٣‏/١١‏/٢٠٠٥

رسالة مفتوحة الى الرئيس الطالباني من الشاعر العراقي طارق حربي

رسالة مفتوحة إلى الرئيس الطالباني بخصوص إطلاق سراح المجرم برزان التكريتي!!
السلام عليكم

سيادة الرئيس..كتب المجرم برزان التكريتي رسالة من سجنه قبل بضعة ايام، يتوسل الحكام العرب والدوليين، إطلاق سراحه لإصابته بمرض السرطان في العمود الفقري، وكنتَ من بين من ناشدهم وشدد على حضرتك باعتبارك من أصدقائه الشخصيين، وادعى أنك كنت تقول ساكون في ضيافة صديقي برزان!! وفي اليوم التالي ضربت عرض الحائط بآلام مئات الآلاف من ذوي الضحايا المفجوعين بأبنائهم وأعزائهم، من شيعة وأكراد وحتى من السنة أنفسهم ممن كانوا ضحايا النظام الوحشي، وصرحت للاعلام بأن لامانع لديك من نقل المجرم لغرض تلقي العلاج، نظرا للصداقة والعلاقات عائلية التي تربط بينكما!!، وبينما يصمت الشعب العراقي المغلوب على أمره فلاتخرج المظاهرات في أنحاء العراق كافة، تتفاعل المهزلة الإعلامي والإقليمي والدولي، فنسمع اليوم بأن ملك الإرهاب الوهابي عبد الله بن عبد العزيز (يدس أنفه في القضايا العراقية الداخلية بوقاحة ليس لها حدود) ويوجه رسالة ((تحمل طابعا انسانيا بعيدا عن المؤثرات السياسية الى الرئيس الاميركي جورج بوش بشأن اطلاق سراح برزان التكريتي المسجون في العراق والمصاب بمرض السرطان، ويدعوه إلى تفهم انساني لظروفه الصحية الحرجة!!..حسبما ورد في نص الرسالة!!وإذن فقد شنت أطراف إقليمية ودولية حملة إعلامية لصالح برزان، بدأت اليوم وأمس ويعلم الله متى تنتهي ومتى وكيف!؟سيادة الرئيس..لقد دشنت عهدك في رئاسة العراق بأخطاء والله حتى إذا غفرها لك الشعب العراقي (وهومالاعتقده بتاتا)، فأنا لاأغفرها بعدما ضيع النظام البائد شبابي وراء سواتر الحروب وضيع شقيقي حسين في معارك الطاهري والكثير من أقربائي وأصدقائي وأنا شخصيا ولم أعش الحياة التي كنت أستحقها على الإطلاق، فتشتت عائلتي بين تضاريس المنافي في أرض الله الواسعة، على أية حال دشنت عهدك برفض التوقيع على إعدام صدام فيما لو تمت إدانته من قبل المحكمة، وبعد فترة قصيرة قمت بتعيين المجرم وفيق السامرائي مستشارا أمنيا لك، وكنت كتبت لك حول ذلك في رسالة. هذه وغيرها تجعلني كمواطن عراقي أعتقد، بأنك شخصيا تساهم في هضم حقوق الشعب العراقي لاسيما الشيعة والأكراد، على الأقل بعدم كشفك عن الحقيقة، هل موافقتك على نقل المجرم للعلاج (ربما خارج العراق) هي : * إرضاء للدول الإقليمية لكف أيدي الإرهابيين عن شعبنا وتجربتنا الوطنية الجديدة!؟، ولماذا لاتصارح شعبك بهذا!!؟*أم الكشف عن الإمبراطورية المالية التي كان المجرم التكريتي يديرها من جنيف سابقا، عندما كان يمثل العراق في الأمم المتحدة!؟*أم هي إحدى الاتفاقات السرية مع رئيس الجامعة العربية عمرو موسى في زيارته الأخيرة إلى العراق، لإعادة البعثيين إلى المشهد السياسي والتنفيس عن الخطاب العروبي القومجي المحتقن في وطننا بعد سقوط النظام الفاشي، وما العمليات الإرهابية إلا تطبيقات عملية مستمرة لهذا الإحتقان وهذا الإجرام!! *أم تراها طبخة سياسية تمت مع الزعماء الغربيين، ممن اجتمعت بهم في رحلتك الأخيرة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا خاصة!؟ومعلوم بأن الدولتين العظمتين لاغيرهما رعتا النظام الفاشي البعثي، واستقوى بهما على شعبنا، وليس غريبا على حضرتك وأنت السياسي قديم اعترافات علي صالح السعدي بأنهم - أي البعثيين - جاؤوا إلى السلطة بالقطار الأمريكي في العام 1963!؟* أم لأن كل الأنظمة العربية القمعية تعتبر المجرمين البعثيين الذين مثلوا في قفص الإتهام، هم الخط الأول للدفاع عن أنظمتهم من السقوط وهو صحيح، وكتحصيل حاصل سيكون لهم نفس المصير في حال وثبت شعوبهم عليهم وعلى كراسيهم التي هي أعجاز نخل خاوية!!، وما ضغوطات الدولتين العظمتين بنقل برزان للعلاج، والتحاق بقية الرهط المجرم به فيما بعد بالتدريج (وأنا لااشك بذلك على الإطلاق)، إلا إرسال رسالة طمأنة إلى الحكام العرب، (ولاشك أن جميعهم جبنوا بعدما شاهدوا المجرمين على شاشة التلفزيون) بأن لن يكون لهم نفس مصير صدام وأركان نظامه في المستقبل، فهيا إلى المزيد من القمع والترهيب والنفي والتشريد، لبيع المزيد من النفط، وإعادة تفعيل خريطة بيع الأسلحة في المنطقة العربية، كما حصل ويحصل مع النظام السعودي الرجعي عبر تأريخه النفطي، قمع المعارضين مقابل شراء أجيال جديدة من الصواريخ والدبابات وغيرها من الأسلحة، وماحدث مع النظام الليبي مؤخرا قصة مضحكة مؤسية تشبه قصصنا في العراق أيام صدام، فقد ركع القذافي على ركبتيه أمام جبروت الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا، وهرع الزعماء إلى طرابلس فمنحهم امتيازات نفطية وتسهيلات لغرض تحسين صورته، وإبعاد شبح حفرة صدام الشهيرة تحت سريره وهو ماأقض مضجعه.. ولو إلى حين!! ، وحضرتك تعرف كيف استقتلت عائشة القذافي دفاعا عن صدام لأنه ينطق في نفس خط أبيها الأخضر الرهيب !!سيادة الرئيس..

أنا أحب الصراحة وهذا تاريخ ولن يبقى في نهاية المطاف السياسي غير وجه العراق الكريم، هاهو يلتقط أنفاسه (بعدما أمرضه البعث مرضا كنا نظن أن لاشفاء له) لكنه اليوم والحمد لله يعيش دور النقاهة، العراق وطن للجميع شرط أن يكفل للجميع (شيعيا كان أم سنيا أم كرديا أم كلدوآشوريا) نفس الحقوق والواجبات في دولة الدستور والقانون والمؤسسات، ولايهمني أن يكون الرئيس كرديا او شيعيا أو سنيا، شرط ان يكون عراقيا حميما لايفرط بحقوق شعبنا، والافراج عن برزان تفريط بحقوق الشعب العراقي تحت أي ذريعة كانت.
وبنفس المستوى الوطني المسؤول إذا كنت أتحدث بألم إنساني عن ضحايا صدام وبرزان من الشيعة في الجنوب وهم أهلي وعشيري : ابتداء من الحروب إلى المقابر الجماعية إلى السجون إلى النفي والتشريد وغيرها، فإنني وبنفس الألم الإنساني لايزيد ولاينقص، أحزن لشهداء الأنفال وحلبجه والبارزانيين وكل مظلوم كردي تم تعذيبه على أيدي برزان، ولي بينهم أصدقاء أعزاء منهم أخوات كرديات طيبات وإخوة، ولكل أخ تركماني أو أيزيدي أو من الشبك، فلافرق عندي بين عراقي وآخر.سيادة الرئيس..أنت سياسي وتعرف مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث والقضاء العادل أحد أركانها، وبرزان وبقية المجرمين، خرقوا القانون السياسي والناموس الطبيعي بتذويب الناس في أحواض التيزاب والاشراف على التعذيب والاغتصاب وغيرها، وبرزان اليوم في قفص الاتهام لنيل قصاص العراقيين العادل، فمن أعطاك الحق لتدعو إلى إخراجه من السجن بدواعي العلاج!؟ولماذا كل هذا الحنان والانسانية تجاه مجرم دموي ارتكب الفظائع في العراق!؟ كل ذلك يجدث في الوقت الذي نتطلع فيه إلى بناء دولة القانون والمؤسسات!؟، ومنصوص عليه في قانون إدارة الدولة والدستور أن القضاء مستقل..أي لايمكن لأي مسؤول في الدولة الجديدة أن يتدخل في قراراته وتوصياته: هل نعتبر هذه بادرة أولى في خرق القانون والدستور العراقي..ومن رئيس الجمهورية نفسه!!؟ولاشك أن محاكمة صدام وبقية المجرمين كانت هزلية، فليس فيها صدق محاكمة المهداوي في محاكمة رموز العهد الملكي أو قتلة الشهيد قاسم، ولاجدية محاكمة ميلوسوفيتش وفخامتها!!، فقد بدات بأفلام جوحي الصامتة وانتهت بأفلام رزكار الباهتة!، مع احترامي للرجلين وأثني على تهذيبهما الراقي لاسيما السيد رزكار محمد أمين، ولو أن الزمرة الهمجية لاتستحق كل هذا التهذيب!!، تأجلت المحكمة عدة مرات بدون مبرر، تلك التي انتظرها شعبنا بقصاص الضحايا العادل في التأريخ، وصرفت من أجلها الملايين وأشهر طويلة من التحضيرات!!، نعم كانت مضحكة ومؤلمة في نفس الوقت، واسمح لي بأن أسألك سيادة الرئيس : هل أن الخراب السياسي العراقي وماجره من خراب اجتماعي وصحي وثقافي أصبح ذا تأثير بالغ على كل تطبيقات الحكام العراقيين وأقوالهم وأفعالهم!؟، أم أن موضوعة التراجيكوميدي الشهيرة في المسرح العالمي، أصبحت جزءا لايتجزا من المشهد السياسي العراقي اليوم !!، فانتقلت عدواها إلى كل مفاصل الدولة ومؤسساتها وقراراتها، بمافيها محاكمة رموز أبشع نظام دموي في التأريخ!؟إسمح لي أن أوضح لك الأمر : فقد تجرأ صدام على القاضي والمدعي العام واستخف بهما وبالمحكمة، وكان الأجدر بالقاضي زجره في أكثر من موضع، لقد انشغل القاضي في جلسة المحاكمة الأولى بالبحث عن (التكنكر..أي الشخص المسؤول عن إدارة التقنيات!!) لغرض عرض فيلم عن جرائم البعثيين في قضاء الدجيل، فيما انشغل المدعي العام بالبحث عن القرص (أي السي دي) الذي يصور عمليات محاكمة أهالي الدجيل الشهداء يرحمهم الله جميعا، وكذلك حرق ممتلكاتهم وتجريف أراضيهم الزراعية، وكان الصوت القادم من المحاكمة إلى شاشات التلفزيون ضعيفا ومتقطعا وتلاشي أجزاء منه وهي مهمة، حتى بدا لي أن تركيب أدوات تضخيم الصوت في أحد الأعراس في مدينة الناصرية، أفضل بكثير من تقنيات المحكمة، فبأدوات كهربائية صوتية بدائية يعبر صوت المطرب الشعبي نهر الفرات وبكل وضوح إلى الصوب الثاني من المدينة!!
سيادة الرئيس..
لكم أشعر بالتعاسة عندما أفكر بأن أول حلقة بعد المحاكمة الهزلية هي إنفاذ برزان بدعوى مرض السرطان، لتأتي بقية السلسلة : فطارق عزيز مصاب بالسرطان ووكل أولاده في عمان العروبة محامين من طراز الحمارنة والخصاونة والطراونة حيث لايبخل عليهم أولاد عزيز بأموالنا المنهوبة في حوزتهم، ناهيك بعدد من المسيحيين المأجورين ممن يتوسطون لدى الحضرة البابوية، وإذا كانت ثمة شهادة دولية فلربما ينبري مذيع في السي أن أن ويدلي بشهادته مستقبلا أمام كاميرات العالم المتحضر : بأنه قابل المذكور وكان طيب القلب ويتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة!!، من جانبهم سينتخي الانكليز والأمريكيون نخوة يعربية لإطلاق سراحه!!، وتضيع دماء الشهداء وضحايا طارق عزيز وصدام وبرزان في أحواض التيزاب هكذا بدم بارد!!
سيادة الرئيس..لاأعرف إن كان العراق قويا أم ضعيفا، لكني أظن بأنه مايزال ضعيفا ويبدو أنني بإطلاق سراح المجرم برزان سأفقد الأمل بالعراق الجديد فعلا، ليس هذا حسب بل ستطيح مقولات المجتمع المدني وحقوق الانسان والمؤسسات والقضاء المستقل سيتدخل فيه السياسيون وأصحاب رؤوس الأموال والمشايخ وغيرهم، وتمسي كل أحلامنا حبرا على ورق أمام زحف المصطلح السياسي الذي عرفه العراقيون في القرن العشرين ((تيتي تيتي..مثل مارحتي إجيتي!!))إن العراق مايزال ضعيفا والدليل هوهذه الصفقات السياسية المشبوهة، فجلاد الأمس (مواطن!) ضحية اليوم، وحقوق الشعب العراقي تضرب عرض الحائط بوعود السياسة وأكاذيبها، ونعود إلى المربع الأول بعدما أمسكنا حاضرنا ومستقل وطننا بأيدينا أو نكاد!!من أين جاءك سيادة الرئيس كل هذا الحنان على المواطن برزان إسمح لي يعني!!ومئات الآلاف من العراقيين يشكون من أمراض السرطان، هل صرحت يوما ما أو أصدر مكتب رئاسة الجمهورية بيانا يدعو فيه إلى استقدام أطباء اختصاصيين بأمراض السرطان لمعالجة أبناء الشعب العراقي كما تفعل السعودية مثلا، فقد عشت في مدينة جدة وزرت الرياض وكانت الحكومة السعودية تستقدم ليس أطباء أجانب حسب، بل مستشفيات اختصاصية بأمراض السرطان لمعالجة مواطنيها!!، وهي دولة نظامها قروسطي ظلامي دموي لكن مواطنيها بالنسبة إليها من الدرجة الأولى، وهل جاءك حديث الإرهابي السعودي (مشعول الصفحة) الذي فشل في إحدى المفخخات في المسيب فاشتعلت في جسده النتن النيران، وقامت الحكومة العراقية مشكورة (ولأسباب إنسانية أيضا!!) وسلمته إلى السلطات السعودية!!؟لقد استقبل في الرياض استقبال الأبطال وزاره الأمراء في المستشفى وشدوا على يديه وسألوا عن احتياجاته وأهله واعتبروه بطلا وأقسم أنه سيتعالج في احسن المستشفيات في الولايات المتحدة أو أوروبا، إذا استعصى أمر علاجه في داخل السعودية!!هل تتوفر في مكتب رئاسة الجمهورية إحصاءات عن ضحايا اليورانيوم المنضب من الأطفال العراقيين!؟، هل أخبرك مستشاروك السياسيون والاعلاميون بأن حوالي 70 بالمئة من العراقيات اللواتي تزوجن حديثا في الولايات المتحدة وأوروبا أجهضن مرتين وثلاثة وأربعة بسبب اليورانيوم المنضب الذي استخدمته قوات التحالف ضد شعبنا في حرب الخليج الثانية!؟ومادام اللعب أصبح على المكشوف فهل تكتفي رئاسة الدولة والحكومة بمحاكمة الزمرة الفاشيةعن جرائم الدجيل فقط، دون المرور بضحايا حروب صدام والمقابر الجماعية وذبح الشيعة وأنفلة الأكراد ومأساة حلبجة وقتل أعداد من المعارضين السنة وغير ذلك كثيرا!؟والسلام عليكم
طارق حربي
أوسلو / النرويج
3.11.2005

هل مازال الكتاب خير جليس؟

دراسة جديدة: ماذا يقرأ العرب؟

منظمة غير حكومية تصدر دراسة شيقة حول سلوك القراءة في العالم العربي. نتائج الدراسة تظهر أن الكتب الدينية تتصدر قائمة الكتب المقروءة، تليها الترجمات. غياب التشجيع في المدارس ورداءة كتب الشبيبة أهم أسباب العزوف عن القراءة.

أشار تقرير التنمية البشرية العربي لعام 2003 والصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن العالم العربي تسوده حاجة كبيرة للتعليم. ولكن النقص ليس في الكتب والترجمات، فحسب بل ان ثقافة القراءة لدى العرب هي الأخرى في تردي، كما أشارت الدراسة المقدمة إلى معرض فرانكفورت للكتاب.

ومنذ سنوات طويلة تقوم "مؤسسة الصفحة القادمة"، وهي منظمة غير حكومية، بدعم الكثير من الترجمات والمنشورات الأدبية في أكثر من خمسة وثلاثين بلد. وبالتعاون مع منظمة تلاسا الألمانية في العاصمة الأردنية فقد تم إعداد دراسة جديدة عن سلوك القراءة في عشرة بلدان عربية، من خلال سؤال خمسة آلاف شخص قادر على القراءة.

ترى ناتاشا مولينس من "مؤسسة الصفحة اللاحقة" انه لا توجد أية معلومات عن سلوك القراءة في جميع أرجاء العالم العربي. وتضيف مولينس قائلة: "إن معلوماتنا هي معطيات واضحة للتنمية المعرفية في المنطقة." وتشدد على أهمية تقديم الدراسة للناشرين العرب للاستفادة منها وإجراء نقاش حولها.

يتناول الجزء الأول من الدراسة كل من مصر ولبنان والمغرب وتونس والسعودية. وسيقدم الجزء الثاني من الدراسة في كانون الثاني/يناير 2006، وهو يتناول كل من سوريا والأردن ومناطق السلطة الفلسطينية والجزائر واليمن.

لماذا العزوف عن القراءة؟

Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: ندوة عن ثقافة القراءة العربية عقدت في معرض فرانكفورت للكتابإن هدف الدراسة المستندة على أسس عملية هو الحصول على معلومات عن عادات القراءة وتصوراتها في العالم العربي. كما إنها تهدف إلى البحث في مجال عادات شراء الكتب والإجابة على تساؤل لماذا لا يقرأ أولئك الذين يمكنهم ذلك.

يوضح غريغور مايرينغ، مدير تلاسا انه من المفاجئ أن نجد أن بلداناً مثل تونس والمغرب ولبنان، التي تعد متطورة بشكل اكبر من بقية الدول العربية، قد حازت على 50 بالمائة فقط، محققة نسبة قليلة في عدد القراء. يضيف مايرينغ قائلاً "إنها لمفاجئة حقا فلبنان يعد منتج كبير للكتب والمطبوعات في العالم العربي." وفي السعودية ومصر نجد أن قرابة 90 بالمائة من القادرين على القراءة على العكس من ذلك، يطالعون الكتب باستمرار.

يطالع الكثير ممن يمكنهم القراءة الصحف والمجلات، أما الكتب فيقل الإقبال على قراءتها. صحيح إن مواضيع مثل الأدب والثقافة تجد إقبالاً، ولكن الاهتمام بالأدب لا يُترجم إلى القراءة. فالمسألة تبدو إذن متناقضة فالأشخاص الذين تم سؤالهم أثناء إعداد الدراسة أبدو اهتماماً اقل بالسياسة، ولكنهم على العكس من ذلك يقبلون على شراء الكتاب السياسي بشكل أفضل قياساً بالأنواع الأخرى من الكتب.

Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: الكتب الدينية في طليعة ما يقرأ العربتأخذ الكتب الدينية مكانة متقدمة جداً على قائمة الكتب المقروءة. كما أشارت الدراسة إلى أن هناك ثمة إقبال على قراءة الكتب التي تتناول الآداب الأجنبية المترجمة. فكثيرون ينظرون إليها على إنها أفضل من الجانب النوعي.

عند السؤال عن الكاتب المفضل او الكتاب المفضل أعطى 5000 شخص قرابة 4700 إجابة مختلفة. وكانت أعمال الكاتب خليل جبران هي الأكثر قراءة من قبل الكثيرين.

ما هي الحلول؟

Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: القراءة في الصغر اساس لديمومتها في الكبرترى الدراسة أن جانبا كبيرا من المشكلة يكمن في عدم تشجيع القراءة. فقد قال اغلب الذين لا يقرؤون أنهم حاولوا القراءة للمرة الأولى في المدرسة. ومع تركهم المدرسة فأن اهتمامهم بالكتاب ينتهي. وهي إشارة سلبية على دور الوالدين والمعلم والمدرسة، كما انه إشارة سيئة على نوعية الكتب المدرسية.

توجد هناك بعض البرامج لتشجيع ثقافة القراءة، وكذلك لدعم البرامج الأدبية ولكن لا توجد مبادرات في القطاع التربوي. ويقول مايرينغ عن هذا: "المسألة تتعلق بكتب الشبيبة. فيجب أن تُكتب وتُصور بشكل أكثر إمتاعا كي يستمر الطلاب بالقراءة حتى بعد المدرسة."

Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: قراءة جريدة عند انقطاع التيار الكهربائيربما سيتغير الموقف من القراءة مستقبلاً. فجملة "ليس لدي الوقت الكافي." كانت تشكل الجواب الأكثر استخداماً لعدد كبير من الذين تم سؤالهم. تتقدم المغرب قائمة الدول بنسبة 65 بالمائة في عدد الذين يرون أن القراءة "عملاً شاقاً."

دويتشه فيله

جائزة نوبل للآداب من نصيب البريطاني هارولد بينتر

الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بينتر يفوز بجائزة نوبل للآداب لهذا العام. لجنة الجائزة تعتبره أبرز ممثل للأدب الإنجليزي في نصف القرن الأخير ومسرحياته تكشف "المتاهات خلف الثرثرة اليومية" وتقتحم "غرف القمع المغلقة."

حصل الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بينتر اليوم الخميس على جائزة نوبل للآداب لعام 2005. وقالت الأكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة لدى إعلانها فوز بينتر بأهم جائزة في مجال الأدب بأنه أبرز ممثل للمسرح الدرامي الإنجليزي في النصف الثاني من القرن العشرين، لأنه "يكشف الهوة الكامنة خلف ثرثرة الحياة اليومية ويفرض دخول غرف القمع المغلقة." كما أضافت قائلة: "موقعه ككاتب ينتمي إلى الكلاسيكية الحديثة يظهر عبر استخدامه صفة استوحاها من اسمه، وأطلقها على الجو الخاص السائد في مسرحياته" وهي مسرحية "بينتريسك."

أعماله المسرحية
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: صورة قديمة للأديب البريطاني هارولد بينتر
وفي مقابلة سابقة معه قال المؤلف والمخرج المسرحي والممثل بينتر: "لقد كتبت تسع وعشرون مسرحية. أعتقد أن ذلك كافيا". بدايات الكاتب بينتر كانت في عام 1957 ككاتب مسرحي مع مسرحية "الغرفة" (ّذي روم)، ثم تلتها على الفور "النادل الأخرق" وفي الستة التالية " حفل عيد ميلاد. وحقق بينتر الشهرة العالمية من خلال مسرحية "الحارس" عام 1963. وقد سافرت مسرحيات بينتر إلى كل مكان في العالم وترجمت إلى لغات كثيرة وعرضت، ولازالت تعرض في أماكن كثيرة في العالم. كما فاز الكاتب الإنجليزي بعدة جوائز على أعماله ونشاطاته السياسية. ويأتي حصول بينتر على جائزة نوبل التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة (1.28 مليون دولار) بعد ثلاثة أيام من احتفاله ببلوغه سن الخامسة والسبعين. وفي هذا السياق يذكر أن الترجيحات كانت في اتجاه فوز الشاعر السوري المولد أدونيس (علي أحمد سعيد) بجائزة نوبل للآداب لهذا العام، كما كانت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار من الأسماء المرشحة للفوز بجائزة هذا العام.

بينتر: الناشط السياسي
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: ميدالية الفائز بجائزة نوبل
من جانبه برر رئيس الأكاديمية السويدية هوراسيه إنجدال، اختيار بينتر للجائزة بأنه تم بالإضافة إلى أعماله الأدبية، بناء على التزامه السياسي في أدبه ومسرحياته واهتماماته السياسية في الفترة الأخيرة. يذكر أن بينتر ذا التوجه اليساري يعد من اشد المعارضين للسياسة الأمريكية والبريطانية وبالذات في أفغانستان والعراق. كما أنه هاجم بشدة سياسة الرئيس جورج دبليو بوش وتوني بلير خاصة تجاه الحرب على العراق. وبالإضافة إلى ذلك انعكس نشاطه السياسي هذا على أعماله في فترة التسعينات، وهو ما ظهر جلياً في أعماله الأدبية: "النظام العالمي الجديد" و "من الرماد الى الرماد". ووفقاً لوصف أحد مترجمي أعماله، الفرنسي جان بافان، فإن بينتر "رجل عنيد" ومعارض "بشدة" للسياسة الأمريكية التي ينشط "ضد المبالغة فيها". ومن المعروف عن بينتر أنه تفرغ في الفترة الأخيرة للنشاط السياسي.

تقرير: عبده جميل المخلافي . دويتشه فيله

اورهان باموك: مواقف شجاعة وأدب رفيع

تسلم أورهان باموك، الذي يعد من أشهر كتاب الجيل الجديد في تركيا، جائزة السلام 2005 لاتحاد الناشرين الألمان. مُنح الكاتب الجائزة لأسلوبه الذي يمزج بين الأساليب الشرقية والغربية، إضافة إلى مواقفه الشجاعة بشأن الماضي التركي.

"يمنح اتحاد الناشرين الألمان جائزة السلام لعام 2005 للكاتب أورهان باموك." - هكذا أعلن المتحدث باسم الاتحاد في يوليو/تموز الماضي اسم الفائز بجائزة هذا العام والتي رفعت قيمتها المادية من 15 الى 25 الف يورو.

بذلك ينضم باموك إلى قائمة من الأسماء الكبيرة التي حظيت بهذا التكريم الذي يمنح للكتاب الذين يعملون على ترسيخ قيم السلام في أعمالهم. ومن الحاصلين على جائزة السلام الألمانية الفيلسوف يورغن هابرماس والروائي مارتين فالزر والكاتبة الجزائرية آسيا جبار والأمريكية سوزان سونتاغ الروائي البيرواني ماريو فارغاس يوسا.

وورد في أسباب منح جائزة هذا العام الى أورهان باموك: "بتكريم أورهان باموك نحتفي بكاتب اقتفى في أعماله الآثار التاريخية للغرب في الشرق، وآثار الشرق في الغرب. باموك قام بذلك على نحو لم ينجزه أي كاتب آخر في عصرنا. لقد أبدع باموك أعمالاً نجحت في جمع شمل أوروبا مع تركيا المسلمة"

موقف شجاع من الماضي

Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: الكاتب يلقي كلمته في الاحتفالويعتبر باموك المولود في اسطنبول عام 1952 من أشهر كتاب الجيل الجديد في تركيا، وقد ترجمت أعماله إلى ما يزيد عن 30 لغة، من بينها العربية. ومن أعماله: أسمي أحمر، والكتاب الأسود، والقلعة البيضاء، وأخيراً رواية "ثلج" التي اعتبرتها النيويورك تايمز أفضل رواية غير أمريكية في عام 2004.

ولأن جائزة السلام الألمانية ذات مغزى سياسي الى جانب قيمتها الأدبية، فقد أشارت لجنة منح الجائزة إلى موقف باموك الشجاع من الماضي التركي وصفحاته المظلمة. باموك كان قد صرح في مقابلة مع صحيفة "تاغيس أنتسايغر" السويسرية أنه تم قتل 30 ألف كردي في تركيا، ومليون من الأرمن. ولكن ليس لدى أحد الجرأة على ذكر ذلك."


هذه التصريحات أقامت الدنيا ولم تقعدها في تركيا، وأثارت حفيظة القومويين الذين مارسوا ضغطاً كبيراً على الرأي العام، استجابت له النيابة العامة ورفعت قضية ضد الكاتب بتهمة "تحقير الأمة التركية و"الإساءة إلى هويتها"، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن مدة ثلاثة أعوام.

بعض الصحف التركية اتهمت باموك في الأسابيع الماضية بأنه أدلى بمثل هذه التصريحات وعينه على لجنة جائزة نوبل. ويبدو أن الضغط الذي مورس على باموك كان قوياً إلى حد أنه أعلن في قناة السي إن إن التركية إنه لم يقل إن الأتراك قتلوا 30 ألف كردي ومليون من الأرمن، وإن كل ما أراده هو التحدث عن "تابو" لا يجرؤ أحد في تركيا على التحدث عنه.

ومن المتوقع أن يمثل باموك أمام القضاء في مسقط رأسه اسطنبول يوم السادس عشر من ديسمبر/كانون الأول. ولكن ليس من المتوقع بعد هذه التصريحات المتراجعة أن يحكم القضاء في تركيا الساعية إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على أشهر كتابها بالحبس، فمثل هذا الحكم سوف يُبعدها أميالاً عن أبواب النادي الأوروبي الذي تسعى الى دخوله.

تحذير من تجاهل يد تركيا الممددة إلى أوربا

Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: ضفاف البوسفور في مدينة اسطانبولفي كلمة الشكر التي ألقاها أورهان باموك في الـ باولس كيرشه في فرانكفورت، انتقد الكاتب التركي موقف بعض الساسة الألمان دون أن يسميهم، هؤلاء الساسة هاجموا خلال حملة الانتخابات البرلمانية الأخيرة انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروربي، لذلك اتهمهم باموك بالعزف على مشاعر كراهية الاتراك في المانيا حرصا على الحصول على أصوات الناخبين، محذرا أن يؤدي ذلك بدوره إلى اثارة النعرات القومية في تركيا.

يحذر أورهان باموك الاتحاد الأوروبي من تجاهل يد تركيا الممددة ناحيته. يقول باموك: "إن إثارة المشاعر المعادية لتركيا في أوروبا ستقود للأسف الى نشوء مناخ قوي معادٍ لأوروبا داخل تركيا." لذلك يحذر الاتحاد الأوروبي من تجاهل يد تركيا الممددة ناحيته، ويضيف:

"إن من يؤمن بالاتحاد الأوروربي، عليه أن يدرك أننا نواجه اختيارين: إما السلام أو القومية – هذا هو القرار الذي علينا أن نأخذه. أنا شخصيا مقتنع بأن السلام هي الفكرة الجوهرية التي يقوم عليها الاتحاد الأوروربي – وعلى أوروبا ألا تسمح برفض عرض السلام الحالي الذي تقدمه تركيا."

ويؤكد باموك حساسية موضوع الانضمام التركي الى أوروبا بالنسبة للأتراك. وهو في كلمته أشار إلى الآمال الكبيرة التي ملأت صدور الأتراك عندما طرقوا الباب الأوروبي، لكنه أعرب عن شعور عدد كبير من الأتراك من ان اوروبا تقطع لهم الوعود، ثم تنساهم، وفي آخر المطاف تزيد أوروبا من مطالبها تجاه أنقرة.

ويؤكد باموك على الفارق بين أن ينتقد المرء نقائص الدولة التركية في مجال الديمقراطية، وأن يرصد عيوبا في نظامها الاقتصادي، وبين أن يهين الثقافة التركية بأكلمها.

أدب ثري

Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: الشاعر والمترجم يواخيم زارتوريوس ألقى كلمة التكريم، وأشار فيها الى مواقف باموك السياسية الشجاعة، رغم ما يلاقيه من هجوم وانتقادات من جانب القوميين، مُذكراً أن باموك كان أول كاتب في العالم الإسلامي يدين الفتوى الخمينية الصادرة بإباحة دم الكاتب الهندي الأصل سلمان رشدي بعد صدور روايته المثيرة للجدل "آيات شيطانية".

كما ساند باموك الكاتب التركي ياشار كمال عندما رفعت ضده دعوى قضائية عام 1995. وأكد الشاعر الألماني يواخيم زارتوريوس في كلمته أن الأدب وحده هو الذي يستطيع ان يقدم صورة صادقة عن مجتمع ما. يقول زارتوريوس:

"من حسن حظنا البالغ أن يقدم لنا أدب أورهان باموك صورة عن بلاده الى العالم. فهذا الأدب يتميز بالثراء غير المحدود، كما أن الآخرين الذين يتحدثون عن تركيا لا يبغون إلا الوصول إلى مصالح معينة، سواء كانوا من الساسة أو من رجال الجيش أو من المؤرخين. إن الكاتب هو الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يخلق بيينا وبين ذلك البلد روابط ألفة."

وقال زارتوريوس إن من يقرأ روايات باموك يتعرف على تركيا ويفهم ذلك البلد، تماما كما يفهم المرء روسيا القيصرية لدى قراءته روايات دستوفسكي، وكما يفهم العقلية الفرنسية عند اطلاعه على روايات بالزاك او فلوبير.

وأضاف زارتوريوس أن النظرة السطحية الأولى قد تعطي انطباعا بأن اعمال باموك واقعية منبثقة من التقاليد الأدبية الأوروبية. إلا أن هذه الأعمال في الحقيقة قد هضمت كل التيارات الأدبية الفائتة وتمزج على نحو رائع الأساليب الشرقية بالغربية.

بقلم سمير جريس
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2005

عندما يمتدح الرئيس الذكوري

إذا كان الرئيس تابو مباكي يكرس الكثير من الجهد والطاقة لاستعادة السلام في مناطق إفريقيا التي مزقتها الحرب، فان نقطة ضعفه تكمن في المسائل الجنسية ومسألة "العرق". ليس فقط لان السيد مبكي اعتاد التهجم على من يحاول السجال في النسبة المرتفعة للأيدز والاغتصاب في إفريقيا الجنوبية بل بسبب ما اشتهر به من آراء غريبة حول فيروس فقدان المناعة [1].

في تشرين الأول/أكتوبر 2004، هاجم من يستنكرون الاعتداءات الجنسية في إفريقيا الجنوبية معتبرا أن دوافعهم "عنصرية". والاتهام يطال المديرة المساعدة لبرنامج الأمم المتحدة للأيدز، السيدة كاتلين كرافيرو لأنها كتبت في احد التقارير: "ليس في مقدور غالبية النساء والفتيات في إفريقيا وآسيا الامتناع (عن العلاقات الجنسية) إذا شاؤا. فالنساء ضحايا العنف ليسوا في وضع يمكنهم من التفاوض حول أي شيء من الإخلاص الزوجي إلى الواقي الذكري". أما تعليق السيد مبكي على هذا المقطع فكان: "الفكرة تشير بوضوح إلى أننا نحن الرجال الأفارقة (والآسيويين) نوع من القاهرين الجنسيين العنيفين".

وقد تلا ذلك سجال حاد في البرلمان اتهم مبكي خلاله احد الصحافيين البيض بوصف الرجال السود كأنهم "وحوش جنس منفلتين وغير قادرين على السيطرة على غرائزهم والبقاء مجموعي الأرجل لا يقفلون فتحة سروالهم". وفي اليوم التالي، في الرسالة العرضة للانتقاد التي ينشرها أسبوعيا على موقع الانترنيت الخاص بحزب المؤتمر الوطني، أقر بأن الكاتب المشهّر به هو في الواقع "أفرو أميركي، أستاذ محاضر في جامعة ماساشوستس في دارتموث وهو الدكتور ادوارد رايمز".

وجاءه الجواب القارص من المناضلة الملتزمة الدفاع عن حقوق الإنسان، السيدة رودا كادالي: "آن الأوان لنا ربما، نحن النساء السود إعلام الرئيس أن غالبية الرجال يسيئون معاملة النساء السود وهذا ما تؤكده الإثباتات الدامغة حول العنف المنزلي وعدم دفع المساعدات الغذائية والاعتداءات الجنسية وهذا ما تنظر فيه المحاكم يوميا. آن الأوان ربما كي نقول للرئيس أن الاستقلال الجنسي للنساء وهم وان الـ"لا" ليست جوابا لان العديد من الرجال يعتبرون النساء ملكهم. آن الأوان ربما أن نقول انه إذا كانت الفتيات المصابات بالأيدز اكبر عددا من الرجال فلان هؤلاء يمارسون الجنس مع أكثر من امرأة ويرفضون استخدام الواقي(...) السود يغتصبون ليس لأنهم سود بل لان غالبية الرجال في هذه البلاد هم من السود".

بعد شهر، خرج السيد مبكي من جديد عن طوره، هذه المرة بسبب تصريح علني للأسقف ديسموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام. "التملق في أحسن أحواله (داخل حزب المؤتمر الوطني) وكنت أفضل المشاركة في نقاش أكثر انفتاحا مثلا حول آراء رئيسه في الأيدز وفيروس VIH". في نهاية كانون الثاني/يناير 2005، احتدم النقاش إلى درجة أن صحيفة "Mail ang Guardian" اليسارية الميول كتبت آن حزب المؤتمر الوطني ذهب في "هجوم سام لكنه فكريا متخلف ضد توتو (...) والطرح الأساسي (...) هو أن توتو وغيره من الرموز لم تذكر أسماءهم (والمقصود نلسون مانديلا ولو لم يرد اسمه) هم صنيعة "النخبة" البيضاء بمساعدة بعض صناع الرأي من السود(...) بعد عشر سنوات في السلطة وحصوله على غالبية متزايدة، يكبر حزب المؤتمر من خلال إشاعة التفكير الضيق. والمفارقة أن الحزب لم يعد يتمتع بنفس الثقة بحكمه كما في الماضي".

--------------------------------------------------------
[1] بعد أن أعلن في أيلول/سبتمبر 2000 انه لا يفهم كيف "أن فيروسا لا يمكن أن يتسبب بعارض مرضي". وقد دعا السيد مبكي إلى انعقاد لجنة دولية تجمع اختصاصيين وعلماء معروفين وباحثين "منشقين". إذا كان الرئيس الإفريقي الجنوبي توقف منذ ذلك الحين عن إبداء آراءه علنا، فان وزيرة الصحة في حكومته، السيدة نانتو تشابالالا - مسيمانغ قد أخذت جانب الدجالين الذين يزعمون شفاء الأيدز بنظام مناسب على قاعدة الفيتامينات.

"إضراب الجوع" في عيون أحزاب المعارضة "أسلوب غير مثمر وتصعيد في غير محله"

"إضراب الجوع" في عيون أحزاب المعارضة "أسلوب غير مثمر وتصعيد في غير محله"

(صحيفة الشروق 02/11/2005) --- عبر الأمناء العامون لأحزاب المعارضة في تونس عن موقفهم الواضح بشأن قيام بعض الوجوه بـ"إضراب عن الطعام" على خلفية مطالب مرفوعة وصفها الأمناء العامون لأحزاب المعارضة بالغامضة و"الملفقة".

موقف الأمناء العامين لأحزاب المعارضة جاء متطابقا من حيث التنديد بالاستقواء بالأجنبي واللجوء إلى ما أسموه "بنضال السفارات" في إشارة للجوء المضربين عن الطعام إلى عدد من السفارات الأجنبية وتقديم مطالبهم إليها..

وبوضوح كبير قال السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب لوحدة الشعبية «أن حزبنا يرفض التعامل مع من يدعي احتكار الحركة الديمقراطية، كما نرفض بشكل مطلق "نضال السفارات" والاستقواء على الأجنبي للنيل من الوطن».

وأضاف «إننا في حزب الوحدة الشعبية نرفض الأساليب الاحتجاجية القصوى لأنها تغلق باب الحوار وهي أساليب غير مثمرة وغير مجدية ونحن نؤمن بالتدرج في الإصلاح والسعي إلى الحفاظ على المكاسب».

وكان حزب الوحدة الشعبية قد أصدر بيانا بعد اجتماع مكتبه السياسي أكد فيه على تمسكه بالحوار وبضرورة مواصلة الإصلاح السياسي مشددا على رفضه الاستقواء بالأطراف الأجنبية و للجوء إلى إضرابات الجوع والاعتصامات وغيرها باعتبارها ممارسات غير مجدية.

ومن جهته أكد السيد احمد الأينوبلي الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي تمسك حزبه بـ" ثوابته وخياراته في الديمقراطية والوحدة العربية" مضيفا أن الديمقراطية هي مطلب أساسي بالنسبة لحزبه الذي يتشبث باستقلالية القرار الوطني ويدعم ذلك بقوة.

وأضاف «إن حزبنا كما يتمسك باستقلال تونس فهو يتمسك بمطلبه الرئيسي وهو وحدة الأمة العربية».

وقال الأينوبلي «نرفض بكل قوة كل المتعاونين والمتخاذلين مع الجهات الأجنبية وكل الذين لهم أغراض سيئة ودنيئة مع شعبنا وامتنا ونعتبر أن أي تقدم أو تطوير للحياة السياسية لا يمكن إلا أن يمر عبر حوار داخلي وطني دون استقواء بالأجنبي أو تلقي تعليمات من السفارات.

وأضاف " نحن نعتبر أن محاولة القيام بتحركات استفزازية في الوقت الراهن لا سيما مع اقتراب موعد انعقاد قمة مجتمع المعلومات التي تعد مكسبا لشعبنا ولتونس، الغرض منه المزايدة الرخيصة وتنفيذ الأجندة الأجنبية ويتضح ذلك جليا من خلال غموض المطالب».

وقال" أن تطوير الحياة الديمقراطية هو مسعى متواصل وليس حكرا على أحد وخاصة أولائك الذين يسعون إلى التوظيف الرخيص والمشبوه للأحداث."

موقف السيد إسماعيل بولحية الأمين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين كان متطابقا مع موقف باقي الأحزاب الأخرى حيث أكد أن" تونس هي أرض الحوار تتسع لكل أبنائها ولكل آرائهم وهي بلد التعقل والحكمة ولا تتلاءم مع صيغ مثل ما نشاهده الآن من لجوء إلى إضراب عن الطعام للتعبير عن قيم يشترك فيها الجميع وليست حكرا على أحد مثل المحافظة على رابطة حقوق الإنسان كمكسب وطني وتطوير قطاع الإعلام وتوسيع مظاهر المشاركة الشعبية. وأن المواقف والتحركات الانتهازية خاصة في مثل هذه المناسبة وهي مناسبة انعقاد قمة المعلومات التي من المفروض أن يساهم الجميع في إنجاحها مهما اختلفت آرائهم معتمدين على الذات وفي إطار رفض كل أشكال التدخل الخارجي."
العدد الجديد من مجلة"الحياة الثقافية" يحتفي باحتضان تونس لقمة مجتمع المعلومات

صدر العدد الجديد من مجلة «الحياة الثقافية» لشهر نوفمبر 2005 ثريا بمواضيع قيمة تمثلت بالخصوص في دراسات بمناسبة احتضان تونس للمرحلة الثانية من القمة العالمية حول مجتمع المعلومات واخرى راوحت بين التراث والتاريخ والادب.

وجاء في افتتاحية هذا العدد ان تونس ستكون محط انظار العالم بمناسبة هذه القمة وهو حدث تاريخي كبير يوءشر على المنزلة الاعتبارية العالية التي تحظى بها بلادنا دوليا في كل المجالات .

وفي هذا الاطار وإسهاما منها في توضيح بعض القضايا النظرية والعلمية المتصلة بتكنولوجيا الاتصال والمعلومات اوردت المجلة في صفحاتها الاولى عدة دراسات تتمحور حول مجتمع المعلومات من ضمنها"الفجوة الرقمية ورهانات التنمية: قراءة سوسيولوجية في الانموذج التونسي" و"تكنولوجيا المعلومات ودورها في النهوض بالتشغيل" و"الديمقراطية المعرفية: العوائق والفرص المتاحة" و"العولمة والثروة المعلوماتية والقيم الدينية.

وفي ركن تراث وتاريخ تضمن هذا العدد بالخصوص بحثا قيما بعنوان «مسرحة المشهد التراثي واثراوءه :التجربة التونسية انموذجا" والذي ابرز فيه صاحبه بالكلمة والصورة ان الحفاظ على التراث المعماري يمثل قيمة حضارية تسعى كل المجتمعات للعمل من اجل تطويره وتحديث طرق تقديمه وعرضه والتعريف به حتى يصبح مادة مستساغة قريبة من وجدان وفكر كل المشتغلين والمهتمين به.

اما الجانب الادبي من المجلة فاشتمل على تراجم وقصائد وقصص وقراءات نقدية لعدة روايات ودواوين شعرية في حين اهتمت «مكتبة الحياة الثقافية» بالكتاب الجديد للناقد والباحث الجامعي خالد الغريبي «الشعر التونسي المعاصر بين التجريب والتشكل» .

كما تم في هذا الركن تسليط الضوء على مجموعة من القصص العربية المترجمة الى اللغة الانجليزية وكذلك على الرواية الجديدة للكاتب حسنين بن عمو والمستقاة من كتابه"باب الفلة" والديوان الجديد للشاعر التونسي سالم المساهلي والذى يحمل عنوان «حديث البلاد» .

20 Exchange Place 33

(image placeholder)
المركز الدولي للعدالة الانتقالية
20 Exchange Place, 33rd Floor, New York, NY 10005
Tel: (917) 438-9300, Fax: (212) 509-6036

بيان صحفي (للنشر فوراً)
للحصول على مزيد من المعلومات يرجى الاتصال بـ: سوزان جريجو (Suzana Grego)
مديرة قسم الاتصالات بالمركز الدولي للعدالة الانتقالية
رقم الهاتف: +1 917 703 1106
البريد الإلكتروني: sgrego@ictj.org
تأجيل محاكمة صدام يزيد من احتمال إجراء محاكمة عادلة
على المحكمة العراقية اغتنام الفرصة لمعالجة بواعث القلق
بغداد/نيويورك، 19 أكتوبر/تشرين الأول 2005 – قال المركز الدولي للعدالة الانتقالية إن القرار الذي اتخذته المحكمة العراقية الجنائية العليا اليوم بتأجيل محاكمة صدام حسين وسبعة من المتهمين معه في نفس القضية حتى 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2005 يتيح الوقت الذي تحتاجه المحكمة والدفاع أشد الاحتياج للإعداد للمحاكمة؛ وقد يتعين على المحكمة النظر في التأجيل مرات أخرى ضمانا لعدالة وحياد الإجراءات القضائية.
وقالت ميراندا سيسونز، رئيسة برنامج العراق في المركز الدولي للعدالة الانتقالية والموفدة من المركز لمراقبة المحاكمة في بغداد "إن الأسلوب المهني الذي تعامل به قضاة المحكمة مع محامي الدفاع في جلسة اليوم يبعث على التفاؤل، وقرار التأجيل هو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، إذ إنه يتيح للمحكمة العراقية الفرصة للتصدي على نحو مباشر لما أثير من بواعث القلق بشأن قدرتها على إجراء محاكمة عادلة تحت مظلة مستقلة وشرعية، ولاتخاذ إجراءات ملموسة حيال بعض الجوانب الأخرى الحاسمة مثل مخاطبة الجماهير وحماية الشهود".
وأشار مراقبو المركز الدولي للعدالة الانتقالية إلى أن الترتيبات الأمنية التي اتخذت في أول أيام المحاكمة لم تترك لأقارب المتهمين سوى حيز محدود في قاعة المحكمة – إن كانت قد تركت لهم أي حيز على الإطلاق؛ كما تسببت أحياناً في عدم تمكن المراقبين الجالسين خلف حاجز زجاجي من سماع الوقائع التي تدور في القاعة.

وقد طرح محامي الدفاع وبعض المتهمين ثلاثة تحديات رئيسية في جلسة اليوم، ألا وهي عدم كفاية الوقت المتاح لمحامي الدفاع لدراسة الملف الأخير للقضية وإعداد المرافعة، وعدم توافر الفرصة الكافية أمام المحامين للاتصال بموكليهم، إلى جانب بواعث القلق المتعلقة بشرعية المحكمة وصلاحيتها.
ومن ثم فإن المركز الدولي للعدالة الانتقالية يحث المحكمة على الاستفادة من تأجيل المحاكمة للتصدي بصورة وافية لهذه التحديات الخطيرة وغيرها.
ولمعالجة بواعث القلق المتعلقة بحقوق الدفاع، يجب على المحكمة مراعاة ما يلي:
  • إتاحة الوقت الكافي للدفاع لفحص الأدلة وإعداد المرافعة.

  • إتاحة الفرصة الكافية لمحامي الدفاع للاتصال بالمتهمين.

  • توضيح المسائل الإجرائية التي لا زالت غير واضحة أو غير محسومة، مثل عدم وجود قواعد محددة تحكم الكشف عن المعلومات والوثائق.

  • اتخاذ قرار يقضي بعدم جواز الأخذ بأي أقوال للمتهمين دليلاً ضدهم إذا كان قد تم الحصول عليها دون إبلاغهم بكافة الحقوق التي يكفلها لهم القانون، وبغير حضور محامي الدفاع.
ولمعالجة بواعث القلق المتعلقة بشرعية المحكمة وصلاحيتها، يجب على المحكمة مراعاة ما يلي:
  • ضمان التزام الإجراءات القضائية التزاماً صارماً بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة، وخصوصاً مراعاة حقوق المتهمين والسماح للدفاع بالترافع كما ينبغي.

  • استخدام برامج فعالة للإعلام ومخاطبة الجماهير ضماناً لشفافية وقائع المحاكمة وتيسر متابعتها وفهمها من جانب الشعب العراقي عموماً.

  • توفير الحماية الكافية والدعم الكافي للضحايا والشهود، بما في ذلك وضع برنامج كامل لحماية الشهود وتوطينهم في مناطق أخرى.
وقالت سيسونز "على السياسيين أن يكفوا فورا عن محاولاتهم المتواصلة للتلاعب بهذه المحاكمات من أجل تحقيق مآرب سياسية؛ فإن لم يكن بالمستطاع حماية القضاة من التهديد بالعزل أو من التدخل السياسي في عملهم، فسوف يشكل ذلك مساسا خطيرا بسلامة هذه المحاكمات".
ومن المرجح أن يكون للمحاكمات أثرها على السياسة والتنمية العراقية، وكذلك على الشعب العراقي، سواء في المدى القريب أو البعيد. وقد أشار العديد من العراقيين الذين كانوا موجودين في قاعة المحكمة إلى التباين الحاد بين إجراءات هذه المحاكمة وخبراتهم الشخصية في ظل النظام السابق، حيث روت إحداهم وقائع محاكمتها التي جرت خلف أبواب مغلقة في غرفة مظلمة ليس فيها إلا قاضٍ، ولم تستغرق وقائعها سوى خمس دقائق، ثم حكم القاضي عليها بالسجن 20 عاماً أو بالإعدام.
ويمثل بدء محاكمة صدام حسين والمتهمين معه بداية لأهم الجهود المحلية وأكثرها طموحا في العقود الأخيرة لتقديم مرتكبي الجرائم الجماعية إلى العدالة. وإذا أجريت هذه المحاكمة بصورة عادلة، فمن الممكن أن تسهم لا في تحقيق قدر من العدالة والكشف عن الحقيقة فحسب، بل أيضاً في مساعدة العراق على الخروج من تاريخ مفعم بالعنف الشديد والانتهاكات الفادحة، وذلك بإظهار أن الجناة ليسوا فوق القانون، ولكن لا بد من معاملتهم وفقاً للمعايير المعترف بها دولياً. والأمر الآن بيد المحكمة، فعليها خلال الأسابيع القادمة أن تضمن لإجراءاتها العدالة والشفافية والارتفاع فوق مستوى الشبهات.
تقارير ومصادر المركز الدولي للعدالة الانتقالية
للاطلاع على تقرير الإحاطة الصادر عن المركز الدولي للعدالة الانتقالية عن "إنشاء المحكمة العراقية الجنائية العليا وأولى محاكماتها"، الذي نُشر في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2005، يُرجى الرجوع إلى الموقع التالي على الإنترنت:
http://www.ictj.org/downloads/iraq.briefist.pdf
ويلقي هذا التقرير نظرة عامة على إنشاء المحكمة وتطورها وأهم التحديات التي تواجهها والتوصيات التي تعينها على المضي قدماً في النهوض بوظيفتها.
وللاطلاع على وثائق مرجعية بخصوص المحكمة العراقية، يُرجى الرجوع إلى الموقع التالي: www.ictj.org
ويمكن الاطلاع على تقرير مسحي أصدره المركز الدولي للعدالة الانتقالية في مايو/أيار 2004 بعنوان "أصوات عراقية: مواقف من العدالة الانتقالية وإعادة البناء الاجتماعي" على الموقع التالي:
http://www.ictj.org/downloads/IraqDesigned.pdf
نبذة عن المركز الدولي للعدالة الانتقالية
يقوم المركز الدولي للعدالة الانتقالية بتقديم المساعدة للدول التي تسعى لمحاسبة مقترفي الفظائع الجماعية أو انتهاكات حقوق الإنسان؛ ويعمل المركز في مجتمعات خرجت لتوها من براثن الحكم القمعي أو الصراع المسلح، كما يعمل في دول ذات أنظمة ديمقراطية راسخة لا تزال توجد بها مظالم تاريخية أو انتهاكات عامة لم تتم معالجتها بعد. ويقدم المركز معلومات مقارنة، وتحليلات للقوانين والسياسات، ووثائق، وبحوثاً استراتيجية للمؤسسات المعنية بتحقيق العدالة وتحري الحقيقة، والمنظمات غير الحكومية، والحكومات، وغيرها. ويساعد المركز الدولي للعدالة الانتقالية في وضع استراتيجيات لتحقيق العدالة خلال المراحل الانتقالية، شاملة خمسة عناصر رئيسية: تقديم الجناة للمحاكمة، وتوثيق الانتهاكات من خلال وسائل غير قضائية، مثل لجان تحري الحقيقة، وإصلاح المؤسسات التي تنتهك حقوق الإنسان، وتقديم تعويضات للضحايا، وتعزيز المصالحة. ويكرس المركز جهوده لبناء القدرات المحلية، ودعم مجال العدالة الانتقالية الناشئ بوجه عام، والتعاون الوثيق مع المنظمات والخبراء في شتى أنحاء العالم من أجل تحقيق ذلك.
المركز الدولي للعدالة الانتقالية
http://www.ictj.org

أخبار العدالة الانتقالية
15 أكتوبر/تشرين الأول 2005

عناوين الأنباء
البوسنة والهرسك: مجموعة العمل تحدد أسماء أكثر من 17.000 مسؤولين عن مذبحة سربرينيكا
تشاد: ممارسة الضغط من أجل ترحيل (حابري)
كولومبيا: المحكمة تقرر منع تعويضات لضحايا مذبحة 1997
جمهورية الكونغو الديموقراطية: العثور على مقابر جماعية والاشتباه في الجيش الرواندي بالقتل
رواندا: المدير السابق لمحطة إذاعة رواندا ينكر أنه مذنب
الصرب ومونتنغرو: اتهام وحدة "العقارب" بارتكاب مذبحة سربرينيكا
سيراليون: نقص الموارد المالية لدى المحكمة الخاصة
أوغندا: المحكمة الجنائية الدولية تصدر إداناتها الأولى
العدالة الدولية: محكمة أسبانية تؤيد مبدأ الاختصاص الدولي
منصب شاغر لدى المركز الدولي للعدالة الانتقالية

البوسنة والهرسك
مجموعة العمل تحدد أسماء أكثر من 17.000 مسؤولين عن مذبحة سربرينيكا
5 أكتوبر/تشرين الأول 2005
صرحت مجموعة العمل الخاصة التابعة للحكومة الصربية في البوسنة أن أكثر من 19.000 شخص قد اشتركوا بطريق مباشر أو غير مباشر في ارتكاب مذبحة سربرينيكا التي قتل فيها حوالي 8000 من الرجال والأولاد المسلمين. وقد حددت المجموعة أسماء أكثر من 17.000 ولكنها لم تعلن أسماءهم بل سوف تقوم بتسليمها إلى مكتب الادعاء الحكومي لمراجعتها وللنظر في إقامة الدعوى. وقال مكتب الادعاء إنه بعد مراجعة التقرير سوف يعطي أولوية خاصة لكل من يشغل وظيفة رسمية ممن وردت أسماؤهم، أو يعمل في جهاز إنفاذ القانون أو في الهيئة القضائية.
انظر: BBC: إعداد قائمة بأسماء المتهمين في مذبحة سربرينيكا
New York Times: احتمال إقامة الدعوى على مزيد من المشتركين في مذبحة سربرينيكا
AP: مجموعة عمل تحدد أسماء المشتركين في مذبحة سربرينيكا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تشاد
ممارسة الضغط من أجل ترحيل (حابري)
7 أكتوبر/تشرين الأول 2005
أصدر قاضي بلجيكي أمراَ باعتقال وترحيل دكتاتور تشاد السابق (حسين حابري) بشأن اتهامات تتعلق بأعمال التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان ارتكبت أثناء حكمه بين 1982 و 1990. ويعيش (حابري) الآن بالمنفى في السنغال، وكانت محكمة سنغالية قررت أنه لا يجوز محاكمته في السنغال. وتقوم مجموعات حقوق الإنسان حالياً بممارسة ضغط على السنغال للسماح بترحيله إلى بلجيكا التي لديها قانون اختصاص دولي يسمح بمحاكمة غير البلجيكيين أمام محاكمها.
انظر: Reuters: (منظمة مراقبة حقوق الإنسان): إدانة دكتاتور تشاد السابق في بلجيكا
Reuters: محكمة بلجيكية تطالب بترحيل الدكتاتور السابق حابري
(Kenya) The Standard: حاكم تشاد السابق ينكر ارتكاب انتهاكات
Reuters: ممارسة ضغط على السنغال لترحيل حاكم تشاد السابق
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كولومبيا
المحكمة تقرر منح تعويضات لضحايا مذبحة 1997
13 أكتوبر/تشرين الأول 2005
أصدرت محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان أمرها إلى حكومة كولومبيا بدفع تعويضات إلى كل أسرة من أسر ضحايا مذبحة 1997 في قرية (مابيريبان) قدرها مليون دولار أمريكي كتعويض مادي و 2.6 مليون دولار كتعويض جزائي. ففي عام 1997 قامت قوات يمينية شبه عسكرية بقتل عشرات من سكان القرية غير المسلحين لاتهامهم بالتعاطف مع اليساريين. وقد قضت المحكمة بمسئولية الحكومة لتقصيرها في إرسال قوات لمنع إراقة الدماء. وعلى صعيد آخر كونت الحكومة لجنة للتعويض والمصالحة وذلك لمساعدة ضحايا الحرب الأهلية. وهذه اللجنة جزء من اتفاق سلمي يقضي بتسريح الجهاز اليميني شبه العسكري، وإدماج المحاربين القدماء في المجتمع وتقديم تعويضات للضحايا.
انظر: AP: كولومبيا تكون لجنة لتعويض ضحايا الحرب
AP: توجيه الأمر إلى كولومبيا بدفع تعويضات لضحايا المذبحة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جمهورية الكونغو الديموقراطية
العثور على مقابر جماعية والاشتباه في الجيش الرواندي بالقتل
7 أكتوبر/تشرين الأول 2005
عثرت إحدى الكتائب التابعة لجيش جمهورية الكونغو الديمقراطية على ثلاث مقابر جماعية في الجزء الشرقي من البلاد. وقال متحدث باسم الجيش إن الضحايا هم من قبائل الهوتو الذين قتلهم جيش رواندا في 1996. ولكن حكومة رواندا أنكرت ذلك. وقد بدأ مسؤولو الأمم المتحدة في مباشرة التحقيق بالمنطقة، وهم يتوقعون العثور على المزيد من المقابر الجماعية عندما يتوفر لدى السكان المدنيين مزيد من الثقة ويتمكنون من التحدث عن أعمال العنف التي وقعت خلال سنوات التسعينيات.
انظر: AFP: العثور على مقابر جماعية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية
The New Times: رواندا تنكر مزاعم تتعلق بالمقابر الجماعية في جمهورية الكونغو الديمقراطية
SABC News: الأمم المتحدة تفتش عن مقابر جماعية جديدة في الكونغو
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
رواندا
المدير السابق لمحطة إذاعة رواندا ينكر أنه مذنب
3 أكتوبر/تشرين الأول 2005
أقر (جوزيف سيروجندو) المدير الفني السابق لمحطة إذاعة رواندا، والقائد السابق للميليشيا، أمام المحكمة الجنائية الدولية المختصة برواندا، أنه غير مذنب بارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية. وكانت محطة الإذاعة المذكورة أداة رئيسية استخدمها الزعماء لتشجيع الهوتو على قتل التوتسي وكذلك الأفراد المتهاودين من الهوتو. ولم يحدد بعد موعد لعقد المحاكمة.
انظر: ABC: مواطن رواندي يدفع ببراءته من الإبادة الجماعية
Reuters: مسؤول عن الإذاعة ينكر أنه مذنب في موضوع الإبادة الجماعية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الصرب ومونتنغزو
اتهام وحدة "العقارب" بارتكاب مذبحة سربرينيكا
10 أكتوبر/تشرين الأول 2005
اتهمت محكمة صربية خمسة من رجال الشرطة السابقين في الصرب التابعين لوحدة "العقارب" ذات السمعة السيئة بارتكاب أعمال القتل. وقد ظهر أولئك الخمسة في تسجيل فيديو يتعلق بمذبحة سربرينيكا التي راح ضحيتها رجال وأولاد مسلمون في عام 1995. وهذا التسجيل يصور تلك المذبحة الوحشية. وهذه هي أول محاكمة تعقد في الصرب بشأن مذبحة سربرينيكا.
انظر: Reuters: الصرب تتهم خمسة رجال باشتراكهم في مذبحة سربرينيكا
BBC: توجيه الاتهام إلى "رجال الفيديو" بارتكاب جريمة القتل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
سيراليون
نقص الموارد المالية لدى المحكمة الخاصة
7 أكتوبر/تشرين الأول 2005
صرحت المحكمة الخاصة في سيراليون أنها ستعاني نقصاً في مواردها المالية وذلك ما لم تتبرع لها الدول المانحة بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي. وكانت المحكمة تعتمد على موارد تطوعت بها الدول بين 2002 و 2004. وفي عام 2005 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تخصيص 33 مليون دولار. وسوف تعتمد الحكومة في العام القادم 2006 على تبرعات الدول، وقد تعهدت بعض الدول بتقديم 9 مليون دولار.
انظر: Mail & Guardian: محكمة سيراليون تعاني نقصاً في أموالها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أوغندا
المحكمة الجنائية الدولية تصدر إداناتها الأولى
10 أكتوبر/تشرين الأول 2005
أعلنت حكومة أوغندا أن المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت إداناتها الأولى ضد أفراد مجموعة ثورية أوغندية تدعو نفسها (جيش المقاومة الإلهية) وهذه هي الاتهامات الأولى من جانب المحكمة الجنائية الدولية. وقد حضت حكومة أوغندا السلطات السودانية على اعتقال زعيم جيش المقاومة الإلهية (جوزيف كوني). الذي يعتقد أن له قاعدة في السودان
انظر: New York Times: أوغندا تطلب من السودان اعتقال زعيم الثوار
Reuters: المحكمة الدولية تصدر إدانتها في الدعوى الأولى ضد مجموعة ثورية أوغندية
AP: مسؤول بالأمم المتحدة صرح بأن أوغندا أصدرت أوامر القبض
CNN: أوغندا تذكر أسماء زعماء الثوار المطلوبين
انظر أيضاً: المركز الدولي للعدالة الانتقالية": إدانة زعماء أوغندا الثوريين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
العدالة الدولية
محكمة أسبانية تؤيد الاختصاص القضائي الدولي
7 أكتوبر/تشرين الأول 2005
قررت المحكمة الدستورية في أسبانيا، وهي أعلى محكمة بها، أن الهيئة القضائية في أسبانيا لها سلطة النظر في دعاوى الإبادة الجماعية وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، حتى ولو كانت هذه الجرائم قد ارتكبت خارج أسبانيا ودون اشتراك مواطنين أسبان بها. وقد جاء هذا القرار على أثر نداء وجهته السيدة (روبرتا منشو) الحائزة على جائزة نوبل للسلام تطالب فيه بالنظر في الانتهاكات التي ارتكبتها القوات العسكرية ضد أهالي القرى في سنوات السبعينات والثمانينات. وقد سبق للمحاكم الأسبانية أن نظرت دعاوى دولية أخرى ولكنها تتعلق بضحايا من الأسبان.
انظر: AFP: أسبانيا تؤكد حقها في نظر جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت خارج البلاد
International News Alliance: المحكمة تعطي القضاء الأسباني حق محاكمة دعاوى الإبادة الجماعية المرتكبة خارج البلاد
BBC: أسبانيا قد تنظر في دعاوى الانتهاكات المرتكبة في غواتيمالا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
منصب شاغر لدى المركز الدولي للعدالة الانتقالية
المركز الدولي للعدالة الانتقالية يرحب بطلبات التقدم لشغل منصب مدير مكتب المركز في بروكسل عاصمة بلجيكا. وللمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى الموقع الالكتروني http://www.ictj.org ثم النقر على مفتاح Openings at the ictj
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المحرر: باتريك جي بيرس
(باتريك جي بيرس يعمل مستشاراً بالمركز الدولي للعدالة الانتقالية)
هذه النشرة الإخبارية نصف شهرية تقدم موجزاً لأخبار الأحداث الهامة في ميدان العدالة الانتقالية. وإذا رغبتم في الاشتراك بها الرجا الكتابة للبريد الالكتروني: mena@ictj.org مع كتابة كلمة subscribe في العنوان، أما إذا رغبتم في إيقاف اشتراككم فالرجا الكتابة للبريد الالكتروني: mena@ictj.org مع كتابة كلمة unsubscribe في العنوان.
المركز الدولي للعدالة الانتقالية يساعد الدول (المجتمع المدني والحكومات) التي تسعى إلى محاسبة المسؤولين بها عن ارتكاب أفعال وحشية على نطاق واسع أو انتهاكات لحقوق الإنسان. ويزاول المركز نشاطه في المجتمعات التي كانت ترزح تحت حكم قمعي أو كفاح مسلح، وكذلك في الدول الديمقراطية التي تعاني من مظالم تاريخية أو انتهاكات منهجية لم يبت فيها بعد.
ويقدم المركز معلومات قياسية وتحليلات قانونية ووثائق ودراسات إستراتيجية إلى المؤسسات التي تسعى إلى إقرار العدل والحقيقة، وللهيئات المعنية سواء كانت حكومية أو غير حكومية. ويساعد المركز في إعداد استراتيجيات للعدالة الانتقالية تضم خمسة عناصر رئيسية هي: الملاحقة القضائية لمقترفي الجرائم؛ وتسجيل الانتهاكات عن طريق وسائل غير قضائية مثل لجان البحث عن الحقائق؛ وإصلاح المؤسسات المخلة بالأصول السليمة؛ وتقديم التعويض للضحايا؛ وعقد المصالحات.
ويلتزم المركز بإعداد الطاقات المحلية وتعزيز الجهود الناهضة في ميدان العدالة الانتقالية، ويعمل بالتعاون الوثيق مع المنظمات والخبراء المعنيين في شتى أنحاء العالم.
International Center for Transitional Justice (ICTJ)
20 Exchange Place, 33rd Floor New York, NY 10005
Tel: 1.917.438.9300 Fax: 1.212.509.6036
www.ictj.org mena@ictj.org
ملاحظة: جميع وصلات الانترنت الواردة بمواد الأخبار بهذه النشرة كانت متاحة وقت إعدادها.

التكفيريون لا دين لهم

ضمن البرنامج الرمضاني الليلي:

نــــــــــــــــــــــزار حيدر محاضرا في مركز دار السلام بالعاصمة واشنطن:

التكفيريون لا دين لهم


NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

   اعتبر نــــــزار حيدر، أن إقرار القرآن الكريم بالتنوع، دليل شرعي وعقلي على وجوب احترام الآخر مهما اختلفنا معه، وأضاف؛
   إن التكفيريين الذين يحكمون على الآخر بالموت لمجرد أنه يختلف معهم في الدين أو المذهب أو القومية أو الرأي، لا دين لهم، لأنهم يخالفون كل النصوص القرآنية الصريحة التي أجازت وأقرت التنوع والاختلاف، على كل الأصعدة.
   وأضاف نـــــزار حيدر، مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن، الذي كان يحاضر ليلة الأحد الماضي (29 تشرين الأول) في مركز دار السلام بالعاصمة واشنطن، ضمن البرنامج الرمضاني الليلي للمركز؛
   إن قراءة دقيقة وشاملة ومتأنية لآيات القرآن الكريم، تهدينا إلى حقيقة في غاية الأهمية، ألا وهي، أن الأصل هو التنوع وليس الوحدة، بالرغم من وحدة الخلق، كما في قول الله عز وجل؛ {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا} فلقد تحدث القرآن الكريم عن التنوع على مختلف الأصعدة منها؛
   التنوع في النبات، كما في قوله عز وجل{وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} أو في قوله عز وجل{والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه}.
   التنوع في الحيوان، كما في قوله عز وجل{وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}.
   التنوع في الملائكة، كما في قوله عز وجل{الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير}.
   أما التنوع في الإنسان، فيتخذ أشكالا مختلفة، وهي كالتالي؛
   أولا، التنوع العرقي والقومي، كما في قول الله عز وجل{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير}.
   ثانيا، التنوع في اللسان واللغة واللون، كما في قول الله عز وجل{ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين}.
   ثالثا، التنوع الديني، كما في قول الله عز وجل{إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا، إن الله يفصل بينهم يوم القيامة، إن الله على كل شئ شهيد}.
   رابعا، التنوع في الرأي والفكر والقناعات والفهم، كما في قول الله عز وجل{الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}.
   خامسا، التنوع في درجات العلم والرزق، كما في قول الله عز وجل{يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فأفسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير} أو في قوله عز وجل{نرفع درجات من نشاء، وفوق كل ذي علم عليم} وفي قوله عز وجل{ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا}.
   واستطرد نـــــــزار حيدر بالقول؛
   إن التنوع هو أحد تجليات عظمة الله عز وجل، وقدرته في خلقه، والى هذا المعنى أشار القرآن الكريم بقول الله عز وجل{وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون، ثم كلي من الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون}أو كما في قوله عز وجل{ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءا فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود، ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه، كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور} وفي قوله عز وجل{وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون} وفي قوله عز وجل{ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين}.
   كما أن إقرار القرآن الكريم بالتنوع دليل على مشروعيته، ولذلك وجب اعتماده واحترامه، إذ لا يحق لأحد أن يكفر بهذا التنوع أو يتنكر له أبدا، فيسعى لإجبار الناس على الوحدة في التفكير والانتماء والرأي، لأنه يتعارض وحكمة الله عز وجل في التنوع، كما أن ذلك يعتبر أول الظلم الذي يلحقه الإنسان بأخيه الإنسان، عندما يسلب منه حقا الله تعالى منحه إياه، ألا وهو حق التنوع والاختلاف، لأن الإكراه والفرض والجبر ظلم يفضي إلى القتل إذا ما رفض الإنسان الانصياع إلى الآخر الذي يحاول كل ذلك معه.
   لقد تحدثت العديد من آيات القرآن الكريم، عن تجلي إرادة الله عز وجل في التنوع، وهي تخاطب النبي الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) بعدم قدرة أحد على معاكسة هذا التنوع لأن الله أراد ذلك، فهل لأحد من البشر أن يخالف هذه الإرادة الإلهية؟ كما في قول الله عز وجل{ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم} وفي قوله عز وجل{ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين} وفي قوله عز وجل{ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء} وفي قوله عز وجل{ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة} وفي قوله عز وجل{ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} وفي قوله عز وجل{وألف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم انه عزيز حكيم}وأخيرا في قوله عز وجل{انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}.
   من هنا يتأكد لنا بأن فرض الدين والمذهب والرأي والفكرة وكل ما يرتبط بإيمان الإنسان وعقله وقناعاته، إنما هو مخالفة صريحة لله عز وجل ومعاكسة لإرادته ومنازعة لردائه في الخلق، وبذلك نستنتج بأن التكفيريين لا دين لهم وأن (الاكراهيين) الذين يكرهون الناس على إيمان ما أو سلوك معين، لا ينتمون إلى دين وهم، في حقيقة الأمر، يتعارضون مع الإرادة الربانية التي شاءت أن يكون الناس مختلفين وأن يكون التنوع هو الأساس في خلق الله عز وجل.
   لقد خلق الله الناس وهداهم إلى الحق، ثم ترك الخيار بأيديهم كما في قول الله عز وجل{وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} فلا يحق لأحد كائن من كان، بمن فيهم النبي والرسول المبعث من قبله عز وجل، أن يجبر الناس ويكرههم على ما لا يريدون.
   هذا من جانب، ومن جانب آخر فلقد شاءت إرادة الله عز وجل التنوع من أجل التعارف والتعايش، وليس من أجل الصدام والاقتتال، وأن طرق التعارف والتعايش هي الحوار والاحترام المتبادل والإقرار بحق الآخرين في الاختلاف وكذلك احترام الرأي الآخر مهما كان نوعه، لا زال في إطار المنطق، لم يتورط بالعدوان والعنف والقتل والدم والسيارات المفخخة والتجاوز على حقوق الآخرين.
   لقد أكد القرآن الكريم على هذه القيم المقدسة في أكثر من آية، من أجل أن يشيد بناء الحوار على أحسن وجه وفي أفضل صورة ليتعلم الناس الحوار بالحكمة والمنطق والدليل والبرهان، وليس بالأيدي والأرجل والسباب والعنف، فمثلا، نهى الله عز وجل الناس من أن يسخر بعضهم من بعض، كما في قوله عز وجل{يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن} وفي آية أخرى نهى الله تعالى عن السباب إذ يقول عز وجل{لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم، كذلك زينا لكل أمة عملهم} وكل ذلك من أجل تثبيت أسس التعايش السلمي الصحيح بين بني البشر مهما اختلفوا في كل شئ، كما في قول الله عز وجل{لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم، أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين} فلا زال الآخر يلتزم بقواعد التعايش والسلم الأهلي ولم يعتدي أو يتجاوز الحدود والقواعد ولم يظلم، كان حقا على المؤمنين أن يبروه ويقسطوا إليه، بغض النظر عن درجة الخلاف ونوعيته، لأن الخلاف لا يبرر القتال عندما يكون في إطار التنوع الذي شاء الله أن يخلق عليه الناس.
   ولأن التنوع هو خلق الله تعالى، وهو إرادته ومشيئته، ولذلك اعتمد أسلوب الرسل والأنبياء الحوار وعدم الإكراه، فكان أسلوبهم المنطق، وأدواتهم الحوار والجدال بالتي هي أحسن، ووسائلهم البرهان والإنصاف مع الآخر، لأنهم منعوا من إكراه الناس على شئ، فهم ليسوا مسيطرين أو متجبرين، والى هذا المعنى أشارت الآيات الكريمة التالية من قول الله عز وجل:
   {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}{أم اتخذوا من دونه آلهة، قل هاتوا برهانكم}{لكم دينكم ولي دين}{أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}{وان تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين}{قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون، من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم، إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل}{قل من يرزقكم من السماوات والأرض، قل الله، وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}{والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل}{من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون}{وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون}{ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم، إن الله كان غفورا رحيما}{فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر}{أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}{لا إكراه في الدين}{ليس لك من الأمر شئ، أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون}{يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا}.
   نستنتج من هذه الباقة من الآيات القرآنية الكريمة، عدة حقائق، هي كما يلي:
   ألف؛ إن أمر الحكم بين العباد مرده إلى الله عز وجل، وليس إلى النبي أو المرسل، فلا يحق لأحد أن يحكم بين الناس على أساس ما يعتقدون ويؤمنون به، أبدا، فقد نهى القرآن الكريم عن(محاكم التفتيش) كما في قول الله عز وجل{ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون} وكما في قوله عز وجل{قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شئ ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون} وفي قوله عز وجل{ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}.
   باء؛ إن الرسل والأنبياء هم مبشرون وداعون إلى الله تعالى، ليس لهم أي سلطان على عقل الناس واعتقاداتهم.
   جيم؛ يلزم احترام عقائد الناس مهما كانت، ومهما اختلفت لدرجة الشرك بالله عز وجل.
   دال؛ إن التحلي بمكارم الأخلاق عند جدال الآخر هو الطريق إلى العقول والقلوب وليس العنف والإكراه والإرهاب.
   هاء؛ لا يجوز الحوار مع الآخر، في أجواء الأحكام المسبقة، كأن تخبره بخطئه وصحة ما ستذهب إليه، حتى قبل البدء بالحوار، فما فائدة الحوار في هذه الحالة، إذن؟ يلزم الإنصاف مع الآخر ليتقبل منك الحوار والدليل.
   حتى طريقة حديث الرسول مع الطاغوت حددها القرآن الكريم، بقول الله عز وجل{اذهبا إلى فرعون انه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} أي أنه عز وجل أمر نبيه المرسل بأن يتحدث مع الطاغوت بلين ورفق، فلا يلجأ إلى العنف اللساني، لأن المطلوب هو التأثير بالآخر وليس صده عن الإيمان بالله تعالى، وكما هو واضح فان حديث العنف والتقريع لا يترك أثرا ايجابيا في نفس الآخر.
   لهذه الدرجة، إذن، يراعي القرآن الكريم طريقة الحوار بالتي أحسن مع الآخر.
   ولو قرأنا تاريخ الرسل والأنبياء، وعلى وجه الخصوص، تاريخ الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) لما رأينا أنه (ص) فرض شيئا على من رفض رسالته، فهو لم يوظف العنف والإكراه والقوة والسيف والتعسف والإرهاب، قط في مهمته الربانية، لأنه مأمور بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أنه مأمور بالتبليغ وليس بالسطوة والسيطرة، فذلك حال الجبابرة والملوك والمستكبرين والطغاة، أما الرسل والأنبياء ومن على شاكلتهم من المصلحين، فمنطقهم البلاغ والحوار والجدال بالتي هي أحسن والدليل والبرهان، وأنا أجزم هنا، لو لم يواجه صناديد قريش دعوة الرسول الكريم بالقوة، لما أريقت قطرة دم واحدة في كل عهد النبوة، لأنه ليس في أجندة الرسالة وصاحبها استخدام القوة لفرضها على الناس أبدا، كما لم يكن الإكراه والعنف من وسائلها إطلاقا، إلا أن عناد قريش وإصرارها على منع الرسول من تبليغ الرسالة بأية طريقة سلمية، هو الذي اضطر المسلمين للدفاع عن أنفسهم، والى هذا المعنى يشير القرآن الكريم بقول الله عز وجل{أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله} فلولا ظلم قريش للرسول الكريم وأصحابه والتابعين له، لما شرع الله تعالى له القتال أبدا، فالقتال هنا للدفاع وليس للابتداء، وذلك هو حال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حروبه الثلاثة التي اضطر لخوضها بسبب خروج بعض (الصحابة) على إمام زمانهم المنتخب من قبل المسلمين، وعنادهم وإصرارهم على اللجوء إلى القتال لحل المشاكل الداخلية، وكذا هو حال السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، وكل الشهداء والصالحين والصديقين.
   لم يذكر لنا التاريخ أن الرسول الكريم أجبر أحدا على الالتزام بدينه، ولم يكره أحدا على الصلاة أو الصوم، كما لم يكره امرأة، قط، على ارتداء الحجاب، كما تفعل اليوم بعض الأنظمة باسم الإسلام، أو بعض التنظيمات التي تدعي حرصها على الإسلام، كما أنه لم يجبر أحدا على حضور صلاة الجماعة، ويكذب على الله ورسوله، من يدعي أن الرسول أحرق بيوت بعض المسلمين لأنهم رفضوا حضور صلاة الجماعة، كما يدعي البعض.
   حتى زوجاته (ص) لم يجبرهن على شئ، بل خيرهن بأمر الله عز وجل، كما في قوله جلت قدرته في محكم كتابه العزيز{يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا، وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما}.
   إن دعوة المنطق ثابتة، أما دعوة العنف والسيف فزائلة، إن عاجلا أم آجلا، كما أن التغيير الذي يعتمد المنطق، ثابت لا يتزعزع، أما التغيير الذي يجري بالإكراه والإرهاب، فزائل لا يدوم أبدا، ولذلك دامت دعوات الرسل والأنبياء والصالحين، لأنها اعتمدت المنطق وطريق الإقناع والسلم، أما دعوات الطغاة فلا تدوم طويلا لأن أسلوبها العنف والإرهاب والإكراه والتعسف.
   إن العنف والإكراه واستخدام القوة لفرض الرأي والموقف والدين والطريقة والإيمان والالتزام، هو منهج الطغاة والمستبدين والجبابرة على مر التاريخ.
   تعالوا نقرأ، مثلا، هذه المنهجية عند نموذج صارخ من نماذج الطغاة، انه فرعون، فماذا قال هذا الطاغوت لمن آمن بموسى عليه السلام الذي لم يرفع بوجهه سعفة ليقاتله؟ انه قال {فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال، وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} وفي آية أخرى{قال آمنتم له قبل أن آذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى} وفي أخرى{وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك، قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون}.
   شتان، إذن، بين منهج الرسل والأنبياء، الذي يعتمد الحوار والمنطق والاعتراف بالآخر، وبين الجبابرة والطغاة الذين لا يفهمون إلا لغة القتل والعنف والإكراه.
   من هنا يبدو لنا واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار، أن من يريد أن يلتزم نهج الرسل والأنبياء في عملية التغيير، عليه أن يوظف وسائلهم فقط في الحوار، أما من يوظف القتل والتكفير والإرهاب والعنف في(حواره) مع الآخر، فلا يمكن أن يكون ربانيا ونبويا أبدا.
3 تشرين الثاني 2005
  

حول الافراج عن برزان التكريتي

بيان مركز حلبجة ضد انفلة وابادة الشعب الكوردي\جاك - حول الافراج عن برزان التكريتي


تناقلت وكالات الانباء و منظمات عديدة أخبارا حول نقل برزان التكريتي الاخ غير الشقيق للطاغية صدام حسين ، الى المستشفى في خارج العراق و تصريحات رئيس العراق جلال الطالباني حول ذلك الامر و من ثم موافقة رئيس الوزراء العراقي السيد ابراهيم الجعفري على ذلك الطلب. ولم ينتهي الامر عند هذا الحد بل نقل برزان التكريتي الى ألمانيا لتلقي العلاج من قبل القوات الامريكية.
أننا في مركز حلبجة في الوقت الذي نؤمن بتقديم كل المساعدات الانسانية الضرورية و المعترف بها في المواثيق و الاعراف الدولية الى جميع الناس، الا أننا نعرب عن قلقنا في أن تكون هناك عملية تبرءة لافراد النظام الواحد تلو الاخر و يحرم ضحايا المجرمين من حق محاكمة المجرمين و تعويضهم عن الخسائر التي الحقت بهم من قبل النظام السابق.
أننا نطالب الحكومة العراقية و المسؤولين العراقيين بعدم التهاون في محاكمة المجرمين و أظهار الحقيقة لضحايا الانفالات و حلبجة و الانتفاضة الشعبانية و لجميع الذين ضحوا بالغالي و النفيس من أجل الاطاحة بالنظام و الخلاص من الدكتاتورية.
كما ننوه في هذا البيان أن هناك الملايين من العراقيين و الكورد الذين لم يقترفوا اية جريمة و من الذين يعانون من السرطانات ايضا و من المفروض لا بل من الواجب أن بتلقى هؤلاء قبل غيرهم الرعاية اللازمة و الضرورية.
ان الانسانية و نبذ الاحقاد و العدالة لا تعني أن تهتم بالمجرم أكثر من البرئ.. أو أن تهتم بالدكتاتور قبل الديمقراطي. أننا نرى أن الحكومة العراقية في هذا القرار لم توزع العدالة بشكل عادل و لم توزع الاهتمام و الرعاية بشكل عادل .. و لو كان الغرض كما يقال العدل و الانصاف والرأفه، فاليرأفوا بالشعب العراقي أجمالا و بنفس الشكل و دون تمييز.

مركز حلبجة ضد انفلة وابادة الشعب الكوردي\جاك
2005-11-02
www.chak.info