٦‏/٧‏/٢٠٠٦

Hind Sabri

هند صبري
2006/07/06
النجمة التونسية هند صبري تشارك في بطولة فيلم سقوط غرناطة للمخرج خالد يوسف، والذي تقوم ببطولته الفنانة يسرا وحشد من نجوم السينما المصرية

Alquds Newspaper القدس العربي

يوسف شاهين ثائرا يهدد بالاضراب عن الطعام احتجاجا علي القانون الجديد للصحافة في مصر
2006/07/06

القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسام ابو طالب:
بالرغم من حالته الصحية، كان المخرج يوسف شاهين بين اول المتصدين لقانون عقوبات النشر الجديد في مصر الذي يتيح حبس الصحافيين في حال تشكيكهم بالذمة المالية للمسؤولين بالحكومة.
ويهدد شاهين بالاضراب عن الطعام اذا ما خرج القانون للنور، وقال لـ القدس العربي بانه لا يليق بفنان دافعت عنه الصحافة طويلا وساهمت في الترويج لافكاره واعماله ان يصمت امام قانون يهدف للتنكيل بالمدافعين عن الشعب المصري.
واضاف ان القانون سن من اجل حماية حفنة من الفاسدين نهبوا وينهبون ثروات مصر ويريدون ان يقضوا علي ما تبقي منها بدون ان يزعجهم احد .
وكما في اعماله السينمائية، فاجأ يوسف شاهين ثائرا الكثيرين عندما شارك في بعض انشطة حركة كفاية ومظاهراتها، حتي انه كاد ان يموت مختنقا ذات مرة عندما القت قوات الامن قنابل علي مظاهرة كان يشارك فيها، لولا وجود اصدقائه الذين حملوه بعيدا. ويبدو ان شاهين قد رفض الامتثال لنصيحة من وزير الثقافة فاروق حسني الذي كان اتصل به ودعاه للبقاء في البيت وترك المظاهرات والعمل السياسي للشباب.
ويؤكد شاهين انه يستشعر رياح ايلول (سبتمبر) الشهيرة في نهاية عهد الرئيس الراحل السادات تقترب بسرعة، مبديا اعجابه بالاجواء التي تعيشها القاهرة حاليا، ويتحدث عن روح جديدة بدأت تسري بين المصريين بعد المظاهرات الاخيرة.
ويبحث السينمائي العربي القدير حاليا عن اماكن تصوير لفيلمه الجديد، وهو يجوب الاحياء والمناطق الشعبية والنائية وقد هاله حجم انتشار الفقر كل حي غني تواجهه ثلاثة احياء فقيرة لذا فقد اقتربت ثورة الجياع، ولن تستطيع اجهزة الامن مهما بلغت من قوة ان تسيطر عليها عندما تحين ساعة الصفر .
وقال شاهين لو انهم استخدموا الاموال التي انفقوها علي شراء السيارات المصفحة علي خلق وظائف عمل جديدة لما كان هناك عشرة ملايين عاطل .
ويري ان الغرض من صدور قانون لحبس الصحافيين هو اتاحة الفرصة للكبار كي يفعلوا ما يشاؤون بدون حسيب او رقيب، ويعتبر ان الحكومة لا تدرك بأن هناك العديد من الازمات التي تواجه الشعب وذلك لانها حكومة تدير شؤون الاغنياء ورجال الاعمال .
وحول فيلمه الجديد اكد شاهين علي انه يرصد في بعض جوانبه ملامح الفقر التي يعاني منها الشباب والظلم الاجتماعي الذي افرز العديد من الظواهر السلبية كأن يلجأ للانتحار او السفر عبر البحار بطرق غير شرعية. ويرصد الفيلم الذي يحمل عنوان هبة فوضي عددا من مظاهرات القضاة التي شهدتها القاهرة مؤخراً.
ويعترف المخرج الكبير بأن انتفاضة القضاة احيت الأمل في نفسه مؤكدا علي انهم عبر خروجهم للشارع كشفوا عن ان مصر لم تصل بعد للشيخوخة وان من يحكمونها لا يقدرون حجمها او وضعها.
وفي نهاية تصريحاته قال لـ القدس العربي : بصراحة كانت بداخلي احلام كثيرة اريد تنفيذها قبل ان اغادر الحياة لكن حلمي الان ان يتغير ذلك النظام قبل رحيلي عن الحياة واعتقد ان الملايين من ابناء وطني يشاركونني هذا الحلم .

Alquds Newspaper القدس العربي.

Alquds Newspaper القدس العربي

تونس ومصادرة الصحف
2006/07/05

الضغوط التي تمارسها الحكومة التونسية علي حرية التعبير في بلادها معروفة، ومن ابرز نتائجها حدوث تراجع في المستوي المهني لمعظم وسائل الاعلام التونسية المقروءة والمسموعة.
فاعتقال الصحافيين ومصادرة الصحف وتشديد الرقابة علي المواقع الالكترونية، باتت من الممارسات المعروفة التي طالما وثقتها منظمات حقوق الانسان، والجمعيات المدافعة عن حقوق الصحافيين، ولكن يبدو ان الحكومة التونسية لا تعير اي اهتمام لكل ما يكتب ويقال في هذا الموضوع.
وبسبب كثرة المصادرات والمضايقات غابت العديد من الصحف العربية والعالمية عن الاسواق التونسية، لانها لم تعد تحتمل الخسائر المادية والمعنوية التي تلحق بها.
فاي خبر صغير يتحدث عن احداث لا ترضي الحكومة او بعض اجهزتها يمكن ان يعرض الصحيفة للمصادرة، حتي لو كان هذا الخبر صادرا من تونس نفسها، وبعثه مراسل وكالة محترمة ومسموح لها بالعمل.
في هذه الصحيفة واجهنا الكثير من المضايقات والمصادرات المباشرة وغير المباشرة، وتحملنا بسبب ذلك الكثير من الخسائر، وقد حاولنا ان نوصل شكوانا الي المسؤولين بكل الطرق والوسائل الودية، حرصا منا علي تونس والتواصل مع شعبها وطبقتها المثقفة، ولكن مساعينا كانت تقابل بالوعود والكلام المعسول، وبعد ان نغادر البلاد تعود الامور الي وضعها السابق.
الرقابة التونسية تستخدم اساليب غير مفهومة في تعطيل الصحيفة ومنعها من الوصول الي قرائها، فاحياناً تعطل الافراج عنها لعدة ايام، كنوع من المضايقة، ولمحاصرة التوزيع، ونحن هنا لا نتحدث عن المصادرات، وهي كثيرة وموثقة لدينا.
ندرك جيداً ان الحكومة التونسية حققت انجازات كبيرة علي صعيد التنمية الاقتصادية وخلق الوظائف وتحسين مستوي الانسان التونسي، ولكن ما قيمة كل هذه الانجازات اذا كانت اجهزتها تصادر الحريـــات وتعلـــــن الحرب علي وسائل الاعلام، وتستعدي العاملين فيها، وتحرم البلاد من اي قلم او صحيفة صديقة؟
نعترف باننا صبرنا في هذه الصحيفة طويلاً علي المصادرات والمضايقات التي تمارسها اجهزة الرقابة في تونس ضدنا، ولكن صبرنا بدأ ينفد وبدأنا ندرس فعلياً الانضمام الي العديد من الصحف العربية والعالمية التي قررت الابتعاد عن الاسواق التونسية.
نشعر بالاسف الشديد لاننا اضطررنا للتعبير عن معاناتنا بهذه الصورة العلنية، ونحن الذين نعتز بتونس وشعبها، واحتضانها لمنظمة التحرير ورجال المقاومة وآلاف الفلسطينيين بعد ابعادهم من لبنان، وهو موقف سيظل دائماً محل تقدير واعتزاز، ولكن أعيتنا السبل والوسائل، ونحن الذين لم نهادن اي حكومة عربية، وبح صوتنا من الشكوي في الغرف المغلقة، وباكثر الوسائل تهذيباً. لقد طفح كيلنا.

Alquds Newspaper القدس العربي.

Alquds Newspaper القدس العربي

صور عارية لصوفيا لورين (71 عاما)

روما ـ اف ب: وافقت الممثلة الايطالية صوفيا لورين البالغة الـ 71 من العمر علي نشر صور عارية لها وهي ترتدي فقط اقـــراطا من الالماس في روزنامة بيريللي للعام 2007 حسب ما ذكرت مجلة جينتي امس الاربعاء.
واكدت لورين هذه المعلومات للمجلة الايطالية بقولها علينا ان نتحلي بالتصميم عندما نريد القيام بشيء يروق لنا ونفكر فيه منذ زمن بعيد .
وتحتفل صوفيا لورين بعيد ميلادها الـ72 في 20 ايلول/سبتمبر المقبل.
ولن تنشر روزنامة بيريللي صور لورين وحدها لانه تم التقاط صور لممثلات اخريات هن الاسبانية بينيلوبي كروز والبريطانية ناومي واتس والامريكية هيلاري سوانك والفرنسية لو دوايون ابنة جاين بيركن.
وقالت سيلفيا دمياني صديقة لورين ان الصور التي التقطها المصوران الهولنديان انيس فان لامسفيردي ووينود متادين في غاية الجمال ومن شأنها ترسيخ الاسطورة المحيطة بشخصية صوفيا .
ويثير هذا القرار انقسامات في عالم الفن في ايطاليا ففي حين تقول الممثلة الشقراء فاليريا ماريني ان صوفيا لورين رمز وبالتالي هي قادرة علي القيام باي شيء ، يقول المخرج جاني بونكومباني لا اري جدوي هذه الخطوة .

Alquds Newspaper القدس العربي.

Alquds Newspaper القدس العربي

رداً علي محمد حسنين هيكل: موريتانيا لعنة الجغرافيا أم لعنة الجهل والتجاهل؟
2006/07/06

محمد عبد الرحمن محمد فال
قبل سنوات استقبلت ضمن لفيف من الإعلاميين العرب في احد المطارات العربية من طرف مسؤول حكومي سام صافحني قائلا: مرحبا بك في (...) كيف حال مقديشو؟ فهمت الأمر علي انه زلة علاقات عامة وقلت له محاولا تنبيهه، أنا قادم من موريتانيا، رد علي المسؤول الإعلامي الكبير نعم أعرف لكن كيف درجة الحرارة في عاصمتكم مقديشو؟ قلت له مرتفعة جدا جدا!!!.
وقبل شهور جلست مع رئيس تحرير واحدة من كبريات الصحف العربية لم يسمع قبلي بكلمة شنقيط ، وقال لي مازحا توقعت أنها وجبة غذائية عندكم !! قلت له قد تكون وجبة روحية وفكرية ولكن..
وقبل أسابيع التقيت مع حارس هندي في إحدي العمارات سألني فجأة بلغته المتكسرة هل موريتانيا عربية إسلامية؟ قلت له نعم، ولما لاحظ استغرابي لسؤاله قال لي أردت فقط أن أتأكد أنها هي نفسها بلاد شنقيط التي درسنا عنها في الجامعة الإسلامية بالهند.
هذه المواقف سيعيشها يوميا كل من يودع مطار نواكشوط الدولي باتجاه الشرق حتي يعود إليه، ولكن ما هو السبب؟ هل فعلا يعود للعنة الجغرافيا أم لعوامل أخري؟
استذكرت هذه المواقف ـ وغيرها كثير ـ عندما جدد الهرم الإعلامي الكبير أستاذ الأجيال محمد حسنين هيكل اساءته لموريتانيا، ويبدو انه حريص علي أن يتحفنا بمثل هذه الإساءات من حين لآخر، فقد كتب قبل سنتين أن موريتانيا دخلت الجامعة العربية عن طريق الخطأ وما أدراك ما الجامعة العربية؟ والأكيد أن موريتانيا تعتز وتتشرف جدا بوجودها في الجامعة العربية لأنها امتدادها الإقليمي وبعدها الحضاري، لكن أعتقد جازما أن اهتمامها بالقضايا العربية يجعلها مستعدة لخروج الجامعة علي الأقل مؤقتا إن كانت هي العائق أمام تحول الجامعة إلي مدينة أفلاطون الفاضلة .
يوم أتحفنا استأذنا الجليل هيكل بهذه الإسئلة لم تطاوعني نفسي في الكتابة له، وان كان الألم اعتصرني علي طريقة الفنانة الكبيرة فايزة احمد (أنا لست ابكي منك بل ابكي عليك...)
أما اليوم فأستاذنا الجليل هيكل يمعن في الاساءة والسخرية ردا علي سؤال الزميل محمد اكريشان في قناة الجزيرة عن رأيه في النموذج الموريتاني معتبرا لعنة الجغرافيا ـ التي تعاني منها موريتانيا في رأيه ـ عائقا أمام تقديم موريتانيا لأي نموذج صالح، وكأنه يتحدث عن الهنود الحمر أو شعوب الاسكيمو .
وفضلا عن الأسلوب الساخر الذي تحدث به تبلغ الاساءة ذروتها عندما يستعمل في حق موريتانيا كلمة اللعنة وهو يدرك جيدا الدلالة اللغوية والدينية والسياسية لهذه الكلمة.
وعندما يصل الأمر لهذا المستوي لا أجد بدا من التوجه لمقام أستاذنا الجليل بهذه السطور خاصة بعد أن استشعرت أن كبار المثقفين في موريتانيا ترفعوا عن الرد عليه، وأنا في كل الحالات لا أرد عليه لسببين اثنين أولاهما أنني لا املك الأهلية الكافية للرد علي هرم إعلامي وفكري بارز بحجمه، وثانيهما أن ما تفضل به مردود عليه بحكم الواقع والوقائع، لذلك أدعوه فقط إلي إلقاء نظرة جديدة متأنية علي الخريطة ليعرف أين تقع موريتانيا ما دام أسس لعنته لها علي أساس الجغرافيا ليتأكد أن الجغرافيا بريئة جدا من دعواه. فكم من الخبراء والاقتصاديين تحدث عن موقع موريتانيا الاستراتيجي الذي تحسد عليه برا وبحرا، ففضلا عن 700كلم علي شواطئ المحيط الأطلسي يرقد فيها اكبر مخزون للأسماك وأجوده في العالم إلي جانب اكبر وأروع محمية طبيعية للطيور في العالم ـ فضلا عن ذلك ـ تختزن الصحراء موارد هائلة من الحديد والذهب والنفط مع حديث عن اكتشافات هامة للغاز الطبيعي، لكل ذلك تضاف المساحات الزراعية الشاسعة والمواقع السياحية الساحرة.
لكن ثروة موريتانيا الحقيقة لا تتمثل في هذه الموارد الهائلة، وإنما في جوهر الإنسان الموريتاني نفسه تاريخا وحضارة وواقعا وآفاقا، فهذا الإنسان هو الذي حول هذا الموقع الجغرافي إلي ملتقي للحضارات والثقافات، فعلي أديم هذا الموقع يتعانق العرب والأفارقة عناقا وجدانيا روحيا رائعا أثمر تنوعا فكريا وثقافيا روافده المتدفقة بالعطاء تشكل مشهدا ثقافيا منقطع النظير.
وهذا الموقع (اللاعن) حسب أستاذنا الكبير هيكل له تاريخه الإشعاعي الهام المتجسد في نشر الإسلام والثقافة العربية في كل أدغال إفريقيا الوثنية، وامتد ذلك الإشعاع إلي أن وصل الأزهر الشريف وبلاد الهند ودول شرق آسيا، كما كان للشناقطة حضورهم المتميز في المحافل العلمية بالمشرق العربي خاصة في الحرمين الشريفين.
ويري الباحثون والمؤرخون العرب أن العالم العربي لم يشهد فترة انحطاط لأن الفترة التي ذبل فيه الإشعاع الثقافي بالمشرق كانت الفتيات في مدينتي تشيت و ولاتة ـ التاريخيتين بموريتانيا ـ تحفظن مقامات الحرير وتنعشن بها الأعراس غناء وتلحينا علي الطبول، ويكفي هذا المؤشر لقياس مستوي الإشعاع الثقافي لهذه الجغرافيا في ذلك التاريخ. إذا بأي منطق يتحدث استاذنا الجليل عن لعنة الجغرافيا الموريتانية ؟ بمنطق الإشعاع الثقافي المنظور لموريتانيا أم بمنطق عصر المدينة الكونية الواحدة واختصار الريمونت كنترول للمسافات في ظل الهيجان الرقمي الأشبه ما يكون بالتسونامي .
لكن اخطر ما استشفه من اساءة أستاذنا الجليل الجديدة المتجددة علي موريتانيا هي رفضه بما يشبه المكابرة أن تكون موريتانيا أو غيرها من الدول ـ الهامشية في رأيه ـ قادرة علي تقديم نموذج لأي عمل جيد يصلح للتعميم، وعلي العكس من ذلك يري المفكر العربي محمد صالح الهرماسي أن الأحداث الكبري لا تأتي إلا من الأطراف . والحقيقة أن أستاذنا الكبير هيكل ليس بدعا من المفكرين والإعلاميين العرب في اساءته إلي موريتانيا جهلا أو تجاهلا؟ لا ادري، المهم أنهم غير معذورين لدرايتهم أن الفضيلة توجد بين الرذيلتين، فوسائل الإعلام العربية لا تهتم بموريتانيا إلا إذا كان هناك انقلاب عسكري أو تعلق الأمر بتلك العلاقات المشينة والمرفوضة شعبيا مع الكيان الصهيوني الغاصب والتي ابتلينا بها، وان كانت ليست الأولي ولا الأخيرة من نوعها سرا وعلنا.
وفي بعض الأحيان تساورني شكوك ـ طبعا باطلة ـ أن هناك إرادة وتعمد لتغييب وظلم موريتانيا (ولو من باب نظرية أو عقدة المؤامرة التي ننسب لها نحن العرب آخر صيحاتنا الاخفاقية)فقبل شهرين تحدثت في ندوة مع بعض الزملاء حول هذه النقطة محاولا تنبيههم لما تشهده موريتانيا حاليا من تحول نوعي وجذري غير مسبوق في عالمنا العربي، ويا ليتني لم أتحدث لما لاحظته لدي بعض هؤلاء من لعنات تجاه موريتانيا ولن أنسي تلك الإشارة السلبية التي التقطها من القائم علي واحد من اكبر مراكز الدراسات في عالمنا العربي، وما جعلني اشعر بالأسي أكثر هو ما همس به احد الأصدقاء في أذني سائلا طلع عندكم نفط ؟ قلت له مستغربا نعم قال لي (بس لا تشيل هم.. تاريخكم معروف لكن نحن نتقن المزايدات... الكل سيهتم بكم الآن، فالإعلام العربي يهتم أكثر بمن يدفع أكثر) لم ابد لزميلي الودود ارتياحي لهذه الصورة السيئة التي رسم للإعلام العربي الذي انظر له من زوايا أخري أكثر إشراقا وتقديرا لما ألمسه يوميا لدي الكثير من الشخصيات الإعلامية المرموقة التي تعرفت عليها وكل واحد من هؤلاء يشكل مدرسة إعلامية رائعة، لكن حاولت أن اشرح له وللحاضرين أن مواقفهم السلبية تجاه موريتانيا تسيء إلينا علي عدة مستويات ففضلا عن كونها تعكس انطباعا معينا فهي أيضا تنمي التيار(الفرنكفوني) المستغرب الذي يكفر بكل ما هو عروبي في موريتانيا، والأخطر من كل ذلك أنها تخدم وبشكل كبير ورهيب أجندة ممثل الكيان الصهيوني في نواكشوط الذي يستقبلها كهدايا مميزة لما لها من إسهام بالغ في تسهيل مهامه المتمثلة أساسا في الاختراق الشعبي، ويبقي هو المستفيد الأول منها.
صحيح أننا في موريتانيا نتحمل حظ الأسد من غيابنا عن المشهد الإعلامي العربي لعوامل كثيرة لا داعي لحصرها لكن يمكن اختزالها في الوضع السياسي الذي كانت تعيشه البلاد في العقود الأخيرة، الأشبه ما يكون بالاختطاف الذي أدت تبعاته إلي شبه قطيعة مع العالم العربي، والأقسي والأبشع من ذلك كونه مهد تلك الظروف السيئة لتفريخ طفيليات التطبيع المشؤوم مع الكيان الصهيوني المغتصب.
أما اليوم فان موريتانيا تعيش لحظة مصالحة مع ذاتها تجسدت في إجماع وطني بدأت ثماره السياسية والاقتصادية تؤتي أكلها، واعتقد جازما أن صدمة الأشقاء ستكون قوية يوم تنقل لهم شاشات الفضائيات آذار (مارس) القادم صورة الرئيس الانتقالي الحالي خارجا من القصر الرئاسي مسلما مفاتيحه للرئيس المدني المنتخب، ذلك الرئيس الذي كل ما نعرفه عنه حتي الآن انه لن يكون من أعضاء المجلس العسكري الحاكم حاليا ولا من أعضاء الحكومة الانتقالية، كما نعلم انه لن يجلس إلي الأبد في انتظار سيدنا عبد الغفار (ملك الموت) لإنهاء مهمته، بل نعلم جيدا انه سيجلس خمس سنوات قابلة للتجديد الانتخابي مرة واحدة.
لحظتها سيتحدث مفكرونا رغما عنهم انطلاقا من معطيات الواقع والتاريخ و الجغرافيا عن النموذج الموريتاني وعن تصدير موريتانيا للديمقراطية إلي جانب النفط والثروات الأخري.
وعندها سيتضح هل كان أشقاؤنا يجهلوننا أم يتجاهلوننا وهل ما نعاني منه لعنة جغرافيا أم لعنة جهل وتجاهل؟
في انتظار ذلك وهو ليس ببعيد انقل لأستاذنا الجليل هيكل دعوة الوزير الأول الموريتاني له بالاطلاع علي تاريخ موريتانيا بعد أن أبدي احترامه وتقديره، ويمكنني أن أتجاوز علي معالي الوزير وافهم من ذلك دعوته لزيارة موريتانيا، وليثق أن الموريتانيين بشتي أطيافهم سيستقبلونه بالورود والتبجيل والإكبار، لأنه هيكل أستاذ الأجيال الذي نعتز ونفخر به، ولأننا أول من يؤمن أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وان كان هناك فرق كبير بين الرأي والحقيقة.
وفي الأخير أتقدم لمقام أستاذنا الكبير بخالص الاعتذار إن كنت تجاوزت أو انفعلت فقد كان علي أن اكظم في نفسي غيظ ثلاثة ملايين منسوب لتلك الجغرافيا ، واكتفي بامتثال الوصفة السحرية لكاهنة الحي التي شكوت لها ظلم ذوي القربي فناولتني ورقة مطوية وأمرتني بحرقها والبخور بها وذبح ديك احمر، وقراءة ألف من يا نفط زم و لكن الورقة كتب فيها بيت المتنبي (ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين علي التمام)
فعز علي أن احرق شعر المتنبي في بلاد المليون شاعر.
تقديري وتحياتي لأستاذنا الجليل هيكل ولكل الإعلاميين والمفكرين العرب بدون أن أنسي الحارس الهندي.

Alquds Newspaper القدس العربي.

كيف تربين طفلاً قارئاً؟

قال الطبيب الشهير د. سوس: "كلما قرأت أكثر كلما عرفت أشياء أكثر. كلما تعلمت أكثر، كلما حققت إنجازات أكثر." القراءة بذرة نحتاج لزرعها وتغذيتها فى أنفسنا وفى أطفالنا.

هناك العديد من الطرق التى يمكن أن يتبعها الوالدان لتشجيع طفلهما على القراءة. يقول جيم تريليس مؤلف كتاب Read-Aloud Handbook The: "نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة جيداً فى المدارس، ولكننا ننسى تعليمهم حب القراءة." أهم الجوانب التى يجب أن توضع فى الاعتبار عند تربية طفل قارئ هى زرع حب القراءة فى نفسه.

كثير من الأمهات والآباء يشجعون أطفالهم على القراءة من خلال الأسلوب التقليدى وهو تحفيزهم بالجوائز. لكن يحذر جيم تريليس قائلاً: "لا تبالغا فى هذا الأسلوب لأن الجائزة ستصبح هى هدف الطفل وليست القراءة نفسها." يجب أن تتفهما أيضاً أن لكل طفل معدله الذى يسير به حتى يتمكن من القراءة، فتحليا بالصبر. إليكما بعض الإرشادات التى يمكنكما اتباعها لتشجيع طفلكما على الاستمتاع بالقراءة.

الوقت ليس مبكراً!
تظهر الأبحاث أنه يمكنك القراءة لطفلك فى أى سن، فالقراءة تساعد على تنمية المهارات الإدراكية عند الطفل بشكل كبير. هناك العديد من الكتب المصنوعة من القماش والخامات المقاومة للماء والتى تناسب الأطفال الصغار إلى جانب الكتب التى تصدر أصواتاً!

احرصى على وجود مكتبة فى بيتك
اختارى ركناً مناسباً فى بيتك وثبتى فيه مكتبة أو بعض الأرفف واهتمى أنت وأطفالك بتزيينها وملئها بالكتب المناسبة. تأكدى من اختيار مكان مريح وبه إضاءة جيدة ويسمح باستيعاب كنبة أو مقعدين. إن وجود مكان خاص بالقراءة فى البيت يظهر للطفل أن الكتب لا تخص المدرسة أو المذاكرة فقط بل يبرز ذلك الجانب الممتع للقراءة وأهمية السعى للحصول على معلومات عن الموضوعات المختلفة.
خصصى أحد هذه الأرفف لطفلك وتأكدى من أن يكون الرف الخاص به فى متناول يديه لكى يشعر بأنه مميز. إن سهولة الوصول للكتاب من أهم الطرق لتشجيع الصغار على القراءة. اسمحى أيضاً لطفلك بأن يكون له رف خاص فى غرفته يضع عليه الكتب التى يحب قراءتها دائماً. هذه طريقة للتعبير عن احترامك لخصوصياته واختياراته.
لا تنسى اختيار كتب المدرسة التى يمكنك إضافتها إلى المكتبة لأنك بهذه الطريقة تظهرين لطفلك فكرة أن التعلم متعة.

لا تقارنى
لا تقارنى أبداً قدرة طفلك على القراءة بقدرات الأطفال الآخرين. هذا خطأ فادح قد يؤثر سلبياً على تقدير طفلك لذاته كما قد يجعله عنيداً.

قوموا بزيارات مستمرة إلى المكتبات العامة ومحلات بيع الكتب
أعطى لأطفالك فرصة التواجد فى أماكن بها العديد من الكتب. إذا كنت تتسمين بحب المغامرة، خذيهم فى رحلة إلى الإسكندرية لزيارة مكتبة الإسكندرية.
أيضاً اغرسى فى أطفالك حب شراء الكتب واجعلى زيارة محلات بيع الكتب من الأنشطة التى تحرصون عليها. اسمحى لأطفالك باختيار بعض الكتب بأنفسهم لأن هذا يضفى على التجربة خصوصية كما يعطيهم إحساساً بالملكية والمسئولية تجاه هذه الكتب.
تقول نيرمين جبر – مدرسة بالصف الأول الابتدائى: "إن تَعَود الطفل على جو محلات بيع الكتب يعطيه الإحساس بالمسئولية والرغبة فى الاختيار." اختارى موضوعات لها علاقة بظروفكم مثل تعويد الطفل على استخدام القصرية – إذا كان لديك طفل فى هذه السن - أو استقبال طفل جديد فى الأسرة، ..الخ. إن وجود صلة بين القارئ وموضوع الكتاب الذى يقرأه يبرز أهمية الكتب فى حياتنا.

ضعى فى اعتبارك اهتمامات طفلك
لا يجب أن يتحكم الوالدان بشكل كبير فيما يقرأه طفلهما لأن ذلك سيعطيه شعوراً بأن القراءة واجب، لذلك يجب أن يضع الوالدان فى اعتبارهما اهتمامات طفلهما. على سبيل المثال، اشتريا مجلات رياضية أكثر إذا كان طفلكما مهتماً بالرياضة، ويمكنكما أيضاً تشجيعه على قراءة كتب تاريخية عن الدورات الأوليمبية وكيف بدأت.

أظهرى لطفلك فائدة الكتب
عندما تقرئين كتاباً مع طفلك أو عندما يكون فى مرحلة التعود على القراءة، عادةً ما بين 4 إلى 7 سنوات، من المهم أن تظهرى له الحكمة أو الموعظة التى تكمن وراء القصة. هذا سيوضح للطفل أنه يمكن أن يتعلم من القصص أو الكتب التى يقرأها.
تقول نيرمين جبر: "المناقشة هى وسيلة لحث الطفل على تكوين رأيه فى كتاب ما، فكرهه لكتاب معين قد يتحول إلى حب عن طريق التحليل والتفكير المنطقى." لتطبيق هذه الفكرة، اختارى كتاب وصفات أكل وقوما بطهى مأكولاتكما المفضلة! من سن 8 إلى 12 سنة، شجعى طفلك على حل الكلمات المتقاطعة إلى جانب القراءة لزيادة حصيلته من المفردات اللغوية ولزيادة سرعته فى القراءة.

اقرءا معاً بصوت مرتفع!
لقد ثبت أن القراءة بصوت مرتفع من أحب الأنشطة لكل أفراد الأسرة سواء الصغار أو الكبار. اسمحى لطفلك بالتآلف مع شخصيات القصة من خلال تشخيصك لها وتقليد الأصوات. القراءة بصوت مرتفع ستعطى للطفل أيضاً فرصة سماع النطق السليم للكلمات. أثبتت الأبحاث كذلك أن القراءة اليومية مع الطفل ولو لمدة 30 دقيقة فقط تزيد بشكل ملحوظ من قدرته على القراءة.
عند القراءة معاً، توقعى مقاطعة طفلك لك بالتعليقات والأسئلة. كونى صبورة لأن أسئلة طفلك وتعليقاته هى ما يؤدى إلى إشراك طفلك فى العملية الذهنية. إذا وجدت أن طفلك بدأ يفقد اهتمامه بالقصة، حاولى جذب انتباهه بعمل تنبؤات عن سير القصة، وكيف كنتما تفضلان نهاية القصة، وضعا نهايات بديلة لها.
لا تندهشى إذا طلب طفلك قراءة نفس القصة مرات ومرات، فهو أمر طبيعى يوضح مدى ارتباط الطفل بشخصيات القصة ومدى إعجابه بالقصة نفسها. تقول نيرمين جبر: "الأطفال يشعرون بالسعادة عندما يكونون على علم بالأحداث التالية فى القصة."

كونى قدوة إيجابية
يجب أن تكونى قدوة إيجابية لكى تبثى فى طفلك شيئاً هاماً جداً عن القراءة وهو أن القراءة ليست واجباً. تقول نيرمين جبر: "إن الطريقة التى تعرضين بها القراءة على طفلك تبقى معه." بيدك أنت أن توصلى لطفلك أن القراءة مهمة ومفيدة وممتعة أو أن توصلى له أن القراءة عبء ثقيل. يؤكد خبراء التعليم أن الحماس للقراءة أمر معدى!

قدمى الكتب كهدايا
إن تقديم الكتاب كهدية يظهر للطفل أن الكتب بها من المتعة ما يجعلها صالحة لأن تكون هدايا. قدمى لطفلك كتاباً ظريفاً كهدية واطلبى منه أن يختار واحداً لك. يمكنك أيضاً أن تعرفى طفلك على فكرة "كوبونات الهدايا" – وهى خدمة توجد فى محلات بيع الكتب الكبرى - حيث يمكن لحامل الكوبون استبداله بأى كتب أو مشتروات تعادل قيمته.

أى مكان يصلح للقراءة!
شجعى طفلك على اصطحاب كتاب معه أينما ذهب حتى إلى الشاطئ! القراءة خلال أجازة الصيف تحسن مستوى قراءة الطفل خلال السنة الدراسية. توضح نيرمين جبر قائلة: "عندما ينمى الوالدان قدرة طفلهما على القراءة، فإن ذلك يحسن من أدائه على كل المستويات من حيث تكوين الجمل، معرفته باللغة، والنطق الجيد."

اصنعا علامات للكتب!
وجود علامة توضع فى الكتاب لمعرفة المكان الذى توقف عنده القارئ يسمح للطفل بالتوقف عن القراءة فى أى وقت يناسبه وأن يجد بسهولة بعد ذلك المكان الذى توقف عنده.
لعمل هذه العلامات، يمكنكما قص مجموعة من الورق المقوى بالألوان التى تفضلانها ثم تقومان بتلوينها وزخرفتها، أو الكتابة عليها، أو لصق صور أو ستيكرز عليها، فهى طريقة سهلة وممتعة لعمل علامات للكتب!
كتاب مصري رداً على شفرة دافنشي





GMT 6:00:00 2006 الأربعاء 5 يوليو


سلوى اللوباني






سلوى اللوباني من القاهرة: أصدر القس عبد المسيح بسيط أبو الخير كتاباً يرد به على رواية شيفرة دافنشي بعنوان "مريم المجدلية هل هي الكأس المقدسة وهل كانت زوجة للمسيح؟"، ويعد الكتاب الخامس في سلسلة اللاهوت الدفاعي، والجدير بالذكر أن القس عبد المسيح هو كاهن كنيسة السيدة العذراء الاثرية بمسطرد في مصر، يضم الكتاب 7 اصول تناول من خلالها القس مصادر رواية شفرة دافنشي ومحور روايات وأساطير الكأس المقدسة، واساطير واوهام مريم المجدلية، اضافة الى ذلك تضمن الكتاب المجدلية والكأس المقدسة في لوحة العشاء الاخير، ومريم المجدلية في الاناجيل القانونية والكتب الابركريفية وهل تزوج منها المسيح؟ وكيف قبلت الاناجيل القانونية ولماذا رفضت الكتب الابوكريفية، كما وضح ما جاء بهذه الكتب وفكرها وموقف الكنيسة منها، وانتقد القس عبد المسيح كتابات الكُتاب العرب من غير المسيحين حول الرواية، واضافة الى ذلك وجه اللوم للحملة الاعلامية الغربية التي روجت لرواية شفرة دافنشي، وقال أن الرواية ترجمت الى 80 لغة منها اللغة العربية، وقرأها حتى الان 40 مليون شخص، لذلك كان واجباً عليه أن يقدم من خلال كتابه الجديد الأدلة والبراهين العلمية والكتابية والتاريخية واللاهوتية، معتمداً ليس على الكتب الدينية فقط، بل بالدرجة الأولى على الموسوعات العلمية والدراسات التي قام بها مئات العلماء، لإثبات بطلان هذه الادعاءات الوهمية الملفقة والكاذبة، وليثبت أن كل ما زعمه الروائي براون والذين تأثر بهم ونقل عنهم والذين هللوا لما كتبه، بعيد تماماً عن الصحة والحقيقة.


الرواية ومصادرها:
ويعتبر القس عبد المسيح أن الكثير من الأكاذيب والضلالات جاءت في عدة كتب نُشرت ابتداء من سنة 1983، وهذه الكتب راحت تستعين بأساطير العصور الوسطى لتنسج أساطير وهمية جديدة حول شخصية مريم المجدلية وتزعم بأنها تزوجت المسيح وأنه أنجب منها نسلاً، ويوضح القس عبد المسيح أن هذه الكتب نسجت الاساطير والاوهام حول لوحة الفنان الايطالي "ليوناردو دافنشي" العشاء الاخير وجعلوها تقول ما لم تقل به، وتخيلوا فيها ما لم يفكر فيه الرسام مطلقاً، وراحوا يبشرون بعبادة الأنثى المقدسة، الكاهنة والإلهة بعبادتها الجنسية الإباحية الداعرة، ويطالبون المجتمع بممارسة الجنس الإباحي بدلاً من الذهاب إلى الكنيسة، وأنكروا لاهوت المسيح ووحي الكتاب المقدس، ومن أهمها كتابان هما "كتاب الدم المقدس-الكأس المقدسة" ورواية "شفرة دافنشي" للروائي الامريكي "دان براون" التي نشرت عام 2003، والتي هو بصددها في كتابه الجديد، ويقول انها اعتمدت بشكل رئيسي على ما سبقها من كتب، خاصة كتاب "الدم المقدس الكأس المقدسة"، والتي اقتبس براون منه معظم أفكار روايته، ولهذا السبب يواجه براون دعوى قضائية لا تزال منظورة أمام القضاء بتهمة انتحال أفكار الغير.


موقف الكُتاب العرب من الرواية:
وانتقد موقف بعض الكُتاب العرب من غير المسيحين الذين كتبوا عن الرواية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والدراسة ومعرفة مدى وحقيقة ومصداقية هذه الرواية التي سبت المسيحية واليهودية والإسلام صراحة، واعتبرهم أنهم كتبوا ما تصوروا وزعموا أنها حقائق تمس جوهر العقيدة المسيحية، وتجاهلوا ما جاء بها من تلفيق وخرافات وأوهام وأكاذيب وأخطاء تاريخية وعلمية وفلكية وكتابية، كما وضح أسباب التقاء هؤلاء الكتاب العرب مع فكر كاتب الرواية من خلال نقطتين، أولاً الزعم بأنه كان يوجد عشرات الكتب التي كتبها تلاميذ المسيح، وقد رفضتها الكنيسة وأبقت فقط على الأناجيل الأربعة، وبقية أسفار العهد الجديد القانونية، لأنها تؤيد وجهة نظرها في عقيدة لاهوت المسيح، والثانية بأن المسيح كان مجرد نبي عظيم فقط وبشر فان، وأنه ليس إلهاً، كما تؤمن بذلك المسيحية، ومن هنا رأوا في خرافة وأسطورة مريم المجدلية وادعاء الكاتب، دان براون وبقية الكتاب ممن يسمون ب "متأملي العصر الجديد"، بأن المسيح قد تزوج بها وأنجب منها نسلاً، وبذلك يكونوا قد تجاهلوا أنه سب الاسلام كما سب اليهودية والمسيحية عندما قال أن الاديان جميعاً مبنية على تلفيق.


salwalubani@hotmail.com

حبك سباني

جاري تحميل الاغنيه خلال ثواني .... الرجاء الانتظار

حبك سباني وانا جسمي نحل   والوصل للي  يودك ماحصل

مايحق لي  ياقمر منك  الزعل   توعد  وتخلف  ويزداد العنا

والله لولا الحيا واخشى الملام لاصلكي غصباً على كل الانام

واطفي لهيب المحبه والغرام   واقول عش يا سريراً ضمٌـنا

انا  تمنى اعانق  شلحتك   والباب  مقفول  جوا غرفتك

انادمك ثم اشرب قهوتك  واقطف من ازهار هذاك الجنا

واضم جسم خلقه الله غضيض والشعر الاسود يغطينا نقيض

انا اشهد اني  بعد هذا حظيظ احظ  مخلوق  في الدنيا  انا

طلال المداح  1963 الطائف

أخبار تونس

أخبار تونس.

برنامج ثرى يميز الدورة 24 لمهرجان قابس الدولي

تتميز الدورة الرابعة والعشرون لمهرجان قابس الدولي التي تتواصل من 23 جويلية الي 15 اوت 2006 بثراء محتواها حيث تتعدد العروض الموسيقية والغنائية الوطنية والعربية الي جانب العروض المسرحية والتظاهرات الشعرية والفكرية.

وستنطلق الدورة بعرض " بهجة الواحة " لجمعية المهرجان بمشاركة الفنان الشاذلي الحاجي ومواهب شابة في الغناء والرقص من ابناء الجهة فيما تؤمن سهرة الاختتام الفنانة التونسية نورة امين.

وسيكون جمهور مسرح الهواء الطلق بقابس علي موعد مع سلسلة من العروض المسرحية علي غرار مسرحية" واد الربيع " لعبد القادر مقداد و"في هاك السردوك نريشو" للامين النهدى و"المستوج" لعبد اللطيف بوعلاق و" على وحدة ونص " لكوثر الباردى وجلال الدين السعدى.

وسيحتضن الفضاء ذاته عروضا وطنية اخرى من بينها عرض لبالي سهام بالخوجة وسهرة للفنان الشعبي سمير الوصيف وعرض موسيقي لمجموعة عيون الكلام الى جانب عدد من العروض العربية ابرزها عرضا للفنانة اللبنانية نجوى كرم يوم 31 جويلية واخر للفنانة الاردنية ديانا كرزون يوم 8 اوت الى جانب سهرة شعرية للشاعر المصري عبد الرحمان البنودى يوم 12 اوت.

كما سيحيي الفنان الجزائري عبد الله المناعي سهرة تراثية بساحة كرنيش مدينة قابس.

وتمت كذلك برمجة لقاء حول"الثقافة الوطنية وتحديات الراهن" وذلك في اطار الانشطة الفكرية التي دأب المهرجان على تنظيمها .

وقائع حفل زواج رجلين فى مصر

 
 
فى أحد الفنادق فى القاهرة الكبرى

و التى تعج بحياه حافلة على مدار الأيام .. و بشكل أكثر خصوصاً فى ليلة الخميس ..

كان فندق هيلتون رمسيس .

يعيش لحظات فريدة .. و استثنائية .. فقد تزين الفندق .. و تجمل . لا ليستقبل احتفالاً بمناسبة عادية .. أو بزفاف خاص .. أو ببهجة كتلك التى تحياها قاعاته كل ليلة .. بل كان الجو المحيط يُوحى بشئ غريب ... لم تعتده الأعين .. و لم تلمسه العقول .. و لم يخطر على عقل بشر

انتشرت الزهور .. و الورود .. و أُطلق البخور .. و استعدت فرق الرقص و الغناء .. لتنشد نغمات جديدة .. على وقع أهازيج .. تتمايل رياحينها هذه المرة بشكل لم تشهده مصر منذ حباها الله بدين الإسلام و المسيحية .

 

فعند الثانية عشرة مساءً بالتمام و الكمال .

كانت إحدى قاعات فندق هيلتون رمسيس

تشهد حفل زفاف هو الأول من نوعه فى بلد الأزهر الشريف ..

و قف الجميع مشدوهين . و هم يشهدون ( رجلين ) يترجلان من سيارة فخمة .. مزينة بالورود و الزينة .. توقفت عند باب الفندق ليهبطا منها .. و فى لحظات كان الرجلان يتأبطان بعضهما بعضاً و يتقدمان وسط فرقة الموسيقى التى راحت تزفهما فى مشهد غريب .. أثار كل الموجودين داخل الفندق .. و فى قاعات استقباله .. و فى ردهاته الرئيسية

توجه ( الرجلان ) بخطوات وئيدة إلى حيث موقع الإحتفال بهما ... فى حفل الزفاف الذى تقرر فى تلك الليلة الغريبة .

رجال و نساء جاءوا ليجلسوا فى مناضد متفرقة .. ( رجلان معاً ) .

. أو سيدتان معاً .. فقد كان المشهد غريباً و مثيراً .. و راح من يشهدون ما يجرى يفتحون أعينهم . غير مصدقين ما يحدث امامهم .

و ما هى إلا لحظات حتى دلف العروسان ( الرجلان ) إلى داخل القاعة .. تستبقهما أصوات زاعقة .. فيما راحا يتبادلان ابتسامات الإعجاب و الحب .. فى مشهد بدأ فيه كلاهما .. سعيداً متباهياً . و كأنه يُزف إلى الدنيا كلها

راح من شهدوا هذا الموقف الغريب .. يتساءلون عن هذا الذى يحدث !! ..

و راح آخرون يضربون كفاً بكف ..

و راح من شاء حظهم أن يتواجدوا مصادفة فى المكان يلعنون ما يشهدونه ..

و هم يرددون ( نستغفر الله العظيم .. من كل ذنب عظيم ) ..

و حين تنامت الأسئلة و تصاعدت عن

جنسية هذين اللذين أقدما على هذه الفعلة المرذولة و الغريبة على المجتمع المصري و التى تجرى على أرض قاهرة المعز ؟..

جاء الجواب على لسان بعض الحضور ( إنهم كوايته ) ..

رفض المجتمع الكويتى و الدولة هناك أن يسمحا لهما بهذا الزفاف ..

و لكن مصر رحبت ..

و فتحت لهما الأبواب ليكونا أول زوجين - رجلين

( يتزوجان بعضهما البعض على أرض مصر ).

* كان الجواب كالصدمة التى أصابت من تواجدوا مصادفة و من راحوا يرقبون مجريات ما يحدث .. و الغيظ يأكلهم .. و قلوبهم تتمزق .. و راحوا يسألون أنفسهم عن هذا الهوان .. و الإجتراء على الدين .. و تجاوز المقدسات .. و السماح بالمحرمات فى بلد الأزهر الشريف .. الذى تجرى على أرضه وقائع زفاف اثنين من الشواذ .


كان المشهد درامياً .. ففى منتصف القاعة

جلس العروسان .. الذكران ( الرجلان ) على كرسيين متجاورين .

تحيط بهما الزهور من كل اتجاه ..

بينما راحت أصوات الموسيقى الحالمة تصدح فى أروقة القاعة .

لتبعث بالراحة فى الآذان

 

كان الزوج - أو من أُطلق عليه هذا اللفظ .. ممتلئ الجسد .. ضخم الملامح .. و كان شعره يتدلى على ظهره و كأنه شعر فتاه .. أرادت أن تطلق شعرها لجذب مفاتنها للناظرين .. أما الآخر الذى اُطلق عليه الزوجة فكان ذا قوام نحيف .. رشيق بعض الشئ .. و إن كان شعره أقل من شعر الزوج ، كان الجميع يراقب نظراتهما . و ابتساماتهما .. و مغازلاتهما لبعضهما البعض .. كانا يتهامسان .. ثم تكسو وجهيهما ضحكة عريضة .. و فى مشهد لا يخلو من دلالات .. راح كل منهما ينظر إلى الحاضرين .. و يوزع ابتساماته عليهما ..

صوت الموسيقى يعلو .. و الجو يزداد سخونة .. أغان خليجية ... و أخرى أجنبية .. يتردد صداها فى أجواء القاعة .. يدعو منسق الفرقة الموسيقية العروسين .. الرجلين .. للتقدم إلى منتصف الصالة .. و على انغام الموسيقات المختلفة .. الصاخب منها .. و الكلاسيكى الهادئ .. راح كلاهما يستعرض مفاتنه فى وصلات راقصة .. لم تخل من إيحاءات بعينها .. حتى أن الرجل العروس كان يرقص و كأنه ينافس أشهر الراقصات ... أما ( العريس ) ضخم الجثة فكان يهز جسده بالكاد ... و يسعى قدر جهده لتوفير طاقته لاستخدامها فى الوقت و اللحظة المناسبتين . فبعد ساعات قليلة سوف يكون على موعد مع ليلة العمر

و حين راح ( العروسان الرجلان ) يواصلان وصلات الرقص على مختلف الموسيقات ... اندفع العديد من الشباب الخليجى إلى قلب القاعة .. يتمايلون و يرقصون .. و يرددون أغانى شاذة . و نشازاً ، و كانت اشكالهم جميعاً و ملامحهم تكشف عن طبيعتهم و تركيبتهم .. و كانت نظراتهم تحمل من الإيحاءات .. ما يتجاوز حدود الكلام .

* هكذا استمرت الرقصات الشبابية لأكثر من نصف ساعة .. وسط حالة من الفرح و البهجة الغريبة .. و فى لقطة درامية راح العريس يحكى وقائع قصة العشق و الوله التى ربطته بمحبوبه و عروسه الرجل .. نظر إلى الحضور .. و أمسك بسماعة الحضور ليروى .. بإثارة و تشويق وقائع الغرام الذى ربط بين قلبه و قلب الرجل الذى أحبه منذ سنوات طوال .. قائلاً إنه صعد فى مواجهة كل الضغوط التى تعرض لها .. لكى يظفر بمحبوبه .. و عشقه الأول فى الحياه . و راح يحكى بألم عن بلده و أهله فى الكويت الذين ضنوا عليه بالحنان .. و رفضوا أن يسمحوا له بإقامة حفل زفافه من حبيبه على أرض بلاده .. مُبدياً تأثره الشديد بهذا الموقف غير المبرر - حسب وصفه - و لكنه يحمد الله أن مصر .. الكبيرة .. و الحنونة قد فتحت له ذراعيها .. و قبلت أن يُقام حفل زفافه على حبيبه فوق أرضها .. و من هنا فقد قرر أن يأتى و يحتفل بزفافه فى مصر أرض الأهرامات و التاريخ و الحضارة . ليستمتع هو و حبيبه بشهر العسل على ضفاف النيل الخالد .. ليعيش لحظات السحر المصرى فوق ربوع هذا البلد الذى فتح لهما ذراعيه .. و احتضنهما .. بعد أن تجاهلهما أهلهما هناك فى الخليج .

و بعد وصلة من التصفيق الحار الذى قوبل به كلام العريس ( الرجل ) . راح العريس الرجل يحكى من جانبه قصة الذكريات السعيدة ... و لحظات الإرتباط الأولى التىجمعته بحبيب القلب .. و يروى وقائع الكبت و الحرمان و القيم البالية فى بلاده التى منعته من الإرتباط بأعز إنسان لديه فى الوجود .. و يوجه الاتهامات لما وصفها ( بالعادات الذميمة ) التى تحرم الغنسان ( الذكر ) من أن يمارس الحب مع حبيبه ( الذكر ) .. و لم ينس أن يشكر مصر ذات القلب الحنون التى جمعت المحرومين .. و المطاردين على أرضها و منحهما حبها لقبول زواجهما على أرضها

* و ما هى لحظات حتى كانت القاعة التى ازدحمت بالحضور تعلن عن بدء فاصل جديد من الرقص .. إذ تسللت إلى منتصف القاعة راقصة شابة .. كان المجون بادياً على وجهها . اتجهت صوب العروسين الرجلين و راحت تتمايل بينهما فى تؤدة .. و تعبر عن محبتها لشجاعتهما .. و راحت تدعو الفتيات الموجودات فى القاعة لكى يشاركنها فرحة الزفاف .. فاندفعن فى مساخر زاعقة .. يحيطن بها من كل إتجاه .. و هنا يتقاذفن ذات اليمين و ذات الشمال .. ليعربن عن سعادتهن بهذا الحدث الذى سيفتح الطريق أمامهن .. لكى تتزوج كل منهن من تحب من بنات جنسها .

و وسط السخط الذى عم المكان .. تقدم أحد العاملين بالفندق .. يدفع بتورتة كبيرة أمامه ( متر × 2 متر ) كتب عليها اسم الزوجين الرجلين ( الرجلين ) .. و كما يفعل فى حفلات الزفاف العادية .. راح يقدم لهما سكيناً ، و طلب منهما قطع تورته الزفاف .. إعلاناً ببدء الخطوات العملية لعقد الزواج الأبدى بين الزوجين .

على أنغام الموسيقى الهادئة .. تقدم الزوجان .. أمسكا بالسكين .. و برقة شديدة جرى قطع التورتة التى رُسمت على شكل قلب . فيما راح الحاضرون يصفقون إعجاباً .. ثم تواصلت الرقصات .. و راح برنامج الحفل ياخذ طريقه حتى الخامسة صباحاً .. وسط ضجيج الذكور .. و عواء الإناث الذين شاركوا العروسين الرجلين فرحتهما .

و بينما كانت مآذن القاهرة تصدح بآذان الفجر .. و كانت آيات الذكر الحكيم تصدح فى جنباتها و فيما كان المصريون يتأهبون للخروج إلى أعمالهم بسطاء و عمال و فقراء يستعيذون بالله من الشيطان .. و هم يتوضأون ليصلوا الفجر .. و يستعدون لبدء يوم جديد فى حياه شاقة .. ملؤها التفاؤل و الأمل .. كانت وقائع أخرى تجرى داخل الفندق .. حيث راحت فرقة الزفاف تزف العروسين ( الرجلين ) إلى غرفة مشتركة .. تم حجزها خصيصاً فى الفندق .. أُغلقت الأبواب و طُويت صفحة الفرح .. و شهد من شهد .. و بدأت أولى ليالى العمر بين رجلين .. ضاقت بهما أرض بلدهما الكويت . فوجدوا متسعاً فى مصرنا .. و فى قاهرة المعز .. ليرتكبا الرحام .. و ليمارسا الشذوذ من فوق شاطئ نيلنا الخالد .

و فيما كان الهدوء يخيم على المكان .. و فيما كانت بواكير الصباح تنبئ عن يوم جديد .. و كان المشهد العبثى يثير الحاضرين من إدارة الفندق .. إلى رجال الشرطة و السياحة و أجهزة الدولة .. لكن أحداً لم يعترض . فنحن فى أشد الحاجة إلى دخل السياحة .. و أموالها يجب أن تتدفق على خزانة الوطن . ليس مهماً الوسيلة أو الطريقة .. بل الغاية هى الهدف . ليس مهماً الحلال و الحرام .. ولا غضب الله سيحانه و تعالى .. بل كل شئ يهون طالما أن الدولارات و الدنانير تقتحم الجيوب .. ليس مهماً الإساءة إلى بلد الأزهر .. و لا المس بطهارة أولياء الله الصالحين .. القابعين على بعد خطوات من موقع المهزلة التى حدثت .. المهم فى نظر هؤلاء أن تكون مصر بلد الحضارة و الرياد ة.. و بلد الحرية .. و بلد كل شئ .. فلقد عز الشرف ... و غابت المعايير .. و تراجعت الأخلاق .. و سقطت قيم كنا نظنها صامدة .. و لكن .. و يا للمأساه.. فها هى تتحطم أمام أعيننا دون أن نحرك ساكناً

 


تحرير : محمود بكري

نقلاً عن جريدة الأسبوع بتاريخ 15 أغسطس 2005 - 10 رجب 1426 هـ

Maktoob Blogs: المخرج علاء الدين كوكش

الخميس,حزيران 29, 2006


قصة قصيرة- كرمى لعيني مادونا


بقلم: علاء الدين كوكش
كان سيف، ابن جاري وصديقي في الجامعة، عاشقاً لمادونا وإذا دخلت إلى غرفته فلن ترى فيها شيئاً غير مادونا.. فصورها تملأ الحيطان وأبواب الخزانة وظهر الباب.. حتى السقف ألصق عليه صورة كبيرة لمادونا، وهي شبه عارية، لا أعرف من أين حصل عليها.. وكان يمتلك أرشيفاً كبيراً لها من الصور والمقابلات والتصريحات، وقد خزّنها في ذاكرته حتى أنك لو سألته في أي لحظة عن بعض التفاصيل في حياتها لأجابك دون تلكؤ!!
كان إذا سمع عن صدور ألبوم جديد لها، لا ينتظر نزوله إلى السوق بل يسافر إلى بيروت لشرائه، وكان وضعه الاقتصادي يساعده على ذلك.
بعد تخرجنا من الجامعة، فرع الأدب الإنكليزي، عمل هو في شركة سياحية، وسافرت أنا إلى الخليج للعمل هناك وصرت ألتقيه في إجازاتي فقط.. وفي إجازتي الأولى في الصيف زرته في بيته ، أحمل له هدية كنت أعرف أنه سيسر لها، وقد كان شريط فيديو جديد لمادونا وصل إلى الخليج قبل أيام من إجازتي.
عندما نظر إلى الشريط واكتشف أنه جديد، هجم علي وعانقني وقبلني ثم تركني مسرعاً إلى جهاز الفيديو لمشاهدته.. تأملته وهو جالس يشاهد، بعشق ووله، مادونا وجسدها الذي يطفح جنساً ، ثم تأملت الغرفة.. لقد أصبحت الآن مثل المكعب الحجري، على كل مربع منها صورة لمادونا.. وبين المربعات تظهر بعض الخطوط التي تدلك على أثاث الغرفة أو نوافذها وبابها..
بعدما أنهى مشاهدة الشريط، التفت إلي وقال: كنت أنوي السفر إلى بيروت حين وصول الشريط، ولكنهم في الخليج الآن، أصبحوا يسبقون بيروت أحياناً باتصالهم بالعالم الخارجي.. قلت له وأنا أشير إلى الصور: ماذا ستفعل بها حين تتزوج وتأتي زوجتك إلى هذا المكان؟
رد علي قائلاً: ومن قال لك إني سأتزوج؟!
قلت له: هذه سنة الحياة.. ولا تستطيع بالطبع أن تتزوج مادونا!!
أجابني: ومن قال إني لا أستطيع؟ إني أتزوج مادونا كل يوم.. أتزوجها في أحلام يقظتي، وقبل نومي، وأحياناً في نومي!!
قلت له بإشفاق: إلى متى ستبقى على هذه الحال؟!
نظر إلي مطولاً، بصمت، ثم وقف وتمشى.. وكان خلالها يقف وينظر إلي هاماً بالكلام لكنه يحجم.. أدركت أن هناك شيئاً ما ينوي إطلاعي عليه ولكنه يتردد.. قلت له بصوت ودود: ما القصة؟ قل لي..
تغلب على تردده واقترب مني وقال: أنت صديقي الوحيد الذي يعرفني جيداً لذلك سأخبرك.. كنت أنوي كتمان هذا الأمر عن الجميع بما فيهم أنت.
جلس بقربي وبدأ يحدثني بصوت خافت، قال: أنت تعرف أنني أراسل مادونا منذ أيام الجامعة.. قلت له: أعرف ذلك.
قال: منذ أشهر، وبعد مشاهدتي لها في فيلم تقوم فيه بدور امرأة آسرة ومسيطرة، طفح بي عشقها، فكتبت لها في رسالتي، إنني مستعد أن أقدم لك عمري كله لقاء قضاء ليلة واحدة معك.
ابتسمت له، فقد راودت، هذه الأفكار، خيال معظمنا – شباباً وبناتاً – أحياناً تجاه بعض النجوم، وكنا نرددها بين بعضنا مازحين.
لاحظ سيف ابتسامتي فقال: نعم، كتبتها لأعبر عن شدة إعجابي بها.. ولكني فوجئت برسالة وصلتني منها تقول: هل أنت جاد؟!
أعترف هنا أن ابتسامتي قد اختفت وظهر الاستغراب على وجهي.. ورد صديقي على ذلك: نعم، أنا مثلك، لم أصدق في البداية.. استغربت أولاً الرد، وثانياً السؤال.. ولكن الرسالة كانت حقيقية وصادرة من مكتب مادونا، وبتوقيعها الذي أعرفه جيداً..
عدلت من جلستي وسألته: أنت متأكد من ذلك؟ فرد علي: ولكنني لم أنه القصة بعد.. قلت: أهناك شيء آخر؟ قال: نعم، وأكمل: مضى علي عشرة أيام، بعد وصول رسالتها، وأنا أفكر بالأمر مقلباً إياه بين التصديق والتكذيب، حين وصلتني رسالة ثانية منها تقول: لم تجبني حتى الآن، هل أنت جاد؟
لاحظ سيف ما بدا على وجهي من الدهشة، فقال: أنا كنت مذهولاً أكثر منك.. ولكي أتخلص من الدوامة التي بدأت أعيشها، أرسلت لها جواباً: نعم إني جاد.. وفوجئت بالرد يصلني بسرعة: أرسل لي صورة عن جواز سفرك.. فأرسلت لها صورة عن جواز سفري، وأنا غير مصدق ما يجري معي، وكنت أفكر أن هناك من يمزح معي، وسأجاريه حتى أكشفه!!
بعد أيام وصلتني رسالة بالبريد السريع، وفيها فيزا للزيارة، وتذكرة سفر باسمي على الخطوط الجوية الهولندية، وكلمات مقتضبة تقول: بعد أن تثبت موعد سفرك أرسل لنا برقية حتى نرسل أحداً لاستقبالك في مطار نيويورك!!
صمت ناظراً إلي ليرى تأثير ما قاله على وجهي.. تمالكت نفسي وقلت له: الآن أنت تمزح.. نظر إلي بصمت، ثم هم بالكلام لكنه توقف ونهض نحو الخزانة، وأخرج منها شيئاً عاد وقدمه لي.. كان جواز سفره ووسطه تذكرة سفر، فتحت الجواز لأجد تأشيرة دخول إلى أمريكا وبطاقة سفر باسم سيف من الخطوط الجوية الهولندية.. فوجئت فعلاً، وأخذت أعيد النظر فيهما.. كان كل شيء حقيقي، ورفعت رأسي نحوه غير مصدق!!
قال لي: ما رأيك الآن؟
قلت له: لقد وضعتني في دوامة كبيرة..
قال لي: دخلت هذه الدوامة قبلك، وقلبت الأمر على وجوهه المختلفة، ولكني لم أصل إلى جواب.. وأخيراً حزمت أمري وقررت السفر.
قلت له: ماذا تعتقد أن مادونا تريد منك؟
أجابني : سأعطيك الجواب الذي أقنعني أكثر من غيره.. أنت تعرف أن مادونا مشهورة بنزواتها وتصرفاتها المتهورة، وقد يكون هذا أحد نزواتها.. على كل يكفيني مشاهدتها والحديث معها.. ونهض منهياً النقاش، وقال: سأحضر لك قهوتك.
قلت له وأنا أودعه: كن حذراً، وإن احتجت إلى أي شيء فأنت تعرف عنواني في دبي، وبكل الأحوال طمئني بعد أن تصل لأمريكا.
عدت إلى مقر عملي في الخليج.. ومضى العام دون أن يصلني منه أي خبر... وعندما عدت إلى دمشق في إجازتي الثانية، توجهت مباشرة إلى بيته، فقد كنت متلهفاً في الحقيقة لسماع أخباره.. قرعت الجرس، لم يفتح الباب ولكني أحسست بحركة خلفه، انتظرت قليلاً ثم عدت لقرع الباب الذي فتح بعد قليل، وكان سيف بجسمه يسد فتحة الباب وكأنه لا يريدني أن أدخل، وقد ظهر وجهه شاحباً، ووضع على عينيه نظارة سوداء.
نظر إلي بصمت وبقي على وضعه... قلت له: ألا تريدني أن أدخل؟
قال: أفضل أن نذهب إلى المقهى المجاور ونشرب القهوة هناك.
أحسست أن هناك شيئاً ما يحاول إخفاءه عني، ولو ذهبت معه إلى المقهى فسينجح في ذلك، هم بالخروج قبل أن أجيبه، ولكني وضعت يدي على صدره موقفاً إياه.. انتبهت بعد وضع يدي إلى علائم ألم خفيف ظهرت على وجهه، ولذلك ابتعد للخلف، وبابتعاده دخلت وتابعت سيري إلى غرفته، وحين فتحت بابها فوجئت بمنظر الغرفة، لم يكن لها علاقة بالغرفة التي رأيتها في السنة الماضية.. كانت خالية من أي أثر لمادونا.. لهذا لم يكن يريدني أن أدخل إلى غرفته.. كان فضولي كبيراً لأعرف سبب هذا التغيير.. وبعد أن جلس بعيداً عني قلت له: أخبرني ماذا جرى معك؟.. تردد قليلاً ثم تمالك نفسه وتظاهر بالضحك وقال: وماذا يمكن أن يجري، لقد مكثت في أمريكا لمدة شهرين ثم عدت.
وقلت له، وقد أدركت أنه يحاول التهرب من الحديث: هل رأيت مادونا؟
أحسست أنه فوجئ بالسؤال.. فأجاب بعد تردد قصير: نعم...
قلت له على الفور: غير صحيح، فلو شاهدتها ولو لدقائق لبقيت مادونا في غرفتك.. وقفت وأنا أنوي المغادرة.
قلت له: أنت حر في أن تكتم ما جرى معك هناك، ولكني لا أحب أن تكذب علي.. اتجهت نحو باب الغرفة حين أتاني صوته: ابق هنا.. وسأحكي لك كل شيء.
عدت إلى مكاني، وبعد أن جلست نظرت إليه، كان مطرقاً برأسه، أحسست به يعاني من تردد في البوح.. وأخيراً رفع رأسه نحوي وكان هناك دمعة تسيل على خده ببطء.. استغربت ذلك وقلت له: لم لا تخلع النظارة؟ لم يجبني، ومسح دمعته وقال: بعد أن وصلت نيويورك كان هناك شخص يحمل لافتة باسمي، اتجهت نحوه وقدمت نفسي له.. أخذني إلى شقة فخمة، لا تبعد كثيراً عن المطار ، وقال:يمكنك أن تأخذ راحتك حتى المساء حيث ستأتي مادونا للقائك.. لم أكن أصدق أنني سأراها، ولذلك لم أستطع النوم رغم تعبي من السفر.. في المساء رن الهاتف، وتحدث معي الشخص الذي استقبلني، وقال إن مادونا تأسف لعدم قدومها فقد أصيب صديقها بحادث سيارة ، وهو في المستشفى للعلاج، وهي ستضطر للبقاء إلى جانبه.. وبعد ساعة قرع باب الشقة ففتحته وكان هو نفس الشخص، وكان قلقاً ومضطرباً، سألته ماذا جرى؟
قال: إن صديق مادونا بحالة خطرة وهو بحاجة إلى كلية، وقد تبرعت مادونا بكليتها ولكنها بعد الفحص المطلوب لم تطابق جسم صديقها.. وفكرت وقلت في نفسي كرمى لعين مادونا سأتبرع أنا بكليتي لصديقها، وأخبرت الشخص بذلك، فشكرني ثم أخذني إلى المستشفى، حيث وقعوني على بعض الأوراق، وقد تمت الأمور بسرعة حتى أني لم أقرأ ما وقعت عليه.. أعطوني بعدها مخدراً وأدخلوني إلى غرفة العمليات.
لم أعد إلى وعيي تماماً إلا بعد شهر تقريباً، وعندما رأيت الشخص إياه سألته عما حدث، قال لي إن مادونا تشكرك على تبرعك بما لزم صديقها من قطع غيار – قالها سيف بسخرية – فسألت الشخص وهل لزمه أكثر من الكلية؟ قال لقد اضطررنا لأخذ عينك اليسرى أيضاً.. وضعت يدي على عيني المضمدة فقال اطمئن سنضع لك عيناً زجاجية مكانها ولن يلحظ أحد الفرق ..قلت له أين مادونا? فأجابني لقد اضطرت للسفر مع صديقها في رحلة نقاهة، وأخشى أنك لن تستطيع رؤيتها، فمدة إقامتك ستنتهي قبل عودتها وستكون ملزماً بالسفر، ولكنها تركت لك مكافأة مادية بقيمة خمسة آلاف دولار تجدها في هذا المغلف!!
ساعتها أدركت أني وقعت ضحية عصابة متخصصة في المتاجرة وسرقة الأعضاء البشرية .. وقد تأكدت من ذلك فيما بعد.. سألته وأنا لا أزال على دهشتي مما سمعت: كيف تأكدت؟
قال: اجتمعت في الطائرة وأنا عائد من نيويورك بفتاة مغربية كانت تجلس بجانبي، وكانت تضع نظارات سوداء كما أضع أنا، ولكنني لاحظت أنها تتحسس الأشياء بيديها، فأدركت أنها لا ترى كلية .. ومن خلال الحديث وبعد أن اعترفت لها بما حدث معي، اعترفت هي أيضاً بما جرى معها، وكان مشابهاً لما حدث معي، ولكن العصابة التي وقعت بين أيديها أخذت بالإضافة لما أخذته من داخلها، أخذت عينيها الاثنتين.. سألته وهل كانت هي أيضاً معجبة بمادونا؟!
قال: لا.. إنها كانت معجبة بمايكل جاكسون!!
وهنا بدأ سيف يضحك، فاستغربت ضحكه، وسألته لماذا يضحك؟
قال: إنني أحمد الله أنني كنت معجباً بمادونا ولم أكن معجباً بمايكل جاكسون، وإلا لراحت العين الأخرى..
وأخذ يضحك بصخب حتى أن الدموع أخذت تنزل من عينه اليمنى مما اضطره إلى أن يخلع النظارة ويمسح الدمع النازل منها.. نظرت إلى عينه الأخرى.. كانت جامدة ساكنة، تنظر إلي ببرود..
عندما أغلق الباب خلفي، سمعت صوتاً آتياً من الأعماق… لا أدري أكان هذا الصوت صادراً منه أم مني… إنهم يسلبوننا كل شيء!!

Maktoob Blogs: المخرج علاء الدين كوكش.

تونس تتحضر لاستقبال ماريا كاري

2006/07/04

تحيي نجمة الغناء الشعبي الأمريكية ماريا كاري حفلين في تونس العاصمة الشهر الحالي في إطار جولتيها الصيفية "مغامرات ميمي". المنظمون مشغولون بإعداد وإشهار أكبر حدث موسيقي ينظم في العاصمة على الإطلاق.

كتبه جمال العرفاوي من تونس لموقع مغاربية-04/07/06

[أرشيف] لافتة في العاصمة تشهر حفلي المغنية

تتحضر العاصمة التونسية لاستقبال النجمة الأمريكية ماريا كاري التي ستحيي حفلين يومي ال24 و26 من الشهر الجاري. ويعول المنظمون الكثير على هذا الحدث، فهو بالنسبة إليهم يعني الشهرة وتسويق سياحي و مداخيل معتبرة و يعد أهم حدث فني على الإطلاق منذ مجيء مايكل جاكسون سنة 1996.

وقال السيد عصام علاني المشرف الذي يقف وراء استقدام النجمة الأمريكية "إنني فخور جدا وسعيد بان تكلل سنة من العمل الدؤوب لتنظيم هذا الحدث بالنجاح و أن يتأكد خاصة إشعاع بلدنا لدى أصدقائنا الأوروبيين والأمريكيين".

وكشف العلاني خلال ندوة صحفية بالعاصمة التونسية للإعلان عن انطلاق الحملة الاشهارية" انه تم تعليق 30 ألف معلقة إشهارية من الحجم المتوسط ، ألف معلقة عملاقة كما تم وضع صور النجمة في مداخل اكبر الفنادق بالجمهورية التونسية". بالفعل ومنذ أن تم الإعلان عن مجيء كاري تحولت الساحات العامة ومداخل الفنادق والحافلات والقطارات أيضا إلى مساحات إشهار لصور عملاقة للنجمة كاري.

ويأمل المشرفون على الحفلين بيع 80 ألف تذكرة عن طريق وكلاء محليون ودوليون وعن طريق شبكة الانترنت. وتوجد بالعاصمة لوحدها 12 نقطة بيع كما تم تركيز نقاط بيع عبر مكاتب الخطوط الجوية التونسية في كل من الجزائر وليبيا ولبنان وفرنسا وايطاليا وألمانيا و اسبانيا .

وتتابع الصحف التونسية كل التفاصيل الدقيقة عن كاري وحفلها وكذلك استعداداتها البدنية .

صحيفة لوكوتيديان قالت أن النجمة ماريا كاري استطاعت أن تتخلص من 14 كلغ من وزنها كما قالت الصحيفة إنها تعشق البيتزا.

صحيفة لابريس الحكومية اهتمت بالجانب التقني إذ كشفت بان المشرفين على الحفل سيستنجدون بشركة فرنسية مختصة في التقنيات الصوتية خاصة وان الحفلتين ستقامان في الملعب الاولمبي بالمنزه الذي شيد خصيصا لاحتضان أول العاب متوسطية تحتضنها تونس سنة 1967 وتبلغ سعته 40 الف متفرج .

وقال الصحفي صلاح الدين القريشي الذي يتابع الحدث عن كثب في تصريح لمغاربية " إن نجاح الحفل سيكون رهين التقنيين في مجال الصوت".

وينتظر أن يرافق النجمة الأمريكية 50 شخصا موزعين بين عازفين ومصففي شعر ومدلكين ومتخصصين في الماكياج. وأطلقت مارايا كاري التي تزور لأول مرة بلدا أفريقيا على جولتها الصيفية اسم "مغامرات ميمي" التي ستتواصل داخل العديد من المدن الأمريكية انطلاقا من يوم 5 غشت المقبل.

ونقلت الصحف التونسية عن كاري قولها أنها " ستفجر كل طاقتها وموهبتها" لان الجو المتوسطي يتلاءم مع طبيعة صوتها حسب ما جاء بالملحق الفني لصحيفة الصباح التونسية.

ووفقا لما أعلنه السيد علاني فان الفنانة الأمريكية ستمتع جمهورها بتونس بأغاني ألبومها الجديد "تحرير ميمي" وأغاني أخرى في توزيع جديد.

وتعتبر سنة 2005 السنة الأكثر ثراء في المسيرة الفنية لماريا كاري إذ فازت خلالها بالعديد من الجوائز. كما احتل ألبومها الأخير "تحرير ميمي "المرتبة الأولى للمبيعات في الولايات المتحدة الأمريكية لعدة أسابيع وقد بيع في بقية أنحاء العالم أكثر من 9 ملايين نسخة.

مساحات الحرية


أنا والآخر.. مساحات الحرية وحدودها
نضير الخزرجي*
ثمّت تساؤل: هل يعني الإقرار باصالة الحرية، ان للمرء أن يفعل ما يشاء، وله ان يتصرف بما تملي عليه ارادته، دون ان يكون لمن يعيش معه ادنى تدخل او تأثير، سلبا او ايجابا، وليس للمحيط او الطبيعة والبيئة والفضاء اية حرمة او حق؟
في الواقع يمكن تصور مثل هذه الوضعية، لو ان الانسان عاش لوحده في بقعة من الارض مقطوع الاتصال مع المحيط الخارجي، على ان مثل هذا التصور مثالي هو الاخر، لان حرية الانسان لا يأخذ بها ملحوظا حريات الاخرين فحسب، فالانسان لا يتعامل مع نظيره الاخر فقط، فحرية الانسان لها مساس مع علاقة الانسان بالله وبالطبيعة وبالحيوانات وبجسده، فمن الحرية ان يأكل الانسان الطعام، ولكن ليس من الحرية ان يأكل الطعام المضر، فمن الحرية ان يأكل لحم الغنم، ولكن ليس من الحرية ان يبيد الثروة الحيوانية، فمن الحرية استعمال الشجر للتدفئة والطبخ وصنع الأدوات المنزلية وما اشبه، وليس منها ابادة الثروة الزراعية وتخريب البيئة، فاصالة الحرية لا تعني الفوضى في تصرفات الانسان.
نعم فالله الخالق جل وعلا، والشرع، والعقل السليم الذي لا يتخلف عن التشريع، وسيرة العقلاء، كلها توجّه الانسان نحو طريق الرقي والتكامل، وحتى يصل الى هذه المرحلة، يقتضي فيه ان يكون حر الارادة والتفكير والتصرف، ولما كان سكان الارض هم آحاد الناس، وكلهم يسعى نحو السمو، فمن الطبيعي ان تتصادم الارادات والحريات ويحصل التزاحم والتعارض، من هنا فان العقل يسلم بضرورة وجود ضوابط وشواخص لحرية الانسان، اذ ليس من المعقول التمسك باصالة الحرية للاضرار بحرية الاخرين او الاضرار بالطبيعة والمحيط الخارجي، او الاضرار بذات الانسان وجسده، فهو فضلا عن تعارضه مع حرية الاخرين فهو من الخرق الذي يتعارض مع حكمة الخلق وحكمة اصالة الحرية التي اريد بها ان يسمو الانسان لا ان يتسافل.
في هذا الاطار يقول الشيخ مصباح يزدي استاذ الفلسفة الاسلامية في حوزة قم العلمية: "ان الحكمة الالهية تقضي بان يبلغ كل انسان الغاية من وجوده، وهذا لا يقتصر على انسان واحد، بل اقتضت الحكمة الالهية ان تتهيأ لكل فرد مستلزمات تكامله الاختياري، فالله ليس اله شخص واحد، بل هو اله لكل المخلوقات، لذلك يجب ان تكون ظروف النمو والتكامل الاختياري متوفرة للجميع، والاحتكاك الذي يحصل بين الافراد هو الذي يوجب وضع القوانين الحقوقية، ولم تكن هناك ضرورة لها، اذ كان يمكن الاكتفاء بالقوانين الاخلاقية والتكاليف الشرعية الفردية فحسب، ولكن نظرا لحصول هذا الاحتكاك في غضون تقدم الانسان نحو التكامل في الحياة الدنيوية، كان لابد من وجود تعاليم تنظم هذه العلاقات بحيث يتاح لكل فرد ان ينتخب بشكل مقبول طريقه نحو الكمال النهائي ويسير فيه"(1).

الحرية المعقولة واللامعقولة
ونجد مفكرا اسلاميا آخر، يحاول ان يضع ضوابط للحرية، وعلى ضوء هذه الضوابط، يعزل الحرية المعقولة عن الحرية اللامعقولة، ويعزو التفريق بين الاثنين الى كيفية الاستفادة من الحرية وحجم الاضرار المتولدة عن ممارسة الحرية بصورة مغلوطة، يقول الفيلسوف الايراني الشيخ محمد تقي بن كريم الجعفري (1344-1419هـ): "ولتوضيح معنى الحرية المعقولة وقيمتها يجب اولا ان ندرك هذه الحقيقة، وهي ان المعقولية وعدمها ليستا متضمنتين في ذات الحرية، ذلك ان معنى الحرية فتح المجال للفعل والترك لانسان ما سواء كان من طرف واحد او من الطرفين، ذا قيمة او منافيا للقيمة. والذي يجعل الحرية موصوفة بالمعقولية وعدمها يرتبط باسلوب الاستفادة من الحرية، فاذا كان مطابقا للاصول والقوانين الانسانية المفيدة كانت الحرية معقولة، وان كان ضد الاصول والقوانين الانسانية المفيدة سميت غير معقولة، وعليه فان كل حرية من قبيل حرية العقيدة والفكر يستفاد منها بشكل يضر بالانسانية ضررا معنويا او ماديا تعتبر حرية غير معقولة، وهي التي يحس بها الهمجي السكران في اعماقه".
ويضيف الجعفري: "أما اذا كانت الحرية موافقة للاصول والقوانين الانسانية المفيدة واستفيد منها بالاتجاه الموجب، فهي معقولة، واذا شئنا ان نعبر عن الحرية اللامعقولة بتعبير اكثر دقة، قلنا: الحرية هي التي توصل هوى الأنا الطبيعية المحصّنة الى مرحلة الفعلية"(2).
نلمس قريبا من هذا المعنى عند الباحث الفلسطيني الدكتور سري نسيبة وهو يتحدث عن حرية التعبير، لكنه يصنف الحرية الى حرية خير (حق) وحرية شر (غير حق) فهو يرى ان حرية التعبير لا ينبغي ان يساء فهمها رغم انها حق، فيصدق عليها منطوق الحق: "بشرط ان لا تكون اعتداء على حقوق الاخرين، وايذاء الاخرين قد يشكل في بعض الاحيان اعتداء على حقوقهم. حينما يكون ايذاء الاخرين غاية بحد ذاتها يكون العمل الذي يسببه شرا، ويشكل اعتداء على حقوقهم، فان كان ذلك العمل هو حرية الرأي لا يصدق الحمل عليه أو، لا يوصف انه حق، أي لا تكون حرية الرأي في هذه المرحلة حقا".
فالاعتبار الرئيسي هنا كما يقول نسيبه: "هو اذا ما كان المسّ بالشعور يكوّن غاية بحد ذاتها، فاذا كان يكوّن غاية بحد ذاتها يكون العمل الذي اقيم لتحقيقها شرا بالقياس اليها، أكان هذا العمل تعبيرا لفظيا عن الرأي أم أي شيء اخر". مضيفا: "فحرية التعبير عن الرأي، فهي خير بشرط ان لا تشكل اعتداء على حقوق الاخرين، والاعتداء على حقوقهم هنا قد يتمثل في ايذائهم، حيث يكون الايذاء غاية في حد ذاتها، فاذا كان القصد الاول ها هنا هو التعبير عن الرأي، ولم يكن ايذاء الناس غاية في حد ذاتها، تكون حرية التعبير عن الرأي حقا وخيرا لذلك، اما اذا قصدت ايذاء الناس بتعبيري عن رأيي، وكان الايذاء اعتداء على حقوقهم، فلا يصدق الحمل على حرية التعبير هذه بانها حق وخير، فان كان هذا كذلك، فلا يكون قصدي الاول في هذه الحالة خيرا اصلا"(3).
ولكننا اذا سلّمنا بهذا الرأي وهو صحيح من حيث اننا غير مأمورين بتفتيش صدور الناس ومعرفة نواياهم، فهم مسلطون على أنفسهم، ولكن قد يقود جهل المعبر عن رأيه الى إيقاع الأذى بالاخرين من دون ان يقصد او نوى ذلك، فماذا نفعل حينئذ؟
من الطبيعي والنتيجة هذه، يلزم وضع ضوابط وقوانين لحرية التعبير، ولمجمل الحريات، والا من دونها لا يمكن ان نحكم على افعال الناس بالخيرية اذا ما ألحقت الاذى بدعوى ان الفاعل لم ينو او يقصد الاذى، نعم ان صدق النية يدخل عاملا مساعدا في تخفيف الوطء في مقام الاذى الحاصل، ويمكن تشبيه ذلك، بالذي يرتكب جنحة القتل خطأ، فهو لم يقصد القتل، ولكن الحدث وقع وأزهق عن غير عمد، روحا محترمة أعزها الله، او كمن يسير في عربته ويدهس انسانا من غير قصد، او مثل من ينظف سلاحه الناري وتصيب رصاصة قريبا منه خطأ، فتعمد القتل غير وارد في هذه الحالات، لكن الأذى وقع وحصل بالفعل، نعم الحكم هنا يختلف، لان موضوع الحكم في مثل هذه الحالات دائر مدار قصد النية من عدمها.

الحرية والقانون
وهناك تجاذب بين حرية الفرد وحرية الجماعة، وهذا امر مسلّم به لاننا نعايشه كل لحظة ونتعايش معه، وينبغي ان نتعايش معه، لانه لا كوكب اخر يجمع بني الانسان غير كوكب الارض، الا اذا تطور العلم ووجد كوكبا اخر يلائم طبيعة الانسان الفسيولوجية، وعلى افتراض وقوع مثل هذا الامر، وهو ليس من المستحيلات فان المعايشة هي الأخرى أمر حتمي، من هنا قال مؤسس المدرسة التجريبية الحديثة، الفيلسوف البريطاني، جون لوك (John Locke) (1632-1704م) عند تطرقه للحرية وضوابطها من جانبها الفقهي القانوني بانها عبارة عن: "الحق في فعل ما تسمح به القوانين". ويعرفها الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو (Jacques Rousseau) (1712-1778م) بأنها: "عبارة عن طاعة الارادة العامة"(4)، فالقانون، في ترسيم حدود الحق هو العامل المشترك في اكثر ما يذهب اليه الفلاسفة بشأن الحرية، ولذلك فان: "جون لوك وجان جاك روسو، كلاهما آمنا بان الناس بامكانهم فقط ان يكونوا احرارا عندما يضعون أسورة القوانين حول معاصمهم ومعاصم الاخرين على السواء، وقد اشار لوك الى هذا المعنى بالقول: الحرية من منظار القوانين"(5)، فيما دافع روسو عن رأيه: "ان الرجل يجب ان يجبر لأن يكون حرا، بمعنى آخر ينبغي عليه ان يكره على ذلك، ومهما تكن مبلغ كراهيته، ينبغي عليه ان يقبل بالقوانين التي هو يكرهها حتى يكون حرا حقا"(6).
     بازاء جون لوك وجان جاك روسو نجد احد زعماء ما يوصف بالتيار الفوضوي وهو  الروسي ميخائيل باكونين (Mikhail Bakunin) (1814-1876) ، يصر في آرائه الفلسفية: "ان الناس عادة يتبعون الضرورات الاجتماعية في تعاملاتهم حتى في غياب كامل للقوانين وللسلطة، فانه ليس هناك من شيء احق من الحرية المطلقة. واشتهر عنه القول: هناك رغبة ملحة لان يكون كل انسان حكيما بما فيه الكفاية لادارة نفسه من غير تدخل أي عائق اجباري"(7).
ربما يكون باكونين مقتنعا بما يقول اذا حاول اعتبار كل الناس حكماء بما فيه الكفاية، وهذا امر لم ولن يتحقق في هذه الدنيا، وهو يدرك ايضا استحالة تحقيق مثل هذا الامر، ولذلك فانه لا يمكن الحديث عن حرية مطلقة بغياب قانون دولة ينظم شؤون المجتمع، وسلطة ورادع من داخل النفس، وحسن النية والامنية بخلق مجتمع حكيم لا يسدان الخلل الذي سيحصل من غياب قانون، حتى في المجتمعات الصغيرة فان قانون الاسرة او العشيرة او الحي ينظم وفق رؤية وعرف المجتمع الصغير للحياة، والعلاقة بين افراد هذا المجتمع، وتشخيص حرية كل فرد من افراده، وليس الرضا بالقانون المنظم لقنوات الحرية شرطا لسريانه على الجميع وانما قبوله من جانب الفرد وان رفضته نفسه يعتبر اساس تنظيم حياة المجتمع، فالرضا حالة سامية لا يمكن وجدانها عند كل الناس، ولكن القبول امر يمكن نشدانه عند الكل بشكل عام وان تعافت بعض النفوس عن الرضا به.
وفي هذا الاطار يقول الباحث والسياسي السوداني الدكتور حسن عبد الله الترابي وهو يتحدث عن حدود حرية الفرد داخل التكتل: "فليست الجماعة المؤمنة إصرا على الفرد ولا غريما يشادّه ويسلب حريته لانها ثمرة من ثمرات اختياره ورضاه، ولا يكون نظامها الا طوعيا يحفظ للفرد قدره ويرعى حرماته متميزا عن نظام الجماعات التي ينضم فيها الفرد قسرا وربما غلب من ثم على سائر امره في الحياة . ولا يعني بناؤها على المشيئة الحرة ان يستبد فيها الفرد بهواه ما شاء، فان حرية الانسان لا تقدر في الدين لذاتها لانها شرط اهلية لاحتمال قدره في الابتلاء وادراك غايته في الاهتداء الى ربه، وليس في وخي الكمال في ان يتسع الفرد في ممارسة حريته عدوانا على حريات الاخرين او تجاوزا لحدود طريقه الى الله، وانما يتوخى المؤمنون الكمال في تعاونهم على عبادة الله وتناصرهم لاعلاء كلمة الله"(8).
    نحن هنا امام رأي لا يرى قيمة ذاتية للحرية، بل لانها شرط في الاختبار والابتلاء، وهذا الوصف يمكن سحبه على قيم اخرى، مثل الشورى والتعددية، فالشورى تكون ذات قيمة اذا حققت الوئام داخل المجموعة او المجتمع، والتعددية قيمة ليست لذاتها وانما بما تحققه من تأطير للاختلاف يدفع بالمجتمع نحو التكامل، ويسري هذا الكلام على بقية القيم، ولكن هذه الشرطية لا تسقط عن الحرية اصالتها وقيمتها الذاتية، كما لا تسقط عن الشورى وجوبها اذا لم تحقق النتيجة المطلوبة.

أنا وحرية الآخر
فحرية الانسان تحدد بالنسبة لحرية الاخرين، ويرى البعض ان الاهم هو الايمان بحرية الاخرين قبل حريتي، حتى يسعد الاخرون واسعد انا، وبالتالي يتحقق الامن الاجتماعي، ذلك ان: "الحرية كالشعور لا يوجدان بجوهرهما بالنسبة الى حرية الاخر وشعوره من خلالها ولأجلها، وان جوهر الحرية المبدعة هو ابداع الاخر، ان حرية كل انسان لا تتوافر ولا تتمتع بفرص التحقق الا بتعايش حريات في مجتمع حريات (يمثل) مجتمعات سياسية مؤلفة من اناس احرار متحلين بالشعور والحرية"(9).
هذه النظرة التفاؤلية والايجابية لضوابط الحرية والتعامل مع الاخرين، هي نظرة يحاول الاسلام ان يؤصلها في نفوس الناس، من قبيل ان ينظر الانسان الى احتياجات جاره قبل ان ينظر الى داره، وان لا يتطلع الى نوافذ الجيران لانه خلاف الحرية الذاتية للجار وتسلط عليه من غير وجه حق، ومعارضة مع مبادئ حق الجيرة التي أقرتها الرسالة الاسلامية، وان يعوده اذا مرض ويشيعه اذا مات، ويحضر اتراحه كما يحضر افراحه، ويفسح له في المجالس(10)، بلحاظ: "الأصل في الانسان الحرية في قبال اخيه الانسان، اذ لا يحق لأي انسان ان يسلب حرية وارادة غيره أو يقيدها، فقد قال أمير المؤمنين (ع): (لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا)، فالحرية الاسلامية حرية واسعة تنتهي عند حدود العبودية لله تعالى، التي ليست بدورها سوى التسليم لقوانين وسنن الكون والطبيعة من اجل الاستفادة منها، والحرية في الاسلام لا تعرف لونا معينا وانما هي قيمة دينية مقدسة تشمل جميع الألوان والشعوب، حيث ان الناس سواسية كأسنان المشط"(11).
ومثل هذا المعنى نجده عند الفقيه المدرسي، اذ: "ان القاعدة والاصل كما صرحت بذلك الاحاديث الشريفة عن المعصومين (عليهم السلام) هي: (كل شيء لك حلال حتى تعرف انه حرام). ويعزز ذلك قوله تعالى: {خلق لكم ما في الارض جميعا} سورة البقرة:29، وهذه القاعدة شبيهة بالقاعدة الفقهية الاخرى بخصوص الطهارات والنجاسات حيث تقول هذه القاعدة: (كل شيء لك طاهر حتى تعلم نجاسته). اذ الاصل او القاسم المشترك بين القاعدتين هو الامتناع وعدمه سواء في الاستعمال، او الاستهلاك، او الانتفاع. نفهم من تينك القاعدتين
ان مجال الحرية مفتوح حتى يصطدم بحدود حرية الآخرين"(12).

بين الاستبداد والانفلات
والحرية بحد ذاتها "قيمة ذاتية" كما يراها الكثيرون، ونعتقد بذلك ايضا، ولكن هل هي مطلقة لا تحدها حدود؟
      يقول أمين عام الجماعة الاسلامية في لبنان ونائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء القاضي الشيخ  فيصل أنور فؤاد مولوي: "ان الحرية لم تكن مطلقة ولا يمكن ان تكون مطلقة في حياة الناس، الحرية هي أهم قيمة انسانية نعم، لكنها لا تتعارض مع القيم الانسانية الاخرى، والحرية الفردية لا يمكن ان تتعارض مع القيم الاجتماعية الاخرى، انما التكامل ضمن الانسان وضمن المجتمع هو الذي يعطي هذه الحرية مقامها ودورها. في تاريخ البشر كلهم الحرية لم تكن الا مقيدة وهي مقيدة دائما بقيدين اثنين: قيد ذاتي لان الانسان بحد ذاته الذي يتمتع بالحرية الكاملة يشعر في نفس الوقت انه يتمتع ايضا بقيم انسانية لا يمكن ان تنفك عنها، فالتوازن بين حريته وبين قيمه الانسانية و بين حريته وبين مسئوليته، هذا التوازن يضع على حريته شيئا من القيود".
ويضيف مولوي: "واذا انتقلنا الى دائرة المجتمع نجد ان الحرية الفردية لا يمكن ان تاخذ مداها وجدواها الا ضمن التكامل مع قيم المجتمع واستقراره وانتظامه ونموه لان المجتمع الانساني هو للفرد الانساني، والفرد لا يمكن ان يعيش بدون مجتمع، والمجتمع لا يمكن ان يعيش الا بقيم اجتماعية بضوابط وأنظمة وأعراف. هذا بلاشك يؤثر على الحرية الفردية ويقيدها ولكن التكامل بين هذه الحرية وبين هذه القيم الاجتماعية هو الذي يجعل الاثنين معا يسيران في خط متواز من اجل بناء انسان افضل وبناء مجتمع افضل." وينتهي مولوي الى بيان حقيقة ثابتة في حياة الانسان وهي ان: "كل تاريخ الانسان افرادا ومجتمعات انما هو حول هذا التوازن بين الحرية الفردية وقيودها الذاتية، وبين الحرية الفردية وقيودها الاجتماعية، كل تاريخ البشر هو عبارة عن هذا التوازن احيانا يميل هنا، احيانا يميل هناك، احيانا يستقيم، لكن هذا هو تاريخ البشر"(13).
   التوازن الذي يتحدث عنه الشيخ مولوي والذي يعبر عن رؤية صائبة من وجهة نظري يتحدث عنه الشيخ محمد علي بن علي اكبر التسخيري، عضو المجمع الفقهي الاسلامي الدولي، مع اعتبار الحرية نزعة انسانية اصيلة، فالتوازن كما يعتقد التسخيري انه: "من سمات الواقعية الاسلامية، فان رفض الحرية الانسانية رفضا مطلقا وعدم اخذها بعين الاعتبار في التشريع يؤدي - بلا ريب - الى كبت نزعة انسانية اصيلة بل ويتجاوز بها البعض فيعتبرونها نزعة حيوانية ازدادت تأصلا عند الانسان، وكونها نزعة اصيلة هو الذي يسوّغ (للرأسمالية) ان تبني نظريتها التنظيمية عليها وتدعو اليها، وقد تكون قيمة الحرية أمرا لا يعدله الكثير من القيم الاخرى، فقتل الحرية – كما تفعله الشيوعية-(*) يعني اقل ما يعني نزعة اصيلة في النفس بالاضافة الى ما تؤدي اليه من قتل روح الابداع الخلاق وخلق حالة الاستسلام اليائس للنظام الجبار". وينتهي التسخيري بخلاصة لهذا التوازن بقوله: "اذا كان رفض الحرية – رفضا مطلقا- مضرا بالانسان فان قبولها – قبولا مطلقا- ايضا امر لاشك في ضرره فيجب القول بها وقبولها في الحدود المعقولة"(14).
  وهذا التوازن الذي يتحدث عنه التسخيري يختصره الفقيه الشيرازي (1928-2001م)  بعبارة واحدة هي ان: "الحرية وسط بين الاستبداد وبين الميوعة والانفلات"(15)، وحسب تعبير الجراح اللبناني، الفلسطيني المولد، الدكتور حداد: "لا تعني الحرية ان للمرء الحق ان يفعل ما يشاء، بل عليه ان يحترم حقوق وحرية الآخرين .. اذ لا يحق للمرء ان يمشي عاريا في الطريق او ان يسرق مال الغير، إن كان الامر الاول من عادات بعض القبائل فلا يؤذي العريان حقوق ابناء قبيلته، اما المرأة التي تلبس تنورة قصيرة وتعرّي أعلى صدرها في بلاد اسلامية، فتسخر من الحرية"(16).
والاسلام الذي عد الحرية اصيلة، فانه في الوقت نفسه لاحظ وبشكل كبير، الجانب الاجتماعي من هذه الحرية، يقول الباحث العراقي الشيخ الصفار: "وقد جعل الاسلام موازين واطرا صحيحة واضحة ترسم لنا معالم الحرية المسؤولة وحدودها، منها (لا ضرر ولا ضرار في الاسلام)، {ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين} سورة البقرة:19، {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل} سورة الاسراء: 33، {تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون} سورة البقرة:  229، (ان الله قد حدّ لكم حدودا فلا تعتدوها)، (ان الله تبارك وتعالى جعل لكل شيء حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه وجعل على من تعدى ذلك الحد حدّا). وقد جمع لنا الامام امير المؤمنين علي (ع) حدود الحق وحق المجتمع والدولة في تحديد حرية الانسان الذي يسيء استعمال حريته في قوله عليه السلام: من قام بشرائط الحرية اهلّ للعتق ومن قصّر عن احكام الحرية أُعيد الى الرق"(17).

حرية الآخر جهاد
   من هنا فان الرسول محمد (ص) اعتبر عدم تعدي الانسان على حقوق الاخرين، وصيانة حريتهم الذاتية من أعظم الجهاد، اذ: "افضل الجهاد من أصبح لا يهمّ بظلم أحد"(18).
    في واقع الامر يتبدى أمامنا فهم واسع لمعاني الجهاد ينصرف عن معنى القتال والحرب، بحث يعتبر رعاية وصيانة حرية الاخرين قمة في الجهاد، ولهذا الحديث الشريف دلالات نفسية كبيرة على علاقة مباشرة بسلوك الانسان، يحتاج معها الانسان الى جهاد نفسه ونوازعه الداخلية قبل عدوه الخارجي، بل ان المرء او الأمَّة لا تستطيع التمكن من عدوها الخارجي اذا لم تتمكن اولا من عدوها الداخلي وهو شهوات ونزعات النفس السلبية، فاذا أحسنت رعاية مصالحها وأعطت لكل انسان حقه، تمكنت من رص صفوفها وغلبت عدوها الخارجي، بل ان التجربة دلت، ان العدو الخارجي بشكل عام انما يقدم على عدوانه اذا رأى التشتت والتشرذم في الامة، لانه يعرف سلفا انه غير قادر على سلب كرامة امة متماسكة وان أعدَّ للعدوان عدته.
     ان قاعدة (لا ضرر ولا ضرار) التي اشار اليها الصفار، هي واحدة من القواعد التي يتم تفعيلها عند تزاحم الحريات او تحديد وضبط حجم وسعة الحرية، ذلك: "ان الاصل هو الحرية فتقييدها (في صورة مزاحمتها لحرية الاخرين او لمصحلة اهم) يجب ان يكون بمقدار دفع الضرر وبمقدار الضرورة، لا اكثر، لان الضرورات تقدر بقدرها، ولا يجوز التعدي عن ذلك واخذه ذريعة للكبت، وحتى لا تحصل تجاوزات يلزم جعل الضمانة الكافية بايكال الامر الى اهل الخبرة والمنتخبين الحقيقيين من قبل الامة، حتى لاتتدخل المطامع الشخصية في ذلك، وليكون تشخيص الموضوع عن رؤية واقعية وملاحظة مصلحة الامة، وفي أي مورد حصل الشك في ان التقييد أهم أم لا، أو ان هذا الشيء محرم أم لا، يؤخذ باصالة الاباحة والحلية، وفي الحديث: كل شيء لك حلال حتى تعلم بانه حرام بعينه"(19).
    وفي هذا الاطار يقول الخبير الاقتصادي، والفيلسوف البريطاني، جون ستيوارت مل John Stuart) (Mill, (1806-1873م) في كتابه (ON LIBERTY) (حول الحرية) الذي خطه العام 1859م: "نحن لا نستطيع تحمل كبت أي رأي تؤمن به الأقلية، بوصفها تملك كامل الحرية في عرض رأيها وإعمال ارادتها"(20)، ويقرر مل ان: "المجتمع الذي لا توجد فيه هذه الحريات، ولا تحترم في جملتها، لا يمكن ان يكون حرا حرية كاملة ما لم توجد فيه هذه الحريات، على نحو مطلق وبلا تحفظ"(21).
       وعند مل: "ان الحرية ينبغي ان يرخص بها وتجاز فقط الى النقطة التي تصطدم وحرية الفرد الاخر وان لا تتجاوزها، وان تطلب الامر مزيدا من القوانين لتحديد الحرية من اجل حماية الاخرين"(22)، وبنظر مل ان الناس يمتلكون الحق لان يكونوا احرارا واتخاذ أي فعل او عمل لا يؤذي الاخرين وقد اطلق على الافعال عبارة "إحترام أفعال النفس"، واشتهرت عنه الجملة التالية وهو في معرض الحديث عن القوة والحرية: "ان الغاية الوحيدة من استخدام القوة بصورة صحيحة وتطبيقها على كل عضو في المجتمع المدني، انما لمنع وقوع الأذى على الآخرين، وان جاء الاستخدام بالضد من رغبة العضوف وارادته"(23)، فستيوارت مل يشير هنا الى تفضيل مصلحة الجمع وتقديمها على مصلحة الفرد اذا تعارضتا معتبرا: "ان الجانب الاهم من سلوك أي انسان وان يكون منقادا للمجتمع هو ان يشعر بشعور الاخرين، كما هو يشعر بذاته وبحقه في الاستقلال"(24)، لكنه في الوقت نفسه: "أصر بقوة على ان الخصوصيات الذاتية ينبغي ان تترك بنفسها لادارة تجربتها في الحياة حرة من دون تدخل الدولة شريطة ان لا يتعرض احد للأذى في هذه العملية"(25).
     ان حدَّ الحرية او ضابطها عند الليبراليين، لا يختلف كثيرا عما عند المفكرين المسلمين، فالحد عندهم، هو حرية الاخرين، وهو حد ينسجم مع كل الشرائع السماوية والارضية وتقره سيرة العقلاء، لكن الاختلاف يقع دوما في حجم الحرية ومدياتها، يقول رئيس ايران السابق، الدكتور محمد خاتمي: "فالليبرالية تعني التحرر ولكن بأي معنى؟ بمعنى التحرر من القيود الخارجية لا الداخلية، وبمعنى انه لا ينبغي ان يحكم الانسان سوى الانسان، ولما كان الانسان بحسب التعريف، كائنا ذا ميول وغرائر وتصورات، فان حريته تعني عدم وضع حد لتلك الميول والغرائز من الخارج، والانسان الحر هو الذي يعيش وفق ما يناسبه ويرتئيه، ولليبرالية حد وهو حرية الاخرين"(26).
وفي هذا الصدد يضع نايجل واربورتون (Nigel Warburton) الباحث في الجامعة الحرة في بريطانيا والمختص بالفلسفة وتاريخها، مفهوما مثبتا للحرية وهو ما عبر عنه بـ: "غياب الاجبار وزوال القسر، فالاجبار يكون قائما عندما يجبرك البعض على نهج سبيل خاص، او منعك من سلك سبيل خاص، فاذا انعدم الشخص او العائق الذي يجبرك فانت حر وفق المفهوم المثبت للحرية"(27).

الحرية والأنا
واذا كانت حدود الحرية تدور في اطار المصالح المشتركة بين الناس، وضمن قاعدة لا ضرر ولا ضرار، فان مما لا يقبل التأويل ان الناس أولى بأنفسهم، ولكن هل تعطي هذه الأولوية الحق لهم بالتصرف بها كيفما يشاؤون؟
ان قاعدة لا ضرر ولا ضرار، لا تتحدث عن مراعاة حقوق الجانب الاخر فحسب، بل هي تتضمن مراعاة جانب الانسان نفسه، فهو لا يملك التصرف بها وفق رغائبه، لان الرغائب تميل نحو الشر كما تميل نحو الخير، وهي تتأثر بحجم الاستفادة من العقل والتجربة وموالفة السلوك مع الشريعة والقانون، والخروج عن مسار الشريعة والقانون خروج عن المألوف وهو شذوذ، والشذوذ امر ينكره العقل ويستنكره الوجدان، فالانتحار على سبيل المثال لا يمكن قبوله حتى وان كان يبدو من الخارج انه في حدود الحرية الشخصية، ولكننا اذا وافقنا ان الانسان لا يملك حق وجوده في الحياة، وان الذي وهبه الحياة سيسلبها منه بعد حين، نعرف ان الانسان لا يملك حق اسقاط (حق الحياة) عن نفسه الا في مواقف معينة يكون فيها دفع الضرر اهم من حياة الانسان نفسه مثل الدفاع عن الوطن والدفاع عن الاعراض والدماء ودفع العدوان الغاشم، وما شابه ذلك، وهذه ايضا خاضعة لظروف ومقاييس خاصة سنّها الشرع، فالحرية ليست حرية مفرطة وانما هي حرية مشروطة، فالله علة الوجود والخلق، اسبغ ماء الحياة على جسد الانسان.
ومن عدل العلة سريان الحكمة والتوازن الى المعلول، ومن الحكمة والتوازن صيانة الانسان لنفسه جسدا وروحا، ذلك: "ان حياة الانسان ليست ملكا خاصا للفرد، ويتفرع عن ذلك، انه لا يملك اسقاط هذا الحق، ويحرم عليه اتلاف نفسه، او عضو من اعضائه، الا في بعض الاستثناءات التي تأتي في معنى الضرورة الشرعية"(28).
وعلل الشاطبي (ت 790هـ) ذلك بقوله: "لان إحياء النفوس وكمال العقول والاجسام من حق الله تعالى في العباد، لا من حقوق العباد .. الا ان يبتلى المكلف بشيء من ذلك من غير كسبه ولا تسببه، وفات، بسبب ذلك نفسه او عقله او عضو من اعضائه فهناك يتمحض حق العبد"(29).
اذن: "حرية الانسان مكفولة له في الاسلام، ما لم تتعد ممارستها حدود الله، فلا يمكن للانسان ان يقطع أي عضو من جسمه باسم الحرية ولا حق له ان يخدش كرامة الناس، او ان يمس بالحياء وآداب الاخلاق باسم الحرية"(30).

مؤثرات الحرية
من خلال هذه النصوص نجد ان الحرية واسعة جدا، كما ان المستثنى من الحرية امران:
  1. ما كان مزاحما لحرية الآخرين.

  2. ما كان محرما(31).
     فالتحريم من وجهة النظر الاسلامية، هو ما كان مخالفا للشرع والعقل لانهما لا يتخلفان عن بعضهما، ويقع التحريم في غير الاسلام، ما كان مخالفا لقوانين كل بلد، والناس ملزمون العمل بما التزموا به، وتقييد الحرية وان كان في ظاهره تقييد لحرية الفرد لكنه تنظيم لها، والتنظيم مقدم شرعا وعرفا وعقلا على الفوضى واللانظام، من قبيل منع صيد السمك في فترة الاخصاب، صحيح ان هذا المنع خلاف حرية الصياد، لكنه يقع ضمن دائرة تنظيم الثروة المائية لهذا العام والقابل من الاعوام، وفي الوقت نفسه محافظة وصيانة للبيئة المائية، لان منفعة الصياد في ظرف معين هي مضرة للثروة المائية، وهذه الثروة ملك الجميع الان وفي المستقبل، فحرية الصياد في ظرف زماني أو مكاني، تزاحم حرية المجتمع والبيئة، وتنظيم فترة الصيد منفعة أعم، وهي مقدمة على غيرها، فالحدود انما وضعت لتنظيم امور الحياة واحترام حرية كل انسان لا الحد منها او بترها دون وجه حق، وتنظيم الحريات اشبه بالنهر الجاري الذي يوضع اعلاه سد لتنظيم حركة المياه بما يخدم المزارع والراعي وكل من يعيش على خيرات النهر، او اشبه بالقنوات التي تشق على ضفافه لصب المياه في الحقول والمزارع،  فالسدود او القنوات لم تحد من تيار المياه او تنقص من جمال النهر، وانما نظمت حركة سيره بما يخدم الجميع، وهكذا الامر في تنظيم جميع الحريات.
كما ان للمكان والزمان تأثيرا كبيرا في حجم الحرية سعة او تضييقا، فعلى سبيل المثال، ان لعب الكرة يدخل في سياق الحرية الفردية والجماعية، فللانسان كامل الحرية والتصرف في لعب الكرة في ساحة مخصصة للعب، ولكن هذه الحرية تضيق عندما يكون المكان وسط حارة للسكن، فلا يستطيع الملعب ان يفتح ابوابه في كل وقت، لان في ذلك تضييق لحرية الاخرين، كما ان الفرد لا يستطيع ان يلعب الكرة في حارة مفتوحة لان ذلك يعيق حركة السير وحركة الناس ويزاحم راحة السكان، فاننا نلاحظ في حرية الشخص المكان والزمان والمجتمع، فالحرية لا تلغى تماما، وانما تقلص الى الدرجة التي  لا تؤثر على حرية المحيط الاجتماعي، وهكذا بالنسبة لبقية الحريات، على ان البعض يرى ان لعمر الانسان دخلا في حجم الحرية: "فالانسان العاقل البالغ، حريته أكمل من حرية الشاب الذي لم يبلغ، والانسان الذي ليس عليه  دَين حريته أكمل من انسان مدين وهكذا"(32)، ومثل هذا قال به البستاني (1819-1883م) ذلك ان: "للحرية درجات فهي في الانسان البالغ أكمل مما هي في الولد، وقد تضعف بالسكر والمرض والجنون، وربما فقدت تماما"(33).
    وهذا امر مسلم به، يدركه كل انسان، فمراحل العمر وتقادمه على سبيل المثال تحد من حجم الحرية الشخصية، كما ان الحالة المادية تدخل عنصرا في تحديد حرية كل انسان، ربما اعتبر البعض الفقر من باب المثال، حاجزا دون الحرية الذاتية للمرء في دخول مدرسة خصوصية او السفر هنا وهناك، ولكنه في واقع الامر قد حد من الحرية الشخصية ولم ينقص من ذاتية الحرية، صحيح ان للمرء حرية الدراسة أو السفر أو الأكل او الملبس ولكن هناك امورا وأوضاعا منعته من تحقيق حريته، فالحرية من حيث هي ارادة ذاتية قائمة، ولكن الظروف هي المانعة، فالفقير اذا استغنى فانه سيُعمِل حريته في السفر أو الملبس وغير ذلك.
    وهذه الحرية مقاسة بحجم الحقوق المعتبرة لكل انسان ضمن حقل سنه او ماله او غير ذلك، على ان البعض لا يفرق بين مفهوم الحرية ومفهوم الحق، ويرى ان: " الحق والحرية مفهومان لمعنى واحد"(34)، ولما كانت الحقوق تتصاعد طرديا مع عمر الانسان، مثلا ان الانسان في عمر معين لا يستطيع ان يمارس حريته في البيع والشراء، ويمارسها اذا وصل الى عمر معين كالقاصر المالك اذا بلغ او اذا ظهر من تصرفاته انه وصل مبلغ الرشد، من هنا وقع الاختلاف في مناسيب الحريات، يقول الباحث الهندي الدكتور اختر: "ان جميع افراد البشر ليسوا على درجة واحدة من القابلية على تقبل الحرية وممارستها، وهذا يعني ان كل فرد قد اعطي من الحرية بقدر وسعه، ان ما يقوله الملا هادي السبزواري بشأن التشكيك يمكن توجيهه هكذا: كل مرتبة لها قابلية مناسبة لتقبل الحرية، فالناس يختلفون بعض عن بعض من حيث استعدادهم لنيل الحرية. الضعفاء منهم دافعهم الى الحرية أضعف، بينما الاقوياء منهم دافعهم الى الحرية اقوى. ان هذا الاختلاف هو السبب في ان ما هو مفروض في أرفع مرتبات الأفراد كالأنبياء والأئمة والأولياء والعارفين، ليس متوقعا من الافراد العاديين: {لا يكلف الله نفسا الا وسعها} سورة البقرة: 286"(35).
والواضح من سياق الكلام، ان القوة المعنية في كلام الملا هادي بن مهدي بن هادي السبزواري (1212-1290هـ)، ليست خصوص القوة البدنية، وانما هو يعني القوة الروحية والنفسية والمعنوية وقوة القرب من علة الوجود، والا فان العبيد بشكل عام أقوى بدنيا وجسديا، ومع هذا فانهم يعيشون العبودية في جانبها السلبي، فيصح عندئذ ان الانسان كلما اقترب من الخالق جل وعلا تطلع الى الحرية في منتهاها، ومن هنا يختلف الناس في مراتبهم من حيث الحرية وتقبلها والتطلع اليها.

المصادر والهوامش
(1) مصباح يزدي، محمد تقي "حق الحرية في المنظور الاسلامي" كتاب: حقوق الانسان في الاسلام .. مقالات المؤتمر السادس للفكر الاسلامي (طهران، منظمة الاعلام الاسلامي، 1408هـ/1988م) ص260.
(2) الجعفري، محمد تقي "مقدمة للاعلان العالمي لحقوق الانسان" كتاب: حقوق الانسان في الاسلام (مصدر سابق) ص193.
(3) نُسيبة، سري الحرية بين الحد والنسبي (لندن، دار الساقي، ط1، 1995م) ص ص57-59.
(4) غرايبة، د. رحيل محمد، الحقوق والحريات السياسية في الشريعة الاسلامية (عمّان، المعهد العالمي للفكر الاسلامي والمنار للنشر والتوزيع، ط1، 1421هـ/2000م) 34.
(5), (6), (7) NEIL McNAUGHTON, SUCCESS IN POLITICS, John Murray (Publishers) Ltd, Second Edition 2001, p22.
(8) الترابي، د. حسن، الايمان واثره في حياة الانسان (الكويت، دار القلم، ط4، 1403هـ/1983م) ص135.
(9) بولان، ديمون، الحرية في عصرنا (دمشق، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، ط1، 1993م) ص84.
(10) انظر: شبّر، عبد الله، الاخلاق (قم ايران، منشورات مكتبة بصيرتي، 1395هـ) ص88 وما بعدها.
(11) قاسم، محمد، الاسلام والتفكير السياسي (دار النخيل للطباعة والنشر، ط1، 1413هـ/1993م) ص139-140.
(12) المدرسي، محمد تقي، التمدن الاسلامي اسسه ومبادؤه (طهران، انتشارات مدرسي، ط1، 1413هـ/1992م) ص211.
(13) مولوي، فيصل "فقه التعدد والاختلاف في الثقافة الاسلامية" نشرة اسلام 21 (لندن، المنبر الدولي للحوار الاسلامي، العدد 26، 1421هـ/2000م) ص4-5.
(*) واظبت الأدبيات الشيوعية منذ سقوط  الاتحاد السوفيتي العام 1990م، على الاشارة الى الحق في التعددية السياسية والحزبية، بعدما كانت تنادي بسلطة حزب الطبقة العاملة فقط.
(14) التسخيري، محمد علي، التوازن في الاسلام (طهران، منظمة الاعلام الاسلامي، ط2، 1411هـ/1991م) ص85-86.
(15) الشيرازي، محمد، ممارسة التغيير لانقاذ المسلمين (الكويت، مكتبة جنان الغدير، ط2، 1418هـ/1997م) ص12.
(16) حداد، د. سليم خليل، اصول الدين في القران الكريم والكتاب المقدس (المملكة المتحدة، مطبعة Aberyswyth Cambrian Printers، 1988م) ص110.
(17) الصفار، فاضل، ضد الاستبداد (بيروت، دار الخليج العربي للطباعة والنشر، ط1، 1418هـ/1997م) ص114-115.
(18) القزويني، محمد كاظم، موسوعة الامام الصادق .. تاريخ الرسول الاعظم (قم- ايران، مؤسسة نشر علوم الامام الصادق، ط1،  1417هـ) ج6، ص603.
(19) الشيرازي، جعفر "الصحافة الحرة بين المشروع واللامشروع" مجلة النبأ (بيروت، المستقبل للثقافة والاعلام، السنة 6، العدد 47، 1421هـ/2000م) ص107-108.
(20) William Thomas, Great Political Thinkers, Oxford University Press, Oxford, New York, printed in UK by: Biddles Ltd, Guildford and Kingslynn, first published, 1992,p332.
- ولد جون ستيوارت مل في لندن، والتحق في العمل بشركة الهند الشرقية، دخل البرلمان البريطاني (1865-1868) كان يشار اليه بانه داعية مشاركة المرأة في الانتخابات، وقد تحقق حلمه بعد 55 عاما من وفاته في انتخابات العام 1918م، حيث كانت اول انتخابات يتم فيها اشراك المرأة البريطانية، وقد ضمن دعوته في كتابه (حول اخضاع المرأة) ((On the Subjection of Women الذي كتبه العام 1869م. للمزيد حول مراحل الانتخابات في بريطانيا واوروبا ودور المرأة، انظر:
Moyra Grant, Understanding Politics, Stanley Thornes (publishers) Ltd, Cheltenham (UK), Second Edition 1999,p37-38.
(21) إمام، د. إمام عبد الفتاح، الطاغية .. دراسة فلسفية لصور الاستبداد السياسي (الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، ط2،  1996م) ص292.
(22) John Henry Kingdom, GOVERNMENT&POLITICS IN BRITAIN, Polity Press,Cambridge,UK,1991,P42.
(23) NEIL McNAUGHTON, SUCCESS IN POLITICS,(ibid) p22.
(24) William Thomas, Great Political Thinkers, (ibid),p329
(25) Niegel Warburton, PHILOSOPHY THE BASICS,Routledge Publisher,London, Second Edition,1995,p76.
(26) خاتمي، د. محمد، مطالعات في الدين والاسلام والعصر (بيروت، دار الجديد، ط3، 1999م) ص122-123.
وانظر: Peter Joyce, 101 Key Ideas Politics, First Published in UK 2001, by: Hodderline PLC, London,P39.
(27) Niegel Warburton, PHILOSOPHY THE BASICS,(ibid),p76.
(28) الدريني، د. محمد فتحي، خصائص التشريع الاسلامي في السياسة والحكم (بيروت، مؤسسة الرسالة، 1982م) ص243.
(29) الشاطبي، ابراهيم بن موسى، الموافقات في اصول الشريعة (بيروت، دار المعرفة) ج2، ص376 وص377.
(30) قسّوم، عبد الرزاق "حقوق الامة الاسلامية .. واجبات الدولة الاسلامية" كتاب: مقالات المؤتمر الرابع للفكر الاسلامي في طهران (طهران، منظمة الاعلام الاسلامي، ط1،  1407هـ/1986م) ص385.
(31) انظر: الشيرازي، جعفر "الصحافة الحرة بين المشروع واللامشروع، مجلة النبأ (مصدر سابق) ص106.
(32) السامرائي، د. نعمان عبد الرزاق، النظام السياسي في الاسلام (الرياض، فهرست مكتبة الملك فهد الوطنية، ط1،  1419هـ/1999م) ص177.
(33) البستاني، بطرس، دائرة المعارف (بيروت، دار المعرفة) ج7،ص3.
(34) انظر: Peter Madgwick, A new introduction to BRITISH POLITICS, Stanley Thornes (publishers) Ltd, Forth published, Cheltenham (UK),1994,p433.
(35) أختر، د. وحيد "الحرية في الاطار الاسلامي .. حقوق الانسان استنادا الى نهج البلاغة" كتاب: حقوق الانسان في الاسلام.. مقالات المؤتمر الخامس للفكر الاسلامي (طهران، منظمة الاعلام الاسلامي، الطبعة الاولى 1408هـ/1987م) ص466.

* إعلامي وباحث عراقي
الرأي الآخر للدراسات – لندن
  alrayalakhar@hotmail.com