيين وحققت مؤلفتة شهرة واسعة في ايران.خصوصا وانه قد نال قبل صدوره عن دار نشر امير كبير جائزة بانكارلا.
    تابعت فالاتشي مسيرتها الصحافية باجراء مقابلات مع شخصيات سياسية شهيرة منها هنري كيسنجر وانديرا غاندي وياسر عرفات وذو الفقار علي بوتو ومعمر القذافي وغولدا مائير ومحمد رضا شاه.ولم تخل هذه المقابلات من اسئلة جريئة ومحرجة خصوصا مع الشخصيات الديكتاتورية واليمينية.
    وقد أثر حوارها مع الشاه عام 1973 في نشوب ازمة ديبلوماسية بين طهران وروما، فقد استطاعت فالاتشي في حوارها مع محمد رضا بهلوي اثارة غضبه واستدراجه للتصريح بأمور ألح القصر الايراني على حذفها من الحوار نالا أن فالاتشي استطاعت ان تخيئ نسخة من الحوار قبل ان يداهم رجال السافاك محل اقامتها في غيابها.
    وقد كلف القصر الايراني مجموعة من الصحافيين التابعين له بمهاجمة فالاتشي عبر العديد من المقالات في الثصحف الرسمية وشبه الرسمية وهو الأمر الذي ضاعف شعبية اوريانا في ايران.

    في عام 1973 وافق القصر الايراني على طلب قدمته فلاتشي لمحاورة الشاه، ويعتبر هذا الحوار من أهم المحطات في مسيرتها الصحافية،اذ لم تستجب لضغوط السلطات الايرانية بحذف مقاطع من الحوار ذكر فيها محمد رضاشاه أمورا لم يكن قد أعلن عنها قط وكانت في غاية الخطورة والغرابة، كقوله بأنه يحمل رسالة سماوية وانه مكلف من قبل الله بانجاز مهامه، كما ذكر الشاه انه يتلقى الهامات سماوية.وحينها سألته فالاتشي :"هل ذكرتم سيادتكم مفردة الالهامات السماوية ؟"رد الشاه قائلا:"نعم أحصل على الهامات من عالم الغيب تخبرني بالمستقبل وهي التي فضحت لي محاولة اغتيال دبرها بعض المتآمرين ضدي، لايمكن لك أن تعتقدي بهذه الأمور لأنك لا تؤمنين بالله،أبي ايضا لم يكن رجلا مؤمنا وكان يسخر دائما من اعتقاداتي، مع ذلك فلا أشك أبدا أن الله تعالى كلفني بانجاز مهمة عظيمة، ان الالهامات التي فاضت علي من السماء كانت بمثابة معجزات خير للبلاد،ان ادارتي للحكم أنقذت الوطن لأنني كنت قريبا من الله على الدوام ".
     
    بعد سبعة أعوام سافرت فالاتشي مجددا الى ايران،والتقت بآية الله الخميني في منزله في أحد الأحياء الفقيرة في قم وقد تأثرت كثيرا ببساطة بيت قائد الثورة الايرانية، وقد حدد السيد الخميني فترة قصيرة للحوار الذي قام بترجمته الرئيس الايراني المنشق ابوالحسن بني صدر، ولم ينف السيد الخميني في هذا الحوار خبر اغلاق الصحف واعدام الشيوعيين.
    وخلافا للشخصيات التي استطاعت فالاتشي من استفزازها باسئلتها الحادة، كان آية الله الخميني هو المحاوَر الوحيد الذي استطاع ان يستفزها ويثير غضبها حينما أنهى الحوار بعد دقائق معدودة وقد غادر المكان قبل ان يشرع المترجم بترجمة جوابه، وهو الأمر الذي كتبت عنه فالاتشي بحزن اذ لم تستطع اجراء حوار مفصل.
    وقد عادت ارويانا فالاتشي الى الظهور بقوة في الصحافة العالمية بعد كتابتها سلسلة من المقالات التي هاجمت فيها التطرف الديني والأصولية الاسلامية تحديدا، وقد تحولت من شخصية ذات صيت وشهرة طيبة في عقدي الستينات والسبعينات بسبب مواقفها المؤيدة للحركات اليسارية في الشرق الاوسط، الى شخصية مرفوضة في العالم الاسلامي خصوصا بعد كتابها "انشاء الله" الذي اثار غضب وسخط الاصوليين الاسلاميين.
    وبعد جريمة الحادي عشر من سبتمبر،كتبت اوريانا مقالات عديدة دعت فيها لطرد المسلمين من اميركا واوربا، كما كتبت بعد احداث مدريد الارهابية في العام الماضي "من المؤسف انني لا امتلك المتفجرات كي أهدم بها مساجد المسلمين".
    ورغم كل التعابير المهينة التي وظفتها اوريا فالاتشي ضد المسلمين في السنوات الاخيرة والتي لم تميز فيها بين المسلمين والأصوليين المتطرفين،فقد آثرت الصحافة الايرانية أن تتذكر وتذكّر بالجانب المشرق في مسيرتها الصحافية وبتضامنها الانساني مع الشعوب المضطهدة والحركات التحررية وهو الأمر الذي دفع بكبريات الصحف الايرانية الى نشر خبر رحيلها مع صور لارويانا الصحافية الجذابة التي جازفت بالعمل مراسلة صحافية في ميادين الحرب واقتحمت قصور ومكاتب أهم الشخصيات السياسية في القرن العشرين. قالت كلمتها وارغمت محاوريها على قول الحقيقة

    ٢٦‏/٩‏/٢٠٠٦

    تجاذبات حول الدولة في الفكر السياسي العربي

    GMT 21:30:00 2006 الإثنين 25 سبتمبر

    الاتحاد الاماراتية


     الثلاثاء: 2006.09.26

    د. طيب تيزيني
      
     
    تجري حالياً في الأوساط السياسية اللبنانية حوارات وسجالات وكذلك مهاترات، حول المهمات والاستحقاقات المطروحة عليهم راهناً، وهنالك الكثير من ممثلي هذه الأوساط يرون أن "بناء الدولة الوطنية" يأتي في مقدمة ذلك. وازدادت تلك الحوارات والسجالات بعد الحرب الأخيرة على لبنان، بل أخذت تبرز حالة من التوتر والاحتقان وربما الاتهام يلجأ إليها طرف أو أكثر من تلك الأوساط، بحيث تقف عائقاً جاداً أمام احتمالات "إعادة البناء" في لبنان، كما في بلدان عربية أخرى. ومع الإقرار بخصوصية الوضعية اللبنانية، إلا أنه يمكن التحدث عن ناظم عمومي مشترك لبلدان العالم العربي. أما هذا الأخير فإنه - في إجماله- قائم على أمرين اثنين نشآ تاريخياً الواحد تلو الآخر، ليكوّنا بعد ذلك حالة واحدة بوجهين.

    كان الوجه الأول قد تمثل في إخفاق عملية التأسيس للمشروع العربي السياسي، الذي تزامن مع المشروع العربي النهضوي التنويري بدءاً بأواخر القرن الثامن عشر، والذي كانت التجارب المصرية والسورية والتونسية وربما كذلك العراقية في مقدمته. وخرجت هذه البلدان العربية وغيرها من تحت قبضة الإمبراطورية العثمانية عبر الدعوة إلى الانفصال عنها، وإلى الإصلاح والتحديث، لتدخل بعد ذلك في محور الاستعمار الغربي الحديث. وبعد تحقيق الاستقلالات الوطنية، التي تحققها البلدان المذكورة وغيرها في العالم العربي، تبرز تجارب ما بعد الاستقلال، بوصفها امتداداً بقدر أو بآخر لـ"مشروع النهضة الأولى"، ويصعد الاتجاه الانقلابي العسكري في تلك البلدان، ليُطيح بإرهاصات المشاريع الوطنية الديمقراطية، ويُدخلها في نفق يُفضي إلى نظم مباحثية، ثم أمنية شمولية، خصوصاً حين تنقضّ أحزاب "وطنية أو قومية أو ليبرالية"، وربما كذلك ولو جزئياً "إسلامية" ذات طابع شمولي مناهض للتعددية الديمقراطية، لتُمسك بكلتا يديها مقدرات البلدان المذكورة، مُبْعدة الطيف السياسي والاجتماعي والثقافي عن مركز الفعل والقرار، ومحتكرةً دائرة النفوذ في الجيوش العربية باسم جيوش عقائدية ملتزمة بالأمة أو بالشعب أو بمجموعة من القادة الكارزميّين. وفي هذا، نضع يدنا على الوجه الثاني من الحالة الآنفة الذكر.

    نلاحظ، ها هنا، أن تلك العمليات، التي أنجزتها البلدان العربية ذات الطابع المباحثي (المخابراتي) ثم الأمني، هي التي ورثت إخفاق المشروع العربي التنويري النهضوي، لتسير بهذا الإخفاق إلى إخفاق وإخفاقات جديدة متتالية. وكان ذلك بمثابة إقصاء عملي ونظري للشعلة، التي أطلقها ذلك المشروع. بتعبير آخر، عملت قيادات البلدان المعْنية على إحداث قطيعة تاريخية وإبستيمولوجية (معرفية تأسيسية) بينها وبين تلك الشعلة، لتفتح أبواباً خفية مسكوتاً عنها على مراحل من التاريخ العربي والقطري المقصود، من شأنها أن تقود إلى مراحل ما قبل الوطنية. وكانت الطائفية والعشائرية والقبلية والمذهبية الدينية وغيرها في نسيج هذه العملية. هكذا، كان قد جرى تكريس خطّ متصاعد وثابت تأسّس على رفض الاستحقاق الذي يتجسد بـ"الدولة"، سواء كانت وطنية أم قومية أم ليبرالية أم إسلامية، أو الحطّ من شأنه أو "إرجائه" بذريعة وجود "الأعداء" في الداخل والخارج، الذين يتربصون بالبلد أو بالوطن شراً. لقد أُدينت الدولة الوطنية الدستورية من موقع أنها "مؤسسية بورجوازية أو لا إسلامية"، تمثل غطاءً لدُعاتها، وبالتالي من موقع أنها مُنتَجٌ مُستجلب من "الغرب" لا يتوافق مع مطالب الشعب، والإسلام القائم على مفاهيم "الاستخلاف الخليفي" أو "إمامة الفقيه" وغيره. ومع ظهور آراء أخرى في الدولة تأتي من مرجعية "سياسية دنيوية" وأخرى "إسلامية" (انظر المناظرة البديعة وذات الدلالة المهمة والمرهفة التي دارت بين الإمام محمد عبده والمفكر النهضوي فرح أنطون، كمثال حاذق على ذلك)، اتضح أن الدولة -حتى في طابعها البورجوازي- ليست شراً بإطلاق، خصوصاً إذا ضُبطت فيها آليات الحكم والسلطة من موقعي الحرية والعدل؛ كما اتضح أن تأسيس دولة عادلة دستورية وبشفافيّة فعلية، لا يتناقض مع مبادئ الإسلام (ويُذكر في هذا السياق النموذجُ المهم الذي أُهملت دراسته طويلاً، وهو المؤسسة السياسية التي قامت على مبادئ دستور المدينة الذي قاده النبي نفسه عليه الصلاة والسلام).

    لقد سارت الأمور إذاً -في العموم- على ذلك الدرب، الذي يقود إليه بقوة "الغراب": إنه درب إلى الحفاظ على التخلف، وإلى تحويله إلى تخْليف يبدو، خصوصاً لمجموعاتٍ مِمَّن ذكرنا وأخرى من الباحثين في الغرب، كأنه "مغروزٌ في جلودنا نحن الشرقيين، والعرب منهم"، كما قرر المفكر الراحل زكي نجيب محمود في كتابه "تجديد الفكر العربي".

    التجاذبات والصراعات وكل ما يندرج في هذا المضمار، كانت وما تزال طريقاً إلى إرجاء المشروع العربي النهضوي التنويري، لكن هذا المشروع، الذي لابد أن يكتسب خصوصياته في بلد عربي أو آخر، ظل يفرض نفسه؛ وهو الآن يكاد يظهر للعرب كأنه دعوة "إلى الحج والناس راجعون"؟

    عثمان العمير: ملامح مدرسة صحافية سعودية

    GMT 5:45:00 2006 الثلائاء 26 سبتمبر

    الحياة اللندنية


     

    عندما اقرأ الان اعمالي التي كتبتها في الجزيرة لا اشعر بالاحترام
    الكبير لها واسال نفسي "لماذا كنت اكتب كل هذا الهراء"؟


    عثمان العمير للحياة: الليبرالية التي اعتنقتها اوصلت اصدقائي الى المعتقلات
    ..الرياضة هي المجال الحقيقي لصحافة البلدان التي لا تمتلك الحرية 

     

      منى المنجومي - الحياة  :رئيس تحرير صحيفة  الشرق الأوسط السابق، عثمان العمير، ليس مجرد رئيس تحرير ولا أيضاً مجرد ناشر، بالتأكيد هو شاهد على عصره، شاهد على مرحلة من المخاضات الصعبة، والولادات العسيرة لمجتمع سعودي وعربي لما يولد بعد في شكل حقيقي. وإذا تحرينا الدقة في الكلام، نقول إنه ليس شاهداً إنما أيضاً مشاركاً في صناعة قيم إعلامية على مستوى العالم العربي، فمن يترأس التحرير في صحيفة مثل الشرق الاوسط ، لا يمكن له إلا أن يقدم  مشروعاً صحافياً، يليق بالعالم العربي، وهو ما يؤكده في الحوار، عندما سعى إلى إيجاد نموذج صحافي تارة يجمع الملامح اللبنانية بالملامح المصرية للصحافة في بوتقة واحدة، وتارة ينشد نموذجاً صحافياً سعودياً عربياً غربياً. في كلتا الحالتين نجح العمير في مسعاه، حتى وإن ألغي نموذجه الفريد بعد  أن خرج طبعاً من  الشرق الأوسط  مستقيلاً. 
    صادق العمير الملوك والرؤساء، خلال فترة توليه  رئاسة التحرير في  الشرق الأوسط وعندما نقول إنه صادق، نعنى أنه حاز ثقتهم، ومن ثم جدارته بأن يفتح له هؤلاء الملوك والرؤساء ملفاتهم وملفات بلدانهم، في حقبة لم تكتف فيها  الشرق الأوسط برئاسته بالتفرج
    على ما يحصل في هذه البلدان، التي يصادق ملوكها ورؤساءها، كما لم يكتف بأن تعكس الأحداث، إنما  كانت تحاول تقديم رؤيتها الإعلامية، التي تستشرف معظم ما يعتمل في عقليات وخطابات مثقفي تلك المرحلة ومفكريها وإعلامييها.

    وعلى رغم ما تبوأه العمير من مكانة، لم ينكر أن له منافسين. إنه يقر بمنافسة ندية من صحف خليجية وعربية، كما ينفي عنه صفة المدرسة، ويفضل أن يشجع مختلف الأطياف الصحافية في جريدته، مختلف الآراء والتوجهات، من غير أن يدفعه ذلك إلى الإقصاء والانحياز إلى شخص بعينه أو رأي بمفرده. كما لم يشمر عن ساعده ليهجو زملاء المهنة، واصفاً إياهم بأشنع الأوصاف، وهو لا يكتفي بقول رأيه فيهم، هؤلاء الذين يعتبرون اليوم رموز الإعلام السعودي، إنما يجبرك على الانحياز لما يقوله والدفاع عنه أيضاً.  فعندما يتحدث عن رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري، وعن خطوته الجريئة في إدخال خمس كاتبات ضمن ملكية مؤسسة اليمامة، لا تملك إلا أن تقر بأن مثل هذا الرجل مكسب كبير للإعلام السعودي، وأن خروجه الذي يطالب به بعضهم هو الخسارة، وأي
    خسارة.

    من حقنا كإعلاميين سعوديين أن نباهي أن بيننا مثل هذا الرجل - المرحلة، فهو يختزل في فكره ووعيه تجربة هائلة، لو قدر لها أن توزع على مجموعة من الناس لكان الإعلام العربي والسعودي في حال أفضل منها الآن  بعد استقالته من جريدة  الشرق الأوسط لم يركن إلى الدعة والراحة، مستمتعاً بحصاده الوثير، إنما راح يؤسس المشروع تلو المشروع، وكلنا نتذكر مشروعه الصحافي في المغرب، وكذلك مشروع  إيلاف ، الذي لا غنى عنه اليوم بالنسبة إلى شريحة واسعة من المهتمين. وهو يعد العدة لإطلاق صرعة جديدة في الإعلام تجمع، بين فعالية الصحافة الورقية  وحيوية الإنترنت. كما ستكون هناك  إيلاف الإنكليزية قريباً. ثم إيلاف التي ستصدر لمناطق خاصة، مثل  إيلاف الكويت  و إيلاف دبي .من بين الحوارات التي دأبت على تقديمها صفحة  آداب وفنون مع إعلاميين بارزين، يأتي هذا الحوار مميزاً وفريداً لنواحٍ عدة، فهو يجمع بين المعلومة، وطرحخبرة سنوات وتجربة عميقة في الإعلام بمستوياتها، والبعد من مديح الذات، وأخيراً المتعة والفائدة التي
    يجنيها القارئ.

    أخيراً لم يكن إجراء حوار مطول مع العمير، أمراً في غاية السهولة، كما كنا نعتقد في البداية، فلتحقيق ذلك الهدف، تنقّلت فصول الحوار الذي استمر إنجازه نحو ثلاثة أشهر، بين ثلاثة مطارات لدول أوروبية (بريطانيا واسبانيا وفرنسا)، وانتهت فصوله النهائية
    في مدينة جدة.

    فالصحافي السعودي عثمان العمير الذي غالباً ما يثير الجدل، يحمل في أجندته العملية مواعيد مزدحمة لا يكاد يقضيها حتى يخلد إلى النوم، ليستيقظ على   مواعيد جديدة، في مدينة أخرى ولكن الحياة استطاعت كسر هذه الحواجز ولو لساعات معدودة لتخرج بحوار لا تنقصه الجراءة والشفافية من شخص عُرِفَ بجراءته وشفافيته وصدقيته. في هذا الحوار تحدث العمير إلى الحياة  عن  جوانب عدة من حياته المهنية، وطرح خلاله العديد من الآراء الخاصة بالتيارات الفكرية المكوّنة للمجتمع السعودي.

    وهنا نص الحوار.

    > أودّ أن نبدأ من أول المشوار الصحافي في  الجزيرة  ... كيف ترى تلك البداية من موقعك اليوم؟ وما الذي بقي وما تقويمك لها؟

    كانت بدايتي في صحيفة « المدينة » وكانت صحيفتي المفضلة بسبب وجودي في المدينة التي تعتبر صحيفتها الأولى ، ثم « الندوة » ، ومن بعدهما « الرياض « و « اليمامة » .

    وكانت هناك مجلة اسمها « الرياضي » أسسها المرحوم عبدالله منيعي. ،  لكنني التحقت بـ« الجزيرة » بعد الاعداد لصدورها يومية، وكنت ما زلت طالباً في  السنة الأولى في الكلية. « الجزيرة » شكّلت الانطلاقة الحقيقية لي، إذ زادت وتوسعت معرفتي بالناس، بشكل أكثر وأعمق، وعرّفت الكثيرين بي. وعادة ما أنظر إليها بحب ونقد،بخاصة أنني من أعضاء مؤسستها.

    بالطبع عندما أقرأ أعمالي الآن، لا أشعر باحترام كبير لها، بل أسأل نفسي لماذا كنت أكتب كل هذا الهراء. بقى من الذكريات الكثير، وما يهمني هو الوفاء للرجال الذين وقفوا معي في مراحل حياتي الصحافية، مثل تركي السديري، وخالد المالك، ومحمد العجبان، ومحمد الشدي، وصالح العجروش، وفيصل الشهيل. وكذلك المرحوم الأمير فيصل بن فهد الذي دعمني ووقف معي، خصوصاً عندما كنت أكثر الصحافيين الرياضيين شهرة. هناك الكثير مما يمكن قوله عن تلك الفترة، التي تعتبر مفصلية في تاريخ الصحافة السعودية. كانت هناك مناقشات، وبدايات، ومحاولات وتأسيس لمراحل نراها الآن. وقد تزامنت مع ارتفاع أسعار النفط، والتحول السعودي، إذ كنا نستعد للعيش في بحبوحة نفطية غير مسبوقة زمنياً.
     
    > هل كانت تلك التجربة هراء فعلاً، أم أن التطور الذي وصلت إليه جعلك تقول ذلك؟
     
    - طبيعي أنني أنقدها اليوم. لكنني لا أخرجها عن سياقها. إنها مرحلة اعتيادية، لأني شخص يبدأ مهمة ما، فيها من الفشل والانكسارات والنجاحات الشيء الكثير.إنني لا أستطيع أن أتحول من بحر الستين إلى نهر الثلاثين. في النهاية تجربة بالنسبة إليّ رائعة، كما نتذكر طفلاً يحبو.

    > من أجل لندن تركتَ منصب نائب رئيس ، لتكون مراسل تحرير صحيفة  الجزيرة ... فما  السر وراء ذلك؟

    - حال السفر حالة مرتبطة بي منذ الصغر، لا سيما إنها حالة عادية لأهل مدينتي الزلفي.  فطبيعة أهل تلك المدينة السفر والترحال. إنها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا. أبي أخذني قبل العاشرة في رحلة اعتبرتها مفصلية إلى المدينة المنورة. عندما قررت السفر إلى لندن، قبل سنوات من عرض ذلك المنصب عليّ، كنت قد أحسنت اتخاذ القرار الذي أراه الأصوب في تاريخي. كان حلمي البحث عن حضن يفور حيويةً ودفأً. وكذلك تقدماً، وتحرراً. كانت وما زالت لندن الملاذ الذي أعتقد بأنه المناسب لي.

    > تجربة رئاسة تحرير صحيفة اليوم السعودية، كانت الأولى لك في تولي مهام رئيس التحرير والأقصر كذلك، قياساً بتجاربك اللاحقة في رئاسة تحرير مجلة « المجلة » وصحيفة « الشرق الأوسط ».. ماذا قدمت تلك التجربة لعثمان العمير؟

    - قدمت لي الكثير على رغم قصرها، إذ كانت غنية، خصوصاً أن المجتمع السعودي والإنساني في المنطقة الشرقية مليء بالحركة والتعاطف والمودة. وبصراحة تلك الفترة عمّقت علاقاتي بالعديد من الأصدقاء، منهم المرحوم صالح العزاز، وفيصل الشهيل، ومحمد العلي، وعلي الدميني وآخرون. ،  حاولت أن أترك أثراًًً في صحيفة "اليوم"  لا سيما أنني كنت في قمة شبابي، تحت الثلاثين، ولكني شعرت بألم شديد، لأن الليبرالية التي كنت أعتنقها، أخذها العديد من أصدقائي بجدية، ما أدخل البعض منهم بالعديد من المشكلات أوصلتهم إلى المعتقلات، إذ إن الوقت لم يكن مناسباً لتجاوز بعض الحدود في ذلك الوقت، ولكنها تجربة مميزة في حياتي امتلأت بالأصدقاء والناس، والاستفادة سواء من جانبي أو من جانب الآخرين.

    > تركي السديري، خالد المالك، هاشم عبده  هاشم، وأخيراً عثمان العمير رؤساء تحرير كانت بداياتهم في الصحافة الرياضية... ما تعليقك؟

    - أريد التوضيح في البداية، ليس جميع الأسماء كانت بداياتهم من الصحافة  الرياضية، مثلاً الزميل تركي السديري كان كاتب قصة، وهاشم عبده هاشم كان  محرراً فنياً، وحتى أنا عندما بدأت في  الصحافة كنت أكتب في الأدب والفن، وبعد  ذلك تحولت إلى الصحافة الرياضية، وهذا  طبعاً مجال أفتخر به وأعتز كثيراً، فهو ليس  مجال للسخرية، حيثُ إن البعض يسخرون ويقولون « والله هذا صحافي رياضي سابق »، فالصحافة الرياضية هي المجال الحقيقي  للصحافة، خصوصاً في البلدان التي لا  تمتلك الحرية الكافية، وهي المجال الوحيد  للتعبير ومعرفة كيفية الكتابة والتعامل وكيفية إدارة الصراعات، واتجاهي للصحافة الرياضية، لأن فيها الكثير من السقف،
    سواء منتصف التعددية وسقف الجماهير  والصراع والالتفات للرأي الآخر، والذي لم  يكن موجوداً في أي مجال صحافي في ذلك  الوقت، وبصراحة الصحافة الرياضية هي  مناورة حقيقية لأي صحافي يريد أن يكون  جَسُوراً.

    ثانيا عندما كنت في  " الجزيرة "كنت  محرراًً رياضياًً وفنياًً، إذ عملت فيها محرراً فنياً ثلاث سنوات، ومحرر منوعات وترأست قسم الشؤون المحلية. أما عن سؤالك لماذا خرجنا جميعاً من الصحافة الرياضية، فذلك لأن المجال الرياضي يعد البوابة الحقيقة لأي صحافي، يستطيع ممارسة مهنته بشكل مهني حقيقي، لأن فيها قبولاً للرأي والرأي الآخر، فهذا ليس موجوداً في الأدب مثلاً، فالمجال الأدبي لا يصنع صحافياً مشهوراً، إذ إن شهرته لا تتجاوز فئة محدودة من المجتمع، ممن لهم اهتمامات ثقافية وأدبية، وكذلك الكاتب. أما الصحافي الرياضي فتمنحه شهرته الواسعة العديد من الخبرات منها: المعرفة بإدارة الأمور، وتكسبه العديد من العوامل المهنية
    المهمة.

    رئيس تحرير صحيفة الحياة يمتلك تفاصيل كثيرة عن تلك المرحلة

     > يقال إن صحيفة  الشرق الأوسط  عاشت عصرها الذهبي خلال فترة ترؤسك لها، لعدم وجود منافسين في تلك الفترة... ماذا تقول؟

    - أولاً: هذا السؤال يحتاج إلى ثلاثة أجوبة، في البداية أرى أن صحيفة الشرق الأوسط دائماً وأبداً تعيش عصرها الذهبي، ومن المبالغة والغرور أن يعتقد أي صحافي بأنه وحده يصنع عصراًً ذهبياً. بالنسبة إلى فترة ترؤسي للصحيفة، فهناك أمور عدة ساعدتني في المضي قدماً في أثناء تلك الفترة، لكن هذه العوامل لا دائماً تنفي أن تعيش  الشرق الأوسط  عصوراً ذهبية متلاحقة، إذ إنها تنتقل من مرحلة ذهبية لأخرى.

    ثانياً: ليس صحيحاً أن تلك الفترة خلت من المنافسين للشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال كانت هنالك صحيفة « القبس » وكانت صحيفة  قوية وجريئة وصدامية ومنافسة قوية، وكان زميلنا محمد الصقر رئيس تحريرها يمثل هماًً مهماً لنا كصحيفة ولي شخصياً، وفي أواخر ، الثمانينات عادت صحيفة  الحياة وكانت تنافسنا بقسوة، إذ إنها صحيفة قوية ومحترمة وأخذت مكانها سريعاً في السوق، كذلك كانت هنالك صحف أخرى صدرت  بعدُ مثل  الأهرام الدولية وغيرها .وأعتقد أن الزميل رئيس تحرير صحيفة الحياة يمتلك تفاصيل كثيرة عن تلك المرحلة. ثالثاً: كانت هنالك عوامل كثيرة ضمن معركة في الداخل والخارج، فعندما توليت منصب رئيس تحرير  الشرق الأوسط شكّك  الكثير بكفاءتي الصحيفة،  في ذلك الوقت، أذكر الأستاذ الكبير الشيخ جميل الحجيلان وكان سفير السعودية في باريس في ذلك الفترة هاتفني غاضبا ومحتجاًً على مقال نُشِر، قال لي:"ً لقد كنت  من الذين لهم رأى في توليك هذه الصحيفة".

     وكذلك قدومي ل الشرق الأوسط كان ضد رغبة الناشرين، وهما المرحوم هشام حافظ ومحمد حافظ، ولذلك حدث صراع، ولكن بصراحة كان صراعاً شريفاً، كنت في تلك المرحلة أقود مجموعة من الشباب الواعد،،  وكنا نتحدث دائماً عن الشرق الأوسط  وإننا نستطيع عمل الكثير مما لا يستطيع الآخرون عمله، هذه الأسباب أدت إلى نجاح الشرق الأوسط في اعتقادي، بجانب تفّهم الكبار لمهمتي كالأمير سلمان بن عبدالعزيز،الذي دافع عني بكل شرف ومسؤولية وبذل الكثير لإنجاحي، وكذلك ابنه المرحوم الأمير أحمد بن سلمان، ولم أكن مع زملائي نستهين بأي تجربة في تلك الفترة، وكنا نجرب تغيير سلوك الشرق الاوسط بهدف ، الذي قررنا تغيره منذ بداية ترؤسي لها، خصوصاً أنها كانت تتبنى خطاً هجومياًً ضد توجهات الليبرالية العربية، وكذلك القومية، فاستكتبت في تلك الفترة أكثر من ٥٠ كاتباً عربياً، منهم يوسف إدريس، صلاح حافظ، وأحمد الربعي، فؤاد مطر، وسمير عطا الله، وبلند الحيدري، ومحمد عابد الجابري، وأحمد بهاء الدين، وتركي الحمد، وميشيل أبو جودة، وآخرين غابت عن ذاكرتي أسماؤهم الآن، وكان هنالك كُتاب أيضاً من الغرب، وكل ما أود قوله أن الطيور لا تغرد وحدَها، كذلك القطعان لا تمشي إلا وهي مجتمعة، لذا فمن الصعب أن أقول إنني بمفردي مَنْ خلق نجاح صحيفة  الشرق الأوسط ، أو أنا الوحيد الذي كنتُ وراء نجاحها.

    > هل كان هناك منهج أو نهج معين عملت من خلاله لإيصال الجريدة إلى العالمية؟

    - كنا نحتاج في ذلك الوقت إلى شيء من الانفتاح. نهجي الوحيد كان الانفتاح على الناس وجميع التيارات الموجودة،  والانفتاح كذلك على تعريب الشرق الاوسط حقيقة، فلم تكن هنالك حدود عندما كنت موجوداً بين أي مواطن عربي إلا كفاءته، فهي الفاصل الوحيد الذي كنت أعتز به، وأعتقد بأنه أدى إلى وصول  الشرق الأوسط إلى هذا المستوى. وقد صهر الانفتاح الكفاءات العربية في بوتقة واحدة والعمل في مجال واحد، مما لا شك أن الناشِرَيْنِ هشام ومحمد حافظ لعبَا دوراً كبيراً، خصوصاً أن لديهم الرغبة الحقيقية   في وصول  الشرق الأوسط  لهذا المستوى الجيد.

    > أسس عثمان العمير مدرسته الخاصة  الشرق الأوسط  ، وتخرج منها تلاميذ مبدعون نذكر منهم على سبيل المثال عبدالرحمن الراشد وهاني نقشبندي، ولكننا لم نسمع بتلاميذ لهؤلاء، إذ اكتفوا بتطوير أنفسهم... ما السبب من وجهة نظرك؟

    - أولاً أنا أكره حكاية المدارس، فأنا هربت من المدرسة وتركت الجامعة بسبب المدرسين، وأكره الحضور والغياب بصراحة، فأبي بدأ حياته مدرساًً في الجامعة الإسلامية، وكان قبلها مديراً للهيئات الدينية في الزلفي، وكذلك إخواني، وشهدتُ وأنا صغيراً مرحلة تأسيس الجامعة الإسلامية ومنظر الطلاب، وهم يخدعون أبي، فليس لي مدرسة حقيقةً ولا أدعي ذلك، بل كانت فترة ترافقنا فيها مع الأخذ في الاعتبار الأعمار المتفاوتة في ما بيننا. كل هؤلاء الأشخاص الذين ترافقت معهم لم تكن هنالك حقيقة لما يُسَمّى بالمدرسة، كان هنالك نوع من التفاف التجارب والتعامل مع الأمور بطريقة فيها الكثير من الاخوية " الأسماك لا تمشي وحدها" ، وما تسمينه أنتِ بالمدرسة، أسميه التقاءَ الأفكار، وتعاطي فورة الشباب  وجموحها، وكنا على قناعة أن النجاح لا تحمله يد واحدة.

    صحافة سعودية بدم غربي

    > لماذا اتجه العمير إلى المدرسة اللبنانية في الوقت الذي كانت تسيطر على الصحافة المحلية المدرسة المصرية؟

    - لم أتجه بشكل كامل إلى الصحافة اللبنانية، إذ إن هاجسي هو الصحافة الإنكليزية، ولكني أنصفت المدرسة اللبنانية  في الشرق الأوسط  الشركة السعودية  و  إذ كانت في الشركة مدرسة واحدة، وهي  المدرسة المصرية، فعندما دخلت الشركة  استخدمت جميع التيارات، ومن ضمنها التجربة اللبنانية الغنية والجميلة حقيقةً، لكني همي كان وجود تجربة جديدة عربية سعودية مزودة بدم غربي، وكان همي وشعوري أن الحكمة لا تأتي من باب واحد، بل من أبواب متفرقة، إذ كنت أمازح مع زملائي في موضوع أطبقه حقيقة وهو ، وهو التعامل مع الجميع  سياسة "الكوتا " بغض النظر عن طبقاتهم أو بلدانهم، وكنت  أحاول أن أتمثل بثقافة البلد الذي أعيش فيه (لندن)، إذ لا يُسأل أحدٌ عن مذهبه أو دينه أو لونه، وأذكر أننا حاولنا التوفيق بين المدرسة اللبنانية والمصرية في الوقت نفسه، وفي ما يخص كتابة الأسماء، نجحنا، ولكنها تجربة لم تستمر طويلاً، لأنها ألغيت  بعد خروجي من الصحيفة!

     > لماذا ألغيت؟

    - لا أعلم، ولكن لكل منا تصوراته المعينة، لكني كنت أعتقد بأننا بحاجة إلى وجود مدرسة توافقية بين المدرستين، فمثلاً في ما تعلق بنطق الجيم، لديك كلمة ديغول او يجول  ففي المدرسة المصرية يستخدمون حرف الجيم عند تعريبها لسهولة نطقها عليهم، لكن في دول الخليج ودول عربية أخرى يتغير النطق عند وضع الجيم، ومثل تلك الخلافات اللغوية كان يتعصّب لها كل من اللبنانيين والمصرين، لذا كنا نعمل على التوفيق بين المدرستين من خلال مدرسة توافقية فيما بينهما، وهي تجربة من الممكن
    تطبيقها مرة أخرى في صحيفة أخرى.

     الصحافة العربية تحاول تقليدنا نحن الذين كنا في لندن

    > في رأيك أي مدرسة يتبع إعلامنا المحلي اليوم؟

    - أعتقد أن إعلامنا المحلي اتبع المدرسة  المصرية في البداية، وفيما بعد وتحديداً  في السنوات العشرين الماضية بدأ بتقليد المدرسة اللبنانية، على رغم أنى ضد تقليد هذه المدرسة، بخاصة في جانب المواضيع لمحدوديتها في هذه المدرسة، لا سيما أن غالبية مواضيعها تدور في الجانب السياسي  أكثر من الجانب الإنساني، فالمتصفح للصحف اللبنانية يجد أن مواضيعها مركزة في الشق السياسي، وأعتقد أن المدرسة غير الموجودة والتي يحاول الجميع تقليدها هي المدرسة المهجرية، التي تمثلت في صحافة لندن وباريس منذ منتصف السبعينات، ولا وجود لمدرسة مصرية وأخرى لبنانية، هنالك مدرسة بليدة وأخرى متماهية مع العصر، فتلك التقسيمات موجودة في ذهن الكثيرين، ولكن في الحقيقة أن الصحافة السعودية بل العربية ومنذ ٢٠ عاماً تحاول أن تقلدنا نحن الذين كنا في لندن في السبعينات.

    > هناك من يقول إن إعلامنا أصبح يتبع مدرسة سعودية خليطة من المدرستين المصرية واللبنانية... ما تعليقك؟

    - أتوافق مع هذا الرأي، وفي اعتقادي أن لدينا اليوم مدرسة سعودية خرجت من المدارس الصحافية المختلفة، وأصبح لها تصور خاص بنفسها، وذلك بسبب تأثرها بمدرستي  الشرق الأوسط  و  الحياة اللتين تجاوزتا حقيقة المدارس المصرية واللبنانية، فمن الصعب مقارنة تلك المدرستين بالصحف العربية الصادرة من لندن في أواخر السبعينات، مع احترامي الشديد لهم، وكما هو ملاحظ اليوم، فإن الإعلام العربي بصفة عامة أصبح يقلد المدارس العربية في لندن.

    > كيف تقوّمون الصحف السعودية اليوم، خصوصاً مع اعتمادها مبدأ التغير والتطوير؟

    - الصحف السعودية ليست بعيدة من سباق العصر، ولكن نحتاج في السعودية إلى تخصص في الصحافة أكثر، إذ إننا بحاجة إلى صحف متخصصة في الوقت الراهن، بحيث يكون هنالك صحف وطنية وأخرى للمناطق، ليكون هنالك القدرة على متابعة جميع المواضيع، خصوصاً أننا نملك عدداً كبيراً من الصحف السعودية يتجاوز عدد القراء، فمثلاً في بريطانيا يوجد أقل من عشر صحف يومية، وهي البلد الذي يصل فيه عدد القراء إلى ٢٠ مليون قارئ، ونحن في السعودية لا نمتلك الأرقام، ولكني أعتقد أن القراء لا يتجاوزن نصف مليون قارئ، وهذه الحال موجودة في جميع الدول العربية، إذ لدينا كثرة في العرض وقلة في الطلب في مجال الصحافة، أما في ما يتعلق بصناعة الإعلام، فصناعة الصحف السعودية تحسنت كثيراً عن السابق، ولكنها في حاجة إلى تحسن أكبر.

    > ما الاختلاف بين هامش الحرية في صحافتنا العربية والصحافة الأجنبية؟ وهل صحيح أن لدينا اليوم هامشاً كبيراً من الحرية، لم يكن متاحاً في السابق؟

    - بالطبع لدينا اليوم هامش كبير من الحرية، فما كان لا ينشر قبل خمس سنوات، أصبح اليوم ينشر بشكل عادي ومقبول، ويجب علينا أن نشير إلى أن السبب الحقيقي والجوهري ليس في صحافتنا، لكن بسبب الهجمة الكبيرة من التكنولوجيا سواء عبر التلفزيون، أم عبر الانترنت، التي لم تَدَعْ لأحد القدرة على التفكير أو استخدام العقل، أو التلويح بالخصوصية، وهذا التطور التقني أدى إلى ارتفاع مساحة الخيارات لدى الإنسان سواء في السعودية أم خارج السعودية، فلولا التقنية والتكنولوجيا لكنا
    في حالنا السابقة.

    > هل صحيح أن إعلامنا العربي لا يفرق بين صحافة الفضائح والصحافة المتزنة والموضوعية ولماذا؟

    - الحقيقة ليس إعلامنا العربي وحده الذي لا يستطيع التفرقة، بل إن العرب بحد ذاتهم لا يستطيعون التفرقة بين الصحافة الموضوعية المتزنة وما عداها، وبين الكاتب الخفيف الذي يكتب بالسياسة وبين السياسي الذي يدعي الخفة. والسبب في أن ثقافتنا لا تفرق بين الاثنين، " كل عنده صابون" ، لذا نحتاج إلى زمن طويل حتى تكون لدينا صناعة حقيقة، وهذا يعني التفكير في إصلاح الجذور وليس فقط إصلاح الصحافة، فهنالك قيم في المجتمع لم تستكمل بعد، وطبيعي في أي عالم جديد ما زال يحبو أن تكون لديه أخطاء، ومن الأخطاء عدم وجود  التقسيم بين الصحافة المحلية والصحافة القومية، والصحافة الوطنية، والصحافة الساخرة، وكذلك صحافة الإثارة. في الغرب وضعوا حدوداً لذلك حتى في الإعلام المرئي، فهناك هُوية للقنوات التلفزيونية.

    > ذكرت في لقاءات سابقة أن التعرية الفكرية والسياسية في إعلامنا العربي هي الأخطر من التعرية الجسدية، بل هي الأكثر سيطرة عليه... كيف  يمكن لنا الرقي بهذا الإعلام، وتجريده من صفة التعرية؟

    - علينا في البداية ألاّ نكون أساتذة على الإعلام، فالإعلام يخلق نفسه ويتطور وينشأ ويتعرض لتجارب، وفي النهاية يقدم لنا إعلاما ناضجاً، فأنا ضد مسألة التحكم في الإعلام، والحل الوحيد لتطور الإعلام العربي هو منحة المزيد من الحرية والعديد من الخيارات أمام القراء، فلا بد من أن يكون الحكم في هذا الموضوع هم الناس، مع أن هنالك العديد من الشرائح لم تصلإلى مستوى العلم والمعرفة والفهم، ولكن هذه ليست مسؤوليتنا، إنما مسؤوليتنا أن نقدم لهم الوجبات الإعلامية، ونترك لهم حرية الاختيار للتفرقة بين ما هو جيد وما هو غير ذلك. ونحن الآن نرى السيطرة من تيارات على حساب أخرى، فمثلاً في مجال الانترنت كانت هنالك سيطرة واضحة من الأصوليين  والآن أصبحوا لا يعرفون كيف يسيّرون هذه الآلة، لأنهم اكتشفوا أنها تؤدي إلى تقليل مساحة تفكيرهم، وكذلك الإعلام نحن نرى دعوات غير مقبولة، ورغبات في تهميش الآخر وفي النهاية سيكون الإعلام هو الفيصل، لأنه وسيلة خطيرة جداً وفي الوقت نفسه ناجحة وعملية.

    > يرى البعض أن التعليم أداة مهمة لصقل الموهبة ومنح الموهوب المهارات المطلوبة للأداء دراسته من اجل الصحافة... ما تعليقك؟ وهل الصحافة من وجهة نظرك تحتاج إلى العلم لصقلها، أم هي مهنة يكتسبها المرء من خلال الخبرة؟
     
    - مما لا شك فيه أن التعليم مهم جداًً، لكن من الصعب جداً أن نقول هنالك صحافي  مشهور بسبب أنه تعلم الصحافة، فهي ليست علماً يُدْرَس في المدارس، لكن الصحافة شيء تختلط فيها الموهبة والثقافة والخبرة. هناك العديد من الأسماء الصحافية المشهورة لم تكمل تعليمها، لكن المهم للصحافي هو التأهيل، فلا بد من أن يكون الصحافي مؤهلاً للعمل الذي يقوم به، ومن الصعب أن نقول إن هذا الصحافي ليس صحافياً، لأنه لا يمتلك مؤهلاً جامعياً أو شهادات عليا، هذا المعيار يمكن تطبيقه على المحاضر في الجامعة، والذي يتطلب عمله امتلاك مؤهلات تعليمية عالية في المجال ذاته، أما الصحافي فلا بد من أن يكون موهوباً، وهذا لا يعني أن يكون الصحافي جاهلاً وغير مثقف، فلا بد من أن يكون فاهماً لمهنته وعمله والعالم من حوله، فالصحافة لا تخرّجها الجامعة.

    > هل أنت مع المطالبين بإغلاق أقسام الإعلام في الجامعات السعودية على اعتبار أنها لا تخرّج صحافيين أو إعلاميين، إن صح التعبير؟

    - لا، لكنى مع إنشاء معاهد للتدريب والتأهيل، هدفها فتح المجال أمام الموهوبين والقدرات الصحافية لصقل مواهبهم، وكذلك لا بد من دعم المؤسسات الصحافية السعودية لأقسام الإعلام في جامعتنا، فبدلاً من تأسيس كليات إعلام في الجامعات نمنح الفرصة للمؤسسات الصحافية الكبرى في السعودية لافتتاح أكاديمية داخل تلك الصحف، وكذلك بالنسبة إلى التلفزيون. يعني وجود تدريب للراغبين في العمل في مجال الإعلام لمدة عام أو عامين في تلك المؤسسات، وهذا الأسلوب نجحت فيه الشركة السعودية للأبحاث قبل ١٥ عاماً، ومنهم من أثبت وجوده من خلال هذا المركز التدريبي، أذكر منهم الأخ هاني نقشبندي وصلاح سندي وعبدالله القبيع.

    > عثمان العمير من أكثر الأسماء الإعلامية  السعودية المثيرة للجدل، والتي تعرضت للهجوم الاتهامات من الاسلاميين او  الأصوليين . ان صح التعبير... لماذا؟
     
    - عندما تضع نفسك في فضاء الحياة فمن الطبيعي أن يكون لديك خصوم كارهون. وأنا أعترف لك بأننى شخصية مثيرة للجدل ليس فقط في السعودية، ولكن لمعظم من عرفني، لأن الشخصية المثيرة للجدل لديها شيء تريد قوله، وهذا القول يتعرض للنقد والجدل، وأعتقد بأنني لم أقل إلا القليل وما زال لديّ الكثير، وأرجو أن يكون لديّ مساحة من العمر حتى أقول ما أريد قوله.


    إما في ما يخص الأصوليين أو الإسلاميين، فهم يرون أن هنالك ثأراً بيني وبينهم، لأنني وقفت أمام محاولتهم للسيطرة على صحيفة الشرق الأوسط في ذلك الوقت، وهم بطبعهم كمؤسسة أيدلوجية تؤمن بمسألة الاستيلاء والاستحواذ ونبذ الآخر، مثلهم مثل أي مؤسسة أيدلوجية أخرى، وهم فقط خلعوا أقنعة ووضعوا أخرى، بينما الأساليب هي الأساليب، وكان أول صراع بيني وبينهم في ما يخص التسمية، حينما أطلقوا على   أنفسهم مسمى "إسلاميون " وكنت أقول » لا بد من أن يستخدموا كلمة الأصوليون  لأن الإسلام ليس حزباً سياسياً حتى ينسبه البعض إلى أنفسهم، فجميعنا مسلمون، وكان هذا الموقف أكثر ما آثار حفيظتهم، ولم يغفروا لي، بل أدخلوني في صراع طويل معهم في ذلك الوقت، وهم لا يذكرون وقفتي معهم في قضاياهم سواء في تونس أو السودان، وكذلك استحداثي لصفحة  الدين والثرات  في،  صحيفة الشرق الأوسط ويشهد على هذا الأخ محمد الهاشمي، والدكتور حسن الترابي على وقفتي في تبني القضايا الإسلامية العادلة، لكن الأصوليين يردّون كل شيء، لا بد من أن تكون معهم أو أنت ضدهم، يريدون التعامل معهم كمريد أو متحزب، لهذا السبب أصبحوا يشعرون بالعداء تجاهي، ومن الطبيعي أن لكل شخص خطاً في حياته، ومن حقهم أن يكون لهم رأي في عثمان العمير، كما أن لي الحق في أن يكون لي فيهم رأي، والفيصل بينا هو الحوار والصراع الفكري.

    > هل صحيح أن الصوت الليبرالي ضعيف أو مخنوق في العالم العربي في ظل السيطرة أو هيمنة الأصوليين، خصوصاً في ما يتعلق بمجال الانترنت؟

    - في البداية أعطيني اسم شخص واحد ليبرالي في العالم العربي. الليبرالية كلمة نحن نستخدمها بطريقة عشوائية، ومن دون تحديد لمعنى أن تكون ليبرالياً، وعندما أكون في السعودية وأجتمع بما يسمي بالليبراليين السعوديين أجد أن هنالك فارقاً كبيراًً وصعباً بينهم وبين الليبراليين الحقيقيين. الليبرالية الموجودة في السعودية ليست الليبرالية التي تعرّفنا عليها في الغرب، فالليبرالي لا بد من أن يكون حاسماً في قضايا عدة، كقضايا الدولة المدنية والمرأة والمساواة واحترام الأديان والثقافات، هذه
    الأشياء لا بد من أن يجيب عنها كل فرد حتى يصبح ليبرالياً، الذين هنا يمكن القول عنهم أي شيء إلا أن يكونوا ليبراليين، يمكن أن نقول عنهم .هؤلاء الإخوة المتلبرنين  ما من شك في أنهم يتعرضون لضغوط كثيرة، وهم خانقو أنفسهم ومخنوقون في الوقت ذاته، خانقو أنفسهم لعدم وجود وحده حقيقية في ما بينهم، مع بعضهم البعض، كما هو موجود في الأيدلوجيات الأصولية وما يسمى بالصحوية. أضيفي إلى ذلك نظرة المجتمع إليهم بصفات ليست فيهم، ويستشعرهم بأنهم أعداء، بينما هم جزء لا
    يتجزأ من النسيج الاجتماعي، وكل ما أشعر به هو ادعاء وجود الكثير من الليبرالية غير الموجودة في السعودية.

    > أمن أجل هذا سيطر الأصوليون على الساحة؟

    - بالطبع، ولكن لا بد لنا من التفرقة بين أيدلوجية، وأيدلوجية أخرى، فالسعودية في النهاية دولة إسلامية ومجتمع إسلامي لا بد من احترام رغباته وسلوكياته، خصوصاً في ما يتعلق بممارساته الدينية، لكن الأصوليين نجحوا في تجييش المجتمع ضد من يريدون، لا سيما أنهم منظمون تنظيماً بالغاً، ونجاحهم في تجييش المجتمع لم يكن في جميع الجوانب، إذ فشلوا في الأمور التي لها علاقة مباشرة بحياة الناس، وذلك لأن الشعب يتصرف بحسب مصالحه الشخصية، وهذا يشمل الجانب الاقتصادي، حيثُ إنهم ضد البنوك والمشاريع الاستثمارية، بل ضد الحركة الاقتصادية.

    > مرت السعودية في الثمانينات بما يعرف بالصحوة... ما تأثيرها في النسيج الاجتماعي السعودي؟

    - لا يوجد شك في أن الصحوة أدت إلى تأخر المجتمع السعودي عقوداً من الزمن، فما يسمى بالصحوة الأصولية في الثمانينات، هي في اعتقادي نكسة وليست صحوة، أي ليست صحوة حقيقية لتطور المجتمع، فالذين يعرفون السعودية في أواخر الستينات والسبعينات وإلى ما قبل ظهور جهيمان يعرفون أنها كانت تتقدم بطريقة سليمة ومتوازنة وراقية، ولكن عندما هجمت عليها الرياح الصحوية تأخرنا كثيراً وأصبح الكثير من الناس يتناقشون معنا في قضايا حسمت من مئات السنين في أوروبا، وحسمت كذلك في العالم العربي والسعودية منذ عشرات السنين.

    تحرير  رئيس  منقرض  

    > نعود إلى المجال الإعلامي، وسؤالي عن  استقالتك من رئاسة تحرير صحيفة الشرق  الاوسط  عام ١٩٩٧ ، عندما قلت إن عشر سنوات كافية لرئاسة التحرير ومن المفترض التغيير لتجديد دماء الصحيفة... فما مرئياتك حول عدم تغير رؤساء التحرير في عدد من الصحف المحلية، وبقائهم في مناصبهم سنوات تزيد على ربع قرن؟

    - صحيح، أذكر إنني كتبت هذا الكلام بعد  مرور أربع سنوات من استقالتي من الشرق الأوسط ، وفي اعتقادي بأن الصحافي له عمر افتراضي، إذ يمر بمرحلة الزهو والنجاح، ثم مرحلة الهدوء ثم الانقراض، وكنت أريد ألاّ أكون رئيس تحرير منقرضاً، يعيش ما بعد العمر الافتراضي، وما زال لديّ  إيمان بأن رئاسة التحرير لا بد من ألا تتجاوز خمس سنوات، فإذا زادت على السنوات الخمس يصبح رئيس التحرير عبئاً على الصحيفة. وأؤكد أن الصحافي ليس له عمر، ولكن رئاسة التحرير منصب يتستحق أن يكون لها تناوب واستفادة من الدماء الجديدة والمدربة. رؤساء التحرير في السعودية يجب على الكثير منهم توديع الكرسي وترك المجال لغيرهم. لكن هنالك جانب آخر يجب عدم الاستهانة به، فعلى سبيل المثال وجود رئيس تحرير مثل الزميل تركي السديري له ما يزيد على ٣٠ عاماً في رئاسة التحرير، ويمتلك الجرأة اللازمة لهذا المنصب، فهو من سعى إلى إحلال خمس نساء في ملكية مؤسسة اليمامة الصحافية، ولا ننكر أن هنالك رؤساء تحرير يستحقون البقاء على الكراسي، لأنهم يقدّمون أكثر مما سيقدمه الجدد.

    > كيف تقوّمون الصحافي والصحافية السعودية اليوم، خصوصاً مع كثرة الأسماء على الساحة الإعلامية؟ وهل لدينا اليوم صحافيون مهنيون ومحللون بالدرجة المطلوبة لمنافسة الصحافي الأجنبي؟

    - لا يوجد لدينا في العالم العربي احترام للمهنية، وهذا الشيء مهم، بأن يكون هنالك احترام للمهنة الصحافية، ليس يكفي أن يمتلك الصحافي القدرة على الكتابة أو أن تحتل مركزاً في الصحيفة ليكون مهنياً، لقد رأينا الصحافي الغربي كيف يعمل وكيف يحترم مهنته، وهذه الصفة للأسف مفقودة في الكثير من الصحافيين العرب. أما بالنسبة إلى الساحة الإعلامية السعودية ففي الحقيقة لم أطلع على إنتاج الكثير من الصحافيين الشباب، ولكن الذي أراه هو ظاهرة صحية، خصوصاً مع توجه مجموعة كبيرة من الشباب السعودي للعمل الإعلامي، والتفرغ فيه ومحاولة البروز فيه،  وهي مسيرة مهمة في مسيرتنا الصحافية السعودية،و أن تكون لدينا مجموعة تتوارث يعضها البعض، ومما لا شك فيه أن كل جديد أفضل من القديم.

    > ما الفوارق بين الجيل القديم والجيل الجديد من الصحافيين السعوديين؟

    - لا أرى وجود فارق كبير، خصوصاً أن الصحافة مهنة لها قواعد، والفارق الذي لا بد من أن نلاحظه هو وجود صحافي جاد وصحافي غير جاد، صحافي مقدر لمهنته ووجوده بها، وآخر يرى أنها طريق يمر به إلىنجاح معين في حياته، يمكن الجيل الجديد يتميز بإتقان عدد من اللغات الأجنبية، وهذا الجانب مهم بالنسبة إلى الصحافي.

    تجربة القيادات الشابة مثيرة ومهمة

    > وكيف ترون تجربة الجيل الجديد في قيادة الصحف المحلية والدولية؟

    - أعتقد بأنها تجربة مثيرة ومهمة، وأتمنى لها النجاح، وفي اعتقادي أن الأهم هو كيفية الاستفادة من العزم والخبرة العالمية، والانفتاح على العالم ومواكبة التطور.

    > بصراحة، ما السلبيات الموجودة في صحافتنا اليوم؟ وكيف يمكن لنا تفاديها مستقبلاً؟

    - المطلوب هو المزيد من الحرية، والمزيد من تقبّل الرأي والرأي الآخر، وإنشاء صحافة مختلفة النهج ومختلفة عما هو موجود في الحاضر، تعميق مفهوم الصحافة وإدخالها في سوق الأسهم، فليس المطلوب فقط تأسيس صحافيين جيدين، ولكن تأسيس مؤسسات صحافية جيدة.

    > لماذا اتجه العمير إلى الاستثمار في الإعلام المغربي، على رغم أن الكثيرين يرون أن السوق السعودية تعد الآن مناسبة لمثل هذا الاستثمار وربما أكثر ازدهاراً في هذا الجانب؟

    - السوق المغربية تعد سوقاً واعدة وجيدة للاستثمار، وهي تنبئ بتطور كبير، وبدأت تنشأ مؤسسات صحافية مختلفة، ومما لا شك أن العامل الاقتصادي كان  سبباً في ذلك، وكذلك العامل الشخصي الذي يربطني بالمغرب حكومةً وشعباً.أما بالنسبة إلى الإعلام السعودي فأنا  مستثمر في الإعلام السعودي، كوني عضواً في مؤسسة الجزيرة  الصحافية وأحد  ملاكها، وفي الوقت ذاته أمتلك  إيلاف التي  أعتبرها استثماراً عالمياً، ليس محكوماً ببلد معين. أنني أشعر بالراحة وأنا أقترب من ختام التجربة، إذ ستكون المؤسسة التي ترأستها، غير المؤسسة السابقة، ستتحول إلى مساهمة، ومشاركة من رؤوس الأموال المغربية في تسييرها وملكيتها.

    > أخيراً... بعد مرور ما يزيد على خمس سنوات على إنشاء صحيفة إيلاف الإلكترونية..كيف تقوّمون تجربة الصحف الإلكترونية؟ وهل إيلاف حققت  الأهداف المنشودة منها، خصوصاً أنها محجوبة في بعض الدول العربية؟

     تجربة ايلاف ، تجربة مثيرة وثرية بالنسبة إليّ، وربما بالنسبة إلى الوسط الإعلامي العربي. لم أتوقع أنني سأخوض هذا المحيط من المتغيرات والعوالم الجديدة. اليوم بلغت عامها الخامس، وعدد النقرات يفوق عشرين مليون نقرة.  سيطالع القارئ مولوداً جديداً هو إيلاف ديجتال ، وهي صرعة جديدة في الصحافة. أمضينا شهوراً لإعداده، وهو يجمع بين فعالية الصحافة الورقية وحيوية الإنترنت.ستكون هناك ايلاف انكليزية قريبا ثم  إيلاف التي ستصدر لمناطق خاصة، مثل  إيلاف الكويت  و  إيلاف دبي .

    > أين تقف اليوم؟

    - تقولين أين أقف؟ أقول إنني أقف على مدى من البصر والبصيرة.. لحقل مزروع بالمفاجآت. أشكر الله الذي أعطانا هذه التكنولوجيا.

    سيرة ذاتية

    . > وُلِدَ عثمان موسي العمير في مدينة الزلفى في ٢٥ من شهر أيلول (أغسطس) ١٩٥٠

    > بدأ مشواره الصحافي مراسلاً رياضياً في عدد من الصحف السعودية، ولكنه سرعان ما أثبت كفاءته ليكون مراسلاً لجريدة الجزيرة . السعودية في لندن حتى عام ١٩٨٣ تولي رئاسة تحرير مجلة المجلة في عام ١٩٨٤ ، وفي عام ١٩٨٧ أصبح رئيس التحرير الشرق الأوسط ، وعمل في هذا المنصب عشر سنوات.

    > حاور العديد من زعماء العالم منهم الملك فهد بن عبدالعزيز، والملك الحسن الثاني وزين العابدين بن علي وحسني مبارك ورفسنجاني وجورباتشوف وجاك شيراك ومارغريت تاتشر وجورج بوسى.

    > في عام ١٩٩٥ أسس شركة إعلامية بريطانية بالشراكة مع رئيس تحرير الشرق الأوسط (السابق) عبدالرحمن الراشد، لإنتاج برامج تلفزيونية لقنوات فضائية في الشرق الأوسط وبريطانيا وأميركا.

    في عام ٢٠٠١ أسس من بريطانيا موقع الالكترونية، والتي  إيلاف  أو صحيفة  إيلاف وأصبحت من أشهر المواقع على الشبكة.

    ، يمتلك العمير دار النشر ماروك سوير المغربية، والتي يصدر عنها لوماتين وهي تصدر باللغة الفرنسية  وصحيفة الصحراء المغربية تصدر باللغة العربية، اضافة الى موقع موركو تايمز وصحيفة لامانانا الاسبانية الاسبوعية .

    هيئة الإفتاء بالمغرب: القرضاوي ارتكب أخطاء فادحة

    GMT 16:30:00 2006 الإثنين 25 سبتمبر

    أحمد نجيم


     

    أحمد نجيم من الدار البيضاء : لم تتأخر كثيرا الهيئة العلمية للإفتاء في المجلس العلمي الأعلى بالمغرب عن إصدار بيان للرد على فتوى الشيخ يوسف القرضاوي، كان أجاز من خلالها للمغاربة الاقتراض بفائدة من البنوك لأجل السكن. وهاجم البيان القرضاوي دون أن يسميه، وقال "هذا المفتي قد تجاوز في فتواه حدود اللياقة" و"أساء إلى المغرب وأهله حين قاس بلدهم ببلاد المهجر". واتهمه بارتباك "أخطاء فادحة علمية وأخلاقية"، منها "التطاول على حق علماء المغرب في إفتاء أهل بلدهم". وأضاف البيان أنه لم يلتزم "بأدب الفتوى الذي درج عليه علماء السلف لأنهم اشترطوا على المفتي ألا يفتي إلا إذا كان من أهل البلد الذي يعرف أوضاعه وأحواله ويطلع على دقائق أموره"، كما اتهموا القرضاوي بالجاهل لأحوال المغرب وأعراف وتقاليده.

    وتحدث البيان عن ظاهرة الإفتاء، وقال إن الأبواب أصبحت مفتوحة أمام الفتوى "يتولاها كل من هب ودب، سيما وقد صار أمرها بيد متنطعين مغرورين أساء بعضهم استخدام العلم في غير ما ينفع الناس واتخذه سلما لاعتلاء كرسي الرئاسة والزعامة العلمية فأعطى لنفسه الحق في اصدار فتاواه لأهل المغرب ونصب نفسه إماما عليهم متجاهلا ما للمغرب من مؤسسات علمية وشيوخ أعلام متخطيا بذلك كل الأعراف والتقاليد التي احتكم إليها العلماء قديما وحديثا" في إشارة إلى القرضاوي. وأكد أن "المجالس العلمية المحلية والمجلس العلمي الأعلى الذي يتشرف برئاسته الملك محمد السادس، هو الجهة الموكول إليها النظر في الفتوى الشرعية بضوابطها وشروطها في المملكة المغربية. فالفتوى في المملكة المغربية موكولة إلى مؤسسة علمية ولم يعد بإمكان أي جهة أخرى، أفرادا وجماعات، أن تتطاول عليها".

    وكانت جريدة "التجديد" المقربة من حزب العدالة والتنمية الأصولي، نشرت الاثنين المنصرم فتوى القرضاوي يجيز الاقتراض من البنوك بفائدة من أجل امتلاك السكن، ورد عليه أحمد الخمليشي، مدير دار الحديث الحسنية. وقال إن القرضاوي "صادر حق العلماء في المغرب" و"أساء إلى المغرب والمغاربة. وأوضح عالم الدين المغربي أن "الشيخ القرضاوي لا يزال يسير على النهج لذي أضر كثيرا بالمجتمع الإسلامي قديما ويضر به اليوم أكثر" وأضاف "كان ينبغي أن لا يصادر العلماء الموجودين في المغرب ليصدر فتوى قاطعة تهم المغاربة جميعا".
    najim@elaph.com

     

    ما قيل إنه (رُفع) أو (سقط) من القرآن!

    GMT 21:15:00 2006 الإثنين 25 سبتمبر

    الاتحاد الاماراتية


     الثلاثاء: 2006.09.26

    د. محمد عابد الجابري
      
     
    موضوع الزيادة والنقصان في القرآن موضوع قديم كثر فيه القيل والقال. وقد تحدثت المصادر، السُّنية منها والشيعية، عن التحريف في القرآن، نذكر هنا ملخصاً لما ورد في الأولى على أن نخصص المقال المقبل لما ورد في المصادر الشيعية.

    تميز المصادر السُّنية بين الأصناف التالية من التحريف في القرآن:

    - صنف يقع بالتأويل بمعنى "نقل معنى الشيء من أصله وتحويله إلى غيره"، أو بالنقص أو الزيادة في الحروف أو الحركات، وذلك كاختلاف القراءات، أو بـ"الزيادة والنقصان في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن والتسالم (عدم التنازع) على قراءة النبي صلى الله عليه وسلم إياها"، وهذا مثل تسالم المسلمين في البسملة على أن النبي قرأها قبل كل سورة غير سورة التوبة مع اختلافهم هل هي من القرآن أم لا. وهذه الأنواع من التحريف واقعة في القرآن ومعترف بها بصورة أو أخرى من طرف علماء الإسلام تحت العناوين التالية: التأويل، الأحرف السبع، القراءات، مسألة البسملة... الخ.

    - وصنف يراد به القول بأن "بعض المصحف الذي بين أيدينا ليس من الكلام المنزل"، وهذا مرفوض بإجماع المسلمين (ينسب إلى فرقة العجاردة من الخوارج أنهم رفضوا أن تكون سورة يوسف من القرآن، زاعمين أنها قصة من القصص).

    وهذان الصنفان من التحريف لا يدخلان في موضوعنا هنا. إن ما يهمنا هنا هو ما يتصل بمسألة "جمع القرآن"، أعني ما يدخل في نطاق السؤال التالي: هل "المصحف الإمام" -الذي جمع زمن عثمان والذي بين أيدينا الآن- يضم جميع ما نزل من آيات وسور، أم أنه رفعت (أو سقطت) منه أشياء أثناء جمعه؟

    الجواب عن هذا السؤال، من الناحية المبدئية، هو أن جميع علماء الإسلام، من مفسِّرين ورواة حديث وغيرهم، يعترفون بأن ثمة آيات، وربما سوراً، قد "سقطت" أو "رُفعت" ولم تدرج في نص المصحف. وفي ما يلي أنواع النقص التي ذكرتها المصادر السُّنية.

    1- يقول القرطبي عند تفسيره لسورة الأحزاب، وعدد آياتها 73 آية: "كانت هذه السورة تعدل سورة البقرة (وعدد آياتها 286). وكانت فيها آية الرجم. وبعد أن يشير إلى أن هذا روي عن أُبيّ بن كعب، أحد كتاب الوحي وجامعي القرآن، يضيف قائلاً: "وهذا يحمله أهل العلم على أن الله تعالى رفع من (سورة) الأحزاب إليه ما يزيد على ما في أيدينا (منها), وأن آية الرجم رفع لفظها" (وبقي حكمهاً سائراً). وروي أنّ عمر بن الخطاب، قال: (إيّاكم أن تهلكوا عن آية الرجم. والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس: زاد عمر في كتاب الله لكتبتها، [ونصها]: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة، نكالاً من الله، والله عزيز حكيم"، فإنّا قد قرأناها). وقيل إن عمر أتى بهذه الآية إلى زيد بن ثابت حين كان يجمع القرآن فلم يأخذها منه لأنه –أعني عمر- كان وحده، وزيد كان قد اشترط شهادة رجلين فيما يأخذ من الآيات.

    وفي رواية عن عائشة أنها قالت: "كانت سورة الأحزاب تعدل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتي آية, فلما كتب المصحف لم يُقْدَر منها إلا على ما هي الآن". وفي رواية أخرى أنها قالت: "نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشراً، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن (شاة) فأكلها".

    2- ويذكر القرطبي أيضاً في بداية تفسيره لسورة براءة (التوبة وعدد آياتها 130)، وفي سياق عرضه للروايات التي تتناول عدم وجود البسملة في أولها، رواية جاء فيها: "إنه لما سقط أولها، سقط (بسم الله الرحمن الرحيم) معه. وفي رواية أخرى عن حذيفة أنه قال‏:‏ ما تقرؤون ربعها‏:‏ يعني براءة".

    3- وذكر السيوطي وغيره أن دعاء القنوت كان سورتين، كل سورة ببسملة وفواصل، إحداهما تسمى سورة الخلع، والأخرى تسمى سورة الحفد. غير أن علماء السُّنة قد اعتبروهما ضرباً من الدعاء لا قرآنا منزلاً. وهما بالتتابع: أ) "اللّهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك"، ب) "اللّهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إنّ عذابك بالكافرين ملحق".

    4- ورُوي أنّ عمر قال لعبدالرحمن بن عوف: "ألم تجد فيما أُنزل علينا: "أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة"، فأنا لا أجدها؟ قال: أُسقِطت فيما أسقِط من القرآن".

    5- كما روي عن حميدة بنت أبي يونس أنها قالت: "قرأ عليَّ أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيُّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليماً وعلى الذين يصلون في الصفوف الأولى". قالت: "قبل أن يغيّر عثمان المصاحف".

    6- وذكر السيوطي في باب الناسخ والمنسوخ عن ابن عمر أنه قال‏:‏ ليقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله! قد ذهب قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر"‏.

    ‏7- ورووا عن أبيّ بن كعب قال‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ سورة‏: "‏لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين‏"،‏ ومن بقيتها‏ -وهذا غير موجود في المصحف-‏ "لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطيه سأل ثانياً، وإن سأل ثانياً فأعطيه سأل ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيراً فلن يكفره".

    8- وفي رواية عن أبي موسى الأشعري أنه قال: "نزلت سورة نحو براءة ثم رفعت وحفظ منها‏:‏ إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب".

    9- وعنه أيضاً أنه قال‏:‏ "كنا نقرأ سورة نُشبهها بإحدى المسبحات (السور التي تبدأ بـ"سبح" و"يسبح") نسيناها، غير أني حفظت منها‏:‏ "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون‏‏ فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة".

    10- كما يروون عن عمر أنه قال: كنا نقرأ‏:‏ "لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم‏".‏

    11- وروي أن مسلمة بن مخلد الأنصاري قال ذات يوم‏:‏ "أخبروني بآيتين في القرآن لم تكتبا في المصحف فلم يخبروه فقال، الأولى: "إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون‏".‏ والثانية "والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون"‏.‏

    12- وفي الصحيحين عن أنس أنه قال: نزل قرآن في الذين قتلوا في موقعة بئر معونة، ‏قرأناه حتى رفع‏ وفيه:‏ "أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا‏".‏

    13- وروى الطبري في تفسيره عن الحسن أنه قال في قوله تعالى: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أوْ نُنْسِها نأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا"، قال: إن نبيّكم صلى الله عليه وسلم أُقرئ قرآناً ثم نسيَه فلا يكن شيئاً, ومن القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرؤونه. وفي لفظ آخر: "قال: إِن نبيكم صلى الله عليه وسلم, قرأ علينا قرآناً ثم نسيَه". وعن ابن عباس قال: كان مما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم, الوحي بالليل وينساه بالنهار, فأنزل الله عز وجل: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها".

    هذا ويعلل بعض علماء الإسلام من أهل السُّنة ظاهرة سقوط آيات من القرآن، بكونها داخلة في معنى النسخ. غير أن علماء آخرين أنكروا أن يكون ذلك من النسخ، وقالوا إن ما ذكر من الزيادة والنقصان في القرآن يرجع إلى خبر الآحاد، والقرآن لا يثبت بها وإنما يثبت بالتواتر.

    Testing BlogJet

    I have installed an interesting application - BlogJet. It's a cool Windows client for my blog tool (as well as for other tools). Get your copy here: http://blogjet.com

    "Computers are incredibly fast, accurate and stupid; humans are incredibly slow, inaccurate and brilliant; together they are powerful beyond imagination." -- Albert Einstein