٩‏/٢‏/٢٠٠٧

جديد آمال موسى: بورقيبة والمسألة الدينية

 بورقيبة والمسألة الدينية 


ضمن سلسلة مقاربات صدر عن دار سراس التونسية للنشر كتاب يعتمد مقاربة سوسيولوجية للشاعرة والباحثة آمال موسى، يحمل عنوان"بورقيبة والمسألة الدينية"ويعالج علاقة خطاب بورقيبة السياسيبالمسألة الدينية تحديدا، وكيفية تعامل الخطاب السياسي مع الدين نصا وعقيدة وسلوكا، أي علاقة الخطاب الرسمي مع الممارسة الاجتماعية للدين، في الفترة الممتدة من سنة الاستقلال 1956الى 1987تاريخ انتهاء مرحلة الحكم البورقيبي. ولقد طرح الكتاب الإشكالية التالية : كيف تغيّر وتراوح الخطاب السياسي في تونس إزاء المسألة الدينية، بين علمانية الموقف والتوظيف السياسي والى أي حد طغى التوتر في علاقة السياسي بالديني.
أما المتن المنتقى والمتضمن لثلاثة وعشرين خطابامثلت المادة الرئيسية لتحليل المضمون، فقد اشتمل على ثلاثة أنواع من الخطب وهي خطب بورقيبية بمناسبة المولد النبوي الشريف بجامع الزيتونة أو بغيره من المساجد، وخطب ألقيت في مناسبات سياسية أو في افتتاح بعض المؤتمرات، وأخرى ألقاها بورقيبة في رحلاته إلى السعودية وتركيا وموريتانيا.
وكما هو واضح اتبعت الباحثة في اختيار المتن ثلاثة مقاييس أولها حدثي آني ومقياس ثان يتعلق بالجمهور الموجه إليه الخطاب واتصل المقياس الثالث والأخير بالمجالات ذات العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بالمشروع المجتمعي التحديثي. ووزعت قائمة الخطب على مرحلتين: المرحلة الأولى من 1956 إلى منتصف السبعينات، وهي مرحلة بناء الدولة الحديثة وتفكيك الهياكل التقليدية في المجتمع التونسي. والمرحلة الثانية تبدأ من منتصف السبعينات إلى منتصف الثمانينات، وهي الفترة التي حصل فيها فشل تجربة التعاضد وبداية ظهور المعارضة الإسلامية والليبيرالية.
كما سعت آمال موسى إلى توظيف تقنية الحوارات المعمقة لإثراء البحث وذلك من خلال محاورة شخصيات تتمتع بصفة الشاهد المتميز، والتي عايشت بورقيبة وواكبت بحكم موقعها أطوار بناء مشروع الدولة الوطنية الحديثة، وهم السادة : محمد مزالي وأحمد المستيري والشاذلي العياري والشيخ مختار السلامي ومحمد الصياح وفتحية مزالي.
وفي الفصل الأول من الباب الأول قامت الباحثة بدراسة تفكيكية وتحليلية لشخصية الحبيب بورقيبة باعتبار أن الفرد هو أساس السوسيولوجيا التفهمية، والتوقف عند ما يسميه لوسيان قولدمان بالعناصر الشمولية التي تتدخل في تكوين الذات. لذلك حاولنا التمييز بين الذاتي والموضوعي، وموضعة منتج الخطاب داخل حركة التاريخ الذي نشأ فيه والتنشئة الاجتماعية للفاعل السياسي. إضافة إلى تعرجات المسار الذاتي والأحداث التي زعزعت كيانه ومنها الأحداث الفردية كطبيعة علاقته بأمه وأثر موتها في شخصيته.
ومن العناصر الشمولية التي تسهم في تكوين الذات الحياة العلمية والمسار الفكري، الذي تلقاه بورقيبة في مدرسة الصادقية وعشقه المعروف للغة الفرنسية ودراسته للحقوق. ولقد تشكل التكوين السياسي والثقافي لمنتج الخطاب السياسي من تأثير المدرسة الوضعية والتيار العقلاني والفكر الاشتراكي الفرنسي.و في الفصل الأول من الباب الأول خصص للتعرف إلى موقف بورقيبة من حركات الإصلاح في تونس وفي العالم العربي الإسلامي، الشخصيات التي تأثر بها وعلى رأسها باعث تركيا الحديثة كمال آتاتورك صاحب أكبر تأثير في نفس بورقيبة خصوصا أن آتاتورك قام بإلغاء الخلافة واستهدف النظام الإسلامي، وأرسى دولة حديثة قومية لائكية تستند إلى عداء الدين.
في الفصل الثاني تركز اهتمام البحث على رصد مختلف الإصلاحات التي قامت بها دولة الاستقلال الحديثة وذلك بهدف إخضاع الهياكل التقليدية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لمؤسسات الدولة. ومن هذه الإصلاحات إصدار مجلة الأحوال الشخصية ونقل مسألتي الزواج والطلاق من المجال الديني الاجتماعي إلى المجال القانوني الوضعي، وكذلك تحجير تعدد الزوجات مما يفيد قلب النظام التقليدي للمجتمع التونسي.
وإلى جانب إصدار قوانين مجلة الأحوال الشخصية، تمّ إصلاح القضاء من خلال عقلنته وتونسته وعلمنته، وذلك بإزالة المحاكم الشرعية وتعويضها بالمحاكم المدنية.
وشهد التعليم إصلاحا تمثل في التونسة والتعريب والعصرنة. فقامت الدولة الحديثة بإنهاء التعليم الزيتوني وإخضاعه للتحديث ولمبدأ ديمقراطية التعليم.
ومن الإصلاحات المؤسسة الكبرى إلغاء نظام الأحباس وهو ما يرمز إلى تفكيك القاعدة الاقتصادية للهياكل التقليدية. إضافة إلى إحداث خطة مفتي الجمهورية ووضع صلاحيات شكلية لا تتعدى الصفة الاستشارية، الشيء الذي سمح لنا أن نستنتج حدوث دولنة للشعائر الدينية.
في الباب الثاني الأساسي في كتاب "بورقيبة والمسألة الدينية "قامت الأستاذة آمال موسى بتحليل مضمون الخطاب السياسي الرسمي في تونس وذلك من خلال محاولة ضبط مظاهر العلمنة في الخطاب وموقفه من شيوخ الزيتونة، ومواقف التواصل مع الدين بدلا عن التوتر معه.
ففي الفصل الأول توقفت عند المفاهيم الجوهرية في الخطاب ورصدت كثافة تواتر وحدات دلالية معينة في الجهاز المفاهيمي للفاعل السياسي، كمفهومي الأمة الذي يوظفه بورقيبة طبقا للمعنى الأوروبي حيث يتشكل من مكونات ثقافية لا دينية، وأيضا مفهوم العقل، إذ يزخر الخطاب بمقولات تأليه العقل وبأمارات تبني العقل الوضعي.
وإلى جانب المفاهيم، حاولت الباحثة الكشف عن مظاهر العلمنة في خطاب بورقيبة، لتبيان القيم البديلة التي يقوم عليها مشروع التحديث. ومن المظاهر المقصودة الدعوة الشهيرة للإفطار في رمضان وما تكشف عنه من نظرة للتيار العلماني للدين. وتواصل تمشي العلمنة في مظاهر أخرى كقضية الربا بما تعنيه من عملية الترشيد المادي وتقليص الدور المعياري للدين. وأيضا مسألة تحديد النسل، و ما تنطوي عليه من تكريس للنظرة الإرادوية وترشيد في إطار معطيات ديموغرافية وقومية. وكذلك قضية المساواة في الإرث التي يمثل مجرد طرحها الاستعداد للتعارض الشكلي والمضموني مع النص القرآني.
ومن مظاهر العلمنة التي قاد إليها تحليل متن الخطب ظاهرة تقديس الدنيوي وإلحاح الخطاب على فكرة استقلالية المستوى الدنيوي عن الديني. وتعتبر صورة الدولة في الخطاب من العوامل المساعدة في عملية فهم علاقة الخطاب السياسي الرسمي بالمسألة الدينية فتوقفنا عندها، وحاولنا رسم تصور الفاعل السياسي للدولة.
وقد توصلت الباحثة إلى استنتاج مفاده سطو الدولة على المجال الديني واحتوائها له.
الفصل الثاني من الجزء المخصص للتحليل، حاولت آمال موسى قراءة علاقة بورقيبة بشيوخ الزيتونة وكشف تمايز المرجعيات واختلاف التصورات، وتمييز الذاتي عن الموضوعي في موقفه القائم على تجريد الفاعل الديني من دعائم الهيبة ومما يسميه جان بول ويليام بـ "الجاذبية الشعبية المؤسسة" وذلك من خلال استعمال أساليب التحقير والشتم والتخوين والطعن في وطنيته وأخلاقه خصوصا في الخطاب الذي تلا مظاهرة القيروان في 17 جانفي 1961 ذات الخلفيات الدينية القوية.
أما في الفصل الثالث والأخير الباب الثاني فقد تم رصد خطة التواصل الموقفي ما بين الدولة الوطنية والدين وتقصد بذلك ظاهرة التلبس بالدين وتوظيفه، التي تزامنت مع تراجع التعامل الجزئي مع الدين وذلك على إثر فشل تجربة التعاضد وقرار الدولة الوطنية مواجهة الإسلام الراديكالي.
وتجلى ذلك في سعي الفاعل السياسي إلى محو التوتر بين الإطار المرجعي لمشروعه التحديثي والدين الإسلامي وإظهار اهتمام الدولة الوطنية بالمظاهر الدينية واستدعاء النوايات الأساسية الدينية المعروفة والاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والالتباس بالنموذج المثالي للسيرة النبوية، وذلك بتوظيف أسلوب المزايدة بنوعيها الوصفي والانتمائي.
وتوقفنا الباحثة موسى في الفصل الثالث والأخير أيضا عند ظاهرة التناقض والازدواجية في كل من قضيتي الحجاب والتجنيس، الشيء الذي يكشف عن عمليات مختلفة للتسييس والمناورة والتوظيف، تحاول أن تستفيد من الوظيفة الاجتماعية للدين. و انتهت الباحثة بعد التحليل الى الاقرار أنه من الصعب معرفيا الاطمئنان لفرضية علمانية الموقف البورقيبي لافتقادها لفلسفة مادية مطلقة. فالسائس، يتراوح بين ضرورة حشر الدين في المجال الشخصي وإقصائه عن المجال الاجتماعي، ثم سرعان ما يتناقض ويوظفه في الدعوة إلى بعض أفكاره وفي صراعه ضد شيوخ الزيتونة و ظهور الإسلام الراديكالي. هناك حنكة سياسية في استبطان عكس الظاهر والمنطوق به، والانصياع الظرفي لموقف مقيد بملابسات معينة.وبالتالي فان الخطاب لا ينطلق من مواقف دينية ثابتة بل أن الموقف من المسألة الدينية قابل للتحول وللانقلاب عليه إن حتمت النفعية دلك مستجيبا أحيانا لتكوينه المعرفي الذي يتسم بتوجهات علمانية وحينا آخر لضغط الموقف السياسي. ومن هذا المنطلق استنتجت آمال موسى أن تعاطي بورقيبة مع الدين يتصف بالنفعية والبراغماتية وبالأسلوب الانتقائي والواقعية. ومثل هذه الأوصاف تعني بأن شروط تحقق الدولة العلمانية التي تفصل بين السلطة الروحية والسلطة السياسية غير متوفرة.ولا تتجاوز علاقة الدولة بالدين حدود التوظيف ولا تحمل أية اعتبارات فكرية وسياسية.لدلك فان ظاهرة التناقض في الخطاب وجدلية التخفي والتجلي والتواصل والتمايز، كلها تندرج في إطار التكتيك السياسي وتلبي مصالح الدولة وتستجيب لمقتضيات التعبئة السياسة.
وخلص الكتاب الى أنه بقدر ما يصح نسبيا على تجربة بورقيبة وصفها بالتحديثية فانه في المقابل يصعب وصفها بالعلمانية الكلية، وربما يعود ذلك إلى ضرورة تعتق شروط العلمانية مع الزمن والأجيال وتراكم الخبرات والممارسة.علما بأن التفكير بعيدا عن أية خلفيات في تصور بورقيبة الخاص للدين الإسلامي قد يكون مهما معرفيا ومدخلا مغايرا لاكتشاف صورة المفكر الثوري الذي خذلته طبيعة مادة الخطاب السياسي، الذي ينتصر للواقعي والاني. هذا وتقوم حاليا آمال موسى بإعداد أطروحة الدكتوراة حول المعيش الديني في المجتمع التونسي.
مع العلم أن الكاتبة معروفة كشاعرة من خلال مجموعاتها الثلاث "أنثى الماء" و"خجل الياقوت" و"يؤنثني مرتين"وقد ترجمت أعمالها الى عديد اللغات وحصلت مؤخرا على جائزة الصحافة المكتوبة لأحسن انتاج اعلامي حول المراة العربية وذلك عن مقالاتها المنشورة في جريدة "الشرق الاوسط".

جديد آمال موسى: بورقيبة والمسألة الدينية.

مسرحية خرجت من الحرب سهواً

«خرجت من الحرب سهواً»: تراجيديا اغريقية في ديكور العراق


بغداد ــ سعد هادي


تستعير مسرحية “خرجت من الحرب سهواً” عنوانها من قصيدة مشهورة للشاعر العراقي عدنان الصائغ، وهي التجربة الاولى لكاتبها يحيى ابراهيم الذي سيمثل احد دوريها الى جانب فرح طه وستحمل اخراج فـلاح ابراهيم.
بدأ نص المسرحية مخططاً أولياً ثم تطور تدريجاً اثناء البروفات، وهو يتناول قصة رجل خاض تجربة الحرب ثم ظل يعيش في اجوائها متخيلاً أنها ما زالت مستمرة. مُخرج المسرحية يشير الى أنها تستوحي التراجيديات اليونانية في مقاربتها للواقع العراقي الراهن الذي يحفل بكل عناصر المأساة.
لكن هذه المأساة لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية. اذ يتحول النص احياناً الى تراجيديا مضحكة لكسر الايهام لدى المشاهد وإخراجه من الجو الكابوسي الذي اجبر على العيش فيه منذ سنوات.
يقول المخرج فلاح ابراهيم: “تبدأ المسرحية بالنهاية وتنتهي بالبداية، انها عن يوميات الحياة في بلد مدمر من خلال قصة امرأة تلتقي رجلاً بالصدفة فتحاول اقناعه بأن الحرب انتهت وأنه ما زال حياً، لكنه يصر على انها مستمرة في الداخل، وأن الموت سيأتي في لحظة ما. حتى قصة الحب بينهما تشبه صراعاً بين ارادتي الموت والحياة”.
يرى كاتب النص يحيى ابراهيم ان المسرحية تعتمد على ذكاء المشاهد في اعادة تركيب الحدث الاساسي فيها. يقول: “انها رؤية معقدة وبسيطة، تشبه وقائع الحياة التي نعيشها. كل ما يجري يمكن تفسيره او الحديث عنه”. لكن ما هي القوى الحقيقية التي تحرك الاحداث؟ ولماذا تسيرها في اتجاهات معينة؟ ولماذا تبدو الحلول عصية رغم وضوحها؟ لا يعتقد المؤلف ان ذلك سيؤدي الى ادخال المشاهد في متاهة بل هو في ذلك يقدم حلولاً متعددة ويترك له حرية الاختيار. يقول يحيى ابراهيم: “ينبغي الانتباه الى أن المسرحيات في العراق لا يشاهدها سوى المثقفين وأكثرهم من المتخصصين في المسرح، فيما اختفى المشاهد العادي تماماً من قاعاتنا، بسبب الوضع الامني أساساً، ولأنه لم يعد يجد في ما يقدم من مسرحيات ما يستحق عناء الحضور. لقد تحول مسرحنا الى مسرح نخبة رغماً عنه، ولم تعد مسرحياتنا في كثير من الاحيان سوى لغو مثقفين. هذه الأزمة علينا أن نجد وسائل لتجاوزها. في هذه المسرحية، حاولت أن أستخدم اللهجة العامية لكسر حدة الإيقاع. علينا أن نتحدث عما يجري بلغة الشارع لا بلغة الكتب. ولا ضير في أن تأتي المسرحية الكلاسيكية بلهجة عامية”. ويشير يحيى ابراهيم الى أن الموت في المسرحية لا يعني نهاية المأساة، مثلما أن القتل هو في شكل ما هزيمة للقاتل ودليل على ضعفه. ويضيف متأسفاً “اما الحرب فهي أفظع ما ابتكره الانسان لتدمير ذاته ودليل على عدم تخلصه من اسر الماضي. ما يجري في العراق الآن انتحار بطيء ينتج من تعلق غير معقول برموز الماضي”.

نـــــــــــــــــــــــــــزار حيدر

الديمقراطية..ثقافة

   العراق في مخاض.
   انه يشبه الى حد بعيد، مخاض انفلاق الفجر من كبد الظلام، وولادة الانسان من ظلمات بطن امه الثلاث الى نور الحياة.
   فالاغلبية تريد ان تتخلص من آثار الماضي لتبني عراقا جديدا قائما على اساس الشراكة الحقيقية بين مختلف مكونات المجتمع العراقي، خال من الاستبداد والتمييز بكل اشكاله، ومعافى من ظواهر السرقات المسلحة للسلطة (الانقلابات العسكرية).
   عراق يعيش فيه المواطن بحرية وكرامة ومساواة ويتمتع بخيرات بلاده، وتحترم فيه السلطة حقوقه، كما يقدر هو واجباته ازاء بلده وشعبه، ليس للاستئثار فيه من معنى.
   هذه الاغلبية اختارت صندوق الاقتراع ليكون المعبر الوحيد عن ارادة العراقيين، كما اختارت الى جانبه كل وسائل الديمقراطية من التعددية السياسية وحرية التعبير عن الراي والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان، وغير ذلك.
   اما الاقلية، فلقد اختارت وللاسف الشديد، التعنت للعودة بالعراق الى سابق عهده، تحكمه انظمة استبدادية شمولية، لا ترحم حتى ازلامها، كما كان يفعل من قبل الطاغية الذليل صدام حسين.
   انها تصر على عرقلة البناء الديمقراطي في العراق الجديد، واختارت كل الوسائل غير الشريفة لتحقيق هدفها الدنئ هذا، فكان القتل اسلوبها والسيارات المفخخة والاحزمة الملغومة الناسفة ادواتها، ومساطر العمال والاسواق الشعبية والمراقد المقدسة اهدافها.
   وبكلمة، فان الاغلبية اختارت المستقبل، فيما اختارت الاقلية الماضي.
   في العراق، اذن، صراع ارادتين، الاولى تبذل كل جهدها من اجل بناء العراق الجديد (الديمقراطي) والثانية، تبذل كل جهدها كذلك لعرقلة عملية البناء هذه، فاي الارادتين ستنتصر، وتحقق مشروعها؟ وكيف؟.
   في البدء يلزمنا، كعراقيين، ان نعرف جيدا باننا امام خيار واحد فقط لا غير، فبعد ان جربنا الاستبداد والديكتاتورية والانظمة الشمولية، لا بد لنا ان تنتصر ارادتنا، لان هزيمة الخيار الديمقراطي يعني انتصار الاستبداد من جديد، اذ لا توجد منطقة وسطى بين الاثنين يمكن اختيارها والركون اليها والعيش في ظلها، ابدا.
   ولذلك تعالوا نبحث عن عوامل انتصار الارادة العراقية الجديدة، لتهزم ارادة قوى الظلام والاستبداد والعنف والارهاب والتخلف والتشدد والتطرف.
   واذا كانت الديمقراطية في جوهرها ثقافة اولا، وهي كذلك، لذلك اعتقد بان ثقافة الديمقراطية يلزم ان تقوم على اساس ثلاثة اعترافات استراتيجية، هي في الحقيقة اضلاع المثلث الذي يستقر عليه بناء الديمقراطية.
   الاول؛ هو الاعتراف بالآخر.
   الثاني؛ هو الاعتراف بالخطأ.
   الثالث؛ هو الاعتراف بالفضل.
   في اطار الاعتراف الاول، يجب ان نتأكد ونتيقن من الحقائق التالية التي يجب ان لا تغيب عن بالنا ابدا، فبمجرد اغفالها فضلا عن غيابها، تقع المصيبة.
   الحقيقة الاولى؛ هي ان الله عز وجل خلق، بلطفه، الناس والاشياء والكون وكل شئ، مختلفة ومتنوعة، وعلى كل الاصعدة، فالتنوع في الخلق لطف رباني وحكمة سماوية، قال تعالى؛{ومن آياته خلق السماوات والارض، واختلاف السنتكم والوانكم، ان في ذلك لآيات للعالمين} وقوله تعالى{وهو الذي انشأ جنات معروشات والنخل والزرع مختلفا اكله، والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه} وقوله عز وجل{وما ذرأ لكم في الارض مختلفا الوانه، ان في ذلك لآية لقوم يذكرون} وقوله عز من قائل{الم تر ان الله انزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرات مختلفا الوانها، ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود} وقوله تعالى{الم تر ان الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الارض ثم يخرج به زرعا مختلفا الوانه، ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما، ان في ذلك لذكرى لاولي الالباب}وقوله عز وجل{ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الالباب}وقوله{وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار، افلا تعقلون} وقوله تعالى{يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ان اكرمكم عند الله اتقاكم، ان الله عليم خبير}.
   هذا يعني ان من المستحيل على بني البشر تغيير التنوع للوصول على نوع واحد، ابدا، فلا زالت الارادة الالهية هي التي خلقت هذا التنوع، فمن غير الممكن اختزاله بنوع واحد، وان من يحاول اختصار التنوع بنوع واحد، يصدم رأسه بحجر كبير، من دون نتيجة.
   كما ان محاولات الوصول الى وحدة النوع، هو جهد يبذله الانسان لمعاكسة الارادة الربانية، وهذا امر مستحيل جملة وتفصيلا.
   اذن يجب علينا جميعا ان نتعايش مع هذا التنوع، ولا نسعى لالغائه لان ذلك امر مستحيل.
   لقد حاول الكثير من الطغاة والجبابرة توحيد التنوع، فباؤوا بالفشل الذريع، الم يقل الطاغية المتجبر فرعون مخاطبا بني اسرائيل{يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الارض، فمن ينصرنا من باس الله ان جاءنا، قال فرعون ما اريكم الا ما ارى، وما اهديكم الا سبيل الرشاد} لماذا؟ لانه كان يتصور ان بامكانه ان يوحد التنوع وبالتالي يسهل عليه احكام السيطرة على شعبه، ولكن، ماذا كانت النتيجة يا ترى؟.
   الحقيقة الثانية؛ هي ان الهدف من التنوع، هو التعايش وليس التصادم، فكما ان من الحكمة تعاقب الليل والنهار، كما في قوله تعالى {ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لآولي الالباب} كذلك فان من الحكمة ان يتعاقب الخلاف بين بني البشر، ليتعايش وبالتالي ليتكامل، لان التكاملية، كما هو معروف، تتحقق بالتعايش وليس بالتقاطع، والى هذا المعنى اشارت الاية القرانية المباركة{يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}.
   الحقيقة الثالثة؛ هي انه ليس من بين بني البشر اليوم من يمتلك كل الحقيقة، ولذلك لا يحق لاحد ان يسعى لالغاء الاخرين بدعوى ان الحقيقة عنده وتحت جبته، كما يدعي المتصوفة.
   ان الحقيقة شئ نسبي، قد يمتلك بعضها اي انسان في هذا الكون، ولكن ليس كل الحقيقة، ولذلك يلزم ان يتوقع الجميع ان من غير المستبعد ان يمتلك اي واحد منهم بعض هذه الحقيقة، فلماذا اذن، يسعى بعضهم لالغاء البعض الاخر؟ الامر الذي يعني سعي الجميع لالغاء اجزاء من الحقيقة، من غير ان يعرفوا بالضبط، اي جزء هذا الذي يسعون لالغائه، واي جزء يمكن ان يكون هو المكمل للحقيقة التي يبحثون عنها؟.
   تاسيسا على هذه الحقيقة، يجب ان يعترف كل منا بالآخر، على اساس القاعدة القرآنية الكريمة{وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين} اي انه في الوقت الذي امتلك انا بعض الحقيقة، قد يكون الاخر يمتلك مثلها، فلماذا اذن لا اعترف بذلك فاكسب جزئين منها، بدل الجزء الواحد الذي اتصور بانني امتلكه؟.
   ربما اعتقد بانني على حق، ولكن لا بد من ان احتمل الخطا في ذلك، كما ان الاخر قد يكون على خطا، ولكن يجب ان احتمل عنده الصح، وبذلك يعترف كل واحد منا بالآخر من دون السعي لالغائه. 
   وفي اطار الاعتراف الثاني (الاعتراف بالخطأ) لا بد من التسلح بالشجاعة الكافية، التي نقدر بها ان نعترف بالخطا، خاصة اذا كان هذا الخطا يخص الامة، ولم يكن خطا شخصيا يرتبط بذات الانسان.
   فالاعتراف بالخطا هو سلم المجد والنجاح والتقدم، لانه صنو الشعور بالمسؤولية، اما الذي يعاند ولا يقبل الاعتراف باخطائه محاولا تبرير الفشل، فذلك الذي لا يشعر بالمسؤولية لا من قريب ولا من بعيد.
   ان الاعتراف بالخطا فضيلة، والى هذا المعنى يشير قول رسول الله (ص) {كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون} لماذا؟ لان من لا يخطا لا يتعلم ومن لا يتعلم لا يتقدم، بشرط الاستعداد للاعتراف بالخطا في حال وقوعه.
   كذلك، فان الاعتراف بالخطا يعظم صاحبه في اعين الناس، ويزيدهم احتراما له، كما انه يبني مصداقيته على اساس الشجاعة وعدم الهروب من المسؤولية، لان من تاخذه العزة بالاثم ويصر على نفي الخطا عن نفسه دون الاخرين، يسعى جاهدا الى رمي المسؤولية على الاخرين الا نفسه، ما يعني بانه يوحي للناس بانه غير مستعد لتحمل مسؤولية الخطا، في الوقت الذي يبدي استعدادا منقطع النظير الى درجة التهالك لتسجيل النجاحات باسمه فقط، وتلك هي عين الانانية والهروب من المسؤولية، لان الفشل مسؤولية تضامنية بين الجميع، لا بد ان يتحمل مسؤوليته كل من اشترك فيه، كل بمقدار وحجم دوره في الامر، كما ان النجاح جائزة تضامنية هي الاخرى، من المفروض ان تسجل باسم كل من شارك في تحقيق النجاح، كذلك، كل حسب مسؤوليته وموقعه من النجاح، فهذا ما يقتضيه العدل والانصاف، اما ان تصادر النجاحات لنفسك فقط، وترمي بالفشل على الاخرين وتنسحب من المسؤولية، فذلك ما لا يرتضيه عقل او صاحب دين.
   اذا اردنا ان ننجح، لا بد ان نعترف بالخطا، فلا تخوننا الشجاعة في ذلك، فمثلا، كيف يمكن ان نتصور حكومة ناجحة وهي ترفض الاعتراف باخطائها؟.
   ان مثل هذه الحكومة التي لا تمتلك الشجاعة لتعترف باخطائها، هي اقرب الى الفشل منه الى النجاح، لان النجاح لا يعرف الا بعد الاعتراف بالخطا، وقديما قيل(تعرف الاشياء باضدادها).
   لا يكفي ان نتحقق من نجاح الحكومة، اذا لم تصارحنا باخطائها، فتتحدث بانجازاتها فقط، فقد يكون هذا الانجاز او ذاك الذي تتحدث عنه الحكومة، ثمرة لاخطاء متكررة، فعندها يكون مثل هذا النجاح المزعوم، فشل في حقيقة الامر، تحاول الحكومة تسويقه للناس كنجاح، خاصة عندما يكون الثمن المدفوع اضعاف الناتج المتحقق.
   ان الحكومة الناجحة، هي التي تتحدث عن الصعوبات التي تواجهها، والاخطاء التي ترتكبها، والاخفاقات التي تتعرض لها خططها، والا عن اية خطة امنية جديدة، مثلا، تتحدث الحكومة العراقية، وهي التي اعلنت عن انطلاق العشرات منها من دون نتيجة؟ لتتحدث اولا عن فشل تلك الخطط، لنتيقن من انها جادة فعلا في اطلاق الخطط الجديدة.
   لماذا نسمع الرئيس الاميركي جورج بوش يتحدث عن فشل الخطط الامنية السابقة، ولا نسمع مثل هذا الكلام من الحكومة العراقية؟ اولم يكن من الاولى بها ان تتحدث بكل وضوح وشفافية وصراحة عن الفشل قبل ان تحاول اقناعنا بجدوائية الخطط الجديدة؟ كيف تريدنا ان نصدقها اليوم وهي التي كذبت علينا بالامس؟ وكيف تريدنا ان ندعمها بالخطط الجديدة وهي التي لم تصارحنا عن مصير الخطط السابقة؟ ولو كانت قد فعلت ذلك لزادت مصداقيتها عند العراقيين، ولأصغوا لها اليوم وهي تتحدث عن الخطط الجديدة بثقة اكبر واطمئنان اوفر.
   ان الاعتراف بالخطا يتطلب التعامل بشفافية وصراحة ووضوح، اما الغش والخداع والتضليل، فلن يقود الا الى المزيد من الفشل والاخفاقات، وهو السبب المباشر الذي يوسع الفجوة بين الحكومة والناس، واذا كانت السلطة تتصور ان بامكانها اخفاء الفشل عن الناس فانما الى حين وليس الى كل حين.
   نريد ان نسمع الحكومة تتحدث عن أخطائها، وهي في السلطة، وقبل ان تغادرها، كما نود ان نسمع الوزير متحدثا عن اخفاقاته، وهو بعد في موقع المسؤولية، وقبل ان يغادره لأي سبب كان.
   لماذا لا نسمع باخطاء الحكومة او الوزراء او المسؤولين الا بعد ان يغادروا مواقعهم؟ وعندما نسمعهم يتحدثون عن اخطاء ارتكبوها وهم في موقع المسؤولية التي تركوها لغيرهم، نسمعهم يبذلون جهودا انشائية وفلسفية كبيرة من اجل تبرير تلك الاخطاء، لا من اجل الاعتراف بها.
   ما فائدة الاعتراف بالخطا متاخرا؟ ما فائدة ان يعترف المسؤول باخطائه بعد ان يترك الموقع؟ اوليس فلسفة الاعتراف بالخطا من قبل المسؤول وهو بعد في موقع المسؤولية، من اجل محاسبته؟ فما فائدة اعترافه بخطئه بعد مغادرته الموقع، عندما لا تنفع المحاسبة باثر رجعي؟.
   لماذا تعود الناس في البلاد المتحضرة على الاصغاء الى المسؤول وهو يتحدث عن اخطاء ارتكبها، مبديا كامل استعداده لتحمل المسؤولية من دون الهرب منها او تبريرها او تحميل الاخرين مسؤوليتها، معربا عن ايمانه ببذل كل جهد لازم من اجل تصحيح الخطا، فيما يحلم الناس في بلادنا ان يسمعوا يوما شرطيا يتحدث عن خطا ارتكبه؟.
   والادهى من ذلك والامر، هو اننا نضحك على المسؤول في البلاد المتحضرة، عندما نسمعه يتكلم عن اخطائه، فتتحول اعترافاته الى مادة اعلامية دسمة تتصدر نشرات الاخبار واغلفة المجلات وواجهات الصحف.
   في البلاد المتحضرة، اذا لم يعترف المسؤول باخطائه يفضحه الاعلام ويسقط في اعين الناس وتقل شعبيته، بانتظار ان يدفع الثمن غاليا في اول انتخابات جديدة، اما في بلادنا (المحتضرة) فاذا اعترف احد بخطا مسؤول يسحله الناس في الشوارع حيا، واذا قالت صحيفة ما للمسؤول ان على عينيك حاجبا، علقت جثته في ساحة عامة ليعتبر به زملاءه من الصحفيين والاعلاميين، حتى لا يجرؤ احد على تكرار جريمته، اذ كيف يجرؤ صحفيا على نقد المسؤول وهو ظل الله في الارض، وانه الحكومة، شاء المواطن ام ابى؟.
   يقال ان الناس تظاهروا في بلاد الملكة، فاطلت عليهم صاحبة الجلالة من شرفة قصرها تسال عن سبب غضب الناس واحتجاجهم، فقيل لها انهم لا يريدون الحكومة وهم يعترضون على ادائها بسبب كثرة اخطائها وتكرار فشلها في المشاريع والخطط، فقالت على الفور؛
   بدلوا الشعب اذا لم يكن راضيا على الحكومة.
   نعم، في بلادنا يستبدل الشعب اذا اعترض على الحكومة، اما في البلاد المتحضرة فتستبدل الحكومة اذا احتج عليها الشعب وضاق بها ذرعا، وكلنا يتذكر كيف كان نظام الطاغية الذليل صدام حسين يستبدل الشعب العراقي بالاعدامات والمقابر الجماعية والانفال وحلبجة والتهجير القسري، كلما طال لسانه على النظام.
   اتعرفون ما هو سبب هذا الفارق بين البلدان المتحضرة والمحتضرة؟ السبب يكمن في نوعية الثقافة، فبينما تحول الاعتراف بالخطا الى امر عادي في حياة شعوب البلدان المتحضرة، لا زال الاعتراف بالخطا عند شعوب البلاد المحتضرة يعد عيبا كبيرا ونقصا في شهامة المرء وانتقاصا من شخصيته.
   كما ان المسؤول في البلاد المتحضرة ليس اكثر من مؤتمن على موقع ومهام يتصدى لها، ولذلك عليه ان يعترف بخطئه ويرحل حال فشله، يعد المسؤول في البلاد المحتضرة سيد الامة والمتفضل عليها والمالك لناصيتها، اما الشعب فعبيد واما المال العام فارث يتوارثه الزعماء ابا عن جد، ولذلك يحاسب المسؤول عندهم ويجبر على الاعتراف باخطائه، ولا يحاسب المسؤول عندنا ولا يجرؤ احد على اجباره على الاعتراف بالخطا.
   من هنا كان من اللازم ان يتحول مبدا الاعتراف بالخطا الى ثقافة، والى امر عادي يمارسه المسؤول في كل الحالات وفي كل الظروف، وهو في موقع المسؤولية قبل ان يغادره، ربما الى القبر، لا ادري.
   اذا تحول الاعتراف بالخطأ الى ثقافة عند الناس وعادة ملازمة للمرء، فسيتحول الى رقيب ذاتي، كما انه سيكون رقيبا شعبيا عاما له، لان الاعتراف بالخطا بحاجة الى استعداد نفسي اولا.
   ان المتشبثين بالسلطة والمتهالكين عليها هم الذين لا يعترفون بالخطأ، ولذلك، فهم خطر على البلاد والعباد لا يجوز تركهم في مواقع السلطة، لانهم يجرون الناس الى الهلاك، وبسببهم تستفحل الاخطاء لتصل الى مرحلة لا يمكن عندها تصحيح المسار العام، بالضبط كما حصل مع الطاغية الذليل ونظامه الشمولي البائد.
   الناجحون يعتبرون الاعتراف بالخطأ فضيلة، اما الفاشلون المتهالكون على السلطة، فيعتبرونه رذيلة، وشتان بين الاثنين.
   ان الناجحين من المصلحين والزعماء الحقيقيين والقادة التاريخيين، يبدون استعدادا منقطع النظير للاعتراف باي خطا، لانهم مستعدون للتخلي عن السلطة متى ما فشلوا، لان هدفهم من السلطة ليس السطوة والاستئثار، وانما لخدمة الناس وحماية حياتهم ومنجزاتهم ومصالحهم، فماذا تنفع السلطة، في رايهم، اذا لم يكونوا سببا في النجاح وعاملا في تحقيق الاستقرار؟.
   ان الاعتراف بالخطأ دليل احترام عقول الناس وذاكرتهم، كما انه دليل على حرص المرء على الامانة التي يحملها (المسؤولية).
   لذلك نرى القرآن الكريم يزخر باعترافات العظماء، اما الطغاة والجبابرة فلا نقرا لهم الا الاعتزاز الوهمي بالنفس والخطا والاثم طوال حياتهم، وهو الامر ذاته الذي نقراه في حياة العظماء والطغاة على مر التاريخ والى يومنا هذا، ولذلك فان حياة العظماء تزخر بالنجاحات فيما لا تسجل صفحات الطغاة الا الشر والسوء والفشل والهزائم.
   ولهذا لا نسمع من انظمة وحكومات العالم المحتضر اي اعتراف بالخطا بالرغم من مرور نصف قرن او اكثر على وجود بعضها في السلطة، وقد سالت خلالها انهار من الدماء وازهقت ارواح الابرياء وانتهكت اعراض الناس ودمرت البلاد وتبدد المال العام وانتشر الفساد الاداري في كل مرافق الحياة العامة، وفشا المرض والتخلف والامية في اوساط الناس، وبعد كل ذلك يخرج علينا الزعيم في ذكرى الاستقال الموهوم او العيد الوطني الخداع من كل عام ليتحدث لنا عن التقدم والنجاح والانجازات.
   ومن اجل ان اكون منصفا، علي ان اذكر هنا باننا لا نسمع بالخطا الا اذا سقط النظام بانقلاب عسكري فقط، وان اعتراف الانقلابيين باخطاء السلف ليس من اجل سواد عيون الشعب او من اجل تصحيح المسيرة، ابدا، وانما من اجل تبرير سرقتهم المسلحة (الانقلاب العسكري) ليس الا.
   اما في اطار الاعتراف الثالث (الاعتراف بالفضل) فالمقصود به هو ان يستعد كل واحد منا للاعتراف بفضل من له الفضل في تحقيق النجاح، وهذا يتطلب ان نترفع عن الخلافات ونسمو بالنفس لتكون عندنا المصلحة العامة فوق كل المصالح الخاصة، وان الهدف هو النجاح وليس من يحقق هذا النجاح، اما اذا ركبتنا الانانية، فترانا نكيل بمكيالين، فاذا كنت انا من حقق النجاح فسافرض على الجميع ان يعترفوا بفضلي في ذلك، والا اتهمهم بالحسد والغيرة والخيانة في احيان كثيرة، والا لماذا لم يبرقوا لي مهنئين؟ اما اذا كان غيري هو من حقق هذا النجاح، فالفخر للظروف التي خدمته وليس له، ولذلك احاول ان اتجاهل دوره مهما كان عظيما.
   ان عدم الاعتراف بالفضل للاخرين، هو احد الاسباب المدمرة التي تمزق المجتمعات، لانه يدفع باتجاه التباغض والتحاسد والتصادم، ولذلك يتحول النجاح، في احيان كثيرة، الى سبب للفشل والهزيمة، وللتباعد والتباغض حتى بين اقرب الناس.
   اما الاعتراف بالفضل للاخرين، فهو السبب المباشر لتحقيق المحبة والتعاون والتكامل بين العاملين، وبالتالي فهو السبب الاساسي لتوطيد الثقة بين الراعي والرعية.
   ان الاعتراف بالفضل، خلق قرآني، من خلال ما نقرأه في العشرات من الايات الكريمة التي يعترف بها الله تعالى بالفضل، ولذلك يفضل رب العزة بعض الناس على بعض، بل انه عز وجل يفضل الانبياء بعضهم على بعض، لأنه يعترف لهم بالفضل، بغض النظر عن سبب هذا التفضيل.
   لنقرأ، مثلا، باقة الايات القرآنية الكريمة؛
   {وان تعفوا اقرب للتقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم، ان الله بما تعملون بصير}{تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، منهم من كلم الله، ورفع بعضهم درجات}{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}{لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر، والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم، فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة، وكلا وعد الله الحسنى، وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما}{ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات، وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}{ولقد آتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة، ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين}.  
   من هنا علينا ان نتخلق بخلق القران الكريم، فاذا ابدع امرء بشئ علينا ان نعترف له بذلك، واذا تميز بدور علينا ان نعترف له كذلك.
   لنسع دائما الى احترام وتقدير امتيازات الاخرين، ليعترفوا بدورهم بالامتيازات التي قد اتميز بها عن الاخرين في يوم من الايام، فكما تحب ان يعترف لك الاخرون بالفضل، عليك اولا ان تبادلهم هذا الحب، لتلق منهم ما تحب.
   ان الاعتراف بالفضل للآخرين، يشجع على عمل الخير، وهو افضل الشكر الذي يقول عنه رسول الله (ص) {من لم يشكر المخلوق، لم يشكر الخالق} فالاعتراف بالفضل اول الشكر، اليس كذلك؟.


   5 شباط 2007
      

منى الصبان


تقوم المدرسة العربية للسينما والتليفزيون بالتعاون مع طلبة السنة النهائية بقسم الإحصاء بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بعمل استبيان عن مدى استفادتك من المدرسة وأهمية عمل اختبارات نظرية للراغبين في الحصول على شهادات ثم انضمامهم إلى ورشة عمل لإنجاز الجانب العملي من الدراسة. لذا نرجو منكم أن تهتموا بملأ استمارة الاستبيان والتي سنوافيكم بها بعد أسبوع إن شاء الله نظرا لأهمية آرائكم لتكوين الرأي النهائي قبل البدء في الامتحانات.


 



 


Best Regards & Good Luck


Dr. Mona El-Sabban


www.elsabban.com


www.arabfilmtvschool.edu.eg    


mona.elsabban@arabfilmtvschool.edu.eg       


Telefax : 02 506 34 77


Mobile 2: 2010-4613833


سبيل وكتاب قايتباى - شارع شيخون- خلف قسم الخليفة - ميدان القلعة - القاهرة


 

حجر الجنون لفرناندو آرابال

حجر الجنون لفرناندو آرابال 


هيأ النص العربي: حكمت الحاج
(..مقاطع...)
عندما أفكر فيها ذاكرتي الوزير الأسود والفيل الأسود يسهران في آن واحد في زاوية غرفتي عندما أفكر فيه خيالي أرى أسد كوبنهاجن يمر من أمامي عندما أفكر فيها أحلامي تتغطى الأرض بقبعات بدون زوائد عندما أكتب لا شيء في ظلام طاولتي تحت إبهامي أستطيع أن أقرأ بحروف فسفورية كلمة لاشيء أيها السادة لقد استلمت رسالتكم الموقرة والمرقمة 8763 ب م/ب والمؤرخة في السابع والعشرين من كانون الثاني الماضي أرجو المعذرة على تأخري في الإجابة ولكن أوجاعا عنيفة في رقبتي سببت لي الكثير من المعاناة في هذه الفترة وسمرتنى الى الأرض أياما طويلة أنا في الحقيقة وضعت على واجهة بيتي بساطين كبيرين بنفسجيين وأرجو منكم أن تصدقوني عندما أقول لكم أنهما ضروريان جدا لهدوئي وأخيرا جاء بعض الناس في زيارة إلى وعكروا سكينتي وبالتالي اضطررت الى استخدام هذه الطريقة لإبعادهم أنتم تفهمون جيدا أنني لا أستطيع أن أسهر الليل وأقضي النهار على شرفتي العلامات الأخرى التي ثبتها على الجدار لها نفس الوظيفة بما في ذلك اللوحة التي كتبت عليها ابتعدوا عني أيها القذرون الحل الذي تقترحونه على (أن أدع البساطين والعلامات الأخرى في ممر شقتي) لا يعود على بأية فائدة إن الزوار يدخلون دائما من الشباك وأحيانا ينفذون عبر الجدار وهذا الأمر يجعلني أفكر بأنهم يأتون إلي طائرين في الهواء اعملوا على تهدئة المواطنين وقولوا لهم أن لا يروا في هذه الوسائل المتواضعة لحماية الذات شيئا يجرح شعورهم أشكركم على لطفكم معي لحل مشاكلي الخاصة الحميمة هذا وتقبلوا فائق احترامي....الخ
• ولد فرناندو آرابال في مليلية المغربية التي سرقها الأسبان كما هو حال شقيقتها سبتة. ومنذ نيسان 1955 عاش في باريس حيث شارك في الحركة السوريالية بزخم كبير.
• بوصفه روائيا، فقد نشر بالفرنسية، "بعل بابل" ودفن سردينيا" ولكنه اشتهر بمسرحياته اللامعقولة. وشعره مثل مسرحه تسوده روح الدعابة السوداء. من أهم أعماله "حجر الجنون" وهو شرح لكوابيسه بأسلوب جد سوريالي وباعتماد الكتابة الاوتوماتيكية.

حجر الجنون لفرناندو آرابال.

القرآن يقوم على تمجيد العلم

القرآن يقوم على تمجيد العلم
GMT 1:30:00 2007 الخميس 8 فبراير إيلاف




القرآن منظومة شاملة تقوم على تمجيد العلم والمعرفة ومقت الخرافة
بقلم توني بلير، رئيس وزراء المملكة المتحدة
الخلاصة هي الحرب على الارهاب لا تقوم على الاساس الامني او التكتيك العسكري فقط بقدر ما هي معركة من اجل القيم، وهي واحدة من الدوافع التي توجهنا نحو انتصار ما نملك من تسامح وليبرالية. افغانستان والعراق تمثل نقطة انطلاق في هذه المعركة ونجاحنا فيها لابد ان يقوم على الجرأة والشجاعة والمزيد من الرسوخ والتطلع نحو تطبيق القيم العالمية تطابقاً مع توجهات واشنطن في قيادتها لهذا الطريق.
جذور التطرف
ردنا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر أثبت أنه الاكثر اهمية مما ظهر في ذلك الوقت. ذلك اننا اخترنا المن كميدان للمعركة. لكننا لم نفعل، نحن نختار القيم لقد قلنا باننا لا نريد طالبان او صدام حسين اخر. نحن عرفنا انك لا تستطيع هزيمة الايديولوجيبا المتعصبة عبر السجن او قتل قادتها، عليك هزم افكارهم.


من وجهة نظري الموقف الذي نواجهه كان حربا حقيقية، لكنها من نوع غير مالوف تماماً ولا تستطيع مواجهتها بالطرق التقليدية. لن نستطيع الانتصار في مقارعة التطرف العالمي مالم نواجهه بذات القوة من القيم. نحن نستطيع الفوز فقط من خلال ابراز بان قيمنا اقوى واحسن وطرح المزيد من البدائل. ذلك ايضا يعني ان نري العالم باننا عادلون وواضحون في تطبيقنا لتلك القيم. نحن لن نحصل على دعم حقيقي من خلال التصرفات الخشنة، ذلك ربما سيمثل صيانة اساسية لطريقتنا في الحياة ما لم نعقد العزم وبقوة متساوية على محاربة الفقر العالمي والتدهور الذي يحيق بالبيئة والظلم المتزايد.
جذور الموجة العالمية للارهاب والتطرف عميقة. انها تعود الى عقود من التحولات حيث الظلم والقمع السياسي في البلاد العربية والعالم الاسلامي. وحتى الان فان الارهاب لايمكن النظر اليه بوصفه امرا محتوما. بالنسبة لي فان الشيء الجدير بالاشارة يكمن في النظرة التقدمية التي يحتويها القران الكريم. فانا اكتب وبتواضع جم وكعضو ولاؤه في نطاق ديني اخر. وكمراقب خارجي فان القران يمثل كتابا اصلاحياً يبرز الاتجاه فيه الى اهمية العودة باليهودية والمسيحية الى اصولها النقية في الوقت الذي كانت الكنيسة المسيحية بحاجة الى الاصلاح خلال القرون السابقة. القرآن منظومة شاملة تقوم على تمجيد العلم والمعرفة ومقت الخرافة وقدم الحلول والممارسات العملية في العديد من المسائل الاساسية كالزواج والنساء والحكم.
في ظل التوجيه القراني كان الانتشار والسيطرة الاسلامية السابقة على المناطق المسيحية والوثنية قد ابرز تجربة باهرة. وعلى مدى قرون اسس الاسلام امبراطورية وقاد العالم نحو الاستكشاف والفنون والثقافة. معيار التسامح خلال العصور الوسطى يكشف عن رجحان الاسلام في هذا المجال مقارنة بالعالم المسيحي. ولكن خلال الفترة المبكرة من القرن العشرين، بعد النهضة والاصلاح وحكرة التنوير والتي جاءت بمؤثر من العالم الغربي عاش المسلمون والعالم العربي لحظة الشك والتردد، وعدم الاستقرار وراحوا يتحصنون بالموقع الدفاعي. بعض البلدان الاسلامية مثل تركيا توجهت نحو اعتناق العلمانية فيما وجد البعض الاخر نفسه تحت السيطرة الاستعمارية فكان ان تداخلت ملامح الظهور للتيار القومي والقمع السياسي والتدين الراديكالي. المسلمون باتوا يشهدون الوضع المؤسف للاقطار الاسلامية هذا الوضع الذي راح يمثل وضعا مؤسفاً للاسلام وهكذا صار الراديكاليون السياسيون، راديكاليين متديين والعكس بالعكس.
محاولات القوة هيأت مناخا من التعايش بين الاسلام الراديكالي وبعض التيارات الايديولوجية من خلال اندماج بعض القيادات. والنتيجة كانت على الدوام عبارة عن كارثة. الراديكالية الدينية حظيت لنفسها بالاحترام والتبجيل بعد تعرضحها لقمع الراديكالية السياسية. لكن الجدير بالملاحظة ان كلا التيارين جاء ليمثل الحاجة الى التغيير. ومن هنا بدأ الطريق نحو خلق الثقة وترسيخ الاسلام من خلال المزج بين التطرف الديني والمبادئ السياسية حيث حرصت القيادات الاسلامية على المجاهرة بالعداء للغرب كأسلوب لتوسيع النفوذ.
هذا التطرف ربما بدأ مع المعتقدات والفكر الديني في فروع الاخوان المسلمين والمدعم بالمتطرفين الوهابيين والسعي الى نشر الافكار عبر البعض من المدارس في الشرق الاوسط وآسيا، وهكذا تمت ولادة ايديولوجيا راح يتم تصديرها حول العالم.
في الحادي عشر من سبتمبر قتل ثلاثة آلاف شخص. لكن الارهاب لم يبدأ في شوارع نيويورك. الموت كان حاضراً ليس فقط بضرب المصالح الغربية، ولكن من خلال العصيان السياسي والاضطراب حول العالم. وضحاياه صاروا يظهرون في التاريخ المعاصر وفي بلدان كثيرة؛الهند، اندونيسيا، كينيا، ليبيا، باكستان، روسيا، السعودية العربية، اليمن، وعدد لا يحصى من البلدان. اكثر من مائة الف قتلوا في الجزائر والشيشان وكشمير. السياسة كان يمكن لها ان تقدم الحل، لكن الوحشية جعلت منها غير قادرة على اية مبادرة بسبب الضغط الذي راح يمثله الارهاب. اليوم بين ثلاثين او اربعين بلدا، يتحرك الارهابيون فيها بحرية نسبية، ويعملون على عقد اواصر علاقاتهم الايديولوجية. ومع ذلك فان الكادر الارهابي يبقى صغيرا نسبيا، انهم يعملون على استغلال الاعمال البطولية من اجل خلق وعي مآله يقوم على عزل العرب والعالم الاسلامي.
الاعمال الارهابية لم تكن معزولة عن مجمل اتجاه الناشطين في هذا المجال ، بل مثلوا جزءا من حركة متزايدة قامت اراؤها، على ان المسلمين قد تركوا الايمان الصحيح بعد ان خضعوا للثقافة الغربية عبر البعض من المتواطئين من المسلمين. ولكن مقابل كل هؤلاء يمكن ان ترى ان الطريق للتعافي لا يقوم فقط على الايمان الحقيقي بل على الثقة واحترام الذات الاسلامي من اجل مواجهة الغرب.



(مجلة شؤون خارجية، عدد يناير-فبراير2007 / ترجمة د. إسماعيل نوري الربيعي)

القرآن يقوم على تمجيد العلم.

Billionaire's widow Anna Nicole Smith dies - Yahoo! News UK

Billionaire's widow Anna Nicole Smith dies Thursday February 8, 11:16 PM


HOLLYWOOD, Florida (Reuters) - Anna Nicole Smith, the small-town Texas girl turned voluptuous Playboy Playmate who became a tabloid fixture while fighting all the way to the U.S. Supreme Court over the estate of her billionaire husband, died suddenly at the age of 39 on Thursday.
Smith, a platinum blonde who grew up idolizing screen legend Marilyn Monroe and first gained fame as a model for Guess?
(Advertisement)
jeans, was pronounced dead at a Hollywood, Florida hospital at around 2:45 p.m. on Thursday.
She had been rushed to the hospital after a private nurse -- who had apparently been alone with Smith in her room at the Seminole Hard Rock Hotel and Casino -- telephoned a hotel operator to ask for medical assistance was needed.
Police said the cause of death was unknown and scheduled an autopsy for Friday.
Smith's death came at a time of grief and fresh legal wrangles that had been avidly followed by the tabloid newspapers.
Just five months ago, Smith's 20-year-old son, Daniel Smith, died in the Bahamas three days after the birth of her daughter. She then became the centre of a paternity suit over the baby girl.
"I can confirm that she is deceased. It's as shocking to me as to you guys," Smith's attorney, Ronald Rale, told Reuters. "I don't know anything further. (Her lawyer and husband) Howard (K. Stern) obviously is speechless and grieving."
Hotel president Michael Brown said paramedics found Smith unconscious in her hotel room and tried to revive her but found her unresponsive.
Smith had been ordered to have her five-month-old daughter undergo a paternity test as part of a lawsuit by an ex-boyfriend, Larry Birkhead. On Wednesday, a Los Angeles judge set a February 21 deadline for Smith to complete the test.
Birkhead sued Smith in October, demanding she have the paternity test because he believed he was the father of the girl. Smith had said Stern is the father of the baby.
Smith was born Vickie Lynn Hogan and raised in the small Texas town of Mexia, about 80 miles (130 km) south of Dallas, by her mother and aunt.
A high school dropout, Smith met her first husband, Billy Smith, at the age of 17 but later split from him and moved to Houston, where she became a popular stripper. It was there that she met elderly oil billionaire J. Howard Marshall.
The unlikely couple married in 1994, when she was 26 and he was 89.
Marshall died the following year and Smith spent much of the following decade battling members of his family over his estate. In May 2006 the U.S. Supreme Court ruled that Smith could pursue her case in federal court.
Smith, who modelled Guess? jeans, was named Playboy magazine's Playmate of the Year in 1993 and had film roles that year in "The Hudsucker Proxy" and "Naked Gun 33 1/3: The Final Insult."
"I am very saddened to learn about Anna Nicole's passing," Playboy founder Hugh Hefner said in a written statement.
"She was a dear friend who meant a great deal to the Playboy family and to me personally. My thoughts and prayers are with her friends and loved ones during this difficult time."
(Additional reporting and writing by Dan Whitcomb in Los Angeles)

Billionaire's widow Anna Nicole Smith dies - Yahoo! News UK.

مايك ويتني: تغطية المذبحة في النجف

مايك ويتني: تغطية المذبحة في النجف


ترجمة- كهلان القيسي


قل ما تريد قوله حول أجهزة الإعلام المدفوعة الثمن، فهم ما زالوا لم يفقدوا شهيتهم للمجازر.
حتى الآن، نحن نستطيع القول ان هناك مسألتين لاشكّ فيهما حول ذبح 250 عراقي قرب النجف يوم الإثنين. الأولى ، نعرف بأنّه ليس هناك أي دليل قاطع لدعم القصة الحكومية للأحداث. ، والثانية، نعرف بأنّ كلّ وسائل الإعلام في الولايات المتّحدة نشرت نسخة الحكومة بخنوع إلى قرّائها بدون التأكد من الحقيقة أو تقديم شهادة شاهد عيان.
وهذا يثبت بأنّ أولئك الذين يقدمون الحجج على ان الأخبار المهمة تغربل فإنه من المحزن القول بأنهم قد أخطأوا حين يدعون بأنه ليس هناك غربلة للأخبار بين الجيش وأجهزة الإعلام؛ وإنما هي قناة واحدة مباشرة. وفي الحقيقة، فإن كلّ العقبات التقليدية قد أزيلت عن محتواها، لذا فان القصص الخيالية التي تصنع في وزارة الدفاع الأمريكية تصل إلى الصفحات الأولى في أمريكا. ..
والأمثلة على ذلك: في قضية النجف أخبرتنا الوكالات الأمريكية بما يأتي: “ إن مئات من الرجال المسلّحين من طائفة شديدة الحماسية (جنود السماء) كانوا يخطّطون للتخفي كحجاج وقصدهم إن يقتلوا رجال الدين في أقدس يوم من التقويم الشيعي وقيل: نحن نعتقد بأنّهم وضعوا زوجاتهم وأطفالهم في خطّ النار لذا يمكنهم أن يخفوا نيتهم الحقيقية لمحاصرة المدينة. وهذا ما جاء في تقرير (أسوشيتد بريس)
فكم هو سخيف مثل هذا التبرير!! فكم هو عدد الرجال الراغبين باصطحاب عوائلهم بشكل طوعي الى المعركة؟ في الحقيقة، هؤلاء هم من القبائل نفسها التي كانت تأتي طواعية لزيارة النجف كلّ سنة لإبداء ولائهم إلى الإمام حسين وللاحتفال بعاشوراء. ولم يكن هناك شيء غير طبيعي في سلوكهم.
واستنادا إلى تقرير الأسوشيتد بريس: “ إن هدفهم كان قتل أكبر عدد ممكن من رجال الدين البارزين، وهم آيات الله الأربعة الرئيسيين، ومن ضمنهم آية الله العظمى علي السيستاني … وأشار مسؤولون حكوميون في النجف بأنّ الفدائيين تضمّنوا متطرّفون من الشيعة والسنّة، بالإضافة إلى مقاتلين أجانب. ”
هذا هراء غير مؤكّد أكثر من سابقه
الذي نعرفه الآن، بأنّه لم يكن هناك مقاتلون أجانب، لا يمنيون،ولا سعوديون، ولا أفغان، ولا أي عضو في القاعدة. (كما ذكر أصلا)، وكل ما في الأمر إنهم كانوا مجموعة شيعية من الوطنيين العراقيين الذي لا يتبعون آية الله الإيراني المولد علي السيستاني. وضاقوا ذرعا بهيمنة الحكيم ومليشيات الصدر، ومرتابون من التدخّل الإيراني المستشري في حكومة نوري المالكي.
وعلى ما يبدو، ان المعركة اندلعت في نقطة تفتيش بين القوّات الحكومية والمجموعة الشيعية ، حيث أنطلق الرصاص و تصاعد العنف فانهزمت القوّات العراقية بسرعة. لذلك استنجدوا بالدعم العسكري الأمريكي وقالوا للأمريكان : نحن نتعرض للهجوم من قبل القاعدة والمتمرّدين السنّة. وهو افتراء كامل؛ فقد كانت القوات الحكومية تعرف بشكل واضح مع من كانوا يتحاربون. لكن الجيش الأمريكي صدّقهم ، وأرسل طائرات أف -18 ومروحيات مسلّحة ودفن المجموعة القروية تحت سجادة من القنابل. ومن المتوقّع أنّ نساء وأطفالا قد قتلوا في القصف، وقد حصل.
في الحقيقة، إن الكثير من المشتغلين في أجهزة الإعلام احتفلوا بذبح الزوار العراقيون، كما لو أنهم كانوا يغطون مرة ثانية “ معركة سهول الفلاندرز في الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها 19 ألف أمريكي في المثلث الفرنسي البلجيكي واللوكسمبرغ.
وهنا تغطية مثالية من الأسوشيتد بريس:
طائرات قاصفة أمريكية وبريطانية قصفت الفدائيين، وقالت القوة الجوية الأمريكية الإثنين. ان طائرات أمريكية إف -16 وA-10 أسقطت قنابل تزن 500 رطل على المواقع المتمرّدة.
وهذا يعني ! أن الكثير من لأبرياء قد ذبحهم!:::: قل ما تريد قوله حول أجهزة الإعلام المدفوعة الثمن، فهم ما زالوا لم يفقدوا شهيتهم للمجزرة.
وماذا أجاب الرئيس بوش القائد و مقرر الكوارث - عندما سأل عن الهجوم، أجاب , “ ردّ فعلي الأول على هذا التقرير من ساحة المعركة بأنّ العراقيين بدأوا يظهرون بعض التقدم”!!!
ما الذي " أظهره"العراقيون المعنيون لبوش ، هل اظهروا كم كان من السهل أن يخدعوا الجيش الأمريكي في تنفيذ أعمالهم الانتقامية الإبادية ضدّ القبائل المنافسة لهم . كما يفعل جيش المهدي والميليشيات الشيعية الأخرى بتخفيض مستوى تواجدهم ” بينما يقوم الجيش الأمريكي بتطهّر أحياء سنيّة عرقيا في كافة أنحاء بغداد، وأيضا، المتعاطفون الإيرانيون في الحكومة العراقية يستعملون القوّة النارية الأمريكية الآن لإزالة أعدائهم التقليديون. على ما يبدو، بوش سعيد بهذا الترتيب الجديد واسعد منه أمراء الحرب الشيعة الذين يحكمون البلاد الآن.
وقد قال ناطق من وزارة الدفاع العراقية بأنّ “200 إرهابيا قتلوا و60 جرحوا وهو بالطبع قد خفض التخمينات الأصلية. لكن الحقيقة لم يكن هناك إرهابيون كما وصفوهم؛ ولكن كانت عوائل المحبّين الإسلاميين جاءت إلى النجف وكربلاء لإنجاز إلتزاماتهم الدينية. وها هم قد ذبحوا بمجرّد الشكّ بأنهم قد يخطّطون لهجوم، لكن ليس هناك برهان لدعم ذلك الإدّعاء.
مهما كانت التفاصيل الدقيقة فان النسخة الرسمية هراء مطلق. لهذا منع الناجون من الهجوم من الكلام مع الصحافة. مثل حفلة الزفاف التي قصفتها الطائرات الأمريكية في محافظة الأنبار، أو فبركة قصة جيسيكا لنتش، ومع هذا فإن إنّ النسخة الرسمية تبقى سائدة دائما ” إلى أن تظهر الحقيقة على السطح في وقت ما في ما بعد.
في النهاية يستعمل الجيش الأمريكي الآن كمشعل للنزاعات العشائرية و القبيلية وهذا يجعل الأمر صعباً لواشنطن لكي تثبت بأنّها وسيطة صادقة وهي التي يمكنها المصالحة بين الفئات المتحاربة في كلّ عمل من أعمال العنف المتهوّر، والحقيقة ان الولايات المتّحدة توحّل نفسها أكثر في حرب "مستحيلة الفوز" إلا ان أجهزة الإعلام الأمريكية وحدها تعتقد بأن الانتصار ممكن ولهذا ما تزال تهتف لها.
http://www.informationclearinghouse.info/