٦‏/٨‏/٢٠٠٦

بعد شهر تقريبا هذا اذا مو بأقل منه سترى النور قريبا رواية طازجة

من مخابزنا حنا يالسعودية للسوق العربي كافة عنوانها رواية "الآخرون"..


من تأليف صبا الحرز من مواليد القطيف عام 1980 هـ,, واللتي بدأت كتاباتها

كحال غيرها عن طريق الانترنت على شارع الجوازات وذلك سنه 2001


رواية صبا الحرز الجديدة لاتتعدى في مضمونها مضمون رواية "بنات الرياض",,لــ رجاء الصانع


الجدير بالذكر أن الروائتين الثنتين الآنفتين ذكرهما تعتبر رواياتهم هي الرواية الاولى لهم في رصيدهم.


((الله يهديهم هالروائيات صجونا وهم يطالبون بتحرر أقلامهم واذا أخذوها سيده على العميق على طول))




تتضمن رواية "الآخرون" اللي تكلفت " دار الساقي" بنشرها بعض من أنواع الاسغلال العاطفي , والعنف , والحب المفرط


تتميز رواية صبا الحرز بأكثر جرأة وانفتاحية ليست سنعه


أتمنى لكم قراءة طيبه ,, ولاحد يتأثر بهالروايات تراها في الاخير من مخيلات كتٌابها لاتمت للواقع بصله >> اللٌه اللٌه ياعيالي


كان معكم روائي المستقبل
فنيلة بن حنتوش

سرد ديناميكي له حيوية الانفتاح على العالم
محمد الحرز * - « صحيفة الشرق الأوسط » - 1 / 6 / 2006م - 9:02 ص

الرواية النسائية تستجيب بالدرجة الأولى للتحولات التي طالت جميع أوجه الحياة في بلادنا كما هو عليه الحال في الرواية الذكورية، إذا جاز لنا الفصل. لذلك لا يمكن الركون في تصوري إلى هذا النوع من التصنيف دون أن نقع في دائرة الالتباس التي تفضي بالباحث في مجمل الأحوال إلى معالجة الرواية المحلية من منطلقات تصورية مسبقة تفترض أن الكائن الأنثوي يعالج قضاياه الإنسانية والاجتماعية إبداعيا بمعزل عن المؤثرات الفنية والثقافية للكائن الذكوري.

وهذه إحدى القضايا التي طغت على مجمل القراءات التي تصدت للإبداع الروائي الذي تكتبه المرأة، ولكن لا يعني ذلك من جهة أخرى، أنها لم تحاول معرفة أو الكشف عن عوالم هذا الإبداع، بل وجدنا في الكثير من الكتابات التي تقارب هذا النموذج الروائي أو ذاك، الاستدلال الدقيق على السمات البنيوية التي تخص عالم المرأة الروائي.

وهي سمات تكشف بحسب تلك المصادر، الوعي الذي تشكل فنيا بأهمية السرد الروائي في التعبير عن التحولات التي طالت مجتمعنا في الآونة الأخيرة، وخصوصا ما يدور حول المرأة من إشكاليات وقضايا.

ربما يرى البعض أن هذا الوعي الفني عند المرأة ما زال طفوليا، أي أنه ما زال يتلمس طريقه في التشكل والنمو مقارنة بتاريخ الرواية في بلادنا الذي تشكل على يد السرد الروائي الذكوري، ولكن تبقى الرواية المحلية من منظورها الفني والثقافي عند المرأة أكثر ديناميكية وحركة، ليس المنظور الذي يحصر القيمة الفنية في معيارية الخبرة وكثرة الإنتاج والتي تدعمها في الغالب صحافة أدبية غير متخصصة على الإطلاق، ناهيك من تناول الأعمال الروائية الجادة خارج نطاق المؤسسات الرسمية.

ولكن المنظور الذي نعنيه هنا هو أن المرأة وجدت ضالتها إبداعيا في الجنس الروائي باعتباره الأكثر قدرة على تجسيد المرأة كما هي في مجتمعنا دون «كليشيهات» أو «رتوش»، لذلك جاءت رواية رجاء الصانع «بنات الرياض» لتعطي هذا الانطباع الذي يفتح الباب على عوالم كانت إلى حد قريب من التابو، وإن كانت الرواية الذكورية حاولت من جهتها أن تفتح هذه العوالم، مثل روايات غازي القصيبي أو تركي الحمد، أو في بعض روايات عبدو خال، إلا أن الفرق يكمن في اللحظة التاريخية التي تشكلت فيها تلك الروايات، وتلك التي تحاول أن تقولها المرأة في سردها الروائي، إنها تسرد على خلفية ثقافية لجيل من مقوماته الأساسية سهولة الانفتاح على العالم والتأثر به حد الجذور.

وهذه إحدى السمات التي يجب مناقشتها في العمق لأنها جعلت المرجعية الفنية لتقييم الأعمال الإبداعية عندنا تحت طائل الشك، حيث كان مد التغيير والتحول البنيوي فكك كل ثقافة ساكنة تطمئن بدرجة أو بأخرى لمسلماتها حول ذائقتها الجمالية.

وأصبحت الرواية النسائية إشكالية من هذا المنطلق وليس بسبب عوامل فنية كما يشاع غالبا. في رواية «الفردوس اليباب» لليلى الجهني رغم المنظور الرومانسي التي ظهرت به المدينة، غير أنها مثلت عالم المرأة بامتياز، أي أن التقاط الحياة السرية للمرأة هو اختصاص أنثوي لا يمكن أن يكون للرجل دور فيه مهما أبدع فنيا، رغم ما يمثل أمامنا من نماذج روائية ليست محلية فقط وإنما عالمية، أبدعت شخصيات نسائية على مستوى عال من التقنية والحياة الخلاقة، إلا أن ذلك يبقى استثناء.

إن اللافت للنظر من جهة أخرى هو اللهاث السريع في الإنتاج النسائي للرواية، وهي تشكل في ظني ظاهرة ثقافية وليست إبداعية، تعود كما قلنا سابقا إلى محاولة كسر الثقافة السائدة التي أخفت بآلياتها، صوت المرأة على المستوى الإبداعي التعبيري، لذلك رأينا كيف بدأت الأصوات النسائية تكسر قشر البيضة لتخرج إلى العلن، فعدا رجاء عالم، وأميمة الخميس، هناك نورة الغامدي، وزينب حفني، وبدرية البشر، وقماشة العليان.

وهي أصوات متباينة فنيا إلا أن مرحلة تشكل العمل الفني على خلفية ثقافية في إطار التشكل والتجدد، هذا بالنسبة لي مربط الفرس الذي ينبغي إبرازه في اللحظة الراهنة من تحولاتنا الثقافية والاجتماعية المهمة لأجيالنا القادمة.

كاتب سعودي - الأحساء
الروائيات السعوديات ومتعة اللعب بالنار

لا يختلف اثنان على ان ظاهرة «الرواية النسائية السعودية» فرضت نفسها على المشهد الثقافي السعودي، لا بل والعربي بشكل عام.

فكلما هدأت عاصفة رواية، خرجت من المطابع أخرى جديدة تحاول ان تتجاوز ما قبلها، جرأة ومشاكسة وتحرشاً بالسائد والمتفق عليه. لكل واحدة أسلوبها وهواها ومزاجها، ومناطقها الاجتماعية التي اختارت ان تقتحمها بقلمها، لكن جميعهن وعلى اختلاف أهوائهن، يتميزن بحساسية قوية تجاه مجتمع ذكوري كانت له الغلبة والصوت المتسلط على مسارهن.

منذ البدء بدت المرأة الروائية في السعودية راغبة في أن ترسم لنفسها خطاً متمايزاً عن زميلها الرجل، لكن الشهور الأخيرة، أكدت أن المغامرة ما تزال في أولها، فبعد رجاء الصانع في «بنات الرياض»، ظهرت «ملامح» زينب حفني لتتبعها مباشرة طيف الحلاج باسمها المستعار على رواية «القرآن المقدس» وتثير أسئلة لم تكن مطروحة من قبل حول قضية التخفي وراء حجب الأسماء.

والرواية التي تستعد لإصدارها «دار الساقي» منتصف الشهر المقبل، تحت عنوان «الآخرون» باسم صبا الحرز، قد تكون قنبلة روائية جديدة من نوع آخر. هنا رأي لناقدين سعوديين في الظاهرة المتنامية بسرعة العصر، ومقابلة مع صاحبة «الآخرون»، تتحدث خلالها عن العوامل التي دعتها إلى الخروج على كل ما سبق.

عقدة أنثوية تضخم أيديولوجيا الاضطهاد

محمد العباس:

• الروايات المكتوبة بأقلام نسائية هي حالة أشبه بانفجار الصمت، متأتية من مهبات العولمة التي وهبت صوتا لكل فرد، ولذلك تكتظ هذه الروايات بالقضايا الحقوقية والخيبات العاطفية، ويغلب عليها طابع الواقعية الإجتماعية، بما هو المكان الذي يتم فيه تأوين شخصيات مقهورة لا تبتعد كثيرا عن الذوات المنتجة لها.

وبقدر ما هي دليل على صعود «الفردانية»، هي إشارة أيضا على أن الرواية معادل لفعل الحداثة الاجتماعية، وبالتالي لا يمكن فصلها عن فعل الثقافة الأشمل. فظهور هذا الكم من الروايات المتواترة في ظل نظام رمزي قاهر إشارة صريحة إلى التوطين الفعلي لتعددية الأصوات، والإقرار بالمرأة كآخر، له الحق في الحضور الحياتي والإبداعي، والاعتراف برغبته في التمثل عبر السرد، لإبقاء الذات الأنثوية حاضرة وفاعلة.

الرواية كخيار تعبيري ينم عن وعي أنثوي بقدرة هذا النمط التعبيري على الهدم والبناء، والاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الأفكار والمشاعر، أو استدماج جملة من الخطابات داخل السرد، لدرجة يبدو فيها المنجز الروائي النسوي وكأنه في طور التجاوز لمنهجية التملص والمراوغة. فقد باتت هذه الروايات على درجة من الفصاحة وتسمية الأشياء والوقائع بمسمياتها، وإن أوقعتها النبرة المتبائسة أحيانا في مثالب الخطاب النسوي.

هذا الخطاب الفارط في هجاء الآخر، ومراودة الذات بالتصدي له هو إيديولوجيا تقوم على الاستنقاع في حس الانقهار والتشكي، والاستئناس اللاواعي بالتشكل ككائن يصغي بصبر وانقهار إلى ما يؤسسه الرجل من قيم التفكير والسلوك، والارتهان إلى طقسية الكلام المنقوص للبقاء في الهامش، بدليل أن عناوين الروايات تشير إلى حالة من التحدي أو الاستعداد للمواجهة، لكنها في واقع الأمر تستبطن رهابات على مستوى التعبير والوقائع.

هكذا تنفصم الروايات في الغالب على حافة الصمت والإفضاء، أو تجسيد رواية منقوصة أو خائنة لمشروع الرواية بالنظر إلى أن الكتابة تشترط شيئا من الحرية والخبرة والجرأة، وهو أمر تفتقر اليه المرأة كتجربة حياتية وخبرات ثقافية، الأمر الذي يفسر ارتباكاً في المنجز في الغالب، خصوصا عند النظر إلى تضخم إيديولوجيا الاضطهاد لدى الروائيات، المستمد أصلا من عقيدة أنثوية لها ما يبررها على أرض الواقع.

وذلك ما يفسر أيضا نبرة التباؤس وانخفاض روح التحدي، وانئسارها إلى النزعة الرومانتيكية الساذجة، بما يعني أن الوعي الروائي النسوي ما زال مستوعبا بالقيم الذكورية السائدة، وخاضعا للبطريركية بكل تجلياتها، حتى مخيالها الروائي لم ينضج بما يكفي نتيجة قلة الخبرات، وانحباسها التاريخي والاجتماعي في ظل نظام قاهر، يتبدى في نبرة التمرد والتطرف الموضوعي الذي تحتضنه مجمل الروايات.

يبدو هذا الأمر جليا في كثير من النماذج الروائية، فـ«القرآن المقدس» مثلا تحيله طيف الحلاج إلى خطاب نسوي فاقع، تنازل به الرجل وتسائله من منطلقات تاريخية واجتماعية وثقافية، و«بنات الرياض» رواية تعيد فيها رجاء الصانع تدوير القيم الذكورية بأصوات أنثوية، وكأنها تشير من خلال نبرة الغضب المنخفضة إلى حالة من الاستسلام الأنثوي، وهكذا تجيء «الآخرون» لصبا الحرز كعلامة لصعود الفردية، واختراق التابو الاجتماعي من خلال صدمة ثالوث «الجنس ـ السياسة ـ الدين».

وهو أمر تبالغ فيه زينب حفني بفجاجة موضوعية واستخفاف بأبسط شروط الكتابة الروائية. أما رجاء عالم كنموذج طويل الخبرة والتجربة، فتكتب رواية بمعزل عن كل ذلك الضجيج، فهي أميل إلى تأكيد وجودها عبر بصمة أسلوبية، أو هذا هو رهانها لاجتراح رواية مستوفية لشروطها الفنية والمضمونية، وإن كانت لا تخلو من ارهاصات الدعاوى الأنثوية، خصوصا في روايتها «ستر». وأعتقد أن المشهد على موعد مع المزيد من الروايات المكتوبة بأقلام نسائية، لكن النموذج الأنضج ما زال بعيدا لأسباب يمتزج فيها الثقافي بالاجتماعي بالإضافة إلى جملة من الاشتراطات والظروف.

كاتب وناقد سعودي «سيهات»
المؤلفة صبا الحرز: الكتابة على الإنترنت جعلتني لا أهجس بالتابوهات أو يؤرقني اختراقها
صحيفة الشرق الأوسط - « الدمام: ميرزا الخويلدي » - 1 / 6 / 2006م - 8:59 ص

قريبا رواية جديدة ينتظر أن تثير جدلا حادا

من المتوقع، أن تثير الرواية الجديدة التي ستصدر الشهر المقبل، تحت عنوان «الآخرون» باسم كاتبة سعودية شابة، هي صبا الحرز، ضجة في الأوساط الأدبية والاجتماعية ـ تقترب من تلك التي أحدثتها رواية «بنات الرياض» لرجاء الصانع.

كما ينتظر أن تثير الرواية جدلاً حاداً حين تتلاقفها الأيدي، فهي تتسم بجرأة زائدة عن الحد في تحشيد المزاوجة بين الموروثات والانحرافات. والرواية من مشهدها الأول حتى الأخير، عبارة عن مشاهد لحالات من علاقات شاذة كانت الجامع المشترك لجميع الأسماء التي وردت داخلها، وتوظيف متعسف لقيم البيئة والتراث، ومحاولة فجة لاقتحام صارخ لتابو المحرمات.

تجتاح الرواية فوضى عارمة، وبدون وعي يجرى توظيف العنصر الجنسي، بجرأة مفتعلة يحولها الى حفلة للنزوات.

وسيتعين على الأسماء التي مهرت نفسها فوق غلاف الرواية، صراحة أو خفية وتنكراً، أن تجيب عن نوبات الاحتجاج التي من المنتظر أن تصاحب هذا العمل الأدبي. الرواية من اصدارات «دار الساقي»، وتأتي في ظل تزايد الروايات النسائية السعودية، وما يستثيره بعضها من تحريك للمياه الراكدة، وتحويل السرد إلى متنفس للعديد من الفتيات، بعيداً عن سطوة الرجل. تعرّف صبا الحرز بنفسها، على انها كاتبة سعودية شابة، ولدت في القطيف عام 1980، ودأبت على الكتابة في الإنترنت منذ عام 2001، ولكنها اقتحمت عالم الروايات الأدبية، فكانت «الآخرون» عملها الأول، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: لستُ معنية أبداً بهاجس كتابة رواية، أردتُ فقط أن أجرب نوعاً كتابياً، أختبر فيه نفسي، صابت، ام خابت.

تقييم ذلك يعد امراً تالياً للمحاولة، لا أتوقف عندها كثيراً. وتضيف: كتبتُ الرواية بنيّة أن تكون خاصّة، من دون الانشغال بنشرها... لفرط ما سمعتُ عن صعوبات النشر وتكاليفه. لاحقاً، باعتباري فردا افتراضيا على أيّة حال كنتُ قد قررت نشرها إلكترونياً. وأخيراً، عبر سعي صديق أوصلها إلى «دار الساقي» تكفلت الدار بنشرها.

• «الآخرون» هل هي تعبير عن غربة داخل المحيط، أم هي خيار انعزالي لتمييز الذات؟

ـ الآخرون حالة، حالة طويلة من الاستجابة للأذى والعزلة كخيار وحيد والصراخ في الجدران، لتكون أقل سماكة وأكثر شفافيّة لنكون مرئيين على الجانب الآخر منها، وأن يعبر لنا أشخاص من الخارج طالما أننا لا نملك هذه القدرة على الخروج، أشخاص لن نتجادل مطولاً بشأن أحقيتهم بالثقة، ولن نعاود رفع الجدران تحرزاً لذهابهم.

• هذه الرواية السعودية الثانية في أقل من عام التي تلتهب بالصراع الاجتماعي، حيث أصبحت قضية المرأة «ثيمة» أصيلة للعديد من الروايات التي تكتبها الأنثى، هل يعد ذلك جزءا من النضال للتحرر، أم تنفيس لاحتقان روحي ونفسي عبر الكتابة؟

ـ أعتقد أننا أفرطنا في توصيف الروايات بكونها تدور حول قضايا المرأة، للحدّ الذي صار توصيفاً صالحاً لأيّ رواية مكتوبة من قبل امرأة، تدور أحداثها حول مجموعة نسوة. الرواية تناولت العديد من المواضيع: الاستغلال، العنف، الحياة المزدوجة، الحبّ في حالاته الأقرب للمرضيّة والأخرى غير المقبولة، الخوف، الضغط الاجتماعي لتشكيل صورة مثاليّة ومتشابهة لأفراده، فقد الذات... إلخ؛ وهذه جميعها ليست حكراً على المرأة دون الرجل. لا تحكي الرواية عن نساء بكّاءات ورجال ظالمين، حتّى إنه بالكاد يوجد رجل فاعل ومتحرك بشكل رئيسي في الرواية. هناك منطقة واسعة وخصبة من الإنسانية لنقف عليها جميعاً، ولا أفهم سبباً يدعونا للتحيز في منطقتين متقابلتين.

• باعتبار أن روايتك تدور داخل بيئة المجتمع القطيفي الذي ترعرعت فيه، إلى أي حد استفدت من الثقافة المحلية في انضاج الأحداث الداخلية للرواية؟

ـ بالقدر الذي كانت فيه القطيف حاضرة ضمن الرواية؛ بالقدر نفسه كانت مغبشة وغير حقيقية. كان خياري: توسيع حالة الرواية وأن تكون قابلة للتطابق مع أماكن أخرى؛ تأكيداً على أن المنطق البشريّ والاجتماعي وإفرازاته تتشابه. أنا ابنة هذا المكان، عشتُ حياتي كلّها هُنا، من الطبيعي إذاً أن تحضر الثقافة التي كوّنتني في أعمالي؛ لكن أيضاً، أنا كاتبة «نِتّيّة»، والإنترنت اشتغل بشكل ملموس على تذويب بعض خواصنا المحليّة، وجعلنا أبناء للفضاء نفسه، تلاشى فينا لحدّ ما هذا الحسّ الطاغي بحضور المكان.

• كيف تفسرين الجرأة في تناول انشغالات فتاة مراهقة تعيش في بيئة محافظة، تتعرض للاستغلال من معلمتها؟

ـ الجرأة مطلب كتابيّ؛ أيّاً كان ما تريد كتابته يجب أن تكون حقيقيّاً وصادقاً. بالنسبة لبلقيس فهي لم تكن معلمة مُجازة في سلك التدريس، بل طالبة جامعيّة تزيد من معدل دخلها بالتعليم اليوميّ. والتعليم في ذاته مجرد وظيفة، لا مرادفاً لقيم الفضيلة والشرف.

خياري كان فقط لتأطير العلاقة بشكل اجتماعي مقبول، يبرر إغلاق الأبواب واللقاء اليوميّ بالساعات من دون مساءلة، كما أنه تأكيد على حقيقة الإحصائيات التي تقول إن أكبر عدد من الأطفال الذين يتم استغلالهم يتعرضون لذلك على أيدي أشخاص مقربين ومحل ثقة.

• هل تعمدت الإثارة؟

ـ أعتقد أن الإجابة عن مثل هذا السؤال بلا أو نعم، لن تفضي لنتيجة ما. هو حقّ القارئ، كلّ قارئ، أن ينتهي إلى إجابته الخاصّة.

• أين هو موقع «عمر» في الرواية؟ لقد دخل الرواية وخرج من دون أن يؤثر وجوده في منظومة الأحداث التي تدور داخلها وتؤثر على شخصيات الرواية؟ ألا ترين أن «عمر» ليس شاباً عادياً يعشق ويمشي.. إنه عنوان لتكسير ايقونات النسق النمطية «التي تحبس الناس داخل تابوهات»؟

ـ ليس كل اختلاف بالضرورة موقف؛ ولا كلّ اختلاف قادر على الفعل. غالباً ما نكون متوحدين في اختلافنا ولا فاعلين، ولا يكون اختلافنا متعمداً أو مقصوداً. لا يوجد في الرواية تاريخ، أيّ تاريخ، عن عمر يُحدد لماذا هو هكذا أو كيف؟ ربما لم تؤثر فيه الأنماط المُعتادة التي أثرت في الجميع، وبالتالي هو لا يجد في الخروج عليها أيّ شيء مهم أو لافت. ولا تنسَ الشخصية الرئيسة أيضاً باعتبارها مِثل «عمر» متصالحة مع كونه آخر مختلفاً؛ إلا إذا شئنا نفي حقيقة انه حتّى منّا نحن الذين عرضة لعدم القبول ثمّة من يعانون من تعصب شبيه إزاء الآخر.

• ألا تخشين، وبسبب كونك روائية جديدة في المشهد الثقافي المحلي أن يأتي من يقول إنك مجرد واجهة لرجل يتخفى وراءك؟

ـ أحيلك لإجابتي عن سؤال المنع. ما سيُقال سيُقال؛ فلماذا أخشاه؟ ومهما قيل، لو قيل: أنا أعرفُ الحقيقة، وهذا كافٍ تماماً.

• ألا ترين أن الرواية تؤسس لعالم طوباوي يتعامل مع حالات الفرز الاجتماعي بصورة رومانسية؟

ـ «الآخرون» تقوم على تقصّي الأثر، لا على تحليل المؤثر؛ الأثر باعتباره مجموعة من الانفعالات والعواطف وردود الفعل، التي قد لا تتساوى بالضرورة مع قوة المؤثر وقسوته. ثمّ إنّ الشخصية الرئيسة في الرواية والتي يُقال كلّ شيء بلسانها ومنطقها هي بنت في أول العشرينات، بدايات ما قبل اكتمال النضج وآخر تشبث بالعالم الطفولي حيث كل شيء يجب أن يكون في أحسن حالاته وعلى خير ما يرام. هي أيضاً وأغلب شخوص الرواية تقريباً من جيل 1980، الجيل الذي عاش كل نتاج أحداث تلك المرحلة والتغييرات العجولة اللاحقة من دون أن يمتلك معرفة كافية تتيح له فهم ما يختبره.

• كيف كتبت الرواية، متى، وما الذي دفعك، وكيف تبلورت الفكرة، ومن كان له الفضل في تشجيعك؟

ـ تشكلت فكرة الرواية بدايات عام 2004. بالطبع، كنتُ أستصعب الخوض في كتابة طويلة وشاقة، أنا طارئة المزاج؛ تضافر الأمر مع صعوبة بعض مواضيع الرواية وحساسيتها، وهذا تحد آخر. قرأتُ الكثير، سمعت الكثير أيضاً.. في محاولة لخلق أكبر قدر من الفهم. وحين اكتملت الرغبة، كتبت نواة الرواية بشكل مختصر، وشرعتُ بوضع مخطط أوليّ: الشخوص، الفترة الزمنية، التفاصيل العامة، تقسيمها، الحيز المُتاح لكلّ شخصية... أمور كهذه. حشدتُ أكبر قدر من التفاصيل والخيوط الصغيرة المتشابكة وبدأت الكتابة في حالة كتمان، ليس لشيء غير أن الحديث عما أكتبه أو أنوي كتابته يفسد دائماً مشاريعي.

• بمن تأثرتِ في الرواية؟

ـ لا يمكنني الإشارة إلى جهة محددة، هي حصيلة واسعة جداً تخرج حتى عن أغلفة الكتب إلى مجموع الأشخاص والمواقف والظروف التي اختبرتها أو لمستها من بعيد. في الجانب الكتابي: هو كل ما قرأته وحتى ما قرأتُ عنه، مذوبٌ في بعضه ومتداخل بطريقة يصعب معها تعيين الواضح من أثره.

• انفتاحك على تكوينات المشهد الثقافي المحليّ؟

ـ للحقّ، أنا لا أستوعب تعبيرات كهذه، ولا أعرف ما الداخل فيها وما الخارج عنها، لأتحدث عن انفتاحي عليها من عدمه. لا تديرني الأسماء ولا ألتفتُ مطولاً لأيّ ضجيج، لا أعرف شيئاً عن الأندية الأدبيّة ولا أتتبع ملاحق الثقافة في الصحف، ليست لي دراية بمقومات التواجد في هذا المشهد ولا مقولاته ولا دوائره اتسعت أم ضاقت. ربما هو خيار أن أكتفي بالبقاء خارج كلّ شيء، الفُرجة ليست بالأمر السيئ وإنما مسافة للرؤية.

«الآخرون» وتحول النص النسائي رواية التجاوز وجنون الإبداع

بيروت - مكتب «الرياض»:
    قليلة هي النصوص التي تشعر قارئها انها أرض بكر، قلعة تقام وسط صحارى التكرار والتشابه. انتقال في حياة القول الروائي وتأسيس لإبداع يستوفي زمنه ويتجاوزه متقدما الى حقول الخطر دون وجل وتردد. رواية «الآخرون» لصبا الحرز الصادرة عن دار الساقي هذه الأيام، تدرج في هذا الباب، وسيكون لهذا النص الذي كتب بمداد الحياة المسورة بالتابوات، شأن في الرواية العربية وليس فقط في الرواية السعودية، فخطابها يفتح كتاب الإبداع على ما لاحد له من الإشكالات الخطيرة، ولكنها لاتتورط بالتصنع ولا بالمقولات المسبقة ولا بحكايات الفامنست التي عفى عليها الدهر.

هي ببساطة غنية بمادة الكلام، بمروياتها التي تلامس الحياة لتحولها الى كتلة نابضة، وايا كانت الاخطاء والخطايا التي يرتكبها الأبطال، فالسارد غير معني باشتراطات القارئ، فله شروطه التي يمليها على الناس. لفرط صدق هذا النص يبدو وكأن كاتبته كتبته لنفسها لا للآخرين، وذاك تميّز الرواية، فهي تحاول ان تؤسس لفردانية القول والسعي الحثيث لانفصال الفرد عن الجماعة وتكوين عالمه الخاص، دنياه الغنية التي تبقيه قادرا على معاينة الحياة دون كذباتها الكبيرة والصغيرة، دون أدوار يرغم عليها كي يقبله الاخرون، من هنا كان عنوان الرواية مختزلا كل قولها.

التمرد في هذا النص ينبثق من ضعف الكائن البشري وحاجته الى الحب، حاجته الروحية الى ملامسة العالم على نحو مسحور وشفاف. من خيارات الحد الأدنى في حياته، من صحارى اليباب يقيم عوالمه الرحبة، ويصوغ اناشيده ومراثيه وملله ولعبه وأكاذيبه.

البطلة في هذه الرواية تعيش الغيتوات مجتمعة مثل الدمية الروسية، فهي من القطيف ومريضة بالصرع والرغبة، ولكن أيا من تلك التراجيديات لاتجعل منها ضحية، قدر ما تشحذ وعيها ورهافتها كي تخوض في المياه الضحلة للحياة لتحولها بحرا كبيرا.

خطاب الرواية يدور حول البنيات الثلاث التي يتشكل منها منطق الانفصال والاندماج بين الأنا الفردية والجماعية:الطائفة، الجنس، العوق او المرض. ينبثق عن تلك الاشكالات سؤال أساسي: من أنا وما هو الفضاء الذي اتحرك فيه كي أحقق كينونتي؟، وهو سؤال لايبحث في السعادة والشقاء، فقد يكون لطعم الحزن الحريف نكهة خاصة، نكهة الشعور بالخطيئة ومجابهتها بأسلحة الضعف لا القوة. صوت البطلة يطل على العوالم المحيطة كي يدرك موقعه منها، فهو يتفحص وجوده داخل تلك الكتل الناتئة للحياة، ليكتشف مفاهيم العطوب والسويات فيها: «ما المخيف أصلا في أن نختلف؟ ألأننا نشكل عاصفة من علامات استفهام في فضاء خامل، لم يسبق ان اعرف ماهية التساؤل او كينونة الاختلاف. ألأننا نطلق كثافة من الحضور ليس معترفا بها على خريطة الارض او بين افخاذ القبيلة؟ ألأننا نخترق قانونا غير معلن، يقتضي التعتيم على مغايرتنا عن النسق الأعم والوحيد الذي يعرفه الآخر، وعن كل ما هو حقيقي وصائب؟.»

يبدو سؤال الانتماء الى الطائفة وكأنه يبحر في المشكل السياسي، فهناك مجموعة تحار أين تضع نفسها في إطار الوطن الكبير، والرواية تناقش الاندماج والانفصال في السيرة، وهو سؤال خطير يبقى مفتوحا على إحتمالات الممكن والمستحيل، ولكن العالم الذي يموج حول المجتمعات المغلقة يطوح بأسوارها ويمضي بها الى حركته المتسارعة ويمد جسورا للتفاهم والحياة المشتركة، وهذا ما تسعى الى إدراكه البطلة من دون ان يصبح خطابها مقولة مؤدلجة، فهو ينفذ الى التجربة الشخصية، كي يدرك كينونة الفرد وطبيعة تمرداته ونوع تحركه داخل الغيتوات.

لعل الربط بين غربة الجسد وغربة الانتماء، من بين مواضيع الرواية الأهم، فالبطلة مغتربة عن سياق مجتمعها، والتوتر بين حياتها السرية والأخرى العلنية تشكل مادة أساسية ليقظة وعيها، فهي تعاين التجربة على ما لها من قدرة على الخوض في مغامرة دحض المسلمات والغوص في اشكالية الخطيئة والبراءة. هي في توترات حواراتها مع النفس، لاتضع حدودا للتوقعات، فهي خارج كل التجارب وداخلها. الفضول الذي يشد القاريء الى الرواية، هو ذاته فضول اكتشاف البطلة لذاتها وهي تنبش في ذاكرتها عن التفاصيل، وسواء كانت تلك الذاكرة حقيقية او متخيلة فهي في كل تدرجات علاقتها مع العالم، تتحرى مواقع اقدامها والدروب المفضية الى هروبها، لذا كان الموت والمرض ملازمين لمزاج التشاؤم الذي يسكنها.

غنى المشاعر يجعل من صوت البطلة أهم استراتيجية للسرد، فهي تكشف طبقات اللاوعي قشرة قشرة وتعري رغباتها وجموحها كي تغري القارئ بالتوصل معها الى إدراك الروابط المتناسلة بين حركتي الذهن والحواس، والترابط بين الحركتين يشكل إيقاع الرواية وحساسيتها، فالذهن في تتبعه الدقيق لحركة الحواس، يقدم ثقافة أبيقورية تحتوي موضوع الحب وتربطه بمفهوم الاغتراب.

كل محور في الرواية يحيل دلالاته ومعانيه الثرة والمنوعة على المحور الاخر. فالبطلة في منلوجها الطويل تحكي عن الحب وعلاقة الجسد بالطهارة والنجاسة، ولكن تجربة الجسد تحدد دلالات الانتماء الى الجماعة، فطقوس الطائفة التي تمارسها بإخلاص، هي على نحو ما، تنقض علاقاتها السرية مع الحياة، ولعل احساسها بحصار طائفتها يعزز تمسكها باختلاف جسدها، مثلما يكون مرض الصرع نقطة ضعفها، وأحد أسباب عزوفها عن الزيجات المدبرة والمصير المنتظر لها كفتاة مندمجة.

النقص والاكتمال محنة الكائن البشري، تتكشف في رواية «الآخرون» على هيئة تقاطع بين رغبات الجسد وطاعته، وحكاية التمرد تبقى احتمال بين احتمالات كثيرة في محيط شيزوفرينيا الحقائق والأكاذيب.

"ولهذا كانوا طابوراً أدخله من بابي الأمامي، وأتحول بدوري باعثاً للفرجة، متحف وبضع لوحات معلقة جميلة، سلم دوّار يثير الدوخة، قطع لعبة بازل مبعثرة.. أي شيء يترك أثراً حسناً لكنه مضجر في حال استمراره، محل بليد، سهل التشرب، قابل للنسيان، المهم أن ينتهي الطابور بالباب المقابل، حيث لا يافطة تفيد: مَخرَج، الباب الذي يؤدي دوره باتقان لا يملك غير جهة واحدة، الخارج فحسب، قلّة بل أقل من القلة، أولئك الذين اخترقوا قانوني الخاص، وبمرور الوقت كانت الدور السفلية مني تتحول مكبّاً بشرياً. الآخرون حين يصيرون جثثاً مقيمة فيّ ومتعفنة، يأبون أن يغادروا ويأبون أن يتركوني بسلام، ينسون أدوارهم، ربما تقمصوها أكثر مما يستلزم الأمر، أو أنهم لم يفطنوا لها منذ البدء. في الليل يصير الوضع لا يطاق، الزعيق والهرش والتكدس وإعادة رسم الحدود لسطوة كل واحد منهم على جزئه الخاص من مساحتي. كنت أفضل الغبار وبيوت العناكب على جرذان تعترض قلبي من دون هوادة وتخلق شظايا الخشب في كل مكان. ضي كانت إحدى معجزاتي. أو بالأحرى ما حسبته معجزتي. لم تأت من باب لأخرجها من آخر، ربما من العلية، متزحلقة على الدرابزين أو متعلقة بالسقف. كفتا الميزان في يدي كانتا ساكنتين سكوناً تاماً، في حين كانت ضي تجيد المرجحة، وشقلبة الأمور رأساً على عقب، وافتعال سلسلة طويلة من ردود الأفعال للفعل الوحيد الضامر الذي كنته. فيا لوقت الوجيز الذي كنا فيه جديتين كفاية لأخبرها أنه صار حرياً بها أن تغادر، كانت تبدو حزينة جداً على نحو مفاجئ، لتشير شفقتي عليها، لم يعد الفرق كبيراً بعد كل هذا، ولذا طال مكوثها إلى أن باتت مرضي. نعم، مرضت بكائن اسمه: ضي!".

تتعقب الكاتبة تجربة فتاة مثلية، تسبر أغوارها وتكشف أسرارها من خلال هذا العمل الروائي الجريء. تمضي الروائية في استرسالاتها معرية عوالم تلك النماذج وكاشفة عن مدى معاناة شخصيتها المحورية التي تمثل إحدى النماذج تلك والتي تنوء بأمراض نفسية ساقتها إلى ذاك الطريق والذي أبت الكاتبة إلا إنقاؤها منه في نهاية المطاف لتعود كائنة طبيعية لها كما لغيرها من النساء، عواطفها التي تسير في مسارها السليم.

أشد جرأة من «بنات الرياض» ... «الآخرون» رواية لكاتبة سعودية شابة «مجهولة»

عبده وازن     الحياة     - 12/07/06//

قد تكون رواية «الآخرون» للكاتبة السعودية الشابة «صبا الحرز» من أجرأ الروايات الصادرة خلال الآونة الأخيرة، ليس في السعودية فحسب وإنما في العالم العربي. وعرفت صاحبتها كيف تستفيد من تجربة رجاء صانع في روايتها «بنات الرياض» لتمضي في لعبة السرد الفضائحي وتلج عالماً سرّياً وشبه مجهول. وصبا الحرز اسم مستعار وقناع لروائية في العشرين من عمرها، كما أفادت دار الساقي، ناشرة الرواية.

لكن قراءة الرواية موضوعياً وأدبياً تؤكد أن صاحبتها «المجهولة» والموهوبة جداً روائياً، لم تهدف الى إحداث فضيحة مجانية وضجة إعلامية، مقدار ما حاولت تصوير واقع خفي. فالبطلة التي «تتنكب» فعل السرد أو القصّ والتي يمكن وصفها بـ «الراوية» أو «الساردة» التي تتحكم بالأحداث والوقائع والشخصيات، تنطلق من تجربتها الذاتية، هي المصابة بمرض «الصرع» أو «النقطة»، والتي تعرضت لـ «إغتصاب» مثلي على يد صديقتها ضيّ. لكن «الفريسة» أو الضحية تعجز عن التكيّف مع واقعها الجديد على رغم مضيها في اللعبة واستسلامها لها. فهي تظل في حال من الاضطراب والخوف والقلق، تبكي وتندم وتصف نفسها بالمسخ: «كنت بنتاً فصرت مسخاً». وتشعر أحياناً بقذارتها التي لا يغسلها الماء والصابون، كما تعبّر.

تنطلق وقائع الرواية لئلا أقول أحداثها، من احدى بيئات القطيف في السعودية وتتوزّع بين كلية البنات و»الحسينية» والمنازل والمزرعة. الشخصيات الرئيسة فتيات بل طالبات في مقتبل العشرين وأكثر قليلاً، حياتهن في غرفهن المنزلية تختلف عن حياتهن المعلنة أو العائلية والجامعية.

تنتمي رواية «الآخرون» الى ما يُسمى بـ «الأدب الملعون» الذي تسوده أحوال الاضطراب النفسي والعلاقات السادو – مازوكية والملامح المأسوية الكامنة خلف المظاهر الخادعة التي تدرك الفتيات حقيقتها المشوّهة. لكن الكاتبة لا تتخلى لحظة عن الفن الروائي ومعطياته وأبعاده، ما يؤكد أن المؤلفة المجهولة صاحبة موهبة كبيرة وثقافة عميقة. فهي، كراوية، تدخل الى أعماق الشخصيات وتحفر في لاوعيها الذاتي والجماعي، وترسم العلاقات بذكاء. وتلم الكاتبة بثقافة «الانترنت» والثقافة الحديثة، السينمائية والموسيقية والأدبية، لكنها تظل شخصية سلبية، أقرب الى النموذج «الوجودي»، تشعر بالغثيان والقرف – مثل شخصيات سارتر – وتحلم بتغيير العالم وتدرك عجزها عن تغييره. وعندما تجد نفسها وحيدة، تحاول تأنيب نفسها، ليس لانجرارها في حياة مريضة وفاسدة فقط، بل تعذيباً للنفس وانتقاماً للبراءة التي ولّت من غير رجعة.

إنها رواية مأسوية، لا تعرف السخرية إلا قليلاً، وترسم معالم حياة سوداء تقوم على هامش الحياة نفسها. وإن بدا حضور الرجل طفيفاً فيها ومقتصراً على اسمين فإن حسن، شقيق الراوية، يحضر بشدة عبر غيابه، فطيفه لا يغادر مخيلة الشقيقة المريضة ولا ذاكرتها، على رغم مضيّ سنوات على موته.

رواية «الآخرون» ستكون مثار جدل وسجال في الصحافة والمنتديات واللقاءات، وستُسيل حبراً أكثر مما أسالت رواية «بنات الرياض»، تبعاً لجرأتها أولاً ثم لمقاربتها العميقة لمشكلة هي من أشد المشكلات العربية التباساً وتعقداً.

رواية فضائحية لكاتبة سعودية مجهولة..وعلاقة طائفة الصابئة باليهود


تقرير "العربية.نت" الأسبوعي للكتاب

دبي- حيان نيوف - العربية.نت

بعد رواية "بنات الرياض" التي أثارت اهتمام النقاد والأدباء في السعودية ودول عربية أخرى ، تطل علينا رواية أخرى وهي «الآخرون» للكاتبة السعودية الشابة "صبا الحرز". في هذه الرواية يبرز السرد الفضائحي يستشكف الخفي والمجهول. وصبا الحرز اسم مستعار وقناع لروائية في العشرين من عمرها، كما أفادت دار الساقي، ناشرة الرواية.

وفي عرض مقتضب في صحيفة "الحياة" اللندنية أن البطلة والتي يمكن وصفها بـ «الراوية» أو «الساردة» تتحكم بالأحداث والوقائع والشخصيات، وتنطلق من تجربتها الذاتية، هي المصابة بمرض «الصرع» أو «النقطة»، والتي تعرضت لـ «إغتصاب» مثلي على يد صديقتها ضيّ. لكن «الفريسة» أو الضحية تعجز عن التكيّف مع واقعها الجديد على رغم مضيها في اللعبة واستسلامها لها. فهي تظل في حال من الاضطراب والخوف والقلق، تبكي وتندم وتصف نفسها بالمسخ: «كنت بنتاً فصرت مسخاً». وتشعر أحياناً بقذارتها التي لا يغسلها الماء والصابون، كما تعبّر.

تنطلق وقائع الرواية من احدى بيئات القطيف في السعودية وتتوزّع بين كلية البنات و"الحسينية" والمنازل والمزرعة. الشخصيات الرئيسة فتيات بل طالبات في مقتبل العشرين وأكثر قليلاً، حياتهن في غرفهن المنزلية تختلف عن حياتهن المعلنة أو العائلية والجامعية.

وتقول "الحياة" إن هذه الرواية مأسوية، لا تعرف السخرية إلا قليلاً، وترسم معالم حياة سوداء تقوم على هامش الحياة نفسها. وإن بدا حضور الرجل طفيفاً فيها ومقتصراً على اسمين فإن حسن، شقيق الراوية، يحضر بشدة عبر غيابه، فطيفه لا يغادر مخيلة الشقيقة المريضة ولا ذاكرتها، على رغم مضيّ سنوات على موته.

حقوق الانسان في العراق

عن حقوق الانسان في العراق

نـزار حيدر


   السؤال هو؛
   لقد بات الحديث عن حقوق الانسان في العراق، يشبه الى حد بعيد، النكتة التي يضحك منها اليتيم المفجوع للتو بفقد أحد أبويه، أو رسم الكاريكاتور الذي يعبر عن واقع مرير.
   لماذا وصلت الحالة الى ما هي عليه اليوم حالة حقوق الانسان في العراق؟ ومن المسؤول؟ ولماذا تفاقم الأمر الى هذا الحد؟.
   في البدء يجب أن نتذكر بأن حقوق الانسان ليست شعارا يرفع أو لافتات تعلق في الشوارع أو جمل انشائية مصفوفة في بيانات حكومية أو حزبية للاستهلاك المحلي والانتخابي، بل انها حقائق لا بد أن يلمسها المواطن في كل لحظة من حياته، في أكله وشربه وملبسه ورفاهيته وأمنه وتعليمه وصحته وماله، وفي حله وترحاله.
   انها منظومة القيم التي تحقق للانسان كرامته، والى هذا المعنى تشير الآية الكريمة في كتاب الله العزيز{ولقد كرمنا بني آدم} ما يعني أن الكرامة التي يجب أن تتحقق للانسان من خلال صيانة حقوقه، يجب أن لا تنظر الى دينه واثنيته وانتمائه الفكري والسياسي، بل يجب أن يكون المبدأ والمعاد الى آدميته فقط، كون الناس، كل الناس، عباد الله الذي خلقهم من نفس واحدة.
   لذلك، فان التمييز بين المواطنين على أساس الدين، هو انتهاك صارخ لحقوق الانسان، كما أن التمييز بين العباد على أساس القومية أو المذهب أو اللون أو المنطقة أو الهوية السياسية والفكرية، ان كل ذلك هو انتهاك صارخ لحقوق الانسان، بغض النظر عمن ينتهكها، معمما كان أم أفنديا، مدنيا كان أم عسكريا، حزبيا كان أم مستقلا، سلطة كانت أم معارضة، متدينا كان أم متهتكا، فالحقوق التي يجب أن تصان، حزمة واحدة لا يجوز تجزأتها، فنبرر انتهاك بعضها وندافع عن البقية، كما أن الدفاع عنها يجب أن يشمل حقوق الجميع، فلا يجوز أن ندافع عن فئة اذا ما انتهكت حقوقها، ونغض الطرف عن الفئة الاخرى اذا ما تعرضت لنفس الانتهاك، لأسباب طائفية مثلا أو عنصرية أو دينية أو ما الى ذلك، وقديما قالت الحكمة (صن حقوق الآخرين من الانتهاك، لتضمن صيانة حقوقك، واصرخ بصوتك عاليا دفاعا عن حقوق الآخرين، لتسمع صراخ الآخرين دفاعا عن حقوقك اذا ما تعرضت للانتهاك) أما أن تسكت اذا تعرض جارك للظلم، وتتلفع بصمت أهل القبور اذا ما انتهكت حقوقه من قبل أي كان، وتقيم الدنيا ولا تقعدها اذا ما خدش حق من حقوقك على يد كائن من يكون، فان ذلك التمييز بعينه، الذي لا يصون حقوقا ولا يساعد على ردع ظلم أبدا.
   ان صيانة حقوق الانسان لا يمكن أن تتحقق الا في جو سالم ملؤه احترام الانسان وحقوقه، ولذلك، فاما أن تصان حقوق الجميع أو لا يصان حقا أبدا.
   لقد فشلت كل الحكومات التي تعاقبت على السلطة في بغداد منذ سقوط الصنم ولحد الآن، بما فيها الحكومة الحالية، في اقناع أو الضغط على الادارة الأميركية لتسلمها الملف الأمني في البلاد كأبرز مصاديق السيادة، ولذلك ظلت القوات متعددة الجنسية ترتكب من الفضائع ما يندى لها جبين الانسانية، وما يفضح حقيقة المشروع الأميركي في العراق الذي تقول ادارة الرئيس بوش انها ذهبت الى هناك لمساعدة العراقيين على بناء النظام الديمقراطي، فعلى يد هذه القوات، لا زالت حقوق الانسان تنتهك بشكل فضيع، تتمثل تارة بالمداهمات العشوائية لبيوت الآمنين، وتارة أخرى بالاعتقالات العشوائية لأعداد غفيرة من العراقيين وبطرق وأساليب وحشية لا تراعى فيها أبسط قواعد حقوق الانسان، لتعقبها حملة اطلاق سراح عشوائي من دون الرجوع الى القضاء والقانون، وتارة أخرى تتمثل بمشاركتها في عمليات القتل والذبح وتفجير السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة واطلاق القذائف عن بعد، ان بغض النظر عن مجموعات العنف والارهاب، أو بتساهلها مع حليفاتها من الأنظمة العربية الطائفية التي تدعم الارهابيين لتدمير العملية السياسية، كالسعودية ومصر والأردن واخواتهن، أو من خلال دعمها وتأييدها  لما يسمى بقوات حماية المنشآت التي ارتكبت من الجرائم البشعة الشئ الكثير، أو من خلال التساهل مع المجموعات المسلحة التي حاورتهم الادارة الأميركية عبر سفيرها في بغداد، الطائفي زاد.
   ان فشل الحكومات العراقية في تحقيق نقل حقيقي وواقعي للملف الأمني في اطار جدول زمني قصيرالمدى وواضح من القوات متعددة الجنسيات الى قوات الأمن العراقية، تسبب في انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان الى درجة التدمير، ولقد بات واضحا، اثر قرار واشنطن الأخير القاضي باعادة انتشار القوات الأميركية في بغداد، انها تريد اعادة احتلال العاصمة بعد أن ندمت على تسليم بعض مناطقها الى القوات العراقية، وان كان ذلك قد تم بشكل صوري وغير حقيقي.
   لقد وصل استخفاف الأميركيين بالحكومة العراقية ومؤسساتها الأمنية الى درجة أنهم باتوا يعرقلون خطط القوات العراقية في ملاحقة الارهابيين، وهذا ما كشف عنه مؤخرا السيد عبد العزيزالحكيم، رئيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد، في معرض كلمته التي القاها في مدينة النجف الاشرف في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد شقيقه آية الله السيد محمد باقر الحكيم، على يد الارهابيين التكفيريين.
   كما أن ابلاغ الأميركيين الحكومة العراقية بعدم وجود أية موازنة اضافية للصرف على مشاريع تأهيل وتدريب وتسليح القوات العراقية بما يمكنها من استلام الملفات الأمنية في مناطق العراق المختلفة، دليل على خطتهم المبيتة القاضية باعادة احتلال بغداد، تمهيدا لاعادة احتلال بقية مناطق العراق، بعد أن شعروا بأن البلد يسير في غير الاتجاه المرسوم له، الى جانب تحسبهم لوقوع تطورات غير محسوبة في ظل الأزمة التي تعيشها المنطقة بسبب العدوان الاسرائيلي على لبنان، والمتحالف مع الرجعية العربية والطائفية التكفيرية الوهابية والمجتمع الدولي.
   اذن، فان كل القادة والزعماء السياسيين العراقيين الذين تصدوا للمشهد السياسي بعد سقوط الصنم، يتحملون المسؤولية الأكبر في كل هذا التدهور في حقوق الانسان، لأنهم لم يتصرفوا بمسؤولية عالية تجبر أو تقنع الأميركيين على تسليمهم الملف الأمني في البلد، ما سبب مواصلة انتهاك حقوق الانسان على يد هذه القوات بشكل فضيع ومستمر.
   كما أن فشل مؤسسات الدولة في فرض هيبتها، شجع الأميركيين على الاستخفاف بها، كما شجع الارهابيين على التعامل مع الواقع، وكأنه ليس في البلاد حكومة، فضلا عن أن ذلك جعل العراقيين يشعرون وكأن البلد في حالة انفلات حكومي وفراغ في السلطة.
   كما أن مجموعات القتل والارهاب تتحمل مسؤولية كبيرة في تدهور حالة حقوق الانسان بسبب هذا القتل العشوائي والتدمير المنظم للبنى التحتية، وكذلك بسبب القتل المستمر لعناصر القوات العراقية، الأمر الذي سبب في فشلها في النهوض بمسؤولياتها في حفظ أمن البلاد والعباد.
   لقد انتهك قادة العراق الجديد حقوق الانسان العراقي، انتهاكا جماعيا، عندما اتفقوا على تجاوز نتائج الانتخابات العامة التي عمادها (صوت واحد لمواطن واحد) ليستبدلوها بدلا عن ذلك بنظام المحاصصة، فمن الذي خولهم ذلك؟ ومن الذي أجاز لهم أن يذبحوا نتائج الانتخابات على مذبح أنانياتهم ومصالحهم الخاصة، وبسكين الارهابيين والقتلة من الذين بذلوا كل جهدهم من أجل فرض أجنداتهم السياسية بصور الذبح والقتل والأشلاء المتطايرة والرؤوس المقطوعة؟.
   أما تجار الدين، الذين نصبوا أنفسهم ولاة أمر قيمون على العباد بغير حق، من أنصاف الفقهاء والمعممين الجهلة والمتدينين المتحجرين، الذين يفسرون الدين على هواهم، فيحللون ويحرمون كيف ومتى يشاؤون، أولئك الذين تبوأوا مقاعد الفتيا واصدار الأحكام بغير جدارة، هؤلاء كذلك، مارسوا أبشع أنواع الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان، فتارة يقتلون العراقي على الانتماء الديني، وأخرى على الانتماء المذهبي وثالثة بسبب عدم التزامه بتعاليم الدين، وهكذا، فطاردوا المرأة العراقية وأجبروها على ارتداء الزي الديني، وطاردوا الشباب لأنهم يلبسون أزياء الغرب، على حد زعمهم، وهاجموا محلات الصاغة وبيع الأشرطة والأزياء والملابس، وفجروا صالونات الحلاقة وذبحوا أصحابها تحت مسميات شتى يجمعها الحقد والجهل والاستعلاء وحب السطوة والسيطرة والتحكم بنفوس وأرواح وأموال وعقول الناس، من دون أن يجدوا رادعا من سلطة أو قانون.
   كما أنهم حرموا العراق من الاستفادة من طاقاته الخلاقة، فهذا لا يصلح أن يكون وزيرا لأنه يتختم بالذهب، وذاك لا يحق له أن يتبوأ المنصب الفلاني لأنه لا يصلي، وثالث محرم عليه أن يكون مسؤولا في الدولة، لأنه من أتباع المرجع الفلاني، ورابع لأنه ليس من العائلة الحاكمة أو المالكة، لا فرق، وخامس لأنه ليس من الحزب الفلاني، وسادس لأنه كان قوميا في يوم من الأيام أو يساريا في غابر الزمان، وهكذا دواليك، وكأن العراق للتيار الديني فقط أو حكرا على ثلة من الناس، أو كأن العراق ملك لهم ورثوه عن آبائهم في حرب أو غزوة، أو كأن هولاء ليسوا مواطنين ليحق لهم أن يشاركونهم المسؤوليات، أو كأن البلدان تبنى وتدار بهذه العقليات السخيفة التي يرفضها الدين والعقل والمنطق والمعنى الحقيقي للمواطنة، فما الفرق اذن بينهم وبين الطاغية الذليل صدام حسين؟ سوى الزي ومسقط الرأس وربما العمر؟.
   انها قمة الانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها حقوق الانسان في العراق، فعندما يكون المعيار في التصدي هو الالتزام الديني أو الاتجاه الفكري أاو الزي أو ما الى ذلك ، ولم تكن معايير المفاضلة مستندة الى الخبرة والتجربة والحرص والانجاز والنجاح، فعلى العراق السلام، وعلى العراقيين نقرأ الفاتحة.
   كما فشلت الحكومات المتعاقبة في تأمين أبسط أسباب الحياة الحرة الكريمة، مثل الماء الصالح للشرب والكهرباء والوقود، ما جعل المواطن العراقي المسكين يقضي جل وقته في البحث عنها بلا طائل، ويواصل ليله بنهاره عند محطات البنزين عله يحصل على بضع لتيرات منه ليعود الى عمله متوكلا على الحي الرزاق بحثا عن لقمة العيش ليسد بها رمق عياله المساكين مثله.
   أما فرص العمل والتعليم والصحة، وهي من أولى المقومات التي يصون بها المرء حقوقه، فقد غابت جملة وتفصيلا، حتى أن نسبة الرسوب في المدارس، وبالتالي نسبة التسيب الى الشارع ارتفعت الى أكثر من ثمانين بالمئة، كما أن نسبة البطالة، والتي تعني فقدان المواطن لفرص العمل الكريم، ارتفعت الى أكثر من ستين في المئة، بالاضافة الى أن نسبة أكثر من سبعين في المئة من الشعب العراقي يعيشون تحت خط الفقر، والذي يعني ذلك أنهم يفتقرون الى وسيلة العيش الكريم، ناهيك عن التدهور المرعب في الخدمات الصحية، والتي تعني افتقار المواطن لفرصة الحياة لأبسط الأسباب، وأتفه الأمراض.
   لقد باتت حسرة على المواطن أن يعيش بأمان في بلاده ، فتضاعفت أعداد الهجرة والتهجير من العراق وبين مناطقه، اما لأسباب طائفية أو اقتصادية أو أمنية، ما يعني أن حق الانسان في الاقامة في المنطقة التي يحب من بلاده، باتت في خبر كان، اذ لم يعد المواطن العراقي هو الذي يختار المكان الذي يحب السكنى فيه، وانما عليه أن يستسلم للقدر الذي سيختار له مكانا ما ليسكن فيه رغما عن أنفه، وان كان هذا المكان قبرا مجهولا أو في قاع النهر أو بين نخيل البساتين مقطوع الرأس أو في خرابة من خربات هذه المدينة أو تلك أو تحت الخيام مشرد، فأين الجكومة، يا ترى، لتعيد حق السكن والاقامة الى المواطن العراقي؟.
   كذلك فان الفساد المالي والاداري الذي استشرى كالارضة في كل مفاصل الدولة العراقية، يعد انتهاكا صارخا لحقوق الانسان العراقي، لأنه يسلب فرصة التنمية والمشاركة الحقيقية من المواطن، كما أنه يعد سرقة لأموال عامة تعود للعراقيين، ائتمن عليها المسؤول، كما هو الحال مثلا مع أموال النفط التي تسرق بالملياردات شهريا، من دون أن يسأل عنها أحد، وهي أموال العراقيين التي كان من اللازم أن تصرف على تحسين فرص الحياة والمعاش والصحة والتمنية والتكنلوجيا والتعليم والقضاء على الفقر والأمية والجهل.
   ان أعظم انتهاك تتعرض له حقوق الانسان، عندما لا يجد المواطن فرصته للمشاركة في الحياة العامة، أو لتبؤ الموقع والوظيفة والمسؤولية التي يرى نفسه أهلا لها، وذلك بسبب التمييز بكل أشكاله، وهذا ما يعيشه العراقيون اليوم بسبب المحاصصة والتوافقات الطائفية والحزبية والأثنية.
   اما المواطنون العراقيون في بلاد المهجر، فهم الآخرون تتعرض حقوقهم لانتهاكات خطيرة، تتمثل في اصرار قوانين وزارة الخارجية العراقية المبلغة الى سفارات العراق، على تطبيق نفس قوانين نظام الطاغية الذليل في تمشية معاملاتهم، فلا زالت مواطنية العراقيين تقسم الى عدة درجات، فهذا الف وذاك باء، هذا عثماني وذاك تبعة، وهكذا دواليك، وقديما قال العراقيون المثل المشهور{نفس الطاس يا عباس} اذ لا زال على المواطن العراقي أن يبرز شهادة الجنسية العراقية بنسختها الأصلية، فالاستنساخ غير مقبول، قبل أن يحصل على جواز سفر بلاده، حتى اذا كان قد أصدر جوازه العراقي قبل عام مثلا من نفس السفارة العراقية، ما يعني انها تحتفظ بالوثائق التي طلبتها منه في المرة الأولى، الا أن ذلك لا يشفع له، اذ عليه أن يبرز كل الوثائق المطلوبة وبنسخها الأصلية كل عام، هذا بالرغم من أن زعماء العراق الجدد وقادته، والذين عاشوا ظروف المواطن العراقي في المهجر لسنين طويلة، يعرفون جيدا أن من بين العراقيين في الخارج من ترك بلاده قرابة ربع قرن لأسباب سياسية، بعد أن كانت الأجهزة القمعية التابعة للنظام البائد قد استولت على كل وثيقة تثبت مواطنيته، وان سجلات النفوس تم تدميرها وحرقها أكثر من مرة خلال الربع قرن الأخير، فمن أين بامكان هذا المواطن أن يحضر النسخ الأصلية من الوثائق المطلوبة؟ ثم، ألا ينص الدستور العراقي الجديد على أن العراقي هو كل من يولد من أب عراقي أو أم عراقية؟ ما يعني أنه الغى شهادة الجنسية العراقية، والتي كان قد الغاها من قبل قرار مجلس الحكم الانتقالي؟ فلماذا، اذن، هذا الاصرار على الخطأ.
   كم مرة ناشد العراقيون في عدد من بلاد المهجر، الحكومة العراقية، لاعادة النظر في قوانين الخارجية، وكذلك في تعييناتها في عدد من السفارات؟ الا أنهم للآن لم يلحظوا أي اهتمام من قبل الحكومة بهذه المناشدات، وكأنهم ينادون ميتا، على قول الشاعر{أسمعت لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي}.
   والأدهى والأمر من كل ذلك، هو أن على العراقي الذي يريد السفر الى بلاده بجواز سفر غير عراقي، أن يدفع رسوم تأشيرة السفر، على الرغم من أن الجواز الأجنبي يشير الى أنه عراقي المولد، علما بأن الدستور العراقي الجديد أجاز للعراقي أن يحتفظ بجنسيتين.
   ان كل ذلك تعد انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في العراق، على القادة والزعماء، وخاصة ممثلي الشعب العراقي في مجلس النواب، أن يفكروا بجدية ويعملوا بحرص على اعادة الأمور الى نصابها، والا فللعراقيين حديث آخر معهم.
   حتى الرياضة باتت مهددة بالانقراض في ظل فشل الحكومة العراقية في تأمين حياة الرياضيين، فاثر كل عملية قتل أو اختطاف تطال لاعب أو فريق رياضي أو بطل من أبطال العراق، لم نسمع من المسؤولين سوى الكلام المعسول والتسويف القاتل، الذي لم يعقبه عادة أي رد فعل حقيقي بحجم الكارثة.
   وان المضحك المبكي في كل القصة، هو أن الوزارة التي يطلق عليها في الحكومة العراقية اسم (وزارة حقوق الانسان) لم تنبس ببنت شفة، وكأنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، أو أنها مسؤولة عن حقوق الانسان في جزر الواقواق، ، أو كأنها ميت الأحياء، كما يقولون، مع أنها تنفق من الأموال العامة الملايين من الدولارات سنويا.
   ترى، أوليس من الأجدر بها أن تحترم نفسها، فتبادر الى حل نفسها، فعلى ذقن من تضحك هذه الوزارة؟.
   ان ما يدمي القلب ويبكي العين بدل الدموع دما، هو أنه الى جانب هذه الصور المحزنة، هناك ثلة من السياسيين المتخمين بكل وسائل الراحة والعيش الرغيد، ما يرسم صورة المصداق لقول الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام{ما رأيت نعمة موفورة الا وبجانبها حق مضيع} فلماذا كل هذا التفاوت بينكم وبين المواطن ياقادة العراق وزعمائه؟ وهل ستلومون العراقيين اذا ركلوكم بأقدامهم ورموكم الى حيث تستحقون؟.
   كم كنت أتمنى أن يتمثل الزعماء بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي دونه في كتاب له الى عثمان بن حنيف الانصاري، عامله على البصرة، وقد بلغه أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها، فمضى اليها؛

{أَمَّا بَعْدُ، يَابْنَ حُنَيْف، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَعَاكَ إلى مَأْدُبَة، فَأَسْرَعْتَ إِلَيْهَا، تُسْتَطَابُ لَكَ الاَْلْوَانُ، وَتُنْقَلُ إِلَيْكَ الْجِفَانُ، وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِيبُ إِلى طَعَامِ قَوْم، عَائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ، وَغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ.
فَانْظُرْ إِلَى مَا تَقْضَمُهُ مِنْ هذَا الْمَقْضَمِ، فَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ عِلْمُهُ فَالْفِظْهُ، وَمَا أَيْقَنْتَ بِطِيبِ وُجُوهِهِ فَنَلْ مِنْهُ.
   أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُوم إِمَاماً، يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ.
أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْه، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ.
أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَع وَاجْتِهَاد، وَعِفَّة وَسَدَاد فَوَاللهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً، وَلاَ ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً، وَلاَ أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً.
بَلَى! كَانَتْ في أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّماءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْم، وَسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ، وَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ.
وَمَا أَصْنَعُ بِفَدَك وَغَيْرِ فَدَك، وَالنَّفْسُ مَظَانُّهَا فِي غَد جَدَثٌ، تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا، وَتَغِيبُ أَخْبَارُهَا، وَحُفْرَةٌ لَوْ زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا، وَأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا، لاََضْغَطَهَا الْحَجَرُ وَالْمَدَرُ، وَسَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْمُتَرَاكِمُ، وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الاَْكْبَرِ، وَتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ.
وَلَوْ شِئْتُ لاَهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ، إِلَى مُصَفَّى هذَا الْعَسَلِ، وَلُبَابِ هذَا الْقَمْحِ، وَنَسَائِجِ هذَا الْقَزِّ، وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الاَْطْعِمَةِ ـ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ بِالْـيَمَامَةِ مَنْ لاَطَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ ـ أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة * وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ، كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا، تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا، وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا، أَوْ أُتْرَكَ سُدىً، أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلاَلَةِ، أَوْ أَعْتَسِفَ طَرِيقَ الْمَتَاهَةِ!
وَكَأَنِّي بِقَائِلِكُمْ يَقُولُ: إِذَا كَانَ هذَا قُوتُ ابْنِ أَبِي طَالِب، فَقَدْ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ عَنْ قِتَالِ الاَْقْرَانِ وَمُنَازَلَةِ الشُّجْعَانِ.
أَلاَ وَإِنَّ الشَّجَرَةَ الْبَرِّيَّةَ أَصْلَبُ عُوداً، وَالْرَّوَائِعَ الْخَضِرَةَ أَرَقُّ جُلُوداً، وَالنَّابِتَاتِ العِذْيَةَ أَقْوَى وَقُوداً، وَأَبْطَأُ خُمُوداً، وَأَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) كَالصِّنْوِ مِنَ الصِّنْوِ، وَالذِّرَاعِ مِنَ الْعَضُدِ.
وَاللهِ لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلَى قِتَالِي لَمَا وَلَّيْتُ عَنْهَا، وَلَوْ أَمْكَنَتِ الْفُرَصُ مِنْ رِقَابِهَا لَسَارَعْتُ إِلَيْهَا، وسَأَجْهَدُ فِي أَنْ أُطَهِّرَ الاَْرضَ مِنْ هذَا الشَّخْصِ الْمَعْكُوسِ، وَالْجِسْمِ الْمَرْكُوسِ، حَتَّى تَخْرُجَ الْمَدَرَةُ مِنْ بَيْنِ حَبِّ الْحَصِيدِ.
إِلَيْكَ عَنِّي يَا دُنْيَا، فَحَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ، قَدِ انْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكِ، وَأَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ، وَاجْتَنَبْتُ الذَّهَابَ فِي مَدَاحِضِكِ.
أَيْنَ الْقُرُونُ الَّذِينَ غَرَرْتِهِمْ بَمَدَاعِبِكَ؟! أَيْنَ الاُْمَمُ الَّذِينَ فَتَنْتِهِمْ بِزَخَارِفِكِ؟! هَاهُمْ رَهَائِنُ الْقُبُورِ، وَمَضَامِينُ اللُّحُودِ.
وَاللهِ لَوْ كُنْتِ شَخْصاً مَرْئِيّاً، وَقَالَباً حِسِّيّاً، لاََقَمْتُ عَلَيْكِ حُدُودَ اللهِ فِي عِبَاد غَرَرْتِهِمْ بِالاَْمَانِي، وَأُمَم أَلْقَيْتِهِمْ فِي الْمَهَاوِي، وَمُلُوك أَسْلَمْتِهِمْ إِلَى التَّلَفِ، وَأَوْرَدْتِهِمْ مَوَارِدَ الْبَلاَءِ، إِذْ لاَ وِرْدَ وَلاَ صَدَرَ!
هَيْهَاتَ! مَنْ وَطِىءَ دَحْضَكِ زَلِقَ، وَمَنْ رَكِبَ لُجَجَكِ غَرِقَ، وَمَنِ ازْوَرَّ عَنْ حَبَائِلِكِ وُفِّقَ، وَالسَّالِمُ مِنْكِ لاَيُبَالِي إِنْ ضَاقَ بِهِ مُنَاخُهُ، وَالدُّنْيَا عِنْدَهُ كَيَوْم حَانَ انْسِلاَخُهُ.
اعْزُبِي عَنِّي! فَوَاللهِ لاَ أَذِلُّ لَكِ فَتَسْتَذِلِّينِي، وَلاَ أَسْلَسُ لَكِ فَتَقُودِينِي.
وَايْمُ اللهِ ـ يَمِيناً أسْتَثْنِي فِيهَا بِمَشِيئَةِ اللهِ عَزَّوَجَلّ ـ لاََرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهشُّ مَعَها إِلَى الْقُرْصِ إِذَا قَدَرتْ عَلَيْهِ مَطْعُوماً، وَتَقْنَعُ بِالْمِلْحِ مَأْدُوماً، وَلاََدَعَنَّ مُقْلَتِي كَعَيْنِ مَاء، نَضَبَ مَعِينُهَا، مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا.
أَتَمْتَلِىءُ السَّائِمَةُ مِنْ رِعْيِهَا فَتَبْرُكَ؟ وَتَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ؟ وَيَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ؟ قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْهَامِلَةِ، وَالسَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّةِ!
طُوبَى لِنَفْس أَدَّتْ إِلَى رَبِّهَا فَرْضَهَا، وَعَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا، وَهَجَرَتْ فِي اللَّيْلِ غُمْضَهَا، حَتَّى إِذَا غَلَبَ الْكَرَى عَلَيْهَا افْتَرَشَتْ أَرْضَهَا، وَتَوَسَّدَتْ كَفَّهَا، فِي مَعْشَر أَسْهَرَ عُيُونَهُمْ خَوْفُ مَعَادِهِمْ، تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِهِمْ جُنُوبُهُمْ، وَهَمْهَمَتْ بِذِكْرِ رَبِّهِم شِفَاهُهُمْ، وَتَقَشَّعَتْ بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِم ذُنُوبُهُمْ (أُولئِكَ حِزْبُ الله، أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
فَاتَّقِ اللهَ يَابْنَ حُنَيْف، وَلْتَكْفُفْ أَقْرَاصُكَ، لِيَكُونَ مِنْ النَّارِ خَلاَصُكَ}.

   لماذا كل ذلك؟ أمن أجل هذا صبر العراقيون عقودا طويلة، ضحوا خلالها بالغالي والنفيس؟ ألأجل أن يتربع زيد أو عمرو على سدة الحكم فقط؟ سالت كل هذه الدماء وتحطم البلد؟  أم من أجل أن يعيشوا حياة حرة كريمة؟.
   ترى، أهذه هي ملامح الديمقراطية التي بشرتم بها العراقيين؟ وهل تستحق كل هذه الدماء والدمار، اذا كانت هي بالفعل هذا ما بشرتمونا به؟.

   1 آب 2006
  

    
  
  
  
English version below
انتهاك جديد لحرية التعبير في السعودية
اعتقال الكاتبة " وجيهة الحويدر "

القاهرة في 6 أغسطس 2006

أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم اعتقال الكاتبة السعودية "وجيهة الحويدر" أثناء سيرها على الجسر الذي يربط بين السعودية والبحرين وهي ترفع لافته مدون عليها"أعطوا المرأة حقوقها".

ويأتي القبض على وجيهة الحويدر كحلقة ضمن سلسلة من الانتهاكات الجائرة التي تعرضت لها ، بدأت بحرمانها من الكتابة في وسائل الإعلام السعودية بناء على قرار وزارة الإعلام في عام 2003 ، ثم حجب المواقع الإليكترونية التي تكتب بها مثل الحوار المتمدن وشفاف الشرق الأوسط ، وأخيرا القبض عليها أمس الأول الجمعة 4 أغسطس ، بسبب إصرارها على ممارسة حقها في التعبير عن رأيها .

وفضلا عن انتهاك حرية الرأي والتعبير الذي تعرضت له الحويدر ، فإن إلقاء القبض عليها يمثل خرقا واضحا لاتفاقية " القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة" التي صدقت عليها السعودية .

وجدير بالذكر أن الحويدر قد فازت بجائزة رابطة الكتاب العالمية و تم تكريمها في عام 2004 في هولندا نظرا لكتابتها التنويرية لاسيما الناقدة للتيارات الدينية المتشددة ودفاعها عن حقوق المرأة في السعودية والخليج.

والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وهي تدين هذا الإجراء المتعسف ، فهي تطالب الحكومة السعودية بالإفراج الفوري عن وجيهة الحويدر وإلغاء قرار حرمانها من الكتابة في وسائل الإعلام السعودية الذي ينافي مبادئ حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير.



A new violation to freedom of expression in Saudi Arabia
Wajiha Al-Howaider arrested

Cairo, 6 August 2006


The Arabic Network for Human Rights Information (HRinfo) condemned today the arrest of the Saudi writer Wajiha Al-Howaider while she was walking on the bridge connecting Saudi Arabia with Bahrain holding a banner that stated "Give women their rights".

Her arrest is only one of many violations that she has faced, starting with banning her from writing in any Saudi press in accordance with the decree passed by the ministry of information in 2003. Her writings on websites have been blocked. Ms. Al-Howaider writes for websites such as Modern Discussion (www.rezgar.com) and Middle East Transparent (www.metransparent.com). Finally, she was arrested on Friday, 4 August, simply because she insisted to practice her right to express her opinion.

Besides the fact that Al-Howaider's right to freedom of expression has been violated, arresting her is considered to be a violation of the Convention on the Elimination of All forms of Discrimination Against Women, which Saudi Arabia has ratified.

It is worth mentioning that Al-Howaider has won the prize of the International Writers Association and was honored in 2004 in Holland for her enlightening writings that are critical of extremist religious trends and that defend women's rights in Saudi Arabia and the Gulf.

HRinfo condemns her arbitrary arrest and demands the Saudi government to immediately release Wajiha Al-Howaider and cancel the decree that bans her from writing in Saudi press as this decree is a contradiction of human rights principles and the right to freedom of expression.

مؤيد طيب: دهوك

GMT 7:45:00 2006 السبت 5 أغسطس

ترجمة بدل رفو المزوري


من الشعر الكردي المعاصر
ترجمة: بدل رفو المزوري

مؤيد طيب... شاعر كردي من مدينة دهوك والتي تغنى بها الشاعر في هذه القصيدة التي كتبها في الغربة، حين كان قيما في السويد.. وتتميز قصائد الشاعر بالواقعية الثورية وهناك بصمات واضحة من صور وتركيبة قصائده على الشعراء الشباب في الثمانينيات ويحظى الشاعر بشعبية كبيرة في كردستان وحاليا يعيش الشاعر في مدينة دهوك..

مؤيد طيب
دهوك

كم هي عذبة رائحتك
يا وطني الممزق
تحت بساطيل المحتلين...
قالوا:
غدوت مدينة كبيرة
قالوا:
تهيجت كلاب السلطان المسعورة
ويسكبون الدماء في الأزقة
قالوا:
العجائز الشمطاوات
تنخرن جسدك
وترعشن اوصالك
قالوا:
مهما أظلمت ليلة السلطان
فنارك ستظل نيرة،
ولن تفر مشاعلك وقناديلك
قالوا:
غدوت مدينة كبيرة
لكني !مهما عبرت الشهور والسنين
وكبرت...
ساظل طفلا صغيرا في اعين والدتي
هكذا انت..
مهما جاوزت التلال والجبال
ومتى ما اخفيت جفنيك
تعالي وضعي راسك على صدري
احببتك..في موسم الشتاء
حين كانت قمم الجبال مغطاة بالثلوج
أحببتك في موسم الربيع
حين كنا شلة اطفال
نسرق اللوز من بساتينك
عشقتك في موسم الصيف
حين كنت ثملا في منتصف الليالي
والنسمات تقدم من واديك
هويتك في موسم الخريف
حين كانت وجبة جديدة من اطفالك
يتراكضون صوب المدرسة
لكني في الغربة..
احبك دائما وابدا
   وفي كل الازمنة
فإن غدوت ذئبا مفترسا
قادما من الغابات،اٌحبك
وان غدوت مزنة حالوب شديدة
وهطلت على رأسي، اٌحبك
وان إستحلت ينبوع نار
تنهل من تحت قدمي، احبك
قالوا:
غدوت مدينة كبيرة
فمن امواجك يتراكض
أتباع السلطان..
قالوا:
لقد إستحال الوحش فرعونا
يتسلق شجرة الرمان
كي يغير وجهة شمسك
لكن، ستظل شمسك مثلما كانت
تشرق من ( كه لى بيسرى) أبدا
وتغيب في (كرى شاخكى) دائما

صراع مغربي على عمارة يعقوبيان

GMT 4:45:00 2006 السبت 5 أغسطس

محمد عبدالرحمن


  محمد عبد الرحمن من القاهرة : يبدو أن الجدل الكبير الذي صاحب تصوير وعرض فيلم "عمارة يعقوبيان "  أدى الى تنافس المهرجانات العربية عليه، فبعد عرضه مؤخراً بنجاح كبير في قرطاج في تونس، تلقت إدارة المهرجانات المصرية عرضين من مهرجاني سلا ومراكش بالمغرب لعرض الفيلم الذي يجمع نخبة غير مسبوقة من نجوم السينما المصرية، ومن المنتظر أن يحدد علي أبو شادي رئيس اللجنة العليا للمهرجانات وجهة الفيلم في المغرب وإن تتجه المؤشرات لاختيار مراكش كونه مهرجان دولي ، علماً بأن عرض الفيلم في المهرجانين معاً مستبعد لظروف تتعلق بنظام العمل في المهرجانات المغربية .
يقام مهرجان مراكش هذا العام في شهر اكتوبرعقب انتهاء شهر رمضان، بينما يقام مهرجان سلا من 5 الي9 سبتمبر المقبل، وستشهد هذه الدورة تكريم العديد من المبدعات المغربيات والعربيات والأوروبيات خلال المهرجان الذي يستضيف حوالي 300 مدعو نصفهم من الأوروبيين اضافة الي الصحفيين المغاربة والاجانب وتبلغ التكلفة الاجمالية لهذه الدورة حوالي 4 ملايين و600 ألف درهما مغربيا .
ويشرف على تنظيم المهرجان، نادي الفن السابع لجمعية أبي رقراق بالتعاون مع وزارتي الثقافة والاتصال وسيشارك اكثر من 14 فيلما روائيا كلها تتناول قضايا المرأة في المسابقة الرسمية للفوز بجوائز المهرجان .
وكان فيلم "عمارة يعقوبيان " قد حصد معظم جوائز مهرجان السينما العربية بباريس قبل أيام، بينما يواصل تصدره لشباك التذاكرالمصري حيث حقق حتى الآن أكثر من 16 مليون جنيه ، الفيلم بطولة عادل إمام ويسرا وسمية الخشاب ونور الشريف وخالد الصاوي وخالد صالح وأحمد بدير وأحمد راتب وهند صبري ومحمد عادل إمام و إخراج مروان حامد .