٣١‏/٨‏/٢٠٠٥

طارق رمضان سيقدم النصح للحكومة البريطانية


أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم الأربعاء 31 أغسطس أن المفكر الإسلامي الدكتور طارق رمضان عُين لتقديم النصح لحكومة بلير في إطار محاربة التطرف الإسلامي.

ويوجد المفكر السويسري المصري الأصل ضمن مجموعة تضم 13 عضوا دعيوا إلى تقديم مقترحات لتفادي انزلاق مسلمي بريطانيا في مهاوي التطرف.

أوضحت صحيفة "الغارديان" البريطانية في عددها الصادر يوم الأربعاء 31 أغسطس أنه يتعين على المجموعة تقديم تقرير لرئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ولوزير الداخلية شارل كلارك في نهاية شهر سبتمبر القادم.

وجاء تشكيل مجموعة الخبراء التي تضم المفكر الإسلامي الدكتور طارق رمضان – الممنوع من الدخول إلى الولايات المتحدة - بعد أقل من شهرين من الهجمات الانتحارية التي خلفت يوم 7 يوليو الماضي 56 قتيلا، من بينهم أربعة من منفذي الانفجار – مسلمون بريطانيون - و700 جريح. وكان ثلاثة من الإنتحاريين الأربعة من أصل باكستاني أما الرابع فهو من أصل جامايكي.

ويذكر أن وزير الداخلية البريطاني نشر يوم 24 أغسطس الجاري قائمة تتضمن "السلوكيات غير المقبولة" التي تحدد طرد الدعاة الإسلاميين المتطرفين من بريطانيا أو منعهم من دخول أراضيها. وجاء في بيان صادر عن الوزارة "نحن لن نعلق على الحالات الفردية ولا نستطيع الإدلاء بتفاصيل عن الأشخاص الواردة أسماءهم في قائمة الوزير".

ترحيب بريطاني بعد الرفض الأمريكي

وجاء نشر صحيفة "الغارديان" لخبر تعيين الدكتور طارق رمضان ضمن اللجنة التي تضم 13 عضوا، بعد أيام قليلة من الإعلان عن دعوة جامعة أوكسفورد للمفكر السويسري المصري الأصل كأستاذ جامعي زائر في كلية "سانت أنتونيز" العريقة على مدى السنة الجامعية 2005-2006 التي تبدأ في أكتوبر القادم.

وذكرت الكلية في بيان أصدرته يوم الجمعة 26 أغسطس الماضي بأن الدكتور طارق رمضان مفكر مشهور عالميا، وأنه صنف من طرف مجلة "تايمز" الأمريكية ضمن المبدعين المائة في القرن الحادي والعشرين لأعماله المنشورة حول الاندماج الإيجابي لمسلمي أوروبا.

وأضاف بيان الكلية المتخصصة في العلاقات الدولية والاقتصاد والسياسة والتاريخ "إن البروفيسور رمضان يزور بانتظام بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى بدون استثناء".

وكانت السلطات الأمريكية قد ألغت في يوليو 2004 تصريح العمل الذي منحته للدكتور رمضان كأستاذ زائر في جامعة "نوتردام" الكاثوليكية الأمريكية، مما دفعه إلى الاستقالة من الجامعة الأمريكية والبقاء في جنيف.

وفي هذا السياق، أوضحت بولي فريدهوف، المتحدثة باسم كلية سانت أونتونيز، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن جامعة نوتردام الأمريكية "مستاءة جدا من رفض منح الدكتور طارق رمضان تأشيرة الدخول"، مضيفة "نحن نأمل أن يتمكن من الحصول على التأشيرة والقدوم إلى هنا".

وشددت السيدة فريدهوف على أن الدكتور رمضان لن يتقاضى أي أجر لأنه لا يعد ضمن الأطر المُوظفة، بل سينضم للكلية لمدة عام. وقالت بهذا الشأن: "عموما، يأتي الجامعيون الزائرون للقيام بأبحاث لتأليف كتاب". ولم توضح الكلية ما إذا كان الدكتور رمضان سيلقي دروسا في الكلية البريطانية.

سويس انفو مع الوكالات

أخبار العدالة الانتقالية

المركز الدولي للعدالة الانتقالية
http://www.ictj.org

أخبار العدالة الانتقالية
15 أغسطس/آب 2005

عناوين الأنباء
الجزائر: الرئيس الجزائري يدعو إلى استفتاء على المصالحة الوطنية
البوسنة والهرسك: زوجة (كاراداجيك) تدعوه إلى تسليم نفسه
اعتقال (لوكيش) في الأرجنتين
شيلي: توجيه اتهامات جديدة إلى (كونتريراس) حول اختفاءات 1974
اليابان: المطالبة بالاعتذار والتعويض للنساء اللاتي استعبدن جنسياً في الحرب العالمية الثانية
ليبيريا: ليبيريا تطالب بترحيل (تيلور) وتقديمه إلى المحكمة الخاصة
رواندا: الإفراج عن آلاف من السجناء
السودان: استمرار أحداث العنف الجنسي في دارفور
تيمور ليستي: أعضاء لجنة الحقيقة والصداقة يؤدون القسم
إقرار الحكم ببراءة (سيديارو)
المركز الدولي للعدالة الانتقالية: سيمنار يعقده المركز قريباً

الجزائر
الرئيس الجزائري يدعو إلى استفتاء على المصالحة الوطنية
14 أغسطس/آب 2005.
دعا الرئيس الجزائري إلى استفتاء على مشروع ميثاق للسلام والمصالحة الوطنية يعقد في 29 سبتمبر/ايلول المقبل. ويتضمن هذا المشروع عفواً جزئياً عن المتطرفين الإسلاميين الذين أنهوا نشاطهم المسلح واستسلموا للسلطات بعد 13 يناير/كانون الثاني عام 2005، ولكنه لا ينطبق على الأشخاص الذين اشتركوا في أحداث القتل الجماعية أو الاغتصاب أو الانفجارات في الأماكن العامة. وكان حوالي 000. 150 شخصاً قد لقوا حتفهم منذ 1992 عندما ألغيت الانتخابات التي كان من المتوقع أن يفوز فيها الحزب الإسلامي.
انظر: BBC: تصويت الجزائريين على مشروع للعفو
AFP: الجزائر تعقد استفتاء على المصالحة الوطنية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
البوسنة والهرسك
زوجة (كارادجيك) تدعوه إلى تسليم نفسه
3 أغسطس/آب 2005
دعت السيدة (ليليانا كارادجيك) زوجها (رادوفان كارادجيك) الرئيس السابق للبوسنة إلى تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية المختصة بيوغوسلافيا السابقة، وقالت في النداء الذي أذاعه تليفزيون البوسنة إنها وأفراد الأسرة يواجهون ضغطاً شديداً من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وينبغي عليه أن يسلم نفسه من أجل أسرته.
انظر: AFP: زوجة الزعيم البوسني السابق تطلب منه تسليم نفسه إلى السلطات
BBC: زوجة (كارادجيك) تدعوه إلى تسليم نفسه

اعتقال (لوكيش) في الأرجنتين
13 أغسطس/آب 2005
تم القبض في الأرجنتين على (ميلان لوكيش) الذي كانت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة قد حكمت عليه غيابياً بالحبس 20 سنة في الصرب. وقد اتهم (ميلان لوكيش) بأنه أمر بارتكاب المذبحة التي قتل فيها 135 من المدنيين البوسنيين بما فيهم من نساء وأطفال خلال الحرب في البوسنة من 1992 حتى 1995. كما أنه أيضاً مشتبه بتشكيل مجموعة شبه عسكرية باسم (النسور البيضاء) في عام 1992 تعاونت مع الشرطة والوحدات العسكرية لتنظيم حملة إرهابية ضد السكان المسلمين في مدينة (فيجراد) بالبوسنة. وفي اليوم التالي للقبض عليه في الأرجنتين مثل (لوكيش) أمام محكمة بونيس إيرس وأنكر التهم الموجهة إليه، ولكنه عبر عن استعداده للمثول أمام المحكمة الدولية في لاهاي.
انظر: The Guardian: اعتقال مجرم بوسني في الأرجنتين
AP: اعتقال بوسني مشتبه فيه بارتكاب جرائم حرب
Reuters: اعتقال مجرم حرب بوسني في الأرجنتين
Reuters: تقديم مجرم حرب بوسني إلى المحاكمة
ولمعرفة المزيد من الأنباء التفصيلية الأسبوعية حول المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا. انظر Tribunal Update التي تصدر عن معهد أنباء الحرب والسلام The Institute for War and Peace Reporting، وكذلك The Weekly Update التي تصدر عن Public Information Services التابعة للأمم المتحدة، وأيضا انظر أرشيف السمعيات والبصريات Audio/Video Archive عن محاكمة ميلوسيفتش الذي يصدر عن International Center for Transitional Justice/Bard College
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
شيلي
توجيه اتهامات جديدة إلى (كونتريراس) حول اختفاءات 1974
10 أغسطس/آب 2005
وجه القاضي (أليخامندرو سوليس) الاتهامات إلى رئيس الشرطة السابق (مانويل كونتريراس) – السجين حالياً – بشأن اختفاء ثمانية من النشطاء في عام 1974 بمركز التعذيب المسمى (فيللا غريمالدى). وكان قد وجه إليه الاتهام مع 13 عضواً آخرين من رجال الشرطة السرية المعروفة باسم (دينا)، ومنهم أحد عشر هم حالياً في السجن أو صدرت ضدهم أحكام في دعاوى أخرى، وقد تم احتجاز الثلاثة الآخرين.
انظر: BBC: اتهامات جديدة حول المختفين في شيلي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اليابان
المطالبة بالاعتذار والتعويض للنساء اللاتي استعبدن جنسياً في الحرب العالمية الثانية
12 أغسطس/آب 2005
بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لنهاية الحرب العالمية الثانية طالب نشطاء حقوق الإنسان ومجموعات النساء بأن تقدم حكومة اليابان اعتذاراً رسمياً وتعويضاً إلى آلاف النساء اللاتي خضعن للاسترقاق الجنسي في الدول التي احتلتها اليابان بين عام 1932 وعام 1945، ويتراوح عددهن بين 50.000 و 200.000 امرأة، وقد تعرضن للتعذيب والعنف الجنسي وسوء التغذية والأمراض المختلفة أثناء سنوات الاستعباد. ولا يزال الضحايا منهن يعانين من مختلف الآثار البدنية والعقلية والنفسية التي ترجع أسبابها إلى رجال القوات العسكرية اليابانية.
انظر: Reuters: المطالبة بالعدالة نحو ضحايا استعباد الجيش الياباني للنساء جنسياً.
انظر أيضاً البيان الصحفي للمركز الدولي للعدالة الانتقالية: على الحكومة اليابانية أن تقدم الاعتذار والتعويض للنساء المستعبدات جنسياً أثناء الحرب العالمية الثانية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ليبيريا
ليبيريا تطالب بترحيل (تيلور) وتقديمه إلى المحكمة الخاصة
9 أغسطس/آب 2005
للمرة الأولى طالبت حكومة ليبيريا، ويساندها زعماء سيراليون وغانا، بأن يتم ترحيل الرئيس السابق (تشارلز تيلور) من نيجيريا لكي يواجه تهماً جنائية أمام المحكمة الخاصة بسيراليون. وقد وقع زعماء الدول الثلاث بياناً رسمياً جاء فيه أن (تيلور) قد انتهك شروط العفو عن طريق تدخله في شؤونها. ولكن حكومة نيجيريا كررت القول بأن (تيلور) لن يتم تقديمه إلا إلى حكومة ليبيرية منتخبة. وعلى صعيد آخر جاء أن ثلاثة من النشطاء الذين يطالبون بترحيل (تيلور) قد تم احتجازهم في نيجيريا على أيدي قوات أمن الدولة.
انظر: VOA: ليبيريا وسيراليون وغانا تطلب ترحيل (تيلور)
Catholic information Service For Africa: نيجيريا: مجموعة حقوق الإنسان تطالب بتسليم (تيلور) إلى محكمة جرائم حرب
This Day: جهاز أمن الدولة يعتقل ثلاثة نشطاء في حملة ضد (تيلور)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
رواندا
الإفراج عن آلاف من السجناء
3 أغسطس/آب 2005
بعد أن وافقت حكومة رواندا على الإفراج الجماعي عن 36.000 من المشتبه بهم في ارتكاب الإبادة الجماعية، بدأ السجناء في مغادرة السجون، وفي مقدمتهم كبار السن والمرضى. ويقول المسؤولون إن %90 من المفرج عنهم قد اعترفوا بأنهم اشتركوا في المذبحة التي قتل فيها 800.000 من قبائل التوتسي ومن رجال السياسة المعتدلين في الهوتو عام 1994. ومن المنتظر أن يحضر المفرج عنهم دورة تعليمية حول العدالة والمصالحة لمدة شهر في معسكرات خاصة قبل عودتهم إلى القرى التابعين لها حيث يمكن أن تعقد لهم بها محاكمات الجاكاكا. وقد يعاد بعض الذين أطلق سراحهم إلى السجون مرة ثانية وذلك لأن الإفراج عنهم كان مشروطاً، ويتوقف على ما قد يترتب على نظر قضاياهم.
انظر: BBC: رواندا تبدأ إطلاق سراج السجناء
Reuters: رواندا تفرج عن 36.000 سجين معظمهم متهم بالإبادة الجماعية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
السودان
استمرار أحداث العنف الجنسي في دارفور
3 أغسطس/آب 2005
جاء في تقرير أصدرته الأمم المتحدة أخيراً أن أحداث الاغتصاب لا تزال ترتكبها العناصر المسلحة في دارفور ومن بينهم أعضاء وكالات الإنفاذ القانوني والقوات المسلحة. ويبدو أن الحكومة عاجزة أو غير راغبة في محاكمتهم. ويوصي التقرير بأن تقوم المحكمة الجنائية الخاصة بدارفور بتكوين وحدة للضحايا والشهود لتقوم بالإجراءات الوقائية والتدابير الأمنية وغير ذلك من أوجه مساعدة الشهود والضحايا وغيرهم ممن يتعرضون للخطر بسبب الإدلاء بشهادتهم. وهذه الإجراءات هي حالياً جزء من عمل المحكمة الجنائية الدولية التي تباشر التحقيق في الأوضاع في دارفور.
انظر: UNHCHR: توفير العدالة لضحايا العنف الجنسي
The Guardian: الأمم المتحدة تتهم القوات السودانية بارتكاب الاغتصاب في دارفور
Washington Post: تقرير للأمم المتحدة يقدم تفاصيل الاعتداءات الجنسية في دارفور
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تيمور – ليستي
أعضاء لجنة الحقيقة والصداقة يؤدون القسم
5 أغسطس/آب 2005
أدى أعضاء لجنة الحقيقة والصداقة القسم، وهي لجنة أنشأتها أندونيسا مع تيمور – ليستي لمواجهة مشاكل العنف الذي سبق التصويت في تيمور – ليستي على الاستقلال عام 1999، وهي تضم خمسة أعضاء من إندونيسيا وخمسة من تيمور ليستي. ومن جهة أخرى جاء أن الأساقفة الكاثوليك في تيمور – ليستي قد ساندوا اقتراح الأمم المتحدة بإنشاء محكمة دولية للنظر في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في 1999.
انظر: Reuters: جاكارتا (ديلي) تقول إن لجنة الحقيقة توشك على الانتهاء
Asia News Network: أعضاء لجنة الحقيقة والصداقة يؤدون القسم

إقرار الحكم ببراءة (سيديارو)
13 أغسطس/آب 2005
أقرت المحكمة العليا في اندونيسيا تبرئة القائد العسكري الكولونيل (سيديارو) الذي كان قد أدين بانتهاكات حقوق الإنسان في فترة التصويت على الاستقلال. وقالت هيئة القضاة إن ذلك الضابط لم يعط الأمر إلى رجال الميليشيا المنحازين إلى أندونيسيا بمهاجمة مقر الأسقف الكاثوليكي (كارلوس فيليب ضيمينيز بيلو) في عاصمة تيمور في سبتمبر/ايلول 1999. وقد قتل 13 شخصاً في ذلك الهجوم. ويأتي نبأ الإفراج عن الضابط المذكور كأحدث الأنباء المتعلقة بمحاكمة 18 من العسكريين ورجال الشرطة والمدنيين المتهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في تيمور – ليستي عام 1999. وكانت إحدى محاكم حقوق الإنسان قد أدانت بعضهم، ولكن المحاكم العليا أثبتت براءتهم فيما بعد.
انظر: AFP: المحكمة العليا في إندونيسيا تبرئ ضابطاً من تهمة انتهاك حقوق الإنسان في تيمور
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المركز الدولي للعدالة الانتقالية
سيمنار يعقده المركز قريباً بعنوان: العدالة الانتقالية والسلام
سيمنار مكثف، لفائدة كبار الممارسين والمشتغلين بهذا المجال، وسيجري عقده في مدينة كاب تاون بجنوب إفريقيا، في المدة من 17 إلى 26 فبراير/شباط 2006.
ويدعو المركز الدولي للعدالة الانتقالية الراغبين في حضور هذا السيمنار، مثل القائمين بمفاوضات السلام، وموظفي الأمم المتحدة، ورؤساء الجمعيات غير الحكومية، والأكاديميين وغيرهم من المضطلعين بالقضايا المعقدة لصنع السلام، والمفاوضات ذات المستوى العالي ومختلف المسائل المتعلقة بالمساءلة عن ارتكاب الأعمال الوحشية أو انتهاك حقوق الإنسان.
وسيعقد هذا البرنامج تحت إشراف Luis Moreno Ocampo المدعي بالمحكمة الجنائية الدولية و Alex Boraine مؤسس ورئيس مجلس المركز الدولي للعدالة الانتقالية.
ويرجى الاتصال بهذا الموقع لمعرفة المزيد من التفاصيل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المحرر: باتريك جي بيرس
(باتريك جي بيرس يعمل مستشاراً بالمركز الدولي للعدالة الانتقالية)
هذه النشرة الإخبارية نصف شهرية تقدم موجزاً لأخبار الأحداث الهامة في ميدان العدالة الانتقالية. وإذا رغبتم في الاشتراك بها الرجا الكتابة للبريد الالكتروني: mena@ictj.org مع كتابة كلمة subscribe في العنوان، أما إذا رغبتم في إيقاف اشتراككم فالرجا الكتابة للبريد الالكتروني: mena@ictj.org مع كتابة كلمة unsubscribe في العنوان.
المركز الدولي للعدالة الانتقالية يساعد الدول (المجتمع المدني والحكومات) التي تسعى إلى محاسبة المسؤولين بها عن ارتكاب أفعال وحشية على نطاق واسع أو انتهاكات لحقوق الإنسان. ويزاول المركز نشاطه في المجتمعات التي كانت ترزح تحت حكم قمعي أو كفاح مسلح، وكذلك في الدول الديمقراطية التي تعاني من مظالم تاريخية أو انتهاكات منهجية لم يبت فيها بعد.
ويقدم المركز معلومات قياسية وتحليلات قانونية ووثائق ودراسات إستراتيجية إلى المؤسسات التي تسعى إلى إقرار العدل والحقيقة، وللهيئات المعنية سواء كانت حكومية أو غير حكومية. ويساعد المركز في إعداد استراتيجيات للعدالة الانتقالية تضم خمسة عناصر رئيسية هي: الملاحقة القضائية لمقترفي الجرائم؛ وتسجيل الانتهاكات عن طريق وسائل غير قضائية مثل لجان البحث عن الحقائق؛ وإصلاح المؤسسات المخلة بالأصول السليمة؛ وتقديم التعويض للضحايا؛ وعقد المصالحات.
ويلتزم المركز بإعداد الطاقات المحلية وتعزيز الجهود الناهضة في ميدان العدالة الانتقالية، ويعمل بالتعاون الوثيق مع المنظمات والخبراء المعنيين في شتى أنحاء العالم.
International Center for Transitional Justice (ICTJ)
20 Exchange Place, 33rd Floor New York, NY 10005
Tel: 1.917.438.9300 Fax: 1.212.509.6036
www.ictj.org mena@ictj.org
ملاحظة: جميع وصلات الانترنت الواردة بمواد الأخبار بهذه النشرة كانت متاحة وقت إعدادها.

حالة حرية التعبير في البحرين

تقرير: المنظمة المصرية لحقوق الإنسان و الشبكة الدولية لتبادل المعلومات عن إنتهاكات حرية التعبير تقيمان حالة حرية التعبير في البحرين

خلال العامين الماضيين شهدت مملكة البحرين تصعيدا ملحوظا في الضغط الشعبي الساعي لإحراز إصلاحات سياسية و إجتماعية و إقتصادية, و لربما كانت المظاهرات المسيرات و الإعتصامات و المنتديات الإلكترونية الأكثر تعبيرا عن هذا التوجه الشعبي.

و الجدير بالإهتمام ان تقبل السلطات البحرينية لهذا التوجه, على ما يبدو, يتلآكل تدريجيا كاشفا النقاب عن تزايدا ملحوظا في إنتهاك الحؤيات, لا سيما حرية التعبير و الرأي, و قد وضعت تطورات العام الماضي تحت المجهر. و كانت السمات الأوضح هي إعتقال الصحفيين بالإضافة الى تفعيل المزيد من القيود المعرقلة لعمل مديري المنتديات الإلكترونية و الجمعيات المدنية و السياسية. و لكن التطور الأكثر خطورة تمثل في إفراط السلطات البحرينية في استخدام القوة ضد المتظاهرين و المعتصمين خلال الأشهر الماضية.

جاء أكثر الإنتهاكات المثيرة للقلق متمثلا في إغلاق السلطات البحرينية لمركز البحرين لحقوق الإنسان في سبتمبر\ أيلول من العام الماضي بعد إتهام القائمين عليه بخرق قانون الجمعيات. فوفقا لعبد الهادي الخواجة, مدير مركز البحرين لحقوق الإنسان, اتهم المركز بتهم عدة جاء من بينها "التدخل في الشؤون السياسية" و "التدخل في شئون جول الجوار" لمشاركة المركز في حملة لدعم الحقوق السياسية للمرأة الكويتية و هي أعمال يحظرها قانون الجمعيات البحريني. إلا ان الخواجة أفصح عن اعتقاده بأن أهم سبب لإغلاق المركز يتمثل في نقده الحاد لرئيس وزراء بلاده في ندوة نظمها المركز لمناقشة الوضع السياسي و الإقتصادي و تفشي الفساد في البحرين, و من الجدير بالذكر ان السلطات البحرينية اعتقلت الخواجة لمدة ناهزت الثمانية اسابيع و حلت مركز البحرين لحقوق الإنسان و الذي لا تزال دعوته القضائية ضد القرار الإداري مستمرة.

أما خلال الأشهر الماضية, فقد جاء الإنتهاك الأبرز متمثلا في رد فعل السلطات البحرينية على تصاعد المسيرات و الأعتصامات الشعبية و الذي تميز بالعنف و الإفراط في استخدام القوة. فقد نظمت جمعيات منها جمعية السكن الملائم و لجنة العاطلين عدة إعتصامات في الفترة ما بين مارس\أذار و يوليو\تموز من العام الجاري. و جاء رد الفعل الأكثر عنفا من قبل السلطات ردا على الإعتصام الذي نظمته لجنة العاطلين في ال15 من يوليو\تموز و الذي اعتقل على إثرها 30 من أصل 50 معتصما كان بينهم نبيل رجب من مركز البحرين لحقوق الإنسان الى جانب العديد من الإصابات جراء إفراط السلطات في استخدام العنف ضد المتظاهرين و كان من بين هؤلاء عبد الهادي الخواجة.

و قد أفاد بعض المتظاهرين بأن السلطات لجأت الى الإفراط في استخدام القوة بسبب إقتراب المعتصمين من منطقة الرافع في المنامة, و التي تسكنها العائلة المالكة, أما ناشطي حقوق الإنسان فيعزون أعمال العنف الى رغبة حكومية في ارسال رسالة تحذيرية الى الجمعيات السياسية في البحرين و التي تزايد نشاطها المطالب بالإصلاح الدستوري في البلاد من خلال المسيرات و الإعتصامات و التي تجلب مشاركة أعداد غفيرة.

و قد امتازت المسيرات التي نظمتها الجمعيات السياسية الأربع في البحرين, وهي جمعية الوفاق الوطني الإسلامية, جمعية العمل الوطني الديمقراطي, المنبر الوطني الديمقراطي و حمعية العمل الإسلامي, بحصانة نسبية املتها الأعداد الغفيرة المشاركة فيها اضافة الى مباركة رجال الدين و الحقوقيين لها و تبنيهم إياها. الا أن هذا, و إن كان قد حال دون استخدام العنف ضد المتظاهرين, لم يمنع السلطات البحرينية من تهديد المنظمين باتخاذ إجراءات عقابية ضدهم, يعتقد الكثيرون انها قد تصل الى حد حل السلطات لبعض هذه الجمعيات. و في سياق هذه التهديدات جاء تعليق وزير الإعلام و الدولة للشئون الخارجية محمد عبد الغفار و الذي أتهم فيها المنظمين ب"تنظيم مظاهرة غير شرعية."

و في سياق اتهامها للجمعيات السياسية ب"الحاق الضرر بالعوام" و "اشاعة الطائفية و الحساسيات و النعرات" أقدمت حكومة البحرين على حظر المسيرات و الإعتصامات و هو ما يشكل انتهاكا صارخا للحق في التظاهر السلمي و التعبير عن المواقف السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية للمجتمع و أفراده. و يأتي هذا الحظر فيما تستعد المنامة لإستضافة منتدى المستقبل نوفمبر\تشرين ثاني و الذي يجمع بين ممثلي مجموعة الثماني و دول الشرق الأوسط و يسبقه منتدا آخر يحضره ممثلي منظمات المجتمع المدني في المنطقة لمناقشة قضايا الإصلاح في منطقة الشرق الأوسط الكبير.

و قد برر الشيخ عبد العزيز بن مبارك آل خليفة, وزير الخارجية البحريني, الحظر بأن "هذه الأعمال تتناقض و روح المنتدى... الذي يأتي ليناقش قضايا دولية و إقليمية و ليس قضايا قطرية و محلية." و يأتي الحظر اثر نشوب جدل واسع بين السلطات و الجمعيات السياسية, اكتفت فيه الأخيرة بشرط الإخطار المسبق لتنظيم المسيرات, بينما طالبت السلطات بتقديم طلب تصريح لهذه المسيرات و الإعتصامات.

و من الجدير بالذكر ان الجمعيات الأهلية و السياسية في البحرين اكدت اصرارها المضي قدما في تنظيم المظاهرات و المسيرات الإحتجاجية ضاربة بعرض الحائط عراقيل السلطات و الحظر المفروض على مثل هذه الأنشطة.

الى جانب هذه الإنتهامات تأتي انتهاكات حرية الصحافة و التي وقع ضحيتها العديد من الصحف و الكتاب و الصحقيين اضافة الى أصحاب و مديري المنتديات الإلكيرونية, و تأتي تلك الإنتهاكات من قبل كل من السلطات البحرينية و قطاعات المجتمع البحريني ذاتها.

شملت هذه الإنتهاكات اعتقال العديد من الصحفيين و مديري المنتديات الإلكترونية و لعل اعتقال على عبد الإمام و رفيقيه, مديري موقع بحرين اون لاين, المثال الحي لهذا الإنتهاك. و قد اعتقل عبد الإمام و رفيقيه, محمد الموسوي و حسين يوسف, عدة مرات خلال العام الماضي و كان ابرزها في مارس\أذار 2005 حين شن المعتقلون اضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروف الإعتقال في قسم شرطة الحورة ذو السمعة السيئة, الى جانب رغبتهم في ان يعاملوا بصفتهم متهمون في قضايا الرأي و ليس كمجرمين.

و تلى ذلك قرارا من وزارة الإعلام قضت من خلاله بحتمية تسجيل مديري المنتديات الإلكترونية مواقعهم لدى الوزارة و تحمل المسئولية عما ينشر عليها من آراء و مشاركات و مساهمات, و هو ما اعتبر "انتهاكا صارخا لحرية التعبير و ابداء الرأي" وفق لناشطين حقوقيين. و في هذا السياق أعرب عبد الهادي الخواجة, مدير مركز البحرين لحقوق الإنسان, عن ايمانه بأن هذه الإجراءات تأتي في سياق رغبة السلطات في تدشين ثقافة الرقابة الذاتية و أن تبسط سيطرتها على ما ينشر في المنتديات الموجودة خارج البحرين.

و يأتي هذا بعد أن مرر قانون الصحافة البحريني رقم 47 للعام 2002و الذي يشكل المرجع الرئيسي للعديد من الإعتقالات ضد الصحفيين و رؤساء التحرير و الذي يعتبر السبب الرئيسي لما يعتبره الكثيرون ثقافة الرقابة الذاتية في الأوساط الصحفية البحرينية. و قد أعرب صحفيون اتصلت بهم المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن استيائهم الشديد ازاء ما يعتبروه أوامر رسمية تمليها وزارة الإعلام على رؤساء التحرير من خلال مخابرات هاتفية و رسائل رسمية.

و قد عدل القانون السالف ذكره قوانين الصحافة السابقة له مضيفا المزيد من القيود على حرية التعبير بما في ذلك تجريم ما اسماه المشرع "الإساءة لذات الملم المصونة" و التي تستخدم لفرض الرقابة على كل ما يتعرض للأسرة المالكة بالنقض, كما اضاف القانون المزيد من العقوبات القاسية في قضايا الرأي و النشر.

لم تقتصر القيود التي يواجها الصحفيون في البحرين على ما تفرضه السلطات عليهم, بل امتدت الى دور رجال الدين, و قد تبلور هذا الدور اثر نشر جريدة الأيام البحرينية رسوم كاريكاتورية تجسد السيد علي الخامنائي, المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في ايران و أحد اكبر مراجع الشيعة, و دوره في الإنتخابات الإيرانية الأخيرة التي فاز بها محمود أحمدي نجاد. و قد اعرب أنصار السيد الخامنائي و مقلديه عن غضبهم لما اعتبروه انتهاكا لحرمة رجل دين. و قد ادى ذلك الى اندلاع مظاهرات و اعتصامات احتجاجية الى جانب احتجاج بعض رجال الدين على ما اعتبروه اعتداء طائفي موجه ضدهم. و جاء في هذا السياق خطاب العالم الشيعي البارز السيد عقيل الموسوي لرئيس تحرير جريدة الأيام و رئيس جمعية الصحفيين البحرينيين, عيسى الشايجي, مدينا ما نشر متهما الصحيفة باشاعة النعرات الطائفية. و قد اعتبر البعض هذه الرسالة تهديدا مباشرا للصحفيين في حين وصفها البعض بانها فتوة على غرار فتوة الخميني التي أهدر بها دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي.

و رغم أن ناشطي حقوق الإنسان في البحرين اعتبروا الخطاب و الإعتصام امام مقار الصحيفة اعمالا فردية لا تدعمها الدوائر السياسية و الدينية و لا تعبرعن قيود اجتماعية على حرية التعبير الا انها دون شك تمثل سابقة خطيرة في البحرين و تهديدا للحق في انتقاد السياسيين و رجال الدين.

٢٨‏/٨‏/٢٠٠٥

حديث مؤقت في النساء


حديث مؤقت في النساء ....
فصل من رواية لم تكتمل بعنوان
" الرهينة 4232.5 "

كيف نخوض في النساء في عصر المجلة ؟

في المجلة التي أسقطت آية وأخذت مكان الكتاب كله، سقطت رؤوس وارتفعت أخرى، قامت أحزاب وانحلت أخرى. صمدت المجلة وارتقت فوق القوانين جميعها. يعلقها السادة نيشانا عندما يستبدلون أموال النفط بالقروض الأجنبية ثم يضعونها على الرفوف إذا شرقوا ويشهرونها على طائرة الخطوط الفرنسية .
لكن المجلة لا تجيب بدقة عن أسئلة لا تعتني بطرحها في فراغ الخاضعين ....
هل عرفنا النساء؟ هل حررنا النساء؟ هل تحررنا من النساء؟ هل تتحرر النساء؟ من يستعبد الآخر؟ ...اطرح ما شئت من الأسئلة ...فلا مخرج إلا بالحقيقة وهل من حقيقة في النساء يستقر لنا فيها المقام ...؟ هذه رؤية اللحظة وقد نكبر فنعقل فنغيرها بعد أن يكبر الأولاد ويعرفون نساء أخريات ثم يقرؤون ترهات الآباء الذين يزعمون القول في النساء في عصر المجلة .
ألسنا نخوض في حديث النساء أحيانا كثيرة ... أ لسنا لا نصل إلا إلى ما صنعنا من الصور ... فلماذا ندخل الحديث عنهن بأحجار في أيدينا ثم نستطيب الانحناء ...
ثمة امرأة ليست من النساء ولم تلتقها إلا في الحديث العابر... فأعلن يأسك منها قبل الحديث .فقد تكون قد قلت مثلي لامرأة مرت قريبا « نام المغرمون باللحم الحلال فهيا .. رأسي بين نهديك يذوب فاحلبيني أسيل عسلا من حلمتيك الوردتين...» فنامت. وبقيت وحدي (ك) نحسب النجوم فلا نراها... فقد كانت تنتظر زوجا نافقا ...
توقف عن فضح العجز الذي تجد ... لكن الحديث بلاء والنساء بلاء مقيم في الضلوع ...وفي الحديث...
قل في مفتتح الحديث ما أكثر النساء وما أقل الحب معظلة المحبين القدامى تستعاد في كل العصور لحم كثير... أما الحب فانتظر خطأ الأيام ستسمح به ولو بعد حين لتستخرج من اللحم الكثيف نواة امرأة جميلة.
مشينا طويلا ...نمشي بعد ... وراء امرأة لا نعرفها نتوهمها نعطيها الوقت الذي تريد لتعرب عن نفسها فتهرب إلى غموض فاضح تخفي أفكارا بسيطة حول الحياة نتبعها نزولا إلى تفاهات كل يوم نقف خلفها أمام واجهات المحال تقيس الملابس الجديدة وتحكم على الألوان وتربط بين الألوان والمقاسات ونصبر حتى تقيس ثم نقف أمام محال جديدة وننتظر تلك هي... واحدة تعرب عن جمع ولا اختلاف إلا في المقاسات .
نصل نهاية الوهم بالاختلاف ولا نعود إلى الحقيقة حيث نحن بامرأة واحدة وبدون نساء... كنا فحولا نتناطح. تدخل امرأة حيث نحن يهدأ الصراع قليلا نتحول إلى تيوس مهذبين نمشط لحانا بأطراف أصابعنا وننتظر أن ترضى عن بعضنا أو عن جميعنا أو أن تغضب قليلا وتظل بيننا نراها ونستأنس إذا لم تأت نجيء بها لنختصم حولها نتناطح كالكباش أحدنا فقط يفوز بها قوة القرن أو قوة العين... يعود البقية خائبين إلى البحث عن امرأة أخرى نساء أخر؟ لما لا يمكن الاستمرار بدونها... هي ضعفنا وقوتنا فمن لنا بها كي نضع أنوفنا في وحل مداسها الجميل ؟
ثم قمنا مرارا ...وقد نقوم بعد بعملية عسكرية نتدرب على العيش بدون نساء نصاب بالإحباط تختلط الاتجاهات فنذهب إلى البحر في الشتاء ونعتقد أن الموج يحمل الرسائل ولكنه ينكسر على الشط ويذهب مليئا بالاحتقار ، نذهب إلى الواحة تحت النخيل الوارف أو تحت الزيتون الصامد للعناصر ،نمسك الجذوع ونعتصر الدموع ثم نكتب على الجذوع الخشبية أسماءنا وأسماء أخرى ونجعلها ملغزة لا يفهمها إلا الذي نريد فلا يقرأها إلا العابرون فلا يصل البريد ، نعاود العملية العسكرية نفسها ولا نصل إلا إلى معنى وحيد نحن بلا نساء إذن نحن بلا معنى هل هذا هو «الكوجيتو ؟» إنه المعنى الذي تعطيه النساء للحياة ...
الآن أزف السؤال الأخير... هل نعرف الحب مرة واحدة وأخيرة ونرتاح ... حالة التبعية التي تجعل الرجل يقدم نفسه لامرأة تفعل به ما تشاء تركبه أو تضع عليه برذعة أو تركعه أو تصلي له لا فرق إذ يكونان متفقين على تبادل العطاء... تبادل المعنى.
متى تصادفنا هذه الحالة العجيبة ؟ نتعزى بأن كل العمر مفتوح على مثل هذا الاحتمال شرط أن لا نغطس في الواجب اليومي فننسى وننغلق على الاحتمال المتاح سعداء بالأبوة والمصاريف حيث لا يكون الحب وتكون الألفة الممزوجة بالاحترام ...
أجلس وحدي بلا امرأة أرتب أفكاري أضع عليها علامات أضع العلامات في ملفات وأضع الملفات في علب جديدة، وأختم عليها ثم أضعها على رفوف أو أشحنها في أقراص وأضع الأقراص في علب أصغر وأحفظها من الغبار ثم أنظر بقية الأفكار... كل الفوضى وكل الاضطراب،
وأضل أدور في أسئلتي ...أين المراة؟ أين جسدها؟أين أنفاسها؟ أين حديثها؟ أين رائحة إبطيها العطرين بالطبيعة الفوارة ؟ أين شعرها المنساب فوق وجهي ويديها خلف عنقي ورأسي على كتفها؟ أين أضع هذه الفكرة وكل علب الأفكار مليئة بصور النساء أمام المحال التجارية ...
يكون الآن من الأمر ما يكون، وننخرط في السيستم تلك هي النهاية المرتقبة لن تأتي سيكون حراما أن نكسر الباب ونهرب إليها ونحن في زنزانة الألفة الجميلة ...
وحين يطول علي الليل في كهف وحدتي المبتغاة أقول ...علي اختراع لفظ خاص من داخل الألفة الجميلة يستعيض عن الحب بالفحولة ثم بعد حين يعبر عن تحول الرجل إلى تيس عجوز له من الذكورة خصيتان كبيرتان وبقايا صنان لا يلين وحنين جارف إلى زمن الجديان الصغار... ليس في اللغة هذا الاحتمال ولو بالعودة إلى اللسان العربي فلا تيس إلا بالنبيب أما إذا كف الفحول عن الفحولة فالمسالخ والكلاب ...سيقول التيس وقد صار حطاما «رطليهم يا خدوجة » فقد ذهب زمان الوصل بالأندلس وببعض البلاد العربية فنحن ننسى يا أم البنين أن الفحولة لا تكون في زمان كوندليسا ... وسيتعزى التيس العجوز «هل بالذكورة وحدها نبني البلاد ونقنع القوم بأنا حاضرون على الخريطة؟» الحمد الله الذي جعل خصي الخصيان أخف وزنا .. في أكفنا ... لكنا رغم ذلك نفيق على أكتافنا منهدة وشواربنا مرخية ونساؤنا يبكين الرجال ... أيها الوقت الذي يترك مروره على الكتفين أعفيني قليلا لعل الحب أن يأتي قليلا ... إني استسقي الحب ولي شجاعة من لم يركب جموح الخيل بعد ... ويتوهم أن الخصاء فردي في زمان كوندليسا ليقتدر على الألفة والمصاريف ...
يا صاحبي يا حامل الأسرار الأرضية ... اكتب ما لا يورق إلا لك فقد انصرف الناس عن النص إلى اللص يقيمون له الصلوات ويمكرون بعد سقوطه فيفرحون ويقولون «براءة من الله» نحن كنا في الحفاظ على النظام ونحن كنا حيث كان يجب أن نكون ليستمر "السيستم" ويوصلكم إلى المجد الجديد فلا بد من قسمة المجد الجديد ونحن نريد الحصة ، فقد مهدنا للأمر الجديد وكان لنا فضل البقاء في المكان الأقذر حتى نهيئ (....) ؟ هذه نهاية الأرب ... فلا فحولة إلا بالأرطال من الخصي... والوقت لم يعد يكفينا للصراخ .. . غدا نشارك في الدوام ... ليستمر "السيستم ". بلا فحولة و لا حب ... واجهات جميلة وملابس بمقاسات مختلفة ونساء يقفن سعيدات ورجال "يحررن" صكوك الصرف ... ولا تعلمني التصريف .
ثم تعض باطن كفك من جديد...
... تلك الشهوة المتولدة من الحب والحب الذي تسعره الشهوة وإن لم تلب ، هي ذي موسيقى الأيام الجميلة أو الموسيقى الجميلة التي تجعل الأيام أجمل مما تتوقع الأيام أو مما أرادت لك ... لا معنى إلا بالأنثى المحبة لكن أين هي ... ما أكثر النساء وما أقل الحب ...
كيف يمكن أن تدخل في موضوعة النساء دون أن تعري عجزك الفاضح ... تدبر معي مثلا كيف يمكن لامرأة أن تفتت فحولة رجل ولا تخصيه، وانظر معي كيف يصير التيس رجلا فلا ينزو إلا على أنثى واحدة ولا ينب نبيبا . قل مثلا معزيا ولا تبك ...«إن الكم غير مهم وأن التنوع عوض خير»أو قل «إن الغذاء في مطاعم الجمهورية قد تكفل "بالأنسنة" » ، قل ما تشاء ولكنك لن تصل إلى فهم اللحظة التي تضع تيوستك في ماء فاتر فتطمئن إلى أنثى عبرت سماء أيامك المتشابهة فتظاهرت بالبكاء على صدرها تزعم الشوق وقد تمر على ديارها تبكي لتوهم نفسك بالقدرة على الحب الجميل وادعاء الخيبة المبدعة .
تلك التي لقيتها يوما وقد كانت ابتسامتها كمزقة في السماء يظهر وجه الله خلفها ...متجليا
وتلك التي لما أنزلت فستانها الأحمر في الممر الفاصل بين الغرفتين نزلت ذكورتك انبهارا وبقي أمامك أن تهرب أو أن تبكي عجزا... وعدت في الليل على يدك توسعها ...
وتلك التي تعرت فلم تر اختلافا بين جلدها والزرابي القديمة ...
وتلك التي ... كم مرت بين يديك لست تحسب. لست إلا واحدا من كثيرين يزعمون في النساء علما وما أنت إلا جاهل يتعلم ...
وأخرى رأيتها لا تختلف عن أحلامك قلت عنها ... كلاما جميلا على أمل البقاء بقربها لكنها انصرفت إلى الزوج الذي قد يأتي تعد له قميصا وسروا يل جديدة وتنام في الليل تنتظر الغيوم أن تحمل إليها ذكرا يجمع القش لعش قد يدوم . وقد تتحجب كآخر محاولة للزواج ...
تلك هي أو كأنها ... أنت أبدا في حلمك السادر لن تصل أبدا حتى تنتهي النساء ... فمجد ما تجد عسى تصل إلى ما تريد ... سنة العجزة في بلاد العجزة المحكومة بالجواري يعرفن في التنمية المستديمة ويخطبن في المجالس ويخطئن في النحو قليلا ... فكاتب الخطاب ذكر يعرف النحو فيشمت في الخطيبة فيتعمَد ألا يشكل أواخر الكلمات ... اصنع وهمك لتستمر به أما الحقيقة فقاتلة ... صورها كمنتصرة عليك ... لتصنع وهم الحب ففي الحب بعض من هزيمة لذيذة للدموع ... انظر إليها تقرأ قليلا وتكتب أقل لكنها تحس ويظهر في عينيها الدمع قل معزيا ما ضر لو كانت غائبة وقلبها يرى ؟ لكنك تفهمها فتشفق ... فتتعزى بها عن مثالك ... مصرا على قهر الخيبة بالوهم .
إذا أقبلت تراجعت... تخاف، تعبر بعينيها، يخرج كلام كثير إلى العينين تقرأه. لها الحق تكون لها في أحسن الأحوال بالنصف في ظاهر القول وبالنصف لنفسك فكيف تفهمها أن جمع النصفين والأرباع الأربعة لها بالنهاية مقابل أمل بالبقاء قليلا حول فنجان من القهوة المرة في مكان مطل على البحر ...لكنك تجعل عينيها جميلتين فوق ذلك دون كحل أو"مسخرة" مفتوحتين بفكرة أولى لم تصل ككذبة طفل يتعلم النطق الفصيح جميلتان كالتمني، كالرجاء، كاللقاء الأول تحت صفصافة ناشئة، كحلمة طفلة في العاشرة تحلم في الليل بقلبها وتخاف ...فتحمر ... لم تره مستديرا قاسيا وله حدود تتضح بعد خمس ... نهد بعد اللمسة الأولى والعبارات على الفم هل تعضه .... ليس بعد حتى تؤوب إلى رشدها وتعري ... لن تفعل ... لا تنتظر ... محكومة بالكلام القديم الذي يحفظ قبل أن ينطق وتظل تدور حول الزاوية المستديرة ترسم خطا وتعيد توضيحه...«إني أخاف أن أسقط، وأخاف أن أصعد، وأخاف أن أظل مكاني، وأخاف أن يفهم الآخرون أنني اشتهي أن أكون،وأخاف أن لا يفهم أحد أنني اشتهي أن أكون، وأخاف أن أفهم أني انتهيت سريعا قبل أن يستقيم لي الأمر حتى أكون. هو أنا أيها الذي يعرف كيف يزن الكلام ويخرج رابحا من حسبة الرجل القديم. فكيف أحسبها دون علمك وكيف أجعلك في الحسبة دائما دون أن ... ستجد العبارات لتقول لي دائما إنها اللغة نخفي بها ما نريد ... فلا تحرج ما تبقى من حمرة خدي إنني أخجل بعد أن تفهم إنني أشتهيك ... فافعل ولا تفعل وأكذب علي حتى اللحظة الفاتحة، حتى فك المغالق التي ادخرت لك قبل أن تنبت لك شعرة واحدة ... هي أنا... لو غيرتني انكسرت صورتي الباهتة، التي نيفت بها على الثلاثين ... ونمت بها في الليالي وحيدة ... أضع مخدتي فوق رأسي ... وأتمنى لو أنني في خيمة واسعة لكي لا أسمع فحيح جارتنا خلف "الياجورة" الباردة يقلبها فحلها وقد نام الصغار».
هي ذي هل تجدها إنها في كل مكان ونحن نصادفها في الحديث ونضحك منها ومنا فهي صناعتنا نحن الذين صنفنا النساء إلى زوجات كرام و عاهرات ، نتدرب على واحدة لنحكم الأخرى ونبكي على الحب الذي لا نجد لأن الرفيقة مسطحة الفكر، ثم نخلص مسرعين إلى الجماع المتاح"
" لا تظنن أنه الحب بل هي سيرة عشاق مستعادة من زمن كان فيها الحب لا يعني المفاخذة والقذف" .

المرأة التي نراها كل يوم تزعج العين و المرأة التي ننتظر لا يجب أن تأتي حتى تظل صورة فوق التمثل كلما حلت واحدة جلست على القلب فاختنق التنفس ... نطاوعها فيما تريد القرية الساكنة نشتري خبزا ونأكل، نمشي في الطرقات قليلا وننتظر النهاية ... ثم يكر الحبل على الجرار جيلا خلف جيل ... الصور نفسها والوجوه مستعادة، كأن الله الذي ينوع في الخلق يصبهن على قالب واحد،حتى ليطاوعني مرارا جمع غير العاقلات. فالبقر تشابه علي في المكان القفر من القصائد والنساء .
المتخيلة تلك نفترض وجودها ... نصنعها قضيبا على كثيب أو نلبسها في خصرها خاتما، وليس في الأمر اختلاف إلا في دقة الانثناء ، ثم نغطي نصفها ونقف عند العيون المراض البابليات ثم نعريها فنرى التفاصيل الصغيرة تحت السرة وفوق الركبتين ثم ننسى ونعود باحثين عن التميز فإذا اللحوم نفسها والعرق يفوح من نفس المواقع ... نختلف قليلا حول الاختلاف نجعل لكل واحدة طعما ونكهة ثم نكتشف إنا كنا غافلين عن التشابه . نرفع من نوع الحديث وننظر فنرى الرجال يقودون التحرر ... فنعود نخلق الأمثولة نعيش بها على أمل اللقاء في دورة بين الفصول ... لكن الفصول لا تأتينا إلا بالتشابه ... نكبر الأمثولة ونعرج إلى القصائد والكلام الحلو، نحن ربوب اللغة الشعرية كلما وضعنا فيها من النساء صارت قصائدنا جميلة . نغزل الكلمات في النساء العاديات لنكبر واحدة مختلفة لا نجدها إلا في القصائد . قصائدنا نساؤنا الجميلات ونساؤنا لحم معاد يتكرر ... ستخرج واحدة منهن تلعنني مليا ستسبني بلغتي ،وتنعت أمي بالكلام الفاحش ... لو لم تكن في الأرض النساء ماذا كان الرجال سيضعون في مكان «القبَة» .. واسقط الحاء ليستمر النص وينخدع الرقيب .
و قد تكون قلت مرة لامرأة جميلة كنصف قصيدة، « لم نهجر القضيب على الكثيب حتى اكتشفنا حلاوة الجسد النحيل».
فلما أن تعرت وجدت الجلد قد فاق الملابس ، فقد كانت تجاهد الشحم الكثيف وتلتهم الحلاوة في المتاجر. تلك هي... أمثولة منقوصة نفصلها على مقاس نبتغيه. نسمنها إذا اشتد الشتاء ونقتصد ثمن الغطاء ، نجردها من الشحم إذا طلبنا البحر في الصيف الجميل، ثم نعلمها اللباس، ننزل الجلباب أحيانا فنعرى الصدر والكتفين، ثم نعرى الساقين الطويلتين ونستر الصدر إذا أردنا، ولا عذر للقصار من النساء حيث الصدر والقدمان يختلطون وهل يجتمع غير المتقاربين ... نصل إلى خيبتنا الأبدية لا نساء إلا صنعتنا من البقر اللطيف أو من نعاج الجاحظ ، ولنقل غزلانا للعزاء ،كيف نظفر بواحدة لا تشبه الأخريات، لها طعم ورائحة جديدة ولها كلام لم يسبقها إليه رجل من عهد آدم ولها شعر ليس فيه من وصف النساء وليس فيه من قول الرجال وليس فيه إلا نكهة نسوية، قل لي الآن وقد عريت رأيي دون خوف من النساء إذا كن بمثل هذا اللون الواحد ، فهل لأننا نظمنا قصيدة واحدة في كل جيل ؟ نحن صنعنا النساء متشابهات لأننا متشابهون وهل علينا أن نختلف حتى يختلفن ، إذن نحن من يحدث فروقا في النساء ... لا نسوة إلا من صناعتنا فمن للحم إذا أوشك أن يفوح ...
اجمع قصائدك واجعل كلامك رمزا إنهن مسلحات بالصواب الانتخابي ويعترضن على الكلام بصوتنا نحن الذين مجدنا الحساب الانتخابي لكل صوته حتى النساء ... هل قرأت أحط من هذا الخطاب؟ إنني أعلنه وحدي فنحن جيل يقول هذا في كل الزوايا ويخرج مبتسما للنساء ، لا امرأة سمت فوق ما استطعنا من البلاغة لا شعر إلا في رثاء الأقربين دموع خارج يوم الجنازة والعزاء ... ثم بعض الكاتبات يزعمن الكلام فيجدن رجالا من خشب أو بعض سيقان من المشاة إلى اللذة السهلة خلف المصاطب والزوايا ... يضحكون على الأنثى حتى يسيل العرق من إليتيها ثم يخرجون سراعا...محبطين من أدب النساء .
ثم في السياسة يا صديقي ... نحن ننتخب الرئيسة ونضع حولها الوزراء من الرجال .. ونطلب منها سريعا أن تخفف من تبرجها الجميل حفاظا على هيبة الدولة، فحازمة كالرجل رغم صيغة التأنيث ، ثم نقرر أن تكون في مقدمة الصفوف تطبق ما نرى لها من الخطط الخبيثة . ثم نعزلها أو نجعلها وزيرة بالأقدمية، وقد قرأنا أن سليمان بسط لها البساط فانكشف الغطاء عن اللحم الجميل،وأن سجاح قد سالت بفعل العطر في خيمة مسلمة، وأن مسلمة ركبها سريعا وضم نبوءتها القصيرة في جيوشه، وأن حاكمات مصر القديمة والحديثة، قد عاثت في الرجال حتى هزمت دولتها طائعة لتنجب ذكرا يخلفها..
كيف يزعمن السياسة ألسنا نحن الذين خططنا المكان فكن فيها كالسرير ... ؟
إنني أرى النساء في زمان كوندليسا ...لعبة قديمة معادة رجال يستعملون امرأة في غير حاجة الفراش... تقضي كوندليسا ساعتين تخفي زنوجة شعرها، وتعجز دون برق أسنانها ، ثم تشهر قنبلة وتضحك، لقد حررت نساء العرب بالسلاح وفرضت الانتخاب في العراق ، وقريبا في بلاد النفط والقضيب المتآكل .
نتجاوز عن سيئات كوندليسا فهي تنسى أنها مرؤوسة لرجل يرسلها حيث تريد الشركة، وتنسى إن اسمها الشمعة الصغيرة نشعلها في غرفة مغلقة إذا أردنا النساء في الظلام ، لنخدع رغبتنا أن المراة جميلة فنذهب المسافة كاملة ، ونختم بالحوقلة والذل والصغار .
من لنا بالأمثولة وقد عرفنا قرارة الآبار ؟ دعنا نعود إلى الخطاب الرسمي، المرأة نصف الرجل والنصف الآخر يتربى في أحضانها ، النساء شقائق الرجال وأوصيكم بالنساء خيرا ، ولا داعي لأن أقرأ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المذكر ... فتلك مسألة وصلت متأخرة بعض الشيء.

الأمثولة ... امرأة لم نسبق إليها أولا ولا يركبها بعد ذهابنا أحد. قل باللغة الفصيحة«لم يطمسهن إنس قبلنا ولا جان» .ولم نوعد إلا بما نريد أو بما نتخيل ولا نتخيل إلا ما نفتقد. وحبذا لو ماتت قبلنا فنطمئن إلى تحلل لحمها قبل الذهاب. تكون جميلة بمقاييس المرحلة التي لم تتغير إلا قليلا منذ تعلمنا الكلام في النساء ... مثلا تكون لها عينان واسعتان كعيني بقرة من بقر الوحش حتى لا نهين البقر و شفتان لحيمتان مكتنزتان قابلتان للعض اللطيف واللسان بينهما ندي يلمع بماء اسمه الرضاب وليس البصاق فالصورة لا تتفل ، وفوق الشفتين أنف أشم أو مستقيم فالأنف الأفطس يذكر بالعبيد أي أن تكون من بنات شم العرانين( وهذا معجم شم العرانين لا يعرفهم فيظل يسطرهم بالأحمر ). ولها خدان أحمران دائما بفعل غير فعل البرد والزينة المصطنعة ، مكتنزين قليلا وغير مرتخيين وحبذا أن تكون بشرتها وردية لينة كبتلة الوردة أو كالحرير إذا انعدم الورد وأن ينسدل على كل ذلك شعر يجعل الشاعر الذكر يستلطف القول في إسبال الظلام على الضياء ويستمر الآخرون من بعده يقيسون طول الضفيرة إلى الردفين والكاحل . و أن تكون طويلة في غير اعوجاج ولا حظ للقصيرة فهي منعوتة بالنهم إذ لا بد تكون المراة غير نهمة إلى الفراش و لكن تستجيب عند الطلب فقط .هكذا قال الشيخ النفزاوي كما نشره في طبعة أنيقة بعض الحداثيين. وأن تكون ريانة في غير نحافة كالجرادة و في غير امتلاء كالبطة ...ولا بأس أن يتراكم الشحم في النصف الأسفل فحيث يكثف الشحم تزداد الحرارة وحيث هو يمكن جسه دون مشاركة الآخرين. ساقان طويلتان وفخذان ملتفان وبطن كالقبة ولكن بحفرة صغيرة في أعلاها، أي قبة مثقوبة تقريبا.لا يتهدل شحمها عند الوقوف ولا تسيل على الجنبين عند الاستلقاء الحميمي . وقد قبلت في المقاييس الجديدة المجلوبة من بلاد الشبع الحقيقي،ألا يكون لها من البطن إلا مكان أملس وفيه أثر سرة صغيرة، تكشفها الملابس وقد كتبت هذا في زمان قندليسا، لمن قد يغرم بتتبع الأذواق في المراحل كما يفعل أهل علم الاجتماع . وفوق البطن لا بد نهدين ، يملآن الكف ويفيضان قليلا صلبان دوما ولو بعد رضاع عشرة إذا انخسفا نستبدل ،ولو بأبغض الحلال فالضرر موصوف ، وفوق النهدين لا بد من دائرة وردية في الأول ثم تسود قليلا وتشهر حلمتها كاملة .أما تحت السرة فأعجز أن أصف لأن تجربتي محدودة ولكن لا بد من ريح طيبة وساقية ندية ورأس حليق . فوق العرصتين المشهورتين بالأفخاذ ،واللذين يستحسن بل أن يجب أن يلينا مثل ورد الخد وأن ينسكبا "كأنبوب السقي المذلل" أليس قائلها فحل يستعمل النساء قبل أن يصرعه علقمة بآلته العظيمة. والركبتان تحت ذلك لطيفتين كالحرير الأملس لينتين كالعجينة الطيبة صلبتين لتحملا كل ذاك الطول. و ربلة الساقين ممتلئة منتوفة "الغثنون"، والكعبان كحق العاج الذي لم يفض ختمه ...ثم أدرها لتر الظهر الاملود مستقيما كعرصة الرخام وفيه خطوط صغيرة بالعرض تشير للرواء والنعومة وتخفي الفقرات والضلوع ولابد لاكتمال الصورة من إلية رابية مشقوقة جبلة أي بغير عصا معجزة ، وفيها حفر صغيرة كما في قشر البرتقال وهي مكرمة غير متفق عليها خاصة في السنوات الأخيرة قريبا جدا من عصر مقاومة الشحم الإضافي كما حددها الرجال الذين يرأسون مجلات تصنيع الجمال النسوي في بلاد الشبع ، وحتى أصابع القدمين لها مقاييس محددة إذ لا بد أن يكون مثل عقيق في حقيق، و الحناء فيهما لمن أراد، ليتأكد أمر اللون القرمزي فلم يتغزل أحد بأقدام الإماء وإن حظي بعض الرقيق الأبيض ببعض الوصف والتلوين .
اعطني أمثولة واحدة تجمع كل هذا الحسن وأنا أشرك بالله ...بعد حين.
هل وضعت امرأة في سابق الأزمان مواصفات للرجل الذي تريد؟ نحن الذين مجدنا السيوف فعشقت النساء السيوف ثم جعلنا الفحولة في البندقية فعلقتها المراة على باب البيت فرحانة كطفلة بلعبة . نحن الذين أرسلنا اللحى فمشطتها النسوة ثم حلقناها فمسحن على وجوهنا الحلقية وشممن "الافترشايف" وفرحن بإشهار أمواس الحلاقة. نحن الذين وضعنا ربطات العنق لنشير بها إلى كنوزنا المخفية فتدربن على ربطها وتطويلها قليلا لتمس موضع الإشارة. نركب عضلات قوية فتسجد النساء للقوة ننحف أجسادنا ونزعم الرشاقة فتتمسح النساء على أبداننا النحيفة.. نرسل شعورنا فتمشط، نحلقها فتمسح ... حتى لتصير رائحة أقدامنا منعشة ... فمن لنا بمن يقابلنا بغزل الحرير ليفرض علينا ذوقه الجميل ... أيها الوقت البليد لماذا نعيد إنتاج نماذجنا القديمة ولا نغير؟ من يبارزنا في صنع النماذج؟ كيف نطور نظرتنا للجمال بدون نماذج جديدة؟ كيف تصنع الشعوب النماذج ؟كيف تفعل الثقافة بالنماذج؟أو كيف النماذج بالثقافة ؟
من يملك من؟ نحن أم النموذج ... ؟ كيف نجد نساءنا في قادم الأيام ؟؟
كيف نتوقف عن إنتاج خيالاتنا المريضة في كل لقاء مع امرأة مختلفة عما نريد من النموذج الذي يملكنا ؟ نحن عبيد نماذجنا، هكذا نختم النقاش، لأننا نعجز عن خلق نموذج،نحن الذين استسلمنا للنموذج، قبلنا ببعضه لنوقف النقاش داخل رؤوسنا لا بل قربنا للنموذج لنرضى ببعضه لكي لا نتعذب بغيابه الأبدي.
ثم هل لا بد من المراة ؟ هذا السؤال الذي دمر الأولين والآخرين ولن أجد له حلا في هذا الموضع ويستحسن أن أتوقف عن الهذر... فلو أمكن لكان قبلي ولم تمتلئ الأديرة برؤوس الأجنة ، فقد تخيل البعض أنه يكون فصار اللواط عندهم عبادة .ثم استسلموا للحرية .... ما أجمل الحرية في النساء ، وما أجمل حرية النساء في الرجال ... لقد وصلوا أخيرا ... إلى حالة فقدان النموذج المسبق فحيث الحرية تخلق النماذج كل يوم ... أليس الحرية هي التحرر من النموذج السجن ...
كيف بدونها نستمر ؟ إنها في الغلاف الظاهر الأم والأخت والزوجة وأم البنين وهي في الحميمي من الفكر والأحلام الصديقة التي تحمل منا الهموم ونخرج من عندها خفافا كاليمام أين الصديقة في لحظة الخضوع إلى القانون الاجتماعي؟ إنها المجال الذي يجلس فيه المجتمع على قلوبنا فيسد علينا الأنفاس لا مجال إلا أن تكون في إطار رسمي مقبول صنعه الأولون واستمر كأنه الكابوس لم نصل بعده إلى لحظة حرية.
من صنع الحرية؟هذا اللعنة التي تطاردنا ونحن نعرف أن المجال مفتوح فقط نحو طريق السجن الذي لم نبنه ... إنها الخمر الذي تذهب العقل في لحظة إمضاء العقود فنمضي بحضورها على كل التفاصيل التي لا ندرسها فنفعل بأنفسنا ما لا نريد ونحن صاحون متيقظون للغلاف الاجتماعي( هكذا قال عبود وهو يتزوج نفنافة في ناس من ورق وترحم على الرحابنة ) . تلك هي الصديقة التي لا نجدها لأنه ليس هناك صديقة إلا مشروع زواج مؤجل كل النساء يبحثن عن الغلاف الاجتماعي لأننا نحن صناع الغلاف الاجتماعي ضيقنا على أنفسنا الخناق وظللنا نخترقه ونبكي ألما لأنه كان قاسيا والثمن قوي على النفس المفردة ، ولن نجرؤ في قادم الأيام على هزه لأننا ربطنا به أجزاء من البناء الاجتماعي حديدا يمسك بناية، لو نزعت منه ظلعا سقط البناء. أين الصديقة إذا تمكنت الزوجة واستبد الأبناء بالمكان يخططون ويمسحون ما سبق ... أي نحن ؟ كيف الخروج من المكان المحكم الغلق وقد استبد بنا المكان والنساء.نحتاجهن كالدواء نحتاجهن كالسموم للفناء ثم نبكي سجننا. أين الخروج؟ إني أتيه في مكان ضيق هو المكان الاجتماعي لعنة الله على النساء ما أشد الحاجة إليها واجعل لهن جمع غير العاقلات فهن أدواء مستبدة ؟
إني اخرج بشعور من يهين أمه فقد... دعني أحذف جملا مؤذية ....
كم أنا الآن كريه افضح كل الخفايا التي لم يسع إليها رجل إلا استفزته النهاية وهرب من المكان الذي نال فيه المراة الأخيرة .... من لضعف الرجل الذي تأتي به المراة بين فخذيها ثم تفرض عليه الرسوم فيدفع خوفا أو محبة وهل من فرق بين الخوف والمحبة... الضعف المطلق بعد اللحظة التي تعقب أي إفراغ لحظة نسميها الحب فنهرب من الندم البغيض بتغيير اسمه إنه الحب...
ما الذي يدل على الحب أكثر من لحظة العرق التي تحل بعده ... فابتكر مشهدك الأخير ...عزاء ...
واجعل حبيبتك نخلة سامقة لتحبها أكثر ثم أسقطها في روحها الأنثوية فأنت محق في البقاء وحيدا ...فليس امرأة تطاول نخل البلاد العزيزة التي فتحنا فيها أعيننا الواسعة ... وأنصت إلي ...
صوت النخلة تتمزق...كمشهد أخير للحب ...
درسك الأول درسك الأزلي ... لا يمكن قطع النخلة واقفة تلك هي القاعدة الأولى لقطع النخلة نصفين ثم أربع ثم ثمان ثم ستة عشر ...
تصلب النخلة، تسوى بالأرض، تهان بعد شموخ ، تنزل الأرض، يعمل الفأس في قاعدتها الصلبة. ترى رذاذ الماء الأبيض يخرج مع كل ضربة فأس، يتناثر مزقا بيضاء على وجه حامل الفأس، يمسح وجهه ويواصل الضرب. يبدأ محايدا يفكر في سقف الكوخ الذي سيستظل به، ثم يتوتر فيصير الضرب انتقاما للبناء العنيد الواقف لا ينثني . تعمل الفأس جاهدة. يتصبب العرق على العينين الحاقدتين صيفا أو شتاء، يلعن صاحب الفأس النخلة لأنها أصلب منه عودا. لكنها تنتهي بالانهيار تسمع لها طقطقة ثم صريخا ثم انهيارا مدويا كانهيار الجبل الشامخ . يتمسح جريدها بالفضاء المحايد يتوسل بقاء أخيرا،لحظة أخيرة من الشموخ الذي لا يلين، تتذكر كل جريدة من جريدها وهي تتهاوى الزمن العظيم الذي قضته سابحة في الفضاء. تتذكر الرياح التي هزتها ولم تقو على إسقاطها، تتذكر العصافير التي حطت عليها، تتذكر الحمام الذي عشش في ركنها الحميم،هناك قريبا من الليف الدافئ، حيث استكان الذكر إلى أنثاه وحضنا البيض كلاهما وسقسق كل في منقار الأخر وهدل هديلا. تسترجع النخلة الهديل الأزلي منذ طاولت قامتها الصغار الذين يعتدون على الأعشاش. النخلة هي التي أوحت للحمام ألا يعشش في أركانها إلا إذا طالت ووفرت منعة الأعشاش من أيدي الطفولة العابثة ... يختار الحمام باسقات النخيل ليعشش و يهدل متناغما مع هسهسة الجريد والسعف الأخضر الذي لا ينثني.
يتمسك الجريد بآخر أهداب الهواء العابر لا يستجيب الهواء. شقته ضربات الفؤوس البشرية، كان الهواء مجروحا أبدا وينعطب كلما سقطت نخلة من فضاء الغيوم النديفية إلى الأرض الموحلة تحت أقدام البشر العابث، يغرس، يجني التمر، يسب النخلة العاقر، ويحمي التي تلد إلى حين، ثم بالفأس، يجتث اجتثاثا ...
ترى من وحشتك ...النخلة تسقط، تسمع لها دويا موجوعا من الألم، تتمزق الخصلات الأخيرة التي تربطها بالجذر الأرضي. آخر الخصلات في قلب الجذع الأبيض الذي طافت حوله الفأس وعرته وفضحت بياضه الخجول ... تميل النخلة مستسلمة حيث يريد صاحب الفأس المستبد الذي يمسح جبينه وينتظر السقوط... يزيدها بقدر نذالته الخلقية «انزلي يا كلبة»وينسى عرجون البلح السكري «كم أعطيتك يا بشرا لا يقر بالحقيقة و ينكر حتى حليب أمه». تتهاوى تنطرح تهتز اهتزازات أخيرة تحشرج يبكي جذعها آخر دموعه السكرية ،تهمد يائسة. صارت النخلة أفقا تافها ورخيصـــا و منطرحا على الأرض الندية. يسير الأطفال الصغار عليها ويبولون أحيانا. يشمت صاحب الفأس، لقد انتصر انتصارا آخر على الكائن الذي لا يمد عنقه مستجديا ولا يعرف إلا طريق السماء الصافية، وقد تعبث بالغيوم وتبقى ضاحكة تعري نواجذها... و تعاكس الريح التي لا تلين. يمر الهواء الرصاصي المشبع بالرطوبة الأرضية على السعف المستكين يحركه فلا يستجيب. سقطت نخلة على نهر الزاب أو في بلاد الجريد أو في بلاد المزاب لا فرق فالنخل مغرور والهواء يسارع إلى النسيان ليستمر في العبور بين أرجاء البسيطة المستكينة لفعل الإنسان قطاع النخيل السامي حامل الفأس الحجرية حامل الفأس المعدنية وحمال المنشار الكهربائي... سقطت النخلة.
مسح القاطع عرقه يمكنه الآن أن يستريح تحت ظل النخلة المجاورة. لن تحاسبه...في قلبها كلم مفتوح ،أختها سقطت منذ حين . قريبا يحل الفأس في جذعها "يداعبه" ويفضح عري الجذع الأبيض. لن تطرد الفلاح من تحت الجذع المحايد أو يتظاهر بالحياد ... فهي سامقة دوما وتحتقر القصار وتزدريهم . قصار أولئك الذين يعملون الفؤوس في جذوع النخيل . يشرب ثمالة كأسه المترعة برغوة النخل المقتول وينتظر يوما أو بعض يوما يجف الجذع قليلا ويطاوع الفأس من جديد «ما لجرح بميت إيلام»هكذا قال الشاعر الذي لم يقطع النخل واستظل به من سفر طويل لا يصل به إلى غاية غير مطاولة النخيل . يسقط الشاعر الذي يعرف أن «من يهن يسهل الهوان عليه » سهل الهوان على النخلة المقطوعة . وبدأ الجذع يجف .. يحد القاطع فأسه من جديد على حجر صواني صقيل ثم يستأنف ،يغرس خنجره ثانية وثالثة في الجسد الطويل الراقد بعد شموخ . يقول معزيا أحيانا إذا ذكر البلح الأحمر في أول الخريف " سنة الله في خلقه" ويسند يده بالنص "ولقد كرمنا بني آدم ورزقناهم من الطيبات" لم يكن آدم نخلة لكنه لم يقطع نخلا من نخيل الجنة أو من نخيل الأرض التي أورثها ولم يكن من طيبات الأرض الإطاحة بالنخل العزيز .
يكشط مساحة كافية من طرفي الجذع الممدد جثة باكية بدموع لا يراها عميان البصيرة. يغرز في المكانين العاريين أداة من الحديد الحاد كالهرم المقلوب أوجد لها من الأسماء إسفين... ويبدأ في الضرب بمطرقة حديدية وتبدأ النخلة في التوجع المكلوم.كلما غاص الهرمان الحديديان في طرفي جذعها أنت وبكت بصمت ولم تعترض لكنها تحزن مرتين إذا كان الإسفين من خشب الزيتون الشديد فالغدر ليس من شيم الزيتونة الهادئة الطبع التي تضيء قناديل للمتعلمين.
تعرف النخلة أن العزيز إذا وقع لا يشتكي فقد تخلى عنه الذي أعزه قبل السقوط هكذا يسكت الملوك إذا ذلوا بعد عز. ويبدأ الحديد في الغوص وتزيد المطرقة في زهوها الجبار تدق الحديد في الجذع المستسلم ويبدأ الشق الطولي في الانفتاح في الجذع كلما انفتح زيد من الأسافين واحد حتى تصل القلب فتفلقه شقين . تسمع مع كل ضربة مطرقة صوت تمزق موجع كصوت كبد أم تفصل عن وليدها بين أيدي بغاة من البشر الكافر بالحنان الامومي ...
لم تسجل لغة الإنسان الذي ولد بين النخل صوت تمزق النخلة لأنه كان دوما يخاف أن يخلد الصوت الموجوع في اللغة الخالدة فيظل يطارده كصوت الضمير الصاحي أيها البشر يا قاطع النخل خسئت إنما تسمع صوت كبد أمك يتمزق تحت ضربات الحديد. كل الأصوات لها اسم إلا صوت تمزق النخل العتيد. أيها اللغوي الأول يا جبانا منذ أول القول كيف نسيت صوت تمزق النخل في اللغة؟ سميت صوت الثعالب وصوت الذئاب وصوت ابن آوى وصوتك الخانس الجبان بكل الأصوات والأسماء سميت الفأس والإسفين ونسيت صوت انفلاق قلب النخلة السامقة صوت انفصال كبد النخل الموجوع تحت ضربات الفأس الجبارة التي أتقنت صنعها في كل العصور ..
يا صانع الفأس وقطاع النخيل السامق خسئت إنما تقطع كبدي في موهن الليل وها أنا أشكو إلى اللغة وقد انتهى كل شيء . يغوص الحديد في اللحم النخلي الطري ينبجس ماء أبيض كالرغاء من أوصال الجذع الذي يتمزق . يجأر ألما ... يتفجع ثم ينفصل صراخ ليس من مواء القطط فمواء القطط تافه ومصطنع وفيه دلال الحيوان المدجن. كبد النخلة تتمزق في عواء غير عواء الذئاب الجائعة فيه صوت جروح السيف في صدر بطل خاض معركته الأخيرة وانهزم من خيانة .أحدهم خان النخلة لما أولج الفأس الصخرية الجبارة المتقنة الصنع في لحمها الحميمي . مزيح من حرف العين والخاء والعين مشددة والصاد الصامتة ثم العين الشديدة الممزوجة بحروف ليست من الأبجدية. يفرح القاطع كلما انغرس الخنجر في كبد النخلة يرى الشق الأفقي يتسع رويدا رويدا فيرقص منتشيا .
أيها القاتل انك تغوص في صدري فارفع فأسك عن كبدي إني أموت. لكن النخلة تحجم عن الشكوى إن قاتلها بلا كبد. لن تمن عليه الحلوى، لن تمن عليه السكر، لن تمن عليه البلح الناهد بين أسنانه كالحلمات الأنثوية صلبا ثم طريا ثم مزيجا من الماء والسكر المذاب...
أيها القاطع إنما تعمل فأسك في كبدي فترفق قليلا قبل الضربة القاصمة إني أموت ...

يغوص الحديد يتسع الخرق في الجذع المصلوب إني أموت مع النخلة المهانة.

أيتها النخلة يا أمي إني أموت بلا صديق يحمل عني ضربة فأس من فؤوس البشر القطع .. بلا دموع يا أمي النخلة بلا صديقة تحمل عني حقيبة الأحلام الثقيلة التي حملتها مذ تفرع من قلبي الأبيض جريد أخضر . سقطت نخلة في مسافة من طريقي إليك فلا ظل غير الحنين إلى ظلك أيتها الولادة أيتها الحاضنة أيتها المرضعة يا حلمات البلح الأحمر يا حلمات الماء المذاب في السكر العسلي يا ماء الحياة ...يا حياة...إني أموت فلا تهربي من ظلال الحب إني أموت إليك أيتها النخلة السامقة، فلما أنت نخلة هاربة وأنا نخلة تتهاوي على ركام التراب الرطب في اللزوجة البشرية .
إني أموت يا أمي وقلبي يتمزق كالنخلة المتهاوية بعد طول عناد وكبر ... سقطت الحياة مع النخلة المغدورة بفأس لم تر صانعه غير أن الفأس قاطعة والحداد يعرف مهنته جيدا فقد ألان الله له الحديد .
... ثمة لحظة تصرخ النخلة صرختها الأخيرة يغوص المثلث الحديدي في قلبها فتتمزق... فتأن أنينا... إني اسمع صوتها يصرخ صرخته الأخيرة إني اسمع صوتي الآن على مقام الحجاز ضربة أولى في الجواب ثم ضربات عميقة في القرار ثم دوي عميق من طبل جوفي قادم من وادي سحيق وادي الفراق حيث تركت إبل أكبادها بين أيدي الذئاب البشرية توزع الأخلاق على الركبان وتمنع الحب عن النخيل السامق خوف الجنون الاجتماعي أليس النخل حمال الجنون. إني نخلة مجنونة أسمع الفأس في قلبي العميق على مقام الحجاز وأسمع رجفات قلب الأم الحزينة في موهن الليل البهيم. نخلة تسقط في الليل وتتمزق تحت وقع مطارق العارفين بالله والسجن وكتب الترهات القديمة والحديثة في المجلة الجنائية. يفرح حامل الفأس إذ يسقط جذع النخلة نصفين وينطرح الأبيض فوق الأرض تحت الشمس اللاهبة ثم يحمر حزينا مشوي الكبد من الصهد والغدر ونكران الجميل .
الآن وقد أحمر يمكن الشروع في قطع كل نصف نصفين فتصير النخلة أربعا. لم يعد هم النخلة وقد ماتت أن تقسم .قديما قال محارب يريد أن يبني مدينة على هواه وقد حاصرته الجيوش وخاف "ما ضر الشاة سلخها بعد ذبحها ".
يا أمي لقد تداولني الفؤوس فاعجلي إلي إني أتقطع أربعا ثم ثمانية ثم ستة عشر ،وقبل أن تحملني الريح سيدب السوس في خشبي . هربت مني الحياة... تقطع النخل في كبدي إلى أجزائي الأصغر فالأصغر وقد أسقطتني فؤوس لا تلين . من يحمل خشبي الآن خارج الغابة لينمو في منبتي طحلب الأرض حمال العفونة البشرية من يحمل كبدي الحرى إلى مكان تذوي فيه في سلام المكان المنسي من يمد القلب الكليم بصوفة بيضاء لكفكفة الدماء الصاحية ؟من يحمل دمعة في كفه للحياة وقد تخلت تحت مطارق الأيام.تسقي خوفها فتحتمي من وسوسة الحب في جريد النخل يحضن الحمام ويسمع الهديل ويتمتع بالحب وقد حط العشاق على كل فنن من أفنانه السامقة الدافقة بالحياة .
من كسر نخلة قلبي يا أمي؟ إني أذوي كنخلة مقطوعة الصلب في غابة موحشة من البشر الذي لا يرفع عينيه للسماء إلا ليرى ضربات الفأس في قلبي المغروس في عميق الأرض حمالة البلح والسكر والماء النمير حيث كان كل شيء من الماء حياة ...
أمي البعيدة كالحلم الطفولي هل تسمعين صوت سقوط نخلتي ... وهروب الحمام...
تلك حياة وقد تخلت .
(...) سقط النخل وتليف الكبد فودع بدايات الأمل وادخل في النسيان المشترك وكل ما تيسر من دجاج الآلة . ثمة من يوزع القيم السامية على الركبان ويقيس عمق مياه الحب بقصبة ويمن على الناس سعادة النوم المبكر في حضن زوجات سمان أكلن جيدا وشخرن على المخدات الطرية . واكتب كعزاء أخير مرثية القهوة التي كان يشربها المتصوف ليصلي ...
... رائحة قهوة الصباح تضوع .. عودتها بلا سكر ... لكن الفراق أمر . أشم رائحة اللحظات الأخيرة في رشفة من الفرقة الحارقة فتحت عيني على الوجه الجميل مرارا وجدت الحزن سباقا إلى الضحكة المتوقعة ... أضفت على مائها سكرا وحليبا ... لكن المرارة تصعد الآن إلى الحلق والكلمات ... فنبكي ... يحكمنا حاكم مستبد يقول مرتاح الضمير سعيدا على جثتي عاشقين خرجا عن صفوف الشحوم النضيدة .." قفا إنكما تدفعان سيول حريق على حطب يابس ... ينكسر الواجب إذا تتبادلان القبل ...ثم ... الواجب أجمل من كلمات الغرام ومن ريق المحبة الصاخبة إذ يتجمع في حلمتي نهد مغامر...ثم ... حرام على العشاق أن يتجمعا ... إني أخاف على المجتمع ... " فنذهب كل إلى غاية لا يريد .فيضحك فاسق في كتب الترهات القديمة " قتلت بحجر واحد حجلين." نهق الواقفون على حدود الشريعة " خذ قهوة مرة وانتظر أن تجد السكر في القيم السامية "
كأنا ضحكنا من القيم السامية لكنها ضحكت من حبنا مرتين ... هربنا إلينا نفتح الأجنحة لكنها وقفت بيننا مقبلين ... وقفنا نقرع أسنانا حيرة ،حرام على العشاق أن يتجمعا فالأرض تفقد في سيرها دورتين . تقوم البلاد على منعنا وترقص على نعشنا رقصتين أليست سعيدة بالانتصار وقد قتلت بحجر طائرين . من حزننا تفرح القيم الخالدة وتغرس على قبرنا شوكتين. يراها الحزانى على مثلنا فيبكون حفنة من كل عين . لكنها القيم الخالدة ونحن في عرفها فاسقين.
قهوتنا مرة كل مرة لكن مرارتها تحمد فالمر أن لا أقبلك قبل فراقنا قبلتين ...
وتكون قد انصرفت إلى الشؤون العاجلة تنتظر زواجا مطابقا للمجلة. فانكمش عزائك في القهوة المرة على مقام النخيل... فوق النخل فوق بدر لامع خدك يا بدري القمر فوق لامع .. صعبان الفرقة علي سلم عليهم يا با .
انكمش لا مكان للحب في زمن قصف النخيل بفأس القيم السرمدية والحسابات القصيرة في البنوك الراصدة أن تدخل في الاستهلاك والطبقة الوسطى حيث يصير كل شيء قابلا للمفاوضة طبقا لأحكام المجلة التجارية و خيار الشرط المصاغ حديثا بقانون تقاسم الأملاك .
فتت ذكورتك جيدا كي لا تختفي خلف شهوتك وتتحدث عن الحب فأنت تيس جيد ما دمت المعزاة واحدة . فإذا استبد بك الجسد فتذكر أنك تدخل في "الروج" بعشاء واحد في مطاعم حلق الوادي ألست في الطبقة الوسطى التي تستلف على "راس الشهر" منذ اليوم العاشر . هل تعرف الخبز "المشلوش" لا تشرح للعارفين فمن أكله سيقوم عليك إذ تفضح حساباته المصرفية أما من جهله فسيتهمك بقدرتك على اللغة الشارعية. أيها المشلوش يا خبز الطبقة الوسطى التي"تخنصر" الخبز لتجد ثمن وقود السيارة الشعبية. أين مكان الحب في زمن الخبز المشلوش؟ " شلوش" ما تستطيع ففي النساء نساء يصحبنك بربع دجاجة حيث تشاء فلماذا تستعيد حديث الحب في زمن الدجاج .
اقسم أن الحب لم يأكل من حشاشة قلبي واقسم أن لم تتقاسمني النساء فأنا وللضرورة الوطنية قررت وأنجزت ... تيس عاقل بمعزاة وحيدة ...طبقا لأحكام المجلة التي توزع على الخطوط الجوية الذاهبة إلى بلاد القروض المؤجلة الدفع ...

نور الدين العلوي: روائي من تونس
****
abouchedy@yahoo.fr
******

٢٧‏/٨‏/٢٠٠٥

ولادة شعب


ولادة شعب

نــــــــــــــــــــــــــزار حيدر

يوما بعد آخر، تتضح ملامح العراق الجديد، لتتوج بتقدم العملية السياسية إلى الأمام، باعتماد الدستور الجديد في الخامس عشر من تشرين الأول القادم، والذي كانت الجمعية الوطنية قد اعتمدته يوم أمس، بعد أن تم الاتفاق على صيغته النهائية من قبل اللجنة المسؤولة عن تدوينه، اثر توافق الكيانات السياسية وممثلي مختلف شرائح المجتمع العراقي عليها.
فلأول مرة في تاريخ العراق الحديث، يكتب العراقيون مسودة دستورهم بأيديهم، ومن قبل ممثلين منتخبين وغير معينين، ليقول الشعب كلمته الأخيرة فيه، في استفتاء شعبي عام.
لقد واجه المشرعون العراقيون، تحديات (الاحتلال) والإرهاب وابتزاز بعض أيتام النظام الشمولي البائد، الذين تصوروا بأن الدستور لا يمكن تمريره من دون بصمتهم، فلماذا لا يبتزون إذن؟ ولذلك لم نسمع منهم طوال المدة ، رأيا أو اقتراحا يضيف شيئا إلى ما هو موجود على طاولة المفاوضات، وإنما كم هائل من الشعارات والمعرقلات التي انتهت بهم إلى لا شئ، بالرغم من أنهم تطفلوا على العملية الدستورية من دون تفويض حتى من الشريحة التي يدعون تمثيلها، ساعين حتى آخر لحظة، إلى الإمساك بالعصا من الوسط، متأرجحين بين الحنين إلى الماضي والخوف من العراق الجديد، يحدوهم، في ذلك، الإصغاء إلى صوت الإرهابيين الذي ظل يدوي طوال الوقت، ولكونهم لا يتحلون بالشجاعة الكافية، لقول حقيقة ما يجول في أنفسهم، راحوا يتلفعون بشعارات (وطنية) أبدت حرصا منقطع النظير على وحدة العراق، وكأن الباقين يريدون تجزئته، أو يتربصون بها.
لقد أخذ هؤلاء على المسودة، مثلا، ذكرها تجارب الماضي المرير، ناسية أن ذلك من حق الضحايا، من أجل أن لا تتكرر من جديد{كما هو حال دساتير الشعوب التي مرت بتجارب مشابهة لما مر به العراقيون، كاليابان وألمانيا والولايات المتحدة الاميركية وغيرها} وان دل ذلك على شئ، فإنما يدل على إصرارهم على تذكير الجميع، بمناسبة ومن دون مناسبة، بانتمائهم إلى الماضي الأسود.
لقد سعى المشرعون العراقيون، إلى عدم إغفال أية شريحة من شرائح المجتمع العراقي، في إطار وحدة العراق الذي تتسع خيمته لكل العراقيين من دون استثناء أو تمييز، فأعطوا لكل ذي حق حقه، من دون غبن أو تجاوز أو إغفال.
ولا زالت الفرصة قائمة، لإدراج ما غاب عنهم من حقوق بعض من يعتقد أنه لم ينصف في المسودة، لسبب أو لآخر، ليس من بينها بالتأكيد التعمد مع سبق الإصرار.
كما لم ينس المشرعون أن يذكروا الضحايا التي لولا جودهم بالغالي والنفيس، لما نعم العراق بمثل هذا اليوم، ليشهد ولادة هذا العقد الاجتماعي الهام، وأقصد به وثيقة الدستور.
كما أعادوا إلى الأذهان، دور القوى المؤثرة في المجتمع العراقي، التي ساهمت بمواقفها الحكيمة وآرائها السديدة، في إنجاز المهمة التاريخية، وعلى رأسها المرجعية الدينية، التي حفظت العراق من الانزلاق في الكثير من المهاوي والمهالك، خاصة منذ سقوط الصنم.
انه نموذج يحتذى لكل الشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها، تلك التي صيغت دساتيرها من قبل الزعيم الأوحد أو الحزب الواحد، من دون أن يكون لها أي رأي فيه. ففي ظل الأنظمة الشمولية الاستبدادية، لا أحد يعرف كيف؟ ومتى؟ وأين؟ ومن؟ الذي دون الدستور، بل، لم يكترث أحد بالسؤال عنه، لأن وجوده وعدمه سيان، فالحاكم هو الدستور وهو القانون الأعلى وهو القرار، وما الشعب، إلا قطيع يساق بحسب رغبة الحاكم الضرورة الذي لم تنجب نساء العالم مثله.
ولا نقول أن الدستور العراقي الجديد، كامل متكامل، فهو ليس نص سماوي لا يجوز الطعن فيه، كما انه ليس نصا توراتيا لا يحق لأحد أن يعيد النظر فيه كلما ارتأت أغلبية الشعب ضرورة ذلك، ولهذا السبب نصت إحدى فقرات أحكامه الختامية، على مبدأ التعديل ضمن الأطر القانونية، ولكن يكفي المشرعين العراقيين، أنهم بذلوا كل طاقاتهم ولم يوفروا مشورة، أو يألوا جهدا، من أجل التوصل إلى أفضل الصيغ، ولذلك فان المسودة ولدت كأفضل جهد إنساني يمكن أن يدون في ظل الظروف الصعبة والقاهرة التي يمر بها العراق، على أمل أن يتطور النص بمرور الزمن، وكلما تحسنت الظروف الأمنية والسياسية، وبتقادم الزمن بعيدا عن آثار الماضي الأسود الذي مر به العراق والعراقيون.
لقد خيب المشرعون العراقيون ظنون كل الذين راهنوا على تناحرهم، وعلى تغليبهم الانتماءات العرقية والدينية والمذهبية والسياسية على الانتماء للوطن، كما أسقطت النصوص، رهانات كل من ناصب العداء للدين والقيم والمناقبيات {خاصة بعض فلول اليسار المهزوم، التي ظلت تتهجم وتتهم وتطعن وتشكك بكل ما يمت إلى الدين والقيم بصلة، من اتجاهات وقوائم انتخابية ومندوبين ومؤسسات} ليثبت العراقيون أنهم أكثر الشعوب احتراما للماضي من دون التغافل عن المستقبل، كما اثبتوا أنهم أوفياء للتاريخ من دون التوقف عنده، وأنهم حريصون على استحضار الماضي من دون التحجر عليه.
لقد استحضر المشرعون العراقيون، الماضي والحاضر والمستقبل في موازنة قل نظيرها في تاريخ الشعوب، فلم يفرطوا بتاريخهم وانتماءاتهم، على حساب الحاضر والمستقبل، كما انهم لم يستغرقوا في استحضار المستقبل على حساب الانتماء إلى التاريخ، ولذلك خاب من افترى عليهم التخلف والجمود والانكفاء والانطواء، ممن حاول الطعن في عقليتهم المنفتحة والمتنورة، كما خاب من سعى إلى وصمهم بالانقلاب على ماضيهم وانتماءاتهم التاريخية، وارتدادهم على ثوابتهم المبدئية، وبكل أشكالها، وبالتنكر لهويتهم وانتماءاتهم.
لقد أكدت مسودة الدستور العراقي الجديد، مجموعة القيم والمبادئ الإنسانية والحضارية التي لا تنفك عن الهوية الإسلامية الأصيلة {وليست تلك التي اغتالها الإرهابيون باسم الدين، أو اختطفها المتحجرون من الآخرين} فأكدت المسودة على؛
أولا: وحدة العراق، أرضا وشعبا، وسيادته على خيراته، ولقد ترجمت المسودة هذا الحرص باعتمادها النظام اللامركزي(الاتحادي) كأنسب أنواع الأنظمة السياسية والإدارية للعراق، بما يحقق أعلى حالات المشاركة الشعبية في الحكم، وللحؤول دون تكرار تجارب الأنظمة الشمولية، أو نمو الديكتاتوريات، التي تطغى إذا استأثرت.
ثانيا: هوية العراق الوطنية الأصيلة التي ساهم في بلورتها الإسلام، بقيمه الإنسانية ومبادئه الخالدة وأسسه وثوابته الراقية وأئمته وعلمائه وفقهائه، والتنوع بكل أشكاله، وتراث الحضارات التي تعاقبت في هذا البلد.
ثالثا: تقاسم الخيرات والثروات التي وهبها رب العزة لهذا الشعب الأبي، من دون استئثار منطقة على أخرى، أو شريحة على ثانية، فضمن بذلك حق الأجيال القادمة في الثروات الطبيعية التي عدها الدستور، ملكا لكل العراقيين من دون استثناء.
لقد تجاوزت المسودة كل الألغام التي كان قد زرعها قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية، فألغى كل ما يمت بصلة إلى الثالوث المشؤوم (الفيتو والتوافق والمحاصصة) وبذلك يكون الدستور قد أعاد الاعتبار الفعلي والقانوني، وليس الصوري، لصندوق الاقتراع، ليعتمد، بالتالي، صوت المواطن العراقي، كميزان وحيد لتحديد اتجاهات الرأي العام في العراق الجديد، ولبناء مؤسساته الجديدة، على أساس المساواة وتكافؤ الفرص واعتماد قيم الكفاءة والخبرة والنزاهة، والتداول السلمي للسلطة.
كما أعادت المسودة، المرأة العراقية إلى موقعها الطبيعي في المجتمع وعملية البناء والمشاركة في الشأن العام، والذي كانت قد أزيحت عنه في ظل النظام الاستبدادي الشمولي البائد.
وبالرغم من إيماني بأن المسودة هي أفضل ما يمكن أن يدون في الوقت الحالي، إلا أنني أرى أن من المناسب أن أدلي برأيي فيها، بنظرة عامة شاملة.
شخصيا كنت أتمنى أن لا يستغرق الدستور بكل هذه التفاصيل، لأن الدستور{أي دستور} فلسفة وليس نصوص، انه روح وليس جمل تصف تباعا.
كما أن الدستور يلزم أن يحتوي، عادة، على المبادئ العامة من دون الاستغراق في التفاصيل التي يجب أن تناط بممثلي الشعب (البرلمان) الذين سيأخذون على عاتقهم تطبيق تلك المبادئ العامة على الواقع المتجدد لكل جيل من الأجيال، اخذين بنظر الاعتبار الظروف المتجددة التي يمر بها كل جيل، والتي تختلف عادة من جيل إلى آخر.
حتى الإسلام، كدين سماوي منزل من قبل الخالق جل وعلا، لا يحتوي إلا على خمسة أصول فقط {أو ثلاثة على رأي البعض} أما الفروع والأحكام، فلا تعد ولا تحصى، فأصوله ثابتة، أما الفروع فان من حق الفقهاء والعلماء الاجتهاد فيها في إطار تلك الأصول التي لا يحق للمسلم أن يقلد فيها أحد، كائنا من كان، إذ يلزم الإيمان والاعتقاد بها عينيا، وعن قناعة ووعي، ولهذا السبب بقي الإسلام حيا طريا يتجدد بتجدد حاجات الإنسان، لا يضعف أثره بتقادم الزمن وتجدد الأجيال، كما أن هذه الفلسفة هي التي ظلت تثير عقل الإنسان في إطار الاجتهاد، من أجل التجديد في كل آن ومكان.
وهكذا، كنت أتمنى أن يكون الدستور العراقي الجديد، فيأتي على تدوين الأصول ويترك الفروع والتفاصيل للنواب أن يجتهدوا فيها، والا، فلو أن الدستور جاء على ذكر كل التفاصيل، فما الذي نتركه للمشرعين القادمين، إذن ؟ انه نوع من أنواع التجاوز على حقوقهم، وسلبهم القدرة على الاجتهاد والتجديد.
كما أن تجارب البشرية أثبتت، بان الدساتير التي تكتفي بتدوين الأصول العامة، دون الدخول في التفاصيل، تكون أقرب إلى التطبيق والتنفيذ والاستمرار والتطوير والحيوية، منها، عن تلك التي تستغرق في التفاصيل، ولذلك، عد الدستور الاميركي، من أطول الدساتير عمرا من الناحية التطبيقية، لأنه اكتفى بتدوين الأصول فقط، فجاءت نصوصه بست وعشرين مادة فقط، لأن العبرة ليس في النصوص، وإنما في فلسفتها، ومن ثم في الالتزام بها وتطبيقها.
إن لكل جيل من الأجيال المتعاقبة خصوصياته وحاجاته، يعبر عنها تحت قبة البرلمان من قبل النواب المنتخبين، الذين تتجلى مهمتهم ونجاحاتهم في تفسير النصوص الدستورية (الأصول العامة) وصياغتها كقوانين تلبي الحاجة الآنية لكل جيل، ولذلك فرق علماء القانون بين معنى الدستور ومعنى القانون.
أخيرا:
لقد أبدت كل الأطراف، إلا اللمم، حرصا ومرونة ليلتقي الجميع في وسط الطريق، من أجل ولادة هوية العراق الجديد.
كما أبدى ضحايا النظام البائد (الكرد والشيعة على وجه التحديد) حرصا مدهشا على وحدة العراق وشعبه فردا فردا من دون التمييز بينهم، بالرغم من ضغط الشارع الذي كان يتمنى أن يشعر أكثر بأن المشرعين قد أنصفوه إلى درجة كبيرة.
فتحية لكل من ضحى وصبر وعظ على الجراح، وتنازل من أجل المصلحة العليا، لتنتعش الآمال في نفوس العراقيين بولادة الدستور الجديد.
لقد أنجز المشرعون العراقيون{ممثلو الشعب العراقي} ما عليهم، وبقي أن ينجز الشعب العراقي ما عليه من مهمة وطنية، فيقول رأيه واضحا صريحا بالدستور بعد الإطلاع على مسودته ومناقشتها ودراستها والتشاور بشأنها، خلال الشهرين القادمين، قبل أن يقف أمام صندوق الاستفتاء العام ليقول رأيه النهائي، فالمشاركة في الاستفتاء، بغض النظر عن النتيجة، واجب عيني، شرعي ووطني، يمليه علينا حب الدين والوطن والقيم والتضحيات والجهود التي بذلت والأجيال القادمة، التي نأمل أن نورثها ما يعينها على العيش بحرية وكرامة وسلام وأمن وأخوة وسؤدد.

23 آب 2005



TOP MODEL 2005 TUNISIE


TOP MODEL 2005 TUNISIEGrand Casting jusqu’au 20 août !

L’agence Univers event’s & models organise, jusqu’au 20 août, à l’hôtel Abou Nawas Tunis, de 15h00 à 20h00, un grand casting national pour la sélection du concours Top Model 2005 Tunisie.
Trois jeunes filles pourront suivre les traces de leurs aînées, à savoir Sabrina Ben Amor, Norchène Chérif et Kenza Fourati.
Mais avant cela, vingt-quatre candidates, répondant aux mensurations internationales d’un mannequin, seront sélectionnées pour une formation intense en prévision du grand défilé qui aura lieu le 3 septembre.
Les trois gagnantes auront le privilège de représenter notre pays dans les plus grands concours internationaux.
Plusieurs agences de mode et personnalités du monde devraient être représentées ou présentes comme l’agence Metropolitan, Frederic Mitterrand ou encore Claudia Cardinale.
Toutes celles souhaitant participer au casting et être, si elles sont choisies, une des trois finalistes, doivent avoir entre 16 et 23 ans —les mineures doivent obligatoirement et impérativement présenter une autorisation de leur tuteur légal—, mesurer entre 1m 73 et 1m 80 et posséder une beauté fraîche, moderne et unique.
Pour les mensurations, le tour des hanches sera compris entre 89 et 98 cm, celui de la taille entre 59 et 64 cm, celui de la poitrine entre 89 et 93 cm.
Vous possédez tous ces critères ? Alors tentez votre chance !

Z.H

٢٤‏/٨‏/٢٠٠٥

Zohra Lajnef a Découvertes 21 i Tunisie


7E Session de Découvertes 21
De l'audace, encore de l'audace, toujours de l'audace
"Créer ensemble tout en respectant l’identité de chacun", tel est la devise du festival Découvertes 21. Aussi bien les ateliers que les spectacles respectent ce principe. Et c'est pour cette raison que tous les concerts programmés durant ces quatre jours de festivités ont été le fruit d'une réelle recherche musicale. Ils étaient tous des concerts métissés qui brisent toutes les frontières et dépassent toutes les limites.
Zohra Lajnef était la première à relever le défi. Elle s'est produite lors de la première soirée en compagnie de la chanteuse française Guylaine Renaud. Très différentes l'une de l'autre, elles ont pourtant trouvé un point commun: chanter le patrimoine sur un ton de modernité. L’une, troubadour marseillaise qui a interprété un chant marié au conte dévoilant autant de poésie que d’anecdotes et de chroniques. L’autre, bédouine originaire de Gafsa, s’est évadée dans une rythmique bien spécifique du Sud tunisien. Elle suit la danse du vent, s’inspire des chants des montagnes et raconte la vie des nomades. Toutes les deux se sont réunies pour chanter la mémoires de leurs peuples.
"Tambours de Méditerranée" est aussi un spectacle qui marie les cultures dans la frénésie la plus totale. Le groupe Haïmak et des participants volontaires d’El Jem, après quelques jours d’ateliers, ont roulé ensemble les tambours sur l'esplanade de l'amphithéâtre. Leurs mouvements étaient harmonieux et bien fignolés grâce aux baguettes des percussionnistes tunisiens et italiens.
Dans une ambiance plus calme, intervient TransDiwan, un groupe qui essaye de créer un langage commun entre les cultures noire et blanche des pays du Maghreb. C’est une rencontre entre musiciens d’origine transsaharienne, transméditerranéenne, venus du Stambali de Sidi Ali Lasmar à Tunis, du Diwan de Biskra en Algérie et des Daqqas Roudanias au Maroc. Ils ont mélangé le sacré et le profane à travers une transe bien particulière. Une transe qui traduit la déchirure de la séparation et la quiétude d'un instant de prière. Art et Jeunesse El Jem (AJE), l'association qui organise depuis sept ans cette manifestation, a fondé cette troupe avec la collaboration d'une autre association française, Ektic.
En respectant toujours le même esprit du métissage, Découvertes 21 s'ouvre sur la musique électronique en mélangeant les rythmes du Tunisien DJ Kaïs Ben Mabrouk, de l’Italien Tommaso Livoli et du Français Big Buddah. Une architecture sonore qui relie plusieurs conceptions et plusieurs langages dans une ambiance, le moins qu'on puisse dire "électrisante".
Nabil Khémir a ouvert la seconde soirée. Et ce n'est pas par hasard qu'il s'est trouvé là. Pour ceux qui ne connaissent pas cet artiste tunisien, il est un des musiciens qui ne s'arrêtent devant rien pour servir une avide curiosité et une grande audace. Nabil Khémir s’est créé un instrument, nommé “Ray Jam”, moitié luth, moitié guitare, "moitié ange, moitié diable". Grâce à ses cordes combinées, il joue plus facilement les modes orientaux et les rythmes du jazz et du blues. Bref, “Parfum d’orient, parfum d’occident” est le titre de ce concert basé essentiellement sur une improvisation aux diverses sources d’inspiration.
De l'audace, encore de l'audace, toujours de l'audace, Tranteljem est allé très loin dans cette conception de mélange de styles et de modes musicaux. Et ce n'est uniquement pas de musique qu'il s'agit mais aussi de danse. Sur des tapis qui couvrent en entier l’esplanade du colisée, Gianni Bruschi et Maristella Martella, les animateurs de l'atelier danses et musiques de Méditerranée, ont présenté un spectacle aussi original que sympathique. Deux femmes, pieds nus, mèches rebelles couvrant leurs visages, évoluent sur scène. Bien que leurs mouvements soient simples et leur chorégraphie dénudée de toutes figures complexes, elles semblent bouillonnantes d’énergie et de toutes sortes de réflexions. Leurs corps vibrent sur une musique saccadée, comme si elles attendent l'heure d'un jugement ou comme si elles étaient des tigresses qui attendent le moment idéal pour une attaque ciblée. Leurs gestes se répètent inlassablement, mais chaque fois sur un rythme nouveau. Un rythme enflammé par la percussion déchaînée, au point que, de temps en temps, un cri surgit spontanément de la scène. Des voix s’entremêlent aux instruments dans des chants qui s’imprègnent de raï, de chants du patrimoine tunisien, berbère, montagneux ou tout simplement de la Pizzica, expression musicale et danse thérapeutique parmi les plus représentatives de l’esprit italien du sud. Une véritable transe.
Découvertes 21 a consacré le reste de cette deuxième soirée à une transe religieuse avec deux troupes qui ont chacune innové dans le répertoire soufi. D'abord l’ensemble Al Kindi, sous la direction de son fondateur Julien Weiss et le chef de confrérie shikh Habboush, ensuite une Hadhra tunisienne, signée Mounir Troudi. Chacun a eu droit à presque une heure et demie de spectacle (voir encadré) avant de se réunir pour unir leurs voix. Ils ont chanté ensemble, chacun à sa manière, l'amour divin. Un mariage qui prouve que toutes les musiques se rejoignent quand il s'agit d'amour et de sincérité.
Le luthiste tunisien Yadh Elyès et l'accordéoniste français Didier Ithursarry ont présenté à la troisième soirée une "Histoire de cœur". Et quand un cœur est débordant d'émotion, l'histoire ne peut être que passionnante. Complexe et plein de paradoxe, Yadh Elyès a toujours varié les modes, allant de l'oriental aux airs de jazz, tout en conservant une touche de douceur et de tendresse qui caractérise son jeu. Profondément sensuel, le luth de Yadh s'apprête à toutes sortes de création et surtout à l'accordéon, un instrument qui rime parfaitement avec ce luth assoiffé de liberté et d'innovation.
La fête continue avec toujours cette devise de marier les rythmes et les musiques. L’audace est allée jusqu'à marier le flamenco à un orchestre symphonique. La musique improvisée et la musique écrite, une musique guidée par la pulsation spontanée d'un cœur qui bat la chamade et une musique qui ne s'exhale que suite à l'ordre de la baguette d'un maestro rigoureux et discipliné. Juan Carmona était à la guitare, à ses côtés sa troupe et derrière lui l'orchestre. Le flamenco qu'ils jouaient avait un air différent du pur traditionnel. Il était adouci par le son du violon soliste et les gémissements d'une basse électrique. L'orchestre ne semble rien ajouter à l'ensemble de Juan Carmona, déjà bien soudé et qui semble ne s'apprêter à aucun nouvel arrangement. L'orchestre, à peine audible derrière la guitare qui se fait reine, s'est réduit à un simple accompagnement du flamenco.
La fête s'est terminée avec une expérience de qualité, celle de Tesmine jazz. Accompagné d'un piano et d'un saxophone, Dorsaf Hamdani a donné libre cours à une vocalise bien particulière. Elle chantait les maouel des qasid, et même des airs de la musique Rahabani, avec une voix sûre et cristalline, pleine d'ornement et d'intonation. Elle semble vouloir se libérer des mots et des rimes, les vers qu'elle interprète perdent leur rythmique et obéissent à la loi de l'improvisation. Spontanément et avec beaucoup de grâce, cette chanteuse de haute performance vocale, change de répertoire, en suivant tantôt les instruments occidentaux, tantôt les instrument orientaux, à savoir le luth de Khaled Ben Yahia et le violon de Béchir Selmi, et la percussion de Lassaâd Hosni qui étaient comme un trait d'union entre ces deux mondes.
Une clôture satisfaisante qui confirme la devise de ce festival qui, malgré son jeune âge, arrive à s'affirmer grâce à une profonde conviction que sans audace rien ne peut être réalisable.
Héla HAZGUI

٢٣‏/٨‏/٢٠٠٥

سيناريو للفنان ضياء أحمد


الدرس الأخير
سيناريو من مشهدين
ضياء احمد عبد الرزاق

الشخصيات
حسوني
أم حسوني
كراريس بيضاء لم يخط عليها شي بعد
أحواض ماء معده للوضوء
سجادات وترب وسبح
أوراق صحف للف وليست للقراءة
راكب الدراجه

الدرس الأول

ولدي صاحب العشره اشهر ترك لعبه لكي يودع اصدقاءه الذين لايعرفهم على الكرستال الأزرق, حاول ان يقوم ......... لا يستطيع يجلس
يقوم.......لايستطيع.........يجلس
يقوم .........يجلس
قيام...جلوس
قيام جلوس
اصدقاءه الذين غادروا الدرس بعد آخر جلوس.. الى.......
ابي الى اين غادروا ؟
الى ورق الجرائد والسلفون ,واسطح المنازل
هذا كراس
دار... دور...احمر...اسود
دار...احمر
دور احمر+ اسود
الكراس الاول: نحن لم ناخذ جدول الضرب .
الكراس الثاني: إليس هذا الضرب كافيا.
احمر...اسود...اسود...اسود اسود اسود
ممنوع هذا اللون..محرم هذا اللون يا ولد!
لايوجد هذا اللون في الكتب الصفراء.
الكراس الاول: هل تعرف سبب ارتفاع اسعار النفط؟
الكراس الثاني: نعم بسبب استخدامه النفط مع الصلاه الان.


_1
أبي ماذا تعني حسينية؟
اسكت يا ولد اش اشششش اشش
اخاف ان يكون قماطك ورق الجرائد.
ملاحظه ( الجريده هنا ليست للقراءه , ولكن لقماط الاطفال) اكتشاف خاص بالمخرج.

الدرس الثاني

عند ركوبه الدراجة النارية هناك تذكر اخته ذات السته عشره عاما وكيف انتحرت بسبب عدم تزويجها من جارهم الحلاق الذي لايتوضئ إلا ثلاثه مرات والهارب من بلده المحروق.

الراكب: لو كنت ساعتها في البيت لكنت قد منعتها ولكن الحد لله رب العالمين كنت ساعتها في المسجد.
قبل ان يربط اسلاك بطاريته لكي يستفز تللك الخلايا الميته.رائ امه وهي تبكي على ابنتتها وكيف ان اطفال الحي بدوا بالضحك عندماكانت تذهب الى السوق ,لقد كان واثقا ان الاطفال هم سبب دمار العائله.
الراكب: يجب زياده كميه العجين (ملاحظه العجينه هنا ليست للاكل).
ام حسوني: قد اكملت عجن الحنونه* لحسوني عندما يعود من المدرسه فهذه السنه الاولى له وهو يحب خبز امه.
الراكب: يجب ان اربط الاسلاك جيدا.
حسوني وقد ربط حقيبته بعد ان وضع جميع كتبه.
الراكب: والعجينه هكذا ( ابتسامه مليئ بتقوئ الحب لكل ما هو احمر).
الراكب: توكلت على الله . وشد العزم على تحرير الاوطان من كل الذين يشمتون من موت المراهقات .
حسوني يركض بسرعه حتئ لاتاخذ اخته الاكبر رغيف الخبز الصغير
الراكب : انتظروني ايها الاولياء والصالحيين سوف نتغدئ سويه.
ام حسوني اخرجت رغيف حسوني اليوم محروق
رغيف حسوني اليوم محروق
حسوني اليوم
يارب استر
الراكب : يجب الان لايكبروا اخوت الحلاق ويتعلموا الوضوء ثلاثه مرات
بسم الل ب...م....ب..م..
ب..........م..........بم بم بم بم بم بم
يابه بس حسوني بعد ما اكل حنونته؟
ابني حسوني الان ياكلها مع الاولياء والصاحين.

* الحنونة رغيف خبز صغير يقدم الى الاطفال في العراق
2005 نيسان

في ستوديوهات طارق بن عمار السينمائية بتونس

تصوير الفلم الأمريكي "لاست ليجيون،الكتيبة الاخيرة» بالمدينة ا لسينمائية » امبايار ستوديو الحمامات»
ادى وزير الثقافة التونسي زيارة الى استوديوهات المدينة ا لسينمائية » امبايار ستوديو الحمامات» بمنطقة لطرش ببئر بورقبة
وتعرف الوزير على خصائص هذه الاستوديوهات التي تمتد على مساحة تصل الى 11 هكتارا وتشهد حاليا تسجيل وقائع الفلم الثامن منذ احداثها سنة 2001 وهو بعنوان"لاست ليجيون،الكتيبة الاخيرة» من اخراج امريكي وبمشاركة حوالي 200 تقني من جنسيات عديدة.
وابدى الوزير اعجابه بهذا الانجاز الهام لمساهمته في تعزيز اشعاع تونس كوجهة للصناعة السينمائية من الطراز العالي ولما يتيحه خاصة من فرص لابراز ما تتمتع به الكفاءات التونسية من الشباب من مهارات وقدرة على اتقان العمل في هذا المجال .
وأشار صاحب المشروع السيد طارق بن عمار من جهته إلى أن تكوين الفنيين التونسيين في مختلف مراحل تصوير الأفلام من الديكور والتمثيل إلى التصوير والتركيب مثل اختيارا أساسيا لشركة"امبايار للانتاج" في استوديوهاتها بما يمكن من تكوين كفاءات تونسية تساهم بدورها في دعم استقطاب الانتاجات السينمائية الضخمة مضيفا ان المخابر السينمائية بقمرت ستساهم هي الأخرى بقسط كبير في ربح الوقت بالنسبة إلى المخرجين والمنتجين فضلا عما ستوفره من احدث تكنولوجيات التركيب السينمائي في تونس .

٢١‏/٨‏/٢٠٠٥

تأبين شهيد المحراب في واشنطن

في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاده:


الجالية العراقية في واشنطن تؤبن الشهيد الحكيم

أبنت الجالية العراقية في العاصمة الاميركية واشنطن، ليلة أمس (الخامس من حزيران) شهيد المحراب أية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم، في ذكراه السنوية الثانية.
وقد تخلل المجلس التابيني الذي أقيم في مركز دار السلام، والذي حضره جمهور غفير من العراقيين والعراقيات وعدد من أبناء الجالية العربية والمسلمة المقيمة في العاصمة واشنطن، عدد من كلمات التأبين والرثاء، بالإضافة إلى قصائد شعرية لشعراء عراقيين معروفين.
وقد بدأ الحفل التابيني الذي أداره وقدمه الأستاذ محمد الطريحي، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، شنف بها أسماع الحضور الأستاذ محمد الخفاجي، ليعتلي المنصة بعد ذلك، الأستاذ السيد كريم الموسوي، ممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، في العاصمة واشنطن، ليلقي كلمة المجلس، التي حيا فيها صاحب الذكرى، مستعرضا جوانب من فصول العملية السياسية الجديدة في العراق قائلا:
إن إحياء ذكرى استشهاد شهيد المحراب( رض) هو إحياء للقيم والمبادئ التي نذر الشهيد حياته من أجل تكريسها وضحى بنفسه لتحقيقها، وعلى رأسها إنقاذ العراق من الديكتاتورية الغاشمة التي أعادت البلاد إلى القرون الوسطى ودمرت كل شيء فيه، الإنسان والدولة والبيئة والبنية التحتية، حيث بذل رضوان الله تعالى عليه جهوداً مضنية منذ مجيء النظام الديكتاتوري إلى السلطة، لتحقيق هذا الهدف الكبير فلم تثنه العراقيل والتحديات والمصاعب والتضحيات، عن مواصلة مسيرته الجهادية، والتي من ضمنها جريمة النظام باعتقال وقتل العشرات من علماء الدين والأساتذة من أسرته الكريمة.
وفضلا عن مناداته بالحرية للشعب العراقي، طرح الشهيد مبدأ أساسيا للمستقبل ألا وهو؛ أن الشعب هو صاحب الكلمة العليا والرقم الصعب في رسم المستقبل السياسي للعراق، فرفض كل تجاوز أو تهميش أو إقصاء لدوره في تقرير مصيره، وأكد فوق كل ذلك، على أن الإسلام، الذي هو دين الأغلبية الساحقة للشعب العراقي، ولذلك ينبغي احترامه كهوية للشعب ودين رسمي للدولة ومصدراً من مصادر التشريع رافضا سنّ أي قانون يتعارض مع أساسياته وثوابته المجمع عليها، وشدد على تشكيل حكومة عراقية منتخبة أساسها العدل والمساواة، منبثقة عن دستور يصوغه ممثلو الشعب، وتتم المصادقة عليه باستفتاء شعبي عام.
وأضاف الموسوي:
إن ما تمر به بلادنا اليوم من مرحلة غاية في الأهمية، إذ أن إعادة بناء أمة خربت بالكامل، وفي خضم هجمة إرهابية واسعة النطاق ومعقدة تحاول تخريب بناء العراق الجديد وفق منهج التعايش والأخوة وحقوق المواطنة والتكافؤ في الفرص، بين جميع مكوناته المتنوعة، هذه المكونات التي عاشت متئالفة لقرون مضت بمحبة وتآخي وفق منطق حقوق المواطنة، هذا التنوع الذي هو مصدر أساسي لثراء العراق الحضاري والذي بدونه لا يمكن أن نتصور عراقا حقيقيا مستقرا يعيد دوره الحضاري في المنطقة والعالم، هذه المرحلة تتطلب وقفة حكيمة من جميع رجالات العراق وعقلائه في التأكيد على الوحدة الوطنية لدحر الهجمة البربرية التي تواجهنا جميعا، ووعي خطورة ذلك بالعمل الجاد في تجاوز كل الصعوبات التي تحول دون إتمام البناء السياسي والإداري للبلاد وتعطي الفرصة للإرهابيين في الاستمرار في التدمير تحت شعارات مزيفة همها الأول هو إيقاف التجربة العراقية الجديدة والرائدة.
وأضاف ممثل المجلس الأعلى في العاصمة واشنطن:
كما هو معروف لدينا جميعا، فقد مثلت انتخابات كانون الثاني الماضي وولادة الجمعية الوطنية، منعطفا في تاريخ العراق المعاصر والتي أعقبها تشكيل الحكومة المنتخبة، كما أن عملية إعداد وصياغة مسودة الدستور الجارية حاليا بعد الجهود الخيرة في إشراك الإخوة المقاطعين للانتخابات، والمراحل المتقدمة التي وصلت لها عملية الإعداد، ما هي إلا إشارات خير وأمل في إعداد دستور عراقي حضاري متوازن، دستور دائم يحفظ لكل عراقي حقه وللأجيال القادمة حقوقهم ومستقبلهم.
كما أن الخطى الحثيثة التي تسير فيها الخطة الأمنية في البلاد أعطت الكثير من الدلائل بتراجع الإرهابيين القتلة لو قيست هذه الأعمال الإجرامية في استهداف المدنيين الأبرياء دون القوات الدولية أو حتى المؤسسات الحكومية، وان الحكومة ماضية بعون الله تعالى، في تحقيق الهدف الأمني المنشود، ومن هذه الدلائل أيضا نعتقد بوجود وضع إعلامي جديد في القنوات الإعلامية حيث تتم إدانة الإرهاب خصوصا أن الإرهاب الذي يقع في العراق قد ارتبط بخطف الدبلوماسيين الأجانب وقتلهم أو اغتيالهم.
كما يوجد مؤشر آخر على مستوى فتاوى بتحريم وتجريم العمليات الإرهابية، وهو ما يمكن تسميته بتحول نسبي ضد الإرهاب كفتوى الأزهر ومواقف بعض علماء السعودية وفي المنطقة في هذا الاتجاه، أما على المستوى السياسي والدبلوماسي، فهناك العديد من الأصوات السياسية والدبلوماسية المتصاعدة وعلى مستويات رفيعة في إدانة الإرهاب والقتل العشوائي، فضلا عن التعاطف والدعم السياسي والمادي الدولي للعراق في بناء قدراته لحماية تجربته الجديدة والتي من المهم استثمار هذا الدعم الدولي لخير العراق.
وأضاف الأستاذ الموسوي، قائلا:
إن تنامي قدرات الجيش والشرطة، مع تجاوب جماهيري مضطرد ليس على مستوى التأييد وإنما على مستوى إيصال المعلومة الأمنية والتعاون الطوعي والانسجام مع تحركات القوات الأمنية العراقية ضد مناطق التوتر، وأيضا تفعيل الاتفاقيات الأمنية مع دول الجوار وما تمخض عنه مؤتمر وزراء داخلية دول الجوار العراقي في تركيا، كلها وقفات مهمة ستؤدي إلى انحسار العمليات الإرهابية ودحر الإرهاب.
بعد ذلك، اعتلى المنصة، السيد حامد الاعرجي، إمام وخطيب مركز دار السلام، ليلقي كلمة المركز بالمناسبة، والتي حيا فيها صاحب الذكرى، متطرقا إلى ابرز ما تميز به الفقيد السعيد من خصال، كالعلم والجهاد والتضحية والإيثار، داعيا إلى أن تكون الذكرى محطة للعراقيين يتزودون فيها من وقود الصبر والتضحية الذي يعينهم على مواصلة المسيرة التي ضحى من اجلها الشهداء الأبرار، وعلى رأسهم العلماء والفقهاء، ومنهم شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم.
أما الدكتور العبيدي، فقد قال في كلمته التي ألقاها بالمناسبة:
لم تمر الذكرى الثانية لاستشهاد آية الله الحكيم هذه السنة كذكرى عابرة قبل سنتين، بل زادها حضورا في الأذهان، هذه المجازر البشرية التي ينفذها الحاقدون على العراق، كما أحياها سجل عراقي يتحدث عن الانتهاكات الكثيرة لأمن الوطن داخليا وخارجيا، كنا نظن أنها اندثرت تحت ركام النظام السابق، وكأن الأزمة والمعاناة، ومضاعفاتها لم تكن درسا للجميع يتعضون منه ويستندون إليه في معالجة المستجد من المشاكل والخلافات.
وأضاف الدكتور العبيدي قائلا:
نحن نعجب، أصحيح أن الوطن لم يكن قادرا على العودة إلى بر الأمان والاطمئنان؟ وكأن هذا البلد كتب عليه أن لا يعيش مستقرا، فقد تكالبت عليه المشاكل في الداخل ومن جيرانه في الخارج، وبدأ الحاقدون يتطلعون إليه وكأنه رجل مريض لا بد من اقتسام أملاكه قبل أن يموت.
هذه هي عصابات القتل والتخريب تنخر في جسده الدامي، وهذه حدوده مخترقة من قبل دول الجوار، كل منهم ينهش في الجسد العراقي ما يعمق النهش والاستحواذ على الأرض والثروة، متذرعا بقرارات الأمم المتحدة، وما دروا أن هذه القرارات الباطلة اتخذت في وقت كانت الدولة فيه قد وهنت وأبناؤها غيب عنها، إنها فرصة لتثبيت شرعية الباطل في أراضيها في ظل حكومة منهوكة القوى، لا تقوى على الحفاظ على أمن الوطن وسلامته، ناسين أو متناسين قول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي يقول فيه؛ { فان الحق القديم لا يبطله شئ} فالعقل مضطر لقبول الحق، فلا تدعوا الآخرين يأكلون حقوقنا ويجعلوننا من المستضعفين، نعم انه مشهد رهيب يكاد أن ينطق بصوت الكارثة القادمة من وراء حجب الغيب.
وواصل الدكتور العبيدي كلمته قائلا:
لقد طالبت، أيها السيد الشهيد، بوحدة الشعب العراقي وهم يقسمون، وطالبت بجلاء الحقيقة للشعب، عن كل صغيرة وكبيرة، وهم يسكتون، نأمل أن يقتدي بك كل من سار في طريق الحق، لنصل إلى ساحل النجاة.
وأضاف:
بعد زوال عقدة صدام، يفترض أن لا تكون هناك مبررات، لتكرار ما مل الناس من تكراره، وسماعه، كالمجازر الجماعية ونهب أموال الدولة وتحطيم المؤسسات والتفريط بالأرض والثورة والإنسان، حددوا المواقف أيها السادة من قضايا الوطن، بفكر منفتح لا مكان للتحجر والتخلف فيه، ولا لأعداء الوطن.
ثم خاطب الدكتور العبيدي، صاحب الذكرى، بقوله؛
إن وراء جريمة اغتيالك كان همك الوحيد بوحدة الوطن، وأرض الوطن وإنسان الوطن، لقد قتلوك يا حكيم الحكمة ولا أحد يدري من قتلك؟ لم لم يحفضوك؟ ولم لم نسمع تحقيقا باستشهادك، ولم نقرأ شيئا منشورا عنه؟ أهكذا هي أرواح المخلصين من أمثالك رخيصة عندهم؟ إنها غالية وأغلى من الذهب عندنا.
وعودة إلى الذكرى سيدي، ترى، من يعوضك للوطن؟ أهذه الكلمات الرنانة التي لا يؤمن بها حتى أصحابها؟ قتلتك المبادئ وخائنيها حتى لا يجدوا سبيلا لها.
إن الذين تآمروا عليك رسموا لدولة العراق أن تبدأ مع النقص، والنقص يعني بداية التدهور وما ظنوا أن المبادئ الحق والعدل هي فوق النقص، نحن لا نريد أن نرى معدل النقص يعلو على العدل والقوة، لكن كما يبدو، حدث ذلك، فان حلت لا سامح الله، كانت بداية التعثر والضعف والوهن.
وفي الحفل التابيني، كانت للقافية حضورها الكبير من خلال قصيدة الشاعر العراقي الأستاذ حميد الخاقاني، الذي ألهب بأبياته الشعرية المؤثرة أحاسيس الناس وعواطفهم، مستذكرا فيها الشهيد السعيد ومآثره، ومعرجا إلى الحالة التي يمر بها العراق اليوم على يد عصابات القتل والتكفير والموت، ومجددا العهد مع الشهداء الأبرار، بالمضي قدما في طريق الإيثار والتضحية من أجل بناء عراق حر كريم خال من الاستبداد والديكتاتورية والتمييز.
بعد ذلك ألقى نـــــــــــزار حيدر مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن، كلمة تحدث فيها عن فلسفة إحياء الأمم والشعوب لذكرى شهدائها الأبرار، فيما تطرق، في جانب آخر من كلمته، إلى الظروف والتطورات التي يمر بها العراق حاليا، قائلا:
إن قيمة الأمم تقاس بإنجازاتها التي تقاس، بدورها، بتضحيات شهدائها، ولذلك تهتم الأمم والشعوب بتخليد ذكرى تضحيات شهدائها وتفخر بها بين بقية الأمم، لأن أمة لا تحيي ذكرى شهداءها، لهي أمة ميتة، وان شعب يتصور بأن شهداءه أموات، لهو شعب ميت، أما الشعب الحي، فهو الذي يتذكر شهداءه وتضحياتهم، ليعرف دائما أين يقف؟ وماذا أنجز؟ وكيف وظف التضحيات أحسن توظيف من أجل حياة أفضل.
كما أن حجم التضحيات لكل أمة من الأمم دليل على ضخامة الإنجاز، أضاف نــــزار حيدر، فالإنجاز الضخم لا يمكن أن نتصوره بتضحيات قليلة وبسيطة، ولأن إنجاز العراقيين اليوم كبير وتاريخي ومفصلي، لذلك جاءت تضحياتهم كبيرة جدا فاقت، ربما، حد التصور، فضحى هذا الشعب بعلمائه وفقهائه وشبابه وكباره وصغاره ومثقفيه، وكذلك برجاله ونسائه، وكل ذلك من أجل أن يأتي الإنجاز كبيرا يستوعب تصحيح الخطأ التاريخي الذي بني على أساسه العراق الحديث، وليس شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم، إلا واحدا من ذالك الطراز الرفيع من الشهداء الأبرار الذين قدمهم الشعب العراقي من أجل أن يحيى حرا كريما أبيا، رافضا للظلم والضيم.
إن إحياء ذكرى الشهداء الأبرار، مسؤولية في أعناق العراقيين، ليتذكروا تلك التضحيات الجسام، من أجل أن لا يفرطوا بها، في كل الظروف، ولقد فعلت الحكومة العراقية خيرا، عندما أعلنت يوم السابع من حزيران، يوما للشهيد في العراق، لتبقى دماء الشهداء في ذاكرة العراقيين تعيش معهم دائما.
وأضاف نـــــــــزار حيدر متحدثا عن المدرستين اللتين يمثلهما الشهيد وقتلته، قائلا:
إن الحديث عن ذكرى الشهيد، هو حديث عن معالم مدرستين متناقضتين، متوازيتين لا يمكن أن يجتمعا حتى قيام الساعة، الأولى التي يمثلها الشهيد بتضحياته، والثانية هي التي يمثلها قتلة الشهيد وسافكي دمه الطاهر.
الأولى التي تعتمد الحق والصدق والإيثار والتضحية والعلم والمعرفة والجهاد، من أجل خير الإنسان وسعادته وحريته وكرامته، والثانية التي تعتمد الكذب والتزوير والكراهية والبغض للحق وأهله، والقتل والدمار، لأنها لا تحب الحياة والخير للإنسان، كانسان، إنها تتمنى الموت للناس وتكره الحياة لهم.
ولذلك رأينا، أضاف حيدر، كيف أن القتلة والإرهابيين، يعمدون إلى كل الوسائل الخسيسة والأدوات غير الشريفة من أجل أن يقتلوا أكبر عدد ممكن من العراقيين الأبرياء، بعد أن وظفوا الفتوى الطائفية الحاقدة، يدعمهم المال الحرام والإعلام الطائفي المضلل للحقيقة، ومتشبثين بقيم صالحة هم أبعد ما يكونوا عنها، كالجهاد والمقاومة، فأية مقاومة هذه التي تقتل الأبرياء من المواطنين كل يوم وليلة؟ وأي جهاد في سبيل الله تعالى ذلك الذي يقتل أفراد الشرطة والجيش الجديد؟ وهم الذين يدعون بأنهم يقاتلون لطرد المحتل من البلاد؟ فإذا كانوا ينوون ذلك بالفعل، فلماذا يقتلون الشرطة التي تسعى لتقوية بنيتها لتكون قادرة على استلام المهام الملقاة على عاتقها من القوات متعددة الجنسيات؟ ألا يعني ذلك أنهم يساهمون بدرجة كبيرة في إطالة أمد (الاحتلال)؟ أم أنهم يريدون من القوات الأجنبية أن تغادر العراق ليستلموا العراق، فيعيدوا عقارب الزمن العراقي إلى الوراء ، فيعيدوا نظام المقابر الجماعية وحلبجة والأنفال والحروب العبثية إلى ربوع هذا البلد الطيب، كما أشار إلى ذلك، الزمرة التي اجتمعت مؤخرا في بيروت لتمجد ما أسمته بــ(ثورة السابع عشر من تموز، وقيادتها الأسيرة) من دون أدنى اكتراث بمشاعر أسر الضحايا ، ومن دون الأخذ بنظر الاعتبار التطورات الجديدة التي يمر بها العراق، وكأنهم يعيشون خارج الزمن العراقي الجديد، أو أنهم يتعمدون الإصرار على كشف هويتهم الحقيقية التي تنتمي إلى النظام الشمولي البائد.
عن الملف الأمني الذي لا زال يشهد تدهورا خطيرا، قال نــــــــــــــزار حيدر:
كلنا يتذكر آخر خطبة جمعة كان الشهيد الحكيم قد ألقاها في الصحن الحيدري الشريف، عندما طالب فيها بتسليم الملف الأمني إلى العراقيين، معتبرا أنهم الأقدر على التعامل معه بشكل صحيح وفاعل، ومنذ ذلك اليوم ولحد هذا اليوم، بقي الملف الأمني هو الهاجس الأكبر الذي يقلق العراقيين، من دون أن ينجح الاميركيون والحكومات العراقية المؤقتة التي تعاقبت على السلطة في بغداد، في إنجاز شئ مهم يذكر، إذ لا زال الدم العراقي المسفوك ظلما وعدوانا هو اللون العام الطاغي على بقية الألوان والذي يصبغ حياة العراقيين، فلماذا يا ترى كل هذا القتل والعنف والإرهاب الأعمى ؟ لماذا لم تنجح الحكومة العراقية في تحسين الوضع الأمني للعراقيين؟.
أعتقد أن هناك أسبابا كثيرة، قال نـــــــــــــــــــزار حيدر، لعل من أبرزها:
أولا؛ لا زال الإرهابيون وأيتام النظام البائد يعشعشون في الأجهزة الأمنية، ويسيطرون على مفاصلها المهمة، وهذا ما أشار إليه رئيس الحكومة الدكتور الجعفري في مؤتمره الصحفي الأخير قبل يومين، فلماذا، يا ترى، لا تتصرف الحكومة بحزم مع هذا الأمر؟ ماذا تنتظر لتبدأ عملية واسعة وحازمة لتطهير الأجهزة الأمنية من هذه العناصر؟ لماذا لا تتكئ الحكومة على كل هذا الدعم الذي لقيته من العراقيين، وهي الحكومة المنتخبة من قبلهم، لتنفيذ خطة التطهير هذه؟ ألم تدعمها المرجعيات الدينية وكبرى الأحزاب السياسية وجل العراقيين؟ فلماذا لا تتحلى بشجاعة أكبر من أجل أن تبدأ بتنفيذ عملية التطهير بأسرع وقت، والله تعالى يقول في محكم كتابه العزيز{يا يحيى خذ الكتاب بقوة} في إشارة إلى وجوب أن يتعامل المسؤول بحزم وصرامة من أجل تأمين الحماية اللازمة لأرواح المواطنين.
يجب أن تناط مهمة إدارة الأجهزة الأمنية، بضحايا النظام الشمولي البائد، فهم الأحرص على حماية العراق والعراقيين من الإرهاب، فهل يعقل أن ننتظر من أيتام النظام البائد، أن يكونوا حازمين في التعامل مع الإرهابيين، وهم الذين ينتظرون بفارغ الصبر، النزو على السلطة من جديد؟.
لا شك أن ضحايا النظام البائد، هم الاحرص على أرواح العراقيين من هؤلاء، ولذلك يجب إناطة مسؤولية الأمن إليهم وبأسرع وقت، لنضع حدا للعبة الموت والدمار والقتل التي يتعرض لها العراقيون يوميا.
ثانيا؛ كذلك فان عدم تنفيذ أية أحكام قضائية صدرت حتى الآن بحق عدد من الإرهابيين، وكل هذا التساهل في تقديم الطاغية وزبانيته إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، والذي سوف لن يكون بأقل من الحكم عليه بالإعدام، لعب دورا في تمادي الإرهابيين في غيهم، واستمرارهم في أعمالهم الإجرامية.
إن السبب في ذلك، هو سيطرة أيتام النظام على الجهاز القضائي، والحيلولة دون استلام ضحايا النظام لهذا الملف المهم والخطير، ولذلك فان على الحكومة أن تبادر كذلك إلى تطهير جهاز القضاء من العناصر الفاسدة والمتعاطفة مع الإرهابيين والنظام البائد، ليتم بالتالي الإسراع في تنفيذ الأحكام ضد كل من يثبت تورطه بعمليات القتل للأبرياء، أو مشاركته في عمليات التخريب التي تطال البنى التحتية.
ثالثا: وهناك السبب المهم الآخر الذي يحرض على العنف والإرهاب، ألا وهو الفتوى التكفيرية التي لا زال يصدرها فقهاء الإرهاب من المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، وفي عدد من دول الجوار.
إن القتلة والإرهابيين يتلفعون بالفتوى الطائفية ليمارسوا عمليات القتل اليومية، ولذلك، فإذا أردنا ان نكون جديين في محاربة الإرهاب، علينا أولا إن نضع حدا للفتوى التكفيرية الطائفية، لنجفف الأرض والمنابع التي يقف عليها ويتغذى منها الإرهابيون، وبهذه المناسبة، فأنا أدعو البرلمان العراقي المنتخب، الذي يمثل الأغلبية الساحقة من العراقيين، أن يتقدم بمشروع قرار إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، {الذي أصدر مشكورا، مؤخرا، قرار الإدانة ضد الإرهاب في العراق} يعتبر الفكر التكفيري فكر إرهابي محظور لا يجوز التعامل معه والترويج له، بأي شكل من الأشكال.
وكخطوة عملية للتخفيف من وطأة الإرهاب على العراقيين، اقترح نـــــزار حيدر على البرلمان العراقي أن يصدر قرارا يجيز للعراقيين الدفاع عن النفس، وهو حق مشروع تمنحه للإنسان كل الشرائع والأديان السماوية، واللوائح والقرارات الدولية، قائلا:
إذا كان الاميركيون عاجزون عن تأمين الحماية لشعبنا حتى في إطار قرارات الشرعية الدولية، وإذا كانت الحكومة العراقية لم تنجح حتى الآن في استتباب الأمن، فعلى البرلمان العراقي أن يشرع قانونا يجيز للمواطن العراقي ممارسة حق الدفاع عن النفس، والا، ففي غير هذه الحالة، سيظل الدم العراقي يجري انهارا، من دون أن يرى العراقيون أي نور في نهاية النفق الإرهابي المظلم.
بعد ذلك، ألقى الشاعر العراقي المعروف الأستاذ سعيد الوائلي، قصيدته العصماء التي أعادت إلى ذهن الحضور، صورة العراق وشهدائه وتضحيات أبنائه، كما صور فيها الأمل الذي لا زال يرتسم في أذهان العراقيين في بناء عراق جديد خال من الاستبداد والديكتاتورية، ينعم تحت خيمته الواسعة كل العراقيين، بالعزة والكرامة والأمن والسعادة والمساواة.
وكان مسك الختام، أبيات من الرثاء الحسيني الحزين، ومجلسا حسينيا، ألقاه الشيخ أحمد الحائري، الذي قال بأن التاريخ يكرر نفسه دائما، سواء بصفحات الخير أو بصفحات الشر، ولذلك نرى كيف أن القتلة والإرهابيين يمارسون نفس الأساليب التي كان يستخدمها كل الطغاة على مر التاريخ، ومنهم بني أمية الذين قتلوا ابن بنت رسول الله وسبطه الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) بدم بارد، من دون أن يكترثوا لمكانته من رسول الله (ص).
وفي ختام برنامج الحفل التابيني، تقدم الأستاذ الطريحي بالشكر الجزيل لكل الحضور لمشاركتهم الكريمة في إحياء الذكرى السنوية لشهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم.
يذكر أن عدد من وسائل الإعلام، كانت قد حضرت الحفل التابيني، منها قناة الحرة التي غطت جانبا منه في نشراتها الإخبارية.

١٩‏/٨‏/٢٠٠٥

الابداع بين السرقة والملكية الجماعية

الملكية الفكرية مقابل "الحرية الفكرية"
تشجيع على الإبداع أم اغلاق باب المشاركة؟

هل تعرف اسم مخترع الخبز أو مؤلف كتاب ألف ليلة وليلة؟ إنها منتجات فكرية تعاقب على تطويرها أشخاص مجهولون. واليوم يحتفل العالم بيوم الملكية الفكرية، لكن السؤال يظل مفتوحاً: هل تخص الأفكار أصحابها أم أنها ملكية عامة للجميع؟
يرتدي كل منا ملابسه، التي ربما تحمل علامة تجارية شهيرة أو مجرد اسم مصنع بسيط. وترجع فكرة الملابس، وإن اختلفت تصميماتها، إلى الفكرة البسيطة التي اخترعتها إحدى النساء، أو ربما كل النساء منذ العصر الحجري، في الوقت الذي خرج فيه الرجال للصيد والبحث عن طعام. ولا يتساءل أحد عن مخترع الخبز، الذي يمثل أهمية كبرى في حياتنا، ولا تخلو منه موائدنا. وغيرها من المنتجات الأولية، والتي اخترعها أجدادنا دون التفكير في احتكار هذه الاختراعات، أو فرض رسوم للسماح باستخدامها أو حتى إطلاق اسمهم عليها.
أما اليوم فتخضع معظم منتجات الإنسان الفكرية لشروط الملكية الفكرية، وبرغم النية الحسنة التي تقف وراء اتفاقية الملكية الفكرية، وتتلخص في الحفاظ على حقوق المبدع وتأمين مناخ محفز عل الإبتكار، إلا أنها تؤدي أيضاً إلى نتائج عبثية، فمثلاً حرمت شروط الملكية الفكرية المفروضة على أدوية الإيدز الدول الفقيرة من إعادة إنتاجها بأثمان مناسبة، مما أدى إلى زيادة أعداد المصابين بهذا المرض. كما قللت شروط الملكية الفكرية من فرص حصول الفقراء على المعرفة العلمية، لعدم استطاعتهم دفع ثمن الإطلاع عليها. والنتيجة الأكثر سلبية هي ربط المعرفة بالاستهلاك، وإضعاف مفهوم الانتاج المشترك.
نشأة منظمة الملكية الفكرية (الويبو)
ظهرت الحاجة إلى توفير الحماية الدولية للملكية الفكرية عندما امتنع عدد من المخترعين الأجانب من المشاركة في المعرض الدولي للمخترعات في فيينا عام 1873، خشية من أن تتعرض أفكارهم للنهب والاستغلال التجاري في بلدان أخرى. فجاءت اتفاقية باريس عام 1883 لتحمي براءات الاختراع والعلامات التجارية إضافة إلى الرسوم والنماذج الصناعية، وبدأت بتوقيع 14 دولة. وتوالت بعدها الاتفاقات في المجالات المختلفة، فظهرت الحاجة لقيام جهة مسئولة عن تنفيذ هذه الاتفاقات، ونشأت بالتالي عام 1970 المنظمة العالمية للملكية الفكرية والتابعة للأمم المتحدة.
و تهدف المنظمة العالمية للملكية الفكرية الويبو إلى تقديم المساعدة من أجل ضمان حماية حقوق المبدعين وأصحاب الملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم. و هي ترى في هذا الدور اعترافاً بالمبدعين والمخترعين ومكافأة لهم على إبداعاتهم. كما تعتبر هذه الحماية حافزاً يشجع على الإبداع والتميز ويدفع بعجلة التجارة الدولية نحو الأمام بتوفيرها مناخاً مستقراً من أجل تبادل منتجات الملكية الفكرية. ويبلغ عدد الدول الأعضاء في الويبو 180 دولة أي أكثر من 90% من دول العالم. وفي سنة 2000 اختارت الدول الأعضاء للمنظمة يوم دخول اتفاقية الويبو حيز التنفيذ 26 أبريل ليصبح يوماً عالمياً للملكية الفكرية تشجيعاً منها لصغار المبدعين وإيماناً منها بأهمية الملكية الفكرية في الحياة اليومية.
سرقة إلكترونية أم إبداع جماعي؟
وأضاف عالم الانترنت المفتوح صعوبات في التحكم في تبادل المعلومات ونشرها، فالمجال مفتوح للجميع للنقل وليس من السهل الوصول للناقل. كما انتشر تبادل الأغاني والأفلام حتى قبل ظهورها في دور العرض أحياناً، مما أثر سلبياً على صناعة السينما والموسيقى. بالإضافة لذلك انتشرت عمليات الانتفاع التعسفي بالعلامات التجارية وأسماء الدول أو المنظمات الحكومية في أسماء الحقول على الانترنت. وفي الوقت الذي تحاول فيه الويبو تقديم تسوية المنازعات في هذا المجال، والدفاع عن الملكية الفكرية، ولدت جمعيات كثيرة تدعو إلى الحرية الفكرية في تبادل المعلومات مثل جمعية البرامج الحرة أو جمعية المصادر المفتوحة أو مشروع "جنو GNU".
وبدأ جدال طويل حول الحدود ما بين سرقة عمل الغير وإبداعه، وبين الاستفادة من تراكم الخبرات كنوع من أنواع العمل الإبداعي الجماعي. وبينما يتفق الجميع على كون من يطلق اسمه على قطعة موسيقية أو قصة كتبها غيره سارق، تزيد الحيرة أمام من يموتون بسبب نقص الأدوية، لمجرد أن بلادهم لا تستطيع دفع ثمن هذا الإبداع العلمي. ويرتفع التساؤل أمام كل الاختراعات التي يمكن أن تنقذ حياة الملايين، ولكنها تبقى حكر على الأغنياء تحت مسمى حماية الإبداع والحرية الفكرية.
حرية النقل مقابل حق الملكية الفكرية
وتهدف جمعيات الحرية الفكرية إلى ترك المجال مفتوحاًُ لأي فرد للانتفاع بنص ما أو غيره. فمن حق أي شخص النقل أو التغيير فيه، كما يحق له الانتفاع به. ولا يهدف ذلك إلى الانتفاع غير المشروع بمؤلفات الغير أو إلى سرقة أفكار الغير، وإنما يهدف إلى الابتكار الجماعي. فكل شخص يستطيع تطوير نص ما أو برنامج ما لخير الجميع. وقد أثارت تطبيقات هذا النظام انتباه الجميع في الوقت السابق. وجاء على رأس التطبيقات فتح المجال لتطوير بعض برامج الحاسب الآلي بعرض مصدرها وتركه مفتوحاً للمبرمجين الهواة لتحديثه. وقد وصل هذا المبدأ ببرنامج فايرفوكس، على سبيل المثال، إلى منافسة الاكسبلورر منتج مايكروسوفت الشهير كما بدأ نظام لينوكس، والذي تطور أيضاً تبعاً لمبدأ المصدر المفتوح، في منافسة الويندوز.
وفي الوقت نفسه، نشأت برامج ال"ويكي" والتي تتيح للزوار كتابة المواضيع بشكل جماعي، دون رقابة أو قيود، ودون خوف من الخطأ أو التخريب، لأنه من السهل تصحيح هذه الأخطاء أو إصلاح ما يحدث من عبث. حيث تسمح العديد من برامج ويكي لمدراء الموقع حماية صفحات معينة بحيث لا يمكن تعديلها. كما تحتفظ المواقع بكل المحتويات والتغييرات التي تحدث عليها في قاعدة بيانات متشعبة مما يحفظ المعلومات من الضياع. وقد أنشأ وارد كوننجهام أول موقع ويكي في 25 مارس 1995، وأطلق عليه هذا اللفظ الذي يعني "بسرعة" في لغة سكان هاواي الأصليين. وتعتبر موسوعة ويكيبيديا إحدى التطبيقات الهامة لهذا النظام.
سمر كرم