٣‏/٤‏/٢٠٠٦

الصحافة الإلكترونية زلزال يهز الورقية

بلقيس دارغوث GMT 17:00:00 2006 الإثنين 3 أبريل

ميردوخ: الماضي ولى.. فإما التغيير أو الموت
الصحافة الإلكترونية زلزال يهز "زميلتها" الورقية


بلقيس دارغوث من أبو ظبي: التغيير أو الموت ، التطوير أو التقوقع والاندثار ، المستقبل أم الماضي، أسئلة تطرح نفسها عند التطرق لموضوع الصحافة الالكترونية  في مواجهة الصحافة الورقية، وهل من الصحي ان يتواجه هذا الشكلان التابعان للوسط نفسه وللصناعة نفسها..الإعلام . السؤال نفسه دفع بإمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ بأن يدلي بدلوه ويقرر ركوب موجة التغيير ويرفع شعار "التغيير او الموت"، إذ قال ميردوخ في تصريحات أدلى بها مؤخرا إنه يقف أمام فجر العصر الذهبي للمعلومات لا بل إمبراطورية المعلومات الجديدة، وقال "إن الشركات الاعلامية التي تتوقع من ماضيها المزدهر ان يحميها من التيار الالكتروني الجارف ستندثر وتختفي عما قريب".

واعتبر انه يقرأ المستقبل وينظر إلى الأمام لا الخلف حين يقول "من الصعب لا بل من الخطورة الاستخفاف بالتغيرات الضخمة التي تقودها هذه الثورة التكنولوجية وقدرتها على بناء او تدمير دول بأكملها وليس شركات فقط". وفيما وصف الانترنت بأنها ثاني أهم اختراع في العصر، أكد ان السلطة تنسحب تدريجيا من تحت بساط عتاة "العهد القديم" من الصحافة، وان جيلا جديدا ينشأ ويطالب بالحصول على المعلومة بالوقت الذي يريده وبالشكل الذي يريده...

 

ورفض ميردوخ التغني أو الوقوف عند الانجازات التي حققها في مسيرته الاعلامية بدءا من "دايرك تي في" و "نيويورك بوست" في الولايات المتحدة الى "سكاي" و "سان" في بريطانيا اضافة الى مؤسسات اعلامية اخرى في اميركا الجنوبية، آسيا وأستراليا، وربط اهتمامه بالثورة الرقمية الجديدة بشعار: "تغير أو اندثر" والذي وجهه لكافة المؤسسات الاعلامية ذات اللون الواحد، وقال "إن خطر زوال تأثير المؤسسات الاعلامية التقليدية امام الاسلوب الجديد في صناعة المعلومات يهدد مؤسساتي ايضا، وكذلك عالم الأعمال بالمعنى الأوسع".

يذكر أن ميردوخ أنفق ما يعادل 400 مليون دولار في موقع www.MySpace.com  الذي يتابعه أكثر من 35 مليون متصفح من جهتي المحيط الاطلسي.

ومن أهم المزايا التي تتميز بها الصحافة الالكترونية عن الصحيفة الورقية لا بل عن نشرات التلفزيون والإذاعة طريقة عرض الخبر على شاشة القارئ، مع المواضيع المتصلة وأحداث سابقة تساعد على تكوين فكرة عن الخلفية للموضوع المطروح أو البلد المعني، الأمر الذي تنفرد فيه الصحافة الاكترونية، بالإضافة الى سهولة استرجاع أي معلومة سابقة عبر خدمة البحث والتفاعل مع المادة المطروحة عبر ما يسمى "رجع الصدى" او الـ Feed back" وحوارات مع كتاب وشخصيات بارزة وإمكانية التواصل معهم الكترونيا من أجل تبادل الآراء والخبرات والإلمام بكل جوانب الموضوع، ناهيك من التغطية الآنية والمواكبة الفورية والتحديث، هذا من الناحية التصميمة للصحيفة، الأمر الذي يساهم الى حد بعيد في استقطاب المعلن لنشر صورة المنتوج او الخدمة ضمن صفحة شاملة وجامعة.

ويرى باحثون غربيون أن هذه الخصائص التي تصب لناحية الصحافة الالكترونية من الميزان، تقلص من إقبال القارئ على الصحيفة الورقية التي تفرض عليه بذل "مشوار" ووقت لشرائها، في حين ان النسخة الاكترونية من الصحيفة نفسها متوافرة أمامه على شاشة الكومبيوتر ومجانا!

وأشار تقرير صدر مؤخرا في واشنطن تحت عنوان "حالة وسائل الإعلام الإخبارية عام 2006" شارك في إعداده عدد من معاهد ومراكز الأبحاث المعنية بشؤون الإعلام في الولايات المتحدة أن العام 2005 سجل "بداية موت الصحافة الورقية" في ظل التقليصات التي شهدتها كبرى الجرائد الأميركية كـ"نيويورك تايمز" التي استغنت عن 60 بالمئة من محرريها و"لوس انجلس تايمز"، بالإضافة الى إعلان مجموعة "نايت رايدر"، التي تتولى نشر 30 صحيفة أميركية، أنها تعاني من مشاكل مادية وأنها طرحت أسهمها للبيع.


 وأكاديميا أصبحت "الصحافة الاكترونية" مادة تدرس ضمن تخصص الصحافة والإعلام في الجامعات الغربية لمواكبة تطور صناعة الإعلام وحاجة السوق الذي يتجه أكثر فأكثر نحو التسويق الاكتروني.

إقتصاديا
ومن وجهة نظر اقتصادية، تعتبر الصحافة الالكترونية، وفق محللين أجانب، الأرضية الخصبة الجديدة لسوق الإعلان الذي يرتبط بالإعلام وفق علاقة متداخلة تعود إلى بدء التعامل مع الإعلام كسوق وصناعة ومنذ طرح السؤال الجدلي من يتحكم بمن.. الإعلان أم الإعلام.

وشهدت السنوات الماضية القليلة تقدما ملموسا في توسع حركة النشر الاكتروني عربيا رغم التحفظات او المخاوف التي يقف عندها الناشرون العرب، وتشير الدارسات الأوروبية في هذا الإطار إلى ان التجربة الغربية عادت بنتائج أكثر من مرضية .

وشهد الإعلان العربي عمليات انتقال وإعادة انتشار بين مصر ولبنان والإمارات، كما شهد أيضا تحولات كبرى ومهمة مع تطور وسائل الاتصال المختلفة مثل التليفونات الجوالة (الموبايل) والبريد الالكتروني، وتعتبر دبي اليوم مركزا إقليميا للإعلان الخليجي أساسا ثم العربي، وقد بدأت العمل فيها عشرات الوكالات الدولية للإعلان.

ويجمع أهل الإعلان على أن مستوى الاستثمارات والنفقات الإعلانية في الشرق الأوسط ضعيف، فبلغ حجم النفقات الإعلانية للعام 2000 حوالي (1.3) مليار دولار أميركي، منها نصف مليار في المملكة العربية السعودية، وهو حجم أقل بكثير بالنسبة للناتج القومي من بريطانيا والولايات المتحدة (حوالي 25% من نسبة الإنفاق على الإعلان في الغرب).

وفي غياب دراسات عربية تفصيلية وقوانين منظمة توضح حركة النشر الاكتروني، ربما من المبكر في العالم العربي أن نقول أن عهد الصحيفة الورقية ولى، إلا أن النسبة المتزايدة في المتابعين والمتصفحين تنبئ بتوجه جديد يختلف مع آمال الورقية، التي تبقى مرتبطة بفنجان قهوة تشربه في أحد المقاهي... لأنك في بيتك او مكتبك ستتصفح النسخة الالكترونية... على الأرجح.

المصادر
* The State of The News Media 2006
إعداد معاهد ومراكز الأبحاث المعنية بشؤون الإعلام
الولايات المتحدة

* Towards Hypermedia Electronic Publishing
Jean-Henry Morin 
Dimitri Konstantas
سويسرا

*الفضاء العربي.. الفضائيات والإنترنت والإعلان والنشر
مجموعة من مراكز الدراسات الفرنسية بالإضافة إلى الجامعة اللبنانية وجامعة القاهرة
إشراف: فرانك مرمييه

وفاة محمد الماغوط

إيلاف GMT 17:00:00 2006 الإثنين 3 أبريل

 


دمشق: قالت الوكالة العربية السورية للانباء ان الشاعر والمسرحي السوري الكبير محمد الماغوط الذي حفلت قصائده ومسرحياته بالانتقادات للانظمة العربية توفي يوم الاثنين ن عمر يناهز 72 عاما. وقال الوكالة "فقدت الاوساط الثقافية والادبية على الساحتين السورية والعربية علما من كبار الادباء والشعراء العرب هو الشاعر والاديب محمد الماغوط الذى توفى بعد ظهر اليوم عن عمر يناهز 72 عاما بعد صراع مع المرض." وطبعا يعرف الجميع أن محمد الماغوط يعتبر الأب الأكبر لقصيدة النثر العربية.. وقد ساهم في تطويرها الى جانب الشاعر اللبناني أنسي الحاج وعبر مجلة يوسف الخال "شعر"... ويعتبر "حزن في ضوء القمر" و"غرفة بملايين الجدران فتحا جديدا في الذائقة الشعرية. وفي مسرحيته "العصفور الأحدب" يكشف الماغوط عن شعرية حقيقية ومتجاوزة للكتابة الشعرية في خمسينات القرن الماضي. ومن اهم مؤلفاته  المسرحية  الناقدة "ضيعة تشرين" و"شقائق النعمان" و"الارجوحة" و"غربة" و"كاسك ياوطن" و"خارج السرب". ومن اهم  المسلسلات التلفزيونية التي الفها "حكايا الليل" و"وين الغلط" و"وادي المسك" و"حكايا الليل". ومزج الماغوط في اعماله بين السخرية ووصف مشاكل المجتمع ومعاناته مبرزا ما كان يعتبره انحلالا اخلاقيا بين حكام المنطقة. واشترك الماغوط من الممثلين السوريين دريد لحام ونهاد قلعي لانتاج مجموعة من اشهر الاعمال المسرحية التي لاقت استحسان النقاد مثل مسرحية "غربة". وكتب الماغوط في احدى قصائده "ايها المخبرون.. يا رجال الانتربول في كل مكان.. عبثا تبحثون عن الجريمة الكاملة.. فما من جريمة كاملة في هذا العصر..الا أن يولد الانسان عربيا".

ولد الماغوط عام 1934 في السلمية التابعة لمحافظة حماه (210 كم شمال العاصمة دمشق). درس في كلية الزراعة وانسحب منها رغم تفوقه، مؤكدا ان اختصاصه هو "الحشرات البشرية وليس الحشرات الزراعية" وذهب الى دمشق عام 1948. وفي عام 1955 سجن في سجن المزة قرب دمشق لانتمائه الى الحزب القومي السوري الاجتماعي وكتب مذكراته على لفائف السجائر وعند خروجه ذهب الى بيروت ثم عاد الى دمشق وكتب في المسرح والسينما. وللماغوط ابنتان شام وسلافة، الاولى في الولايات المتحدة والثانية في بريطانيا. وينتظر وصول ابنتيه لدفنه في السلمية. ومن اهم اقواله "بدأت وحيدا وانتهيت وحيدا"، و"انا ضد ان نعالج الاشياء من خلال مظهرها ويجب ان نغوص الى الاعماق "
نال الماغوط عدة جوائز عن اعماله الشعرية والمسرحية منها جائزة العويس 2004-2005. وتم تكريمه ايضا في العام 2002 في "مكتبة الاسد" بمناسبة صدور ديوانه "حطاب الاشجار العالية" بوسام الاستحقاق السوري من الدرجة الاولى الذي قدمه له الرئيس بشار الاسد. كما يكرم في مسقط رأسه في السلمية في مهرجان شعري سنوي يقيمه المركز الثقافي في المدينة منذ سنة 2004.

رمزي ناصر .. ليس على الشِّعر أن يركع على ركبتيه كي يصل إلى النَّاس

الفلسطيني الذي نُصِّب شاعراً لمدينة بها أكبر كثافة يهودية في بلجيكا!
"رمزي ناصر": ليس على الشِّعر أن يركع على ركبتيه كي يصل إلى النَّاس
عماد فؤاد

لم يكن لأحد أن يتخيل أن يصل هذا الممثل الفلسطيني الأصل الهولندي الجنسية إلى أحد أهم الشعراء في اللغة الهولندية، فبعد ظهوره في العديد من الأدوار السينمائية والمسرحية في هولندا وبلجيكا، أصدر "رمزي ناصر" في العام 2000 مجموعته الشعرية الأولى "27 قصيدة من دون أغنية واحدة" “27 Gedichten & Geen lied”، والتي نصَّبته واحداً من أبرز الشعراء في بلجيكا وهولندا، خاصة بعد أن رُشحت مجموعته هذه لأكثر من جائزة، من أهمها جائزة “C. Buddingh” الهولندية الشهيرة، وفي الأسبوع الأول من صدورها بيع منها أكثر من 2000 نسخة، وكانت أغلب قصائدها تتحدث عن الحب بشكل جديد على اللغة الهولندية، حيث تناوله لموضوعات فلسفية معقدة ينتهي بها إلى مفارقات لغوية تقترب في أحيان كثيرة من السخرية السوداء، أما على مستوى التمثيل والمسرح فقد قدم "رمزي ناصر" العديد من الأدوار السينمائية في أفلام بارزة من أهمها "الرجل مع الكلب" و"ماريكن" “Mariken”، وكشاعر مثَّل هولندا في أكبر المهرجانات الشعرية في أوربا ومن أهمها مهرجان الشعر العالمي “Poetry International Festival” الذي يقام سنوياً في مدينة روتردام الهولندية.

الذي يدفعنا اليوم إلى الكتابة عن "رمزي ناصر"، هو تنصيبه في السابع والعشرين من يناير الماضي، وفي يوم الشعر في بلجيكا وهولندا، ليكون شاعر مدينة "أنتورب" البلجيكية لعام 2005، في حفل التنصيب تسلم "رمزي ناصر" مفتاح المدينة ليكون أول شاعر من أصل عربي ينصَّب شاعراً لإحدى المدن الأوربية، هذا المنصب الذي استحدثته مدينة أنتورب قبل عامين فقط، وكان أول من تم اختياره ليكون شاعر المدينة في 2004 هو الشاعر البلجيكي الشهير توم لانوا “Tom Lanoye”، هذا المنصب يتطلب من الشاعر الذي يتقلده أن يقدم ست قصائد للمدينة يكتبها أثناء تقلده المنصب، وعلى المدينة أن تكتب قصائد شاعرها على حوائط ميادينها وبناياتها السياحية كي يقرأها الناس، إضافة إلى إقامة أمسيات شعرية للشاعر في العديد من المراكز الثقافية والجامعات وطباعة كتبه في نسخ شعبية تتاح للجميع، والمفارقة المدهشة في اختيار "رمزي ناصر" لهذا المنصب، هي أنه فلسطيني الأصل، والمدينة التي سيكون شاعرها المتوج لعام كامل هي واحدة من أكثر المدن الأوربية التي تحظى بكثافة سكانية لليهود المتشددين، جاءت هذه المفارقة لتفتح أبواب جهنم ضد شاعرنا، وزاد هو الأمر سوءاً حين كتب قبل تتويجه رسمياً شاعراً للمدينة مقالاً نشر في أكبر صحيفتين في هولندا وبلجيكا يناقش فيه الأوضاع غير الإنسانية التي يحياها الفلسطينيون في ظل الاحتلال الصهيوني، لم يتوقف "رمزي ناصر" فقط أمام رصد بارد لهذه الظروف كغيره من الصحافيين، وإنما أشار إلى المساندة القوية والعلاقات التجارية التي تربط بين هولندا ودولة إسرائيل، بل قال بشكل واضح إن هولندا الآن بالنسبة للدول العربية هي إسرائيل الثانية في أوربا، نشرت هذه المقالة في منتصف أكتوبر 2004، أي قبل أن يتسلم "رمزي ناصر" مفتاح المدينة التي سيكون شاعرها، وفي الوقت الذي كانت هولندا فيه ترأس الاتحاد الأوربي، وهو ما فسره البعض بأن "رمزي ناصر" إنَّما وجه ضربته بذكاء إلى البلد الذي يحمل جنسيته، هذه المقالة دفعت الجماعات الصهيوينة في هولندا وبلجيكا إلى الانقلاب عليه، واتهامه بأنه يتعامل مع إسرائيل بعنصرية لا تسمح له بأن يكون شاعراً لمدينة بها كل هذا العدد من اليهود، وبدأت الأصوات تعلو لتطالب بعدم منحه لقب شاعر "أنتورب" لأنه ليس شاعراً بقدر ما هو سياسي عنصري!

يعترف "رمزي ناصر" بأنه لم يكن يتوقع أبداً أن تُحدث مقالته كل هذه الضجة، وقال: "لم أكن أبحث عن تضخيم للصراع القائم أصلاً، بقدر ما كنت أبحث عن حل يمكن عليه بناء سلام عادل للطرفين، وأنا لست شاعراً سياسياً كي أكتب شعراً عن الصراع الراهن في الشرق الأوسط، طالبت في مقالتي بزوال الاحتلال الإسرائيلي من المناطق الفلسطينية والعودة لحدود 1967، وإزالة السور العازل الذي بنته إسرائيل لا لتفصل الإسرائيليين عن الفلسطينيين، وإنما لتفصل الفلسطينيين عن الفلسطينيين، حكيت في المقالة عن والدي الفلسطيني الذي جاء من قرية صغيرة في الضفة الغربية، هذه القرية التي رأيتها للمرة الأولى وأنا في الثانية والعشرين من عمري، حين رأيتها في العام 1996 لم تكن تلك القرية التي حكى لي أبي عنها، وإنما كانت مدينة إسرائيلية تحمل اسم "آرييل" يسكنها 45 ألف مستعمر إسرائيلي"، لم يتصور شاعرنا أن تنقلب ضده الآراء بهذا الشكل لمجرد أنه قال رأيه بصراحة، ولكن مؤازرة عدد كبير من الشعراء الهولنديين والبلجيكيين له جعلته أكثر تماسكاً، وكان على رأس الشعراء الذين ساندوا "رمزي ناصر" الشاعر البلجيكي توم لانوا “Tom Lanoye” الذي أعلن أن هناك لوبي يهودي يتكتل ضد ترشيح "رمزي ناصر" لمنصب شاعر "أنتورب" وعلى رأس هذا اللوبي السفير الإسرائيلي في هولندا، وإضاف أنه حين كان يشغل منصب المدينة نفسها قبل "ناصر" لم يمنعه أحد من قول رأيه في أية قضية مهما كانت درجة حساسيتها، وهو ما يعني أن ردة الفعل ضد "ناصر" لم تكن إلا عنصرية واضحة لمجرد أنه فلسطيني الأصل، وعلق "ناصر" على هذه الضجة قائلاً: "جعلتني هذه الأزمة أكتشف كم هو مؤلم أن يكرهك الناس لمجرد أن اسمك عربي، أنضجتني هذه التجربة، وجعلتني أيضاً أكثر شجاعة من قبل".

ولد "رمزي ناصر" في مدينة روتردام الهولندية في الثامن والعشرين من يناير 1974 لأب فلسطيني وأم هولندية، ثم ترك هولندا ليعيش في مدينة "أنتورب" البلجيكية حيث درس المسرح، وهي المدينة التي يقيم فيها منذ 13 عاماً، بعد مجموعته الشعرية الأولى وفي العام 2001 أصدر "رمزي ناصر" روايته الأولى "كابتن زايكسنور وثقافتين" “Kaptein Zeiksnor en twee culturen”، وكان من الواضح أنه يكتب فيها خصوصية وضعه وولادته بين ثقافتين، لكنه سرعان ما عاد للشعر في العام 2004 وأصدر مجموعته الشعرية الثانية “Onhandig Bloesemend” والتي يمكن ترجمة عنوانها إلى "الإزهار الساذج"، في هذه المجموعة تجلى واضحاً الفارق الشاسع بين لغتها ولغة مجموعته الشعرية الأولى، أصبح "رمزي ناصر" شاعراً ثقيلاً وذو مرجعيات شعرية واضحة ونقية، بدا صوته أكثر صفاء وقدرة على التعبير عما يريد قوله، في هذه المجموعة الشعرية تناول "رمزي ناصر" مقطوعات الموسيقي الألماني روبرت شومان”Robert Schumann” ((1810-1856 وحول موسيقاه إلى أغان وقصائد في لغة ترصد اللحظة الراهنة، هذه المزاوجة لم تتوقف فقط عند هذا الموسيقي الألماني بل وصلت في منتصف الشعرية إلى موسيقي آخر هو الروسي ديمتري شستاكوفتش “Dmitri Sjostakovitsj” (St.-Petersburg 1906 – Moskou 1975)، جعل "رمزي ناصر" هاذين الموسيقيين يتحدثان في قصائده ويحولانها إلى مونولوج مسرحي، بعد صدور هذه المجموعة كتب عدد من النقاد في بلجيكا وهولندا ليؤكدوا على أن "رمزي ناصر" قدم واحدة من أهم المجموعات الشِّعرية التي صدرت في اللغة الهولندية خلال السنوات العشر الماضية.

يقول "رمزي ناصر" عن شعره: "أكره أن يطلق عليَّ شاعر رومانسي، الشعر الذي أكتبه أبعد ما يكون عن كلمة الرومانسية، ومن يرونني شاعراً رومانسياً لم يفهموا كتابتي على وجهها الصحيح، شعري هو أنا، بكل تناقضاتي وتعقُّد شخصيتي، أرى أن الشعر له مكانته الرفيعة والعالية، وليس عليه أن يركع على ركبتيه كي يصل إلى الناس، على الشعر أن يظلَّ عالياً وعلى من يريده أن يذهب هو إليه، وأنا لست من الذين يؤمنون بأن هناك رسالة ما للشعر، والشاعر ليس نبياً كي يعلِّم الآخرين أو أن يشعر بما لا يشعرون"، وعن الفارق الذي يشعر به بين مزاولته الكتابة الشعرية والتمثيل، يقول: "ما شدَّني للشعر والكتابة بوجه عام، هو أن ذاتك تختفي تماماً وأنت تكتب، لا يبقى منك سوى ما تكتبه، أما في التمثيل، فمهما كانت عبقريتك وأنت تجسد دورك، يبقى جسدك موجوداً ليدل عليك، جسد الممثل هو سجنه الحقيقي، أما الشاعر والكاتب بعامة فهو متحرر من كل شيء إلا نصه، أن تذهب من نفسك لتدرس التمثيل معناه أن بداخلك قناعة ونرجسية تفيد بأنك موقن بأن بداخلك القدرة على جذب انتباه الناس والتأثير عليهم، أما الشعر فلا يُدرَّس، أكتب وجعي في الشعر، وسعيد بأنني قادر على هذا، هناك من يدفعهم وجعهم وآلامهم إلى إلقاء أنفسهم من فوق ناطحات السحاب أو تحت عجلات قطار بريء، أما أنا فقادر على تحويل آلامي وأوجاعي إلى فن يقرأه الآخرون".

عن "النهار" البيروتية
23 آب - أغسطس 2005
رمزي ناصر .. ليس على الشِّعر أن يركع على ركبتيه كي يصل إلى النَّاس.

أنا والقرامطة والبعث..

أنا والقرامطة والبعث..
طارق الخزاعي

من أجل أيضاح حقيقة تأريخية ترتبط بذاكرة المسرح العراقي وخوف من أن تطمرأو يأتي آخرون يدعون البطولة والثورية للمسرح العراقي متلحفين عباءة الثقافةوالمسرح وأغلبهم كانوا من ضمن جوقة كانت تطبل للنظام, سواء في المهرجانات الداخلية أو الخارجية بأسم المسرح العراقي وللأسف كان بعضهم اساتذة وفنانين كبار!!
حين قدمت من تأليفي واخراجي مسرحية....أنهض ايها القرمطي هذا عصرك... كاأطروحة تخرج من معهد الفنون الجميلة هبت وقتها عاصفة من نقاشات وحوارجرىء حول التاريخ وقراء ته من جديد وماذا يمكن للمسرح ان يقدمه من خلال الدراما ليعيد تحليله وصياغته من جديد في اسلوب عصري وعلمي, في وقت كان يصول ويجول الدعي الساذج خيرالله طلفاح بتفسير التاريخ حسب هواه مستغلا قرابته من النائب صدام حسين وعلاقته باأحمد حسن البكر رئيس الجمهورية آنذاك وكان الهجوم مركزا علي الحركات الفكرية في الأسلام ومنها القرامطة وحزمت أمري للتصدي لهذا الدعي الأحمق عبر مسرحية من تأليفي أواسط عام 1975, امتد هذا الجدل ليشمل أكاديمية الفنون الجميلة وبالذات دائرة النشاط الجامعي لتقوم بخطوة جريئة وهي أعادة أخراج النص بروءية جديدة من قبل المخرج ليث جعفرالأسدي وكوكبة شابة, جيدة من خيرة ممثلي المسرح بعد اكثر من سنتين...وتم عرض المسرحية علي قاعة مسرح أكاديمية الفنون الجميلة وتم استحصال الموافقات ألاصولية لذلك ولكن بعد ستة أيام وبناء علي نقد مسرحي سليم النية للناقد المسرحي المعروف حسب الله يحي في صفحة الثقافةلمجلة(ألف باء ) التي يحررها الصحفي جمعه اللآمي ويديرها الصحفي حسن العلوي... تم أيقاف العرض المسرحي والقاء القبض علي العاملين في المسرحية جميعا وانا أولهم وتم ايداعنا جميعا في دائرة الآمن العامة بأمررئيس الجمهورية العراقية أنذاك احمد حسن البكربالكتاب المرقم 1324\ج|1975 في 10|6|1976
تم التحقيق معنا بسرعة وسرية تامة في بناية قرب القصر الجمهوري ,الممثلين والمؤلف والمخرج والصحفيين جميعا من قبل سميرعبدالوهاب الشيخلي الذي كان رئيس الهيئة التحقيقية العليا لمجلس قيادة الثورة ( وزير الداخلية ) وتم أحالة كل من السادة أسماوءهم أدناه الى محكمة الثورة برقم الكتاب الصادر من مجلس قيادة الثورة برقم 8 في 26|6|1978 وبرقم الدعوي 399|ج|1968 وهم: طارق عبدالواحد الخزاعي, ليث جعفر الأسدي , حسب الله يحي ,جمعه الآمي, وكانت المحكمة برئاسة مسلم هادي موسي والمقدم الحقوقي داود سلمان شهاب والرائد الحقوقي علي جاسم عباس والمدعي العام الرائد الحقوقي طارق هادي شكر.كان ذلك صدمة كبيرة للفنانيين العراقيين والمثقفين, كذلك طلبة معهد واكاديمية الفنون الجميلة بل وكل المسرحيين العراقيين وألغيت طريقة منح أجازة النصوص في كل موءسسات الدولة بما في ذلك الفرقة القومية واصبحت من صلاحية وزارة الثقافة والاعلام وبلجنة من رئاسة الجمهورية!!
أمر البكر بتشكيل لجنة خاصة من رئاسة الجمهورية يديرها النائب صدام حسين من كتاب وأساتذة التاريخ في جامعة بغداد برئاسة الدكتور نزار الحديثي تكون الفيصل بيني كمؤلف وبين أراء واتهامات خير الله طلفاح مما اثار حفيظة كل الطلبة الذين تعاطفوا معنا جميعا وكذلك البعثيين الطيبين في الحزب وتحركوا ضمن هذا الشعور نحو قياداتهم الذليلة ولم يتوقفوا بل ذهبوا وقابلوا أبرز القياديين في القيادة القومية للحزب مثل منيف الرزاز والياس فرح وشبلي العيسمي وناصيف عواد وغيرهم لكن كان اشجعهم في الوقوف معنا كطلبة هو المرحوم منيف الرزاز الذي أعلن وبشجاعة ...أن خيرالله طلفاح لايمثل رأي حزب البعث!!! ودفع بالتالي حياته ثمنا لشجاعته وصدقه, وقد ألتقيت مع نجله المرحوم القاص موءنس الرزاز بعد اعدام والده وتحدثنا كتيرا حول ذلك...أستفز عنوان المسرحية كل قيادات الحزب وحصل اختلاف في وجهات النظر في القيادتين القومية والقطرية وكذلك في اللجنة الخاصة التي انتدبت من خيرة كتاب التاريخ في الجامعة وتم سحب كل الكتب التاريخية من المكتبات العامة أو الخاصة وشن الدرويش البعثي عزت الدوري حملة مسعورة علي القرامطة... وأودعوني في سجن خاص بتكريت لوحدة عسكرية, وحكمونا بمادة قانونية....هي الدعوة لأفكار تروج لتهديم حزب البعث والعروبة وأبسط حكم لها هو.. ألاعدام... ولم يجعلونا نوكل اي محامي لذلك ورغم محاولات اصدقائي في الدفاع عن أنفسهم أو حتي عن القرامطة فقد افتقدوا للمصادر التي تعينهم لعدم وجودها وبقي الوحيد.. أنا.. كمؤلف معتمدا على ذاكرتي وماتيسر لي من كتب وصلتني بالسر من أصدقاء شجعان كالناقد المسرحي عصمان فارس والكاتب عبدالجبار محمود السامرائي.كان الموقف صعبا وحرجا أن اواجه شراسة القاضي الذي كان يضغط عليه خيرالله طلفاح كي يحز روؤسنا كزنادقة وكذلك الرئيس البكر الذي أزعجه هذا النشاط والجراءة في موسسة بعثية هي الأكاديمية!!!جمعت دوائر الأمن والأسخبارات, معلومات دقيقة, عني كمؤلف وصودرت مكتبتي وحقق مع أخواني وراقبوا سكنات وحركات أصدقائي واخوتي ودامت جلسات المحكمة لاأكثر من مرة بفعل الصراعات والخلافات التي كانت تجري بين قيادة الطلبة والحزب وردود الفعل الكثيرة التي أنتابت الشارع الثقافي أنذاك!!وللتاريخ لم يقف معنا في هذا الموقف الأخلاقي والوطني والثقافي أية نقابة مسرح أو صحافة أو حزب أوموسسة أو فنان ماعدا الدكتور المرحوم المؤرخ طه باقرالذي طلب أن يكون شاهد دفاع لكنه منع من الدخول الى المحكمة وصديقي الوفي عصمان فارس....لآن الخوف كان يجتاح الجميع وكان الشاهد الوحيد علينا هو الاستاذ اسعد عبدالرزاق ,عميد كلية الفنون الجميلة وحضر شاهد بصفته عميد للكليه ووافق علي العرض المسرحي وهو لايعرف مامعني القرامطة واهدافهم...وكان مرتبكا جدا, خوف ان يتحول الي متهم.!! لقد أظهرت المسرحية رغم بساطة فكرتها وموضوعها وطرحها الدرامي هو أن حزب البعث لايمتلك نظرة أوفكر واضح وناضج في تفسير جدلية التاريخ العربي والاسلامي بل ولاتوجد دراسة أو تحليل أو رأي بشأن الحركات الفكرية في الأسلام وتفسيرها سواء وفق منطق ايديولوجي أو منطق تحليلي وجدلي...بل مجرد كتابات غيبية ساذجة ومثالية لاتتعدي الموضوع الأنشائي ماعدا اشارة سريعه للتاريخ العربي والاسلامي لكنها منصفة للدكتور منيف الرزازفي كتابه المسألة القومية. وهناك ملاحظة وددت أن اذكرها وحذرت أن اقلها أنذاك حتي لزوجتي وأخوتي, بعد اطلاق سراحي خوف القتل وهو...تم أقتيادي الى النائب صدام حسين وانا مغلق العينيين ووجهت لي اسئلة حول التاريخ وتفسيره وحول الحركات الفكرية في الاسلام كالمعتزلة والقرامطة وأخوان الصفا والغيلانية والمرجئة والمتصوفة واسعفني في ذلك حبي وشغفي للتاريخ والحياة وعدالة قضيتي وبعده باأيام عديدة من أطلاق سراحي ابصرت كتاب من تأليف صدام حسين بعنوان...أعادة كتابة التاريخ هو كل الكلام الذي جري بيني وبينه!!!
في هذه اللحظات التي أستعيد فيها ذاكرتي لابد أن اقف أحتراما وأجلالا للكوكبة الرائعة التي رافقتني في رحلة الموت والصدق الثقافي والفني ولن أنس كيف وقف معي في قفص ألأتهام... الناقد حسب الله يحي الذي كان غريم الأمس لي في النقد المسرحي وقال: ساظل معك حول رأيك في القرامطة الى أخر جلسة مهما كانت النتائج وكذلك جمعه اللآمي...أعبر عن فخري ,اعتزازي لتلك المجموعة الشجاعة من الممثليين والفنيين وهم : الممثلة وئام عبدالسلام والممثليين: محمود شنيشل,كنعان علي,موفق عبدالحميد,سعد محمدأبراهيم, محمود نجم , منير يوسف , مجيد حميد, رعد جبار, عبدالحسين أبراهيم , حميد علي,سمير عباس, جودت عبدالستار,عبدالسميع عبدالحق,نوري صالح, ميسر علي أحمد,جلال جميل,عبدالغني مصطفي, الذي هم الان اساتذة وخبراء في المسرح العراقي . وقد حاول البعض بدوافع النوايا الصادقة مني ومن الآخريين بأن نذهب ألي خير الله طلفاح لنطلب المغفرة منه ولكني شخصيا رفضت بشدة هذا الأمر وأعتبرت كل من يذهب لطلب المغفرة خائن للآمانة والتاريخ وفعلا وافق الجميع وأولهم المخرج ليث ألاسدي الذي هو نفسه نقل لي هذا الخبر أو الراي الذي أستهجنته ورفضته,بعد ذلك ونتيجة أنصاف بعض كتاب التاريخ في الجامعه وكرههم الشديد لخير الله طلفاح وأنتشار القضية بين أواسط المثقفين وخارج العراق تم أغلاق القضية وأطلاق سراحنا جميعا وفق قرار رئاسة الجمهورية بكتابها المرقم 10077 في 27|2|1978 وفق المادة200|ب| من ألأصول الجزائية.....لقد تم تقديمي أنا واشرف مجموعة مسرحية لاأعلي محكمة في البلاد وهي ظاهرة لم تحدث منذ فجر تاريخ المسرح عند اليونان والي يومنا هذا لاأي فرقة أو مجموعة مسرحية , أمنت بأن العمل المسرحي هو أبداع وتجديد وتصحيح لمسيرة التاريخ كي نتجنب السقوط كاأمة ووطن, وكانت صرختي هو أن المسرح أقرب الفنون الناطقة لتجسيد هذه المقولة في وجه اليمين السياسي التقليدي الذي يفسر مسيرة التاريخ من خلال منظور فردي وغيبي وقد حذرت الحكومة والحزب أنذاك من أن الفكر اليميني سيجر البلاد الي فاجعة كبري وهزيمة منكرة وسيأتي( هولاكو) جديد لبغداد,و لحكم العراق ولن ينفع كل الذهب والقصور التي أنشأت في در خطره...لقد حوت المسرحية علي روءية عصرية لكل الصراعات التي كانت تجتاح الوطن العربي وأتخذت من القرامطة نموذجا ورمزا لبناء الأشتراكية وحذرت الحزب من أن يتحول ألي أداة قمع مثل استبداد الخليفة العباسي المقتدر بالله وجنده وشرطته ولكن أغلب الأصوات النقية تضطهد!!. والمشكلة أن الذي لايصغي يحاول أسكاتك وقمعك وبالتالي يصبح هو نفسه ..نفاية...في مزبلة التاريخ سواء أكان حزب أو فرد.
* كاتب المسرحي
lund1000@hotmail.com

WWW.MASRAHEON.COM :: اطلع على الموضوع - أنا والقرامطة والبعث..طارق الخزاعي.

نتائج مسابقة مهرجان الموسيقى التونسية 2006

الأحد 02 أفريل 2006
مساء أمس بالمسرح البلدي
اختتام الدورة السابعة عشرة لمهرجان الموسيقى التونسية
تتويجات لأصوات من الجيلين
أسدل الستار الليلة البارحة على فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان الموسيقى التونسية بعد أربع سهرات متتالية من الغناء والعزف شهدت مشاركات تميزت بتنوع الأساليب الموسيقية والبحث والتجديد.
وقد أسفرت مداولات لجنة التحكيم التي واكبت جميع مراحل المهرجان بمختلف أقسامه على اسناد الجوائز كما يلي:
جائزة مسابقة أغنية 2005:
ـ الجائزة الأولى لأغنية «وصية الأم» لفؤاد بالشيخ.
ـ الجائزة الثانية بالتساوي بين صلاح مصباح عن أغنيته «منامة طويلة» وعدنان الشواشي عن أغنيته «الناس اش جرالهم».
أما في مسابقة الأغاني المنتجة خصيصا للمهرجان فقد أسندت الجائزة الأولى لطارق جهاد عن أغنية «دروب محبوبي» فيما أسندت الجائزة الثانية الى حسن الدهماني عن أغنيته «صمت الوتر».
وفي مسابقة جائزة المعزوفات الموسيقية أسندت الجائزة الأولى لمعزوفة «نسيم» لنوفل المانع وكانت الجائزة الثانية من نصيب معزوفة «أندلسياتي» لكريم الطرابلسي.
اما جائزة أفضل كلمات فقد أسندت الى الشاعر محمد الهادي الجزيري وجائزة أفضل لحن الى الملحن والمطرب شكري بوزيان في حين تحصل المطرب رؤوف ماهر على جائزة أفضل أداء.

(مرحبا بكم في موقع جريدة الصحافة (النشرة الإلكترونية.

مقال علي بن نصيب في الصباح التونسية

بوش حوّل شارون إلى حمامة
فهل يعجز مع «حماس»؟!
بقلم: علـــــــي بــــــن نصيـــــب
مع كل الاحترام الواجب لمريض يصارع الموت، لا أعتقد أن شارون ينكر فضل الرئيس الأمريكي جورج بوش الثاني عليه بتحويله من »بلدوزر» دمر كثيرا من أحلام السلام ومرغ يديه أكثر من مرة في وحل إرهاب الدولة الى حمامة سلام.فهو حكم نابع من قدر كبير من «الشجاعة» وحصافة الرأي لم يجدها كل الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض منذ مجزرة صبرا وشاتيلا، شجاعة لها ما يبررها بما وجده الرئيس الامريكي من «تفهم» رئيس وزراء اسرائيل لعديد القضايا بما دفعه الى تأجيل قرارات صعبة لتواتي في توقيتها أجندة الادارة الامريكية على غرار اغتيال أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وحصار عرفات وغيرها من «المصائب» التي ارتكبتها حكومة «القضاء على الانتفاضة في 100 يوم».

في هذا السياق اعتقد أن الرئيس الامريكي جورج بوش الذي نجح في «التعامل» مع جنرال صعب المراس، قادر في هذه اللحظة على التعامل مع حركة «حماس» الرافضة بدورها لمسيرة السلام و«المتورطة» من منظور أمريكي في نفس الافعال التي تدفعني للحديث عن دورة عنف مجانية متبادلة بين الطرفين، فإن وجد بوش الثاني في «البلدوزر» بتاريخه «غير النقي» وحاضره المثير للأسئلة ما يدفعه الى اعتباره «شريكا» في السلام رغم أنه التزم الحد الأدنى المطلوب لحفظ ماء وجه أمريكا وجورج بوش تحديد عراب «خارطة الطريق» التي محا معالمها شارون، فلا أعتقد أنه سيحتاج جهدا أكبر لترويض حركة «حماس» و«إرغامها بمنطق الجزرة» على دخول بيت الطاعة الأمريكي أو على الأقل التصرف بمنطق من يعتبر أمريكا وسيطا منحازا لا عدوا استراتيجيا...
وهو ضرورة يدرك أدوار المحافظين الجدد الساعين الى تلميع صورتها لدى العالم الاسلامي، إنها مغامرة «ممكنة» وقد تجر عليها نقمة اللوبي الصهيوني ربما، لكنها في كل الأحوال ستمنح المحافظين الجدد فرصة ليتطهروا من أكبر أخطاء أمريكا وهو الاذعان لكل ما هو قادم من لوبيات الضغط.
وفي تقديري الشخصي فإن «حماس» محتاجة لهذه الخطوة من رئيس لن تضره هذه المغامرة في شيء مع كل المغامرات التي أقدم عليها، بل لعلها ستكون طوق نجاة له ينقذه شخصيا من أشباح ما يحدث في العراق وأفغانستان.
أما الإصرار على مقاطعتها فهو موقف سلبي لن يزيد الوضع الا تعقيدا، ولن يزيد المحافظين الجدد إلا فرارا الى الأمام، وهي استراتيجية تؤكد السيدة كوندي ليزا رايس وزيرة الخارجية انها الشماعة الممكنة والوحيدة لتعليق آلاف الأخطاء التي ارتكبت في العراق على حد تعبيرها، كما علقت على الاستبداد الشرق الأوسطي خطيئة 11 سبتمبر.
في هذا السياق لا أعتقد أن الرئيس جورج بوش يفتقد الشجاعة أو النزاهة أو القدرة على وصف «حماس» بأنها حمامة ممكنة أو قادمة وان كانت المشكلة كل المشكلة في أننا لا نقدر على الحسم القاطع بأنه يريد فعلا أن يكون عراب السلام في منطقة لم تستطع كل الادارات الامريكية أن تفهم أنها عاجزة عن توقيع وثيقة استسلام، للأسف الشديد طبعا!!

الصباح على الخط.