١٨‏/٥‏/٢٠٠٦

اعتقال ميشيل كيلو


آيفكس – انباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير
                                                  

دمشق – سوريا
16 مايو / أيار 2006


** اعتقال الصحافي والناشط في مجال حقوق الإنسان ميشيل كيلو **


** مراسلون بلا حدود – RSF **

اعتقال الصحافي والناشط في مجال حقوق الإنسان ميشيل كيلو

تطالب منظمة مراسلون بلا حدود بإطلاق سراح الصحافي والمحلل السياسي والمدافع عن حقوق الإنسان ميشيل كيلو الذي تم توقيفه في 14 أيار/مايو 2006 في دمشق.

وفي هذا الإطار، أعلنت المنظمة: "تمارس السلطات السورية شتى أنواع القمع من الرقابة إلى الملاحقة والتهديد والاعتقال التعسفي. فيبدو أنه ما من أمر يردعها عن الإقدام على تدابير مماثلة. وبعد اعتقال علي عبدالله في 23 آذار/مارس 2006، حان دور ميشيل كيلو، رمز النضال في سبيل الديمقراطية في وطنه، ليدفع ثمن سياسة القمع التي تمارسها السلطات ضد الصحافيين والمناضلين في سبيل حقوق الإنسان في سوريا".  

وأضافت المنظمة: "إننا قلقون على مصير ميشيل كيلو لا سيما أننا نجهل التهم الموجهة إليه ومكان اعتقاله".

في 14 أيار/مايو 2006، تم الاتصال بميشيل كيلو والطلب منه التوجه إلى أحد مراكز الشرطة في دمشق. وقد أشارت زوجته أنها لم تره منذ ذلك الوقت.

وفقاً لرئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عمار القرابي، أوقفت السلطات ميشيل كيلو لأنه وقّع إعلان "بيروت – دمشق، دمشق – بيروت" الذي تطالب فيه مجموعة من المثقفين السوريين واللبنانيين بالتصحيح الجذري للعلاقات بين البلدين.

لا بدّ من الإشارة إلى أن 274 مثقفاً وصحافياً وفناناً مشهورين وقّعوا هذا النص الذي يعبّر عن رفضهم "أي محاولة لفرض العقوبات الاقتصادية وسواها على الشعب السوري"، ويشدد على ضرورة "احترام وتمتين سيادة واستقلال كل من سورية ولبنان في إطار علاقات ممأسسة وشفافة تخدم مصالح الشعبين وتعزز مواجهتهما المشتركة للعدوانية الإسرائيلية ومحاولات الهيمنة الأميركية". وفي هذا الصدد، يطالب المشاركون السوريون "بضرورة الاعتراف السوري النهائي باستقلال لبنان" معتبرين أن "الخطوات الأولى في هذا الاتجاه تتمثَّل بترسيم الحدود نهائياً والتبادل الدبلوماسي بين البلدين".

يتعاون ميشيل كيلو مع الصحيفتين اللبنانيتين النهار والسفير بالإضافة إلى الصحيفة الناطقة باللغة العربية التي يقع مقرها في لندن القدس العربي. وهو معروف بمواقفه المناصرة للإصلاحات الديمقراطية في سوريا كما بإدارته لمركز الدفاع عن الصحافة وحرية التعبير "حريات" الذي تم تأسيسه في دمشق في العام 2005.

والجدير بالذكر أن الصحافي علي عبدالله وثلاثة آخرين – محمود حميد وحبيب صالح ومحمد غانم – لا يزالون يقبعون وراء القضبان في سوريا.
وتذكر منظمة مراسلون بلا حدود بأن الرئيس بشار الأسد ينتمي إلى لائحة تتألف من 38 اسماً تعتبرهم صيادي حرية الصحافة في العالم.

                                        
تم ارسال هذا البيان بمعرفة مركز استلام وتوزيع تنبيهات وبيانات الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير

555 شارع ريتشموند غرب, رقم 1101
صندوق بريد 407
تورونتو, كندا

هاتف رقم :+1 416 515 9622      فاكس رقم : +1 416 515 7879
بريد عام ifex@ifex.org
بريد برناكج الشرق الأوسط و شمال افريقيا (مينا) mena@ifex.org
زوروا موقعنا http://www.ifex.org  و للعربیة زوروا http://hrinfo.net/ifex/  
                                        

عن ميشيل كيلو

(image placeholder)
دفاعا عن ميشيل كيلو
نزار نيوف وسليمان يوسف يوسف GMT 19:45:00 2006 الأربعاء 17 مايو
نزار نيوف: دمه لنا.. ودمه عليهم!ليتوقف كل طعن بميشيل كيلو وكل نقد له طالما أنه خلف القضبان
  ذات يوم من شهر أيار / مايو 2001 وقف المهندس الزراعي (م.ا) في صالون منزل أسرتي ليشتم حافظ الأسد وليعري تاريخه القمعي في حضور العشرات من الضيوف الذين جاؤوا مهنئين بإطلاق سراحي من محافظتنا ومن المحافظات الأخرى، حمص وحلب وحماه وغيرها.  لم يترك المهندس وهو يتقمص شخصية قيس بن ساعدة الإيادي، لكن دون بلاغته، نعتا إلا ولصقه بحافظ الأسد ؛ فهو الديكتاتور، والقاتل، ورئيس عصابة الجريمة المنظمة في سورية، وبائع الجولان، وعميل الأميركان.. إلى آخر القائمة التي يمكن لأي منا أن يضيف إليها ما يشاء، سواء من تجربته ومشاعره الشخصية أو من تجارب الآخرين ومشاعرهم!  بخلاف حالة الهلع والرعب التي يمكن أن ينشرها حديث من هذا النوع في سوريا، لم تستثر خطبة المهندس أي مشاعر خوف أو رهبة في نفوس الحاضرين.فمناخ المنزل كان يسمح بذلك في تلك اللحظة ( وليس الآن بالتأكيد!). وثمة سجين شبه مقعد ومعطوب لمّا تزل آثار الجريمة على أنحاء مختلفة من جسده. والناس الطيبون في بلدنا، كما هم في جميع أنحاء العالم، لا تنقصهم المروءة للتعاطف مع الضحية، أو لغمرها بمشاعرهم الدافقة، خصوصا إذا كانت الضحية من " بني جلدتهم ". وما زاد في تأجيج مشاعر الحضور وعمل على تحطيم جدران الخوف في نفوسهم، ومن ثم مسارعة بعضهم إلى مجاراة المهندس الزراعي في شتائمه، أن من جاؤوا يهنئونه كان آنذاك، وعلى مدى أيام عديدة، ضيف الإذاعات والقنوات الفضائية لعدة مرات يوميا، حيث يسمعون منه الكلام الذي لم يبق ولم يذر، لا بحق حافظ الأسد ولا بحق نظامه أوبطانته. وهو الكلام الذي " سيضطر " وزير الإعلام عدنان عمران بعد أيام قليلة على ذلك إلى نشره بيانَه الرسمي التاريخي الذي يتهمني فيه بالجنون، والذي سيساهم في توزيعه العديد من نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين الذين يرون في أي حديث من هذا النوع خدمة للإمبريالية والصهيونية العالمية، وأذى بالغا لـ " صمود النظام الوطني " في بلدنا، أو ـ على الأقل ـ احتلالا لمساحات الشجاعة التي كانت تنتظر من يشغلها، ولا يستطيعون هم فعل ذلك! والمجنون، عرفا وقانونا، لا يؤخذ بكلامه، سواء في بلادنا أم البلدان الأخرى. أو ليست هي النظرية التي سبقهم ستالين إلى اجتراحها قبل سبعين عاما لـ "حل" مشكلة المتمردين على جبروته وطغيانه، فكان أن أرسل ستة ملايين " مجنون" منهم إلى سيبيريا، فبدا الأمر كما لو أن الاتحاد السوفييتي "عصفورية" مترامية الأطراف!؟ لم أستطع أن أتقبل حديث المهندس الشتام ؛ ليس لأن ما قاله كان مجافيا للحقيقة، فهو لم يجاف الحقيقة في واقع الحال؛ ولكن لأني كنت أعرف تاريخه السياسي والشخصي بدقة، فهو من نظمني ذات يوم من العام 1977 في الحزب الشيوعي السوري ـ المكتب السياسي، الذي سيعرف لاحقا باسم "جماعة رياض الترك" ؛ وهو الذي سيتركني أذهب إلى الاعتقال وأنا حدث لم أبلغ الثامنة عشرة من العمر أواخر العام 1979، فيما اختار هو الذهاب إلى.. جميل الأسد!  دون أي مقدمة، ودون "إحم أو دستور" كما يقال، طلبت من المهندس أن يتوقف فورا عن الحديث بهذه اللغة السوقية عن حافظ الأسد أمامي. وزدت على ذلك بأن أمرته بالخروج من المنزل في الحال إذا لم يكن لديه ما ينشده في سوق عكاظنا إلا معلقاته البذيئة. أصيب الحضور بالذهول من هول المفاجأة. ولم يكن المهندس الزراعي أقل صدمة وذهولا؛ لكن ليس إلى الدرجة التي منعته من التساؤل عن السبب الذي يدعو امرئا مثلي كان قبل دقائق يتهم نظام الأسد على إذاعة الـ  BBC وقناة "الجزيرة" بأنه نظام ديكتاتوري وإرهابي، وأن الأسد الأب ليس سوى " ملك المقابر الجماعية الذي لم يزل يحكم سوريا من قبره"! وربما تساءل في نفسه: ما لهذا المعارض الذي يريد أن يحتكر حتى الحقد على السلطة لنفسه ويرفض أن يشاركه به أحد!؟  لم يكن موقفي بسبب هذا الأمر ولا بسبب ذاك. كان الأمر على درجة من البساطة بحيث أن حجم دماغ المهندس، الذي لا يزيد إلا قليلا عن حجم دماغ عصفور، بدا أعجز من أن يستوعب السبب الفعلي الذي دعاني إلى منعه من شتم حافظ الأسد أمامي. كان موقفي ينطلق من مبدأ بسيط جدا لا زلت مقتنعا ومتمسكا به وسأبقى : من لم يتجرأ على قول كلمة واحدة بحق حافظ الأسد وهو حي، لا أقبل منه ولا أسمح له أن يقوم به أمامي بعد مماته. وبصيغة أخرى أكثر شمولا : لا أقبل ممن كان يمارس شهادة الزور سنوات طوالا ونحن نموت يوميا في زنازيننا، وممن كان أجبن من أرنب، أن يمارس شجاعته أمامي أو يزاود على مواقفي ؛ فكيف إذا كان من طينة المهندس ( م.ا) الذي لم يكتف بأن تخلى عن رفاقه وتركهم يذهبون زرافات ووحدانا إلى المعتقلات منذ اللحظة الأولى التي فتحت السلطة النار عليهم وعلى حزبهم، بل، ولكي يزيد الطين بلة، التحق بـ " جمعية الإمام المرتضى " ليصبح خزمتشيا عند جميل الأسدتأسيسا على هذا الموقف حاولت أن أطور مبدأ عاما ألتزم به كقاعدة سياسية أدعو الجميع إلى التزامها. هذه القاعدة تقول ما يلي : كل من يصبح ( لأسباب تتصل بحرية الرأي والضمير) خلف قضبان هذا النظام الذي أفضل تسميته بـ " نقابة للجريمة المنظمة " وتسمية رئيسه بـ " نقيب للمجرمين"، يتوجب علينا سياسيا أن نقف معه حتى وإن كان خصمنا السياسي قبل اعتقاله. وما لا يقل أهمية عن ذلك هو أن نوقف أي ممارسة نقدية إزاءه طالما أنه مسلوب الإرادة.  في الحقيقة، إن الأمر ليس قاعدة سياسية وحسب ؛ إنه قاعدة أخلاقية أيضا وبالدرجة الأولى. فحين يتجرد الصراع السياسي حتى ولو من حد أدنى من الأخلاق، تصبح مرجعيته الأخلاقية الوحيدة هي تلك التي تحكم منطق عصابات قطاع الطرق. ومنطق قطاع الطرق، كما هو معلوم، مبني على مبدأ أخلاقي ـ إجرائي واحد هو " تشليح " الضحية فيما فوهة المسدس تلامس نافوخه، أو بعد أن يتم تقييده إلى جذع شجرة! وما من سوري يدخل السجن في ظل حكم نقابة الجريمة المنظمة في سورية إلا ويتحول تلقائيا إلى ضحية من هذا النوع.  لماذا هذه المقدمة المطولة ؟  الأمر بسيط. ثمة من ساءته مقالة كتبها ميشيل كيلو ونشرها في " القدس العربي " قبل يومين من اعتقاله بعنوان " نعوات سورية ". وكل من شعر بالإساءة ( وهم كثر جدا في واقع الحال) هو محق في ذلك تماما. فقد أراد ميشيل أن يعرض لقضية في منتهى الأهمية والخطورة في حياة بلادنا. وكنا نتتظر منه، وهو الماركسي ـ اليساري ـ العلماني والعلمي، أن يعالجها في إطار منهج يمت بصلة قربى للأطر المنهجية التي تربى عليها، ولكنه عرضها بأسوأ منهج يمكن يلجأ إليه حتى شخص خرج للتو من معطف ابن تيمية أو حتى من معطف الإمام الخميني! بل إن أستاذا في السوربون كنت أتحدث معه يوم أمس بشأن اللجنة الدولية التي نعمل عليها منذ شهرين من أجل عارف دليلة، وصف مقال ميشيل بأنه " أجمل وأقوى مقال كتبه في حياته من حيث الشكل، لكنه الأسوأ والأكثر فقرا وضحالة من حيث المضمون"!  ليس ثمة شخص واحد في سوريا أو في العالم كله أساء له ميشيل كيلو مثلما أساء لي، بما في ذلك رجال السلطة وجلادوها وأعضاء نقابتها السياسية المتخصصة في الجريمة المنظمة، إذا كنا نعتبر ما كتبه ضدها وضد أعضائها " إساءة "، وهو في واقع الحال ليس كذلك، بل كانوا يستحقون منه أكثر من ذلك بكثير. ولطالما تمنيت أن يضعني ميشيل كيلو حتى بمنزلة " الكاتب الجليل" (!) بهجت سليمان منه. وهو، على أي حال، تمنّ يشبه تمني مواطن سوري في أن يكون كلبا في منزل بريجيت باردو!  لقد نشر جلدي وعرضي على حبال غسيل كل النشرات الإلكترونية التي تحركها أصابع السلطة في سوريا، بدءا من " شام برس" وانتهاء بـ "كلنا شركاء" مرورا بالمرحومة "مرآة سورية". ولم يوفر حتى جريدة "النهار" التي طالما اعتبرتها الحصن الذي أنقذني أصحابها يوما ما من موت شبه محقق. فوصفني بـ "المهرج" و "الدجال والنصاب والمجنون والمختل عقليا "، ووصف سياسة المعارضة السورية بأنها " سياسة لا نفع فيها" لمجرد أنها "معارضة نيوفية "! واتهم شخصا آخر أقل ما يقال فيه أنه دفع سبع سنوات من عمره سجنا، مهما كان موقفنا منه، بأنه لم يجد مدرسة أمامه " إلا مدرسة التدجيل النيوفية ". ووصل الأمر به إلى حد أنه حمّلني مصائب سوريا كلها، بل وحتى مسؤولية فشل " الإصلاح السياسي " فيها، حين استفتح مقاله بالتأكيد حرفيا على أن " روح المهرج الكبير نزار نيوف تلعب دورا متزايدا في معادلات سوريا السياسية "! ووصل بتطاوله وإساءاته إلى حرماتي الشخصية. كل هذا رغم أني لم أتعرض له في يوم من الأيام سلبا أو إيجابا، مدحا أو قدحا. وكانت سلسلة المقالات التي دبجها ضدي مفاجأة حتى للأقربين منه والأبعدين عني. كما وأصابتهم بالصدمة والذهول لجهة دوافعها الحقيقية وتوقيتها، خصوصا وأنها ترافقت تماما مع حملة تخوين شعواء كنت أتعرض لها من قبل النظام السوري وأدواته على خلفية موقفي آنذاك مع الاجتياح الأميركي للعراق، وهي أقسى وأبشع حملة قد يكون تعرض لها مواطن سوري منذ الاستقلال حتى الآن. لكن جميع من صدموا بحملة ميشيل ضدي اتفقوا، وإن ضمنا، على أن الدافع الوحيد الذي ساقه إلى ذلك كله هو الحملة التي كنت أديرها آنذاك، ولست نادما عليها، ضد " الكاتب الجليل" بهجت سليمان! ومع هذا، فقد لزمت الصمت وتجنبت الرد، حتى هذه اللحظة، على ما قاله بحقي، رغم أن الصديق وتوأم الروح جبران التويني، المجد لذكراه، قد فتح " النهار" على مصراعيها أمامي لممارسة حقي في الرد.  مع ذلك، وبالرغم من كل ما يمكن أن يستثيره هذا من شجون وجروح في نفسي، وبالرغم من كل الأذى والإهانة التي يمكن أن تكون قد لحقت بالبعض جراء مقاله غير الموفق، نقول للجميع : ـ إن ميشيل كيلو اليوم خلف القضبان ؛ـ وميشيل كيلو مسلوب الإرادة حتى إشعار آخر ؛ـ وميشيل كيلو لا يستطيع الدفاع عن موقفه ولا إيضاحه لمن التبس عليه الأمر، لأنه في أسر نقابة الجريمة المنظمة، وحاله كحال من تصلبه عصابة على جذع شجرة تمهيدا لـ " تشليحه " ؛ـ وميشيل كيلو ربما يجلده الآن أحد المهربين من عرفاء المخابرات العامة بمحاضرة عن " دور المثقف الوطني عند المعطفات الحاسمة في تاريخ الأمة "، وعن " دور المثقف الثوري في الدفاع مكتسبات الطبقة العاملة تحت قيادة المناضل النقابي رامي مخلوف". فليتوقف كل طعن بميشيل كيلو وكل نقد له حتى يصبح بيننا مرة أخرى.فحذار أن تشعروا نقابة الجريمة المنظمة ونقيبها بأن دمه عليناإن دمه لنا وحدنا وملكنا وحدنا.. وإن دمه عليهم وحدهم! " فهل يحتاج دم بهذا الوضوح إلى معجم طبقي لكي يفهمه"!؟
سليمان يوسف يوسف:
ميشيل كيلو ضمير وطن
إلى أين تذهب سوريا..؟ سؤال كبير تركه اعتقال الكاتب والمفكر (ميشيل كيلو)،أحد رموز العمل الديمقراطي في سوريا والناشط البارز في لجان أحياء المجتمع المدني ورئيس مركز (حريات) للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير،وهو من الأسماء المعروفة في (اعلان دمشق) للتغير الديمقراطي في سوريا. السؤال ليس بجديد، فقد سبق أن اختاره ميشيل كيلو نفسه عنواناً لمقال له قبل أشهر، بعد موجة اعتقالات واستجوابات طالت العديد من الكتاب ونشطاء الحراك الديمقراطي وأعضاء ادارة منتدى الاتاسي. عرض ميشيل في ذاك المقال رؤيته لتطورات الحالة السياسية السورية وقد حدد سيناريوهين:سيناريو (الاصلاح السياسي) الذي يحقق المصالحة الوطنية وتطبيع الحياة السياسية في البلاد، ينبثق عن(حوار وطني)بين السلطة والمعارضة.وسيناريو (أمني سلطوي) يقوم على رفض (الإصلاح السياسي الحقيقي)من قبل السلطة والمحافظة على جوهر ما هو قائم وضبط الوضع الداخلي من خلال تشديد (القبضة الأمنية)،وقد أبدى(ميشيل) تخوفه من هذا السيناريو (الأمني)، لأنه قد يجر البلاد الى حرب أهلية.اعتقل ميشيل كيلو يوم الأحد الماضي 14-5، من قبل إدارة أمن الدولة بدمشق، بعد يوم واحد من مقال له بعنوان( نعوات طائفية) نشر في صحيفة (القدس العربي). يصور ميشيل كيلو،بحس وطني صادق وشفاف، في مقاله التمايزات الطائفية التي بدأت تتضح وتفقع ألوانها في قاع وعلى سطح المجتمع السوري، وبالتالي، ليلفت أنظار المعنيين الى مخاطر استمرار هذه الظاهرة، وغيرها من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية السلبية، على التماسك المجتمعي، كذلك محذراً من الانعكاسات السلبية، وربما الخطيرة، على الوحدة الوطنية ،التي قد تنجم من الاكتفاء بالسيناريو الأمني في حل ومعالجة مشكلات الواقع السوري وأزماته المزمنة.  نكرر السؤال من جديد: سوريا الى أين..؟ بعد أن زادت مخاوفنا من (الحل الأمني)، الذي حذر (ميشيل كيلو) من مخاطره، مع اتساع دائرة الاعتقالات وتشديد القبضة الأمنية من جديد على المجتمع السوري. ما من شك، بأن اعتقال ميشيل كيلو ضاعفت حالة الإحباط و التشاؤم واليأس لدى مختلف الأوساط السياسية والثقافية في سوريا، لكن هذا التشاؤم رافقه شعور بالتفاؤل، بدأ   مع هذا السيل الوطني والإنساني الصادق من، داخل وخارج سوريا، من الرسائل والاحتجاجات والبيانات والمقالات التي تدين وتحتج وتشجب وتستنكر اعتقال ميشيل وتطالب بالإفراج عنه وعن جميع معتقلي الرأي في السجون السورية.   لا جدال، على أن اعتقال ميشيل كيلو سيزيده شهرة ، لكن الأهم أنه سيزيد وبأضعاف عدد المؤيدين والمتضامنين مع دعوته للتغير الديمقراطي السلمي في البلاد، فهو شخصية وطنية بامتياز، لا بل أنه يمثل، بأخلاقه الوطنية العالية، (الضمير الوطني الحي). كان ميشيل متميزاً بخطابه وكتاباته وبطريقة تعبيره عن حبه   لوطنه، وفي إظهار حرصه وخوفه على هذا الوطن السوري الذي أحبه و نحبه جميعاً. ولهذا يرى الكثير من المراقبين والمتتبعين للشأن السياسي السوري، في اعتقال ميشيل كيلو أشياء كثيرة ورسائل عديدة وبأكثر من اتجاه، في هذا الزمن السوري الصعب،حيث لم يعد للوطن السوري عنوان سوى (الاعتقال والسجن والاستدعاء). فما أصعب من أن يعيش الإنسان منفياً في وطنه،وأن يعتقل الشخص ويهان بسبب حبه لوطنه وخوفه عليه... إذ يبدو أن في   سوريا حتى حب الوطن صار جرماً   يعاقب عليه القانون... باعتقال ميشيل كيلو، أدركت لماذا انهزم الوطن في كل   معاركه القديمة والجديدة، كما أيقنت أن زمن الهزيمة لم ينته بعد، طالما الاستبداد باق ولطالما اعتقال أهل الفكر مستمر من قبل أهل الحكم...باعتقال ميشيل كيلو، أدركت كم يخشى النظام من الكلمة الحرة ومن الديمقراطية ...وباعتقاله، أتتضح حجم الفراق الكبير بين عقلية السلطة القمعية وبين ذهنية المثقف الديمقراطي، بين مفهوم السلطة للوطن وحقوق المواطن وبين مفهوم المواطن للوطن ووظيفة السلطة. ببقاء السجون مفتوحة لاستقبال ميشيل كيلو وغيره من الناشطين السياسيين ومن المدافعين عن حرية الرأي والتعبير وعن حقوق الإنسان السوري، أيقنت بأن (جمهورية الخوف) لم تزل قائمة في سوريا، وما زالت تفصلنا مسافات زمنية وثقافية وسياسية طويلة وشاسعة عن ( دولة مدنية) تحكم بالدستور والقانون، وتقوم على الحق والعدل والمساواة وعلى (روح المواطنة)..باعتقال ميشيل كيلو وغيره من السياسيين والمثقفين تأكدت شكوكي بأن المعاملة الجيدة التي لقيتها في (ادراة أمن الدولة) التي استدعتني للتحقيق في آذار الماضي، لم تكن تعني بأن تحولاً مهماً وجوهرياً قد  طرأ على  طريقة تعاطي (الأجهزة الأمنية) مع نشطاء المعارضة والمثقفين دعاة التغيير الديمقراطي في البلاد...اعتقال كيلو يدفعنا للتساؤل من جديد: بماذا يفيد الوطن اعتقال الدكتور عارف دليلة ورياض ضرار وعلى العبدلله وولديه وفاتح جاموس ويعقوب شمعون وغيرهم كثر.. هل بهذه الاعتقالات نضمن أمن الوطن ونقوي جبهتنا الداخلية في وجه التهديدات الخارجية ؟ بالطبع لا  ! نتساءل من جديد مع ميشيل كيلو: إلى أين تذهب سوريا...؟
 كاتب سوري آشوري shosin@scs-net.org
 

سحب الجنسية الهولندية من ايان حيرسي علي

سحب الجنسية من النائبة الهولندية الصومالية
عبدالرحمن الماجدي GMT 20:00:00 2006 الأربعاء 17 مايو
أيان هيرسي علي تشغل الساسة والمواطنينسحب الجنسية من النائبة الهولندية الصومالية الأصل
عبد الرحمن الماجدي من امستردام: في تطورات دراماتيكية مفاجئة شهدتها الايام الخمسة الماضية، تحولت النائبة الهولندية من اصل صومالي أيان هيرسي علي ضحية تدافع عن نفسها لدرء ما يتساقط عليها وعلى حزبها الاتحاد الليبرالي المحافظ من أخبار صاعقة عبر الاعلام الذي نجحت الى حدود كبيرة في الإفادة منه سابقاً لإيصال ما تريد كشفه وإبراز نفسها مرتدة عن الاسلام وداعية إلى تحريض النساء المسلمات على التمرد على حياتهن التي تدور في فلك الاضطهاد والمبنية على اسس دينية بالية كما تردد باستمرار. وكانت سرقت الاضواء في كل هولندا منذ دخولها البرلمان نائبة عن الاتحاد الليبرالي اليميني الذي انضمت اليه وفق صفقة سياسية بعدما تركت حزبها السابق، حزب العمل اليساري. وكان لتصريحات أيان ومبادراتها المثيرة والنارية دور في تأجيج موجة العداء ضدها من قبل عدد ليس بالقليل من أبناء الجالية الاسلامية في هولندا (مليون نسمة). فقد اعلنت مراراً عداءها للإسلام وفتحت حوارات موسعة داخل البرلمان من أجل التضييق على المهاجرين السلبيين خاصة المسلمين الذين يتخذون من هولندا مكانا لعيشهم فيما ينحازون إلى مكان آخر. وساهمت اقتراحاتها المتكررة داخل وخارج البرلمان الهولندي في تشريع قوانين ضيقت الى حد كبير على القادمين الجدد لهولندا بما في ذلك فرض تعلم اللغة الهولندية قبل القدوم إلى هولندا واقتراح مشاهدة الآتي من خارج أوروبا فيلماً يحوي مشاهد عري ليعرف المهاجر المكان الذي يأتي اليه ويكون مستعدا للتأقلم معه.
فيلم "الخضوع"
وكان المخرج الهولندي تيو فان خوغ قتل بسبب اخراجه فيلما كتبت هيرسي علي السيناريو فيه حول اضطهاد النساء المسلمات وظهرت فيه نساء عاريات كتبت آيات من القرآن على اجسادهن مع اثر الضرب المبرح من قبل ذويهن. وقد تلقت مع فان خوغ عشرات الرسائل التهديدية بالقتل قبل أن ينفذ التهديد في المخرج هولندي مسلم من اصل مغربي اسمه محمد بويري عام 2004 وقد تبين أنه يتعاطف مع تنظيم القاعدة وزعيمه اسامة بن لادن، وهو يمضي عقوبة السجن مدى الحياة في هولندا. وتسبب الحادث بعشرات الاعتداءات ضد مساجد ومدارس اسلامية في عموم هولندا.ومنذ ذلك الوقت شُددت الحراسة على ايان هيرسي علي وتم اسكانها في مكان غير معلن الى ان عاودت الظهور بعد اشهر لتعاود انتقاداتها ومجاهرتها بارتدادها عن الاسلام وعلمانيتها كداعية ليبرالية تهتم بالنساء المضطهدات، وتصر على انجاز الاجزاء المتبقية من فيلم "الخضوع" الذي زادها مقتل مخرجه السابق فان خوغ إصراراً على انجازه كما قالت.
سيف ذو حدين
ولكن لم يدر بعلمها ان ماضيها الذي هربت منه صوب هولندا عام 1992 وبتفاصيله الحقيقية وغير الحقيقية التي نالت بواسطتها اللجوء السياسي في هولندا سيلاحقها عبر الاعلام الذي عشقته وعشقها كمادة مثيرة ، فكان ان اسقطها بالسرعة ذاتها  التي رفعها نحو الاعالي نجمة افريقية شابة (مواليد 1969) امتطت صهوة السياسة وحققت من الشهرة ما لم يحققه كبار الساسة الهولنديين خلال فترة عضويتها في البرلمان.
اذ عرض التلفزيون الهولندي مساء الخميس الماضي تحقيقا عن حياتها السابقة مع لقاءات مع افراد من عائلتها اكدوا خلالها ان ما كانت تكرره حول قصة لجوئها إلى هولندا ليست حقيقية تماما. فهي اخبرت المحققين ابان طلبها اللجوء انها هاربة من زواج اجباري برجل اكبر منها بكثير ومن اضطهاد والدها لها وللأسرة ومن الختان. كما انها قدمت تاريخا لميلادها غير الحقيقي (1967 بدل الحقيقي 1969) الذي ابلغ به ذويها البرنامج الهولندي، والاهم انها لم تخبر المحققين بانها كانت حاصلة على اللجوء في كينيا مع اسرتها لفترة 12 عاما قبل قدومها لهولندا ولم تكن كنيتها "علي" بل "ماغان".
وشكلت هذه المعلومات الصاعقة شرارة شغلت وما زالت فضول الهولنديين طوال الايام الخمسة الماضية، وهي تتصاعد باخبارها الاولى حول ايان هيرسي علي التي عقدت مؤتمرا صحافيا نقله التلفزيون على الهواء مع زعيم حزبها السيد زالم الذي قال انه فوجئ بقرار زميلتهما في الحزب وزيرة الهجرة ريتا فيردونك سحب الجنسية من ايان، وترتب على ذلك استقالتها من الحزب والبرلمان لتعلن انها ستغادر هولندا الى اميركا ملبية العرض المقدم لها في معهد "ثنك تانك" القريب من اليمين المحافظ. واخبرت هي أنها تركت منزلها المحمي بعناية بسبب شعور الجيران بالخوف من جارتهم المثيرة للجدل. لكنها كانت تتحدث عن هولندا في مؤتمرها الصحافي بهدوء كبلدها (ons land بلدنا ) حين تشير إليه في حديثها الذي كان مثيرا ومؤثرا في الوقت ذاته في الهولنديين وحتى في مخالفيها من اليساريين.
وكتب خبير شؤون الشرق الاوسط في الاذاعة الهولندية بيرتوس هندريكس في مقال عنوانه " وداع أيان هيرسي علي" قائلا إن "ثمة شعورا متناقضاً هنا، فمع الإعجاب الذي خيم اليوم في هولندا هناك شعور بالخجل؛ الخجل لخلو بلد مثل هولندا من مكان لامرأة مختلفة في شكل مثير. فإن كنت تشاركها آراءها أو ترفضها كلها أو جزءا منها، فذاك يمكن تفنيده فوزا أو خسارة من خلال مناظرة مفتوحة، لكن ليس بطردها... فهذا البلد وجد ما يمكن وصفه بـ(التغاضي) عن مشاكل تعاطي المخدرات، وشرع قانون الموت الرحيم، وعجز عن التفكير بحل يمنع سحب جواز سفر "إيان هيرسي علي". إن ذلك دليل على بؤس السياسة".
جلسة عاصفة
البرلمان الهولندي الذي غادرته ايان عقد جلسة عاصفة ليلة امس الثلاثاء استجوب فيها وزيرة الهجرة ريتا فيردونك وحاصرها الأعضاء اليساريون خاصة عن سبب سرعة نتيجة قرارها بسحب الجنسية من أيان هيرسي علي ، في حين أنه في حالات مشابهة لحالتها يتأخر صدور القرار أسابيع ولا يصدر في يومين فقط. فتحججت الوزيرة بانها تطبق القانون الذي لايفرق بين لاجئ جديد وعضو برلمان ان ثبت انه قدم معلومات كاذبة في قصة لجوئه كما ينص القانون. لكن ايان كانت اخبرت زميلتها في الحزب الوزيرة فيردونك عدة مرات انها كذبت في قصة لجوئها. وهذا ما حاجج به النواب الهولنديون الوزيرة. ومهما يكن الأمر، لا شك أن مستقبل ايان هيرسي علي السياسي في هولندا قد انتهى، وما كان المؤتمر الصحافي نهار امس الا حفل وداع لها دون ان تعلن انسحابها من طموحها، والمعلن من افكارها، اذ قالت بثقة انها ستغادر البرلمان انما الاسئلة التي فتحت بابها ستبقى ماثلة.
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2006/5/149134.htm

١٧‏/٥‏/٢٠٠٦

مؤتمر النثر العربي

علي أعتاب مؤتمر قصيدة النثر العربية في بيروت: هذه هي قصيدة النثر العربية المطلوبة!

اختيار وتقديم: عبدالقادر الجنابي

في العدد المزدوج السادس والسابع من فراديس نشرتُ ملفا يعتبر الأول من نوعه في العربية حول قصيدة النثر بمعناها الأوروبي... وتضمن عشرات من النماذج المترجمة مع تحليلات نقدية وهوامش وشروح... ونماذج
عربية تم اختيارها من نتاج قصيدة النثر العربية، لكنها تقترب من النموذج الأوروبي. قبل خمسة أعوام، حاولت أن أختار، من نتاج قصيدة النثر العربية المعروفة بأسلوبها المشطر، قصائد تلبي معايير قصيدة النثر الأوروبي
المعروفة علي شكل كتل أشبه بقصص قصيرة جدا، وصدرت (عام 2001) في كتاب بالفرنسية والعربية تحت عنوان كآبة الصحراء محاكاة لكتاب بودلير الشهير كآبة باريس .
بعد أيام قليلة، (19 ايار/مايو الي 21 منه) ينعقد في بيروت مؤتمر عن قصيدة النثر. وبهذه المناسبة، أقدم هنا عددا من قصائد نثر عربية تلبي، شكلا ككتلة، ولغةً: القوانين الثلاثة لقصيدة النثر الأوروبية: ايجاز،
كثافة، لاغرضية. لا ادعاء، هنا، قط بأن المختارات هذه أفضل من قصائد النثر العربية المشطّرة.. ولا هي دعوة الي ان يغير شعراء قصيدة النثر العربية الشائعة شكل كتابتهم الشعرية.. كلا. ليكتب كل وفق نبض
أحاسيسه وصوته الخاص، وليسمّ مخلوقاته كما يشاء، فقط عليه أن يعرف ان مصداقية الشكل والمضمون هي عين ثقة الشاعر بما يقول. أليس اعتباطا أن يسمّي شاعر يكتب عادة أشعارا موزونة، كل قصيدة لا يتمكن من ضبطها
عروضيا، قصيدة نثر وليس شعرا.. حرا! وكأن الشعر في نظره ليس سوي تفعيلات قُررت سلفا.
في الحقيقة، ان ما أرمي اليه من وراء هذا الجزء البسيط من مختارات أشمل آمل أن تصدر كتابا عن قريب، هو ايضاح ما يلي: ان ما يسمي قصيدة النثر العربية جاءت كتطور طبيعي للشعر الحر: أي امتداد لمحاولات شعراء
التفعيلة في تليين الوزن حتي يعبر عن ايقاعية ميلودية تخص الشاعر.
أي التعبير الطبيعي لأوزانه الغريزية: ترتيب الكلمات وتنسيقها ضمن ايقاع ميلودي يشعر به الشاعر. لكن الشعر الحر الذي جاء كتحرر من قيود خليلية واطلاق التفاعيل الوزنية ضمن أعداد غير محدودة، بقي ملتزماً
بالعَروض العربي فارضاً تحريره للتفعيلة قيودا وزنية لا تختلف كليا عن القيود الكلاسيكية... والجدير بالذكر أن نازك الملائكة التقليدية نفسها كانت تخشي هذا التطور المحتم، وذلك في مقال ينم عن رجعية نشرته في مجلة
الأديب اللبنانية عام 1954، بينما الشعر الحر الأوروبي تماشي وقوانين تطوراته التي أدت به الي أن يتخلص من كل قيد وزني.. بل، كما تؤكد كل الدراسات الأكاديمية، أنه لم يعد له أية قواعد، فالشاعر هو الذي ينوع
قواعده من قصيدة الي أخري.
فيحق له أن يستخدم العدد الذي يراه مناسبا من التفعيلات في البيت الأول ثم يغيره في البيت الثاني، مثلما يحق له مزج بحور، أو يكتب قصيدته لا جريا علي مقياس أو ايقاع عروضي، وانما وفق الوقع الذي يعتمده في التقطيع وعدم
تقفية نهاية البيت / السطر. كما أن المحتوي في الشعر الحر لا يخضع لشكل ثابت ومحدد مسبقا، وانما هو الذي يخلق الشكل المناسب له، فالشاعر هو الذي يعطي ما لا شكل له شكلا. في الشعر المنظوم وفق اعتبارات
كلاسيكية وموروثة هناك الايقاع rhythm وهو متأت من تناسق وحدة التفعيلات. في الشعر الحر هناك الوقـْع Cadence (من اللاتينية cadentia، وتعني يَقعَ) وهو متأت من انحدار البيت / السطر
ضمن تموجات نغمية ناتجة عن تعاقب المقاطع المنبورة الخفية، كالفواصل، الوقفة الفجائية للبيت والاعتناء الأسلوبي في التقطيع. وهذا ما يميز بالضبط السطر (البيت) في الشعر الحر عن الجمل النثرية. هذا التعريف
المتفق عليه عالميا للشعر الحر، يخضع له، عن وعي أو بلا وعي، معظم شعراء قصيدة النثر العربية ذات الشكل المشطّر.
اذا من الخطأ الكبير أن يسمي شاعر قصيدته قصيدة نثر ، وقد اعتني بتقطيعها موسيقيا متوسلا كل المحاسن الشعرية باستثناء التفاعيل، ما يجعلنا نقول إنه لم يُبق من النثر شيئا فيها. واذا أجرينا دراسة ايقاعية لمعظم قصائد النثر
العربية المشطرة لوجدنا (كما يقول اليوت) شبح تفعيلة ما يكمن فيها، أو رغبة دفينة لمراعاة ايقاعات موزونة. بينما مصطلح قصيدة نثر يطلق في أوروبا كما في أمريكا علي نمط من شعر أداته النثر بكل ما يحتويه من أدوات
ربط وجر والخ، خال من كل ما يتطـــلبه الشعر من تقطيع، وقفـة، ايقاع، تضمين والخ... ويرتسم علي شكل كتـلة كما لو أنه مقال صغير أو اقصوصة.
لكن ليس كل نص شعري علي شكل كتلة، هو قصيدة نثر. فقصيدة النثر تختلف جوهريا عن النثر الشعري الذي يتوسل كل المحسنات البديعية الشعرية من أجل الاسترسال. ويجب ألا نخلط بين قصيدة النثر والشظية الفلسفية
كما عند نيتشه، ففي هذه الشظايا/ الكتل النثرية القصيرة، ثمة قصد فلسفي وغرضية واضحة. قصيدة النثر هي النثر قصيدةً: كتلة يتأتي قصَرُها من نظامها الداخلي، كثافتها النوعية ومن حدتها المتزنة ، ليست لها اية
غرضية، بل خالية من أي تلميح الي مرجع شخصي: كتلة قائمة بذاتها...
سأحاول ان استعين بعبارات بشر فارس عندما وضح مفهومه لنوع من القصة القصيرة دون أن يدري أنه كان يلخص مفهوم قصيدة النثر: تعتمد قصيدة النثر علي الاقتصاد في العرض حتي تفلت من جفوة السرد وبالتالي من
الخطابة والاعتراف الأناني المحدد بالموعظة ذلك أن مادتها حادث تفه أي يقع جزافا (ويريد هنا معني gratuit المجانية أي اللاغرضية)، عبارة سانحة، شعور قد ومض، مع اجتناب التبيين المنطقي. عليها أن تثير
القارئ وأن تشغل باله. فمدار قصيدة النثر اذا، سرد قصصي ليس له علاقة بقوانين السردية المتعارف عليها في القصة: انه سرد متحرك حيث الافصاح عن الفكرة متوتر، شدة كثافته تدفع القارئ الي أن يستقرئ العواطف
البعيدة أو يجسّ الرِعدات الدقيقة بنفسه مستضيئا بالجملة اللاحقة ليُبصر السابقة . اليكم ما كتبه ابن حزم في طوق الحمامة: كنت بين يدي أبي الفتح والدي رحمه الله، وقد أمرني بكتاب أكتبه اذ لمحت عيني جاريةً كنت أكلف
بها، فلم أملك نفسي ورميت الكتاب عن يدي وبادرت نحوها وبُهتَ أبي، وظن أنه عرض لي عارض، ثم راجعني عقلي، فمسحت وجهي، ثم عدت، واعتذرت بأنه غلبني رعاف . يا له من سرد يعتمد علي انخطاف حلمي تتدافع
فيه الجمل تدافعا تدريجيا ضمن وحدة عضوية، بحيث ان كل جملة تؤدي بشكل مكثف وظيفةً تذهب بها الجملة المقبلة الي وظيفة ثانية حتي يكتمل عنصر اللاغرضية كوقفة نهائية مطلوبة!
واذا حصل قطع بين فقرة وأخري، كما في قصيدة يوسف الخال الذي كان واعيا للنوع، وقصيدة الشاعر العراقي الراحل رعد عبد القادر، فاننا لا نزال نشعر بحضور الجملة النثرية وحدّتها وليس بطغيان البيت الشعري وايقاعه.
لكن رغم كل هذه الفوضي في المصطلح العربي، وبحثا عن الجديد، استطاع عدد من شعراء قصيدة النثر العربية، أن يكتب عن وعي أو بلا وعي، قصائد نثر وكأنه يريد أن تكون له حصة شعرية علي غرار النموذج الحقيقي:
قصيدة النثر الأوروبية.. هنا شواهد لثلاثة عشر شاعراً عربياً تؤكد ما أقول:
أنسي الحاج
بحيرة

من كان يُصدّق أنّ الفلكيّ هو الصحراء أكثر من البدويّ؟ رأي صديقي الأنابيب والعقاقير وأوعية تصعد الي... برفقة القابضين علي المفاتيح خفيفة خفة الفوز. ووقف أمام خيط هامَ به وأقسَمَ أنّه غيرُ عاديّ. ليس لعبة
ليس سحابة. خيط مالح يرتفع من بلعومِ مَعْبَد.
كان العَرَقُ يتصبَّب وكان صديقي. والأوزّ يتنقَّل علي الماء المغلي والضباعُ تأكل المساحيق تتمشّي مُطيحة الآنية الثمينة. أمّا خيط الدخان الأبيض فلا شيء يحدث لجلسته مُنحدراً من وسيط تائه ومتصاعداً من وسيط أبديّ
الانحدار بركاناً في عصا من الحرير.
قال صديقي لم يَرَ قزماً. ولِمَ عدت؟ سألتُه. كي أرفع لعنتي عن البدويّ قبل أنْ أفْتَح .
ما عَرَفْتُ أيَّ بدويّ. لكنْ صرتُ أري كفَّ صديقي خيوطاً تصعد وتنزل بين وسيطين توأمين وفي منتصف جبينه لطخةُ انتقامِهِ تَتَّسع وتأكله.
(من الرأس المقطوع 1963).

يوسف الخال
العشاء الأخير

لنا الخمر والخبز، وليس معنا المعلم. جراحنا نهرُ من الفضة.
في جدران العلّية شقوق عميقة. علي النوافذ ريح. في الباب طارقٌ من الليل.
ونحن نأكل ونشرب. جراحنا نهرٌ من الفضة. العلّية تكاد تنهار. الريح تمزّق النوافذ. الطارق يقتحم الباب.
نقول: لنأكل الآن ونشرب. الهتنا مات، فليكنْ لنا اله آخر. تعبنا من الكلمة. وتاقت نفوسنا الي غباوة العرْق.
ونقول: لتسقط العلّية وتهلك. والريح سترحمنا، والطارق سيجالسنا. جائعٌ هو الي الخبز، وظامئ الي عتيق الخمر.
ونقول: لعلّ الطارق الهنا الجديدن وهذه الريح أزهارٌ شهية تفتّحت في المجاهل.
ونظل نأكل ونشرب، وليس معنا المعلم. جراحنا نهر من الفضة. وعند صياح الديك، قليلون يشهدون لملكوت الأرض.
(من قصائد في الأربعين 1960)

شوقي ابي شقرا
الأشغال الشاقة

فركت الرصاصة عينيها وطارت من المغارة، من النوم وجرحت الهواء والهاتف والبرق. ولاقت رفيقات راكضات فحيتهن ورمت عليهن الملبس. وارتفعت ووقعت وقعت سوداء غائبة عن الوعي. لمّها العسكري وحبسها
في جيبه. وحكم القاضي عليها بالأشغال الشاقة بين أظافر الأولاد.
(من سنجاب يقع من البرج 1971).

عباس بيضون
صيّادو الغبش

طعّموا صنانيرهم والفجر يهمد علي التلال. ألقوها وجلسوا يكرعون من الغبش، فيما الصيادون وكلابهم يخرجون منبوشين من التلّة. سحبوها وجدوها كما انتظروا فارغة. ابتلعت الصنانير المياه. ولم يبق سوي أطراف
الخيوط. كانت القبة تندفع الي وسط المياه والقوس واضحا علي التلة، والذين انتظروا أن يظهر البحر حيث فقدوا صنانيرهم استمروا، دون أن يلتفتوا، يطعّمون خيوطهم بالأمل.
(من لمريضٍ هو الأمل 1997).

سركون بولص
اعدام صقر

رجلٌ سكران التقيتُ به في محطة بنزين
قريبا من رينو بصحراء نيفادا ، عيناه زمرّدتان من حديقة الشيطان، تحت قبعة الكاوبوي، يده مدفونة في قفّاز ضخم لتدريب الصقور، قال لي أنه قضي أعواما طويلة في تدريب صقْره علي الصيد.
لكنه فقد حاسة القتل ، كما أخبرني، كأنه يتكلّم عن ملاكم، ولم يعد أكثر من دجاجة. تطلّعْ، يا بني ، ثم أراني صقره الذي اكتهل في الأسْر، واطلقه من الحلْقة ليطير، وبيده الأخري العارية، تناول بندقية وصوّب بعين واحدة.
ما كاد الصقر يحلّق حتي سقط الصقر في التراب، وحرّك جناحه الأيمن للمرة الأخيرة ناكشا به الي الأعلي غيمةً صغيرة من الغبار، كومةً من الريش، التقطها الرجل بحنان وأفرد جناحيها بأصابعه ثم ألقي بها في صحن سيّارته
البيك - أب، وانطلق هادرا صوب الصحراء.

(من اذا كنت نائما في مركب نوح 1998).
بول شاوول
الطفل والذبابة

حطّت الذبابة قرب الطفل. مدّ أصابعه الصغيرة نحوها. طارت، وحطّت علي أنفه. تنحنح ليلتقطها ففرفرت أمامه، حوّمت فوقه وحواليه في استعراض بهلواني جميل، ثم جنّحت نحو السقف، فالنافذة، وهبطت بخفة رائعة
ولامست أذنه، فكنفه، فذقنه واستقرّت قربه علي طرف السرير. أطلّت الأم، فانسلّت الذبابة الي كم الطفل. وعندما خرجت زلقت وزحفت الي أن توقفت علي بطنه، فراح الطفل يناغيها يناغيها ويبتسم لها بفرحٍ لا حدود له.
وهكذا انعقدت بين الاثنين صداقة نادرة. تدخل الذبابة كل صباح، تهمس في أنفه فيستيقظ، تلاعبه ويلاعبها، وعند الظهر تودّعه بطيران طويل وترحل.
ذات يوم، دخلت الأم وفاجأت الذبابة مطمئنة علي طرف السرير، فعاجلتها بضربة مكنسة صاعقة سحقتها أمامه.
حتي الآن لا تعرف الأم لماذا يبكي طفلها كلما رأي ذبابة.
(من عندما كانت الأرض صلبة 2005).

فاضل العزاوي
الزائر

في منتصف الليل وندف الثلج تهمي كقطن منفوش، جالسا في غرفتي أمام المدفأة، منصتا الي أغنية ألمانية شعبية في المذياع عن بلبل مات في قفص وأميرة ضائعة في غابة سمعتُ قرعا علي النافذة، خفيفا مثل قطرات مطر. أحد
ما كان يهمس بصوت سمعته بالكاد، معلقا في الفضاء الأبيض أمام الطابق الخامس من العمارة المعتمة. صوت كنت قد عرفته قديما ثم نسيته في دورة الأيام. مُلصقا وجهه بالزجاج ناداني باسمي، مرددا: دعني أدخل
أخيرا. اني أكاد أموت بردا . فاتحا النافذة رأيت عينين صغيرتين تحدقان فيّ، مبتسمتين ومبتهجتين. واذ رآني أقف مذهولا دخل وعانقني وقال لي بمودة، واضعا يده علي كتفي: مرحبا، أنا أخوك، جئتك من كوكب بعيد
. ثم رفرف بجناحيه الملونين مثل فراشة واستلقي علي سريري، معتذرا: أريد أن أنام قليلا، فقد أمضيتُ الأبدية كلها في الطريق اليك .
(من العدد السادس والسابع من فراديس 1993).

عقل العويط
نار

سألتُ كوكتو أيَّ غرضٍ يأخذه من بيته اذا احترق فلم أصدّق أنه سيحمل النار.
خرج متهافتاً من وراء الجمر ثم احترق بأطراف فجره في شارعٍ يطلّ علي عمري.
عرفتُ في ما بعد أن الرجل لم يكن يُدعي جان كوكتو ولا كان خوف البساتين يفوح من عينيه. كان ظلاً لامرأةٍ يحبّها ونهراً لن يغيّر حدسَ مجراه.
عندما اقترب أكثر بدا لي أفقاً يشدّ أزر الغيوم ويقوّي عزيمتها كي تهرع نحو هاوية.
سمعتُهُ يدعوني باسمي وباسم عائلتي كي أقاسمَه تمارينَ النار فعجبتُ لأمره وتعمشقتُ بأغصان تترنح من شدة الحريق.
كان عليّ أن أستجيبه قليلاً لأنه تذكّرني.
(ايلاف أكتوبر 2002).

عبدالمنعم رمضان
حجاب

بعد أن دلقَ اللهُ الحليبَ الطازجَ في الصّباح المبكّر وبدأ الناسُ يرشفونه ببطء، بهوادة، بسرعة واستعجال، واغتسل الأطفالُ فيه، وتركوا أوساخَهم، وتركوا النمشَ، والبقعَ الصديئةَ، لم يعد الكونُ أبيضَ مثلما كان في الصباح المبكّر،
أمرَ اللهُ الشمسَ أن ترسوا علي الجدران، وأن تخيط جواربها المفتوقة فوق الشوارع الواسعة، أن تهتزَّ كلما مرَّ عليها شحاذٌ، أو قرصها بهوٌ باردٌ، أن تجفّفَ بقايا الحليبِ الذي كان في الصباح المبكّر.
(من غريب علي العائلة 2000).

أمجد ناصر
القزم والرياضي

أولا أري القزمَ علي دراجة هوائية للأطفال يبذلُ جهدا ملحوظا لصعود درب فرعي يؤدي الي الكنيسة الأرثوذكسية ذات القبّة الزرقاء التي لولا صليبُها الذهبيُّ لظننتُها قبّةَ جامع سمرقندي علي أطراف لندن، رأسه كبيرٌ ولحيتُه
شقراءُ ومن حركة شفتيه وتعبيرِ وجهِه السّريع يبدو أنه يُدندنُ أغنيةً سعيدةً (لا أدري ان كانت روسية أم انكليزيةً).
ثم أري الرياضيَّ الخمسينيَّ يركض بخطوات متساوية مرتديا شورتا قصيرا محفورا من الجانبين وفانيلةً بلا أكمام وفي عنقِه تتأرجحُ سلسةٌ ذهبيةٌ غليظةٌ، بوجهِه المنتوفِ وشفتيه الرخوتين يعطي انطباعا (قد يكون خاطئا) بشذوذه
الجنسي.
نحو عشر دقائق بالسيّارة علي الطريق السريعة تفصلُ بين رؤيتي القزمَ فالرياضيَّ ما يسمح لي بالاعتقاد أنهما لم يلتقيا قطُّ ولكنها تؤكدُ لي كلًّ مرة، بشيء من النكد، تأخري ساعةً عن العمل.
(من حياةُ كسرد متقطّع 2004).

حسين مردان
مَنْ يفرك الصدأ

كان الصُبحُ يعدو الي المَغيب، ولم أكن فرحاً أو مهموماً. هناك قصيدة ومقال وقصة. وابتسمتُ، أسراب الموظفين والطلبة يركضون نحو بطن الحوت الأحمر. لقد ذهب العيد. وسرتُ علي حافة الشارع. سكّينٌ وحبلٌ
رمادي. وفي الأفق الأبيض غيمةٌ سمراء علي شكل وعَل. لقد بدأت الغابةُ تتثاءب في أعماقي. وحوش ومحاربون وببغاء علي غصنٍ طويلٍ، والليلُ ينتظِرُ وراءَ قلبي، الليل ينتظرني. ليلي الخاص. ومرّت امرأةٌ من
العهد القديم. والهلالُ الأسودُ فوق الحاجب...!
دكان تفاح وليمون، هذه المخلوقة الطيبة. انّها تهرولُ الي السوق. في زمن ما بعتُ سروالي لكي أسكر بثمنه. كان معي غائب طعمة فرمان وعبد المجيد الونداوي. هكذا شربنا البنطلون في كازينو بلقيس. ايه.
والتف الحبلُ الرمادي علي قدمي. من أي مكان جئت؟ ان جبيني يلمسُ أرجُلَ الوعل. الوعل الموجود في الغيمة السوداء. انّي لعلي مجْد كبير! وأقبل عاملٌ صغيرٌ. انّه يلهث. لقد تأخر قليلاً. هو يحمل وجهَ
شقيقي. حبي لك يا عباس. ومضيت أزحف بين أحلامي. بدلتي الرصاصية في استنبول وصورة وجهي داخل اطارٍ في موسكو وأنا هنا في حي البلديات ومعي نصف أوقية من الرز وعلبة سكاير. ها.. والصُبحُ
يركض نحو المغيب. والقصيدة لم تكتمل بعد. لو أعرف من هذا الذي يمشي علي السكّين؟ الموجة تسيرُ والبحرُ في مكانه.. لو غسلت القميص لذهبتُ لرؤية أصدقائي في مؤسسة الصحافة ! ولكنها ملعونة تلك الطفلة
المسؤولة عن نظافة ملابسي. وما فائدة العتاب.. ووصلتُ الي الرابية. كان عمود التلفون يغنّي.. أغنية بلا كلمات تسافر الي انسان مجهول. وفي الجانب الأيسر مسحاةٌ تنقل الترابَ الي مؤخرة سيارة. قال
الفلاح أن أرض حديقتي منخفضة. ووقفتُ أنظرُ الي الشتاء في السماء. لقد تحوّل الوعل الي سفينة وبقايا قرية خالية. وتقلص ظلّي من الأعلي. أنا ذرّة رمل في قاع هاوية.. وبعد لحظة سيختفي المسرحُ والممثل.
فالليل ينتظرني. والزمن يحملق بي ويطرحُ أسمالَه علي عينَي.. يا لي من أعمي يتحدثُ عن الألوان. بالأمس رأيتُ مؤلفات بلزاك في العربة! عربة الكتب البائرة! مهزلة عمرها عشرة آلاف سنة. وأنقلبَ الطريقُ
الي كأسٍ من السّم. ليتني أستطيع أن أذبح التاريخ وكل اللغات. في القمر محطة وعند خط الاستواء هنديٌ يلاعب أفعي. وفي مجلس النوّاب التشيلي يجلس الشاعر بابلو نيرودا.. عندما ألتقيتُ به في الكرملين كان ساهمَ
العينين. كلّنا في قافلة واحدة المرأة القديمة والعامل الصغير والقمر والمسحاة وأنا وبابلو والأفعي الهندية. واقتربتُ من البيت. من قبري المؤقت. التين والصبار وعلي السطح زقزقة عصفور. من يسحب الماء من
البئر؟ ألف حنفية مقفلةٌ في صدري. فيا الهي متي تعود الكفُّ التي تفرك الصدأ... ودخلت... الطيفُ يملأ الكرسي والشذا علي الستائر. والخلاص فأرةٌ لا تعرفُ دربَ المصيدة. حفنة من السمّاق هي تسليتي.
وتكومت بجانب النافذة صرّةً من الهواء ترقص في الصالون.
(مجلة الفباء العراقية 14 كانون الثاني/يناير 1970)

عبد القادر الجنابي
اشراق

لا أحد يعرف ما هي المرآة سوي شخصان الذي طالما يُصامتها عند الغسق، شاخصَ البصر. فـ شخصان هذا مثبورٌ بصورته ككل الشعراء الهائمين في وادٍ من الظنّ بصورة جميلة. علي أنه عارفٌ، منذ نعومة أنظاره، أن
وجههُ لن يُري الا معكوسا علي جسم صقيل، لذا قرر اليوم أن ينفرد والمرآة. راح يُحاكيها عينًا ومعيونُا، ينفث فيها حتي الدخول الي جوفها: نورٌ أنّي يَري، تتخايلُ فيه آلافُ الصور المخزونة، يستحي بعصُها من الآخر، تروح
وتجيء موجًا بلا شاطئ. طفق يجمعها في قنانٍ وكأنّها هوامٌ مصيرها التلاشي في جسم النور. غير أنّ صورة انزلقت من بين أصابعه الي هَويّة المرآة، لم يستطع الامساك بها. اذ انغلق عليه الانعكاس. أخذ ينطّ برأسه
الي الشرخ مُرددا: انها صورتي. انها صورتي. اختلط عليه الرديد. شَعر أنّ بريقا يجرفه الي الجهة الأخري، ينأي به الي صورةٍٍ توهّمها... اذا هي خيالٌ يرتسمُ فيه شخصان تتقاذفهما الشظايا في قصدير البياض
كأنّهما كوكبُ في مجداف.
(من حياة مابعد الياء 1995).

رعد عبدالقادر
شائعات سوق يحيي عام 334هـ

في سوق يحيي كثرت الشائعات، يقال ان الاله سينزل في ثلث الليل الأخير بأسلحته.
باعة الشموع استعدوا للحدث، باعة المرايا نصبوا مراياهم في الطرقات
العطارون فتحوا زجاجاتهم الفارغة ليقتنصوا عطره الشارد
قد يكون من الصعب التوقع، ستكون الخيبة اصعب
قد لا يظهر في مراياهم
قد لا تقتنصه زجاجاتهم
ولكن من أين كل هذا الجمال المشع؟ وما هذه الرائحة الذكية الغريبة؟
الكل صامتون راسخون، لا يبرحون أماكنهم، تماثيل، عيونهم ثابتة في محاجرها، تطلع الشمس عليها وتغرب دون أن تطرف ويسقط المطر كالدموع علي حجر لحاهم وأقدامهم،
منتبهون لأقل حركة، مهما كانت، لغصن أو لطائرٍ قد يحل بينهم ولكن ومهما أرهفوا أسماعهم ومهما حدقوا، لن يحسوا به، الا وقد أصبح تمثالاً مثلهم، مثلهم تماماً، يتوقع أن يحتل البويهيون السوقَ، ويتناقل مثلهم الشائعات.
(2001).

على مصراعي القبل قصيدة من منال الشيخ

* "على مِصراعَي القُبَل فتحتُ أهواء رَدّ أنيس"

* منال الشيخ


أختال فكرة معقوفة على تشطير بغاء الأرصدة
مثل إخطبوط العون يملأ رأسه بحبر على البحر
يقتل ماموثا اخضر نبت خلسة في ضمير المرجان

نحن أبناء البحر اليابس لا نعرف الملح في فم الأمنيات
نحلم باقتناء مقعد حرمي يتصدر المعارج لبلوغ كلم الله
ونخذل العمامة ليهطل العوز أبيض كخوف وأعزل كالنوايا

على أسرة من وهج تلتقي الرقى بالافتتان
هو علق أنشوطة سور متربص بعين مقمرة
غاصت في حوصلة الفراغ  يا تاو * ألهب نهر
بلور المعفر بقز الحقيقة وأبلغ ماو * الحرب
بسقوط آخر عري عن ورق الموت

على مصراعي القبل
فتحت أهواء رد أنيس

الريح منبهرة بما تشتهيه المُهَلُ وقبيلتي
خارج السرب تعرب حرث الضاد في سواقي الرسن.

الموصل- العراق 2006
__________________________
* التاو : كتاب حكمة صيني ويعتبر انجيل الحكمة الصينية لـ "لاو- تسو" .
* إشارة إلى رؤية الكاتبة الصينية يونغ تشانغ في تخبطها بين الشك واليقين في إيمانها المطلق بماو- تسي- تونغ وثورته الخالدة.

١٦‏/٥‏/٢٠٠٦

يا عراق التهجير والمنافي

آه يا عراق .. التهجير والمنافي وفلسفة البقاء

       بقلم : د. وليد سعيد البياتي*
albayatiws@hotmail.com  

قاسية هي الغربة تحت سماء الوطن
     مالذي يحدث حول بغداد؟ بل مالذي يحدث في بغداد نفسها؟ فربما لم تعد الجثث المكتوفة، والمقيدة، والمقطعة الرؤوس، تثير احاسيس ومشاعر رجال الدين السنة، والكثير من قياداتهم وخاصة بعد اكتشاف تحول احد المدارس الملحقة بجامع الكيلاني الى وكر من اوكار المحطات الارهابية، فارتفع  العجب، وبطل الاستغراب، ولذا لا يحق لنا ان ندهش اذا ما تم تهجير بضعة مئات، او الوف من العوائل الشيعية من اتباع اهل البيت عليهم السلام، لا يحق لنا ان نتساءل لماذا اجبروا على ترك مساكنهم، واهليهم ليتحولوا الى لاجئين في حدود الوطن، ليصبحوا منفيين داخل تلك المساحة من الجرح التي تسمى وطنا، لا يحق لنا ان نبكي، ان نحزن مادام كل ذلك يحدث على ارضك ياوطن، آه ياوطن، أه ياوطن، آه.
    فكم (قاسية هي الغربة تحت سماء الوطن)؟ عندما يصبح البيت الامن خيمة مهاجرة، عندما تصبح الوسادة اللينة صخرة من ارض المنافي، واللحاف الدافيء ظل شجرة تساقطت اوراقها من الف، آه والف آه ياوطن، منذ عاشوراء والدماء حناء نسائنا، منذ عاشوراء ونحن نخضب الشيب بالدم القاني كي نعود شبابا في عيون امرأة تكحلت بالصبر مرة، وبالقهر مرات، منذ عاشوراء وحشو وسائدنا الانين، والنساء يبنين خيامهن على حافة الجرح، ينتظرن هجرة بعد هجرة، فالاطفال تركوا الاقلام والدفاتر، والرجال اجساد بلا رؤوس، وكانه لم ينقص ارض الرافدين لقب آخر كي تصبح (ارض المنافي)، وكأن تاريخ الهجرات نسي ان يضع العراق في فهرست الغربة فأراد ان يفعلها الان، فهل يحق لنا ان ندهش؟ فالضاري وهو يشرب شاي الصباح بهدوء لا يريد لنا ان ندهش، أليس هذا هو قدر الشيعة؟ قدرهم ان يقتلوا، ان تقطع رؤوس الرجال (وما حسين منكم ببعيد)، قدرهم ان ينفوا، ان يهجروا، ان يبنوا خيامهم على حافة الجرح، مادام كل ذلك يسعد الضاري والدليمي، ويرسم البسمة على وجه  أخرين، فما ضير الشيعة ان يذبحوا وان تنتهك اعراضهم؟ ولماذا ينزعج الشيعة اذا تم تهجير بضعة الاف من العوائل من اتباع اهل البيت عليهم السلام لان بعض السنة والارهابيين يكرهون مجاورتهم لهم؟ ولماذا يكتب البؤساء من امثالي عن قسوة الغربة إذا لم يجد شبرا يدفن فيه في أرض الوطن؟ وكيف سأصف الوطن لطفلي؟ هل سابقى اخط على ورقته خطوطا زرقاء لاقول له أن هناك نهرين في ارض الوطن!! هل الون ظفائر ابنتي باللون الاخضر لادعي ان شعرها بات بلون سعف نخلة البرني في باحة بيتنا العتيق؟! هل اكتب قصائدي بالحبر البني لتنسجم مع لون الطين؟! هل افعل كل ذلك ليطمأن الضاري والدليمي باني سابقى في منفاي مهاجرا، ومهجرا وكي لا يجدوا شيعيا ينافسهم في ارض الوطن؟! ولكن كيف ينسى اؤلئك ان المنافي لا تعني الانسلاخ من رحم الوطن، كيف لهم ان يدركوا ان واحدنا مازال مرتبطا  بالحبل السري في جذر نخلة من ارض الوطن، هم تصوروا ان المنافي ستنسينا رائحة الوطن، نكهة الوطن، وذاكرة الوطن، كل هؤلاء هم من انسلخ من رحم الوطن رغم انهم مازالوا يعيشون على ترابه، كل هؤلاء جهلوا ان الوطن ليس قلم حبر يرمى اذا ما نفذ منه المداد، جهلوا ان الوطن ليس دمية يعبث بها طفل ثم يرميها ضجرا، كل هؤلاء جهلوا ان الوطن صبغة ثابتة وازليه في الجينة الوراثية، وإنا ما زلنا نحمل الوطن في دمائنا، وفي خلايانا وان تهجرنا الفا، ونفينا الفا، آه ياوطن.. لتلك المرأة التي نصبت خيمتها على حافة الجرح، لجسد زوجها المقطوع الرأس، للرضيع الذي امتلأ صدره بتراب الغربة، للدروب التي وشمتها اقدام المنفيين في غرباتهم المتلاحقة، للنخلة التي صار سعفها سقفا في عصر المنافي، للوطن الذي حاز لقب وطن المنفى، حيث الشيعة مازالوا ينفون على أرضه من الف، لطفلي الذي رسم على اوراقه نخلا، لابنتي التي عاشت رعب المنفى ورسمت الوطن خارطة علقتها في جيدها، اقول: "اذا كانت الغربة قاسية خارج الوطن، فكم (قاسية هي الغربة تحت سماء الوطن)"؟ هناك حيث يصبح الرمل منفى، والمدن منفى، والقمر الطالع ليلا منفى، يا هذا الوطن المسكون بالغربة، الراحل في عباءة إمرأة نصبت على حافة الجرح خيمتها، يا إمرأة لملمي جراحك فالاتي اصعب، فعندما يصبح من عناصر فلسفة البقاء تحويل المساجد الى اوكار للموت، فالاتي اصعب، وعندما يلعب الاخرون الشطرنج برؤوس الرجال المقطوعة منذ راس الحسين عليه السلام، فالاتي اصعب، وعندما تدفع النسوة للعيش على جرف الموت، فالاتي بالتاكيد اصعب.

من ذاكرة الغربة
    للغربة طعم الحنظل بين الاسنان، وجع الجراح المحشوة ملحا، ورعشة الحروف في دفتر شاعر مهاجر، عندما تصير المدن محطات على دروب المنافي، عندما يصبح البقاء محكوما برصاصة افلتت صدر صبي اسمر لتسقط بعيدا، أو خيمة مهاجر تضرب اطنابها تحت سماء اخرى، آه.. من لي بحفنة من ترابك ياعراق لا تحمل رائحة الدم، من لي بكف اصافحها لم تلوثها بقعة دم، اقول لكل اللاهثين وراء الترحيب وتقبيل الارهابيين، اقول للحاضنات التي حولت الصحراء الغربية اوكارا تعشش فيها خفافيش الليل،: ان للغربة طعما يوقظ الدماء الجارية انهارا لتصبح سكاكينا تقطع ايدي الارهاب، إن للمنافي ايقاعا آخر يتجاوز حد لحن حزين.. حيث (الابوذيات) ليست مجرد قصائد تحاكي وجع السنين.. وحيث النخل سيبقى شامخا ولو قطعتم كل البساتين.. إن للمنافي وجعا كوجع (امرأة حبلى بالولد البكر) حيث الرجال لا يولدون إلا بالانين.. وان في ارحام الشيعيات الف عباس يولد.. وإنا مازلنا في هذا الوطن الضارب في عمق الجراحات نولد.. ياهذا الصبح القادم في نور المهدي القائم نولد..من ذا يخاصمنا في حب اهل البيت عليهم السلام؟ فهل معاوية إلا في مزبلة؟ وهل يزيد إلا في جب النار؟ ياهذا الليل ان في وجع المنفى اعصار، يحرق عفن الافكار.. ها نحن نفتح ذاكرة المنفى.. ايمكن لقاتل الحسين عليه السلام ان يعفى؟ كلا فالثورة فينا يا وطن، الجرح فينا..والغربة فينا.. وكما قال الحسين عليه السلام: (هيهات منا الذلة).
*باحث واكاديمي عراقي
الرأي الآخر للدراسات- لندن
     alrayalakhar@yahoo.co.uk
                                        
    


        


القضاء العراقي يصدر امراً بإلغاء انتخابات نقابة المحامين

القضاء العراقي يصدر امراً قضائياً بإلغاء انتخابات نقابة المحامين العراقيين المزمع أجراؤها في 18/5/2006 صرح بذلك المحامي ضياء السعدي أمين سر نقابة المحامين العراقيين قائلاً : ان محكمة بداءة الكرخ وبتاريخ 10/5/2006 وفي اضبارة الدعوى المرقمة 1039/ب/2006 أصدرت أمراً قضائيا يقضي بوقف الإجراءات المتخذة من قبل اللجنة المؤقتة لادراة شؤون نقابة المحامين والمشكلة بأمر من وزير العدل بشان دعوتها للهيئة العامة للاجتماع يوم 18/5/2006 لانتخاب مجلس نقابة جديد . وقال السعدي ان القضاء العراقي اليوم ومن خلال أمره القضائي هذا يؤكد من جديد على استقلاله ونزاهته وعدالته ولا سلطان عليه لغير القانون الذي يجب أن يكون دائما فوق الجميع حكاما ومحكومين ، كما يؤكد القضاء قدرته على التصدي الشجاع والأمين للخروقات المخالفة للقواعد الدستورية والقوانين بما يؤمن البناء الديمقراطي السليم لمؤسسات المجتمع المدنية والمهنية والنقابية بعيدا عن تدخل السلطات الحكومية واجهزتها. وأوضح السعدي أن الأمر القضائي بإلغاء اجتماع الهيئة العامة للنقابة في الموعد الذي حددته اللجنة الحكومية لادراة النقابة قد استند على القرار التمييزي الصادر من محكمة استئناف بغداد الكرخ الاتحادية في الاضبارة التنفيذية المرقمة 9/تنفيذ/2006 في 18/1/2006 والذي وصف قرار حل مجلس النقابة المنتخب من قبل وزير العدل بأنه ( لم يكن له قوة القانون ولم يصدر من سلطة تشريعية وغير قابل للتنفيذ ) وفق الأحكام والقواعد الدستورية النافذة التي منعت الحكومة من التدخل في شؤون مؤسسات المجتمع المدني والحرص على استقلالها وكذلك على توجيه المجلس التشريعي حسب كاتب دايونه الذي أكد فيه إعمال هذا المبدأ الدستوري وضرورة التقيد به . وأكد السعدي ليس من حق اللجنة الحكومية لادراة النقابة والمشكلة بأمر وزير العدل أن تمارس صلاحيات قد نص عليها قانون المحاماة رقم 173 لسنة 1965 ومنها الدعوى لعقد اجتماع الهيئة العامة للنقابة لانتخاب مجلس نقابة جديد في الوقت الذي تكون فيه هذه اللجنة المطعون في شرعيتها وقانونيتها في نزاع مطروح أمام القضاء والركون لاجراءتها والحالة هذه طالما هي محل نزاع قضائي ولم يصدر قرار فاصل بشرعيتها ، وأضاف ولاسيما وان تشكيل لجنة حكومية وفرضها على جميع المحاميين يعد تجاوزاً على إرادتهم وحقوقهم القانونية والمدنية في الاختيار الديمقراطي لقيادتهم النقابية وتفريط مقصود لاستقلالية النقابة لأجل فرض الهيمنة الحكومية على النقابة رغم كونها تنظيم مهني حر و مستقل معبر عن إرادة المحاميين الوطنية والمهنية منذو تأسيس النقابة في الثلاثينيات من القرن الماضي . ومن الجدير بالذكر انه في هذه الحالة سيتم تأجيل الانتخابات للمرة الثالثة حيث كان مقرراً لها يوم 13/4/2006 وتم تأجيلها إلى 18/5/2006 وحاليا إذا ما ألغيت الانتخابات فسيتم والحالة هذه تحديد موعد أخر للانتخابات ولكن من قبل مجلس النقابة وليس من قبل الهيئة المشرفة على النقابة (الحكومية) وذلك أعمالاً لنصوص قانون المحاماة وربما ستشهد انتخابات هذه النقابة تطورات قانونية وسياسية في الأيام المقبلة على ضوء هذا القرار القضائي لاسيما وان الطعن في موعد الانتخابات وكيفية تحديده جاء من قبل أعضاء في مجلس النقابة ومن مرشحين لمجلس النقابة ، والشيق والطريف في الموضوع هو الصراع الحالي في مجلس النقابة صراعاً من نوع خاص كونه يمثل تيارات قانونية أو ممن يتعاطون العمل بالقانون .

faris_albakooa