٢٢‏/٦‏/٢٠٠٦

غانا تعتذر للعرب بعد رفع العلم الاسرائيلي
22/06/2006

اكرا- اعتذرت الحكومة الغانية رسميا للعالم العربي بعد ان رفع احد لاعبي منتخبها الكروي العلم الاسرائيلي اثر فوز الفريق على تشيكيا 2-صفر في منافسات مونديال المانيا.

وقال وزير خارجية غانا نانا اكوفو ادو: "لقد استدعينا الدبلوماسيين العرب المعتمدين لدينا وشرحنا لهم بان تصرفات اللاعب جون بانتسيل لا تمثل وجهة النظر الغانية الرسمية"، واضاف "لقد قام بعمل فردي وكان يجهل عواقب فعلته".

وكان بانتسيل الذي يلعب في صفوف ابويل تل ابيب اخرج العلم الاسرائيلي من جواربه وتوجه الى احدى الكاميرات الموجودة في الملعب ليحتفل بفوز منتخب بلاده على تشيكيا الاسبوع الماضي.

وكان المتحدث الرسمي باسم المنتخب الغاني راندي ابي اعتذر ايضا لما بدر من بانتسيل وقال "تصرف بانتسيل بشكل ساذج، ولم يدرك مضاعفات تصرفاته، ونحن نريد ان نقدم اعتذارنا لكل شخص اسيء اليه جراء هذا التصرف".

وتابع "لم يكن الامر رسالة رسمية موجهة من المنتخب الغاني، فنحن لا نمثل سياسة اسرائيل او سياسة اي بلد اخر، نحن هنا فقط من اجل ان نلعب كرة القدم". وختم "كان بانتسيل يريد توجيه رسالة خاصة الى انصار ناديه في اسرائيل، هذا كل ما في الامر".
tomjerry-kurdarab
يا كاكه مسعود.. أيجوز توزير سارق الحروف..؟

GMT 7:00:00 2006 الخميس 22 يونيو

الشرق الاوسط اللندنية


رشيد الخيون

صادق برلمان إقليم كردستان العراق على الوزارة الكردية الخامسة، بعد سنوات من وجود وزارتين منفصلتين: أربيل والسليمانية. وليس هناك عجب أن يحضر برهم صالح نائب رئيس وزراء العراق ممثلاً عن بغداد. وأرى في حضور برهم، وهو المسؤول الكردي، دلالة على أن الكُرد في عمق الحدث. والتنسيق ليس بين بغداد عربية وأربيل كردية، إنما لجغرافيا العراق ضروراتها. تشكلت أول وزارة العام 1991، وكانت خنادق دولة البعث تطوق المكان. وحينها تبوأ رئاستها الباحث والأكاديمي فؤاد معصوم، صاحب كتاب «إخوان الصفاء.. دولتهم وغايتهم». وكان من بين أعضاء الخمس حكومات مثقفون: فلك الدين كاكائي، وهو من ملة عصمتها الجبال من فتاوى القتل. وسامي شورش، الذي عرفته الصحافة العربية قبل الكردية كاتباً وباحثاً. وتوزر للصناعة الآشوري يونان هوزايا المتعلق بالعراق رغم لَجَاجَة حادي قوافل هجرة المسيحيين. وبينهم أيضاً (كاتب) مدمن سرقة الحروف، وستأتي قصته.
كان أغلب رؤساء وزارات العراق عامة من ضباط الجيش، وأصحاب البيوتات من السياسيين المحترفين، ما عدا فاضل الجمالي، وعبد الرحمن البزاز، وفؤاد معصوم (حكومة إقليم كردستان) لم نجد بينهم مَنْ هو صاحب بحث وتأليف. أما الوزراء الكُتاب فكثر، وفي مقدمتهم: الشيخ محمد رضا الشبيبي، والشيخ علي الشرقي، وفيصل السامر، وعبد الستار الجواري، وصاحب كتاب «الكرد وكردستان» محمد أحمد زكي، والإعلامي روفائيل بطي وغيرهم.
وكاد العراق يتجاوز محناً عسيرة لو تمكن هؤلاء الرؤساء من تحقيق نواياهم: فاضل الجمالي في التعليم والعمران، وأراد المفكر القانوني البزاز تحقيق الديمقراطية وإنصاف الكُرد، بلا غزو أمريكي، لولا تآمر مصر الناصرية عليه لصالح عبد الرحمن عارف، ثم قتله البطيء بعد خروجه من معتقل قصر النهاية، وكان يجري عليه عذاب متواصل من قِبل جهلة أجلاف، وكأن لسان حاله يقول ما قاله شيخ المعتزلة ابن أشرس (نحو 215 هـ) لسجانه: «جهد البلاء عالم يجري عليه حكم جاهل». لكن أياً من هؤلاء الرؤساء، في ظل السياسة العراقية التي «تعض حالبها»، لم يعصره ألم التفريط في بحثه وعلمه؟ سألت الدكتور معصوم: هل يشغلك بحث أو موضوع الآن؟ قال متحسراً: لا مجال غير إعداد البيانات ومسودات الاتفاقات بين الكتل الانتخابية، فهو بعد رئاسة حكومة الإقليم أصبح رئيساً لكتلة التحالف الكردستانية!
ربما جعلنا زمن الاستبداد الطويل النظر إلى الوزير بعلو ورفعة تحت مؤثر، أو رغبة في الخنوع! فمَنْ يبحث في كتاب «الوزراء والكُتاب» لابن عبدوس الجهشياري (ت331 هـ)، و«الوزارات العراقية» لعبد الرزاق الحسني سيجد ماذا تعني منازل الوزراء. لكل ما تقدم، ما يزال الوزير في ذاكرتنا ذا شأن. وبهذه الخلفية من ذِكر الوزراء الكُتاب، وليس بينهم سارق أموال أو حروف، فاجأني أمر وزارة إقليم كردستان العراق، أن يحل جورج منصور وزيراً للإقليم، أي ما يعادل وزير الدولة، ممثلاً للآشوريين والكلدان. والمفارقة صارخة ما بين منصب الوزير وإدمان السرقات الكتابية.
إن إسناد الوزارات على أساس التمثيل المذهبي والديني والقومي، لا يعني إغفال تاريخ الوزير وسيرته الذاتية. وأشخاص مثل جورج منصور لديهم القدرة على تلميع الذات وتقديمها. تولى أمر الإذاعة العراقية في زحمة فوضى السقوط، ثم إدارة فضائية «عشتار». ولا علم لي بقدراته الإعلامية فأنا لم ألتق به يوماً من الأيام. وعندما دعاني أحد العاملين في «عشتار» لإجراء حوار خلال زيارة أربيل، سألته عن مديرها، قال: جورج منصور! عندها شكرته على الدعوة، وأوضحت له كيف أجري حواراً مع محطة يرأسها مَنْ جمعت له ملفاً من السرقات الكتابية! ومع أهمية تلك المواقع الإعلامية إلا أنها تبقى أقل من شأن الوزارة. ومن وقائع سرقات الوزير الجديد الكثيرة: سرقته لبحث الباحث الإيراني محمود راميار، المنشور في مجلة «الثقافة الجديدة» (214 سنة 1989). نشره في موقع «إيلاف» باسمه في (2 مايو ـ أيار 2004)، وقد افتضح في الموقع نفسه. وصاحبنا سبق أن انتحل البحث نفسه في صحيفة «المرآة» العدد 160 بتاريخ 2 ديسمبر (كانون الأول) 1993.
ومن غرائب سرقات الوزير أنه كان يسرق ما يكتبه أخوه الكاتب الجيد ناصر منصور، مستغلاً وجود الكاتب بعينكاوة ووجوده في كندا. ومنها ما نشره ناصر في جريدة «خه بات» الصادرة بكردستان العراق بالعربية «تحولات» (فبراير ـ شباط 1993) لينتحله جورج في صحيفة «المرآة» ديسمبر 1994 تحت عنوان «الثورة في الفن». وانتحل مقال إبراهيم محمود «من سيكولوجيا الفن إلى سوسيولوجيا الفن» المنشور في مجلة «النهج» (عدد 32 عام 1991)، وهو عبارة عن عرض كتاب تحت عنوان «وجهات في نظر» لجون برجر. ونشر ما سرق منه في صحيفة «مرآة» تحت عنوان «كرنفالات الفن المثيرة».
لم تعد سرقات جورج منصور خافية على أحد. لكن ما لا يعقل أنه وزِّر في وزارة إقليم كردستان كممثل للآشوريين والكلدانيين، يعني حقوق جماعة لا امتيازات فرد. مع أن هذه الطائفة، التي يمثلها صاحبنا، تمتلك من الكوادر والخبرات ما لا يمتلكه غيرها عبر التاريخ. لذا أجد في هذا التوزير أن رئيس إقليم كردستان مسعود البرازاني سيدفع شعبه إلى قول ما كان يقوله البغداديون في مدير شرطتهم، غير المناسب، نجح الطولوني زمن المقتدر بالله العباسي (قتل 320 هـ): «أخرج ولا تبالي ما دام نجح وال» (مسكويه، تجارب الأمم).
أما المسيحيون فالمفروض أن يطلبوا لتمثيلهم مَنْ يحترم الكلمة، بعد وزرائهم الكبار: يوسف غنيمة، وروفائيل بطي وغيرهما. فهم أُصلاء في هذه الأرض، وأثرهم موجود في كل مكتبة ودائرة وشاهد حضاري في العراق. علق أحد المطلعين على الحال بالقول: لو استحدثت لصاحبنا وزارة الوثائق والمخطوطات! فقلت حتى يُقال ما كان يقوله السريّ الرَّفاء (ت 391 هـ) في أخوين غارا على قصائده: «والله ما مدحا حياً ولا رثياً.. ميتاً ولا افتخرا إلا بأشعاري» (المحب والمحبوب..).
عموماً، أن من نِعم الديمقراطية ليس هناك مستور لا تناله الأقلام والألسن، إن كانت هي المفردة المقصودة، وإلا على حد عبارة شاعر اليمن عبد الله البردوني، عندما سُئل التحدث عن الديمقراطية فأجاب مع قهقهته الشهيرة: «أليست الغيبة حراما»! والسؤال يقدم لفقهاء القوانين والدساتير: إذا كان لا يجوز توزير سارق الأموال بعد شهارته فهل يجوز توزير سارق الحروف؟

r-alkhayoun@hotmail.com

المؤتمر القومي العربي بعد 17 سنة: دعوة إلى تأسيس حزب سياسي عصري

GMT 8:30:00 2006 الخميس 22 يونيو

القدس العربي اللندنية


رياض نجيب الريّس


انعقد في الدار البيضاء في المغرب المؤتمر القومي العربي السابع عشر (بين 5 و8 أيار/مايو 2006) وقد مرت سبع عشرة سنة علي تأسيسه.
كنت مِن أوائل مَنْ انضم إلي المؤتمر القومي العربي، وكتبت عنه مرحباً بنخبة من الأشخاص المتهمين بأنهم يتحدثون بلغة منقرضة، هي اللغة العربية القومية ذات المفردات التي بطل استعمالها وسقط قاموسها وتلاشت معانيها في عصر الردة الطائفية والانكفاء القطري والشرذمة السياسية وهيمنة النظام الاحادي. وأطلقت عليهم في حينه لقب جيل الديناصورات الذي رفض أن ينقرض في زمن الهزائم وسنوات الخيبة. وشاعت هذه التسمية وعمّ استعمالها.
وكان للمؤتمر منذ اجتماعه الأول في تونس في آذار /مارس 1990 وحتي نهاية التسعينيات طلّة بهية، تجلّت في محاولة تكرار بدايات عصر النهضة عند مطلع القرن العشرين. ومثلت هذه التجربة مناسبة تتلاقي فيها مجموعة من رجال ونساء السياسة والفكر والعلم والثقافة من مختلف الأجيال والتجارب الحزبية والسياسية والنضالية ومن كل قطر عربي، للتداول في شؤون الأمة وشجونها.
وكانت أهمية هذه المجموعة من الأشخاص تكمن في خلفياتهم المختلفة المتنوعة وتجاربهم المتعددة. وكان يجمعهم هَمٌّ مشترك، هو قلقهم علي مصير الأمة. وكانت أدبيات المؤتمر تركز منذ بداياته علي أنه ليس حزباً، إنما هو تجمّع من المثقفين والناشطين العرب من مختلف الأقطار العربية، المقتنعين بأهداف الأمة العربية (دون تحديد لهذه الأهداف) والعاملين علي صعيد فردي أو شعبي غير حزبي وباستقلال عن أنظمة الحكم .
جاءت فكرة المؤتمر وانطلاقته قبل الغزو العراقي للكويت وحرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء) وتداعياتها المريرة، وقبل مؤتمر مدريد ونتائجه الكارثية واتفاق أوسلو من بعده، وقبل حصار العراق وقصفه وتدميره وتجويعه. وقبل سياسة الاحتواء المزدوج وقيام النظام العالمي الجديد. وقبل الاحتلال الأمريكي ـ البريطاني التحالفي للعراق وسقوط نظام البعث الصدّامي. كان ذلك كله قبل تفتيت التضامن العربي وتعطيله. وكانت مظاهر النظام العربي الواحد ما زالت قائمة. كانت دنيا العرب غير دنيا.
بانهيار كل ذلك، وجد المؤتمر القومي دوره، وسط فراغ في العمل السياسي، فجاء توقيت التنادي إلي تفعيل قضايا وأهداف الأمة الحيوية، مناسباً. وهي قضايا مختلف حتي الساعة علي تحديدها. ووسع المؤتمر بيكار تعريف القومي العربي ، ليتعدي المعني التقليدي له، وليشمل كل من هبّ ودبّ ممن يدعي وصلاً بالتيارات اليسارية والماركسية والوحدوية والإسلامية (بمختلف تفرعاتها) والليبرالية (بمختلف مفاهيمها) والقطرية (بمختلف تمثيلها) ما دامت تندرج تحت عنوان عريض هو التيارات القومية الوطنية . وإذا بالمؤتمر منبر يجمع كل متناقضات هذه التيارات وأشخاصها، وجلّهم من الحزبيين السابقين والسياسيين المتقاعدين. ومن بينهم وزراء وسفراء وموظفون سابقون مع شريحة من المثقفين والجامعيين والإعلاميين وبعض الناشطين في مجتمعاتهم المحلية. وإذا بمفهوم العمل علي صعيد فردي أو شعبي غير حزبي، يتلاشي مع مرور السنوات بانضمام المزيد من الشخصيات ذات الماضي السياسي أو المخابراتي أو الحزبي إليه. حتي وصل مجموع الأعضاء اليوم إلي بضع مئات من الأشخاص من أصحاب السوابق المشار إليها، بعد أن كان لا يتجاوز الخمسين شخصاً في بداياته.


وظل مفهوم المؤتمر في أن يكون مرجعية قومية شعبية للأمة العربية ، يصر علي أنه ليس حزباً ولا يهدف أن يكون حزباً قومياً يسعي إلي السلطة. واستمر الضياع بين الهواية والاحتراف، أي بين عدم فهم الفارق بين العمل السياسي التوجيهي، وبين العمل السياسي الحزبي في عالم عربي اعتاد علي صيغ العمل الحزبي علي المستويات القطرية والقومية، ولم يتعوّد العمل ضمن صيغ النشاطات الشعبية في مجتمعات عربية لا تملك الكثير من الأطر المدنية. فمجموعة أشخاص يجتمعون مرة في السنة ينظّرون في أحوال الأمة، لا يمكن أن يشكلوا مرجعية سياسية شعبية.
لكن إذا أردنا للمؤتمر القومي العربي حياة أجدي وأعمق، وأكثر فائدة من الحياة التي عاشها طوال العقدين الماضيين، لتكون له حيثية في هذا القرن، فذلك يحتاج إلي أسئلة صعبة آن أوان طرحها. ولعل سبع عشرة سنة هي وقت كافٍ لتنضج الأفكار التي راودت روّاد المؤتمر الأوائل ومؤسسيه، وزمن طويل لتجارب الخطأ والصواب. ولعل الأسئلة، التي أسميتها صعبة، تبدأ من البديهيات. وأولي هذه البديهيات: مَنْ نحن؟


هل نحن مؤتمر تأسس وفي ذهنه مثلاً نماذج مجتمعات ومؤتمرات وأحزاب العالم الثالث التي ناضلت في سبيل استقلال بلادها وصمدت من أجل ذلك سنوات طويلة؟
هل المؤتمر الوطني الأفريقي وهو حزب نلسون منديلا في جنوب أفريقيا، الذي قاد حركة التحرر في البلاد ضد نظام الفصل العنصري ووصل نضالياً إلي السلطة، مثل يحتذي؟
هل المؤتمر الهندي وهو حزب غاندي ونهرو وأنديرا وعموم الهند، الذي قاد حركة الاستقلال ضد الاستعمار البريطاني، ووصل إلي الحكم ديموقراطياً مؤسساً أكبر ديموقراطية برلمانية في العالم، مثل آخر نطمح إليه؟
هل نحن مؤتمر علي شكل ندوة فكرية علي غرار مراكز الأبحاث في العالم؟
هل نحن نواة تجمّع فكري ـ ثقافي ـ سياسي، له صفة الدفاع عن المصالح العريضة المشتركة لأعضاء ذلك التجمع، أكثر مما له صفة التنظير في أحوال الأمة؟
هل نحن أداة ضغط أو لوبي لدعم قضايا الأمة باتجاه قومي وحدوي ديموقراطي؟
إذاً مَنْ نحن؟
أنا لا أري مانعاً إذا لم نكن حزباً سياسياً، في أن نكون جمعية خطابية، أو ندوة فكرية، أو لوبي سياسياً، أو تجمع مصالح، أو مؤتمر مثقفين، شرط أن نقرر، وبأكبر قدر من الوضوح، مَنْ نحن أو ماذا نريد أو نسعي لأن نكون. لأن عدم وضوح الرؤيا وتمييع القرار، قد جعلا من فكرة هذا المؤتمر مجرد كتلة لزجة من المثقفين المسيَّسين، تُلصَق بكل قضية عربية لا صاحب لها. ولا مانع إطلاقاً في رأيي، أياً كان الإطار العملي الذي سنتوصل إليه، أن نقف، كمؤتمر، دائماً إلي جانب القضايا العربية الخاسرة، وما أكثرها.
وكان هناك عبر السنوات حرص زائد علي عذرية المؤتمر يتمثل في أن لا توحي نشاطاته بأية طريقة كانت، بأننا حزب سياسي قومي من أي نوع، مع الإعلان باستمرار بأن ليس من أهداف المؤتمر السعي إلي السلطة، وأن مهمتنا ليست تغيير الأوضاع العربية المتردية جذرياً. وفي الوقت نفسه ندعو إلي عدم تقديم تنازلات للأنظمة الحاكمة مع عدم إغضابها. بينما لا مانع لدينا من التقرب إلي تلك الأنظمة إذا استقبلتنا أو استضافتنا، مع المحافظة علي عذرية المؤتمر واستقلاليته. إنني أجد هذا الحرص مبالغاً به، فليس في شيء من الواقع أن نلقي بالمؤتمر في قلب غابة من ذئاب الأنظمة، ثم نطالبه بالحفاظ علي عذريته .
بعد كل هذا، لماذا لا يصبح المؤتمر حزباً سياسياً آخر، حتي يصبح بدوره مرجعية قومية شعبية ؟


الجواب السهل: إن كتابة تقرير سنوي إخباري عن حال الأمة، مع بضع أوراق صحافية نعيد ونكرر فيها ما قرأه ويعرفه معظمنا، أسهل من تأليف حزب وأقل خطراً علي أعضائه. ولما كنا ـ كما ندعي ـ لا ننشد السلطة، فإن بضعة بيانات نسجل فيها مواقفنا من أحداث ذلك العام، تتراكم مع مرور الزمن ونعود إليها كلما سُئلنا عن موقفنا من قضية ما، لن تجعلنا مرجعية ولن تفيدنا شيئاً كما لن تقدم أو تؤخر في أحوال الدنيا العربية المعاصرة.
الجواب الصعب: يكمن في ثلاث كلمات هي، مرجعية قومية وشعبية. ولنصبح مرجعية قومية وشعبية، علي المؤتمر ـ أي شكل اتخذ ـ أن يكون في مستوي تنظيمي وإداري وإعلامي، يستطيع عبره إيصال مواقفه وآرائه ودعواته وسياسته إلي الناس والجماهير، وهذا يتطلب آليه حزبية بنمط ما. لذلك علي المؤتمر أن يتجاوز حاجز الخوف من كلمة حزب، وأن يخوض غمار فكرة الانتقال إلي تكوين حزب له مبادئ ومواقف وسياسات ثابتة، بدل التدليل علي عذريته بادعاء العفة.
المشكلة في المؤتمر هي مشكلة تنظيمية. كيف نؤثر في الناس ونصل إليهم؟ هناك ألف طريقة إعلامية مبتكرة علينا استنباطها في عصر البريد الإلكتروني والكومبيوتر والإنترنت. لذلك يحتاج المؤتمر إلي أمين عام متحرك متفرغ تماماً قريب من مركز الحركة السياسية والثقافية والفكرية في الوطن العربي ـ وتحديداً المشرق العربي. ويحتاج أكثر إلي أمين عام مساعد يملك خبرات واتصالات إعلامية، وإلي سكرتاريا دائمة. وهذا يمكن أن يؤمنه قيام تنظيم حزبي سياسي عصري يسعي إلي الناس بقدر ما يسعون إليه.
ما يحتاج إليه المؤتمر هو الانتقال من الهواية السياسية إلي الاحتراف. والاحتراف يحتاج إلي مال، ويجب أن لا نعدم وسيلة لإيجاد المال. كما أعرف أيضاً أن السياسة هي حركة دائمة يمكن أن تدر مالاً.
قد أكون أحد القلائل، من بين أعضاء المؤتمر الذين عاصروه منذ بداياته وشاركوا في معظم مؤتمراته، والذي لا يملك علي الإطلاق تجربة حزبية من أي نوع كان. وربما لأنني بريء من التجارب الحزبية ولا أحمل آثار أي كدمات منها، ما زال لديَّ بعض الأفكار الرومانسية ضمن قناعاتي السياسية، معتبراً أن تأليف الأحزاب هو إحدي بديهيات العمل السياسي الديموقراطي، وأحد أهم مؤسسات المجتمع المدني لأي بلد ديموقراطي ـ كما نطمح أن نكون. إن في تشكيل الحزب دعوة للتخلص من الهوية الهلامية الحالية التي للمؤتمر، بهدف الوصول إلي الهوية الحقيقية التي سيفصح عنها أعضاء المؤتمر عندما سيواجَهون بسؤال مَنْ أنتم؟ وسيكون الجواب: نحن حزب عربي قومي (من ضمن أحزاب قومية أخري تعمل في الساحة العربية) ندعو ونناضل لمباديء حزب المؤتمر التي سيدعو إليها في أدبياته التأسيسية.
إن الظرف العربي اليوم تحديداً، يحتاج إلي حزب سياسي عربي قومي عصري جديد يجدد للفكر القومي العربي شبابه ويؤكد ديموقراطيته ويشدد علي علمانيته ويثبت تعدديته. وسيكون أول حزب قومي عربي ديموقراطي يؤسَّسَ في مطلع القرن الجديد، وأول حزب قومي شمولي يقوم منذ نشوء الحركات والأحزاب القومية في مطلع القرن الماضي، أكان عصبة العمل القومي أو حزب الاستقلال العربي أم البعث العربي الاشتراكي أو السوري القومي الاجتماعي، وغيرها من أحزاب النهضة العربية والحركات القومية.
أي حزب، قد نسأل، سيكون عليه المؤتمر القومي العربي؟ أنا لا أملك المواصفات. وعندما نصل إلي هذا المفترق، لا بد أن يكون هناك لجان تنظيمية تؤسس ليكون الحزب المنتظر، حزباً سياسياً ديموقراطياً علمانياً (بمعني التأكيد علي فصل الدين عن الدولة) تعددياً غير عقائدي ، علي غرار وقواعد الأحزاب السياسية الأوروبية، لا علي غرار الأحزاب التي عرفناها طوال خمسين سنة وأكثر في عالمنا العربي، حزباً لا يستعمل الحراب للوصول إلي السلطة، وليس في أقبيته سجناء رأي، ولا في مبادئه رفض للرأي الآخر، يقر بتبادل الحكم والسلطة طوعاً، وبصندوق الاقتراع حكماً، وليس في نتائج انتخاباته تزوير أو فوز بنِسَب فلكية.


من المؤسف أن المؤتمر القومي العربي، هو اليوم شبه حزب منحلّ لا يتحمل المسؤولية الجماعية للعمل السياسي، ولا يتحمل المحاسبة والـمُساءلة. وهو شئنا أم أبينا، تجمّع فوقي بلا قواعد شبابية أو شعبية في كل قطر عربي، يضم الغثّ والسمين من أصحاب السوابق القومية وبعض العاطلين عن العمل السياسي. ويبدو المؤتمر القومي العربي اليوم وكأنه تجمع لروابط قدامي المحاربين في حروب خسروها كلها.
في سياق الدعوة إلي إعادة النظر في مجمل تركيبة المؤتمر القومي العربي كما هو الآن، لا بد من آلية معينة، للانتقال من مرحلة الدعوة النظرية إلي مرحلة التطبيق العملي. وهذا يتطلب بادئ الأمر من الأمين العام الجديد ومن الأمانة العامة المنتخبة حديثاً في مؤتمر الدار البيضاء الأخير، أن يدعوا أعضاء المؤتمر إلي اجتماع استثنائي طارئ في بيروت (لسهولة الوصول إليها) ليتم في هذا الاجتماع طرح هيكلية المؤتمر وهيئته، ومنها فكرة تحويل المؤتمر إلي حزب، ويسمح بنقاش ديموقراطي واسع صريح لكل الأعضاء الحاضرين فرداً فرداً، الإدلاء بآرائهم في الأفكار الواردة في هذه الدعوة، وأن يتم ذلك بشفافية من دون الدخول بمحاولات توفيقية. ويعتبر المؤتمر الطارئ كامل النصاب بمن حضر من الأعضاء.
وليس من الضروري أن تكون فكرة تحويل المؤتمر إلي حزب هي البند الوحيد في جدول أعمال هذا المؤتمر الطارئ. بل يجب أن تتضمن الدعوة جدول أعمال مفصلاً تعدّه الأمانة العامة، له محور واحد هو إعادة تنظيم المؤتمر علي قواعد وأسس جديدة تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات في العالم العربي اليوم، وما سيطرحه الأعضاء من قضايا. فإما أن تكون هناك رغبة بتحويله إلي حزب، وعندئذ يقوم المؤتمر بحل نفسه قبل البدء في مهمة التنظيم الحزبي، أو ترفض الأكثرية فكرة تحويل المؤتمر إلي حزب. وعندئذ قد ينسحب من المؤتمر من ينسحب، ويبقي مَنْ يبقي.


وعلي الأكثرية غير القابلة بتأسيس حزب سياسي قومي عصري جديد، أن تعيد النظر علي الأقل بالنظام الداخلي للمؤتمر برمته، بدءاً بالطريقة العشوائية التي تدار بها الجلسات ومروراً بالطريقة العشائرية التي يدار بها المؤتمر. هذا إذا أرادت الحفاظ علي المؤتمر القومي العربي كفكرة قابلة للحياة والاستمرار. فالتغييرات إما تبقي شكلية وتجميلية، أو تكون حقيقية واقعية، يمكن أن تجعل من المؤتمر فعلاً مرجعية شعبية سياسية في المستقبل. وأهم هذه التغييرات، إعادة النظر بطريقة الانتساب إلي المؤتمر وبعضوية كل أفراده وفق شروط ومواصفات معينة أغفلها النظام الداخلي للمؤتمر حتي الآن.
من المؤسف أن تاريخ الأحزاب القومية بجميع فروعها في الوطن العربي ـ البعث، الحزب السوري القومي، حركة القوميين العرب وسواهم ـ تاريخ لا يتسم بالديموقراطية. ولم يمارس أي حزب من هذه الأحزاب الديموقراطية لا في داخل هيئاته وقياداته، ولا عند وصوله إلي الحكم. فالفجوة المخيفة بين الشباب والديناصورات لا يردمها إلا الإيمـــــان المطلق بالممارسة الديموقراطية والعمل بها ومن أجلها، لاستكشاف القوي الجديدة ذات المصلحة في الإصلاح والتغيير. ومن هنا يبدأ التفكير بالحزب وبالدعوة إليه في كل بلد عربي.
وفي معرض الحديث عن ضرورة تحويل المؤتمر إلي حزب سياسي، لا بد من التأكيد علي موضوع الديموقراطية وسط السمعة السيئة للأحزاب القومية في هذا المجال. فغياب الديموقراطية قد أنهك قوي هذه الأمة، وهزّ مفاهيم كثيرة، وهدم تنظيمات وأحزاباً شتي، وقوّض أحلاماً وطنية لا حصر لها، وأفرغ مؤسساتها من محتواها، وعطّل الحياة المدنية، وكان سبباً في استكانة الجماهير العربية وقهرها بعد تدجينها. وما يهمنا في الحديث عن الديموقراطية الآن، هو أن يتولي المؤتمر ـ الحزب الدعوة إلي تعلم الديموقراطية ويقبل بشروطها ويلم بمبادئها ويتكيّف مع متغيراتها. إذ ليس عندنا تجربة معاصرة تعرف العمل الديموقراطي السياسي من ضمن تعددية سياسية أو حزبية، من النوع الذي يُمارس في العالم المتحضر. فأي عمل يصبو إلي التغيير لا يمكن أن يكلل بالنجاح إلا إذا تمَّ بوسائل ديموقراطية، متخذاً طريق التثقيف الديموقراطي سبيلاً.
ولا بد من التطرق إلي علاقة المؤتمر القومي العربي بالمؤتمر القومي ـ الإسلامي المؤلف من مجموعة من الإسلاميين الذين لا يريدون الالتقاء تحت شعارات القومية العربية لأسباب عدة، أهمها الشعور بالتفوق الفكري والتنظيمي. بينما نجد أن القوميين هم الذين يتوسلون الإسلاميين إلي اللقاء والحوار. ومع تقديري للجهود التي بذلت في هذا المضمار، فإنني أعتبرها جهوداً ضائعة.


لم أجد أو أقرأ في وثائق المؤتمر القومي ـ الإسلامي أي نقد ذاتي، كحركة سياسية في المجتمع. فطروحات التيار الإسلامي في مواجهة التيار القومي، ما زالت طروحات فوقية، توحي وكأنها معصومة من الخطأ وأنها وحدها تملك الحقيقة المطلقة. فأغلب مبادرات الحوار جاءت من الطرف القومي، مما أوحي للإسلاميين بالتعالي دائماً. وقد ولّد هذا شعوراً لدي التيار الإسلامي بأنه مُحصَّن بدفاعات مقدسة، من الصعب علي الأطراف القومية أن تتناولها بالنقد والتحليل، بعيداً عن المداهنة السياسية والمناورة الحذرة، خشية الوقوع في قبضة اتهامات محاكم التفتيش الإسلامية.
فالصراع بين الفريقين الراغبين في التغيير في الساحة الوطنية الواحدة، هو صراع علي السياسة وليس صراعاً مع الدين. فالأمة لا تفتقر إلي الدين، بقدر ما تفتقر إلي وعي حقيقي لواقعها الاجتماعي ـ السياسي الذي يؤكد علي ضرورة الفصل بين الدين والسياسة، مهما بدا ذلك صعباً في ظل أوضاع الأنظمة العربية الراهنة. فالإسلام لدي معظم القوميين العلمانيين هو دين ومجتمع، بينما هو عند الإسلاميين دين ودولة. وبالتالي العمل علي دفع مجتمعاتنا نحو دول مدنية تقوم علي أساس فصل الدين عن الدولة، وحقوق المواطنة المتساوية.
كذلك لم يقدم المؤتمر القومي ـ الإسلامي أي تنازل في موضوع الديموقراطية وقضايا المساواة بين الرجل والمرأة أمام القانون. فتنظيم الاختلاف في القضايا الأساسية بين القوميين والإسلاميين، ليس من مهام المؤتمر القومي العربي. لذا يجب الفصل كلياً بين عضوية المؤتمرين، لأن في صلب مهمة المؤتمر القومي العربي الوقوف في وجه الطروحات الإسلامية، وليس المساومة عليها للتقرب من الإسلاميين.
ولعل المؤتمر القومي العربي، إذا تبني فكرة التحول إلي حزب سياسي، سيضطر إلي الفصل بينه وبين المؤتمر القومي ـ الإسلامي والمجموعة الإسلامية المنتمية إليه، حيث سيكون لهم دينهم وله دين.
وإلي أن يصبح المؤتمر القومي العربي ساحة للتلاقي الوحدوي والحوار الديموقراطي والتفاعل الوطني، علي ديناصورات العروبة أن يحموا لغتهم الجميلة من العبث ومفرداتهم من الإهمال وقاموسهم من الضياع، عليهم أن يجدّدوا في ذات المؤتمر وهويته، بـإقرار مشروع تحويله إلي حزب سياسي، حتي لا يتساءل الجيل العربي الصاعد عمّا إذا كان قد آن الأوان لهؤلاء الديناصورات أن ينقرضوا، ويطالبهم أن يعودوا إلي بيوتهم غير مطرودين!


صحافي وناقد من سورية 

English is below
رغم الإفراج عن بعض سجناء الرأي
يبقى السؤال مطروحا..
من يحاسب النيابة العامة في مصر؟


22/6/2006

القاهرة في 22 يونيو 2006، استقبلت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم قرار النيابة العامة بالإفراج عن المتهمين في القضية رقم 415 حصر أمن دولة عليا لسنة 2006 ، بترحيب شابه الشعور بخيبة الأمل بسبب قرار استمرار حبس محمد الشرقاوي وكريم الشاعر لمدة خمسة عشر يوما إضافية .

وكانت جلسة النظر في تجديد حبس الشرقاوي والشاعر بالأمس قد شهدت مشادة حادة بين محاميي الشرقاوي والشاعر وبين محقق النيابة ، بسبب إفصاح المحقق عن نيته في تحويل قضية تعذيب الشرقاوي لمجرد جنحة استعمال قسوة "ضد مجهول" وعدم إجرائه لأي تحقيقات مع مأمور قسم شرطة قصر النيل ، فضلا عن تجاهله لاتفاقية مناهضة التعذيب رغم كونها تشريع داخلي بعد تصديق الحكومة المصرية عليها منذ عشرين عاما .

وقال جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان " قضية الشرقاوي أصبحت قضية فاصلة في تحديد استقلالية النيابة العامة في مصر وحيادها ، هذه القضية مليئة بالتجاوزات الفجة والانحياز الصارخ ، طلبنا التحقيق أكثر من مرة مع مأمور قسم شرطة قصر النيل ، طلبنا تقديم الرعاية الطبية للشرقاوي ، طلبنا انتداب قاضي تحقيق ، طلبنا تطبيق قانون العقوبات المصري واتفاقية مناهضة التعذيب ، مر شهر ، والنيابة العامة تتجاهل كل ذلك ، لا نستطيع اتهام النيابة العامة بالفساد لأن القانون يمنع ذلك ، ولكن من يحاسبها؟ ".

وقد طلب المحامين الحاضرين مع الشرقاوي من النيابة العامة بدء التحقيق فيما أعلنه محمد الشرقاوي من قيام وزارة الداخلية بتزوير قرار النيابة العامة عبر شطبها لكلمة "تحويله لمستشفى المنيل الجامعي ، وكتابة مستشفى السجن " رغم فقدان الثقة في أن النيابة العامة ستفعل ذلك.

وقال جمال عيد " جوبهنا بالعداء من النيابة العامة منذ البداية ، الإفراج عن سجناء الرأي تم بعد فضح الانتهاكات الصارخة التي تعرضت لها حرية التعبير في مصر وامتصاص غضب الرأي العام المصري والعالمي ، لكن الانتهاكات والتجاوزات مازالت مستمرة" وأضاف عيد " تم سجن الشرقاوي تبعا لمزاعم كاذبة ساقتها وزارة الداخلية ، ولم يتم مجرد تحقيق في جريمة واضحة شاهدتها النيابة العامة بنفسها وهي جريمة تعذيبه " .

وترى الشبكة العربية أن التجاوزات ضد الشرقاوي وهذه الإجراءات الثأرية ضده تأتي بسبب إصراره على موقفه الداعم للقضاة وفضحه لهذه الممارسات عبر رسائله المستمرة لمحاميه وأصدقائه حول هذه الممارسات .

جدير بالذكر أن قرار الإفراج عن علاء سيف الذي صدر منذ أمس الأول وكذلك الإفراج عن باقي المتهمين في القضية 415 وعددهم 22 متهم ، لم ينفذ حتى الآن ، حيث مازال الجميع محتجزين لدي وزارة الداخلية ، وهو ما يجعل قرار الإفراج عنهم حتى هذه اللحظة مجرد "حبر على ورق " .

هذا ورغم مصادرة إدارة السجن لرسائل كتبها محمد الشرقاوي إلى بعض محاميه وغلى والدته ، فقد تمكن من إرسال الرسالة المرفقة والتي ننشر نصها هنا .

مواضيع متعلقة :

بلاغ الى المحامي العام
http://hrinfo.net/lit/06/pr0530.shtml

بعد مرور ثلاثة أسابيع على اعتقاله وتعذيبه وزارة الداخلية ترفض علاج محمد الشرقاوي
http://hrinfo.net/press/2006/pr0615.shtml

ضباط شرطة ساديون يرتعون بشوارع القاهرة
http://hrinfo.net/press/2006/pr0527.shtml

اعتداءات بوليسية على المعتقلين ، وممارسات مريبة للنيابة العامة
http://hrinfo.net/egypt/hmcl/2006/pr0604.shtml



Despite releasing some opinion prisoners,
Who is entitled to hold public prosecutors accountable in Egypt?

Cairo - 22nd June, 2006

The Arabic Network for Human Rights Information (HRinfo) welcomed the release of accused activists in the case no. 415/2006- state security. However, HRinfo was disappointing because the detention renewal for both Mohamed Al-Sharkawi and Karim Al-Shaer for 15 days more.

The renewal session for Al-Sharkawi's and Al-Shaer was marked by a quarrel between the defence lawyers and the investigator, who expressed his intentions to turn the report about torturing Al-Sharqawy to just a misdemeanor, in which the charge would be Cruel treatment (versus non-identified), and not to question Qasr El-Nil police station commissioner, overlooking the International Convention against Torture which has became an internal legislation upon the signature made by the Egyptian government on it, 20 years ago.

Al-Sharkawi's case has likely become a key example in talking about the public prosecution independence and impartiality in Egypt. It is full of excessively gross violations and blatant bias. We've demanded, more than once, to question the commissioner of Qasr El-Nil police station, to provide Al-Sharkawi with the necessary urgent medical care, to appoint a magistrate to investigate with him, and to adhere with the Egyptian Penal Code and the Convention against Torture. After a month, the public prosecutor is still turning a deaf ear to our demands.Legally, we are not allowed to claim the prosecution corrupt, yet we wonder about the body that is entitled hold the prosecution accountable?"
Gamal Eid, HRinfo's Executive Director said.

Al-Sharkawi's defence demanded the Public Prosecutor to conduct investigation into the Al-Sharkawi's allegations that the Ministry of Interior has falsified the prosecution's decision, changed the name of the hospital in which Al-Sharqawy was supposed to be admitted, from Al-MANIAL University Hospital to the prison hospital. Though it was doubted from Public Prosecutor in the first place.

"From the beginning, it was clear that there is an enmity between the defence lawyers and the prosecution. Releasing opinion prisoners was an attempt to calm the national and the international public opinion, it came as a result of the efforts done to spot lights on the violations against freedom of expression in Egypt, though the violations still being committed" Eid said. "Al-Sharkawi was detained upon false allegations by the Ministry of Interior, torturing him is a crime that has not been investigated into up till now." Eid added.

HRinfo believes that the violations committed against Al-Sharkawi are in response to his persistence in standing for the judges' demands, as well as his keenness to blow in the whistle about his detention conditions in his messages to his lawyers and friends.

Worthy mentioning, the orders to release Alaa Saif and other 22 defendants in the case No 415/2006 has not been carried out yet, they are still in custody of the Ministry of Interior, which means that the release orders were not meant to be implemented.

Although the prison administration banned some of Al-Sharkawi's letters to his lawyers and his mother, he managed to send a letter that was published on HRinfo website.

Related topics:
  • communiqué to the Attorney General
    http://hrinfo.net/lit/06/pr0530.shtml

  • After three weeks of detention and torture, Ministry of Interior refuses to medically cure Mohamed Al-Sharkawi:
    http://hrinfo.net/press/2006/pr0615.shtml

  • Sadion Police Officers in Cairo streets
    http://hrinfo.net/press/2006/pr0527.shtml

  • Police Insults detainees and public prosecution skeptic practices
    http://hrinfo.net/egypt/hmcl/2006/pr0604.shtml



  • Sounds of the nineties: authenticity and personal expression
    (iii) Lotfi Boushnak: Malouf Tunisien

    In Tahar Gharsa’s ensemble, as in the small solo instrumental ensembles that prevailed before the Rashidiyya, the solo vocalist and instrumentalists colour the melodies with spontaneous embellishments and subtle nuances of articulation. The Rashidiyya, in contrast, with its elimination of the solo vocalist, its thick string and choral textures masking any solo instrumental contributions, and its use of notation to define melodic detail, inhibited such channels of personal expression. In the 1990s, certain high profile singers have at once rediscovered and transformed the soloistic format, using the traditional melodies as vehicles for their individual vocal styles.

    In 1993, the Maison des Cultures du Monde in Paris produced a recording entitled Lotfi Boushnak: Malouf Tunisien featuring the Tunisian media star, famous throughout the Arab world for his eclectic range of Tunisian and Egyptian popular styles, performing three waslat, or abbreviated nubat (al-asbahan, rast al-dhil and sikah). Boushnak sings solo throughout, backed by an ensemble of nine solo instrumentalists on violin, nay, qanun, 'ud, cello, double bass, naqqarat, darbukka and tar.

    "Muwashshah. Wasla al-asba'in."
    Lotfi Boushnak - Malouf Tunisien
    (mp3 file, 282 kb, 1.10 min)


    Lotfi Bushnak

    Born in Tunis in 1954, Boushnak describes himself as an 'autodidact:' like most Tunisian singers (as opposed to players) he had no formal musical education and he does not read music. He learnt the ma'luf in the choruses of the state youth ensembles that rehearsed in the National Conservatory and the Maison de Culture Ibn Khaldun in Tunis, and from the canonic recordings of the Rashidiyya and the Radio ensemble, taken from the radio. Boushnak began incorporating songs from the ma'luf into his solo repertory in the early 1990s; the compact disc itself was an initiative of the Maison des Cultures du Monde, inspired by a recital he gave there. The compact disc was followed by cassettes for the Tunisian market and by the mid-1990s, Lotfi Boushnak's renderings of the traditional love-songs could be heard blasting from the cassette stalls in downtown Tunis, competing with the latest hits of other popular stars.

    If Boushnak's soloistic interpretations seem like a throwback to traditional practice, as represented by Tahar Gharsa, this impression is misleading. Gharsa accompanies himself on the 'ud 'arbi and his solo voice alternates with a chorus provided by the instrumentalists. Boushnak, in contrast, maintains the strict separation between voice and instruments established by the Rashidiyya and he dispenses with the chorus altogether, his voice alternating with the instruments alone.

    Boushnak does, however, maintain a distinctive instrumental backing for the ma'luf, using only the string and traditional Arab melody and percussion instruments of the Rashidiyya in contrast to the electric guitars, keyboard and drum kit he uses in contemporary songs. He also adopts a distinctive vocal style emphasising the correct Tunisian pronunciation of the words. Unlike Tahar Gharsa, however, Boushnak makes no claim to authenticity, a fact acknowledged by his audiences. He insists that he has his own style influenced by no other singer, which no one taught him: a chorus master can teach the 'grands lignes,' he explains, but the expressive nuances that constitute a singer's personal style are his own.

    Again unlike Gharsa, Boushnak has no special commitment to the ma'luf, itself a relatively recent addition to his repertory, or to its related popular traditions. Indeed, when I met him in his studio in Tunis in April 2001, Boushnak insisted that he had had enough of the archaic love songs whose sentiments, he believed, had no relevance for today's world: 'je ne suis pas un guardian du patrimoine.' (12) Moreover, while Gharsa sings mainly to Tunisian audiences, preferably in informal settings, Boushnak, a jet-setting star, confines his public appearances to prestigious, high profile events such as gala concerts and international festivals.

     

    آيفكس – انباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير

                                                                                                    

     

    16 يونيو / حزيران 2006

    نيو يورك – الولايات المتحدة الأمريكية

     

     

    ** الأردن: تصاعد الإعتقالات يقيد حرية التعبير – على الحكومة تنفيذ وعدها بإنهاء الممارسات القمعية **

     

     

    ** هيومن رايس ووتش - HRW **

     

     

    (نيويورك، 16 يونيو/حزيران 2006) ـ قالت هيومن رايتس ووتش اليوم أن على الحكومة الأردنية ألا تتراجع عن التزامها بالاحترام الكامل لحرية التعبير، حيث ما زالت حكومة رئيس الوزراء معروف البخيت تطلق يد أجهزة المخابرات والشرطة والنيابة العامة في قمع التعبير المشروع بدلاً من تنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها.

     

    ففي 11 يونيو/حزيران، أمرت نيابة محكمة البداية في عمان باعتقال أربعة نواب بعد تقديمهم العزاء لأسرة أبو مصعب الزرقاوي عقب موته في العراق. وقالت التقارير أن أحد هؤلاء النواب أطلق على الزرقاوي تسمية "الشهيد والمجاهد".

     

    وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "إن تقديم التعزية لأسرة رجلٍ ميت ليس جريمةً، مهما بلغ حد الإجرام الذي وصل إليه الميتً". مضيفة بأنه "لا يجوز أن يكون ذلك أساساً للملاحقة القضائية. كما لا يجوز أن يتم ألأخذ  بتعليق متسرع  بشأن من بوصف باعتباره أحد قادة الإرهاب، على أنه تحريضٌ على العنف، حتى وإن جاءت على لسان أحد النواب. و يمثل استهداف هؤلاء النواب خرقاً غير مقبول لحقهم الأساسي في حرية التعبير".

     

    والنواب الأربعة هم: محمد أبو فارس وعلي أبو السكر وجعفر الحوراني وإبراهيم المشوخي، وجميعهم من أعضاء جبهة العمل الإسلامي. وهم متهمون بمخالفة المادة 150 من قانون العقوبات الأردني التي تحظر كل كتابةٍ أو خطاب "يقصد منه أو ينتج عنه إثارة النعرات المذهبية أو العنصرية أو الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الأمة".

     

    وخلص المدعى العام بمحكمة البداية الأولى فيما بعد إلى أن التهم الموجهة إلى المحتجزين تقع خارج اختصاصها، فأحال القضية إلى المدعي العام العسكري في محكمة أمن الدولة. وقد قال بعض المراقبين داخل الأردن لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن هذه الخطوة أخذت شكل تدخلٍ حكوميٍّ سافر.

     

    وقد احتجز النواب الأربعة رهن التحقيق في سجن الجفر الواقع في الصحراء على مسافة 350 كم جنوب عمان. ولا ينتمي أيٌّ منهم إلى تلك المنطقة أو يمثل ناحيةً منها. وقال عزام هنيدي، رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة العمل الإسلامي لـ هيومن رايتس ووتش أن مسئولي الجبهة لم يتمكنوا من زيارة المعتقلين في سجن الجفر.

     

    وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت مراراً عن اعتزامها تعديل المادة 150 وغيرها من المواد التي كثيراً ما اعتمدت عليها في إسكات منتقديها أو الحد من التعبير الذي يلاقي رفضا جماهيريا. وفي مناسباتٍ كثيرة في عام 2005، قدمت هيومن رايتس ووتش لملك الأردن وحكومته انتقاداتٍ للقانون الأردني الذي لا يتفق مع الضمانات القانونية الدولية لحرية التعبير. وفي يوليو/تموز 2005، صرح أحد كبار المسئولين الأردنيين لهيومن رايتس ووتش أن الأردن يعتزم تعليق العمل بالمواد موضع الخلاف في قانون العقوبات بما فيها المادة 150، وذلك ريثما يتسنى إصلاح ذلك القانون (http://hrw.org/english/docs/2004/12/23/jordan9929.htm).

     

    لكن السلطات الأردنية واصلت في عام 2006 تطبيق ذلك القانون السالب لحرية التعبير واستمرت في انتهاج ممارسات تهدف إلى الرقابة على حرية التعبير.

    ففي 30 مايو/أيار، أدانت محكمة البداية بعمان محرر أسبوعية شيحان الأردنية جهاد المومني بـ" إهانة الشعور الديني" من خلال إعادة طباعة الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية المثيرة للجدل والتي اعتبرت إساءةً إلى النبي محمد، وحكمت عليه بالحبس لمدة شهرين طبقاً للمادة 278 من قانون العقوبات الأردني. وفي قضيةٍ مماثلة، أمرت المحكمة بحبس محرر أسبوعية المحور هاشم الخالدي لمدة شهرين (http://hrw.org/arabic/docs/2006/02/16/jordan12682.htm)

     

    وفي يناير/كانون الثاني 2006، وجه المدعى العام تهمة "المس بهيبة الدولة" لـ جميل أبو بكر جراء نشره مقالات كتبها كلٌّ من النائبين علي أبو السكر وعزام هنيدي على موقع جبهة العمل الإسلامي على الإنترنت. وقد أسقطت التهمة فيما بعد (http://hrw.org/arabic/docs/2006/01/26/jordan12539.htm).

     

    ومنذ فترة وجيزة، أفادت صحيفة "جوردان تايمز" أن السلطات الأردنية قطعت في 8 يونيو/حزيران بث مقابلةٍ كانت قناة الجزيرة الفضائية تجريها مع صهر الزرقاوي، وأن الشرطة احتجزت ياسر أبو هلالة مدير مكتب الجزيرة بعمان لفترة وجيزة. وكانت السلطات الأردنية قد احتجزت أبو هلالة في مرةٍ سابقة عندما كان يهم ببث تغطيةٍ لأحداث الشغب التي جرت في بلدة معان جنوب الأردن.

     

    وفي 8 مايو/أيار، احتجزت عناصر المخابرات فهد الريماوي، رئيس تحرير صحيفة المجد الأسبوعية، في دائرة المخابرات العامة، وحققوا معه بشأن مقالةٍ نشرها. وفي تلك المقالة أثار الريماوي أسئلةً حول توقيت الإعلان الحكومي عن اكتشاف مستودع الأسلحة الذي قالت بأن حماس تعتزم استخدامها ضد أهدافٍ أردنية. وقال الريماوي لهيومن رايتس ووتش أن عناصر المخابرات لم يبرزوا له مذكرة استدعاء أو اعتقال، وأنهم اشترطوا عليه نشر تراجعه عما قاله كشرطٍ لإطلاق سراحه. ولم يبدر عن نقابة الصحفيين الأردنية أو عن المجلس الأعلى للإعلام أي رد فعل على الشكوى التي قدمها الريماوي بشأن المعاملة التي تعرض لها.

     

    وقالت ويتسن: "يجب الحكم على الحكومة الأردنية من خلال أفعالها لا أقوالها. فلا معنى لوعودها باحترام حقوق الأردنيين مادامت تواصل حبس الناس الذين يقولون ما لا يعجبها".

     

    خلفية عامة

    لطالما وعد الملك عبد الله الثاني ملك الأردن بضمان حرية الصحافة وحماية حرية التعبير، بما في ذلك الكلمة التي أدلى بها أمام المنظمات الأمريكية في العاصمة واشنطن في شهر مارس/آذار 2005. وقد طرح الصحفيون الأردنيون كثيراً من المطالب الهامة، ومنها عدم تجريم أي ادعاء بخرق القانون بمجرد الاستناد إلى محتوى مادة منشورة، إضافةً إلى مطالبتهم بتعديل كثير من القوانين التي تحد من حرية التعبير.

     

    وكانت "الأجندة الوطنية"، وهي مشروعٌ إصلاحي يمتد لعشر سنوات أطلقه الملك في فبراير/شباط 2005، قد قدمت توصيات تنسجم مع مطالب الصحفيين، وذلك في تقريرٍ نشر أواخر 2005. لكن الحكومة الجديدة وعددٌ من النواب رفضوا إدخال هذه التوصيات ضمن مشروع قانون الصحافة الجديد. وسوف يحل هذا القانون محل قانون الصحافة والنشر لعام 1998 والمعدل عام 1999 بعد عرضه على مجلس الأمة المتوقع في يوليو/تموز 2006. لكن القانون، إذا أقرّ بصورته الحالية، لن يمثل تطوراً يذكر بالمقارنة مع القانون الحالي.

     

    لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال:

    في نيويورك، كريستوف ويلك (العربية، والإنكليزية، والألمانية): +1-212-646-8355

    في القاهرة، فادي القاضي (العربية والإنكليزية):  +20-12-135-9232

    في نيويورك، سارة ليا ويتسن (الإنكليزية): +1-212-216-1230

                                                                                                   

    تم ارسال هذا البيان بمعرفة مركز استلام وتوزيع تنبيهات وبيانات الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير

     

    555 شارع ريتشموند غرب, رقم 1101

    صندوق بريد 407

    تورونتو, كندا

     

    هاتف رقم :+1 416 515 9622       فاكس رقم : +1 416 515 7879

    بريد عام ifex@ifex.org

    بريد برناكج الشرق الأوسط و شمال افريقيا (مينا) mena@ifex.org

    زوروا موقعنا http://www.ifex.org  و للعربیة زوروا http://hrinfo.net/ifex/ 

                                                                                                   

     

    Qaida

    Qaida
    Qaida,
    originally uploaded by kolyom.

    رئيس عمليات القاعدة مختل وخالد شيخ يعيش في أمريكا

    GMT 22:45:00 2006 الأربعاء 21 يونيو

    الخليج الاماراتية


    الخميس: 2006.06.22

    كتاب يكشف فضائح الحرب على الإرهاب

    واشنطن ـ حنان البدري

    أثار كتاب جديد الكثير من الجدل في الولايات المتحدة بعدما كشف عن المزيد مما وصف بفضائح تعامل الإدارة الأمريكية في حربها على الإرهاب. والكتاب الذي حمل عنوان “عقيدة الواحد في المائة” كشف فيه مؤلفه وفقاً لتسريبات من وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي.آي.ايه) أن حادثة ضرب مكتب قناة الجزيرة الفضائية بصاروخ في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 بكابول كان متعمداً. وقال مؤلف الكتاب رون ساسكند ان مصادر حكومية أمريكية أبلغته عن وجود غضب كبير لدى أعضاء الإدارة الأمريكية على قناة الجزيرة وقتها وأنه بعد إطلاق الصاروخ على مكتبها بأفغانستان كان هناك رضا لدى إدارة بوش من وصول “الرسالة” الى “الجزيرة”. وكشف ساسكند في كتابه عن العديد من الحوادث المثيرة ومنها أن أبوزبيدة الذي اعتقل في مارس/ آذار 2002 في فيصل آباد ووصفته إدارة بوش بأنه كان رئيس عمليات القاعدة، هو في الواقع شخص مريض عقلياً، وأكد ساسكند حسب مصادره، أن أبوزبيدة عثر معه على مذكرات شخصية تغطي عشر سنوات من حياته سجل فيها ملاحظات ويوميات لنفسه تحت اسم “هاني 1” و”هاني 2”.. وهكذا، وهي يوميات طفل وشاب ورجل ناضج، وكلها حملت ملاحظات ومعلومات تافهة مثل تسجيل أنواع للأكل والملبس. لدرجة ان دان كولمان الذي كان يشغل وقتها منصب كبير محللي مكتب التحقيقات الأمريكي والمتخصص في القاعدة أبلغ رؤساءه أن أبوزبيدة مجنون رسمي ولديه انفصام في الشخصية. ويبدو حسب مؤلف الكتاب أن أبوزبيدة لم يكن فقط شخصاً مريضاً عقلياً، لكن لم يكن لديه أي معلومات مفيدة حيث استغلته القاعدة كعامل مراسلة مهمته تجهيز سفر زوجات وأسر قيادات القاعدة.

    وحسب المؤلف فإن أبوزبيدة ونتيجة للتعذيب بدأ يدلي بمعلومات من خياله عن هجومات كانت “القاعدة” تعد لها على محطات نووية ومراكز تجارية، وكانت النتيجة هي هرولة آلاف من رجال الشرطة والأمن الى تلك الأماكن والقيام بعمليات تفتيش وتحرٍ لا تحصى، وكلها أسفرت عن لا شيء.

    وكشف الكتاب المثير، والذي سارع اليمين الأمريكي لحملة ضده، أن الولايات المتحدة قامت بإعطاء مبلغ 25 مليون دولار لمن أبلغ عن المسؤول الكبير في تنظيم “القاعدة” خالد شيخ محمد وأن هذا الشخص يعيش حالياً في الولايات المتحدة بعد إعطائه اسماً غير اسمه الحقيقي.

    والمدهش أن مؤلف الكتاب شبه أيمن الظواهري بأنه “ديك تشيني القاعدة” كاشفاً في كتابه عن مشاعر رجال ال”سي.آي.ايه” المحترفين في ظل العمل تحت إدارة بوش بأنهم يشعرون أن وظائفهم أصبحت لتأكيد سياسات الإدارة الأمريكية وليس تطويرها.

     

    نجوم يعقوبيان في الإسكندرية

    GMT 11:00:00 2006 الخميس 22 يونيو

    محمد عبدالرحمن


    سمية الخشاب
      محمد عبد الرحمن من الإسكندرية : واكبت إيلاف مساء أمس الأربعاء وصول نجوم الفيلم المصري الجديد "عمارة يعقوبيان " لمحافظة الإسكندرية – العاصمة الثانية لمصر- لحضور عرض الفيلم مع الجمهور وافتتاح 10 شاشات جديدة بمركز سان ستيفانو التجاري العملاق .
    الشاشات الجديدة مملوكة للشركة العربية للانتاج والتوزيع التي تديرها الفنانة إسعاد يونس احدى بطلات الفيلم الذي بدأ في إثارة الجدل حول قصته وشخصياته بشكل أكبر مما فعلته الرواية المأخوذ عنها الشريط السينمائي المعروض حالياُ للكبار فقط .
    حضر عرض الإسكندرية الفنانون عادل إمام وسرا وخالد الصاوي وخالد صالح وطلعت زكريا وعباس أبو الحسن، ورحب اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية بالحضور وافتتح الشاشات الجديدة التي تعرض احدث الانتاج المصري والامريكي ، وقالت الفنانة إسعاد يونس لإيلاف أن الفيلم معروض حالياً في الكويت بينما سيتم عرضه في باقي دول الخليج خلال عيد الفطر المقبل بينما تم عرضه في مصر عبر 70 شاشة على الأقل .
    من جانبها أكدت الفنانة يسرا سعادتها بالمشاركة في هذا الفيلم رغم قلة عدد مشاهدها مؤكدة أن الفيلم سيعتبر فيما بعد علامة مهمة في تاريخ السينما المصرية الحديث .

    محافظ الإسكندرية يتوسط يسرا وعادل إمام
      بينما قال خالد الصاوي أنه مازال يدرس ردود فعل الجمهور حول الشخصية التي قدمها ويتمنى أن تصل للناس رغم صعوبتها حيث يظهر في دور صحفي شاذ جنسياً وهي الشخصية التي رفضها عدد كبير من الممثلين .
    وحول اختلاف رد فعل الجمهور في المهرجانات العالمية التي شهدت عرض الفيلم وفي القاعات المصرية تجاه الشخصية، قال الصاوي قد يكون تقبل الجمهور الأجنبي مختلفا كون الشذوذ الجنسي أمر معتاد في الغرب لكن إذا لم يشعر الجمهور المصري بصدق الحالة التي قدمتها فهذا يعني أن علي إعادة حساباتي لأنني أمثل لجمهور بلدي بالأساس .
    ومن المنتظر أن تزيد التعليقات حول الفيلم الفترة المقبلة ما بين مؤيد ومعارض ومقارنات بين الراوية والشريط .
    وكانت دار الأوبرا قد شهدت يوم الأثنين الما ضي افتتاح أسطوري للفيلم بذل فيه المنظمون جهداً كبيراً ليقارب أكبر المهرجانات الدولية وشهد حضور رموز العمل السياسي في مصر .
    وتتابع إيلاف خلال الفترة المقبلة تقديم المزيد من المتابعات حول الفيلم والموسم السينمائي الجديد
    .

    تصوير :سيد عبد ربه

    الصور تنشر للمرة الأولى عبر إيلاف 

    يسرا
     





























    يسرا وخالد الصاوي
     

     

     




















    إسعاد يونس وأحمد الفيشاوي وشريف جميل وإنجي 



















    أبطال فيلم عمارة يعقوبيان



















    رامي إمام مع والدته وزوجته وبوسي شلبي

















     

    مبروك زفاف زميلنا إيهاب الشاوش

    GMT 6:30:00 2006 الثلائاء 20 يونيو

    شمس الضحى


    مبروك لإيهاب الشاوش مراسلنا في تونس دخوله القفص الذهبي
       شمس الضحى من تونس : إحتفل الزميل إيهاب الشاوش مراسل إيلاف من تونس بحفل زواجه على الجميلة إنتظار مقني، وذلك بحضور مجموعة كبيرة من الأهل والأصدقاء، فهنيئاً لإيهاب وأمنياتنا له بالمزيد من السعادة والفرح.







































    نانسي عجرم في تونس

    GMT 13:00:00 2006 الخميس 22 يونيو

    إيهاب الشاوش


    نانسي عجرم
      إيهاب الشاوش من تونس:بعد الحفل الناجح لنجوم لبنان، عاصي الحلاني وغريس ديب ورامي عياش بقبة المنزه بتونس العاصمة. يتجدّد موعد الجمهور التونسي مع النجمة اللبنانيّة الرقيقة نانسي عجرم يوم السبت المقبل 24 يونيو الجاري بقبة المنزه في سهرة منفردة تنظمها الجمعية التونسية للدفاع الاجتماعي.  
     
    النجمة اللبنانية التي تعودت على تونس و تعود جمهور تونس على الالتقاء بها في عديد المناسبات سوف تغنّي ساعتين بمفردها قبل ان تنتقل الى نزل البالاص بضاحية قمرت (25 كلم على العاصمة) لتحيي سهرة أخرى إلى جانب الفنّانة التونسية ألفة بن رمضان، وآمنة فاخر، والفنان التونسي حاتم نور الدين. و قد علمت إيلاف ان النجمة اللبنانية ستصل إلى مطار تونس قرطاج الدولي غداً الجمعة في تمام الساعة الثانية فجراً.
    يبقى السؤال المطروح هل تختطف نانسي عجرم الأضواء من مونديال المانيا؟ و هل تكون سهرة السبت احتفالاً مضاعفاً بتأهل المنتخب التونسي الذي يلاقي المنتخب الأوكراني يوم الجمعة؟


    آمنة فاخر

    أدونيس: لا إله إلا الله محمد رسول الله

    سلوى اللوباني GMT 10:45:00 2006 الإثنين 19 يونيو


    سلوى اللوباني من القاهرة: أقامت مؤسسة باشراحيل للإبداع الثقافي بمقرها في القاهرة مناقشة مفتوحة مع الشاعر العربي على أحمد سعيد "أدونيس" شارك فيها الشاعر الدكتور عبدالله باشراحيل مؤسًّس جائزة باشراحيل التي ذهبت إحدى جوائزها التقديرية إلى أدونيس قبل عامين "ثلاثون ألف دولار"، وكل من إبراهيم زقزوق، مصطفى عبدالله، وفهد الشريف، وإسماعيل عقاب، تناولت المناقشة موضوعات عن النص التراثي وتفسير أدونيس له، والفرق بين القراءة والتأويل، بالاضافة الى عدة أسئلة وجهت اليه عن تعرض كتبه للاسلام والذات الالهية، ورؤيته للنص القرآني، واللغة العربية ومشكلاتها، وأموراً أخرى في الشعر وديوانه الجديد.

    وأكد أدونيس أن النص التراثي لا ينظر إليه اليوم إلا من الجوانب الفقهية، من جوانب العبادة وأحكام الشرع، والأبعاد الأخرى الموجودة في هذا النص مطموسة وكأن الإسلام تحول إلى مجموعة طقوس دينية، بدل أن يفتح أفقا للتفكير، أفقا للتساؤل، أفقا للعلاقة بينه وبين المعرفة ليس بالمعنى لبعـض المؤولين الذين يسيئون للنـص القرآني، عندما يقولون إن كل شيء موجود في النص القرآني؟ وعند تحميل النص كثيرا وتحميله كل شيء تقتله أيضاً، يعني لا يكون النص بمثابة الضوء الذي يكشف لنا حياتنا العلمية ويكشف لنا مناهجنا الفكرية، ويغنى ثقافتنا النص القرآني قراءته كنص يغنى بلاغة أو كنص شرعي بحت، ولا أدعي أنـني عالم دين.

    حول تفسيره للتراث:
    قال "أدونيس" حتى نعرف النص وأهميته، النص هو ارتـباط بقراءتـه، النص هـو القراءة، والقراءة تقـوم على الفهم حتى لا تكون قراءة ذاكرة وقراءة تاريخيـة، القراءة هي مجموعة من العلاقات الثقافية والنفسية والتاريخية بحيث إن القارئ في القرن الأول غير القارئ في القرن الثاني، بحكم الضرورة وبحكم الطبيعة الحية، إذا كانت الثقافة حية والإنسان حيا، فالأحرى أن يكون قارئ القرن العشريـن مختلفا عن قارئ قديم.

    ويضيف "أدونيس" عند المسلمين بشكل عام لديهم ميل أن يكون القارئ واحدا والقراءة واحدة، كأن المسلمين لديهم عقلا واحدا في جميع العصور لا يتغير هذا العقل ويعتقـدون أن هذا إغناء، بالعكس هذا إفقار للنص وإفقار للإسلام، وإفقار للبشر أيـضا، لذلك ليس لدينا ثقافة إسلامية، لدينا مليار وثلاثمائة مليـون مسلم، خمـس أو سدس البشرية، هل تستطيع أن تسمي عشرة مفكرين أو خمسة أشخاص يضعون النص القرآني على بساط معرفة، وحتى نصر حامد أبوزيد ماذا قال، لم يقل ما قاله أسلافنا في العصر العباسي، أسلافنا في العصر العباسي، كانوا أكثر جرأة منه، وأكثر بعدا في نظرتهم وفي تأويلهم، ومحمد أركون عنده وجهة نظر جيدة، النظر الى النص القرآني بوصفه نصا تاريخيا، لكنه لم يعمق هذه النظرة، لم يقدر أن يمضي بها الى آفاقها لا يستطيع، لا يوجد حرية، بقيت نظرته مهمة كنظـرة، لكن لم يستقصها (هو صديقي) ونلتقي دائما .. !

    عن الفرق بين القراءة والتأويل:
    قال "أدونيس" إن استخدام القراءة بالمعنى التأويلي الشامل، عظمة أي نص بما فيه النـص القرآني هو في قابليته للقراءات المختلفة، وينتج معرفة جديدة بهذا المعنى نوع مـن تأويل الكلمة الشهيرة (القرآن حّمال أوجه)،  نحن نفسّر هذه الكلمـة حمّال أوجه، أن قراءة القرآن يجب أن تكون اليوم متنوعة ومتعددة، وأي نص لا يقبل هذه القراءة المتعددة يكون نصا قتيلا، نصا ميتا، فالمشكلة أن المسلم يأسر النص القرآني بإطار ضيق، يـجمده ويقتله  بحيث يصير نصا فقهيا شرعيا، يقول النص القرآني عن الأمة الإسلامية "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".
    لكن خير أمة ليس بالمعنى الماضي، بمعنى هذا الخير مرتبط بقدرتك على الفهـم قدرتك على التقدم، قدرتها على المستقبل، و إلا لكانت مسألة غير معقولـة، مثل ما أن الرسالة الإسلامية خاتمة الرسالات، والنبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبـياء، يؤولونها بمعنى لا معرفة بعد هذه الرسالة، وإذن الإنسان لم يعد لديه ما يقولـه، كل ما يمكن قوله قيل في القرآن باعتبار أنه أعطى آخر كلامه لآخر أنبيائه، هذا غير معقول، وهذا هو السائد لو ينشر هذا الكلام لكفرنا المسلمون، باعتبار أنه أعطى آخر كلامه، لآخر أنبيائه، دائما هناك جديد ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها )، المعرفة ليست التي تمت في الماضي بل التي تتجدد  وتـأتـي باستمرار، العالم يتغير إذا أخذت العلم في المئة عام، وقد أخذ المسلمون كل منجزات التقنية واستخدموها، لكن لماذا يرفضون المبدأ العقلي الذي أتى بهذه الإنجازات؟ هناك تناقضات في ذلك، هذا كله استـنادا إلى أن المعرفة جاهزة ومسبقـة وتامـة، والله يقـول "سنريهم آياتنا فـي الآفاق" و "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن"، لولا الأحداث  لكـنـت بالسجن أولا أو مثلما تعرضوا للاسم اسم أدونيس !

    وفي سؤال وُجًّه إليه في المناقشة جاء فيه "في كتبك تعريض بالإسلام وبالذات الآلهية فماذا تقول؟
     "أجاب أدونيس "لم أكتب كلمة ضد الإسلام بوصفه دينا، ورؤيا للعالم، وإنما انتقـدت الممارسة الإسلامية والفهم الإسلامي للنص القرآني، هذا نقدته وسأظل أنقده، أنا مسلم ابن الثقافة الإسلامية، لو كان الإسلام لا يهمني لتحدثت عن قضايـا أخرى، لأن الإسلام يسكنني في دمي وحياتي وثقافتي،  لذلك أغضب للإسلام وأناقشه، وإلا لو لم يكن له الأهمية الكبرى لأحجمت عن ذلك، وأنا أتحدى أي شخص يأتيني بكلمة واحدة كتبتها ضد الإسلام، أنا انتقـدت وأنتقد التأويل السائد للإسلام، يجب قراءة القران قراءة عصرية، نحن لا نقول بالانتقاص منه أو إزالة أي شيء منه، أشعر أنا كمثقف أنتمي إلى الحضارة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين، أشعـر عندما يؤول القرآن هذا التأويل أن هناك لإهانة لي وليست له، ويعزل عن العالـم لذلك أنا أغضب وأثور كيف لكتاب أنشأ هذه الحضارة العظيمة وهذا الكـم الإسلامي الهائل يغيب الاجتهاد فيه للتعريف بعظمته وقيمته.

    وفي سؤال مباغت خلال المناقشة وُجًّه إلى أدونيس "أتشهد بالشهادتين"؟
    أجاب "نعم لا إله إلا الله محمد رسول الله عشرات المرات"، وعن الذين يكفرونه قال أدونيس "لماذا أقول بقراءة القرآن قراءات ثقافية، الله يقول "إنك لن تهدي مـن أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، كيف يمكن لمسلم أن يدعي القدرة عـلـى تكفير الآخرين؟ هذا شيء، والشيء الثاني، الله جادل إبليس، وأثبت كلامه في النص القرآني وكان يستطيع أن يراقبه ويحذفه، فكيف لا يتسع للحوار حتى ولـو كان الحوار إبليسيا، لذلك جاء الحديث النبوي (من كفًّر مسلما فقد كفر) أو كما قال، وأذهب إلى أكثر من ذلك لو استطاع أعداء الإسلام بكل قواهم، وبكل ماستطاعوا أن يؤذوا الإسلام، لما فعلوا أكثر مما فعل بعض المسلمين .. !

    وحول رؤيته للنص القرآني وإن كان يرى فيه تجاوزا للفكر السائد أو حداثة؟
     قال أدونيس "إذا وضعته في إطاره التاريخي والحضاري، فهو نص حداثي متقدم  عـلى النصوص التي كانت من قبله ومعه، إذا أخذت السورة ونظرت إليها  تـراهـا كمثل حديقة مفتوحة من جميع الجوانب، من أية جهة دخلت تجد بنية  مختلفـة وهذه البنية المختلفة، ضد النظام الذى جاء فيما بعد في الكتابة، يمكن لـك أن تبدأ السورة من نهايتها وتصير البداية، تأخذ أية من نصف السورة وتبدأ بـها، وهذا نص حديث بالمعنى الدقيق للكلمة، بالمعنى الحديث هو في إطاره التاريخـي نص متقدم فكريا وفنيا ولغويا بالمعنى الكتابي، وهو نص حديث وإذا أخذت كل الشعراء الكبار في التاريخ العربي كان لديهم نص كامن في لا شعورهم ... هو النص القرآني، وكان كل منهم يحاول أن يتقاتل مع النص ويتحاور معـه، ويحاول أن يعمل مثله أو يبدع مثله، من هنا نستطيع فهم شاعر عظيم مثل أبـي العلاء المعري عندما فسًّر ديوان المتنبي وسماه (معجز أحمد) دائما المبدعين الكبار يكون أنموذجهم، والأنموذج دائما خصم، إذا أخذت المتنبي يكون دائما خصمي لأنني إذا كنت سأعمل مثله سأكون تابعه، لذلك يجب أن أعمل شيئا إلى جانبه أو شيئا يتخطاه، وكل الإبداعات بالتاريخ كانت كذلك والنص القرآني كان من جهة نموذجا ومن جهة خصما، و إلا لما حدث لدينا هذا الإبداع الكبير، والدليل كل شعرنا بهذا المعنى، كما في الدين المسيحي شخص المسيح هو المرجع، تستطيـع أخذ الأناجـيل ووضعها على الرف وتستطيع عـدم قراءتها، إنما ارتبــاط المسيحي في العمق بشخص المسيح ما يأخذه منه، أنت تعرف أن التلامذة رووا حياة المسيح بأشكال مختلفة ليست متناقضة ولكن متنوعة ثم إذا أخذت التوراة إذا كانت فعلا كـلام الله كما هي بين أيدينا.

    الدين يأمرنا بأن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ما هي الكتب التي تؤمن بها وأنت تقول الإنجيل ليس كلام الله؟
     إذا كنت ستؤمن بالإنجيل ستقع في تناقض لأن مفهوم الله في الإنجيـل مختلف، لكن هل هو الذي بين أيدينا؟؟ لن أتعرض لما أثير حول القرآن الذي بيـن أيدينا، إذا أردت البحث في هذا الموضوع ستتناول القرآن أيضا، والمسلم يجب ألا يخاف من البحث ومهما نقد النص القرآني لن يؤثر به أحد لأنه موجود وجودا موضوعيا، مثل ما موجودة أية ظاهرة موضوعية بالعكس النقد ينعشه ويحييه.

     وعن اللغة العربية ومشكلاتها قال أدونيس:
     إن اللغة بشكلها الفصيح المتوارث صارت منفصلة عـن الحياة، إن الطفل يتحدث في بيته لغة ويذهب إلى المدرسة إلى لغة أخرى، بحيـث يحدث لديه انفصام لغوي يؤدي إلى انفصام ثقافي، لذلك يطالبون بلغة دارجــة وبالنسبة لي مرة سئلت سؤالا "الفصحى تموت" لماذا تتمسك بها؟ قلت أنا علــى افتراض أن الفصحى تموت أحب أن أكتب بهذه اللغة التي تموت ولن اكتب إلا بها هذا لا يعني أنني معاد للغة الشعب للغة الدارجة، جميع اللغات في العالم لها مستويان لغة فصحى ولغة دارجة، يمكن المسافة عندنا بين الدارج والفصيح أبعد،  أقـوى وأشد منها في لغات أخرى، لكن من حيث المبدأ الخطأ ليس في اللغة وليس  في النحو وليس في الصرف، لأن لكل لغة مشاكلها، اللغة مثلا الفرنسيـة حيـن تقرأها بنحوها وصرفها معقدة، اللغة الألمانية كذلك نحوها وصرفـها معقـدة كالعربية، إذن الخطأ ليس في اللغة بذاتها وإنما بالعقل الذي يستخدم هذه اللغة،  نحن العـرب يجب أن نعترف أنه لم نعد نعرف لغتنا، ما هي الأسباب؟ هذا موضوع آخر، حتى الشيوخ المؤتمنون على اللغة العربية عندما يخطبون في الجوامع يخطئون، والمسلمون إجمالا لا يعرفون لغتهم، تقرأ الكتب التي توضع والتي تترجم نادرا ترى اللغة التـي يكتب بها هي مثل بشرته مثل دمه، مثل الهواء الذي يتنفس تحس اللغة العربيـة موجودة هناك في الكتب والقواميس والكاتب يأتي إلى  هذه الكتب ويأخذ منها المفردات، لا تخرج اللغة من قلبه ومن دمه، ليس معنى هذا أن الدارجة أحسن أو هي الحل، أحك بالدارجة الآن أنا عندما أحكي بالدارجة أشعر بأن عقلي تقلـص وصغر وأفكاري تقلصت وصارت محدودة، لذلك لا أستطيع أن أكتب بالدارجة إطلاقا رأسا المستوى يكون في ذروة ويهبط فورا، فالمشكلة أكثر تعقيدا من كونها فصحى ودارجة وتسهيل وتبسيط، أعمق من ذلك أعتقد كل النظريات حول اللغة العربية الان هي نوع من الهرب من مواجـهـة مشكلة العقل الخلاق، الخلق طاقة على الإبداع وطاقة الخلق عند العرب  هـي المضمحلة، لذلك يريدون تصوير اللغة وإنزال اللغة إلى مستوى هذه الطاقــة وتنـزيل البشر الى هذا المستوى لذلك مشكلتنا مع الطاقة الإبداعية مع طاقاتـنا الخلاقة وليس مع لغتنا، اللغة هي أعظم لغة يمكن أن يتخيلها الإنسان، القرآن نزل بلغتنا، ونحن نستحقها، لأنها نزلت علينا من السماء بهذا الأسلوب، إنما يجب أن نثبت أننا نستحقها، نذهب إلى تفاسير القرآن ابن كثير ومحمد عبده والشعراوي، هل تطابقواالعيب فينا نحن، علماؤنا منصرفون عن الاجتهاد سوى بالسياسة، هناك تغييب وتهميش مناصب العلماء من السياسة، وهناك مـن  يتفوق ولا يحظى بشيء، أزعم أننا لم نقرأ القرآن ولم نقرأ تراثنا، المسائل مترابطة سياسية وأنثروبولوجية، الآن شخصية النبي صلى الله عليه وسلم كالإصرار على أميته، هـو أنه كان مجرد وسيط ولم يقل شيئا من عنده (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا  وحي يوحى) هذه الشخصية لم ندرسها، ما معنى أن يكون هناك شخص مجرد وسيـط ينقل كلاما وهو أمي بلغ إليه، وهو لا يقرأ ولا يكتب، نحن في لا شعورنا نريـد أن يكون كل مسلم مثل النبي صلى الله عليه وسلم، معنى ذلك يجب أن ننقل نحن كلامــه وكلام أصحابه نقلا دون أن نضيف شيئا، إلى درجة قال أحد الفقهاء القدماء (من قال في القرآن من عنده فهو مخطىء ولو أصاب) هذا هو السائد في العمق ولو لم نعترف به ولكن هل هذا كلام إسلامي فعلا بالمعنى العميق؟؟ هذا هو السؤال  أنـا أعتقد لا، وهذا قتل الثقافة الإسلامية، الأشياء معقدة ومترابطة وتحتاج إلى دراسات معمقة ونقاشات من هذا النوع كثيرة ودائمة، وإلا أنا أرى مستقبــل الإسلام كدين وكما نمارسه كمسلمين كارثة أنا أعتقد أنه كارثة.

    ( بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ) هل بدأنا في العد التنازلي للضعف؟
    هناك دراسات محمدية كدراسة خليل عبد الكريم، إرهاصات الإسلام والنبوة ودور خديجة في ذلك أحدهم يقول إن المسلمين الآن ليسوا  بمسلميـن سيأتي مسلمون آخرون كي يحملوا هذه الرسالة؟ الأجيال القادمة يمكن أن تحمل الراية كما قال بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

     الأحاديث الموضوعة التي تعاقبت هل هي دسيسة ضد الدين؟
    طبعا هناك علماء فندوا الأحاديث الصحيحة والضعيفة، والمدلسـة وغيرها لكن إلى الآن لا تعرف العامة الحديث الصحيح من الضعيف، أصيب الدين ببعض التشوهات من خلال الأحاديث الموضوعة، وهناك شأن المذاهب الأربعة وتفرعاتها، قال النبي صلى الله عليه وسلم  يأتي زمان على أمتي القابض على دينه كالقابض على الجمر، يأتي زمان على أمتي ينسون الخالق ويعبدون المخلوق.

    بلند الحيدري يقول أدونيس بنى قصرا، وجاء أتباعه كالجرذان، فخربوه!
    هناك كلام كثير، ليس المهم قصيدة النثر والوزن، المهم بدلا من الحديث عن الشعر، نتحدث بالترهات، الشباب يتخـرصون أن قصيدة النثر ألغـت الشعر العربي.

    لو كانت هناك مقطوعة شعرية نثرية، ومطابقة لها موزونة ماذا تفضل؟
    هناك روايات عظيمة كلها شعر موبي ديك، وفيرجينيا وولف، كل الروايات شعر، الشعر حالة عامة، علماء الفلك وفرضيات غزو الكواكب كلها فرضيات شعرية، القصيدة نظام وبنية، المهم الحديث عن الشعر في القصيدة، أعظم شيء في الشعر كالحب لا تستطيع تحديده، هل تستطيع أن تقول لي ما الحب؟

     علمنا أنك تعد كتابا شعريا في السيرة النبوية؟
     لدي مشروع كتاب في السيرة النبوية واتفقت مع ناشر فرنسي كي ننشرها وأنجزتها طبعا، أنا لا أحكي هذه الأشياء، سيرة صافية، وهي كتـاب عظيم جدا لكن بصيغته الحالية لآلئ لكن الأصداف تغطي هذه اللآلئ أكثر، من اللآلئ سأنزع كل الأصداف وأترك اللآلئ فقط، وهي كلها شـعـر وستترجم الى لغات.

    ما رأيك في اختراق العالم المتحضر بمشروع مختارات من الشعر العربي مترجمة باللغات؟
    بكل سرور نعمل مختارات من الشعر العربي بالفرنسية، إذا وافـقت دار النشر ونحن نعمل عليه، نستطيع بمشروعك القول إن الشاعر عبدالله باشراحـيل هو الذي أسهم بهذه الفكرة؟  نعم وهي مادة موجودة ويمكن إعادة قراءتها قــراءة جديدة، في دار جاليمار الكبيرة قلت لهم لكل شعر في العالم  لديكم مختارات بينما أهـم شعر في العالم الشعر العربي ليس لديكم مختارات له، قالوا  لي نحن  في ميزانيتـنا لا نستطيع دفع ثمن الترجمة، لأن الكتاب يصير غالي السعر، لذلك تذهب غايــة الكتاب، كل الشعر العالمي دفعوا ثمن ترجمته ونشرناه نقلت ذلك لبعض المتمولين ومـا حصلت سوى على نصف القيمة وسنذكر اسمه في مقدمــة الكـتاب والنصف الآخر سنؤمنه.

    لقد طرح الدكتور عبد الله باشراحيل فكرة إعـادة تصنيف بعض التراث العربي وترجمته إلى اللغات الحية فما رأيك في ذلك؟
    مشروع عظيم لو تم وفي الجانب الآخر، الآن أقوم بجمع ديوان النـثـر العربي، النثر لا يقل عن الشعر هو الذي نشأ في المدينة، لا يوجد ثقافة حية دون نثر، والشعر عفوي وارتجالي وتكتبه كيفما شئت، لكـن النثر يلزمه تعقل وثقافة وإطلاع واسع، لذلك لا يفهم الشعر العربي فهما واسعا دون نثر مهم وعميق، هذا مشروع أعمل عليه (ديوان النثر العربي) حتى تبرز الشخصيات الحية والمبدعة في أمتنا وثقافتنا العربية .. ؟

    علمنا أن هناك ديوانا جديدا سوف يصدر ما اسمه؟
    نعم سأسمي الديوان بجملة لآبي العلاء المعري (جدي على الثدي) 

    هل أنت ضد الضد أم أنت ضد الضد الجامد؟
     أنا مع الضد المتحرك .. وحتى لا أقول المتمرد .