١٥‏/٩‏/٢٠٠٦

قبل أن يموت البحر

منال الشيخ / العراق

 

سأكون ألطفكم أيها العراة

لن اخدش حياء الموت

بصفاقة دمي ..

التقط صورا نامية

في جنان زرق

لأتذكر

كان هنا بحر ..

البحر رغوة خمرتي

وعندما يسكر فيَّ الموت

يتبخر

ويغدو غيمة تظلل رأس احتراقي

خلّوني وعهني

لا خيار لنفش الرغبات

في تيلوب نازحة إلى ضمير اليباس

ثانية يا سيلفيا *

ثانية.. تعودين لنلوذ

معا نفتح الجرح

ونرزم ثقوب القلب الثلاثين

سؤال غياب

اكرمتيه بصمتك يا جميلتي

هذا السادي ّ

هل جبل من حزنك كأس فطام ؟

ستلتفتين لنرانا

أنا وهو وفراغ آثم

يعربد على صدر غروب

نحتسي بلاغة المواعيد

شهقة منطاد آبق

وقدح مروج للنكران

ونديم لشخير الانتظار

لم تخبري لون إيلامنا

تطورنا يا سيلفيا

صرنا نختار للموت وجوها منمقة

لم تعد تغرينا تذاكر الغاز السائل

ذوات الأرقام الأربعة والعشرين

على صوت نساخ الحروب

رأيت حكمة إنكليزية تغفو:

عندما يكون الموت حتميا

افتحي عينيك

واملئي رئتيك بالصور

واستمتعي بشبقه وهو يهادن

ثقوبك السبعة المدانة

من أين يخرج بنا ؟؟؟!!

كثيرون هم منْ أدانو فرانكو

لسدهِ رمق الموت

بنظرةِ لوركا

ولكنني لن أهين هيوز بقامتي

فتيل قمّتكِ مازالت معلقة

لسانَ دمارٍ في حلقِ العزاء

اخبريني يا سيلفيا ..

العارفة بقوانين الرحيل

لمَ تعتلي الأسماء مآذن الذبول؟!

اسمي لا يهم

اسماء ابني فاروق

وأبيه العباس

و ابنتي زينب

وجديهما الحمزة والبكر

إذاً.. ما الذي يحدث ؟!!

* سيلفيا بلاث : شاعرة أمريكية زوجة الشاعر هيوز، ماتت منتحرة بالغاز في الثلاثين من عمرها

 

ازدياد مطرد في شعبية المدونات في المغرب

2006/09/11

أصبح عدد متزايد من متصفحي الانترنت في المغرب أصحاب مدونات في السنة الحالية بسبب قلة كلفة الانترنت وتوفر تكنولوجيا التوصيلة عالية السرعة واطلاق عدد من أرضيات التدوين المحلي. وتشمل التطورات الحالية في عالم التدوين المغربي المتسم بالتنوع إنشاء أرضيات التدوين باللغة العربية وبوابة معلومات تجمع الأنباء وإرشاد للمواضيع وأرضيات التدوين.

من مراسلنا أدم المهدي من الدار البيضاء لموقع مغاربية- 11-09-06

[أرشيف] بلوغوجاهز دوت ما إحدى أهم منصتي تدوين في المغرب.

حصلت طفرة كاسحة في عالم التدوين المغربي في السنة الجارية بسبب التطورات التكنولوجية العديدة.

فقد أصبح الوصول للانترنت عبر تقنية ADSL أقل كلفة وأكثر توفرا بسبب رفع القيود التنظيمية في قطاع الاتصالات. فالمغرب يتوفر اليوم على 5 ملايين متصفح للانترنت وأزيد من 400 ألف مشترك يستعمل غالبيتهم التقنية المعنية.

وقد شجع الوصول المتزايد للويب عددا من رجال الأعمال المغاربة لإطلاق منصاتهم الخاصة. وثمة اثنتين من أهمها في المغرب حاليا وهما Blogjahiz.ma و Blogs.ma . كما أدى انتشار المدونات على نطاق واسع بين الشباب إلى أطلاق مدونة أخرى مؤخرا هي Marblog.com التي أسستها شركة مالتيميديا استوديوز.

عالم التدوين المغربي اليوم يحتوي على 10 آلاف مدونة لا تشمل المدونات المؤسسة على منصات دولية أخرى أو مدونات خاصة باسم مجال الكتروني شخصي.

وأصبح شيوع الفرنسية في عالم التدوين يتراجع مع إطلاق بلوغوجاهز مؤخرا من شركة أركان تيكنولوجيز وهي أول مدونة باللغة العربية في المغرب.

مدير أركان أمين رياضي قال "إحداث منصة اللغة العربية سيساعد مما لا شك فيه المدونين المغاربة للتغلب على عائق اللغة الفرنسية والانكليزية وبدء التدوين بيسر".

بلوغس دوت ما تعمل مؤخرا لإحداث بوابة انترنت لتوفير الأنباء ومرشد شامل حسب المواضيع ومنتدى النقاش لإنشاء المدونات حسب قول طارق السعدي مدير بونت إنفو التي تدير المنصة.

ومن بين مؤشرات التنوع في عالم التدوين المغربي الاختلاف الواسع في أنواع المدونات. وتشمل أنواع المدونات الشخصية يوميات شخصية ومناقشات احترافية لمجالات ذات الاهتمام المشترك والطب ومدونات الصور والبودكاست.

وقال المدون المغربي العربي "المدونون المغاربة يأتون من كل أنواع الخلفيات ولدى جميعهم قصصا مختلفة للحكي. فلهم اهتمامات مختلفة في الآراء حول السياسة والفلسفة".

http://nass-elghiwane.com/musics/mahmouma.mp3

 
http://nass-elghiwane.com/musics/mahmouma.mp3
English version below
 
تحديث ونقل سيرفر الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
 
 
القاهرة في 13 سبتمبر 2006م
نظرا للزيادة المتلاحقة لعدد زوار موقع الشبكة نعمل على نقله الي سيرفر أحدث وأسرع. ستتم علمية النقل في الأيام القادمة وقد يصاحبها توقف مؤقت للموقع وفي هذه الأثناء يمكنكم متابعة اخر اصدارات الشبكة ونشراتها بشكل منتظم على السيرفر والدومين الجديد www.hrinfo.info
 
مع تحيات
 
ادارة سيرفر الموقع
 
Update of Hrinfo Server
 
Cairo in 13.09.2006
 
To accommodate the increasing number of visitors Hrinfo is updating to a newer faster server during this process the website is available at the new server under this domain  http://www.hrinfo.info 
 
Kind regards,
 
Server Admin
 
 
 


الباحثة التونسية د. سونيا الشامخي
الحديث عن متفرج متخلف طريقة للتغطية علي تقصيرنا

 
 تونس ـ القدس العربي

تقام للفترة من 21 - 22 آب (اغسطس) 2001 اعمال الندوة الفكرية العلمية ضمن فعاليات الايام السينمائية سيدي منصور بصفاقس في دورتها الثانية تحت شعار: هل من ضرورة لنقد سينمائي؟ بمشاركة نخبة من الباحثين والنقاد والسينمائيين من تونس والعالم العربي نذكر منهم مني واصف ويوسف شعبان وعزت العلايلي وخالد يوسف مخرج فيلم العاصفة والنوري بوزيد وعبد اللطيف بن عمار وفريد بوغدير والهادي خليل وعبد الكريم قابوس ومحمد محفوظ. وتشارك في هذه الندوة ايضا الدكتورة سونيا الشامخي الباحثة والناقدة المعروفة بمداخلة عن التلقي السينمائي ودور الناقد كوسيط بين الفيلم والمتفرج . وبهذه المناسبة كان لـ القدس العربي معها هذا الحوار:

عرفناك كباحثة في مجال الجماليات في الفنون التشكيلية حيث تقومين بتدريسها ايضا في المعهد العالي للفنون الجميلة بجامعة الجنوب/ صفاقس، وتكتبين في النقد الفني في الصحافة التونسية. وها انت اليوم تساهمين في مجال النقد السينمائي في ندوة مهمة مثل هذه. كيف ترين الي تنوع اهتماماتك، وهل اهتمامك بالسينما وليد الراهن؟
حصلت مؤخرا علي شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس باطروحة عن مفهوم الإنغلاق في السينما التونسية . وقبل ذلك أنا متحصلة علي دبلوم فن وتواصل (اختصاص تصميم غرافيكي وإشهاري) من المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس وشهادة التعمق في البحث من السوربون (اختصاص سينما، تلفزة وسمعيات بصرية). وبموازاة ذلك تابعت، تحت إشراف الأستاذ جون بول توروك ، تكوينا في تقنيات كتابة السيناريو. وقد كانت الدكتوراه بالنسبة لي تتويجا لعلاقة مع الفن بدأت بعفوية وانتهت إلي علمية لكنها تبقي متمسكة بالعفوية الأصلية وبالتلقائية. ففي اعتقادي أن ما يميّز الفعل الفني هو قدرته علي الحدس وعلي التعاطف مع شتي أحوال الذات البشرية. ولذلك لا عجب عندما ساعدتني دراساتي المختلفة في باريس علي التعرف عن كثب علي رحاب عالم أحببته دون الوقوع في متاهة الانبهار وفقدان الشخصية. ولعلمي بأن طريقا مثل هذا من الخطورة والطموح يتطلب سعيا دائبا ورغبة لا حدّ لها، فإني غالبا ما كنت أتوخّي، فيما باشرته من أعمال، تمشّيا غير خطّي، الأمر الذي يجعل نشاطي يبدو وكأنه مشتّت ومتوزّع وفق مجالات عديدة ومتباعدة. والواقع إنني أتابع ومن مواقع متعدّدة نفس الهدف. فسواء تعاطيت الكتابة السردية (صحافة، سيناريو) أو عالجت الصورة (تشكيل وسينما) أو أنجزت بحوثا نظرية، فإنني في حقيقة الأمر أقوم بالمراوحة المستمرّة بين ما هو ثابت وما هو متحوّل. والثابت الذي أتابعه بلا كلل هو هاجس البحث عن هوية ثقافية عربية تكون من الصفاء والأريحية بحيث تسمح للذات الفردية بأن تكون هي عين نفسها، وبأن تساعدها علي بلورة ختمها الخاص. لذلك فان اهتمامي بمجالات مختلفة من الفن هو بالأساس هاجس شخصي لتكويني الثقافي بما يؤهلني للمساهمة بتواضع في دفع أفق الثقافة العربية.
هلا تحدثت لنا قليلا عن اطروحتك هذه واهم ما جاء فيه؟
كانت اطروحتي هذه بإشراف البروفيسور دانيال سيرسو الناقد السينمائي والمخرج الفرنسي المعروف وهو الي ذلك مدير قسم السينما والبصريات في السوربون/ سان شارل، وتتناول عبر مقترب استاطيقي سيميولوجي بالدرجة الاولي مفهوم الانغلاق من خلال تحليل فيلمي لمجموعة بارزة من أعمال مخرجي الجيل الثاني في السينما التونسية وبالتحديد للفترة ما بين 1980 - 1995 .
ما المقصود بمصطلح الانغلاق ؟
هو اصطلاح استاطيقي يهتمّ بالمعطيات الجمالية ككتابة سينوغرافية تضفي علي الفيلم كفضاء بصري احساسا بالانغلاق من قبل المتلقي عبر استعمالات محددة للكاميرا وكذلك عبر العناصر الأخري للغة السينمائية مثل الإنارة والديكور وكذلك عبر تحديد مقصود في استخدام لقطات مشهدية من نوع خاص تعتمد اللقطة القريبة Gros plan واللقطة القريبة جدا Tres Gros plan أو تستند الي استعمال خاص لمفهوم البعد Profondeur de champ ولطريقة في المونتاج كأداة تولد ايقاعا كئيبا خانقا يكاد يوحي بالخوف من الأماكن المغلقة claustrophobie حيث يأخذك الفيلم في دوامة من الانغلاق. هذا البعد الاستاطيقي هو الذي يسمح بتأويل وتصنيف لمختلف أنواع الانغلاقات الي ثلاثة محاور جوهرية هي: أولا الانغلاق في دائرة الأب وثانيا الانغلاق في نواميس اجتماعية محافظة وتقليدية وثالثا الانغلاق في دائرة المأساة او التراجيديا.
بمعني أننا وعبر قياسك النقدي هذا قد نحصل علي رؤية جديدة للفيلم التونسي موضوع الدراسة، فما هي عناصر هذه الرؤية الجديدة عبر مفهوم الانغلاق؟
اول هذه العناصر الا نحصر الفيلم في طرح اجتماعي لقضايا محلية وأن نؤكد مرة اخري أنه لا خطاب في السينما يتحقق إلا من خلال فهم وتحليل لمعطياته الفنية والجمالية واللغوية (اقصد اللغة السينمائية) بالدرجة الاولي. فلقد اقتصر البحث في اطروحات ومقالات نقدية حول السينما التونسية وربما حتي السينما العربية عموما حول كيفية معالجة السينما للواقع المعاش والقضايا الاجتماعية أو للتاريخ وتمّ اهمال الخطابات الجمالية التي بدونها لا يمكن ان يعمل المخرج بوصفه فنانا. ومن هنا كان الغرب لا ينظر الي المخرجين العرب الا بكونهم مراقبين ومحللين اجتماعيين بينما لا يتم الاعتراف بمقدراتهم الفنية ورؤاهم الجماية والفلسفية. ولذا فأنا اعتبر اطروحتي هذه دعوة لإعادة الاعتبار الي السينمائي العربي والتونسي تحديد بوصفه فنانا ومبتكرا ومبدعا علي الصعيد الجمالي. ودعني اعطيك مثلا علي تلك الرؤية المتعسفة فعندما يشارك الفنانون العرب في مهرجان كان مثلا بافلامهم علي قلتها فإن العين الغربية لا تري في الفيلم هذا الا فرصة لملاحظة ومن ثم انتقاد اوضاع اجتماعية محلية ومن اهمها قضية المرأة كما حصل في الدورة الاخيرة لهذا المهرجان العتيد مع الفيلم التونسي فاطمة من اخراج خالد غربال حيث تحدث الجميع عن مشكلة العذرية عند الفتاة واعتبروا ان جرأة تناول هذا الموضوع كافية لاعتبار الفيلم ناجحا، بينما هذا المقياس، أي الموضوع المتناول في فيلم ما، لا يستعملونه لتقييم أفلامهم هم.
انت تدعين اذن الي التغاضي عن القضايا الاجتماعية الكبري التي تتحكم بالمصير العربي من خلال العمل الفني والسينمائي خاصة، أليس كذلك؟
كلا، اطلاقا. فبالدرجة الاولي أعتقد ان الخطاب الاجتماعي لا قيمة له في فيلمٍ ما، اذا لم يستند هذا الفيلم الي اختيارات جمالية ينطلق منها بل ويتأسس عليها. أي بلغة أخري فإنه بموضوع جيد اجتماعيا كان أم سياسيا ولكن بمخرج رديء علي المستوي الجمالي فإن ما ينتجه من افلام ستكون عديمة الفائدة تماما علي المستويين الاجتماعي والفني.
هذا فيما يخص العنصر الاول. فما هو العنصر الآخر في تلك الرؤية؟
العنصر الثاني الذي أتحدث عنه هو تدقيقا وفي اطار الاجابة عن تساؤلك حول مدي اهتمامي بالجوانب الاجتماعية التي تطرحها السينما التونسية، هو انني اشير بوضوح الي أي حد تتقاطع مشاكل وهواجس المواطن العربي والتونسي مع مشاكل وهواجس الانسان في أي بقعة من العالم. فلو كان لكل بلد مشاكله الخاصة فإنها تتلاقي في الأساس الوجودي للشرط الانساني هذا متمثلا في مبادئ الإختيار و مدي الاندماج في المتن الاجتماعي او الالتجاء الي الهامش و القابلية علي خلق طابع خاص للوجود الفردي . فعلي سبيل المثال، عندما تناولت مفهوم الانغلاق في دائرة الأب لم احصر التحليل في مدي بطش وتعنت وعنف الأب العربي في مقابل مدي سلبية وخضوع واستسلام الإبن العربي لهذه لسلطة البطريركية، بل وضعت علاقة الأب/الإبن في مجالها الوجودي كإشكالية قائمة بذاتها، كما تناولها الفكر الغربي عموما من سوفوكل الي رولان بارت مرورا بـ فرويد طبعا. فبهذا المقتضي تكون علاقة الإبن بأبيه علاقة تصادمية لأن الإبن منذ الولادة مثقل بعبء المديونية La dette إزاء أبيه الذي تسبب في إعطائه الحياة. فلا يكون الابن حرا ومهما اختلفت النظم الاجتماعية إلا برفضه لأبيه ومناهضته له، فهو مجبر كما يقول بارت ان يكون خائنا للأب حتي يستقل بذاته. وعندما نصور الملامح الكونية التي تخصّ كل مشاهد عربيا كان أم لا، ونوضح انها مشكلة انسانية بالدرجة الاولي نستطيع ان نبين الملامح الخاصة لهذا الصراع الأزلي بين الأب و الإبن العربي. ففي الاخير تبقي الحرية وتكوين الشخصية الذاتية المستقلة رهان من شخص يطالب بختمه الخاص وبصمته الخاصة مقابل مجتمع يرفض الاختلاف ويؤسس الهوية ضمن مبدأ التماثل والإجماع.
وماذا عن الانغلاق التراجيدي كعنصر ثالث في نظريتك النقدية؟
الانغلاق التراجيدي كما يتمثل في الافلام التي عالجتها هو ان تكون الشخصية الرئيسية في الفيلم منكمشة علي نفسها وتعيش حالة من النرجسية تجعلها حبيسة الذاكرة وتمنعها من الخروج من هذه الدائرة الي افق التعايش مع الأخرين او البحث عن افق مغاير لواقع مفروض عليها مما يؤدي بها الي التباكي والتشاكي دون ان تقبل بدفع الثمن المترتب علي تلك المغايرة وذلك الاختلاف.
وماذا لاحظت في هذا السياق؟
فيما يخص السرد الفيلمي لاحظت ان معظم هذه الافلام التي قمت بدراستها لمخرجي الجيل الثاني في السينما التونسية مثل ريح السد ّ و صفائح من ذهب للنوري بوزيد، او الشامة للمخرجة ناجية بن مبروك، و صمت القصور لمفيدة التلاتلي، الخ... تعتمد تكنيك الـ فلاش باك وهذا ما يجعل الشخصية تفرُّ من واقعها ولا تبحث عن افق مغاير بل تستبطن ماضيها وتعيش علي صور الذاكرة. وكما يقول رولان بارت فإن مفهوم الذاكرة يتأسس علي نمط الصورة التي تنتمي الي الماضي لا يمكن ابدا تخطيها L' image est passée, jamais dépassée ويعتبر هذا الانغلاق ذا بعد كوني لأنه يخصُّ كل شخص انحصر في دائرة الذات وانقطع عن شتي الانماط الحياتية التي تجعله يربط مصيره بالانفتاح علي الكون كله.
والآن أسألك، ما اهمية هذا النوع من النقد، وهو لا شك متقدم جدا، في محيط متخلف مثل محيطنا العربي؟
انا لا اوافقك علي ان المحيط العربي هو محيط متخلف، فمن السهل ان نعتبر ان المتفرج غبيّ او أحمق حتي نغطي علي تقصيرنا ازاء الفرد العادي نحن كمعنيين ومختصين بالفن والثقافة، وذلك بتأسيس مناخ لتلق جيد ولتذوق جمالي راق. فإن الفيلم غالبا لا يلتقي بالمتفرج بطريقة مباشرة وعفوية بل يكون بواسطة تعريف وتحليل من قبل فئة مختصة. ففي الغرب مثلا هناك تقليد في هذه الوساطة بين الفيلم ومتفرجيه. ولقد لعب النقد الصحافي ثم التلفزيوني، وكذلك البحوث الجامعية، دورا كبيرا في تأطير المتفرج الغربي وخلق مجال استقبالي لما سُمِّيَ فيما بعد بـ سينما المؤلف التي ما كانت لتلاقي جمهورها ولا أن تستمر لحدّ الآن لولا هذه الفاعلية النقدية التربوية . ومن جهة اخري فان الدليل علي ضرورة الوساطة بين الفيلم ومتلقيه ما تفعله السينما التجارية من تعويض الوساطة النقدية بالوساطة الاشهارية ايمانا منها بان الفيلم لا يمكن له ان يلاقي متفرجه بصفة مباشرة. اما بشأن عملي النقدي شخصيا فإنه يؤسس لطرح علمي للسينما التونسية (ولمَ لا، للسينما العربية من بعد) برصده وباحتفائه بما يمكن ان يُدَرَّسَ من مفاهيم التحليل الفيلمي ومن اختيارات حول السينمائيين الذين تُعتبر سِيَرَهُمْ جانبا من تاريخ الفن العربي. وكما تعلم فانه بينما يحتفل جماهيريا بأفلام الممثل العالمي سلفستر ستالون تدرس الجامعات الغربية السيرة الفنية لأساطين الفن السينمائي العالمي من امثال اورسون ويلز و ايزنشتاين و جان لوك غودار وغيرهم من العمالقة... لذلك تكون الابحاث الجامعية والدراسات النقدية التي تنحو هذا المنحي هي حلقة من حلقات تربية وتهيئة الذوق الفني للمتلقي العربي.
من الواضح ان هذه هي اهم المحاور التي ستتضمنها مداخلتك في الندوة العلمية للأيام السينمائية سيدي منصور بصفاقس؟
بما ان السينما العربية الان تكاد ان تفقد جمهورها فان الخوض في النقد والتنظير وبالتحديد ضمن نظريات التلقي والاستجابة السينمائية هو ضرورة لا بديل لها من اجل عقد المصالحة ثانية بين الفيلم والعربي وجمهوره اولا حتي يواكب الجمهور رهانات الجيل الجديد من الفنانين العرب ويكون قادرا علي استيعاب الأزمة التي نمرّ بها جميعا في العالم العربي وما يمكن ان نستثمره من الأزمة ذاتها وبالتالي تقديم أفق لتثمين المغامرة والمخاطرة والروح التجريبية. اضافة الي ذلك تقديم المشورة والمزيد من التبصير بهذا الفن الراقي والخطير الي كل المشتغلين في الحقل السينمائي. ومنطقيا فانه لا يمكن تلقي فيلم جديد من قبل متفرج غير متجدد. ومن هنا الدعوة الجادة والحميمية الي اخذ النقد السينمائي العربي علي محمل المسؤولية.

التقاها: حكمت الحاج
أعلنت وكالة الأنباء التونسية الرسمية
أن السلطات القضائية أفرجت عن الصحافية والمدافعة التونسية عن حقوق الإنسان سهام بن سدرين بعد شهر ونصف الشهر من السجن والاحتجاز. وأوضحت الوكالة أن هذا القرار اتخذه قاضي التحقيق في المكتب الرابع لمحكمة البداية الأولى في تونس.

وقالت بن سدرين إن الإفراج عنها بعد ظهر السبت كان "مفاجأة سارة غير متوقعة". وقالت إنها ستواصل نضالها من اجل الحرية وممارسة حقها في حرية التعبير وإدانة كل ما هو خطأ في تونس. وأشارت إلى أن السؤال الذي لايزال يتعين طرحة هو ما هو سبب احتجازها أساسا. وأضافت أن احتجازها كان عملية خطف على يد الساسة الذين يسجنون الناس عندما يتحدثون عن الأخطاء التي ترتكب في البلاد.

وقالت بن سدرين إنه مازال هناك نحو ألف من سجناء الرأي داخل السجون التونسية وإنه يتعين الإفراج عنهم. وأكدت على أهمية استمرار الجهود التي تبذلها جماعات حقوق الإنسان والضغوط التي تمارسها للإفراج عن هؤلاء. كما رحب زوجها عمر مسيري بالإفراج عنها ووصفه بأنه "انتصار للتضامن على قوى التعسف".

يشار إلى أن بن سدرين ألقي القبض عليها في العاصمة التونسية في 26 يونيو/ حزيران الماضي لدى عودتها من أوروبا بعد مقابلة أجرتها مع قناة تلفزيون "المستقلة". وهي المتحدثة باسم جماعة المجلس الوطني التونسي للحريات ومحررة مجلة كلمة التي تنشر على الإنترنت. وتم احتجازها على ذمة التحقيقات تمهيدا لمثولها أمام المحكمة بتهمة التشهير بعد نشرها مزاعم عن وقائع تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان في تونس.

وكان اعتقال بن سدرين قد فجر عدة احتجاجات من جانب عدة جماعات لحقوق الإنسان في تونس وخارجها منها جماعة "صحفيون بلا حدود" المعنية بحرية الصحافة وحقوق الصحفيين ومنظمة العفو الدولية. كما أبدت فرنسا قلقها بشأن مصير بن سدرين ودعت الحكومة التونسية إلى الإفراج عنها. ووجهت جماعات محلية ودولية لحقوق الإنسان اتهامات عديدة إلى تونس بوقوع انتهاكات لحقوق الإنسان فيها
.

Haifaa Wahbi

فشل هيفاء

هل حقا فشلت هيفاء وهبي في الغناء بمصر مؤخرا؟ اقرأ الخبر التالي