١٣‏/٣‏/٢٠٠٦

افتتاح الندوة الدولية حول « ابن خلدون ومنابع الحداثة»

افتتاح الندوة الدولية حول « ابن خلدون ومنابع الحداثة»


تم صباح اليوم الاثنين بمقر المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون «بيت الحكمة» بضاحية قرطاج افتتاح فعاليات الندوة العلمية الدولية حول «ابن خلدون ومنابع الحداثة» التي تنظمها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بالتعاون مع بيت الحكمة ومنظمتي الالكسو واليونسكو من 13 الى 18 مارس الجارى.


وتاتي هذه الندوة في اطار الاحتفال هذ العام بمرور 600 سنة على وفاة العلامة المؤرخ عبد الرحمان ابن خلدون بمشاركة حوالي 90 باحثا من تونس والمغرب والجزائر والمملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان والبحرين والعراق وايران ومصر والمانيا والكندا وانقلترا والولايات المتحدة الامريكية وايطاليا واسبانيا والبرتغال.


وفي كلمة له بهذه المناسبة بين السيد محمد العزيز ابن عاشور وزير الثقافة والمحافظة على التراث ان هذا الملتقى يبرز المنزلة المتميزة التي يخص بهاالرئيس زين العابدين بن علي الثقافة ورجالات الفكر والعلم والمعرفة والابداع وذلك من منطلق ان الثقافة التونسية تقوم على رصيد تاريخي مجيد من الاسهامات الفكرية المتالقة لاعلام افذاذ اثروا الحضارة العربية الاسلامية والانسانية لذلك تحتفل تونس بالرموز والذوات الحضارية وتخلد ذكراهم وتعمق النظر في ما تركوه من ذخائر فكرية هي بمثابة الثروة للاجيال المتعاقبة.


وذكر الوزير بدعوة رئيس الدولة في نوفمبر 1992 الى الاحتفال بمرور ثمانية قرون على وفاة ابن رشد الى جانب الاحتفاء هذه السنة بعبد الرحمان ابن خلدون وهو احتفال يكتسب بعدا رمزيا وبعدا معرفيا حضاريا.


واضاف ان البعد الرمزى يتمثل في ان الفكر الخلدوني يعبر عن روح الثقافة التونسية المتمسكة بالتجديد وبالابتكار واعتماد المنهجية العلمية في تحليل التحولات الاجتماعية والتفاعل معهاباسلوب وسطى معتدل يوفق بين عمق الاصالة ومقتضيات الزمان وتغيراته .


اما البعد المعرفي فيتجلى في ان ابن خلدون ما زال حاضرا ومؤثرا في الفكر العربي والغربي على حد سواء حتى ايامنا هذه ولقد اكتسب الفكر الخلدوني هذه الميزة لانه فكر اصيل ارتبط بمشاغل عصره وانبثق من خصوصيات مجتمعه ورصيده الحضارى والتاريخي.


فلقد عاش ابن خلدون التقلبات التي شهدها المجتمع العربي الاسلامي من مواقع مختلفة كمثقف وكمؤرخ وكرجل سياسة واطلع على احوال كل الفئات الاجتماعية و خبر حياة القصور والحاشية وعرف اسلوب معيشتهم كما قضى جانبا من حياته بين القبائل واحتك باهلها وزعمائها كما انه عاش اطوارا عجيبة ومتناقضة كان فيها على دفة السلطة حينا ومتغربا او معتكفا احيانا اخرى


كما استعرض الوزير ثراء التجربة السياسية والفكرية التي الهمت بعده العديد من المفكرين واهل السياسة والاصلاح خاصة فيما يتصل بنظريته التاريخية التي اسست لعلم جديد يعتبر ان التاريخ في باطنه نظر وتحقيق ومثلت منعرجا ايبستيمولوجيا هاما في مسيرة الفكر الانساني وحدثا تاريخيا عند ظهورها.


واردف الوزير ان اشعاع الفكر الخدوني لم يتوقف عند حدود محيطه العربي الاسلامي بل اندمج الاثر الخلدوني في المعرفة الكونية وبخاصة ما اتصل منها بالمنحى العقلاني والوضعي ورغم اختلاف السياقات التاريخية والاصول النظرية فقد كان لابن خلدون الفضل في تشكيل بعض جوانب الفكر الغربي وفي مقدمتها مبادىء علم الاجتماع الحديث.


ومن جهته قال الاستاذ عبدالوهاب بوحديبة رئيس المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون «بيت الحكمة» ان هذه الندوة تعد تكريما لشخصية ابن خلدون وكتاباته المستنيرة ولمكانة تونس التي انجبته واحتضنته والتي تسعى منذ ذلك العهد الى الاضطلاع برسالته الخالدة متخذة من العلم والعقل والحكمة مصادر الهام مستمرة جاعلة من المنهج الخلدوني طريقا لا لفهم الماضي فحسب بل لبناء الحاضر بناء يقوم على العمل الايجابي والتوازن الاجتماعي والتفتح وضمان اسباب الكرامة والعزة .


واكد ان هذا العلامة واصل عمل ابن رشد والشاطبي وتعمق في دراسة المجتمعات كما جعل من العصبية محركا رئيسيا للتاريخ .


وفي ذات السياق اكد السيد المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية و الثقافة والعلوم «الالكسو» ان اختيار موضوع «ابن خلدون ومنابع الحداثة» عنوانا لهذه الندوة العلمية العربية و الدولية انما يستجيب لحاجة الامة العربية كافة لما يقتضيه هذا العصر الذى نعيشه وما يفرضه من ضرورات التحولات الشاملة و العميقة والمتسارعة حضاريا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وهي لا تختلف عن المرحلة التي عاشها ابن خلدون واشار اليها في مقدمته.


ولاحظ ان الدعوة الى الاصلاح و التجديد التي جاء بها العلامة ابن خلدون في مؤلفاته ماانفكت تسند الحركات الاصلاحية العربية و الاسلامية بالعودة الى المنهج العقلاني الذى يحدد التعامل مع الظواهر الانسانية .


وجاء في كلمة ممثل المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الايسيسكو» ان الرمزية التي يمثلها ابن خلدون والاهمية التي يتمتع بها تراثه تكمن في القيم الحضارية والمضامين الفكرية التي كان العلامة عنوانا لها وكان تراثه ومايزال معرضا حيا لتفاعلها مع الحياة برغم تغير الخارطة واختلاف الاجيال.


واكد ان تنظيم هذا الملتقى يشكل مناسبة هامة للاحتفاء باحد اعلام الحضارة الاسلامية وايمانا بان الاعتزاز بصانعي التاريخ في شتى جوانبه ماهو الا اذكاء لروح الوفاء في نفوس الاجيال الجديدة وابراز لحياة النماذج الصالحة للاقتداء بها مضيفا ان ابن خلدون العلامة والاديب والمؤرخ يشهد كل العالم بفضله على البشرية وكتبت حوله المؤلفات العديدة وسجلت في دراسته الرسائل الجامعية العليا من اليابان الى الولايات المتحدة الامريكية مرورا بالعالم العربي و الاسلامي.


ومن جهته اشاد ممثل اكاديمية العلوم الاخلاقية والسياسية بفرنسا بمبادرة تونس في تجديد ذكرى هذا العالم الذى يعتبر من اقطاب المفكرين العلمانيين الذين اثروا في الفكر التاريخي العربي الاسلامي وفي الموروث الانساني عامة وذلك بفضل توجهاته المتنوعة التي اتت على مجمل العلوم الاجتماعية والسياسية ودعت الى فلسفة بناءة تقترب من منطق الحياة.


« لماذا يبدو لنا ابن خلدون عصريا الى هذا الحد « هو عنوان المحاضرة الافتتاحية التي القاها السيد عبد السلام الشدادى من المغرب تعرض فيها الى المحطات البارزة في مسيرة ابن خلدون الشخصية والفكرية واهم السمات التي ميزتها في حله وترحاله ومؤلفاته مبينا ان القيم التي دعا اليها ابن خلدون تتصل اساسا بالعقلانية والجراة الفكرية واستقلالية الراى والبحث المتواصل عن التجديد والانفتاح على تجارب الاخرين في شتى مجالات العلم والمعرفة .


هذا وقد اقيم معرض بعنوان «من مقولات ابن خلدون» نظمته وزارة الثقافة و الاعلام للمملكة العربية السعودية ضم ثلاثين لوحة من انجاز مجموعة من الخطاطين السعوديين كما تم غرس شجرة العلم تحية لابن خلدون وتوزيع الجوائز على الفائزين الثلاثة في المسابقة المدرسية الوطنية الخاصة باحسن مقال حول المنهج النقدى عند ابن خلدون.


وستتناول الندوة التي تتواصل الى نهاية هذا الاسبوع عديد المحاور على غرار « اضواء على حياة ابن خلدون وعصره» و»منهجية ابن خلدون « و»مصادر ابن خلدون» و»ابعاد علم العمران» و»قراء ابن خلدون ومصير تراثه و»رسالة ابن خلدون «و»التصوف والفلسفة والكلام» تحتوى كلها على عديد المداخلات الفرعية .

تقرير خاص صادر عن لجنة حماية الصحفيين: أوضاع الصحافة تتدهور في اليمن

لجنة حماية الصحفيين



330 Seventh Avenue, New York, NY 10001 USA


هاتف: (212) 465-1004 فاكس: (212) 465-9568 موقع الإنترنت: www.cpj.orgإيميل: media@cpj.org


للاتصال: آبي رايتهاتف: (212) 465-1004 الرقم الفرعي: 105 إيميل:info@cpj.org



اعتداءات ورقابة وخدع قذرة


تقرير خاص صادر عن لجنة حماية الصحفيين: أوضاع الصحافة تتدهور في اليمن



نيويورك، 9 آذار (مارس) 2006-- وجد تقرير جديد للجنة حماية الصحفيين، أن ما لا يقل عن أربعة وعشرين صحفيا يمنيا تعرضوا إلى اعتداءات وعقوبات بالسجن أو ملاحقات جنائية بقضايا ملفقة خلال العامين الأخيرين، مما أبرز تصعيد خطير في القمع الحكومي للصحافة المستقلة والمعارضة.



وجدت لجنة حماية الصحفيين في تقريرها الخاص الذي صدر اليوم، وعنوانه "اعتداءات ورقابة وخدع قذرة"، أن الشهود والدلائل يشيرون إلى تورط القوات الحكومية وعملاء الدولة في عدد من الاعتداءات الأخيرة. كما وجدت أن المعتدين ظلوا فارين من وجه العدالة، ولم تظهر الحكومة أي إشارة إلى أنها تقوم بإجراء تحقيقات جدية للكشف عن الجناة، كما امتنع المسؤولون الرسميون عن استنكار الاعتداءات علنا. وتعرض صحفيون آخرون للترهيب من قبل قوات الأمن، وإلى حملات تشويه من قبل الصحف التي تسيطر عليها الحكومة.



وفي حين تم إغلاق سبع صحف على الأقل بأمر من المحكمة أو الحكومة خلال العام الماضي، قام أشخاص يشتبه بأنهم عملاء للحكومة باستخدام الخداع، إذ قاموا "باستنساخ" بعض الصحف لإضعافها. وتكون الصحف الجديدة "النسخة" متقاربة جدا من حيث الشكل والتصميم مع الصحف الأصلية، ولكنها تتبنى موقفا مختلفا تماما مؤيدا للحكومة.



حدثت هذه الحالات في الوقت الذي بدأت تزداد به جرأة الصحف المستقلة والمعارضة في الكشف عن حالات فساد في المستويات العليا، ومعالجة القضايا السياسية الحساسة. وينظر البرلمان اليمني حاليا في مشروع قانون من شأنه وضع قيود جديدة قاسية على وسائل الإعلام. ويخشى الصحفيون من أن الإجراءات الجديدة قد تستخدم لإسكات الأصوات الناقدة خلال الفترة التي ستسبق الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في أيلول (سبتمبر).



وكتب جويل كمبانا، وهو منسق برامج متقدم مسؤول عن قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، ومعد التقرير، إن هذه التطورات "بذرت مناخا من الخوف والترهيب في الوسط الصحفي". وقد قام جويل كمبانا برحلة إلى اليمن في كانون الثاني (يناير) بمعية عضوي مجلس أمناء لجنة حماية الصحفيين، ديفد ماراش من "الجزيرة الدولية"، وكلارينس بيج من صحيفة "شيكاغو تريبيون".



لقراءة التقرير: http://www.cpj.org/Briefings/2006/Yemen_arb/yemen_3-06_arabic.html



لجنة حماية الصحفيين هي منظمة مستقلة، غير ربحية، مقرها في نيويورك، وتعمل على حماية حرية الصحافة في العالم. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على موقع الإنرنت: www.cpj.org.