٦‏/٩‏/٢٠٠٦

قليل من المعرفة في كيفية تنصيب موقعك لا يضر

اصنع مدونتك مع فلوك في وورد بريس


welcome-back

اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية: نقطة تحول جوهرية في تاريخ الصحافة الالكترونية

رغم تغطية الشبكات الإخبارية العالمية للكثير من تفاصيل اعتداءات11 سبتمبر/أيلول 2001 الدامية، إلا أن التساؤلات المتعلقة بخلفية هذه الإحداث ومنفذيها منحت الشبكة العنكبوتية القدرة على المنافسة كوسيط إعلامي جديد من نوعه.

 

لم تلبث أن بدأت الشبكات الإخبارية العالمية الكبرى كشبكة السي إن إن CNN والبي بي سي BBC والدويتشه فيلله بنقل أخبار هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 في مدينتي نيويورك وواشنطن، حتى شهدت مواقع الانترنت التابعة لهذه الشبكات إقبالا لم يسبق له مثيل عليها من قبل مستخدمي الشبكة العنكبوتية. فقد تجاوز عدد متصفحي مواقع هذه الشبكات خلال الساعات اللاحقة مجموع كل متصفحيها خلال أسبوع واحد. ولهذا السبب يمكن أن تعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أولى الأحداث العالمية التي لم يشاهدها الملايين من البشر من خلال التلفاز فقط، بل كذلك من خلال الانترنت كمصدر للمعلومات. فأحداث الحادي عشر من سبتمبر تعد بمثابة نقطة تحول جوهرية في تاريخ الوسيط الإعلامي الجديد المعروف بالـ "الصحافة الإلكترونية"، كما تفيد دراسة علمية أجريت في جامعة لايبتزج الألمانية.

  

نقطة تحول هامة

 

أحداث 11 سبتمبر/ أيلول تعد بمثابة نقطة تحول في تاريخ الصحافة الألكترونيةBildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  أحداث 11 سبتمبر/ أيلول تعد بمثابة نقطة تحول في تاريخ الصحافة الألكترونية اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية تركت آثارها كنقطة تحول مركزية على الانترنت عموماً، فالعديد من صفحات الانترنت الحالية مازالت تفرد أبوابا تقدم الصفحات الرئيسية للكثير من المواقع الإخبارية التي تناولت الحدث آنذاك. وتظهر هذه الصور المحفوظة للعديد من صفحات الانترنت من كل أرجاء العالم الدراماتيكية الدموية لإحداث ذلك اليوم. ومما لا شك فيه هو أن صورة البرجين الملتهبين وشريط الأخبار الذي كان يحدث بين اللحظة والأخرى كانا القاسم المشترك لجميع هذه الصفحات. وعلاوة على ذلك فإن تغطية هذا الحدث الإخباري كانت البداية فقط، فقد تبعت بالكثير من المعلومات الأولية والأساسية وتسلسل الأحداث والصور بالإضافة إلى مقاطع الفيديو، التي كان لها الدور في تكملة تغطية الحدث بسرعة. ومن الواضح هنا أن الوسيط الإعلامي الالكتروني الجديد قد نجح في تقديم ما عجز عنه التلفاز والمذياع، فمستخدم الانترنت لديه حرية الاختيار في قراءة الأخبار واستقاء المعلومات التي يرغب في الحصول عليها.

  

 فجوة إعلامية بين الماضي والحاضر

 

جانب من الدمار الذي لحق بالمدينة كما يظهره أحد المقاطع الفيديوية على الأنترنتBildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  جانب من الدمار الذي لحق بالمدينة كما يظهره أحد المقاطع الفيديوية على الأنترنتوفي خضم هذه الأحداث الدامية، التي كانت للوهلة الأولى بعيدة عن التصديق، فإن الصحافة الالكترونية يمكن أن تكون قد نجحت في تقديم تغطية إخبارية متكاملة تتناسب مع واقع معروض الشبكة العالمية قبل خمس سنوات. كما أن المشككين في ذلك النجاح يتفقون على أنها نجحت على الأقل في نقل هذا الانطباع، فمحرري أخبار الانترنت لم يكونوا بالطبع أكثر إطلاعا من زملاؤهم في الوكالات الإخبارية الأخرى أو محرري الإذاعة والتلفاز. ورغم نقل هذه الأحداث مباشرة إلى كثير من بقاع العالم فإن الأسئلة حول التفاصيل وخلفيات الحدث، التي كانت تتوالى آنذاك، كانت قد تتجاوز الإجابات كماً.

 

تم بالتأكيد استيعاب هذا النقص الإعلامي في 11 سبتمبر/ أيلول 2001 ليس من قبل مواقع الشبكات الإخبارية على الانترنت فحسب، بل ومن قبل صفحات عامة أخرى كذلك. وبينما كانت الكثير من قنوات التلفاز في مختلف أرجاء العالم تعيد بتكرار مميت الصور الملتقطة الأولى للأحداث، وبينما كان الخبراء في كبريات شركات الانترنت العالمية منشغلين في فتح مزودات جديدة، ظهرت فوراً على صفحات الشبكة العنكبوتية أولى روايات شهود العيان. فقد وصف الكثير من سكان مدينة نيويورك الساكنين على مقربة من مبنى التجارة العالمي أو الذين كانوا يمرون بالقرب من المبنى في ذلك الوقت جانب من تفاصيل ذلك الحدث التي عايشوها. كما أن الكثير من سكان المدينة وصفوا مشاعرهم لحظة الانفجار. وهذا لم يمنع أن تكون هذه الصفحات مسرحاً لنداءات الاستغاثة والإشاعات. فقد تطورت منتديات الانترنت لتصبح بورصة للأخبار ولقوائم المواساة. 

 

المدونات الشخصية دون شروط النشر

 

الويبلوغ من أشكال النشر الجديدة على صفحات الانترنتBildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  الويبلوغ من أشكال النشر الجديدة على صفحات الانترنتان الانترنت كانت وما زالت تمثل ساحة نشر خصبة هذه النداءات والإشاعات والانطباعات الشخصية، ولكن الطابع الاستثنائي لأحداث 11 سبتمبر أدت إلى إقبال كبير من قبل مستخدمي الانترنت على تلك الصفحات الشخصية، التي تشبه تدوين المذكرات الشخصية. الجدير بالذكر في هذا السياق أن تلك الصفحات أصبحت مداراً للتغطية الإخبارية. ومنذ ذلك الوقت لم تكف شبكة السي أن أن مثلاً عن الحديث عن "صحافة شعبية" في الانترنت.

أما مصطلح "الويبلوغ" أو "المدونات الشخصية"، فقد ارتبط بالنشر على صفحات الانترنت من دون التقيد بالشروط العامة التي تعتمدها جميع المؤسسات الإعلامية. فصفحات الويبلوغ تتخذ شروطاً أخرى لعل أهمها الطابع الشخصي لأصحابها، رغم أن هذه الخصوصية لا تمنحها نوعاً من الجاذبية التي تشكل احد مقومات الإقبال على تصفحها، بل أنه كذلك يجعلها في أحيان كثيرة عرضة للنقد والتهجم. من جانب آخر فإن الانترنت تمنح كذلك العديد من المؤمنين "بنظرية المؤامرة" فيما يتعلق بأحداث 11 سبتمبر منبراً لطرح التساؤلات والآراء. وبعد خمس سنوات على وقوع تلك الأحداث أصبح بامكان أكثر من مليار إنسان الإبحار في صفحات الشبكة العالمية للمعلومات، محولين هذه الشبكة إلى وسيط إعلامي جديد لاستقاء الأخبار والمعلومات. وختاما يمكن القول أن لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية الفضل الجوهري في تنشيط مستخدمي هذا الوسيط الإعلامي الجديد.

 

هولغر هانك/ إعداد: عماد م. غانم

العلمانية في العالم العربي بين الواقع وآمال التطبيق

كانت العلمانية حجر الأساس، الذي تطورت عليه المجتمعات الأوروبية مطلع القرن العشرين، إلا أن المد الإسلامي، الذي يعيشه العالم العربي منذ عدة عقود، يجعل تطبيق مبادئ العلمانية في المجتمعات العربية أمرا صعبا في الوقت الحالي.

 

تعني العلمانية تنظم العلاقة بين الدين ومؤسسات الدولة بحيث لا تتدخل المؤسسة الدينية في آلية اتخاذ القرار السياسي بشكل مباشر. وبموجب ذلك يصبح الاعتقاد الديني مسألة فردية خاصة. وفي النظام العلماني لا يحق لأي شخص كان أو لأية مؤسسة حكومية أو دينية التدخل في مسألة الاعتقاد الديني لأي مواطن. إضافة إلى ذلك تصبح قوانين الدولة المدنية هي السائدة على جميع المواطنين. وطبيعي أن تختلف هذه القوانين من بلد لآخر بحسب خصوصياته، وكانت فرنسا أول من طبق نظام فصل الدولة عن الكنيسة مطلع القرن الماضي. وقد عارض رجال الدين آنذاك العلمانية بقوة لأن الكنيسة فقدت على أثره سلطة كبيرة في تقرير مصير الحكم هناك بالإضافة إلى فقدانها أيضاً لسيطرتها على التعليم الديني في المدارس. وبعد فرنسا اتبعت دول أوروبية أخرى أنظمة مشابهة للنظام الفرنسي ولكن بدرجات متفاوتة.

 

العلمانية بقيت في إطار الدعوات على الصعيد العربي

 

قضية الأفغاني عبد الرحمن أثارت ضجة عالمية كبيرة. Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  قضية الأفغاني عبد الرحمن أثارت ضجة عالمية كبيرة. لم تُطبق الأنظمة العلمانية حتى الآن في العالم العربي، مع أن تأثير المؤسسات الدينية في الدول العربية يختلف من بلد لآخر. غير أن النصف الأول من القرن الماضي شهد دعوات ونداءات من قبل علماء دين متنورين طالبوا فيها باتباع النظام العلماني، وكان هؤلاء العلماء قد ظهروا خلال وبعد عصر النهضة العربية أواخر القرن التاسع عشر في مصر وبلاد الشام متأثرين بالتغييرات السياسية والمناهج الفكرية في أوروبا. لكن هذه الدعوات بقيت دون تأثير لأسباب عدة منها الفكرة السائدة عند أغلبية المسلمين بأن الإسلام دين ودولة، ولأن العلمانية التي جاءت عن طريق تركيا استطاع معارضوها أن يوصفوها بانها ضد الدين مما لاقت معارضة كبيرة لدى عامة الناس في المجتمع الذي كانت الأمية متفشية فيه، وتم الترويج لهذه الفكرة المعادية للعلمانية وغير الصحيحة في مناطق عديدة من العالم الإسلامي وتركزت نقاط العداء على أن العلمانية ضد ارتداء الحجاب لان أتاتورك خلال تطبيقه النظام العلماني في تركيا منع النساء من لبس الحجاب في مؤسسات الدولة ومنع الرجال من لبس القبعات الحمراء - مع أن ذلك لا علاقة له بالدين الإسلامي-، كما رفض تطبيق الشريعة الإسلامية واستبدل قوانينها بقوانين مدنية معظمها من فرنسا وسويسرا وانكلترا علاوة على استبداله الأحرف العربية بالأحرف اللاتينية. وقد ساعد ذلك على ترويج عداء الإسلاميين المحافظين والتقليديين للنظام العلماني. رغم كل هذا يرى الباحث السياسي السوري نبيل فياض في لقاء خاص مع موقع الدويتشه فيله إن "التجربة التركية للعلمنة صالحة للتطبيق في أية دولة عربية".

 

الحرية الدينية مفقودة

 

المجتمعات العربية بحاجة ماسة إلى نظام علماني.Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  المجتمعات العربية بحاجة ماسة إلى نظام علماني.أصبحت الحريات الفردية بكافة أشكالها أمراً بديهياً في الفكر الإنساني وممارسات الدول الديمقراطية.  ويأتي في مقدمة هذه الحريات حرية الاعتقاد لأنه من الصعب بمكان، إن لم يكن من المستحيل تحقيق العدالة الإجتماعية التي تنادي بها كل المذاهب والأديان إذا لم تتوفر هذه الحرية التي تفتقدها المجتمعات العربية حتى الآن. وربما تكمن المشكلة الرئيسية في أن الإسلام لا يسمح لمن اعتنقه بتغيير دينه واعتناق دين آخر أو الإعلان عن إلحاده، وهذا ما ظهر في قضية الأفغاني عبد الرحمن الذي كان مسلماً و أعلن اعتناقه المسيحية وسجن على أثر ذلك في بلاده. وقد طالب علماء إسلاميون هناك بقتله باعتباره مرتداً، لكن الاحتجاجات العالمية الغربية هي التي أجبرت الحكومة الأفغانية على إطلاق سراحه والسماح له بمغادرة بلاده وهنا لم نشهد أي احتجاج من قبل رجال الدين المسلمين على سجنه. هذا يشير إلى أن تفكير رجال الدين هؤلاء لا يختلف عن زملائهم في أفغانستان وقصة الكاتب المصري نصر حامد أبو زيد تؤكد حاجة البلدان العربية إلى النظام العلماني لان "العلمانية تكفل للجميع حقوقهم الخاصة والعامة وهي الحل الأوحد حالياً" كما يضيف الباحث فياض.

 

آفاق بعيد ة لقيام المجتمعات المدنية

 

لا توجد حالياً آفاق لتطبيق قريب لنظام علماني في البلدان العربية يمنح حق المواطنة لكل فرد فيها. وحق المواطنة هذا يمنح المساواة بين الرجل والمرأة وبين المسلم وغير المسلم وبين المسلم المؤمن وغير المؤمن، ولكن تحقيق هذه المواطنة مرهون بإصلاح إسلامي يقوم به المسلمون أنفسهم ويجعل من مجتمعاتهم بلداناً تعيش عصرنا الحالي عصر الحداثة والحريات الشخصية والديمقراطية، وإذا لم يتصد المسلمون أنفسهم للتطرف الإسلامي فإنهم لن يستطيعوا تجاوز العواقب الحالية لركوب قطار الحضارة وهذا ما يؤكده الكاتب نبيل فياض الذي يقول "إن مشكلة المسلمين هي خنقهم المتعمد لأية محاولة لظهور "كانط" أو "ديكارت" في صفوفهم". ويجمع الكثيرون على أن المد الإسلامي في بلدان عربية كثيرة يجعل حظوظ تحقيق نظام علماني ضئيلة لأن أصحاب هذا المد الاسلامي يرفضون فكرة قبول الآخر ويحاولون تفسير العالم الذي أصبح معقداً في عصرنا الحالي بطرق تقليدية قد تكون نجحت في القرن السابع الميلادي لكن الزمن تجاوزها الآن، فهذا النمط التقليدي القديم لا يستطيع تقبل التنوع الثقافي والإثني والأيديولوجي لكل أفراد المجتمع. وعلى سبيل المثال لا الحصر لا تزال مسألة مساواة المرأة مع الرجل في الترشيح والإمامة والانتخاب من أهم مجالات الإصلاح الضرورية في الدين الإسلامي بما في ذلك منع تعدد الزوجات.

 

 تعليم القرآن في أحد المساجد، أمر ممكن في النظام العلماني. Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:   تعليم القرآن في أحد المساجد، أمر ممكن في النظام العلماني. وتقف أمام هذا الإصلاح الإسلامي معضلة التعاون غير المباشر بين السلطة والمؤسسات الدينية. وهذا التعاون عبارة عن تبادل للمصالح بحيث تخفف المؤسسات الدينية من احتجاج الإسلاميين على الملوك والرؤساء وبالمقابل تفسح الحكومة المجال لرجال الدين بالتحرك بحرية وبالقيام بنشاطاتهم الدينية بدون مراقبة. غير أن ذلك يتم ضمن الحدود التي تحددها تلك الحكومات كي لا ترى سلطتها في وضع حرج وكل هذا يحدث على حساب المفكرين الليبيراليين والإصلاحيين المسلمين.  ولن تحل هذه المعضلة إلا عن طريق تنوير العامة وإقناعها بضرورة النظام العلماني الذي يمنح حرية الاعتقاد لكل الأقليات الدينية ويحفظ لغة وثقافة كل الأقليات الاثنية ويسمح بالتعددية في كل فئات المجتمع. لا تبدو بوادر تطور الأنظمة العربية إلى أنظمة علمانية مبشرة بالخير في الوقت الحاضر، مما قد يؤخر إقامة مجتمعات مدنية فيها عشرات السنين.

 

 

سمير مطر