٢١‏/١٢‏/٢٠٠٦

موسى حوامدة يفوز بالجائزة الكبرى




101_0162.JPG



الشاعر موسى حوامدة يفوز بالجائزة الكبرى


في ختام مهرجان تيرانوفا الفرنسي




فاز الشاعر موسى حوامدة بجائزة "La Plume" (الريشة) وهي الجائزة الكبرى Grand Prixوالتي تمنحها مؤسسة اورياني "Fondation Oriani " الفرنسية، وقد منحت الجائزة في احتفال تكريمي في قاعة بلدية نانسي الفرنسية، في ختام مهرجان تيرانوفا الفرنسي الذي يقام للسنة الرابعة في مدينة ميتس ونانسي وهايني وعدة مدن في مقاطعة اللورين شرق فرنسا ، وسبق ان فاز بنفس الجائزة الشاعر الايطالي إدواردو سانيغونيتي لعام 2003والشاعر الاسباني فيرناندو أرابال لعام 2004والشاعر الايطالي انتونيو بيرتولي لعام 2005، وقد تم الاعلان عن الجائزة على موقع المهرجان


http://www.teranova.fr/




الذي عقد في نهاية شهر تشرين الثاني للعام الجاري، واقيمت العديد من القراءات الشعرية في عدد من الجامعات والمدارس والمسارح والمدن الفرنسية.


وكان المهرجان الذي يديره الشاعر الفرنسي ماريو ساليس قد افتتح في مدينة ميتز الفرنسية في ال19من الشهر الماضي واستمر لمدة اسبوع وشارك فيه عدة شعراء من مختلف دول العالم.


الشاعر موسى حوامدة شارك بقصيدة( سلالتي الريح وعنواني المطر) والتي ترجمها للفرنسية المترجم الجزائري مدني قصري ونشرت في انطولوجيا المهرجان والتي ضمت العديد من القصائد للشعراء المشاركين.


كما طلبت ادارة المهرجان أن تكون الكلمة الاخيرة في المهرجان للشاعر موسى حوامدة والتي ترجمتها الشاعرة المغربية ثريا اقبال للفرنسية والقيت بالعربية والفرنسية في مدينة وايبي وجاء فيها؛ ( قبل السلام دعونا نحرر الكلمات من قداسة اللغة، فالشعب الفلسطيني ما زال يدفع ثمن اللغة الشعرية من ارضه ودمائه وما زال محروما من كلمة السلام التي يبحث عنها منذ الاف السنين ولم يجدها، ولم يشكل الفلسطينيون امة او دولة عبر التاريخ، فقد ظلت بلادهم محتلة منذ فجر التاريخ، رغم انهم لم ينجبوا للعالم هولاكو اونيرون او دراكولا ولا جنكيزخان او هتلر، ولم يخرج من بينهم الا لاجئون نازحون شهداء ومعتقلون، وليس معقولا أن يقر الفلسطيني بالسلام والاعتراف بحق الاخرين في بلاده وهو منفي او محتل، فالسلام مثل الحب لا يكون من طرف واحد، ولا يكون فقط على حساب الضحية).










Powered by Zoundry

مقاضاة السعوديين


في رده على بيان فقهاء التكفير، الذي يحرض على العنف والارهاب والحرب الطائفية في العراق؛



نزار حيدر يدعو مجلس النواب العراقي الى مقاضاة السعوديين



NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM



دعا نـــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، مجلس النواب العراقي الى مقاضاة السعوديين، بسبب تحريضهم على العنف والارهاب والحرب الطائفية في العراق.


وقال نـــــــــــزار حيدر الذي كان يرد على بيان فقهاء التكفير الصادر يوم امس، في تصريحات لعدد من وسائل الاعلام؛


لقد حمل البيان خطابا تحريضيا واضحا ودعوة صريحة لقتل العراقيين على الهوية، وهذا ما سيكون سببا اضافيا في تصاعد العنف والارهاب في العراق، الذي بات من الواضح انه يغذى من قبل عدد من الدول التي تحتضن فقهاء التكفير وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والتي تشير التقارير الخاصة المتواترة، الى ان حكومتها تقف وراء اصدار هذا البيان، بالتشجيع والحث، وهو حلقة في سلسلة الخطوات التصعيدية التي قررت الحكومة السعودية اتخاذها للدفع باتجاه التصعيد الطائفي في بلاد الرافدين، بعد المقال الذي نشره أحد أزلامها في احدى الصحف الاميركية قبل حوالي اسبوعين.


واضاف نــــــــــــــــزار حيدر بالقول:


ان على مجلس النواب العراقي، وهو المترجم لمصالح الشعب العراقي والحارس والامين على دمائه ومنجزاته، ان يبادر فورا الى رفع شكوى قضائية ضد المملكة العربية السعودية امام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في العراق، من خلال سماحها والتحريض على اصدار الفتاوى التكفيرية ضد اكثرية الشعب العراقي، ما يشجع مجموعات العنف والارهاب على توظيفها في جرائم القتل والتدمير وعمليات التفجير والتفخيخ والتهجير الطائفية، بالاضافة الى عملياتهم الاجرامية اللاانسانية المتمثلة بنسف الاماكن المقدسة لدى المسلمين، ما يساهم بشكل مباشر في ردود الفعل التي يشهدها العراق اليوم.


واضاف نـــــــــــــــــــــزار حيدر؛


ان من وقع على البيان المذكور وأمثالهم ليسوا علماء الامة، ولا فقهاءها، انما علماء الامة الحقيقيون، هم اولئك المنتشرون في بقاع العالم العربي والاسلامي، في مصر وسوريا ولبنان وتركيا والعراق والمغرب وتونس وايران واندونيسيا، وغيرها من بلاد العالم العربي والاسلامي،اولئك الذين لم نسمع منهم يوما قط كلاما مثل هذا، بل انهم من يتحدثون بكل ما يوحد الامة ويجمع شملها ويعزز منعتها، اولئك هم فقهاء وعلماء المسلمين الحقيقيون، اما من يدلي بمثل هذا الكلام التحريضي الطائفي فهم فقهاء الحزب الوهابي المنبوذون عند المسلمين، اولئك الذين يحاولون فرض اراداتهم واتجاهاتهم (الدينية) واجنداتهم السياسية على المسلمين بصرف الاموال الطائلة وتسخير الاعلام المضلل المدعوم بالسلطة الدينية المزيفة القائمة في المملكة العربية السعودية، والتي تحاول خداع المسلمين بعناوين دينية براقة كخدمتها للحرمين الشريفين، وهي المعروفة بسرقتها لهما، وتحويلها لموسم الحج في كل عام الى تجارة رابحة للامراء والسفراء.


ان علماء الامة وفقهاءها لا يتفوهون بأية كلمة تفرق شمل المسلمين، كما يفعل اليوم فقهاء التكفير من الوهابيين، الذين تحولوا الى مشروع لتدمير الامة وتمزيق اوصالها.


ان السعودية، باصرارها على اصدار مثل هذه البيانات التحريضية، تكون شريكة بكل الجرائم التي ترتكب في العراق، وانها شريكة بكل قطرة دم طاهرة تراق على ارض العراق الحبيبة، ولذلك فان على مجلس النواب العراقي ان يرفع ضدها شكوى قضائية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، ولا ننسى هنا اشتراكها مع نظام الطاغية الذليل صدام حسين بدماء المسلمين التي اريقت في الحرب العراقية - الايرانية، من خلال تشجيعها النظام البائد على الاستمرار في الحرب ودعمه بالاموال الطائلة التي قدرت وقتها بأكثر من (40) مليارد دولار ذهبت الى محرقة الحرب العبثية من قوت الشعب المسلم في الجزيرة العربية.


عن حقيقة (فتاوى الجهاد) التي يتحدث عنها امثال هؤلاء الفقهاء، قال نـزار حيدر؛


ان تاريخ امثال هؤلاء (الفقهاء) يشير الى انهم لم يرفعوا قط راية الجهاد الاسلامي الحقيقي ضد اعداء الامة والدين حتى ولا مرة واحدة، بل انهم كانوا على مر التاريخ سببا للفتن الطائفية والدينية التي مرت على المسلمين.


انهم كانوا على طول تاريخهم جاهزون لاصدار فتاوى (الجهاد الاسلامي) ضد المسلمين الذين يخالفونهم في المعتقد والمذهب، مثلما حصل ذلك في افغانستان والعراق، كما انهم كانوا الاداة الطيعة بيد السلطة الدنيوية في الجزيرة العربية منذ ان كانت قبيلة (آل سعود) تغزو اقرانها من القبائل فتقتل وتذبح وتنهب لتبسط نفوذها في الجزيرة العربية، ولما استتب لها الامر واستقر بها المقام، تحول فقهاء الوهابية الى وعاظ موظفين في بلاط سلطة آل سعود المعروفة بالفساد والانحراف الخلقي وارتكاب المحرمات، فكانت فتاوى هذه الطغمة من الفقهاء، المظلة الشرعية التي يستظل بها الحكام المنحرفون.


انهم وامثالهم من انصاف الفقهاء والمثقفين، ما رفعوا راية الجهاد الاسلامي حتى ولا مرة واحدة في تاريخهم، وهم لم يستظلوا تحت راية الجهاد ضد الاستعمار الاوربي للبلاد الاسلامية والعربية ولا مرة واحدة، انما الذي رفع رايات الجهاد ضد الاستعمار هم علماء الامة الحقيقيون امثال السنوسي والمختار والميرزا الشيرازي والحسيني، اما هؤلاء فانهم واسلافهم من افتى بكل ما يبرر للاستبداد والاستعمار في البلاد الاسلامية، فهم الذين افتوا بجواز اقتحام الحرم المكي الشريف من قبل القوات الفرنسية (الصليبية) في العام 1400 للهجرة، وهم من افتى بجواز مجئ قوات التحالف الدولي وعلى راسهم الولايات المتحدة الاميركية (الصليبية) الى ارض الحرمين الطاهرين في العام 1991 للميلاد ابان ازمة احتلال الكويت من قبل نظام الطاغية الذليل، وهم الذين كانوا يمدون (سرا) يد التعاون مع المحتل الانجليزي والفرنسي والايطالي في العراق والجزائر وليبيا وفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين يوم كان فقهاء الامة الحقيقيون مشغولون بالقتال والجهاد ضد المحتل في ساحات الوغى والدفاع عن بيضة الاسلام وحرمة الدين.


ان هؤلاء لم يحملوا في تاريخهم سيفا يقاتلون به المحتل، ولم يطلقوا رصاصة ضد الاجنبي الناهب لخيرات البلاد، بل انهم تعاونوا معه على استعمار البلاد ونهب ثرواتها، مقابل ان يبقون هم في السلطة، ليعيثوا فسادا في الارض كما هو الحال اليوم مع النظام في المملكة العربية السعودية، وما قضية فلسطين ببعيدة عنا.


وبكلمة موجزة اقول، ان هؤلاء وامثالهم، مشروع فتنة ليس اكثر، على المسلمين الحذر منهم وتجنبهم، لألا يتحولوا الى حطب يحترق في نيران فتنهم، التي ان اشتعلت، لا سامح الله، فسوف لا تبقي ولا تذر، ولنا في التاريخ عبرة لكل من يعتبر.


واضاف نــــــــــــزار حيدر يقول؛


ان على علماء السنة (على وجه التحديد) في العراق ان يتبرؤوا من مثل هذه البيانات والمواقف، والا فان العراقيين سيعدونهم شركاء في التحريض على العنف والارهاب، ولا اقصد بذلك من يحسب نفسه من العلماء والفقهاء كالضاري واضرابه الضالعين بالحرب الطائفية ضد الاكثرية من العراقيين حتى النخاع، وانما اقصد بذلك علماء العراق الحقيقيون الذين طالما كانوا العامل الاساس في اخماد نيران الفتن الطائفية والعنصرية التي كان يحاول النظام الشمولي البائد اثارتها للايقاع بين العراقيين، اولئك الذي تخرجوا من مدرسة الشهيد الشيخ عبد العزيز البدري، تلك المدرسة التي ستبقى منارا في تاريخ العراق الحديث تنهل منها الاجيال قيم الايمان والوحدة والتضحية من اجل الاهداف النبيلة.


عن مدى تأثير مثل هذا البيان على فاعلية وثيقة مكة المكرمة، في الساحة العراقية ومجريات الامور فيها، ، قال نـــــــزار حيدر؛


انها شهادة وفاة رسمية لوثيقة مكة، التي طالما قلت انها سوف لن ترى النور لا زال لم يوقع عليها احد من فقهاء التكفير لنمتحن صدق نواياهم، والذين ظلوا يتهربون من التوقيع عليها او تاييدها حتى آخر لحظة قبل ولادتها بشكل رسمي وبعد ولادتها.


وفي تعليقه على ما تردد في بعض وسائل الاعلام من ان طارق الهاشمي جاء الى واشنطن مبعوثا من الرياض وعدد من حلفائها، للمساهمة في الضغوط التي تمارسها الرياض على الادارة الاميركية من اجل ان لا تاخذ بالتوصيات التي تشجع على الحوار مع طهران، وكذلك من اجل التقليل من تاثيرات التقارير التي تحدثت عن ما بات يعرف بخطة الـ (80) بالمئة، قال نـــــــــــــــــزار حيدر؛


في الحقيقة لا استطيع ان أؤكد أو انفي مثل هذه التصريحات، الا ان ما يشير الى احتمال صحتها هو تقديم موعد الزيارة الى اليوم، لتتزامن من صدور البيان، فيما كان من المقرر ان تنجز في الشهر الاول من العام الميلادي القادم، فهل للزيارة ربط بهذا الموقف السعودي؟ وهل انه جاء بالفعل لاقناع الادارة الاميركية بتجاهل توصية لجنة بيكر- هاملتن الداعية الى الحوار مع ايران للبحث في مخارج مشرفة من الملف العراقي الشائك، وهو ذات الموقف الذي تدفع باتجاهه المملكة العربية السعودية وحلفائها في مصر والاردن لعرقلة اي حوار من هذا النوع، كونها تعتبره انه سيأتي على حساب دورها، ليس في العراق فحسب وانما في المنطقة كذلك؟.


واضاف نــــزار حيدر؛


كما ان من المؤكد كذلك هو ان الزائر يحمل معه رسالة من زعيم جبهة التوافق (السنية) عدنان الدليمي، الى الرئيس بوش يدعوه فيها الى الدفاع عن سنة العراق، على حد قول الدليمي في تصريحاته يوم امس الى راديو سوا، من دون ان يوضح ما اذا كان السنة في العراق قد خولوه فعلا بتحميل الهاشمي مثل هذه الرسالة (الغريبة) كأطواره أم لا؟ فيما اشارت انباء خاصة الى ان الزائر قدم جزيل شكره الى الرئيس جورج بوش لاسقاطه النظام الشمولي البائد، وهو الموقف الذي اعتبرته الادارة الاميركية عربون صداقة بينها وبين الحزب الاسلامي العراقي، والسنة في العراق بشكل عام.


عن سبب الغضب السعودي الذي يدفعها لتأجيج نار الحرب الطائفية في العراق، قال نـــــــــــــــــــزار حيدر؛


لقد تشابكت عدة اسباب لتنتج هذا الغضب السعودي الذي يشبه الى حد بعيد غضب ثور هائج.


لقد بدات السعودية، ومعها حلفاءها في المثلث السني الطائفي (الاردن ومصر) تشعر بمرارة هزائم سياساتها في المنطقة والتي حاولت ان تبني نجاحاتها على اساس التحالف مع الولايات المتحدة الاميركية و(اسرائيل) بعد ان نجحت في محو آثار الحادي عشر من سبتمبر.


فعلى الرغم من الاموال الطائلة التي تصرفها السعودية على حلفائها في فلسطين والعراق ولبنان، الا انهم لم تعد تحصد الا الفشل والخيبة والتراجع في الدور السياسي، خاصة وانها ترى قوة اقليمية جديدة صاعدة تزاحمها في الدور، واقصد بها دولة قطر التي غمز الملك عبد الله بن عبد العزيز في قناتها في كلمة الافتتاح التي القاها في قمة جابر لدول مجلس التعاون الخليجي العربية التي عقدت مؤخرا في الرياض.


كما ان سحب السفير الاميركي من العراق زاد واستبداله بسفير آخر، عدته الرياض خسارة كبيرة لسياساتها في العراق، اذ كان من المعروف ان هذا السفير كان ينفذ سياسات الرياض في العراق وليس سياسات واشنطن.


وجاءت الضربة القاضية لسياسات الرياض في العراق والمنطقة، بارتفاع الاصوات والتوصيات التي تحث الادارة الاميركية على الحوار مع طهران، ربما كبديل عن التحالف مع المثلث السني (السعودية ومصر والاردن) الذي اثبت فشله بشكل مريع.


ان كل ذلك، وغيره هو الذي اهاج السعودية ومن ورائها مصر والاردن، فبادرت الى تحريك وتشجيع فقهاء التكفير على اصدار مثل هذه الفتاوى، في محاولة منها للتذرع بالدفاع عن السنة في العراق، فراحت تذرف دموع التماسيح عليهم، من دون ان يخولهم اي احد بذلك، وكانها الوصية عليهم، او كأن هناك بالفعل مؤامرة لاقصائهم او تهميشهم، الا ان تكون في ذهن السعوديين فقط لحاجة في نفس يعقوب يريد قضاها، وهي التي ظلت تتفرج على قتل علمائهم ومثقفيهم وتدمير مدارسهم الدينية على يد النظام الشمولي البائد من دون ان تنبس ببنت شفة، اوليست هي ذاتها التي صمتت صمت اهل القبور وهي ترى الالاف المؤلفة من (سنة العراق) يقتلون بالغازات السامة في حلبجة؟ انها ذريعة اذن ليس اكثر من اجل ان تواصل تدخلها في الشان العراقي لاثارة مشاعر المسلمين لا اكثر ولا اقل، وهي نفس السياسة التي تتبعها حاليا في لبنان، عندما تحاول ان تصور ما يجري على انه صراعا طائفيا بين السنة والشيعة على السلطة، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع ان رئاسة الحكومة في لبنان محجوزة سلفا للسنة، ولا يحق لأحد منافستهم عليها.


انها سياسة سعودية قديمة، لا اعتقد بانها ستنجح هذه المرة بعد ان افتضح امرها وكشف المسلمون حقيقتها، فان من يسمح لقوات (الصليبيين) بالتواجد على مرمى حجر من بيت الله العتيق، لا اعتقد بانه مؤهل للدفاع عن سنة العراق، اليس كذلك؟.



12 كانون الاول 2006



Powered by Zoundry

توماس ترانسترومر وعدنان الصائغ في ليلة سكارابيه الثقافية، في مالمو


على مسرح البلاديوم أحد أقدم المسارح السويدية (1920) في مدينة مالمو قدمت فرقة سكارابيه الثقافية، "بدأنا "، احتفاءً بالشاعرين توماس ترانسترومر من السويد، وعدنان الصائغ -من العراق. امتزجت فيها القراءات الشعرية بالمسرح والموسيقى والرقص والسينما.. وتلاقى الشرق والغرب في عرض متفرد، أخرجه الفنان حسن هادي وشارك فيه - بالإضافة إلى الشاعرين الضيفين - كلٌّ من الفنانين: جعفر حسن (عزف على آلة العود)، ونادين الخالدي (عزف على الكيتار) بتقديم مقطوعات موسيقية ووصلات غنائية مشتركة ومنفردة. كما قدم اللوحات المسرحية كلٌّ من: نيكلاس بيرم، حسن هادي، لين برندستروم. وقدمت الرقصات كلٌ من الفنانتين: انا فيسر Anna وعايدة الخالدي. وقرأت الصبية لؤلؤة حسن قصائد الشاعر ترانسترومر بلغة طفولية ساحرة، بينما ظهرت الترجمة العربية على شاشة كبيرة توسطت المسرح، وكذلك ظهرت ترجمة قصائد الصائغ إلى السويدية على تلك الشاشة مصاحبة لقراءته.


فكرة واخراج العرض: حسن هادي. ادارة الأنتاج والتسيير: عايدة الخالدي. دعاية واعلان: سندي ايسلافا



ضيفا الفرقة الشاعران ترانسترومر والصائغ كانا نجمي تلك الليلة إذ احتفت بهم الفرقة باعتبارهما معيناً زاخراً بالابداع والمشاكسه اضافا للعرض مسحته الجمالية ودلالته العميقة. لذا كانت نصوصهما تتبارى على أفواه الممثلين كمشاهد مسرحية مولدة صوراً جديدة، وتأويلات أخرى، استثمرها المخرج مؤثثاً بهما فضاء العرض، ليطرح رؤيته وجمالياته الأخراجية.


وبحس عالٍ وفهم واعٍ لمجريات الصورة الشعرية لدى الشاعرين تشكلت أجساد راقصي سكارابيه بتموجاتها التعبيريه لتترجم تلك القصائد إلى لوحات راقصة، لطالما صفق لها الجمهور قاطعا سير العرض لعدة مرات. كما تغنى بها مطربوا وعازفوا سكارابيه في تلاقح مع الموروث الغنائي الشعبي الأصيل.


كثافة الجمهور بحضوره تلك الليلة كان مفاجئاً للمعنيين بشؤون الثقافة ولإدارة المسرح حيث امتلأت القاعة تماماً بعددها 244. وقد تحدثت بعض الصحف السويدية عن تلك الليلة منها صحيفة الـ مترو.


هذاالعرض، ليلة سكارابيه الثقافية، الذي قدم في اليوم الأول من شهر ديسمبر 2006 كان هو الانتاج الاول لمجموعة سكارابيه.. وقد عرّف مبدعوا تلك الليلة عن أنفسهم بفيلم قصير، مونتير وتصوير: أحمد الصائغ، ومن انتاج الفرقة، طوله 13 دقيقة، تحدث عن سير العمل ويوميات الفنانين المشاركين من العرب والسويديين بطريقة حديثة وعفوية بعيدة عن الورق والمايكرفون.


هذا وتستعد الفرقة في خريف عام 2007 لتقديم عملها المسرحي عن نصوص مختارة للشاعرين، وتمثيل فرقة سكارابيه.



توماس ترانسترومر الذي يبلغ اليوم 75 عاماً، يعد واحداً من أكثر الشعراء السويديين شهرة في العالم. ترجمت أعماله إلى أكثر من 50 لغة. حصل على 21 جائزة أدبية مرموقة وهو المرشح الأقوى منذ سنوات لنيل جائزة نوبل للآداب. أصيب بجلطة دماغية قبل ستة عشر عاماً جعلته عاجزا عن الحركة والنطق بسهولة، لكنها لم تستطع منعه من مواصلة الإبداع، فأصدر ثلاث مجموعات شعرية هي: "الذاكرة تنظر إليَّ" عام 1993، "المركب الحزين" عام 1996، و"اللغز الكبير" عام 2004.


وعدنان الصائغ 51 عاماً من بين أبرز شعراء الجيل الثمانيني العراقي والعربي حضوراً. أصدر 10 مجمواعات شعرية أبرزها "نشيد أوروك". حصل على الجائزة الأولى في مسابقة الشعر الكبرى في العراق عام 1992 عن قصيدته "خرجتُ من الحرب سهواً ". غادر العراق عام 1993. حصل على ثلاث جوائز عالمية، في نيويورك 1996 وروتردام 1997 ومالمو 2005..


والفنان حسن هادي الذي عُرف بالعديد من أعماله المسرحية والتلفزيونية المتميزة في العراق، أسس مع مجموعة من المبدعين العرب والسويديين مجموعة سكارابيه، كان قد اختار منفاه السويدي عام 2003. وقدم في العام التالي 2004 مسرحية "العرس الوحشي" كمخرج وممثل، (وهي من اعداد فلاح شاكر). وفي العام 2005 قدم على مسرح X مسرحية "التنور" كمخرج وممثل (عن قصائد للشاعر عدنان الصائغ). ثم أخرج مسرحية "الخلوة" (عن قصائد للشاعر عدنان الصائغ ومن انتاج مسرح فرات). وعمل عام 2006 كممثل رئيسي في مسرحية "العرس الوحشي" من اعداد: فلاح شاكر واخراج: نيكلاس ساندستروم (انتاج مسرح فرات). وأعد وأخرج في العام نفسه مسرحية DNA (عن قصائد للشعراء عدنان الصائغ وآرنه سارنيغ انتاج مسرح فرات).



Powered by Zoundry

٥‏/١٢‏/٢٠٠٦

في ضيافة مختبر السرديات


حبيب عبد الرب سروري
في ضيافة مختبر السرديات
الأربعاء 20 دجنبر 2006



قاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – الدار البيضاء
تمثلات الواقع
في روايات حبيب عبد الرب سروري

تنفيذا لبرنامجه الثقافي للموسم الجامعي الحالي 2006 / 2007 ينظم مختبر السرديات، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، بوم الأربعاء 20 دجنبر 2006 بقاعة المحاضرات، يوما دراسيا حول الأعمال الروائية الكاتب اليمني حبيب عبد الرب سروري، وذلك في إطار سلسلة تجارب إبداعية ونقدية.
وسيحضر هذا اللقاء إضافة إلى الكاتب عدد من الباحثين والنقاد:
نادية الكوكباني (اليمن)، ابتسام المتوكل (اليمن)، شعيب حليفي (المغرب)، عبد الفتاح الحجمري(المغرب)، موليم العروسي(المغرب)، الحبيب الدائم ربي(المغرب)، عبد الرحمن غانمي (المغرب)، عبد اللطيف محفوظ (المغرب).




الورقة التقديمية
إذا كانت الرواية هي الجنس الأدبي الأكثر قدرة على التعبير عن الكلية الاجتماعية الممتدة، والأكثر قدرة على تشخيص العوامل الخفية والجلية الفاعلة في مختلف أشكال الصراعات الاجتماعية التي تؤدي إلى التطور أو الجمود، فإن بعض التجارب الروائية فقط، هي التي تحقق ذلك.
ومن بين هذه التجارب، تجربة الروائي اليمني حبيب عبد الرب سروري، التي برزت بشكل ملفت مع مطلع القرن الحالي، وذلك بفضل تحقيقها لتلك الأبعاد، إضافة إلى قدرتها على مزج التخييل الذاتي بالموضوعي وعلى نقد الواقع انطلاقا من ترميزه وترميز أبعاده وبناه العميقة، مع القدرة على كشف أسئلته العصية من خلال توجيه صارم للموضوعات الأساسية التي تشكل أساس التخييل الروائي، ذلك أن الإطلاع على الروايات الثلاث، التي تشكل لحد الآن تجربة سروري، ( الملكة المغدورة، "ثلاثية" دملان، طائر الخراب)، تجعلنا في تماس مع الواقع اليمني في الربع الأخير من القرن المنصرم، ومن خلاله مع الواقع العربي، بكل أسئلته التي تشخص تناقضاته وعوامل النكوص فيه بكل قساوة..
ويضاف إلى ذلك ابتعاد روايات سروري عن هاجس التجريبية، وأشكال البلاغة الفجة، وتمتعها بخاصية المقروئية بفضل احتفائها بالحكي..
انطلاقا من الوعي بأهمية هذه التجربة الجديدة، المدعمة للتجارب العربية الأخرى الجادة والعميقة، يأتي هذا اليوم الدراسي لمساءلتها وتمحيصها، وذلك انطلاقا من محور، يتمثل في مقاربات كيفية تمثلها للواقع.







حبيب عبد الرب سروري في سطور
حبيب عبد الرب سروري من مواليد 15 أغسطس 1956، باليمن، بروفيسور في علوم الكمبيوتر، منذ 1992، وروائي يعيش و يعمل حالياً بفرنسا أستاذا للتعليم العالي بجامعة روان
رغم كونه أستاذا جامعيا للرياضيات والحاسوب، فقد أولى اهتماماً كبيرا للكتابة الأدبية منذ عام 1992، بيد أنه لم يشرع في نشر أعماله الأدبية إلا سنة 2000، حيث نشر روايته الأولى الملكة المغدورة التي كتبها بالفرنسية، وترجمها إلى العربية علي محمد زيد، ومنذ هذه السنة توالت كتاباته المتنوعة من حيث انتماءاتها الأجناسية:
- همسات حرّى من مملكة الموتى، مجموعة قصصية صدرت عن مؤسسة العفيف الثقافية، يونيو 2000.
- شيءٌ ما يشبهُ الحب، مجموعة شعرية صدرت عن مؤسسة العفيف الثقافية، مايو 2000.
- دملان، ثلاثية روائية، صدرت عن مؤسسة العفيف الثقافية، ابريل 2004.
- الملكة المغدورة، الطبعة الثانية، منشورات وزارة الثقافة اليمنية، مايو 2004.
- طائر الخراب، رواية، صدرت عن مؤسسة العفيف الثقافية، ديسمبر 2005.
- عرَق الآلهة، رواية من جزئين، تمّ نشر الجزء الأول منها على الموقع الأدبي للكاتب، أكتوبر 2006.

كما أنه كتب مجموعة مقالات عن اليمن ضمنها كتابه عن اليمن، ما ظهر منها وما بَطَن الصادر عن مؤسسة العفيف الثقافية ابريل 2005.
مجموع كل هذه الأعمال منشورة كاملة على موقعه الأدبي: http://abdulrab.free.fr




برنامج اليوم الدراسي
الأربعاء 20 دجنبر 2006
الجلسة الصباحية:
9 – 9.40 الجلسة الافتتاحية برئاسة عبد اللطيف محفوظ.
كلمة عميد الكلية الدكتور عبد المجيد القدوري.
كلمة رئيس مختبر السرديات،الدكتور شعيب حليفي
9.40-10 حفل شاي.
10 – محاضرة الروائي حبيب عبد الرب سروري في موضوع:
دهشات، تقاطعات، وروافد جوهرية في تجربتي الكتابية
11- 15 مناقشة
15.00 الجلسة الزوالية برئاسة عبد الرحمن غانمي.
- نادية الكوكباني (اليمن):
- ابتسام المتوكل (اليمن):
- شعيب حليفي (المغرب):
- عبد الفتاح الحجمري(المغرب):
- موليم العروسي(المغرب):
- الحبيب الدائم ربي(المغرب):
18.00 مناقشة

مهرجان أمستردام العالمي للفيلم الوثائقي







صالح حسن فارس

العراق حاضر في المهرجان
الدنمارك تحصد الجوائز
من أمستردام صالح حسن فارس: شهدت العاصمة الهولندية "أمستردام" أمس الاحد حفل أختتام فعاليات مهرجان الفيلم الوثائقي العالمي IDFAالذي استمرت فعالياته على مدى احد عشر يوماً من الفترة 23 نوفمبر ولغاية 3 ديسمبير كانون الاول لعام 2006 والتي دأبت العاصمة الهولندية على أحتضانه سنوياً، المدينة التي ترعى وتقيم أجمل المهرجانات المحلية والعالمية الفنية المتنوعة كما عودتنا في دوراتها السابقة.
استضافت أمستردام لهذا العام عدداً كبيراً من الافلام العالمية. ولوحظ ندرة الافلام العربية، وبينما كانت هناك أربعة أفلام عن العراق. تضمن المهرجان ندوات، موسيقى، وبالطبع وأفلام ثائقية عديدة زادت على 250 فيلم. توزعت العروض على صالات مختلفة، قاعة المركز الثقافي "دي بالي" وقاعات سينمائية اخرى في وسط العاصمة.
أتسم المهرجان بحركة فنية نشطة، لقاءات وحوارات بين الفنانين والجمهور حول السينما ومستقبها، واقيمت ندوات فكرية وفنية اضافة إلى اقامة الورشات الفنية. حضر المهرجان نخبة كبيرة من الجمهور والفنانين العالميين والهولنديين. تميز المهرجان بالروعة، والتنظيم، والتنوع، وقد عُرض عدد كبير من الأفلام مرات عديدة في صالات مختلفة، شاركت في المهرجان أفلام من: بلجيكا، استراليا، اسرائيل، السويد،الصين، أمريكا، أنكلترا، البرازيل، الدنمارك، أفغانستان، ايطاليا، مكسيكو، موسكو، اسبانيا، كندا، الارجنتين، المانيا، النرويج، ايران، تركيا، بوسنة، النمسا، شيلي، نيجيريا، ماليزيا، سويسرا، ارمينا، فرنسا، الجزائر، الهند، العراق.
كان فيلم الأفتتاح هو "العناصر الأربعة" للمخرجة الهولندية "جسيكا ريكلس" الذي حاز على جوائز تقديرية قبل ان يعرض في افتتاح المهرجان. يتناول الفيلم حياة الانسان وكفاحه ضمن اطار مفهوم العناصر الاربعة النار، الماء، التراب، والهواء، هذه العناصر بمجملها التي تشكل الحياة، واعتمد الفيلم على الموسيقى التصويرية الشاعرية الجميلة ولحضات الصمت المعبرة في قصة أنسانية مثيرة.
العراق كان حاضراً في المهرجان عبر فيلم عراقي واحد وثلاثة افلام للمخرجين أجانب حول العراق.
الفيلم الوثائقي العراقي"ايام بغدادية" الذي استغرق" 35 دقيقة للمخرجة العراقية "هبة باسم". وكان هذا الفيلم قد شارك في اكثر من مهرجان وحصد عدة جوائز. يناقش الفيلم قصة حياة بطلة الفيلم التي تعيش في اجواء عائلة عراقية تنتقل من كركوك موطنها الأصلي إلى بغداد، بسبب الاوضاع المتردية هناك وأنعدام الامن، بينما كانت عائلتها تعيش قبل الحرب مع الاكراد بسلام وبعد أن حصل الاكراد على مزيد من النفوذ لم يتسنا للعائلة أن تمكث هناك. قررت البطلة مع عائلتها أن تغادر كركوك إلى بغداد وتكمل مشروع حلمها الدراسي. يعرض الفيلم حياة الطالبة على شكل مذكرات شخصية أتسمت بطابع العفوية والبساطة والجرأة، من خلال المشاكل التي واجتهها في السكن الجديد وصعوبة مواصلة الحياة في بلد يفتقر إلى الامن والسلام. وبعد انتهاء الفيلم جرت مناقشة مع الفيلم الفنان العراقي "قاسم عبد" حول كيفية انتاج الفيلم والمشاكل التي واجهها فريق العمل. والفنان "قاسم عبد" هو مؤسس ومدير كلية السينما والتلفزيون المستقلة في بغداد التي اشرفت على انتاج فيلم "أيام بغداد". الافلام الاخرى التي تناولت العراق هي فيلم "عندما يعود عدنان" للمخرج " اندرو بيرندس" يتحدث الفيلم عن حياة مراهق عراقي دخل السجن بتهمة السرقة، ويتعرض هناك الى حادثة حريق ثم يصور الفيلم معاناته وأسرته في البحث عن العلاج بعد خروجه من السجن. ولايبتعد عن هذه الثيمة كثيراً فيلم "أم ساري" للمخرج الامريكي "جيمس لونكلي" . يحكي قصة أم عراقية تبحث عن حل لأبنها المصاب بمرض الايدز بسبب نقل دم ملوث.
جوائز المهرجان
في ختام المهرجان تم توزيع الجوائز من قبل أعضاء لجنة التحكيم على الافلام الفائزة، واكتظت القاعة بالجمهور الغفير وكانت النتائج كما يلي:
ذهبت جائزة "يورس يفنس" للمخرجة الدنماركية "برنيله روز غرونك يار" عن فيلمها "مونستري ومستر فك والراهبة". جائزة اللجنة التحكيمية الخاصة "الساحل الساخن الوحشي الوحشي" للمخرج الروسي "تندر".
وقد حصدت الدنمارك على حصة الأسد من جوائز المهرجان حيث فازت المخرجة الدنماكية "ايفا مولفاد" على جائزة "الذئب الفضي" لأحسن فيلم قصير عن فيلمها "أعداء السعادة" كما ذهبت جائزة الشبل الفضي إلى فيلم "عيناي" للمخرج الدنماركي " ايرلند مو" وتمنح هذه الجائزة للأفلام التي لاتزيد نصف ساعة.
أما جائزة الجمهور فذهبت إلى فيلم "نكون معاً" للمخرج الانكليزي "باول تيدر" يتاول الفيلم قصة مثيرة تدور حول عدد من الاطفال الذين يعيشون في مركز اليتامى بسبب مرض الايدز الذي افنى عوائلهم. بطلة الفيلم "سنديلا" 12 عاماً القادمة من جنوب أفريقيا تبداً حياتها في المركز كمطربة تغني من أجل الامل والمساعدة وتصبح مشهورة حيث تقول: الغناء يجعلني أن أفكر بالبيت لانه يعود بي إلى الذكريات الاولى حين غنيت لاول مرة. يتنافس على جائزة الجمهور المخرجون الذين يقدمون بواكير اعمالهم.
ومن الجدير بالذكر ان فعاليات المهرجان قد نالت أهتمام الأوساط الثقافية والاعلامية الهولندية والعالمية، حيث خصص للمهرجان برنامج تلفزيوني يومي في القناة الاولى الهولندية ينقل أحداث المهرجان، وقد أستقطب المهرجان جمهوراً كبيراً من الصحافة والاعلام وشخصيات فنية وثقافية مختلفة.

٣٠‏/١١‏/٢٠٠٦

غزلان

في غزالة الوحشة
آه من عطش الطريق
وضيق المسالك
وبرد الشتاء

٢١‏/١١‏/٢٠٠٦

حرية الصحافة بين الحق والمسوؤلي

حرية الصحافة بين الحق والمسوؤلية
يعقد نادي القلم المغربي يوم الثلاثاء 21نونبر2006مائدة مستديرة بفضاء الشاوية بالدارالبيضاء ابتداء من الساعة السادسة مساء تحت عنوان(حرية الصحافة بين الحق والمسوؤلية).وذلك في اطار مناقشة عدد من القضايا المرتبطة بمفهوم الحرية بشكل عام والتغيرات التي تطرأ على فلسفته،ثم المفهوم في مجال الاشتغال الصحفي (صحافة السلطة الحاكمة،صحافةالمجتمع المدني والتي يقودها سياسيون معارضون أوصحفيون ....).ولعل سؤال الحق والمشروعية هوجوهر هذا اللقاء لفهمرؤى كافة الأطراف في تنظيم المجتمع وتأطيره.
يشارك في هذا اللقاء عدد من الباحثين والمهتمين..من بينهم الدكتورفارس الحمري،عبد الرحمان غانمي،،شعيب حليفي،عبد الحق ناجح،شريشي المعاشي...وفعاليات أخري.


وليد السليماني
أستاذ دكتور جامعي-المغرب
باحث في الأنثربولوجيا الثقافية والدراسات المقارنة

١٦‏/١١‏/٢٠٠٦

اقرأ للشاعر ادم فتحي آخر مقال له

خميسيّات\ آدم فتحي(الشروق التونسيّة\ 9-11-2006)
الآب والإبن والروح الدنس
المكان: المكتب البيضاويّ في البيت الأبيض.
الزمان: دقائق بعد التصريح بنتائج الانتخابات النصفيّة.
الحاضرون: وزيرة الخارجيّة وقد بدت مشدودة إلى التلفزيون تتابع النتائج المحزنة..والناطق الرسميّ سنو الذي وقف خلفها بقليل..وبوش الأب الذي تهالك على كرسيّ قرب الباب وبدا كأنّه يحادث أشباحًا لا يراها سواه.
دخل دابليو كالعاصفة واتّجه ناحية النافذة المطلّة على الحديقة صارخًا فجأة: ألم أقل لك يا كاندي إنّنا ذاهبون إلى الخسارة؟ لا يكفي أن يقول فرنانديز إنّنا متغطرسون وأغبياء في العراق حتّى يضيف ديك إنّنا محترفو تعذيب..فكيف تريدين أن يصوّت لنا الناس؟ لو كانا يكذبان لهان الأمر ولكنّهما يفسدان السياسة يا كاندي..إنّهما يقولان الحقيقة..فكيف أثق فيهما بعد ذلك؟ تهدّج صوته مع الكلمات الأخيرة فأسرعت كاندي تهدّئ من روعه: سنو قال إنّ كلام فرنانديز أسيئت ترجمته يا سيّدي..اعترض بوش ساخرًا: كيف والرجل تكلّم بالعربيّة؟ فقالت كاندي موضّحة: أقصد أنّه أساء ترجمة أفكاره إلى كلمات..آه..هزّ دابليو رأسه مرّات وقد راقته الفكرة..برافو..وماذا عن ديك؟ قال سنو بسرعة: شرحت للجميع وبكلّ اللغات أنّه لم يقصد التعذيب بل كان يقصد «التحقيق الرجوليّ» على غرار اللعب الرجولي في ملاعب البيزبول..أُعجب دابليو بالفكرة وخاصّة بكلمة بيزبول، فهبط على ظهر الناطق الرسميّ بصفعة أبويّة تهدّ الجبال: رائع يا سنو..ولكن لماذا خسرنا الانتخابات على الرغم من ذلك؟
صمت فجأة وكأنّه تذكّر شيئًا ثمّ اتّجه من جديد ناحية مكتبه وجلس على الكرسيّ هامسًا وكأنّه يحدّث نفسه: أريد انتصارًا يا كاندي..أريد انتصارًا في العراق..تنحنحت جوهرة الخارجيّة السوداء وهمست متلعثمة: المشكلة يا فخامة الرئيس أنّ..قاطعها دابليو صارخًا: اللعنة يا كاندي..أريد كذبة جديدة تشرح الصدر فلا تحدّثيني عن مشاكل..ليتني لم أطرد كولن..كان بارعًا وهو يبيع حكاية أسلحة الدمار الشامل للسذّج..وأنت يا داد؟ ألا تساعدني بفكرة؟
قال دابليو هذا الكلام ملتفتًا ناحية أبيه دون أن يبدو على هذا الأخير أنّه انتبه إليه. أصحاب الألسنة الطويلة يؤكّدون أنّ دابليو فعل كلّ ما في وسعه في البداية كي لا يظهر والده في الصورة..ثمّ مرّت الأيّام وأصبح الرئيس الجديد يدعو أباه بمناسبة ودون مناسبة..الأمر الذي جعل نفس أصحاب ألسنة السوء يزعمون أنّه يثأر لنفسه..وكأنّه يقول له: ما رأيك الآن؟ ها أنا أنجح حيث فشلت.
طبعًا لم يكن هذا غائبًا عن أذهان البطانة الرئاسيّة..خاصّة ديك ودونالد وكاندي التي تعرف كلّ شيء..ولكنّهم كانوا يتصنّعون عدم الانتباه.
ويقول مروّجو الإشاعات ومحترفو التنكيت على شبكة الأنترنيت إنّ دابليو ظلّ ينظر ناحية أبيه للحظات..ثمّ ضرب فجأة على المكتب بقبضة يده صارخًا: يبدو أنّي لم أسأل الشخص المناسب حين طلبت من رئيس البرازيل وصفة لكسب الانتخابات..ما رأيك في أن أسأل رئيس الصين؟ ما اسم رئيس الصين الحاليّ؟ أجابته كاندي: Hu..وكان ذاك اسم رئيس الصين (ويُنطق هُوْ..) لكنّ التشابه في النطق مع كلمة Who جعل الأمر يلتبس على دابليو..لماذا تعيدين عليّ السؤال؟ هل سمعتني؟ أجابته كاندي: Yes Sir..فأخذ الرئيس يغمغم: ياسر؟ ياسر عرفات؟ أليس هو نفسه الذي توفّاه الربّ؟ Yes Sir..حسنًا، دعينا من «ياسر» الآن وقولي لي ما اسم رئيس الصين الجديد؟ كرّرت كاندي: «هُوْ..» وهنا نفد صبر الرئيس فصرخ في وزيرته: اطلبي لي الأمم المتّحدة فهم يعرفون أسماء الجميع..رفعت كاندي السمّاعة وسألته قبل أن تجمع الرقم: هل أطلب Kofi ؟ تقصد كوفي عنان..لكنّ الرئيس فهم أنّها تطلب له Coffee فانفجر في وجهها: ماهذا يا كاندي؟ هل هذا وقت مناسب للمشروبات؟ أسألك عن رئيس الصين فتقولين لي ياسر..وأطلب الأمين العامّ فتطلبين لي قهوة..ثمّ يستغرب العالم بعد ذلك كيف لم أنتصر في العراق وكيف خسرت الانتخابات؟
ألقى دابليو الأوراق من يده وخرج من المكتب لا يلوي على شيء..وتبعته كاندي مسترضية وهي تكاد تتعثّر في الطنافس الوثيرة..ولم ينتبه أيّ منهما إلى سنو الذي ظلّ واقفًا في مكانه، وإلى جورج الكبير الذي نهض بعد لحظات واتّجه ناحية الباب، فالتحق به سنو وأسنده في الطريق إلى الحديقة.
منذ سنوات وبوش الأكبر يعاني الأمريّن ويكتم في صدره ما لا طاقة به لبشر..إنّه يعرف ابنه جيّدًا..ولكنّه ابنه..ماذا يفعل؟ والنتيجة: أسلحة نوويّة تنذر بالويل ومقاومة تزدهر وإرهاب يتصاعد وعالم يزحف نحو التسلّح من جديد بينما تعود الولايات المتّحدة إلى أجواء الماكارتيّة وتنافس جمهوريّات الموز في تشجيع الطغيان والاعتداء على حقوق الإنسان والتلاعب بالقوانين وتشريع السجون السريّة والمحاكمات التعسّفية والتعذيب.
هذه كلّها إشاعات وأراجيف ولا شيء منها صحيح..لا شكّ في ذلك..لكنّ الناظر إلى جورج الأكبر سرعان ما يرى أنّه شاخ خلال سنوات حكم ابنه أكثر ممّا شاخ طيلة عمره..ويقول مروّجو الإشاعات ومحترفو التنكيت على شبكة الأنترنيت إنّه يفكّر أحيانًا في عقد ندوة صحفيّة رفقة أحد كهّان الكنيسة للاعتذار للشعب الأمريكي ولشعوب العالم وللربّ نفسه عن كونه أنجب مثل هذا الابن..كما يقولون إنّه سأل سنو حين بلغا الحديقة إن كان والد هتلر حيًّا حين ارتكب هتلر جرائمه؟ فأجابه سنو إنّه لا يعرف..فقال دابليو، والعهدة على الرواة: «هنيئًا له إن مات قبل أن يرى جرائم ابنه. »
ثمّ وقع مغشيًّا عليه.
ويقال والعهدة على الرواة إنّ سنو سارع بطلب الإسعاف وظلّ هناك حتّى غادر الطاقم الطبيّ المكان صحبة الرئيس السابق..ثمّ رأى فجأة شيئًا يلمع حيث وقع العجوز فإذا هو قلادة كانت في عنق بوش الأب تتدلّى منها نسخة مصغّرة من الكتاب المقدّس..فتذكّر عقيدة الثالوث الأقدس التي ظهرت منذ القرن الرابع والتي تتحدّث عن الآب صاحب العظمة الأبديّة، والإبن الذي تجسّد في يسوع الناصريّ، والروح القدس أو البارقيلط..وعندئذ خطر له أنّ كلّ ثالوث مقدّس يقابله في الأرض ثالوث مدنّس..وخاصّة في السياسة..فتساءل في سرّه: من يكون الآب في هذه السياسة العالميّة البشعة ومن يكون الإبن؟ ومن يكون الوسواس الذي ينخر قلوب المواطنين على عكس البارقيلط؟ من يكون راسبوتين هذه الدولة وكلّ دولة؟ من يكون روحها الدنس؟

العقل والنقل .. جدلية الصراع المعرفي المزمن بين منهجين

نضير الخزرجي*
لم يخلق الله خلقا أحسن ولا أطوع ولا أرفع ولا أشرف ولا أعز من العقل، فبه يسعد المرء أو يشقى، وبه يتعالى المرء أو يتسافل، ولا يكون المرء عاقلا إلا اذا شغّل ماكينة عقله وحرَّك عجلاتها بما ينفعه والدوائر المحيطة به، من أسرة وعشيرة ومجتمع وأمة وبشرية، فكلما تفتق عقله عن خير توسعت دوائر إشعاعه الى مديات أكبر وأكبر، ولا يكون الأمر سهلا، ولكن الصعاب تتذلل كلما صعد المرء مراقي العلم، فلا علم بلا عقل ولا عقل بلا علم، فـ (العقل خلق من نور) كما يقول نبي الرحمة والسلام محمد بن عبد الله (ص)، و(العلم نور) كما يقول صلوات الله عليه، وأمكن بذلك تشبيه نسبة العقل الى العلم، كالشمس الى القمر، فالشمس سراج متوهج والقمر النور المنعكس من ضياء هذا السراج، وكما لا تستقيم الحياة إلا بضياء الشمس ونور القمر، فان حياة البشرية لا تستقيم إلا بضياء العقل ونور العلم، وكما يقول أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري (ت 31 هـ): "يا جاهل تعلّم فان قلبا ليس فيه شيء من العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر له".
وعند قراءة نصوص التراث بأطيافه المختلفة من نصوص دينية وتاريخية وأدبية وغيرها، يتبدى مفهوما (العقل والنقل)، بوصفهما المفتاح الهادي الى فتح مغاليق النصوص، وتبرز الأهمية أكثر لدى الفقيه عند قراءته النصوص الدينية من قرآن كريم وسنَّة، لتوظيفها في مجال الاجتهاد والإفتاء، فمنهم من يجرد النصوص المنقولة عن العقل، فيتوقف على النقل ويتسمَّر عليه دون أن يعمل عقله في استنباط ما يواكب تطورات العصر، مظهرا الدين الاسلامي الحنيف بمظهر التخلف والرجعية، ومنهم من يسلط ضياء العقل على النصوص، ليستنبط من النقول ما ينفع الناس الآن وفي المستقبل، دون أن يعتدي على حريم النصوص أو أن ينتقص من قائلها، مظهرا الدين الاسلامي الحنيف كما يجب أن يكون، وهو كذلك، بوصف الإسلام الخاتم للأديان، وبوصفه الداعي الى العلم والتجربة وبناتهما، ولا يتقاطع معهما.
وتمتلك المدرسة الفقهية العقلائية التي تلزم الفقيه إعمال عقله وتشغيله عند الاستنباط، في الوقت الحاضر أعمدة عدة، بانت للأديب والأكاديمي العراقي، الأمين العام للمجمع العلمي للبحوث والدراسات في لندن، الدكتور هادي حسن حمودي، إحداها فعقد معها حوارا فكريا قرأ فيه منهج الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي في التعاطي مع العقل والنقل، صدر الحوار مؤخرا على هيئة كتاب من 288 صفحة من القطع المتوسط، صادر عن بيت العلم للنابهين في بيروت، حمل عنوان: "حوار مع دائرة المعارف الحسينية للكرباسي .. العقل والنقل"، تعرض فيه الباحث الى فصل "العقل" في ثمان صفحات استله من مجلد "الحسين والتشريع الاسلامي" للكرباسي، في جزئه الأول الصادر في طبعته الأولى العام 2000م، عن المركز الحسيني للدراسات في لندن، في 538 صفحة من القطع الوزيري.
ولما كان الحوار ينطوي على موافقات ومخالفات في الرأي، فان الدكتور حمودي وبأسلوبه النقدي الممتع، يقدم للكتاب تحت عنوان "ما أفسد الخلاف للود قضية"، وهو بذلك ينبيك قبل أن تلج باب الحوار، إن قراء أفكار الفقيه الكرباسي، هي قراءة فكرية تقترب من العقلانية بقدر اقتراب العقل من النقول، وتبتعد عن التراثية بقدر ابتعاد العقل عن النقول، وبذلك فان المؤلف يقدم نفسه كباحث عقلاني، وهذا شأنه في الكثير من مؤلفاته الأدبية والنحوية، كما انه يضع صاحب دائرة المعارف الحسينية في مصاف العقليين الداعين الى استخدام العقل وتفعيلة في كل مناحي العلم على غرار أصحاب الاتجاه العقلي أمثال، أبو الحسن مقاتل بن سليمان الأزدي (ت 150هـ) صاحب كتاب تفسير القرآن (تفسير مقاتل البلخي)، والخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي (100-175هـ) صاحب كتاب العين، وجابر بن حيان الكوفي الأزدي (120-198هـ) صاحب كتاب الكيمياء، وأبي محمد عبد الله بن محمد الأزدي الصحاري (ت 466هـ) صاحب كتاب الماء، واحمد بن فارس (306-395هـ) صاحب كتاب النقد الأدبي.
ولأن موسوعة دائرة المعارف الحسينية فاقت أعداد مجلداتها الستمائة مجلد دون أن يكون للفقيه الكرباسي جيش من العاملين في الحقول المختلفة كعادة الموسوعات التي ترصد لها الحكومات والمنظمات الملايين من الدولارات والمئات من المحققين، فان المصنف رغم تقاطعه في بعض مفاصل الحوار وتأليفه وتحقيقه لأكثر من 35 مصنفا، يقر: "والحق إني لينالني العجب والاستغراب كلما اطلعت على جزء جديد من تلك الموسوعة التي قد تتجاوز الخمسمائة مجلد، وهي تحاول الإحاطة بكل موضوع ذي علاقة بعنوانها، في عصر عزّ فيه القارئ، وندر فيه المؤلّف المخلص لقناعاته، وأندر منه مَن عبّر عنها بأناة وتأنٍّ واستقصاء، عملا بحرية الفكر والمعتقد التي ضمنتها أديان السماء وقوانين الإنسانية، وبخاصة في عصرنا هذا".
توزع الكتاب على ثمانية فصول، صال قلم المصنف في ميادين الفكر والفقه والتفسير واللغة والعلوم والأدب، مع بيان عدد من التطبيقات الحديثة على علاقة العقل بالنقل.
قرأ المصنف في الفصل الأول وتحت عنوان (العقل وعلاقته بالتشريع) ما جاء في فصل العقل من كتاب (الحسين والتشريع الاسلامي)، فأقرّ: "إن مسألة العقل وماهيّته ودوره في حياة البشرية مسألة شائكة شغلتني، وما زالت تشغلني، فالعقل ليس شيئا ماديا، بل هو اصطلاح على تلك القوة الهائلة التي ينتجها تشغيل الدماغ، أو قل تشغيل المخ وما يتعلق به"، أو حسب تعبير الفقيه الكرباسي: "القوة التي يدرك بها الانسان ويحكم من خلالها على مدركاتها، وإنما سُمي العقل لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك". من هنا فان المصنف يفصّل القول في بيان الدلالة اللفظية والمعنوية، ودور العقل في التشريع الاسلامي عند الاجتهاد والاستنباط، لينتهي الى القول: "وباعتبار الشيخ المؤلف أحد كبار فقهاء العصر، على الرغم من عزوفه عن الاعتراف بهذه الحقيقة التي يلمسها كل من اقترب منه، وانصرافه الى العناية بدائرة المعارف الحسينية التي وهبها جلّ وقته وعصارة معارفه.. فانه عُني عناية خاصة بـ (العقلية) التي يجب على الفقيه أن يحظى بها، والتي لا يحق للمرء أن يعلن فقاهته وقدرته على استنباط الحكم الشرعي من غير أن يتمتع بتلك القدرة العقلية". فتملك العقل لا يكفي لوحده وإنما لابد لمن يتصدى لاستنباط الأحكام الشرعية، التوفر على (العقلية) أي: "أسلوب التفكير وإمكانية التلاؤم مع الواقع بالانطلاق من المبادئ العامة والقواعد الكلية التي جاء بها الإسلام من أجل أن تكون نتائج تلك العقلية نافعة للناس وميسرة عليهم شؤون دينهم". على أن تكون العقلية كما يقول الفقيه الكرباسي: "قريبة من الفطرة الإنسانية والواقع المعاش والمذاق الاسلامي".
وينتقد المصنف اولئك الذي يجمدون على النصوص ويهبون لعقولهم إجازة مفتوحة، واضعين الناس بفتاواهم في مخمصة وحيص بيص، ويتساءل: "هل يمكن أن نأخذ برأي من يحرّم على المرأة استعمال الهاتف (التلفون) لأن لفظه مذكّر، ويحرّم عليها أن تنام قرب الجدار أو الحائط للعلة نفسها!! ولا أدري لماذا لا يحرم على المرأة أن تقف الى جوار الطبّاخ (آلة الطبخ) أو القِدر ولفظ كل منهما مذكّر أيضا!!".
ويشرح المصنف بشيء من التفصيل العلاقة بين العقل والعلم بوصفهما: "أمران متلازمان. العقل موجود منذ أن ظهر الإنسان على سطح الأرض، والعلم ناتج من نتائج (تشغيل) ذلك العلم". ويرى وجود علاقة لفظية بينهما: "فاللفظان مشتركان في حرفين هما (العين واللام) وانتقل (القاف) من وسط لفظة (عقل) الى (ميم) في آخر لفظة (علم)". ويخلص المصنف في نهاية الفصل الأول الى التأكيد بأن: "العلم لا وجود له إلا مع العقل. والعلم نتيجة طبيعية لحسن استخدام المرء لعقله، وخضوعه لأحكامه. والعقل من غير علم مجرد هوىً وعاطفة لا يعتمد عليهما ولا يعتد بهما في التطور الحضاري".
ويتخذ المصنف من العقلية العلمية منطلقا، ليبحث في الفصل الثاني "علاقة العقل بالاجتهاد والشورى"، فلا يقصر قوله على الاجتهاد الفقهي، وإنما يوسعه الى: "الاجتهاد في جميع شؤون الحياة من طلب علم نافع وأداء عمل صالح، وإدارة أمور الحياة اليومية، سواء كانت الحياة الخاصة للفرد أم الحياة العامة للمجتمع، وإبداء الرأي الناضج في الشؤون العامة، وهو ما اصطلح عليه الناس باسم الشورى". وبهذه التوسعة العقلائية يقرر انه: "لا شورى من غير اجتهاد، ومَن توفر فيه شرط الاجتهاد في علم أو عمل أو تخصص ما، كان له أن يصير من أهل الشورى، وحق على المجتمع أن يستمع لرأيه" بلحاظ إن الشورى قيمة حضارية، كما انه: "في أزمنة التألق الحضاري للمسلمين، كانت الشورى المبنية على الاجتهاد وما يتضمنه من أخلاق سامية نبيلة، جناح الأمة في التحليق عاليا في سماء التقدم والتحضّر والرقي. وحين تناسى الناس الاجتهاد والشورى، ضعفت الدولة حتى آلت الى السقوط رويدا رويدا". وحتى تعود الأمة الى سابق عهدها قوية مهابة، عليها أن تسلك طريق الاجتهاد والشورى، ولكن: "لا اجتهاد ولا ابتكار ولا إبداع ما لم يكن منبثقا من الأصول والأسس التراثية والخبرات التي اكتسبتها الأجيال السابقة، وأن يكون البناء على تلك الأصول والأسس منعا لأي تفرّق أو تمزّق في النسيج الحضاري للمجتمع".
وينتقل المصنف في الفصل الثالث الى تبيان "الاتجاه العقلي والتيار النقلي"، وفرّق بين الاتجاه والتيار، بلحاظ أن الأول فيه تجديد، والثاني فيه تواصل وتدفق بلا انقطاع والتزام بحرفية النص، ويخلص الى إن: "النقل، على أهميته لا يغني عن إعمال العقل وتشغيله، ولا يغني عن طلب العلم النافع وأداء العمل الصالح، وما الصلاح إلا ما فيه نفع الناس والبلاد". ويعتبر المصنف تحت عنوان فرعي "القرآن والاتجاه العقلي" إن: "القرآن الكريم رائد الاتجاه العقلي لحثه المتواصل على إعمال العقل وتشغيله، وعلى طلب العلم" مستشهدا بآيات عدة.
ويتخذ المصنف من العنوان الفرعي مدخلا الى الفصل الرابع لبحث "ميدان التفسير القرآني"، ناعيا على بعض التفاسير استغراقها في النقل وإعراضها عن العقل، رغم أن بعض ما تنقله مما لامسته يد التحريف وظللته غربان الأهواء، ويتعارض مع قطعيات العلم. وفصّل القول في بيان معالم "تفسير مقاتل" للقرآن الكريم، لأبي الحسن مقاتل بن سليمان الأزدي البلخي، نسبة الى بلخ من مدن خراسان حيث ولد فيها، وهو من رواد الاتجاه العقلي بوصفه: " أول من فسّر القرآن الكريم تفسيرا كاملا لا يعتمد على النقل، بل على تشغيل العقل وتنشيط الذهن". وحاول المصنف وتحت عنوان فرعي "شبهات التدليس والكذب" أن يرفع عن مقاتل شبهة التدليس والكذب، بتفصيل القول في بيان سنة ولادته، للتأكيد بصدق روايته عن مجاهد بين جبر المكي المتوفى في سنة 104، وانه كان شابا حين روى عنه، كما روى عن الضحاك بن مزاحم المتوفى في سنة 102 أو 105، وانه لم يكن حينها صغيرا. على انه يصح رواية الصبي، فيحملها صغيرا وينقلها كبيرا، كما في رواية السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب (6-62هـ) التي روت خطبة أمها فاطمة الزهراء في مجلس الخليفة أبي بكر، حيث حملتها واستوعبتها وهي صغيرة ثم نقلتها وهي كبيرة، بل لا يستبعد الفقيه السيد محمد الشيرازي (1347-1422هـ) حجية قول الصبي المميز، إذ: "لو روى وهو مميز فلا يبعد القول بالحجية أيضا لبناء العقلاء على ذلك وللسيرة ولغير ذلك" (راجع: الشيرازي، فقه الزهراء.. خطبتها في المسجد، بيروت، دار الصادق، ط1، 1419هـ/1998م، ج1 ص61).
ومن ميدان التفسير ينتقل المصنف في الفصل الخامس الى "الميدان اللغوي .. الخليل بن أحمد"، بوصف الفراهيدي واحدا من رواد الاتجاه العقلي الذي استطاع أن يشغل عقله، فيأخذ بالعقل مستفيدا من النقل، وكان من إبداعات العقل انه تمكن من استنباط إيقاعات موسقى الشعر، وعن طريقها ضبط أوزن ذلك الشعر وبحوره. على أن الفقيه الكرباسي استحدث العشرات من البحور الجديد، نقرأها في كتاب (هندسة العروض). والى جانب ميدان العروض، اشتهر الخليل بن احمد الفراهيدي في ميدان اللغة وكتاب العين، والميدان النحوي وكتاب النحو، الذي حقق فيه الدكتور حمودي ونزع تأليفه عن سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر (ت 177هـ)، وأرجعه الى الفراهيدي، حيث: "نعتقد جازمين أن الكتاب المنسوب لسيبويه، هو كتاب النحو للخليل بن أحمد، مع إضافات أضافها سيبويه، هنا وهناك، لا تخل بأن الكتاب للخليل".
ويتحول المؤلف في الفصل السادس، من الميدان اللغوي الى "ميادين العلم"، ليتحدث عن جابر بن حيان الكوفي الأزدي الذي اشتهر بريادته لعلم الكيمياء، وأبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي، بوصفه من رواد الاتجاه العقلي في التراث العربي. فالأول: "كان مبدعا حقا، وهو احد رواد الاتجاه العقلي الساعي وراء التجربة العلمية" والثاني: "اتخذ من التجربة وسيلة للوصول الى تشخيص الأمراض ووضع العلاجات لها، وكذلك الى الحديث عن وظائف الأعضاء، وقد ذكر في كتابه (الماء) ما يشير الى معرفته بالدورة الدموية في الجسم، والى كيفية الإبصار، وكيفية تكوّن الذاكرة لدى الانسان".
ومن ميادين العلم الى ميدان الآداب في الفصل السابع والحديث عن "أحمد بن فارس"، بوصفه ممن: "رسّخ الاتجاه العقلي في دراسة الآداب واللغة ونقد النصوص، حتى اضطره الجوع والفقر الى التحول الى التيار النقلي في أواخر حياته"، واشتهر ابن فارس انه أول من اخترع: "مصطلح (فقه اللغة) إذ لم يكن العرب يعرفون هذا المصطلح من قبله، فجعله عنوانا لكتابه (الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها)"
ولتوضيح قصور النقل عن بيان كامل الحقيقة، فان المصنف في الفصل الثامن والأخير يقدم ثلاثة "تطبيقات عملية معاصرة"، التطبيق الأول هو "خرافة اللهجات وأساطيرها"، مؤكدا إن الذين درسوا اللهجات العربية: "تناسوا أوليات شروط البحث العلمي، وأبرزها قراءة النصوص قراءة واعية، لا كنصوص منفصلة عن حركة المجتمع، وقائمة بذاته، وكأنها جزر مستقلة عن المؤثرات التي حولها". من هنا فانه يرى أن الحديث عن لهجات عربية إنما هو حديث عن وهم، قال به البعض وسار عليه المعاصرون من النقليين، الذين لم يأتوا بجديد غير استنساخ أفكار بعض المستشرقين، فلو أنهم أعملوا عقولهم لبان لهم أن الاختلافات الموجودة في بعض المفردات: "لا تقوى على خلق اختلافات جذرية بين لهجة وأخرى، ولا يمكن أن يبنى عليها أن العرب هم مجموعة أقوام وليسوا قوما موحدين أساسا". على إن الفقيه الكرباسي، يعتقد إن المفردة الدارجة بشكل عام إما محرفة من أصولها الفصحى أو مخففة عنها، درج على تناقلها، أو اقتصر استخدامها في منطقة دون أخرى، أو عمم استخدامها بعد ما كانت تخص حالة معينة، أو إنها دخيلة.
وينتقد المصنف في التطبيق الثاني تحت عنوان "القرآن الكريم قراءة واحدة" القول الشائع بالقراءات المتعددة للقرآن، ويرى إن القرآن نزل بقراءة واحدة، والقراءات إن كانت سبعة أو عشرة أو أربعة عشر وأوصلها البعض الى 36 قرءاة، هي من صنع من أتى بعد الرسول محمد (ص) بأكثر من قرنين، ثم أصبح النقليون عيالا على السلف دون أن يُعملوا عقولهم. ويستعرض عددا من القراءات لآيات قرآنية، مفندا الاستدلالات التي أتى بها النقليون، مؤكدا إن تعدد القراءات لكلمة داخل آية يغير من المعنى ومن الحكم، فلا يصح العمل بها، لان حكم الله واحد. ويعبر المصنف عن استغرابه الشديد كون: "القراءات على اختلافاتها ينتهي سندها الى النبي، وكأنه (ص) كان يقرأ كل حين بما يختلف عن قراءته السابقة!!"، فلا يرى من الصواب الأخذ بالقراءات، وهو رأي يؤيده فيه الفقيه الكرباسي الذي لا يرى للقراءات من حجية.
وتحت عنوان "في تحقيق النصوص" ينتقد المصنف في التطبيق الثالث والأخير اولئك الذين يتناولون كتب التراث بالتحقيق فيملأون الكتاب بالحواشي والهوامش التي لا غناء في معظمها، فهو يحشي النقل بنقل آخر، دون أن يترك السبيل لعقله للإبداع، وبعضهم يصل به الجمود تحت عنوان التقديس غير المبرر فيترك كتب التراث على حالها دون تطويرها حتى ولو من باب الشكل والمظهر.
في الواقع إن الكتاب بتنوع ميادين بحثه ودوائره، أشبه بصخرة عقلية يرمي بها الكاتب في بحيرة النقل، ليحرك ساكن التراث ويكشف عن معادنه.

* إعلامي وباحث عراقي
الرأي الآخر للدراسات – لندن
alrayalakhar@hotmail.com


هندسة البلاغة العربية
شعيب حليفي
شهد الطابق الرابع بدار الهيئة الهندسية بالقاهرة التئام الندوة الدولية للنقد في حلقتها الرابعة في محور (البلاغة والدراسات البلاغية) من تنظيم الجمعية المصرية للنقد الأدبي باداب عين شمس، في المدة من 1 إلى 5 نونبر 2006، بمشاركة 14 دولة : لبنان، مصر، هولندا، المغرب، الأردن، أمريكا، بريطانيا، السعودية، المجر، التشيك، استراليا، تونس، إيطاليا، اليمن.
وقد ساهم في هذا اللقاء العلمي50 متدخلا ببحوث علمية أثارت العديد من النقاشات والإضافات .

بلاغة النص القديم
تدخل ادموند رايت (إنجلترا) في موضوع (السرد والبلاغة المعرفية) مشيرا أنه منذ بداية القرن الماضي أصبحت التحقيقات البلاغية الأمريكية متقدمة دائما على الدراسات البريطانية، كما تركز اهتمامه على الدفاع عما يسمى البلاغة الإدراكية، دفاع ضد الاعتداءات عن طريق الربط بين صميم اللغة والتعبير وبناء القصة.
عبد المجيد زراقط (لبنان) اهتم بموضوع (التحليل البلاغي العربي بين اتجاهين : نصي وصفي وقاعدي معياري) مؤكدا على تقديم معرفة بالتحليل البلاغي العربي عبر ثلاث مراحل : النشأة والازدهار ثم التقعيد.
وحول (الالتفات وتفاعل نظم الخطاب القرآني) تحدث محمد غيث (مصر) موضحا أن الالتفات بما هو انصراف من صيغة إلى أخرى ونقل للكلام من حالة إلى أخرى، كما أنه مقولة بيانية ودلالية.
وبعد تقديم نظري دقيق عاد الباحث إلى أنواع الالتفات في القرآن الكريم مفصلا ومحللا.
ويقرأ السيد ابراهيم (مصر) بلاغة أرسطو إسهامات التأسيسية متوقفا عند الأدوات الاستدلالية التي يلجأ إليها الخطيب وأوجه الشبه والاختلاف بينها وبين أدوات المنطق، وأهم الأدوات، القياس المضمر أو القياس البلاغي والاستدلال بالمثال. حسن حيدر (اليمن) قرأ مداخلة بعنوان (أصول لآراء بلاغية حديثة في التراث الأندلسي) مشيرا إلى جهود ابن بسام وابن شهيد وغيرهما في بناء الدرس البلاغي بالأندلس.

في الخطاب وقضايا النص
افتتح هذا المحور بتدخل عبد السلام المسدي (تونس) في موضوع (بلاغة الخطاب السياسي) باحثا عن دلالات الأسماء وإيحاءاتها المتعددة باعتبار سلطة الاسم وبلاغته وحمولاته السياسية، واستعرض الباحث مجموعة من الأمثلة والآليات التي يقوم عليها فعل التسمية.
أما الباحث أيمن تعيلب (مصر) فجاءت مداخلته في (المصطلح الإبداعي وتأسيس الحد البلاغي : دراسة في الخطاب الشعري التشعبي) وفي متخيله المتخلق. ثم ختم دراسته بالبحث في الرؤية الجمالية التشعبية الجديدة عند الشاعر علاء عبد الهادي.
سعيد الوكيل (مصر) بدوره وفي مجال الرواية قارب (جماليات السرد في الرواية التشعبية) منطلقا من فرضية ترى أن النص الأدبي الذي يعتمد على تقنية النص التشعبي له ملامحه البلاغية الخاصة. ثم بحث في علاقة الكاتب بالتقنية وبآثار تكنولوجيا الاتصال والأيديولوجيا. كما تطرق الباحث إلى أنواع النص التشعبي وطرائق القراءة.
يوسف بكار (الأردن) ساهم ببحث حول (الاختلاس سرقة أم تناص ؟) عارضا لمفهوم الاختلاس في الدرس النقدي العربي القديم أولا ثم حديثا من كافة جوانبه.
وحول (فلسفة البلاغة بين سبنسر وضومط) تكلم عصام بهي (مصر) عن المشترك بينهما وكيف أن جبرضومط فضلا عن احتفاظه بعدد من أمثلة سبنسر فإنه أضاف أمثلة عربية شعرية ونثرية على مؤلفه هذا.
عز الدين حسن البنا (مصر) كتب عن (نظرية الاستعارة بين ريتشاردز وريكور) مستكشفا الاستعارة في النظرية الغربية الحديثة من خلالهما.
أما سعيد أبو الرضا (مصر) فمال نحو البحث في (الكناية بين الأمس واليوم) معتمدا على أطروحة جاكبسون الأساسية في هذا الصدد.
ومن أمريكا قدمت الباحثة سوزان استيتكيفتش ورقة نقدية في موضوع (من البديع إلى البديعية : دلالة في دراسة الأسلوب البلاغي) مع التركيز على العصر العباسي الأول واتجاهات البديع مع أبي نواس، ومسلم بن الوليد والبحتري وأبي تمام وصولا لابن المعتز.
عفت الشرقاوي (مصر) اتخذ من نزار قباني نموذجا للبحث في (سياق التعاطف في الشعر المعاصر) أي بلاغة العطف باعتبارها أسلوبا بيانيا متميزا يتجاوز بلاغة النظم التي توقف عندها البلاغيون قديما.
مصطفى الكيلاني (تونس) قارب (بلاغة اللامعنى في الشعر العربي المعاصر) مقدما لبحثه بفرش نظري قبل أن ينتقل لاستقصاء هذا الوجه البلاغي في نصوص لعدد من الشعراء العرب : سليم بركات، أدونيس، حميد سعيد، جعفر العلاق، شربل داغر، علاء عبد الهادي، يوسف رزوقة ومروان حمدان. وحول (صوت الكاتب ليوباردي الرومانسية والبلاغة) تحدث فرانكودينيتو (إيطاليا) مفترضا أن الرومانسية كانت هي نهاية عصر البلاغة ثم برزت في أشعار الشاعر الإيطالي، الرومانسي، ليوباردي جاكومو.
مداخلة صلاح فضل (مصر) انصبت حول (مفارقات البلاغة العربية) مركزا على مأزق البلاغة والمفارقات اللافتة في هذا الصدد والتي حرمتها من النمو في اتجاه إعادة طرح عدة قضايا ثقافية.
وعاد أحمد السعدني (مصر) للحديث في موضوع (البناء اللغوي في النص القرآني : نظرة بلاغية) مقاربا، البلاغة القرآنية في الصوتيات وفي الصورة ثم التشكيل البلاغي للبناء الجمالي.

منطق البلاغة
افتتح جلسة اليوم الثالث فايز عارف (الأردن) ببحث في (سلطة النص في اختيار دالات الشكل البلاغي) ملتمسا، بعد تأطير نظري، البحث في تطبيقات على النص الشعري من خلال ثلاثة مسارات هي دور تقنيات الخطاب البلاغي وتكون أنماط الأسلوبية ثم الدور التبادلي بين الرواية الشعرية وبعض الأشكال البلاغية.
يوسف عبد الفتاح (مصر) تدخل ببحث بعنوان (السيمياء والاستعارة في شعر المعارضات) هو مقاربة سيميائية من تحليل النصوص وعلاقتها بمرجعياتها. أما الباحث ياروسلاف استيتكيفتش وهو مستشرق أمريكي فقد ركز على (بلاغة الرثاء في مراثي الدول والزعماء) في الأدب القديم اليوناني وفي بعض القصائد العربية.
السيد فضل (مصر) انشغل بالبحث في (النقد النحوي والبلاغة النحوية : قراءة في نقد الأصول) كما انشغل صلاح رزق (مصر) بمفهوم الحال والمقتضى وذلك من خلال نظريات الخطاب والتلقي.
وحول هدف البلاغة في الكشف عن الطرق التي يسهم بها الخطاب في خلق الكبت الاجتماعي أو السياسي ناقش عماد عبد اللطيف (مصر) (النظرية البلاغية المعاصرة ومقاومة التضليل ) من خلال نموذج للبلاغة النقدية.
وفي جلسة رباعية تحدث يرجي كراوس (التشيك) عن (دور البلاغة في الاتصال في الثقافات) وتحدث بيل اشكروفت (استراليا) عن (اليوتوبيات النقدية) أما أندراس كابانيوش (المجر) فقد ناقش موضوع (حدود الترجمة) في العمل الأدبي ومسألة اللغة والبلاغة، وختمت سفتيلا شميركوفا (التشيك) هذه الجلسة بموضوع (البلاغة بين الثقافات) وذلك من خلال حديثها عن حضور المؤلف في النصوص العلمية.
وحول (بلاغة الحجاج) قدم عبد الناصر حسن (مصر) دراسة تداولية انطلاقا من الجهود التراثية الكبيرة والدرس اللغوي الحديث، أما نهال النجار (مصر) فقرأت موضوعا حول (البلاغة القضائية عند جون أوستن) من خلال تطبيق طرز البرهنة على الحقيقة السردية، وفي نفس السياق تحدث جميل عبد المجيد (مصر) في موضوع (مدخل إلى بلاغة الخطاب القضائي) مبلورا عدة أسئلة في هذا السياق. وختمت زينات عبد الفتاح (مصر) هذه الجلسة بالحديث عن (الحجاج في تحليل لامارتين لسيرة الرسول (ص) وهو تحليل لأفكار أديب فرنسي استخدم الحجاج.

بلاغة الصورة
عبد الله الفيفي (مصر) كان أول المتدخلين في اليوم الرابع في موضوع (القصيدة الرواية وتداخل الأجناس في بلاغيات النص المعاصر) وقد اتخذ من رواية الحزام نموذجا لتطبيق فرضية القصيدة الرواية. وقاربت مها سلام (مصر) رواية (المتمهل) لجون كوتسي من خلال تحليل بلاغي، كذلك فعلت فدوى عبد الرحمن (مصر) وهي تبحث في (إمكانات التغاير في رواية المريض الأنجليزي) للكاتب مايكل أونداتجي.
هليس ميلر (أمريكا) قدمت دراسة مفصلة تدافع فيها عن (الدراسة الأدبية في زمن العولمة) أما برايان اليوت فعاد للحديث عن (البلاغة وفن المعمار الحديث) وفي سياق آخر تحدثت مهجة مصطفى عطية (مصر) عن (بلاغة المقال) عند زكي نجيب محمود ومصطفى محمود ومحمد حسنين هيكل.
بيتر هادكو (المجر) قدم بحثا بعنوان (السرد والبلاغة في التاريخ الأدبي) عارضا للتاريخ الأدبي ومكوناته من البناء القصصي والبناء البلاغي.
وحول موضوع (من سرد البلاغة إلى بلاغة السرد) تدخل نبيل حداد (الأردن) لبناء رؤية حول تطور البلاغة في الرواية العربية منذ الجهود الأولى في القرن التاسع عشر إلى نجيب محفوظ .
شعيب حليفي (المغرب) قارب (بلاغة الصورة في الرواية : دينامية الاستعارة واشتغال التأويل) وذلك من خلال مدخل نظري عام يؤطر المفاهيم الأساسية للبحث وأصولها ثم اهتم بثلاثة محاور في موضوعه وهي أسئلة الصورة في الرواية، ثم من الإدراك إلى التأويل وأخيرا قدم تحليلات نصية أشار فيها إلى نص أسطوري قديم أورده ابن الأثير حول طسم وجديس، ثم انتقل إلى تحليلات الصورة وتجلياتها في أعمال سليم بركات، طائر الخراب لحبيب سروري، حلق الريح لصالح السنوسي، وعند محمد برادة، جمال الغيطاني الميلودي شعموم وعبد الكريم غلاب وخيري شلبي.
محمد عبد المطلب (مصر) درس (بلاغة السرد النسوي) من خلال ثلاثة محاور : الأنثى منتجة للسرد والأنثى موضوعه له ثم الأنثى متلقية للسرد، وفي نفس الموضوع برؤية أخرى تحدثت سعاد المانع (السعودية) عن (البلاغة في النقد الأدبي النسوي العربي) عبر رصد صور النساء في الأدب ورصد الصور الأدبية في كتابة النساء.

أسئلة التأويل
في الجلسة الأخيرة تدخل صلاح حسنين (مصر) في (توليد الاستعارة) من خلال الدرس النقدي والبلاغي، وحللت مي أحمد يوسف (الاردن) قصيدة (سينية الشاعرة سكن في مدح المعتصم)، كما تدخلت الباحثة الهولندية انتيكي كرافينتيز في (بلاغة الحساسية المعرفية في الرسم التجريدي).
علاء عبد الهادي (مصر) قارب (بلاغة الشعرية المسرحية) وتوقف عند أهم الإشكالات النظرية والنصية في هذا الموضوع مستكشفا بلاغات المسرح ورؤاه المتحولة ضمن مستويات مفهومية ثلاث من البلاغة التركيبية والدلالية ثم التداولية فضلا عن بلاغة رابعة هي البلاغة المرجأة.
كما قرئت بالنيابة ورقة الباحثة المجرية أيفا انتال في موضوع (الأمثولة والمفارقة في القراءة البلاغية التفكيكية) وختمت هذه الجلسة الباحثة المصرية أمل محمد الأنور بموضوع عن (الصورة عند ميشيل تورنييه : أنماط وأبعاد) دراسة في رواية قطرة الذهب فقدمت تأويلات طريفة لهذا النص الذي يستمد رؤيته من البعد الأدبي والفلسفي.

وعرفت هذه الندوة جلسة ختامية للتوصيات، كما عرفت غياب الدكتور عز الدين اسماعيل اثر وعكة صحية.
مجلة فصول تحتفي أكاديميا بنجيب محفوظ
شعيب حليفي
" إن فعل الكتابة عند نجيب محفوظ يرصد العجائبي والمدهش، يرصد حياة تعاش في الواقع وأخرى في السرد والحوار، ولا أظن أن أديبا عربيا شغل عقلنا الأدبي مثلما شغله نجيب محفوظ". بهذه الكلمات التي جاءت في افتتاحية د/هدى وصفي (رئيس التحرير) للعدد الخاص عن نجيب محفوظ، يلتقي القارئ مع ملف كامل وثري بدراسات وبحوث دقيقة تناقش وتحاور وتفكك وتؤول نصوص محفوظ الروائية والقصصية ضمن العدد الأخير من مجلة فصول (مجلة النقد الأدبي،العلمية المحكمة) العدد 69- صيف خريف 2006.
اشتمل العدد على أربعة محاور : دراسات وترجمات ثم متابعات وقراءات في كتب وبيبلوغرافيا.
.في محور المتابعات، عرض ماهر شفيق فريد لأهم ما جاء في ملحق جريدة نيويورك تايمز لمراجعات الكتب وهو عدد خاص بأدب السير والتراجم، كما عرض من ناحية أخرى لعشر رسائل جامعية نوقشت مؤخرا بالجامعة المصرية وتهتم بالدراسات المقارنة والثقافية، والمنهجية.
وفي نفس السياق عرضت زينب حسين محمد لأهم مفاصل رسالتها في الماجستير حول شخصية الأم في روايات نجيب محفوظ، والتي نوقشت بجامعة القاهرة وبإشراف د/ جابر عصفور وسامي سليمان.
وفي ما يخص قراءة الدوريات الفرنسية عرضت ديما الحسيني للعدد 315 من مجلة الأدب المقارن، خصوصا وأنها تضمنت دراسة لبيير برونيل عن طه حسين في فرنسا من خلال نص طريف بعنوان (صلاة في الأكروبول)، كما تضمن العدد نفسه مقالا لصبحي حبشي عن جبران خليل جبران.
وضمن الدوريات الفرنسية المعروض لها في هذا العدد، مجلة (نقد) عدد 703 ومجلة (ترجم) عدد 207. كما حظيت الدوريات العربية، مع ماجد مصطفى بعرض للعدد الخاص عن نجيب محفوظ بمجلة الهلال (دجنبر 2005) ومجلة (الرافد) عدد 99. ثم العدد 26 من مجلة ألف التي تشرف عليها فريال غزول وصدر عددها السنوي في محور (شهوة الترحال : أدب الرحلة في مصر والشرق الأوسط). وختم ماجد عرضه بقراءة في مجلتي نزوى عدد 47 ومجلة الآداب البيروتية.
في محور الكتب والقراءات عاد ماجد مصطفى لقراءة مؤلف سيزا قاسم (بناء الرواية) والذي هو دراسة مقارنة في ثلاثية نجيب محفوظ، كما عرض لمؤلف مشترك لمحمد عناني وماهر شفيق فريد بعنوان (نجيب محفوظ في عيون العالم). ومن جهة أخرى قرأ طارق شلبي كتاب هالة فؤاد (طريق نجيب محفوظ بين الأسطورة والتصوف).
وحول دراسة حسن يوسف (المفكر الاشتراكي في أدب نجيب محفوظ) بسط عبد اللطيف همام لأهم محاور هذا الكتاب.
ويقرأ أشرف منصور كتاب عزت قرني (نجيب محفوظ يتدكر) من خلال فعل الإبداع الفني : الإطار والتهيئة للعمليات عند نجيب محفوظ.
وتعزز هذا المحور بمتابعة محمود الضبع عرض عناوين المواقع الإلكترونية ( النت) وخص هذا العدد بعناوين أساسية، للذين يودون الاطلاع على أعمال وحياة نجيب محفوظ.
ووثق سامي سليمان بيبلوغرافيا محفوظ في الثقافة العربية المعاصرة، وفي السياق نفسه جاءت بيبلوغرافيا نجيب محفوظ في الإنجليزية لكريستينا فليب.
.ساهم في محور الترجمات، وهو متمم لمحور الدراسات، كل من بيدرومونثابيت (مستعرب إسباني) بدراسة (ثلاث لقطات من حياة نجيب محفوظ) واندرس هالنكرن (باحث من السويد) حول (نجيب محفوظ ابن حضارتين). أما محمد مصطفى بدوي (مصري وباحث بجامعة أوكسفورد) فقد قارب (القاهرة القديمة وعوالمها الصغيرة). وحول رواية زقاق المدق، كتب ماريوس ديب (لبنان) تحليلا ثقافيا اجتماعيا للرواية. أما الباحثة البريطانية كريستينا فيليب فكتبت عن التشظي والتناص من خلال استراتيجية تمثيل الواقع في رواية المرايا.
ومن الهند تناول شمسون ناهر أصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ من منظور البحث في زمكانية النص والتناص. كما جاءت مساهمة لي تجين تجونغ (الصين- جامعة اللغات ببيكين) لرصد نجيب محفوظ في أعين الصينيين. بينما اختارت ايزابيلا دافيلتو (جامعة روما) تحليل رواية ميرامار.
واختتم مجدي يوسف (مصر) محور الترجمات بدراسة مقارنة في التحولات الاجتماعية والأدبية من خلال عملين روائيين لتوماس مان الألماني ونجيب محفوظ.
ساهم في ترجمة هذه الدراسات : نادية جمال الدين، أحمد هلال، محمد بهنسي، حسام نايل، علاء محمود، جان بدوي وفوزي عيسى.
.جاء المحور الأول الذي افتتحت به المجلة موادها حافلا بتسع دراسات متنوعة في المقاربات واللغة النقدية:
محمد مريني (المغرب) : نجيب محفوظ في النقد الحديث (النقد الاجتماعي نموذجا) : حيث قارب الباحث النقد الذي كتب حول محفوظ، والذي يتأسس على اقتناع راسخ عند الباحث بضرورة تجاوز القراءات القائمة على توظيف تصورات منهجية معينة لدراسة أدب نجيب محفوظ إلى القراءة الإبستمولوجية التي تسائل مختلف هذه القراءات ويعتمد الباحث، في ذلك خطة تأليفية قائمة على ثلاثة مباحث :
-يقدم صورة عن النقد الذي كتب عن أدب نجيب محفوظ، مع التركيز على الطابع الإشكالي لهذا النقد، بالنظر إلى تنوع الأطر المعرفية والمنهجية التي ينطلق منها النقاد.
- يتقصد في المبحث الثاني، خطاباا واحدا من الخطابات المختلفة التي تعرض لها في المستوى الأول وهو الخطاب الاجتماعي، الذي يتناوله ضمن ما يسميه "قراءة أفقية" .
- يصطفى في المبحث الثالث من مجموع النصوص المعروضة في المستوى الثاني، نصا نقديا هو كتاب " مع نجيب محفوظ" لأحمد محمد عطية، يحلله اعتمادا على منهجية محددة، وذلك ضمن ما يسميه قراءة عمودية.
- وينتهي البحث الى خلاصات تكثف معطيات البحث في المستويات الثلاثة المذكورة، وتلائم النتائج مع أهداف البحث.

فاروق مغربي(سوريا) :نجيب محفوظ والمناهج النقدية (القاهرة الجديدة نموذجا)

تناول النقاد، على اختلاف مناهجهم، روايات نجيب محفوظ لما له من أهمية بالغة، ليس على المستوى العربي، بل العالمي أيضا وهذه الدراسة سلطت الضوء حول رواية القاهرة الجديدة.
وقد ركزت الدراسة على أكثر المناهج النقدية تداولا ،فبدأت بالمنهج الانطباعي بشقيه الشرح والتفسير، وثنت بالمنهج الاسقاطي، وذلك عبر الإسقاط الديني والماركسي والنفسي، وأخيرا ختمت بالمنهج الفني، وتجدر الإشارة إلى أننا نحينا جانبا بعض المناهج كالمنهج البنيوي واللغوي والسيميائي، ذلك أن طبيعة هذه الرواية، وهي من البدايات إذا ما استثنينا الروايات الفرعونية، لم تغر النقاد بالدخول إليها عبر هذه المناهج كما أغرتهم روايات المرحلة المتأخرة بدءا من "الطريق"، و" اللص والكلاب" و " ثرثرة فوق النيل" .

أيمن بكر(مصر) : حكاية بلا بداية ولا نهاية تحولات المركز
يتعامل هذا البحث مع رواية نجيب محفوظ القصيرة " حكاية بلا بداية ولا نهاية " بوصفها نموذجا لانقلاب مركزية المركز وتحولها في البيئة الأكثر شهرة واستقرارا ظاهريا، مما يؤدي إلى الشك العميق في ثبات البنية نفسها أيا كان نوعها، و يبدو في هذه الرواية أن هناك بنية ثقافية اجتماعية مستقرة ذات مركز واضح لكن كلا من المركز وعلاقات البنية ينقلب بصورة تدريجية مع حركة الأحداث لصالح الشخصيات والأحداث الأكثر هامشية، ويؤدي هذا الانقلاب إلى انهيار البنية التي كانت تبدو أكثر استقرارا، وإلى انفتاح احتمالات الدلالة على عدد لإنهائي من البنيات المحتملة، وبناء على المنظور السابق فإن تحليل الرواية غير منفصل عن تصور يقدمه النص لإشكالية العلاقة التقليدية التي شغلت المبدعين والمفكرين في النصف الأول من القرن العشرين، حول كيفية نهوض الحضارة العربية، عن طريق التوفيق ببين العلوم الطبيعية الحديثة والتراث الروحي الذي يشكل خصوصية ثقافية.

محمد العبد(مصر) : الفضاءات والشفرات : قراءة "حضرة المحترم"
يقر الباحث أن لحضرة المحترم أهمية خاصة في خطاب نجيب محفوظ الروائي، وذلك أنها- مع التسليم بخصوصية موضوعها- تقع في دائرة الروايات التي أراد بها افتضاح الفساد الإداري والوظيفي والأخلاقي في المجتمع المصري المعاصر، من خلال سرد حركة الشخصية المحورية فيها : عثمان بيومي على السلم الوظيفي الحكومي، وانعكاسات ذلك على سلوكه الشخصي وعلاقاته بالآخرين، وللرواية لغة خاصة مدارها المفارقة اللفظية، وللفضاء موقعية خاصة مدارها السيطرة على حركة خيوط الحبكة والعقدة جميعا، ومما يلفت الانتباه في إنتاج الفضاء معطياته على المستويين الرأسي والأفقي، أي دور الفضاء في موقعه الخاص من خطاب الفصل، ودوره في الحوار بين الفضاءات المختلفة على مستوى خطاب الرواية الكلي، وهذه القراءة الجديدة للرواية تسعى إلى الكشف عن ذلك في ضوء السيميولوجيا والنقد التأويلي.

حسين حمودة(مصر):تلاشي الإيديلا حول متصل الزمن / المكان في روايات نجيب محفوظ
يتناول هذا البحث بعدا واحدا من أبعاد مفهوم ميخائيل باختين حول الكونوتوب متمثلا في فكرة " دمار الإيديلا"، أو " اختراق الدوري" أو " تحطيم دائرية الزمن"، عبر تقصى هذه الفكرة في أربع روايات- على الأقل- من الروايات الكبرى لنجيب محفوظ (زقاق المدق) و (أولاد حارتنا) و (ملحمة الحرافيش) ويكشف البحث فعل الزمن التاريخي الخطي، الطارئ بتغيراته الملحوظة، إذ يدافع أو يزاحم، أو يزحزح- وربما يزيح- زمنا رتيبا، دوريا، قديما راسخا في المكان، ومن المواجهة بين الزمنين، الدوري والتاريخي فوق مكان ثابت، يرصد البحث كيف يتراءى العالم في هذه الروايات الأربع، كيف يواجه- أو كيف يتكيف مع- المتغيرات التي تتحرك به، بين حدود المحنة وحدود الامتحان.

قايد دياب(مصر): المسألة الميتافيزيقية في الحرافيش
تستهدف هذه الدراسة عن المسألة الميتافيزيقية في الحرافيش جلاء هذا الجانب الهام في الرؤية الإبداعية لأديبنا الكبير بعامة وفي الحرافيش بصفة خاصة حيث إنها تعالج قضايا الوجود والموت والشر والقدر في إطار تلك العلاقة المعقدة والشاملة للإنسان بنفسه وبالكون والمسألة الميتافيزيقية في الحرافيش تأتي عبر مجموعة من الرموز من أهمها رمز التكية التي يمكن أن تجسد عالم القيم المطلقة ويتضح الموقع الفريد الذي تحتله التكية في إشكالية الوجود الإنساني بملاحظة المصير الذي تنتهي إليه الشخصيات الأساسية في الرواية فكلما نأى الإنسان بجانبه عن تلك القيم الخيرة منحازا للمطلقات المضادة سقط من حالق وأصابه البوار والعدم، والعكس صحيح كلما تماهى مع المثل العليا "الروحية اتسم سلوكه ظاهرا وباطنا بالعفة والزهد وارتضى حكم الله في العباد وطابت نفسه لإقامة العدل حتى فشل في ذلك امتلأت حناياه بالحكمة والإلهام الجليل وتحقق له ذلك التناغم العذب بينه وبين محيطه الاجتماعي.

جلال أبو زيد: فلسفة الشكل في العائش في الحقيقة
يسعى هذا البحث لأن يحقق توازنا نقديا معرفيا وجماليا بين الدراسة الأيديولوجية الموضوعية، والدراسة الشكلية الجمالية للعمل الأدبي، عبر الإفادة من الاتجاه البنيوي التوليدي الذي ينطلق من التكوينات الشكلية للعمل الأدبي ويخترقها بحثا عن دلالات الأبنية وقيمها الفسلفية دون أن يفقده أهم مزاياه وهي جمالياته الخاصة باعتباره عالما في ذاته ودون تنحية البعد الفكري أو المقصدية الأيديولوجية التي يحملها، وكما ينظر هذا البحث إلى الشكل والمضمون باعتبارهما وحدة واحدة فإنه لا يفصل بين الوحدات النصية الكبرى التي أنتجها محفوظ في تجربته الروائية، لذا نستمد من بعض أعماله السابقة بعض الإشارات أو الأدلة مثل : السراب، والطريق، والشحاذ، وقلب الليل، تلك الروايات التي تدخل في علاقات تناصية مع " العائش في الحقيقة" وتنسج الخيط الرابط بين المكونات الفكرية للحقيقة عند نجيب محفوظ فيلسوف الأدباء في عصرنا الحاضر.

سلمى مبارك: نجيب محفوظ كاتبا سينمائيا
يتناول هذا المقال نجيب محفوظ بوصفه كاتبا مارس كتابة السيناريو والقصة السينمائية، أي تلك التي كتبت خصيصا للسينما والدور الذي لعبه بوصفه أديبا في إدارة دفة التحول في السينما المصرية نحو سينما أدبية أي سينما تستخدم عناصر فنية وفكرية تشكلت في الحقل الأدبي.وقد عرض الباحث أولا لرؤية نجيب محفوظ للفن السينمائي بالمقارنة بالأدب، وللدور الذي لعبته السينما في تشكيل مخيلته الفنية والفكرية للواقعية الأدبية في مجال كتابة السناريو، متخذا من فيلم " إحنا التلامذة" نموذجا للكيفية التي أدار بها نجيب محفوظ الصراع بين رؤاه الواقعية المستمدة من عالمه الأدبي وبين عناصر نمطية مرتبطة بحكي سينمائي تقليدي.


يوشياكي فوكودا: نجيب محفوظ في مرآة الاستشراق الياباني
تقارب هذه الدراسة تلقي كتابات نجيب محفوظ في اليابان، وهي تسبق ذلك التناول بالوقوف عند تلقي الأدب العربي الحديث في اليابان، وترصد في هذا الصدد ثلاث ملامح، وهي : التحيز الشديد للثقافات الأوربية مما يظهر في قلة ترجمات النصوص العربية إلى اليابانية، وقلة عدد المستعربين اليابانيين المختصين في دراسة الأدب مقارنة بالمجالات الأخرى كالتاريخ خاصة، وقلة نصوص الأدب العربي الحديث المترجمة إلى اليابانية، وترصد المقالة الكتابات الأولى التي قدمها بعض المستعربين اليابانيين عن أعمال محفوظ، ثم تأخذ في دراسة الكتابات التي نشرها المتخصصون، بداية من عام 1990، فتناول دراسات كوميكو ياغي التي تركز على تحليل رؤية محفوظ للإسلام، وترى أن محفوظ يرى في التصوف التسامح الديني، ومن تم يأمل أن يؤدي التصوف دورا في قبول الأفكار الغربية وتحويلها داخل الإطار الإسلامي ومن تم تسويغها للشعب المصري.

chouaibhalifi@yahoo.fr

مهزلة استئناف نينوى في اختيار القضاة

فارس عبد الستار البكَـــوع


بسم الله الرحمن الرحيم
مهزلة استئناف نينوى في اختيار القضاة


بداية أقول مهنة القضاء تعد من المهن التي ترتب على عاتق من يمتهنها مسؤولية كبيرة جداً فهي بالقدر التي تمنح متوليها سلطة واسعة بموجب التشريعات النافذة توجب على كل من يتولى ويتصدى لهذه المهنة الإمكانية الكافية والملائمة لإشغال هذه الوظيفة من حيث الشخصية والثقافة العامة والعلم بأحوال وفن التقاضي فضلا عن صفات أخرى اشترطتها القوانين وكذلك الشريعة السمحاء ، وبناء على ذلك وحسب ما جاء في الأثر عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى أهل بيته وأصحابه أجمعين انه مَنع إناطة القضاء لأحد الصحابة عندما جاء طالبًا توليها ، والتاريخ يروي لنا مقولة احد الفقهاء في عهد الدولة العباسية عندما رفض تولي القضاء بعد تكليفه من قبل الخليفة وعندما ألح عليه بالطلب قال قولته المشهورة ( ذُبحت بغير سكين ) اسرد هذه المقدمة البسيطة وأنا أرى بأمي عيني كما يرى غيري من الحقوقيين والمحامين ظهور بعض البقع السوداء الصغيرة على ثوب القضاء العراقي الناصع وأتمنى عدم اتساع هذه البقع أو النقط السوداء في هذه المؤسسة العريقة المشهود لها ولعقود طويلة بالكفاءة والنزاهة والاستقامة حتى في أحلك الظروف الصعبة التي مر بها البلد .
ظهور البقع السوداء (قضاة الهمر) نموذجاً:
ابتداء لااريد التحدث عن كيفية والية اختيار وتعين القضاة قبل الاحتلال واجتياح العراق من قبل القوات الأمريكية والمتحالفة معها ، هذه القوات التي دشنت احتلالها للعراق بفصل وعزل العشرات من القضاة وأعضاء الادعاء العام تحت ذريعة الفساد والرشوة والانحراف وهي لم يمض على احتلالها العراق بضعة أيام ولا ندري من أين عرفت بسلوكيات هؤلاء القضاة وارتكابهم لهذه الجرائم التي استوجبت إقصائهم وبهذه السرعة ؟
هذه العملية الاقصائية طالت العديد من العناصر القضائية الكفوءة والمشهود لها بالحيادية والنزاهة ، وسؤال أخر يثار هل البقية الباقية ممن لم يشملهم الإقصاء والعزل متوفرة فيهم النزاهة والألمعية والذكاء ؟ قطعا الجواب لا . لأنه في اعتقادي لكل قاضي مسيرة مهنية تُُستجلى من خلال قرارته وأحكامه ومدى انطباقها وانسجامه مع القانون من عدمه من خلال التدقيقات التمييزية الجارية عليها من لدن المحاكم المختصة بالإضافة إلى سلوكه وأخلاقه المهنية فهل راعت ذلك دولة الاحتلال عند الفصل والعزل ؟ وأقول شخصيا لم أمارس العمل القضائي ولست مكلفاً من قبل احد للدفاع عن القضاة المعزولين ولكني على إطلاع بمجريات وأحوال عدد غير قليل من الجيدين والكفوئين منهم ،ممن تم إقصائهم دون صرف مستحقاتهم المادية وبالتالي حرموا وعوائلهم من مصدر رزقهم الوحيد .
هذه العملية الاقصائية خلقت فجوة كبيرة في العمل القضائي وبالتالي أدت إلى ظهور (قضاة الهمر) وكاتب هذه السطور وغيره من المعنيين شاهدوا نماذج من قضاة الهمر ممن غرقوا بالعمالة مع المحتل منذ أول أيامه وقدموا لهم الخدمات ليكافئوا على خدماتهم الجليلة والمفيدة بالتعيين كقاضاة أو غيرها من المهن المتعلقة بالقضاء والدوائر العدلية ، ولكن يا ترى ماذا سيقول هؤلاء لأنفسهم ولأولادهم بعد مغادرة المحتل إذا لم يلحقوا به أو تركوا ورُفِع الدعم والحماية عنهم؟
هذه نماذج من قضاة الاحتلال وليس المقصود بهم ممن امتهنوا هذه المهنة الشريفة والرفيعة بالطرق الأصولية وحتى أثناء الاحتلال ولنا كلام أخر عن قسم منهم . وشخصيا أشفق على قضاة الهمر وأقول هل يستطيع احدهم ممارسة عمله كقاضي بعد مغادرة أسياده لاسيما وان أمر تعيينه قد صدر مذيلا بالتوقيع الأمريكي أو بمباركة وتزكية من المسئول الأمريكي المحتل .؟ فإلف مبروك لقضاة الهمر ، هذه بعض البقع السوداء في رداء هذه المؤسسة القضائية المهمة .
مع مرشحي الموصل لتولي القضاء :
مؤخراً وفي خطوة أراها جيدة لو اعتمدت الأساليب الصحيحة في الاختيار حيث طَلب مجلس القضاء الأعلى من المناطق الاستئنافية ترشيح عدد من المحامين للعمل في السلك القضائي عملا بنص المادة 36 من قانون التنظيم القضائي . والتي يفترض العمل بها وتفعيلها منذ زمن إذ إنها كانت شبه معطلة إن لم تقل معطلة تماما بسبب اعتماد وزارة العدل سابقا على خريجي المعهد القضائي فقط هذه المادة أجازت تعيين المحامي كقاضي إذا أمضى عشرة سنوات على الأقل في مهنة المحاماة إضافة إلى بعض الشروط الإجرائية و الإدارية الأخرى المتصلة بالاختبار والمقابلة وغير ذلك ,وما يهمنا بهذا الصدد من خلال هذه التجربة في محافظة نينوى تحديداً ولا علم لي بالإلية التي اعتمدت في المحافظات الأخرى ،حيث تقدم عدد يربو على (70) محام و محامية بمستمسكاتهم المطلوبة لغرض الترشيح للعمل في القضاء للسيد رئيس محكمة استئناف نينوى الاتحادية وهو شخصية موصلية معروفة وله خدمة قضائية مشهودة بالحيادية والنزاهة وقد تولى رئاسة الاستئناف (رئيس المحاكم كما يحلو للبعض تسمية من يشغل هذا المنصب) بعد الاحتلال والشهادة لله استطاع أن يدير هذا المرفق القضائي وفي هذه الظروف الحرجة بجدارة وكانت له مواقف ممتازة ضد البعض من عناصر السلطة التنفيذية في المحافظة عندما أرادوا تهميش السلطة القضائية نتيجة الفراغ الأمني وكذلك قانون الطوارئ ، ورغم الإشادة في المسيرة الوظيفية لهذا الرجل ونظافة اليد أقول رغم ذلك ارتكب أخطاء قاتلة وجديرة بالمناقشة والمُسَالة في مسالة ترشيح واختيار المحامين لتولي مهمة القضاء 0 من بين المتقدمين وحتى لااطيل عليكم أدناه ملخص لما جرى :
كانت أول نتيجة ظهرت هي قبول (20) مرشحا من اصل المتقدمين وبواقع (5) من الإناث و (15) من الذكور واعتقد أن هذا الاختيار جاء كاختيار أولي _ ابتدائي _ من قبل السيد الرئيس محكمة استئناف نينوى وحده ولا ندري ما هي المعايير التي استخدمها لاختيار هؤلاء رغم وجود أكثر من مرشح منهم لا تتوفر فيهم الشروط الواجب توفرها في القاضي فضلا عن حشر اكثر من ثلاثة أشخاص لا تتوفر فيهم لا بل تنعدم أصلا الشروط المطلوبة في الترشيح واقطع واجزم شخصيا أن ذلك يتحمله السيد رئيس الاستئناف شخصيا لوحده ولأسباب سنذكرها لاحقا 0
بعد هذا الاختيار غير الموفق لأغلب المرشحين تم تبليغ أل(20) مرشحا بالحضور إلى بغداد للمقابلة و الاختبار يوم 31/8/2006 ولما كان الاختيار غير الموفق للسيد رئيس استئناف نينوى وعدم إتباع معيار صحيح للاختيار وامتعاض عدد من المتقدمين من هذا الأجراء وتقديمهم لشكاوى عديدة إلى مجلس القضاء فقد أفرزت المقابلة ما يلي
1_ وجود أكثر من مرشح موظف على الملاك الدائم في (مجلس القضاء) ويتقاضى راتب من الدولة في حين كان المفترض أن يكون المرشحين من المحامين وليس من الموظفين 0
2- وجود من يعمل موظفا في أكثر من هيئة ودائرة ويتقاضى عدة رواتب من عدة دوائر ومنقطع عن ممارسة المحاماة لمدة طويلة 0
3-الطامة الكبرى هي وجود مرشحين لم يكملوا المدة المطلوبة التي اشترطها القانون وهي ممارسة مهنة المحاماة لمدة لا تقل عن عشرة سنوات فهل يجوز ذلك يا سيادة رئيس الاستئناف المحترم 0؟
4- وجود أكثر من مرشح لا علاقة لهم أصلا بالمحاماة أو الحضور إلى المحكمة والترافع سوى حصولهم على هوية نقابة المحامين .
5- هناك شرطا اجتماعي اعتبرته الشريعة ركنا من أركان القضاء وكذلك أوجبه المشروع العراقي ألا وهو الزواج فيمن يروم أن يصبح قاضيا فهل تأكد السيد رئيس الاستئناف من ذلك وخاصة بالنسبة للعنصر النسوي من المرشحات ؟! والحمد لله إن جميع المرشحات هن من الأوانس أو من المطلقات 0
النتـــــــائج :
تأسيسا على ما تقدم وبعد مثول السادة المرشحون أمام اللجنة المختصة بالاختبار في مجلس القضاء واعتقد أن مجلس القضاء واللجنة قد علمت بهذه الخروقات القانونية الواضحة وحسب ما ورد إلى علمنا أن مرشحي السيد رئيس الاستئناف قد جوبهوا بالمعلومات واستبعد من استبعد وبقي من المرشحين أل(20) سبعة من الذكور و(2)من الإناث 0ومع شديد احترامي وتقديري لكافة المرشحين كونهم زملائي في المهنة وأخوة لي وتجمعني بهم علاقات طيبة إلا أن الموضوع يفرض علينا مناقشته مناقشة موضوعية دقيقة وبكل تجرد عن الانحياز وكاتب هذه السطور تربطه علاقة وثيقة ولطيفة مع السيد رئيس استئناف نينوى ولكن في خطوة مثل هذه ويكتنفها أكثر من خطأ قاتل وهو الذي يُعرف عنه ( لا تلومه في الحق لومة لائم) كيف سمح لنفسه بمثل هذه الأخطاء وهو يختتم حياته الوظيفية الناصعة 0هذه الأسئلة وغيرها متروك الإجابة عليها لرئيس الاستئناف أو مجلس القضاء الأعلى ، حين نرى في تشكيلة المتقدمون رغم كثرة عددهم إلا أن الاختيار لم يبتعد عن المحاصصة الحزبية والطائفية وربما المحسوبية والمنسوبية أو الفئوية ، ذكرت لكثير من زملائي في المهنة وكان هذا رايهم ايضا لو أن السيد رئيس الاستئناف شكل لجنة تتألف من قضاة وممثل عن المحامين كمنتدب محامي الموصل مثلا وقاموا بتدقيق بيانات المتقدمين للترشيح واختياروا من يصح ، الم يكن ذلك أفضل ويدفع عنه الظغوط إن وجدت ويتخطى هذه الأخطاء القاتلة في اختيار قضاة أو قاضيات المستقبل . والذين نتمنى لهم الموفقية في عملهم لاسيما أن عددا غير قليل من المحاميات والمحامين المرشحين حرموا من فرصهم وحل بدلهم مرشحون لا تتوفر فيهم الشروط المطلوبة .
وحسب علمي أن ثلاثة محامين ممن هم أساساً طلبة في المعهد القضائي من الذين سيتخرجون بعد فترة وجيزة من الزمن قد تم إضافتهم إلى المرشحين وهذا خرق قانوني أخر حَرم مرشحون آخرون من المحامين للتقدم لإشغال هذه المهنة فهل يجوز هذا ؟ وهل يجوز أن يبدأ قاضي المستقبل أول حياته الوظيفية بهذه المغالطات والأكاذيب ؟ والذي سيصبح مستقبلا حاكمًا في رقاب وأموال العباد ، ولكن ارجع وأقول كل شئ جائز في العراق الجديد .
وفي الختام هل سنسمع رداً من الجهات المعنية عن هذا الملف ، شخصياً أتحمل مسؤولية كل كلمة في هذا الموضوع إذا كانت تخالف ما أقوله ومن الله التوفيق ...
* حقوقي وناشط في حقوق الإنسان

٩‏/١١‏/٢٠٠٦

ظفر الصبور
نـــــــــــــــــــــــــــزار حيدر

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

مرة اخرى يفرح المظلومون بوعد الله تعالى، ويحزن الظالمون بوعيده عز وجل، في هذا اليوم الذي نطقت فيه المحكمة الخاصة، بالحكم على الطاغية الذليل صدام حسين شنقا حتى الموت، جراء ما اقترفت يداه من جرائم ضد الانسان.
انه ثمرة الصبر والجلد الذي تسلح به ضحايا النظام البائد على مدى نيف وثلاثين عاما عجاف.
وصدق سيد البلغاء وأمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام عندما قال {ما أعدم الصبور الظفر، وان طال به الزمان} لماذا يا أمير المؤمنين؟ وذلك لـ {ان الله مع الصابرين} ومن كان الله معه، لن يعدم الظفر لأن رب العزة لا يخذل عبده، قد يطول انتظاره قبل ان يرى الظفر، ولكن لن يعدمه، لأن الله تعالى لن يخلف وعده.
يذكر التاريخ، أن امرأة من بني اسرائيل ذبح فرعون ابنها الوحيد في حملة القتل والذبح التي نفذها بحق كل مولود جديد يولد في بني اسرائيل، فدعت المرأة الثكلى بابنها، الله عز وجل ان يهلك فرعون وجنوده.
ومرت الأيام والسنين وهي تنتظر نتيجة دعاءها بفرعون، وفي ذهنها قول الله عز وجل {ادعوني استجب لكم}.
وفي يوم من الايام، وفيما هي جالسة على جرف نهر النيل تغسل ملابسها، مر من امامها جسد فرعون طافيا على الماء بعد ان اهلكه الله تعالى.
وما ان وقع نظرها عليه، سمعت نداءا من السماء يقول {انا من المجرمين منتقمون} فعلمت ان ما تراه بأم عينيها هو نتيجة دعائها، وانه حقيقة وليس وهما او خيال، فتيقنت بأن الله تعالى كان قد سمع الدعاء، وهو ان أخر الاجابة، فلن يهملها ابدا، ان عاجلا ام آجلا.
كما تذكر كتب التفسير، ان الله تعالى استجاب لدعاء موسى عليه السلام، عندما طلب منه ان يهلك فرعون وجنوده بقوله {وقال موسى ربنا انك آتيت فرعون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا ليضلوا عن سبيلك، ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم} بعد اربعين عاما من قوله مخاطبا موسى وهارون عليهما السلام {قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون} فالاجابة العملية اعقبت الاستجابة بالقول اربعين عاما، فقط لا غير.
وللصبر فلسفة، فبه يمتحن الله عباده، وبه يحترم الناس الزمن، وبه يتعرف الناس على معادن بعضهم، وبه يدخل الناس الجنة ثوابا من عند الله، او النار عقابا من عنده.
المشكلة، هي ان الناس مستعجلون، فاذا تزوج احدهم اراد، فورا، ان يرى ثمرة زواجه رضيعا في حضن امه، واذا نجح في المدرسة تمنى فورا ان يحلق في الاعالي، واذا دخل السوق مضاربا في ماله، استعجل الربح، واذا قيل له بان العراق مقبل على بناء نظام ديمقراطي تمنى ان يتلمس ثماره بين ليلة وضحاها، وهكذا فالانسان مستعجل بطبعه، لا ينتظر ولا يصبر ولا يتريث، والى هذا يضرب العراقيون مثلا بقولهم يتحدثون عن أحدهم، قيل له أنك ستتزوج فرد فورا (الآن الآن وليس غدا}.
وبسبب العجلة والاستعجال، يخطئ الانسان كثيرا ولا يصيب في أكثر الاحيان، لأن المستعجل لا يدخل عنصر الزمن في حساباته، الزمن الذي يعد جزءا لا يتجزا من منظومة الانجاز، اي انجاز في هذا العالم.
حتى الله العزيز الجبار الذي يقول للشئ كن فيكون، خلق السماوات والارض في ستة ايام، ليس عجزا او تباطؤا او اعيائا، حاشا لله كل ذلك، وانما اراد ان يعلم خلقه معنى الزمن وكيف يحسبونه ويحترمونه فلا يستعجلون فيفشلون.
ان النطق بالحكم هو ثمرة تضحيات العراقيين على مدى عقود طويلة من الزمن، انه ثمرة تضحية العلماء والفقهاء والشباب والكبار والصغار والرجال والنساء والاطفال، انه ثمرة الظلم المتراكم الذي مارسة الطاغوت بحق العراقيين، انه ثمرة المقابر الجماعية والانفال وحلبجة والحرب العراقية الايرانية وغزو الكويت والاعدامات الجماعية وحملات تنظيف السجون، انه ثمرة دعاء الارامل وأنين الايتام وصراخ الذين دفنوا احياء، انه ثمرة الصبر العجيب الذي ابداه العراقيون، خاصة اسر الضحايا، كما انه ثمرة صبر المحكمة والحكام، الذين صبروا على تجاوزات الطاغية الذليل وهو في قفص الاتهام، وعلى جسارته وكلامه البذئ الذي كان يتفوه به، وعلى عنترياته التي كان يتشدق بها امام من لا زال صم بكم عمي فهم لا يفقهون كنهه وحقيقته.
صحيح ان النطق تاخر كثيرا عن موعده، كاد الصبر ان ينفذ لدى العراقيين، فيما حاول كثيرون التأثير على عمل المحكمة من خلال استعجالها، الا ان سير المحكمة لقنت القضاء العربي والعراقي درسا لن ينساه، درس يقوم على اساس العدالة والتأني في سماع افادات الشهود والتدقيق في الادلة والوثائق، كما يقوم على اساس حق المتهم في الدفاع عن نفسه من خلال اختيار المحامين ووكلاء الدفاع، على قاعدة ان المتهم برئ حتى تثبت ادانته، وليس على قاعدة ان المواطن متهم حتى تثبت براءته، كما كان واقع الحال في عهد الطاغية الذليل صدام حسين، وهو واقع الحال في البلاد العربية التي يغيب عنها القضاء المستقل والقانون، بحكم ان الحاكم فوق كل شئ، وان كلامه قانون ورأيه دستور ومقترحه حكم والرؤيا التي يراها في منامه واقع يجب ان ينفذ في الحال.
ان مشاعر الناس ازاء النطق يعد بارومتر الموقف من العدالة، وبارومتر الموقف من الانظمة الشمولية الاستبدادية، وبارومتر الموقف من ضحايا الاستبداد والديكتاتورية، وبارومتر الايمان بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
فالذين فرحوا بالنطق، يمثلون جبهة الحرية والعدالة والايمان بالانسان، والكفر بالانظمة الشمولية، اما الذين حزنوا عليه فهم جبهة العبودية والخضوع والاستسلام للطاغوت ممن كتب الله عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله تعالى، جبهة الكفر بالانسان الذي يجب ان يموت، في رأيهم، من اجل ان يحيا الطاغوت.
فليتعلم العراقيون اذن من هذا اليوم، ما يلي؛
اولا: ان يصبروا ويصابروا ويتقوا الله تعالى، فالمشوار الذي ينتظرهم طويل طويل، بحاجة الى صبر بقدره وتأن، فلا يستعجلوا النتائج، وليطمئنوا بان النصر حليفهم، وان الظفر معهم واليهم مهما طال الزمن، وليتذكروا قول امير المؤمنين عليه السلام في كل يوم وليلة، بل وفي كل ساعة ولحظة.
ثانيا: ان للطاغوت اجل مهما طال عهده، وان للظالم جولة وللباطل صولة وللحق دولة، وان الله قد يهمل الا انه لن يهمل، حاشاه وننزهه عن ذلك تنزيها.
ثالثا: على العراقيين ان يطووا صفحة الماضي، ليبداوا عهدا جديدا خال من الطاغوت وثقافته واسمه ورسمه واعلامه واخلاقياته وكل ما يتعلق به، عهدا جديدا قائم على قيم الحب والالفة والنصيحة والتواصي بالحق والتعاون على البر والتقوى والتكافل والتكامل والحرية والشراكة الحقيقية في البلد الذي انعم به الله تعالى عليهم.
رابعا: اما الذين لا زال في قلوبهم شك مما يجري، فعليهم ان يتيقنوا بان عهد الطاغوت قد ولى الى غير رجعة، فالطاغية الذليل اصبح اليوم جزء من التاريخ، ولذلك، فان عليهم ان يفكروا بصوت عال ويعيدوا النظر بمتبنياتهم القديمة وبثوابتهم الماضية، ليبدأوا عهدا جديدا الى جانب كل العراقيين، فالعراق للجميع من دون استثناء، شريطة ان لا تأخذ احدهم العزة بالاثم، واذا كان احدهم لا يقدر على الاعتراف بخطئه امام الاخرين، فعليه ان يعترف بذلك مع نفسه فيحدثها بصوت عال ليصل الى النتيجة الصحيحة المطلوبة في مثل هذه الظروف.
ليتيقن امثال هؤلاء، بان الذي يجري اليوم للطاغية وزبانيته، انما هو امر الله تعالى، وهو على كل شئ قدير.
خامسا: ان النهاية التي انتهى اليها الطاغية الذليل، انما هي بسبب الدعاء اولا، ولذلك فليواصل العراقيون الدعاء والتضرع الى الله عز وجل في السراء والضراء، لنكون جميعا قريبين اليه تعالى، وليكن عز وجل اقرب الينا من حبل الوريد، نتحسسه في كل نفس من انفاسنا، فلولا ارادة الله تعالى التي تهلك ملوكا وتستخلف آخرين، لما انعم علينا برؤية ذل الطاغية .
سادسا: كما ان علينا ان نتذكر بان شكر الله على نعمائه سبب استمرارها، أولم يقل رب العزة والجلال {وبالشكر تدوم النعم} وهل هناك نعمة اكبر من نعمة القضاء على الطاغوت، فرعون زمانه؟
اذن، فلنشكر الله تعالى على نعمه، لننعم بها دائما.
سابعا: اود ان اهمس في اذن المثقفين والاعلاميين العرب واقول لهم؛
لقد ولى عهد أسود خيم بظلامه على العراق، وبدا عهد جديد، ولى عهد طالما نصرتموه بالكلمة والمقال والبحث والشعر والنثر، وبدا عهد طالما طعنتم فيه وسفهتم احلامه.
فليكن اليوم حدا فاصلا بين عهدين، عهد تودعوه، وآخر تستقبلوه، أو اكرموننا بسكوتكم، فالحديث الشريف المروي عن رسول الله (ص) يقول {قل خيرا، او فاسكت} ورحم الله امرءا نطق خيرا او صمت.
ثامنا: ليكن هذا اليوم عبرة لكل جبار اثيم، لا يرعى في عباد الله تعالى الا ولا ذمة، من الحكام المستبدين وجماعات العنف والارهاب، ومن فقهاء التكفير اللذن يحللون دم من يخالفهم الراي.
ليكن عبرة للجميع، فعسى ان يكون سببا للردع فلا يطغى حاكم ولا يتجبر ظالم ولا يواصل ارهابي او تكفيري مسيرته المنحرفة، ومن الله تعالى التوفيق والسداد، وهو المنتقم الجبار.
لقد ظن الطاغية الذليل بان الفلك سوف لن يدور لا زال هو في السلطة، فعاث في الارض الفساد، وأهلك الحرث والنسل، وتمادى في غيه وجرائمه، بعد ان أمن تغيير الفلك، ناسيا أو متناسيا بان الفلك دوار يدور عليه كما يدور على غيره، وقديما قالت الحكمة {لو بقيت لغيرك، لما وصلت اليك}.
وتلك هي مشكلة الحكام، اذ يظنون دائما بان الملك دائم لهم، فينسون الله تعالى وينسون حدودهم، ناسين او متناسين كذلك بان {الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك} و {ان اليوم يوم له ما بعده} اذ ان الحياة لا تنتهي عنده ابدا، كما انها لا تبدا منه ابدا.
أبارك لكل العراقيين، خاصة ضحايا النظام الشمولي البائد، واسر الشهداء الابرار، هذا اليوم الموعود، داعيا القدير ان يكون يوم خير ويمن وبركة على العراق واهله، انه سميع الدعاء، وبعباده رؤوف رحيم.
كما ابارك لكل محبي السلام والحرية والقيم الانسانية والعدالة في العالم، هذا اليوم الاغر، وعقبال كل طاغوت وجبار ومعتد أثيم.
أخيرا؛
شكرا لكل من ضحى، وشكرا لكل من صبر، وشكرا للمحكمة، وشكرا لكل من شارك العراقيين فرحتهم في هذا اليوم التاريخي، وقبل وبعد كل شئ، شكرا لله تعالى على نعمائه، فهو الذي نساله من فضله، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

5 تشرين الثاني 2006

٥‏/١١‏/٢٠٠٦

الشاعر الأردني موسى حوامده: لن اعتذر عن قصيدة "يوسف"

تحدث عن أسرار 4 سنوات متهما بالردة أمام المحاكم
الشاعر الأردني موسى حوامده: لن اعتذر عن قصيدة "يوسف"


أربع سنوات أمام المحاكم

قصيدة يوسف لا تشكك في الرواية القرآنية

قوى اسلامية منظمة تطارد انتاجي

أسرتي تأثرت بشدة من تكفيري

علاقة غير حميمة بيني وبين درويش






دبي - فراج اسماعيل
قال الشاعر الأردني موسى حوامده إنه تجاوز مرحلة المعاناة من الحملة الطويلة لتكفيره واتهامه بالردة التي استمرت أربع سنوات. وأوضح لـ"العربية.نت" انه تناساها وأصبح أكثر نضجا.
وأشار إلى أنه لا يقدم الآن تنازلا أو اعتذارا، فلم يكن هدفه أن يسيئ إلى القرآن أو أن يتحفظ على النص القرآني أو احباط أحد من المسلمين واستفزازه، وإنما كان يريد اسقاط وضع سياسي معاصر يدفع الآن ثمنه عن طريق الاعتراف به وتكريس قصصه وتقديم هدايا مجانية له.
وقال إنه ينظر بوعي وبشكل مختلف لتراث المنطقة بشكل عام سواء كان اسلاميا أو مسيحيا او يهوديا، وكذلك إلى التراث السومري والفرعوني.
وأضاف أن مطاردته من بعض الاسلاميين بتهمة الردة ووقوفه أمام ثماني محاكمات طوال أربع سنوات بسبب قصيدة "يوسف" في ديوانه الشعري "شجري أعلى" جعلته الآن أكثر عمقا وحذرا واحتياطا في اختيار الكلمات، خاصة أنه نال في الأخير حكما بثلاثة أشهر سجنا.
وقال إنه يحمل مرارات وآلام كثيرة، و لديه حالة من الرثاء للفكر الذي أفرز هذه الأنماط والعقول المتحجرة، ومتخوف من انتشار ثقافة التخويف والترهيب والمنع وتكميم الأفواه وتحجير العقول.
وتابع موسى حوامده بأن "هناك أمما حديثة العهد وصلت إلى ما وصلت إليه، بينما نحن لا نزال نجتر أفكارا معينة بحتة ونجتهد في قمع الرأي الآخر وقتل المبدعين، ولا نريد إلا نمطا واحدا من الثقافة والتكرار والتلقين، وبالتالي لا تجديد في الفكر ولا في الارهاصات، وأصبحت الأمة أشبه بالقطيع".



أربع سنوات أمام المحاكم
وقال: حضرت أكثر من 300 جلسة أمام محاكم مدنية وشرعية، استمرت 4 سنوات، وخلالها حدث لي توقيف "حبس" في مخافر الشرطة. وصدر ضدي قبل عامين من محكمة مدنية حكم بالسجن ثلاثة أشهر ولم ينفذ هذا الحكم حتى الآن، ولا زلت معرضا له. وأضاف ضاحكا "أرجو ألا تكون هذه المقابلة سببا في تنفيذه وتذكيرهم بي".
وأوضح: ثلاث قصائد كانت وراء حملة تكفيري واتهامي بالردة طوال تلك السنوات الأربع، أولها قصيدة "يوسف" ثم قصيدة "مآرب أخرى" وبعدهما قصيدة ثالثة باسم "عبد الله" بدأتها بـ "عبد الله .. من علمك العربية" ولم أكن أقصد بها شخصا بعينه ولكنها كانت عن حال الأمة، وكنت أعني بها أي انسان عربي أو مسلم.
وقال: أتينا بمفسرين ومجتهدين أمام المحكمة بينوا لهم أن اسم "عبد الله" يطلق على أي مسلم. ومن حسن الصدف أن التفسيرات كانت كثيرة على القصائد الثلاثة وكذلك على قصيدة رابعة فسرت على أنها ازدراء للذات الالهية حاشا لله.
وأضاف حوامده: لم استسلم لاتهامي بالردة ونقضت ذلك أمام المحكمة حتى أقتنعت بوجهة نظري وبأنني مسلم ومتمسك بايماني، وأصدرت قرارا برد الدعوى، ولكن محكمة الاستئناف الشرعية فسخت هذا الحكم وطلبت اعادة محاكمتي من جديد، وحاولت أن أقدم تفسيرا آخر واحضرت خبراء، وفعلت المحكمة الأمر نفسه، وأدانني قضاتها وكفروني، فطلبت باحضار نقاد عرب فحضر المرحوم الدكتور محمد بركات أبو علي استاذ البلاغة في الجامعة الأردنية، فردت المحكمة الدعوى مجددا، ولكن محكمة الاستئناف فسخت الحكم للمرة الثانية.
وقال: استمر ماراثون المحاكمات حتى تدخلت رابطة الكتاب بشكل حازم وكذلك المنظمات الحقوقية الانسانية المحلية والعالمية، فأسقطت محكمة الاستئناف القضية. وبعد عدة شهور رفعت وزارة الاعلام ممثلة في رقابة المطبوعات والنشر قضية جديدة في المحكمة المدنية بشأن قصيدة يوسف في ديوان "شجري أعلى" بتهمة مخالفة قوانين الطباعة والنشر بتغيير القصائد وشتم أرباب الشرائع.
وواصل حوامده: قدمت للمحكمة النسخة المجازة من الديوان وبعد مرور سنة كاملة، حكم القاضي برد الدعوى على أساس أن هذا الشعر يتم تأويله لتفسيرات عديدة وليس فيه شئ ضد الاسلام. لم يطب ذلك للدولة فعادوا ونقضوا الحكم وعدت مجددا للوقوف أمام محكمة جديدة، وتكرر ذلك إلى أن صدر ضدي في آخر محكمة وقبل عامين حكما بالحبس ثلاثة شهور.
وعن سبب تغيير عنوان ديوانه "شجري أعلى" مما حمل رقابة المطبوعات والنشر على مصادرته لأن التغيير تم بدون علمها، قال موسى حوامده: نوهت عن ذلك في الصفحة الرابعة من الكتاب وقلت إن العنوان الذي أجزته هو "استحق اللعنة" ولكنني قمت بتغييره خشية من ردة الفعل الدينية، وإدارة المطبوعات اشترت نسخا من الكتاب ولم تعترض على ذلك إلا بعد أن حدثت الضجة من قوى الاسلاميين.



قصيدة يوسف لا تشكك في الرواية القرآنية
وبشأن رؤية البعض بأن قصيدة يوسف تشكك في الرواية القرآنية.. رد موسى حوامده: القصيدة تحدث صدمة في البداية ويتهيأ للقارئ أن المقصود بها القرآن الكريم – حاشا لله – لكن إذا تأمل القصيدة بعمق سيجد أن المقصود أنني لا أوافق على التأويل الذي تم من خلاله اسقاطات كثيرة على نتائج سياسية معينة، ولا أقصد النص القرآني، فلم يكن في ذهني مخالفته، ولو كان لقلته أثناء محاكمتي. فالنص القرآني هو نص كتاب مقدس ويجب أن نحترمه.
وأضاف: حاولت أن أنصف تاريخ مصر كله في القضية وانتزعه انتزاعا، والقصيدة لم تكن أبدا موجهة ضد الرواية القرآنية أو أنني كما زعم البعض أنني أغير القرآن. صحيح أن الشعر فيه جنون ولكني لم أبلغ درجة الحمق ولا يمكنني على الاطلاق أن أفعل شيئا كهذا.
وشرح موسى حوامده ذلك بقوله: دائما أدخل في عمق الاسطورة وأحاول نقضها، لأنني دفعت الثمن سياسيا وحضاريا، وتم استلاب مكاني الجغرافي كثمن عقائدي لصراع ايديولوجي بين ديانات متعددة.
وواصل بقوله :أنا متشكك تجاه الأساطير كلها. رافض للأسطرة، وأحاول العودة إلى التاريخ دائما بنظرة فاحصة ورافضة وأنقض التراث باعادة بنائه، لأخلق اسطورتي الجديدة، وأهدم الخرافات والأشياء المتراكمة التي كان من نتيجتها التخلف والاحباط والقهر والهزائم السياسية المتواصلة.




قوى اسلامية منظمة تطارد انتاجي
ويعتقد موسى حوامده أن جهة منظمة من الاسلاميين كانت تتابع انتاجه وتقوم بتكفيره ويقول: عندما اجزت كتاب "أسفار موسى" اقتطع منه الكثير، فاضطررت في كتاب "من جهة البحر" أن اطبعه في بيروت ولم يحصل على اجازة من الاردن ودخلها رغم أنه يضم قصائد صعبة.
وينفى أنه يدخل منطقة التحريم متعمدا بهدف الشهرة قائلا إنه لو كان يريد ذلك لسلك طرقا أخرى، لكن من الظلم أن يحرم مبدع من التعبير عن أي موقف سياسي أو حضاري، وإذا كان كاتب يبحث عن الشهرة ففي امكان الآخرين ألا يشهرونه، اضافة إلى أن من يبحث عن الشهرة ليس منطقيا أنه يبحث عن السجن.
ولا يشعر أنه مطارد بسبب الحكم بسجنه ثلاثة أشهر قائلا "حتى لو حصل ونفذ الحكم فلا مشكلة، فلو سيطر هذا الهاجس على فكري ما كان في استطاعتي أن أقرأ أو اكتب أو حتى أعمل، لكني مارست حياتي بشكل عادي وطبيعي".



أسرتي تأثرت بشدة من تكفيري
وحول تأثير تكفيره واتهامه بالردة على حياته الأسرية يصفه حوامده بأنه الأسوأ في الموضوع.. "والدي ووالدتي رحمهما الله جاءا لي من فلسطين، ليطمئنا على ابنهما هل لا زال مؤمنا. وقفت أمامهما موقفا صعبا وأكدت لهما أنني مؤمن وارتاح للصلاة ولغيرها من الفرائض، وقلت لهما لا تصدقا الاشاعات، فهناك مسجد قريب منهما في فلسطين، خطب فيه البعض وكفرني. على مستوى الأسرة الصغيرة، لم أكن قلقا لأنه لم يكن هناك اتهام صريح بالنسبة لي، لكن البعض من الأقارب اتخذ مني موقفا سلبيا بأنني ملحد وكافر ولا يجب التعامل معي، وتم التحريض على أطفالي في المدرسة فقد كانوا يسمعون كلاما سيئا أو تهديدات عبر الهاتف وينقلونها لي وهم يبكون.



علاقة غير حميمة بيني وبين درويش
وعن سبب العلاقة المتوترة بينه وبين الشاعر الفلسطيني المعروف محمود درويش قال موسى حوامده: ربما يكون عنده شئ ضده ولكنني احترمه كشاعر أكبر مني عمرا وتأثيرا وتجربة. ليس عندي ضدي موقف أدبي على الاطلاق، ربما لا توجد بيننا علاقات حميمة مثل علاقته مع بقية الشعراء ولا أسعى لذلك.
وأضاف: قد يكون درويش غضب من رأي طرحته عن نرجسيته فهو كشاعر فلسطيني عنده حساسية تجاه شعراء آخرين، فليس من حقه اخفات أصواتهم. ولكن يبقى محمود درويش شاعرا مهما جدا وصاحب تجربة حقيقية وقدم الكثير للقضية الفلسطينية وللشعر العربي، وربما عنده حساسية من مقارنة البعض لاستخدامه لسورة يوسف واستخدامي أنا لها، وقولهم إنني كنت أكثر تأثيرا وعمقا.
والشاعر موسى حوامده من مواليد فلسطين 1959، درس الثانوية في مدينة الخليل
والتحق بالجامعة الاردنية للدراسة في كلية الاداب، ونشر اول مجموعة شعرية بعنوان " شغب" عام 1988في عمان. ومنع فترة من السفر والعمل، ونشر في عام 1998مجموعته الشعرية الثانية "تزدادين سماء وبساتين" وفي عام 1999 أصدر مجموعته الشعرية الثالثة "شجري أعلى" ثم صدر له" اسفار موسى العهد الاخير " وبعدها المجموعة الشعرية الخامسة" من جهة البحر"، ولديه ثلاثة كتب نثرية في الادب الساخر منها "حكايات السموع" .

الشاعر الأردني موسى حوامده: لن اعتذر عن قصيدة "يوسف".

DUHOK PIRA REW?ENBIRI YA KURDI YE

 

 

Hesen Silêvanî

 

 

 

 

 

 

EKETIYA NIVISKAREN KURD_DUHOK

 

 

Li rojên 8-9-10/11/2006 li hola Xanî li zankoya Dihokê li jêr çavdêriya parêzgarê Dihok birêz Temer Remezan diwem fistîvalê rew?enbîrî pêk tê..

Ji herçar parçên kurdistanê û ji ewropa, gorcistanê û Imarata Erebî nivîskar û rew?enbîrên kurd  û çend nivîskar û rew?enbîrên Ereb ji Bexda û Mûsil pi?ikdariya evê fistîvalê dibin..

Fisteval dê li ser rew?a zimanê kurdî  raweste, û çend simînarên hizrî û rexneyî jî ji layê sehrezayan ve tên pê?kê?kirin , her wisa çîroknivîsên kurd dê li ser  rew?a çîrokê , û hinek wê li ser serbora xwe ya çîrokê û romanê baxivin, ji bili 3 ?even taybet bi helbesta kurdî, ko nezikî 25 helbestvanên kurd dê nimonên berhemê xwe yê nû dê bxwînin ..çend dezgeh?n rew?enbîrî jî hatine vexwendin mina ;

Enistitûya kurdî li Stanbol

Enistitûya kurdî li Berlîn

Komela nivîskarên kurd li Amed

Komela nivîskarên kurd li Swêd

Navenda Pena kurd li Almaniya

Hevgirtina rew?enbîrên kurd yên rojava li derve

We?anxana Duz u Avesta li stanbul

Hejiye bejin  pesangeha wesanen eketiya niviskaren kurd ko gehaye 102 pirtokan de hete vekirin.

 Niviskaren vexwendî de seredana avahiyê nû ye niviskaran din yê    ko bi harikariya hukmeta kurdistanê hatî bi cihanîn li ser  5500metren erdî bi rengekî endaziyê û lekdayî ye..