١٤‏/٣‏/٢٠٠٦

حظر الطيور في مهرجان الألعاب السحرية



حظر الطيور في مهرجان الألعاب السحرية الدولي في مراكش


2006/03/14


يشهد مهرجان الألعاب السحرية الدولي لعام 2006 بمراكش مشاركة 26 ساحرا يأتون من عشرة بلدان. لكن أحد المستعرضين السحرة لن يتسنى له اللعب بطائره الببغاء بسبب المخاوف السائدة من أنفلوانزا الطيور.

بقلم مراسلنا الحسن مواسي من الدار البيضاء لموقع مغاربية- 14/03/06







060314a

[أرشيف] دحان كان وراء تنظيم المهرجان مستلهما من شغفه بالالعاب السحرية منذ نعومة أظافره


يتمتع الأطفال بمشاهدة الببغاوات ذوات الألوان الساطعة لكونها تقلد حركات وأصوات الانسان ارتبطت بقصص القرصنة العجيبة.


الساحر الفرنسي ألفا يشد انتباه المتفرجين من الكبار والمسنين على حد سواء لما يقدمه من لعب وعروض سحرية بطائر الببغاء في مشهد يذكر بقصص القراصنة ومغامرات البحث عن الكنوز. واكتسب شهرة عالمية فسمي "ساحر الطيور والنار".


وكان ألفا يستعد للمشاركة في مهرجان الألعاب السحرية الدولي الثالث بمراكش غير أن السلطات المغربية لن تسمح له بجلب ببغاواته للبلاد. فقد منعت السطات في خلال الأسبوعين الماضيين استيراد جميع أنواع الطيور من فرنسا بعد تأكيد أول حالات أنفلوانزا الطيور بها.


وهكذا سيرحل المهرجان المقرر فيما بين 16 و19 من مارس في خلال الأسابيع القليلة القادمة إلى كل من الدار البيضاء والمحمدية والرباط وطنجة. ويتوقع أن يتم استعراض مجموع 26 ساحرا من عشرة بلدان بما فيها عشرة من المغرب.


مهرجان الألعاب السحرية الدولي هو مباردة من الساحر المغربي بابي دحّان الذي شغفه حب الفن السحري منذ طفولته. فقد بدء تجريب مهاراته لما كان أصغر سنا أثناء مقامه مع اسرته في واشنطن. وتمكن من اقامة علاقات مع أشهر الساحرين الذين فتحوا أمامه أبواب نادي خاص هناك فأصبح من أشهر السحرة في العالم.



مهرجان مراكش شهد توسعا


مهرجان مراكش شهد توسعا منذ تنظيمه لأول مرة في عام 2003. ويتوقع أن يتابعه حوالي 160 ألف مشاهد على قنوات التلفزيون في المدينة لوحدها. وسيتم تقديم العروض خارج المدينة في مواقع تاريخية مثل ساحة جامع الفنا وجنان الحارثي. وسيتم عرض أحداث أخرى في المسرح الملكي بمراكش. حفل الاختتام سينظم في قصر المؤتمرات بالمدينة.


كما سيخصص يومان من برنامج المهرجان للعرض في سينما ميغاراما بالدار البيضاء ومسرح محمد الخامس بالرباط.


وسيتم تخصيص العروض الصباحية المجانية للأطفال فيما سيفرض رسم الدخول على الكبار لعروض المساء (مع سعر خاص للأطفال). وسيتم منح مداخيل المهرجان لدار باب غمات للأيتام بمراكش.


فنانان عراقيان يقيمان معرضا مشتركا في السويد

boster معرض تشكيلي مشترك لفنانين عراقيين
عبد الكريم والسعدون واحمد بجاي بين التجريد والكولاج

د . حسن السوداني/ السويد

تأخذ المعارض المشتركة بين الفنانين التشكيليين صيغا وأهدافا مشتركة, فمنها ما يأخذ صفة التحديث بما يحمله من مفاهيم وأساليب تدعوا إلى اتجاهات فنية معينة أو تأخذ صيغة الاعتراض على ما هو موجود بطرح ما يغايره وهو ما يشابه انطلاقة الفن الحديث في بدايات القرن الماضي أو يحمل دعوة ما, كمعارض المناسبات وما شابهها أو يأخذ صفة التعاون الفني وتلاقح الخبرات من أجل أبراز هوية الفن التشكيلي الوطني في أماكن خارج مساحته الجغرافية وهذا ما يمكن أن يمثله المعرض التشكيلي المشترك للفنانين( عبد الكريم السعدون واحمد بجاي) والذي سيفتتح في مدينة فال شوبنك السويدية يوم السب القادم والموفق 18\3\2006 فالفنانين احمد بجاي وعبد الكريم السعدون يتميزان باختلاف تجربة كل منهم من حيث الأسلوب والتقنية وطبيعة المادة التي يستخدمونها والفترة الزمنية التي عاشوها سواء أكان ذلك داخل الوطن أو خارجه وخبراتهم الحياتية, فالفنان السعدون من مواليد بغداد . بكالوريوس نحت ،كلية الفنون الجميلة بغداد .وعضو نقابة الفنانين العراقيين . عضو جمعية التشكيليين العراقيين . عضو نقابة الصحفيين العراقيين . عضو مؤسس للجنة الكاريكاتيرية العراقية . مؤسس رابطة الكاريكاتيريين الشباب .نشرت تخطيطاته منذ 1979 في معظم الصحف و المجلات العراقية . نشرت تخطيطاته في بعض الصحف و المجلات العربية لندن ،باريس ،عمان،مدريد. عمل مصمما في العديد من الصحف العراقية و صمم العديد من اغلفة الكتب ( الجائزة الاولى لاحسن الاغلفة العراقية 1992 ) . متفرغ حاليا للتصميم و الرسم . وله الكثير من المعارض الشخصية : 1984 قاعة الرشيد ،بغداد .1987 قاعة الرواق بغداد 1992 مركزالفنون ، بغداد ، 1992 قاعة جمعية التشكيليين العراقيين ، بغداد . 2001 قاعة اكد بغداد، 2002 قاعة المركز الثقافي مدريد، 2004 قاعة( لير سنتر) فالشوبنك السويد وقد خضعت تجربته لللعديد من الفحوص النقدية , فقد كتب عنه الناقد عادل كامل مشخصا تجربته بالقول " عبد الكريم السعدون ، في هذا الإطار ، منح بصره حرية اكبر في الانتقال ، وفي ذات الوقت ، لا يظهر تطرفاً في القطيعة فخبرته تقود التجربة الفنية إلى معالجة منهجية ، كلاسيكية غالباً . فهو يمتلك قاعدة الامتداد .. ولكنه سيمارس دور الرقيب في عمليتي الحذف والإضافة . ان اللوحة لديه ، منذ البدء ، غير منجزة الا عبر تعديلات تستند الى خبرته ، وحذره ، امام تراث جدير بالتأمل ، فالفنان سعدون ، لا يمنح الافكار الكبرى الا اشارات مدفونة داخل ذاكرته المتوقدة .. فهو شديد الصلة بالمشاهد الواقعية ، متفوقاً على التجارب الأكثر نجاحاً لدى زملائه ، تلك التي اعتمدت خلاصات أوربية .. فنظام اللوحة ، بالحذف والإضافة ، مر بمختبر بالغ التعقيد ، ولكن بخلق كان جواد سليم ، قد نبهنا أليه : الولع بإشكالنا ، بعد الانشداد النفسي لمحركاته . وسعدون لا يقلب مفاهيم الرسم ، لصالح ( الحداثة ) كحذف للتجربة العراقية في الرسم " اما الفنان احمد بجاي فهو من مواليد مدينة الناصرية عام 1963 . تخرج من معهد الفنون الجميلة / بغداد 1986 عضو نقابة الفنانين العراقيين.عضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين.عضو المشغل الحر للفنانين السويديين في مدينة غوتنبيرغ. عضو مؤسس لجمعية المشغل الحر في مدينة مالمو السويدية.شارك في معارض داخل العراق منذ عام 1984 ولغاية عام 1990 .أنتقل إلى السويد أواخر عام 1991.أقام المعرض الشخصي الأول عام 1994 في مدينة غوتنبيرغ السويدية .شارك في المعرض الجماعي الأول لجمعية المشغل الحر في مدينة مالمو السويدية عام 2001 مع الفنانين علي النجار وجعفر طاعون.يواصل دراسته العليا في جامعة غوتنبيرغ . ويتميز عمله بتمازج بين فني الكرافيك والكولاج .
و عملية الكولاج تدفع المشاهد إلى نوع من افتراض البعد الثالث وهو بعد يفترضه الفنان كجزء من عمليات التأثير المباشر على مدركات المشاهد الحسية فهي في واقع الأمر نوعا من ربط الفجوات الناتجة من افتراضات الحدس نفسه والباحثة في نفس الوقت على معززات بصرية معينة يحاول الفنان هنا أن يوفرها من خلال قطع الكولاج المختلفة التي تشغل حيزا من الفراغ داخل اللوحة يصل أحيانا إلى درجة كبيرة من المساحة القياسية لها وهي ترتبط بوظيفة الفراغ في اللوحة الفنية فأنه يتحدد في إمكانية تنظيم الأجزاء المتفاعلة داخل المنتج الفني أي أنه يلعب دور الإطار الذي يمارس تحكما قصديا للعمليات البصرية التي تبثها اللوحة التشكيلية وهي تشبه إلى حد كبير عملية المونتاج السينمائي أو التلفزيوني ففي اللقطة القريبة أو القريبة جدا يعمل المخرج الحاذق إلى توجيه المشاهد بشكل قصدي إلى الصورة التي يريد ولا يترك للمشاهد أي خيار أخر سواها وهي عملية مشابهة لاستخدامات الإضاءة المسرحية التي تستخدم مبدأ العزل داخل العلبة المسرحية لتوجيه عملية المشاهدة إلى بؤرة بصرية محددة ومن هنا فأن الكولاج قد أستخدمه الفنان لتحديد مراكز الاهتمام وإبراز الفكرة فضلا عن إثارة الاهتمام وإسناد الحدس وإقامة نوع من العلاقات الحميمية وبالتالي لم يكن استخداما كماليا بغية التغريب في التوظيف وهو ما يدعولإعادة التساؤل حول وظيفة الفن الحقيقية ويؤكد أيضا على جدية الفن التشكيلي الحديث في الانتقال من الجانب الكمالي إلى الضفة الفاعلة التأثير في الإنتلجنسيات المعاصرة


المرأة البابلية تقول حققنا الكثير ونطمح الى الاكثر

مثلما تنتظر الزهور آذار لتعلن تفتحها تنتظر المرآة في كل أنحاء العالم هذا
الشهر لتبدأ عيدها وما أشبه الواحدة بالأخرى ولأجل البطلة والأم الدافئة
العراقية المناضلة والبابلية بالتحديد وريثة نبوخذ نصر وحمو رابي اخترت ان اكتب
هذا الموضوع وأتوجه بالسؤال الى السيدة فاطمة عباس (المدرسة) عن نسبه رضاها
كامرأة بابلية عما حققته المرآة في كل المضامير فأجابت السيدة فاطمه لقد
استطاعت المراة العراقية عامه والبابلية خاصة الكثير فهي المدرسة الناجحة
والمهندسة البارعة والسند الحقيقي للرجل وانها ظلت شامخة تجاه أي محاولات لكسر
عنفوانها وعزتها وها هي تحرز مراتب عليا في الدوله وتطمح الى ان تكون رئيستنا
المقبلة امراة .
اما السيد تهاني كاظم رئيسه منظمه الجنائن الخيرية في بابل وأحدى النساء
البارزات في الدفاع عن حقوق المرآة فان رأيها يتلخص بان المرآة العاملة في
المجتمع المدني لازالت تعاني الكثير من منافسه الرجل الغير صحيحة في بعض
الأحيان ومن تهميش دورها والأمر يبدو ان بعض الرجال لازالوا لا يتقبلون فكرة
المراة القائدة على الرغم من المراة أثبتت كفاءتها في العمل وفي المجتمع
المدني.
اما السيد رضا العزاوي رئيس مركز بابل لحقوق الإنسان والتطوير المدني فيرى بان
المراة حققت الكثير وانه يعترف انه يواجه في بعض الأحيان صعوبة كبيرة بمنافسه
المراة كما انه يتمنى لها التهاني القلبية بمناسبة عيدها وأجاب ضاحكا بانه
سيمنح زوجته عطله عن العمل المنزلي بالمناسبة.
وتضيف ألسيده ام نور الناشطه في مجال حقوق الانسان ان الرجل اصبح يعتمد على
المراة الى حد كبير وخاصه في هذا العمل(حقوق الانسان) قد ترى في منظمه ناجحة ان
رئيسها رجل ولكن تلمح بين السطور وجود امرأة رائعة وقويه الان ان الفخر والنجاح
ينسب الى الرجل فقط .
وفي نهايه التحقيق وجهت بعض الاسئله ل47 امرأة تراوحت أعمارهن بين 18-45 سنه
ذوات تحصيل دراسي متوسط تراوح بين الاعداديه والبكلوريوس للاجا به عن:-
1- هل تعتقدين ان المراة البابليه حققت الكثير في مسيرتها نحو الحصول على
حقوقها؟
نعم 36 76,60%
لا 11 23,40%
2- رتبي بصور تنازليه الاسباب التي تسبب ضيق وانزعاج المراه في العمل :-
السبب عدد الاصوات النسبه المئويه
ظروف خارجيه(الامن_المواصلات_اخرى) 19 40,43%
منافسه الرجل لها 15 31,91%
التفرقه داخل مكان العمل بسبب الجنس 13 27,66%
مع التقدير
مها الخطيب


Maha_alkateeb2004@yahoo.com
http://human.iraqgreen.net/

دراسة نقدية عن تجربة موسى حوامدة الشعرية

قصائد تجر بضحكها الواقع من قميصه الهزلي
خالد زغريت *
مازالت الحداثة الشعرية العربية تتغذى وتتقوى على جمالية بناء الإشكال الفني أو الفكري في القصيدة، وتلك سمة ضرورية للتحديث في تأكيد قدرته المستمرة على تخطي المنجز واكتشاف ربيعه، وفي ديوانه (أسفار موسى العهد الأخير) المصبوغ بالأشكال، يسعى الشاعر موسى حوامدة لتأسيس عبور شعري حداثي، رغم وهن الحداثة من اصطدامها بجدار طروحاتها، فكثيرا ما ارتطمت بما كانت تراه هواء للتحليق جدارا صما، نتيجة إسرافها في تعاليها على الواقع بجنوحها إلى ذهنية مثالية سوريالية، لقد راهن موسى حوامدة في تجربته الشعرية الجديدة على بناء ومضة شعرية تكون ضفافا مفتوحة لغناء صدمة الروح التي تعرج بقدم مدماة على شوك خريطة وطن لايأتي، فيسري نحو خصوبة القهر في محيطه ينكأ ذاكرتها الأسطورية مستثمرا لذة عبق عراقة طقوسها البكائية عندما تلوح له غبارا ذهبياً، تدفعه حرارة حلمه نحو التراث كونه الشكل الأخير الضارب جذره في أتربة الهوية الذي يتألق عبر إعادة التشكيل وفق أفق التحديث المرغوب في التجربة الشعرية المعاصرة:
(النوافذ؛
اخترعها أحد الخلفاء ‏
ليتجسس على جواريه ‏
لكن الفقراء ‏
ظنوا أنها ‏
من ضرورات البناء) ‏
يتجلى استلهام موسى حوامدة للتراث الفكري الديني على بناء انحراف النسق عن مجاري نص الخطابية السالفة وإفراغها من طاقتها الدلالية قصد شحنها وتعبئتها بطاقة جديدة مفارقة وممايزة بما في ذلك البدهيات الكونية قصد بناء كوميديا سوداء تجرّ الواقع من قميصه الهزلي فتحوز هذه الآلية على حالات شعرية متحدثة تكون عوضا عن البلاغة القديمة من حيث الأسلوب فلم تعد البلاغة لديه مجرد صورة فنية وجمالية للغة لأن الشاعر في قصيدته المعاصرة يعيد تشكيلها الجمالي الخاص وبالتالي ينقلب على تركة نصها القدسية لتكون صورة يومية من بنات العصر عابقة بنصاعة روحية تحكي يوميات كائنها المصعلك. ‏
) هبيني أكلت التفاحة ‏
وأوهمت زوجك بالإيمان ‏
هل سيغضب السلطان ‏
ويأمر بقطع جميع أشجار التفاح ‏
أم سيأخذك مني ‏
لأظل وزوجك صنوي خسارة) ‏
إذاً الشعرية الجديدة في كتابة حوامدة تقوم على بناء معادل موضوعي جديد للمأثور الفكري والروحي، تعيد فيه البعد التاريخي والروح الجديدة وفق منظوماتها الفكرية الحديثة واللغة بوصفها إناء مخيلة كائناتها وصورهم الحضارية والإشكالية. ‏
)أدباً ‏
يهرول... بانتظام ‏
أم رهباً ‏
من جنود سليمان يصور لي النظام ‏
لكنه يزين لي الفوضى ‏
وظيفة رصينة ‏
لأجل حياة تحت الأقدام ‏
أستطيع أن أقتل كل يوم ‏
ألف نملة ‏
يستطيع كيميائي أن يبيد ‏
مليون نملة ‏
ولكن ‏
من يعبأ بهذه التفاهات؟) ‏
هكذا يستحلم موسى حوامدة المأثور ويستأرخها شعرياً، شاحناً فيه إشراقة قهره الجياشة فتنجز نبوءتها المعرفية في الفن الشعري الجديد، الذي يوقفه على محيط انتمائه الوجودي وقضاياه الانسانية الذاتية والموضوعية المحايثة شعرياً لآنية الفعل الجمالي الذي لايفتعل انفصاما بنيوياً في حدثه الصانع جسداً يحتكم إلى عضوية جدلية في حدّيه/ الصورة والمادة مما ينتهك المعنى القطبي (للجمال والمنفعة) وتوفر الشاعر في نتاجه الشعري على هذه الميزة المتقدمة في هدم النظرة التقليدية التي تقوم على تبديد حيوية الفعل بتشريحه كمن يشرح الوردة إلى لون وعطر ، دفعه الى أفق تراجيدي كوميدي مركب توجهه مسالكه الشعرية التي تجاور آنها وكأنها تكتفي بأن تكون صورته وحسب مما يجعل زمن الشعرية مخلوقا أي أنه منته (ميت) وتمويت الزمن... هنا ينشأ من البناء العلائقي للشعرية مع خاصة الذات والمكان القائم بزمن غائب وآخر مقموع مقصور على الحلم مما يولد وميض السخرية الواخزة الموجعة: ‏
(لم أحضر عرس أبي ‏
ولذا ‏
تركت المهزلة ‏
تبدأ فصلها ‏ الأول،
في 25شباط
جئت إلى الدنيا ‏
فوجدت ذنوبي ‏
قبلي) ‏
تفور أسفار موسى حوامدة بهمّ رؤية الذات شعريا في ضوء حالات قلق الشاعر العربي المعاصر ورغباته اللاهبة في اجتراح فضاء شعري عابر لنكوصه في عتمات القهر والهزائم المتشابة والتنمذج بالنمط الخامل انسانيا ولايملك الشاعر إزاء هذه العلة الوجودية المهيمنة على واقع الانسان إلا أن يفيض مزيج قلق الإبداع والذات لغة تناضل بكل اتجاه لتتصل بصياغة تضيء جانباً من صورتها الممعنة في التجسد على الورق، على شكل كاريكاتور ممسوخ مبك مضحك: ‏
(عندما وزعت العقول ‏
اختار أبي النزق ‏
وعندما قسمت الأرزاق ‏
اختار النزر ‏
وعندما جاء الرضا ‏
أشاح بوجهه ‏
وخلفني) ‏
هكذا يصير الأفق الشعري عنده مطية للتهكم الذي يرسم خريطة أسئلته القلقة، تبني تجليات التحام ذاته بحساسية العصر ومفارقاته مما يضاعف جهد الشاعر في تأسيس كتابة تستوي سياق هذا القلق الذي يستبد بروح لم تنسجم تماماً مع قوالب الحضارة التي هزمت قضيته، إذ كانت الحضارة هازمة لقضيته منحازة لضده وبانية له، هكذا تنفجر الذات في جهات وهجها الحر فتحل في انفجار اللغة وانزياحها عن صورته الانسانية وكأن اللغة الشعرية في صورتها المنجزة عدوة الشاعر وقاهرته، فيسري في إيغال مبهم عبر دهاليز النفس وايماضات اسئلتها الغامضة التي تحل محل الغناء الساخن: ‏
(لو كانت الروح امرأة ‏
لقلنا خائنة ‏
لو كانت رجلاً ‏
لقلنا خسيساً ‏
لكنها تنسلُّ ‏
مثل لص خفي ‏
لايترك آثاراً ‏
... ‏
لو كانت لصاً ‏
لأمسكته الشرطة ‏
لو كانت شبحاً ‏
لكشفته الوطاويط ‏
لو كانت خيالاً ‏
لصاحبنا ‏
لكنها أسئلة ‏
ترفض الوقوف على أبواب العرافين) ‏
يتكون الإشراق الشعري في مخاض أزمة الروح المتقدة ليخرج عن كونه ليس اجتراح قناع وجداني لعبور غابة الظلامية وضباب الزمن المحدد لمدى الشاعر إنه تلبس الإحساس البديل المضاد، حراسة لكينونة الوجود المؤقت، لاريب أن للحلم المحسوس والمحدس بالنسبة للشاعر قدراته الفذّة على ابتكار معان أخرى للحياة تستوطن السؤال بلا خيام ولاسلاطين إلا سقف المخيلة العالية جداً جداً حتى تبلغ السمو في وطن الشعر الذي تبقى للاجئ: ‏
(ولدت من بطن غيمة ‏
هبطت الى الأرض خفيفاً ‏
كأني لاأبصر ‏
الريح تصفعني ‏
الشمس تنزعني ‏
الوديان تجذبني ‏
تثاقلت كي لاأطير ‏
تساميت كي لاأذوب ‏
تماسكت كي لاأسقط ‏
الرعد أنكر أبوتي ‏
السماوات تخلّت عني ‏
الأرض عدوتي ‏
كيف إذاً.. كيف أعود الى رحم غيمتي) ‏
تثير أسئلة موسى حوامدة وجعها في اللغة نور الاستكشاف المعرفي فتمنح نصها دفئه الخاص وإشراقاته الشعرية في حوار شفاف مع أسئلة الذات الوجدانية وتجليها في النص دون أن تحذر الاختلاطات مع ما هو منجز على مستوى الخطاب الشعري كون الشعر لدى حوامدة أمومة الغريب الذي يتزمل قميصه في عرائه الوجودي فيشارك الوجود والطبيعة والزمان والمكان لغاتهم في النص، يتبادل معهم قمصان الرؤية وجلد الوجع وروح الحب فقط على خارطة الأنثى التي تأتيه في صورة وطن نام ياسمينه في سر الريح المأجورة، فشرخ الشاعر بين الأمل والألم ضحكة عريضة جداً ومرة جداً ترسم كاريكاتور عالمه المغبون: ‏
(وكي أبكي على ‏
بطنها بحريتي ‏
وأدفع لها الأجرة ‏
فأنا منذ طردت من وطني ‏
صرت أدفع للهواء ‏
وللماء ‏
وللأشقاء ‏
أجرتهم) ‏
تتأسس الصورة الشعرية عند موسى حوامدة على بؤرة إبداعية هي ضفاف لذة الأم التي تأخذ مجالها الحيوي في بناء جمالية الشعر وذلك من خلال منهجه الشعري في البناء والتجلي، هذا المنهج الذي يخترق نفسه كونه متحولاً متجدداً ومستمراً فالصورة الشعرية هي وميض جمالي مثير مبني من داخله على تشكيل درامي للصورة الشعرية التي تهيمن على ما سواها في البنية الشعرية، يخيل لقارئ (أسفار موسى) بوحي عنوانه أن هناك مرجعية ماضوية ذاتية أو موضوعية تؤطر الصورة إلا أن هذا العنوان ليس إلا مفتاحاً بهيجاً لماهية الشغل الشعري الصوري في الديوان، يعني فيما يعنيه الارتباط العضوي الانتمائي لرؤية الشاعر التي تتجلى بأبعادها المعرفية مرجعية خاصة للتكوين الشعري: ‏
(البحر الميت ‏
دموع مريم ‏
ضحايا يوشع ‏
عرق راحيل ‏
ومحاح العابرين ‏
البحر الميت ‏
لم يمت مقتولاً بالسم ‏
تلقى طعنة نجلاء ‏
في خاصرته الشرقية ‏
فهوى مقتولاً ‏
في غور الأردن) ‏
تتجلى الصورة في قصيدة موسى حوامدة جسداً جمالياً تنبضه روح الذاكرة التي تعني ثالثواً زمنياً (الماضي ـ الحاضر ـ المستقبل) أي الذاكرة هي مخزن الرؤية التخيلية التي تتردد بين الحلم والذاكرة والواقع إلا أن منهج وجودها هو الذاكرة أي الذات الفنية والمعرفية والرؤيوية للشاعر وفق ارتباطات ثقافية واعية تحرر الهوية الإبداعية لفضائها الحياتي بالمعنى الشمولي، وهكذا تتشكل قصيدة حوامدة بالتئام ذاتي وفني عبر لوحة شعرية درامية، تداخل الحكائية بالشعرية التشكيلية، متجلية بظلال اللون والمقابلة المعنوية والتفاصيل المحيطة بالعوالم النفسية والمناخية للوحة لتؤلفها في شعرية ناصعة، تصدر عن شاعر معجون بالمأساة والحلم، تتخامر فيه هذه الدراما لتتجلى بالنهاية من صدأ المأساة ويبقى الحلم وتبقى معالم وجه شاعر مرت دموعه من هنا.
*‏ناقد سوري