٦‏/١٢‏/٢٠٠٥

151020

مجريات أول دعوى تنظر أمام القضاء العراقي يحضرها أكثر من مئة محام  بصفة مدعين للطعن في نتيجة الاستفتاء ضمن مدينة الموصل
استأنفت محكمة بداءة الموصل النظر في دعوى الطعن في نتيجة الاستفتاء الذي جرى بتاريخ 15/10/2005 وما رافق ذلك من خروقات  وتزوير نتيجة الاستفتاء لمحافظة نينوى أدت إلى تمرير الدستور رغم الرفض الشعبي وبعد تاخر إعلان نتيجة هذه المحافظة عدة ايام عن باقي المحافظات قامت مجموعه من محامي الموصل من الناشطين في مجالات حقوق الإنسان  والمتابعين لشان الانتخابات بتشكيل هيئه تبنت متابعة هذا الموضوع والتحقق من ذلك وبعد توفر الادله الكافية من شهادات ووقائع ماديه قامت برفع الأمر إلى مجلس القضاء عبر مذكره تحريرية موقعه من قبلها وكان العدد في بادي الأمر سبعة عشر محام , وبعد المذكرة وجواب مجلس القضاء الأعلى حول مراجعة طرق الطعن  تم إقامة دعوى قضائية لدى محكمة بداءة الموصل تحت تسلسل 5387/2005 على المفوضية العليا للانتخابات وقد عين يوم 16/11/2005 موعداً لها لغرض تبليغ المدعى عليه إضافة لوظيفته وهو مدير المفوضية العليا للانتخابات , وبالفعل جرت المرافعة في يومها المحدد ولكن الذي حدث هو انضمام أعداد أخرى من المحامين إلى الهيئة الطاعنة بالاستفتاء وتجاوز العدد مائة محام , عندها قرر قاضي محكمة البداءة الأستاذ حجاب إبراهيم السبعاوي تأجيل النظر في الدعوى إلى يوم 24/11/2005 لغرض استكمال إجراءات انضمام هذا الحشد الهائل من المحامين ودفع الرسوم القانونية عنهم باعتبارهم أشخاصاً ثالثه في الدعوى وكذلك لغرض إعادة تبليغ المفوضية 0 وبالفعل تم إكمال الإجراءات المطلوبة وفي يوم 24/11/2005 وفي الوقت المحدد باشرت المحكمة النظر في الدعوى بعد حضور ممثل المفوضية العليا للانتخابات بموجب وكاله رسميه  كما حضر المحامون المدعون ونظرا لكثرة عددهم فقد تم التنسيق على توكيلهم لزميلهم المحامي فارس عبد الستار البكوع ( رئيس اتحاد الحقوقيين في الموصل) بوكاله حقوقيه خاصه صدقت من قبل المحكمة 0 وبعد استكمال إجراءات المحكمة من حيث تثبيت أسماء الحضور وهم بهذا الكم الذي لم يشهده القضاء العراقي بتاريخه الطويل قامت المحكمة بسؤال المدعين عن مطالبهم فتم تكرار لائحة الدعوى بعدها سالت المحكمة ممثل المفوضية العليا عن إجابته بخصوص الدعوى الذي أجاب بطلب رد الدعوى لأسباب تتعلق بآلية الطعن بالانتخابات استناداً إلى التعليمات الصادرة من قوة الائتلاف وعند ذلك أجاب الدكتور عبد الرحمن الطحان عضو هيئة الطعن بالاستفتاء ( إن ذلك غير وارد من حيث النصوص القانونية وخاصة اتفاقيات جنيف  والتي لا يجوز بموجبها قيام الدولة المحتلة بتغيير التشريعات النافذة في البلد المحتل , وكذلك ولاية القضاء العراقي على كافة النزاعات والأشخاص)0 بعدها تم تزويد ممثل المفوضية العليا بنسخ من أدلة الإثبات التحريرية التي تحصلت عليها الهيئة ألطاعنه بالاستفتاء بعد أن زودت المحكمة بنسخ منها 0 كما سالت المحكمة ممثل ألمفوضيه عن أجابته بصدد الادله المقدمة من قبل هيئه الطعن والذي أجاب بطلب مهله مناسبة لغرض دراستها وعرضها على المفوضية ومن ثم الاجابه كما أضاف المحامي فارس عبد الستار البكوع عن المدعين بوجود أدله أخرى تتمثل بشهادات شخصيه لمواطنين حصلت بحقهم التجاوزات والخروقات أو ممن شاهد ذلك0 الا ان المحكمه واستجابة لطلب وكيل المدعى عليه قررت تأجيل المرافعة إلى يوم 7/12/2005

ممثل المفوضية يطلب عدم التصوير والمحكمة ترفض الطلب:

ومن الجدير بالذكر أن عددا من مراسلي الصحف ووكالات الأخبار قد حضر لتغطية هذه الجلسة كما قامت قناة الشرقية الفضائية بتغطية هذه الجلسة بعد استحصال الموافقات الاصوليه من رئاسة استئناف نينوى بعد اعتراض ممثل المفوضية على التصوير ألا أن إجابة المحكمة كانت الموافقة بعد حصول موافقة الاستئناف لان جلسات المرافعة علنية وليست سرية ومن حق أي مواطن الحضور والاستماع لما يجري في قاعة المحكمة .
وقد حضر فضلا عن وسائل الأعلام عدد غير قليل من المواطنين لمؤزرة هيئة الطعن ولم يقتصر الأمر على حضور الموطنون فقط لابل عدد من العاملين في المراكز الانتخابية حضر إلى قاعة المحكمة وأبدو استعدادهم للشهادة على خروقات حصلت في المراكز العاملين بها يوم الاستفتاء .وهي مبادرة يشكرون عليها .

احد الإذاعات تصدر قرارا في الدعوى قبل موعدها بأيام:
من طرائف هذه الدعوى والتي لازالت في مراحلها الأولى قيام احد ألاذعات الكردستانية وقبل موعد المرافعة بأيام إذاعة خبر مفاده (وجود دعوى قضائية مقامة ضد المفوضية من قبل عدد من المحامين في محكمة بداءة الموصل للطعن في نتيجة الاستفتاء وان موعد المرافعة يوم 24/11/2005 وان قاضي المحكمة سيصدر قرارا بنقل الدعوى الى بغداد )؟؟؟؟؟؟!!!! هذا ما سمعه بعض الزملاء ومنهم الأستاذ محمد زكي وهو نائب مدعي عام سابق في الموصل ، فهل يعقل ذلك من  قناة تعلم بصدور قرار قضائي قبل موعد المرافع يايام . وقد نقل الخبر  لقاضي المحكمة والذي استغرب اشد الاستغراب من هذا الطرح غي المسئول  والذي يخالف نصوص القوانين المرعية .
بقي القول أن هذا العدد من المحامين يجرى التنسيق فيما بينهم بواسطة هيئة تنسيق ومتابعة وان الأيام القادمة ستفصح عن الكثير من الأمور  مع الثقة العالية بالقضاء العراقي .
  


  

سويسرا تحتج

سويسرا تحتج لدى تونس

احتجت الحكومة الفدرالية لدى تونس على إثر الرقابة التي تعرض لها الخطاب الذي ألقاه الرئيس السويسري سامويل شميت في قمة مجمتع المعلومات.
من جهته، سيتقدم مارك فورر، مسؤول العمليات في الوفد السويسري إلى القمة، بشكوى إلى الاتحاد الدولي للاتصالات، منظم القمة.
استُـدعي السيد عفيف الهنداوي، سفير الجمهورية التونسية لدى سويسرا بعد ظهر يوم الأربعاء 23 نوفمبر الجاري من طرف وزارة الخارجية السويسرية. وقد أبلغه السيد بول فيفا، رئيس الدائرة السياسية الثانية في الوزارة (المعنية بإفريقيا والشرق الأوسط)، شفويا الاحتجاج الرسمي للسلطات السويسرية.
وأوضح جون فيليب جانرا، المتحدث باسم وزارة الخارجية لسويس انفو بأن "الحكومة الفدرالية قد كلّـفت أيضا مارك فورر بمراسلة الاتحاد الدولي للاتصالات، المنظم للقمة العالمية لمجتمع المعلومات"، ويعني هذا، بشكل أوضح، أنه يجب على مسؤول العمليات في الوفد السويسري، الذي تحوّل إلى تونس الأسبوع الماضي، أن "يحتجّ ضدّ مُـجملِ العقبات التي وُضِـعت بوجه حرية التعبير وعمل الصحفيين خلال انعقاد القمة" في العاصمة التونسية.
وكان صُـحفي قد تعرّض إلى اعتداء عنيف على هامش الاجتماع، كما تمت مضايقة العديد من زملائه خلال تغطيتهم لتحركات المجتمع المدني التونسي والدولي.
إضافة إلى ذلك، لم يتمكّـن المشاركون في القمة داخل مقرّ انعقاد المؤتمر من الدخول إلى مجموعة من مواقع الانترنت (من بينها موقع سويس انفو)، التي تتعرض للحجب من طرف السلطات التونسية.

رقابة على خطاب الرئيس

يجدر التذكير بأن سويسرا التي احتضنت في جنيف الشطر الأول من القمة العالمية لمجتمع المعلومات في شهر ديسمبر 2003، كانت ضيف الشرف في قمة تونس (16 إلى 18 نوفمبر 2005).
وبهذه الصفة، مثّـل رئيس الكنفدرالية لهذا العام السيد ساموييل شميت سويسرا في حفل افتتاح القمة يوم الأربعاء 16 نوفمبر الجاري في تونس. وقد ندّد في خطابه - بشكل غير مباشر، ولكن بشدّة - بأوضاع حقوق الإنسان في تونس.
حفل الافتتاح كان يُـنقل مباشرة على الهواء من طرف القناة التلفزيونية الرسمية التونسية، لكن تمّ قطعه بشكل مفاجئ في اللحظة التي هاجم فيها سامويل شميت الأنظمة القامعة للحريات، متطرّقا بذلك بشكل غير مباشر إلى نظام الرئيس بن علي.
يُـضاف إلى ذلك، أن ترجمة خطاب الرئيس السويسري، التي وزِّعَـت في مقر انعقاد القمة في قصر المعارض بالكرم، حُـذفت منها الفقرات "غير المرغوب فيها".

انتهاك لحرية التعبير

من جهته، وزير الاتصالات السويسري موريتس لوينبيرغر صرّح يوم الأربعاء 23 نوفمبر الجاري لممثلي وسائل الإعلام في برن أن "الرقابة التي تعرّض لها خطاب سامويل شميت، تعتبر انتهاكا لحرية التعبير".
كما انتقد الوزير، الظروف التي دارت فيها الندوة الصحفية التي عقدها في تونس في اليوم الموالي للافتتاح (17 نوفمبر). وقال الوزير: "خلال هذه الندوة الصحفية، تواجد أشخاص لم يكونوا صحفيين، وقد هاجم هؤلاء الأعوان سويسرا، باعتبارها بلد الأموال الوسخة".

سويس انفو مع الوكالات

Islamis

بايبس و"الإسلاموية" و"الحرب العالمية الرابعة"
  
تثير أفكار وتقييمات دانييل بايبس، الأكاديمي البارز في جامعتي هارفارد وشيكاغو، الكثير من الجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها  
  هل يخطط الإسلام لـ "الاستيلاء على أمريكا"؟ يبدو السؤال سخيفاُ بما فيه الكفاية. فمسلمو الولايات المتحدة كانوا، وما زالوا، أقلية صغيرة لا تناهز نسبتها 1% من إجمالي السكان، معظمهم من الفقراء أو الزنوح.

لكن هذا لم يمنع دانييل بايبس من التحذير في كتابه الجديد "الإسلام المتطرف يصل أمريكا"، من مخاطر سيطرة الإسلام على هذه الأخيرة؟!

كما أن الولايات المتحدة نفسها أمة مسيحية بالكامل، تاريخياً وإيديولوجياً وثقافياً، وهي تزداد تديّـنا وتعصّـباً لمسيحيتها يوماً بعد يوم، كما "اكتشف" قبل أيام أبراهام فوكس، مدير رابطة مكافحة الافتراء والتشويه، اليهودية الأمريكية النافذة.

ففي مؤتمر عقدته الرابطة في نيويورك، قال فوكس: "نواجه اليوم تحالفاً من مجموعات أكثر تعقيداً وتنسيقاً وتوحّـداً وتنظيماً، تعارض أكثر من أي وقت مضى سياستنا ومواقفنا حول فصل الكنيسة عن الدولة، هدفهم تطبيق رؤاهم المسيحية العالمية ومسيحة (من مسيحية) أمريكا، يريدون "إنقاذنا"!

الآن، إذا ما كان يهود أمريكا، وهم أقوى وأغنى فئة من فئات المجتمع الأمريكي وأكثرها نفوذاً في السياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة، تعتبر أن الخطر على أمريكا يأتي من المسيحية الأمريكية ذاتها، فعلى ماذا استند إذن دانييل بايبس للتحذير في كتابه الأخير(والخطير حسب رأي كثيرين) "الإسلام المتطرف يصل أمريكا"، من مخاطر سيطرة الإسلام على هذه الأخيرة؟

وهل عالج هذا الأكاديمي البارز في جامعتي هارفارد وشيكاغو هذا الموضوع بالغ الأهمية بروح أكاديمية علمية حقاً؟ ثم: أي تأثيرات لمثل هذه الأحاديث "التخويفية" على أمة مندفعة أصلاً بسرعة الصاروخ نحو النزعات المسيحية المحافظة والأصولية، كما اعترف بذلك يهود أمريكا الذين ينتمي إليهم بايبس؟

سنأتي إلى كل هذه الأسئلة بعد قليل. لكن قبل ذلك، وقفة أمام الأفكار الرئيسية في هذا الكتاب الذي جاء تتويجاً لنحو 30 عاما من دعوات بايبس (وغيره) لاعتبار "الإسلاموية"، الخطر الفاشي أو الشيوعي الجدد على أمريكا.

تعريفات المؤلف للإسلاموية

يقسم المؤلف مؤلَّـفه إلى شطرين: الأول، تعريف بالإسلاموية وجذورها وأصولها، كما يطل عليها هو بالطبع. والثاني، متابعة نشاط الإسلامويين وأهدافهم في الولايات المتحدة.

في الشطر الأول، يحرص بايبس على تفسير أسباب تسميته الأصولية الإسلامية بـ الإسلاموية (Islamism). يقول: "أضفت لاحقة الـ "وية"، كي أوضح من البداية أن هذه الظاهرة تشبه تماماً الأيديولوجيات التي انتشرت في العالم خلال القرن العشرين، والتي أرادت التحكم بهندسة المجتمعات البشرية، خاصة منها الفاشية والنازية والماركسية اللينينية".

وإنطلاقاً من هذا الحكم المسبق، تصبح السمات التي يسبغها المؤلف على من يعتبرها حركات إسلاموية محسومة، وهي:

- (أي الحركات) تكرّس كل جهودها لتطبيق كل الشريعة، وترفض النفوذ الغربي، وتحّول الإيمان إلى إيديولوجيا. وبرغم أنها تعتبر غالباً شكلاً من أشكال الإسلام التقليدي، إلا أنها مختلفة عنه للغاية، وأخطر منه للغاية. ففي حين يسعى الإسلام التقليدي لتعليم البشر كيف يعيشون وفق إرادة الله، يسعى الإسلامويون إلى خلق نظام جديد ويقرؤون القرآن ويفسرونه كما يريدون، بدون العودة إلى رجال الدين.

- وهي طوباوية ترفض كل الأنظمة الإسلامية القائمة، وتعتبرها فاسدة ولا أخلاقية ولا دينية، وتسعى لإقامة مجتمع إسلامي جديد بالقوة.

- وهي توتاليتارية، ترى في الإسلام أساس كل نظام سياسي، وكل مجال من مجالات الحياة. فـ "الإسلام هو الحل" في رأيها. لذا، الإسلامويون ثوريون في تطلعاتهم، متطرفون في سلوكياتهم، وتوتاليتاريون في طموحاتهم، ولا يختلفون إلا بالتفاصيل عن الأيديولوجيات الطوباوية الأخرى، كالفاشية والشيوعية.

- وهي لا ديمقراطية. وكما قال أحد زعماء الإخوان المسلمين في الأردن أحمد نوفل: "إذا ما كان علينا الاختيار بين الديمقراطية والديكتاتورية، فسنختار الديمقراطية. لكن، إذا ما خيّرنا بين الإسلام والديمقراطية، فسنختار الإسلام". وهذا أيضاً كان رأي الماليزي هادي هوانغ: "أنا لست مهتماً بالديمقراطية، فالإسلام ليس الديمقراطية. الإسلام هو الإسلام".

- وهي لا معتدلة، وعدوانية وإرهابية. وكما مثل الثورات الأخرى، فإنها تسعى بعد وصولها إلى السلطة للتوسع على حساب جيرانها، كما فعلت إيران الخمينية.

- وهي معادية للسامية. فكما لاحظت حنا أرنت: كل الحركات التوتاليتارية هي بالضرورة معادية للسامية. الإسلامويون يكنّـون عداءا شديداً لليهود كيهود، ويقبلون كل الأساطير المسيحية عنهم وعن مؤامراتهم للسيطرة على العالم وتدمير الإسلام.

- وهي معادية للغرب، وتعتبر مايكل جاكسون ومادونا "إرهابيين ثقافيين"، وتطل على الحياة الغربية على أنها ليست حضارة، بل مرض"، كما يقول الباكستاني كليم صديقي.

- وهي غير مستعدة للتعايش مع الآخرين أو الوصول إلى حلول وسط، إنها تعتبر نفسها في معركة حياة أو موت مع الحضارة الغربية.


يروج كثيرون - على غرار هذا الشعار المرفوع في إحدى المظاهرات - إلى أن الإسلام سوف "يسيطر على العالم"  


حرب الحضارات

ماذا يمكن أن يبقى بعد هذه التوصيفات قبل أن تنشب حرب الحضارات بين الغربيين والإسلام؟

بايبس ملتبس هنا، أو ضائع عن قصد. فهو في فصل يتحدث بإسهاب عن نظريات برنارد لويس، الذي كان أول من "تنبأ" بعد سقوط الاتحاد السوفييتي بنشوب حرب حضارات بين الغرب والإسلام، وعن فرضيات صامويل هانتينغتن حول حتمية صِـدام الحضارات، لكنه لا يلبث أن يعلن رفضه لهذه التوجهات.

لماذا؟ لأنه يرى أن وسيلة الغرب لإلحاق الهزيمة بالإسلاموية، يكمن في إشعال الصراع بين المسلمين أنفسهم الذين يقسمهم إلى علمانيين وإصلاحيين وأصوليين.

يقول: "في الواقع، السجلات هنا تشير إلى أن الحروب بين المسلمين هي مرتين أو ثلاث مرات أكثر من تلك التي يشنها المسلمون على غير المؤمنين. وحتى لو تمكّـن شعب محمد من التخطيط مجدداً لمحاصرة فيينا، فإن النزاعات الداخلية فيه ستجعل جهوده غير فعالة، تماماً كحربه على إسرائيل".

والرهان هنا، هو على الصِّـدام بين الإصلاحيين الذين يشكلون الغالبية الكاسحة من المسلمين، وبين الأصوليين الذين يقدر بايبس نسبتهم بين 10 إلى 15%. والنموذج الأبرز لهذا الصراع، هو المجابهة الراهنة غير المباشرة بين إيران "الخمينية" وتركيا "الاتاتوركية".

وينقل المؤلف هنا عن طانسو تشيلر، رئيسة الحكومة التركية السابقة قولها: "الغرب في حاجة لاختيار أي نهج يريده أن ينتصر: النموذج التركي أم النموذج الإيراني. الخيار قائم، وهو واضح ولا يمكن تجنبه".

أما بايبس نفسه فينصح الأتراك بالاهتمام أكثر بالشرق الأوسط بدعم من الغرب، وترجمة النصوص الكمالية إلى الفارسية والعربية، ونشر الأفكار العلمانية التركية في العالم الإسلامي، وقبول التضحيات بالدم والمال التي تتطلبها المجابهة مع الإسلامويين. لكن، هل سيكون الانتصار على الإسلامويين سهلاً؟ بايبس لا يعتقد ذلك.

لماذا؟ لأن الإسلامويين، كما يقول، لديهم " عقل غربي". فقادتهم، إما تعلموا في الغرب أو تتلمذوا في الشرق على أيدي أساتذة يطبقون النهج الغربي. وهكذا أبلغ حسن الترابي صحافياً فرنسيا،ً أن القادة الإسلامويين مثله "جاءوا من ثقافة مسيحية غربية، إننا نتحدث لغاتكم".
ويشير بايبس إلى أن الإسلامويين يركّـزون أساساً على الهندسة والعلم الغربيين، وأنهم في غالبيتهم من سكان المدن، متوسطي الحال أو حتى من الأغنياء (نموذج أسامة بن لادن)، لا من الفلاحين الفقراء.

وبرغم أنهم يتحدثون عن العودة إلى القرن السابع الميلادي أيام عصر النبوة والخلفاء الراشدين، إلا أنهم ينتمون إلى الحداثة ويستطيعون التأقلم مع الحياة الحديثة. كما أنهم، وعلى عكس التقليديين، يشجعون عمل المرأة وفق شروط محددة بالطبع، كما في إيران.

وربما يكون الباكستاني أبو الأعلى المودودي نموذجاً كاملاُ للإسلامويين، كما يرى سيد والي رضا نصر من جامعة كاليفورنيا. فآراء هذا المفكر الأصولي البارز لم تتشكل على الإطلاق على يد الإسلام التقليدي، بل هو تبنى القيم والأفكار والترتيبات والآليات الحديثة، ونسجها في قماشة إسلامية. إنه سعى، ليس لتصحيح نظام قديم، بل لتحديث المفهوم التقليدي للفكر الإسلامي والحياة الإسلامية".

وهكذا يتبين، من وجهة نظر المؤلف، أن أهداف الإسلامويين الحقيقية ليست إقامة نظام إسلامي حقيقي، بل وضع النسخة الإسلامية من الحقيقة الغربية، وهذا واضح في توجهاتهم حيال أربعة قضايا: الدين، والحياة اليومية، والسياسات، والقانون. إنهم برغم أنفسهم غربيون، وأينما يمّـموا وجههم، فإنهم يتجهون غرباً، وحتى حين يرفضون الغرب، فإنهم يقبلونه.

ولأن الإسلاموية تخاطب مباشرة الشبان المسلمين المتعاركين مع مسألة الحداثة، فإن قدراتهم ستنمو باستمرار وكذا أعدادهم. وبالتالي، فإنهم سيبقون كقوة حتى فترة أخرى آتية. هذا لا يعني، برأي المؤلف، أنهم لن يزولوا كما زالت الأيديولوجيات الفاشية والشيوعية، إنه يعني فقط أن هذه العملية قد تستغرق عقوداً لا سنوات وتسبب أضراراً كبيرة.

"العدو الداخلي"

بعد أن يحدد المؤلف سمات "العدو" وأهدافه، ينتقل إلى هدفه الرئيسي على ما يبدو: زرع الرعب في قلب الشعب الأمريكي من الخطر المعشش داخل مجتمعهم ذاته: المسلمون الأمريكيون.

يقول: برغم أن الأمريكيين المسلمين غير مسؤولين عن فظائع 11 سبتمبر، إلا أنهم يتقاسمون أهدافاً مهمة مع الخاطفين الانتحاريين: احتقار الولايات المتحدة، والرغبة في تحويها إلى دولة إسلامية.

ويورد الكاتب هنا نصوصاً لمتخصصين أمريكيين في المسائل الإسلامية (وصفهم بالإسلاميين) من عشرينات القرن الماضي، تتحدث عن "الاستيلاء على الولايات المتحدة وغزوها"، منهم مثلاً جون إسبوزيتو، الذي كان أول من نظـّر للولايات المتحدة الإسلامية. ثم تلاه آخرون اعتبروا أن انتشار الإسلام الأصولي في أمريكا سيكون مؤشراً على انتصار الأيديولوجية الإسلامية على المسيحية والليبرالية، وهم إنقسموا إلى فرعين:

الأول، يدعو إلى تحقيق ذلك بالثورة والقوة. والثاني، باللين والإقناع والتدرج. لكن كليهما يريد نسف المؤسسات الاجتماعية والقانونية الأمريكية، بما في ذلك إنهاء الفصل بين الكنيسة والدولة (ربما نسي بايبس هنا أن المسلمين لا يصلّـون في كنائس)!

بيد أن الكاتب لا يكتفي بالنصوص، بل يخصص فصولاً كاملة لمساعدة الأمريكيين على "اكتشاف الخلايا النائمة" للإسلامويين، ويحث الحكومة الأمريكية على شن إيديولوجية لا هوادة فيها على الأيديولوجية الإسلامية ذاتها، بصفتها تشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي وعلى الديمقراطية الأمريكية.

وفي الفصل الأخير من الكتاب، نجد أنفسنا أمام سؤال أكثر إثارة، حتى من ذلك الذي يحذر من استيلاء المسلمين على أمريكا: هل الحرب على الإرهاب (أي على الإسلاموية) هي حقاُ الحرب العالمية الرابعة؟

بايبس، مستنداً إلى خلاصات الاستراتيجي الأمريكي إيليوت كوهن، لا يتردد لحظة في الرد بالإيجاب فيقول: كما أن الحرب الباردة كانت الحرب العالمية الثالثة، كذلك، فإن الحرب ضد الإرهاب هي الحرب العالمية الرابعة، لأنها عالمية ومتنوعة، وبأهمية ما سبقها من حروب عالمية.

ويضيف: أن الإسلام المتطرف يميّـز نفسه عن الحركات السياسية المعاصرة الأخرى، بكونه كبير الطموحات ويسعى، ليس فقط للتأثير على أتباع ديانته أو السيطرة على منطقة واحدة، بل إلى تحقيق سلطة عالمية لا محدودة. وحدهم الإسلامويون لديهم الجرأة لتحدي النظام العالمي الليبرالي في معركة كونية حول النهج المستقبلي للتجربة الإنسانية، وهذا يترجم نفسها إلى ساحة حرب عالمية.

ويرى بايبس أن حرباً عالمية من هذا النوع، لا يمكن أن تقتصر على الإرهاب. فالعدو في هذه الحرب ليس الإرهاب بل الإسلام المتطرف. وكما في الحربين العالميتين، الأولى والثانية، العدو النهائي هو جملة من الأفكار القوية التي يمكن أن تدفع البعض إلى تكريس حياتهم لرؤى تشجعهم حتى على الانتحار من أجلها.

الهدف

عودة الآن إلى أسئلتنا الأولى حول مدى علمية هذا البحث وطبيعة استهدافاته.

وهنا ليس من الصعب في الواقع إسقاط السمة العلمية عن هذا المؤلف. فهو مليء بالتناقضات والالتباسات حول علاقة الإسلام بالإسلاموية، والعكس بالعكس. كما أنه يميل إلى تضخيم خطر صغير، استنادا إلى معلومات هشة، كتلك التي تتحدث عن رغبة بعض الإسلامويين في "السيطرة على أمريكا والاستيلاء على مؤسساتها".

بيد أن هذا الضعف البنيوي قد يترجم نفسه قوة سياسية في داخل أمريكي بات مستعداً بعد أحداث 11 سبتمبر لتصديق (أي) بل و (كل) ما يقال عن الإسلام، والخطر الإسلامي، هذه نقطة.

وثمة نقطة أخرى لا تقل أهمية: بايبس كان حريصاً كل الحرص على التشديد بأنه ليس هناك معتدلين بين الإسلامويين، وهو أفرد فصلين كاملين لشن الحملات على الحكومة الأمريكية بسبب قيامها بفتح حوارات مع بضعهم، كجماعة الأخوان المسلمين في مصر وسوريا، وحزب النهضة في تونس، وبعض المجموعات الإسلامية الجزائرية.

والسبب هنا مفهوم: أي حوار من هذا النوع، يسقط عن المجابهة طابع صراع الحضارات، ويجعل "العدو الإسلامي" ملتبساً، ويؤجل نشوب الحرب العالمية الرابعة. وكل هذا بالطبع، مناقض تماماً لما أراده بايبس من كتابه.

سعد محيو - بيروت

مع باسكال بونيفاس

"نحو حرب عالمية رابعة؟"
  
  يعتبر الباحث الإستراتيجي باسكال بونيفاس من الخبراء الفرنسيين البارزين في العلاقات الدولية.
فهو مدير "معهد الأبحاث الدولية والإستراتيجية" في باريس، ومؤلف كتُـب عديدة عن العلاقات بين الشرق والغرب والصراع العربي الإسرائيلي، وآخر مؤلفاته كتاب "نحو حرب عالمية رابعة؟". حوار خاص.
  
ناقش الباحث بونيفاس في مؤلفه الأخير "نحو حرب عالمية رابعة؟" أطروحات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة التي تعتبر الحرب الراهنة على الإرهاب بمثابة حرب كونية رابعة.

بونيفاس شخصية مثيرة للجدل. فقد أشعلت كتاباته عن الصراع في الشرق الأوسط معركة حامية الوطيس مع السفير الإسرائيلي في باريس، وحشد من المثقفين المؤيدين للحركة الصهيونية الذين اتّـهموه بمعاداة السامية وأجبروه على الإستقالة من قيادة الحزب الإشتراكي الفرنسي، الذي كان يتولى فيه حقيبة العلاقات الدولية.

كما حاولوا حمله على الإستقالة أيضا من إدارة "معهد الأبحاث الدولية والإستراتيجية" بعد استقالة عضوين من مجلس الإدارة "احتجاجا على مواقف مديره اللاسامية" كما وصفاها. غير أنه حافظ على منصبه، بل وأصدر كتابا جريئا سماه "هل من الجائز نقد اسرائيل؟" أثار بدوره موجة جديدة من ردود الفعل المؤيدة والغاضبة.

ويعرض المؤلف في حوار خاص مع "سويس أنفو" أبرز الأفكار التي تضمنها كتابه الجديد.

سويس إنفو: من يقرأ عنوان كتابك الجديد، يتوقع أننا على أبواب حرب عالمية رابعة، ما مبررات هذه الحرب؟

باسكال بونيفاس: ظهر مفهوم الحرب العالمية الرابعة في كتابات المحافظين الجدد الأمريكيين منذ نحو ثلاث سنوات. فهم يزعمون أن تلك الحرب اندلعت بعد، وأن العالم غرق في أوحالها. الغريب هنا هو أننا نعلم الحربين الأوليين، أما الثالثة فهي، في نظرهم، الحرب الباردة التي انتصر فيها الغرب على المعسكر السوفياتي السابق. وبناء على ذلك، فنحن اليوم، حسب تحليلهم، في أوج الحرب الرابعة، وتترتب على ذلك طبعا عدة استخلاصات من بينها:

أولا، أن الخلافات مع زعيم المعسكر الغربي، أي الولايات المتحدة، يجب أن تصبح ثانوية، وإذا كانت هناك خلافات بين الدول الأوروبية، فعليها أن تضع لها حدّا كي لا تنال من هيبة الزعامة الأمريكية.

ثانيا، علينا أن نتحلّـى بالصبر، مادامت الحرب العالمية الثالثة التي لم تطلق خلالها رصاصة واحدة استمرت قرابة خمسة عقود.

ثالثا، إذا ما قارنا الحرب الثالثة بالرابعة التي هي ضد الإرهاب، نُـدرك أن الأخيرة لا معنى لها، لأن الحرب السابقة بين الشرق والغرب لم تكن حربا بالمعنى الحقيقي، إذ أن الغرب كسبها بناء على المقارنة والمفاضلة بين نظامين، وفي إطار مرجعية مشتركة بمعنى ما. فقد اتفق الروس والأمريكيون على وضع حد لسباق التسلح ومناطق النفوذ، وهو اتفاق لا يمكن أن يتم في "الحرب على الإرهاب".

رابعا، كان الطرفان واضحين في الحرب الباردة. فهناك من جهة السوفياتيون على اختلاف مراتبهم، ومن الجهة المقابلة غير السوفياتيين. أما اليوم، فهل نستطيع أن نحدَد من هو "معسكر الإرهاب"؟ قطعا لا، فليس لديه منطقة نفوذ واضحة ولا مرجعية محددة، بل إن الأسلحة المستخدمة اليوم في الحرب ضد الإرهاب لن تنفع المعسكر الغربي. فقد كلفته اعتداءات 11 سبتمبر2003، 100 مليون دولار، لكن النفقات العسكرية الأمريكية الإضافية بعد تلك الإعتدات، ارتفعت إلى 150 مليون دولار.

أما اعتداءات مدريد، فكلَفت 10 ملايين دولارا، بينما بلغت كُـلفة اعتداءات بالي في أندونيسيا 50 مليون دولار، وبالتالي، نلاحظ أن استخدام وسائل محدودة نسبيا يمكن أن تسبَب صدمة نفسية قوية جدا. ومن هنا، نستنتج أن المقارنة لا تستقيم، وأنه يراد جرَنا إلى حرب لا نهاية لها كي تعزز الهيمنة الأمريكية على العالم، والتي تلتقي مع ما قاله غورباتشوف للغرب في سنة 1987 "سنقدم لكم خدمة، سنحرمكم من عدوَ".

وفعلا لم يعد هناك خطر سوفياتي، خصوصا بالنسبة لألمانيا التي هي نموذج واضح لهذا التحول. لكن الثقافة الأمريكية بوصفها النموذج، سيطرت على العالم بما فيه أوروبا...

أعتقد أن البلدان الأوروبية أصبحت أقل اعتمادا على أمريكا سياسيا، وهي تستعيد سيادتها شيئا فشيئا. فكل حركتها منذ انهيار جدار برلين تخضع لمسار استقلالي تجاه الولايات المتحدة، وهذا الأمر بات أوضح اليوم. فالتبعية التي توخّـاها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تجاه الأمريكيين كانت لها انعكاساتها الإنتخابية الواضحة عليه وعلى حزبه، وزادت الأمور تعكيرا مع التفجيرات الأخيرة في قطار الأنفاق في لندن. كذلك الشأن في إسبانيا، حيث خسر أزنار الإنتخابات، كما أن برلوسكوني مهدّد بالمصير نفسه لو لم يختر وجهة أخرى.

صحيح أن هناك نزعات استقلالية متزايدة لدى الأوروبيين، لكن ألا يشكل خطر الإرهاب الذي يهدد جميع البلدان الغربية، مثلما أظهرت ذلك تفجيرات لندن، عامل تقارب لتوحيد الصف مع أمريكا بوش؟

في أعقاب انهيار الشيوعية ظهرت ثلاثة أنواع من الأخطار الواحد بعد الآخر وقد ترافقت مع خطابات متباينة، لكنها تلتقي في البحث عن عدو بديل للشيوعية المهزومة.

ففي بواكير التسعينات، اتجهت الأنظار إلى "الخطر الآتي من الجنوب"، وبناء عليه، حصلت إعادة صياغة للخطر الإستراتيجي استوجبت توجيه فوهات الدبابات والصواريخ المتجهة شرقا نحو الجنوب، واعتبرت حرب العراق نموذجا لهذا التعديل الإستراتيجي.

هكذا بدا الجنوب بالمفهوم الإقتصادي حاقدا على الشمال، وطبقا لتلك النظرية كان هناك "جنوب" متبلور يجمع بين إفريقيا الجنوبية والبرازيل والصين في تحالف استراتيجي، وهذا طبعا كلام بلا معنى. فهو بقايا رؤية عنصرية، تعتمد على تقسيم العالم إلى "شمال" و"جنوب" وفقا لخط البحر المتوسط.

وعندما اكتشفوا أن هذه الرؤية سخيفة، استبدلوها بأخرى أسبغوا عليها مسحة "فلسفية" مع ظهور نظرية صامويل هنتنغتن عن صراع الحضارات. وطبقا لهنتنغتن، فإن حدود الإسلام دموية وناشرة للخطر.

فإذا كانت الحروب التي اندلعت بين الأيديولوجيات في القرنين التاسع عشر والعشرين وضعت الأمم وجها لوجه، فإن حروب القرن الحادي والعشرين ستضع الحضارات وجها لوجه. وقد استند على حرب الخليج الثانية (1990 – 1991) لكي يُـبرهن على أن حدود الإسلام "دموية" وعلى أنه "أعنف من الديانات الأخرى"، وبالتالي، فلابد من الوصول إلى الصِّـدام بين الحضارة الغربية المسيطرة من جهة والإسلام المتمدَد، لكن الواقع تحت الهيمنة من جهة ثانية.

سويس إنفو: وهل هناك عناصر موضوعية تدعم هذه القراءة حسب رأيك؟

بونيفاس: يظهر من استعراض وقائع القرن العشرين أن الإسلام لم يكن له ضلع في الحربين العالميتين، ولا في ظاهرة "الغولاغ" الروسي أو "الغولاغ" الصيني، ولا في مذابح كامبوديا أو رواندا. كما أن استقراء التاريخ يؤكّـد أن الإسلام لم يخترع السِّـباق من أجل التسلح، ولم يصنع كارثة هيروشيما...

ومن هنا، فلا يجوز أن نُـضفي عليه طابعا أكثر عنفا من الحضارات الأخرى، وإلا فإنها تكون عملية ضحك على الذقون.

مع ذلك، سارع هنتنغتن لتوظيف حرب الخليج الثانية من أجل تأكيد أطروحته رغم أنها لم تكن حربا بين الإسلام والعالم الغربي، بل كانت، في المنطلق، بين بلدين عربيين: العراق والكويت. وخلال الحرب، تشكّـل تحالف دولي لتحرير الكويت ضمّ بلدانا مختلفة، من فرنسا إلى مصر، ومن السينغال إلى السعودية وسوريا، وهذا ما يُـثبت تهافت النظريات الأمريكية حول صراع الحضارات.

لكن ذلك لم يمنع من أن تلك النظريات مازالت تستهوي نخبا كثيرة حتى في بلدان الجنوب...

صحيح أن "الصدام بين الحضارات" أصبح الفكرة المحورية لنظرية العلاقات الدولية في العقد الأخير من القرن العشرين. فلم يعد يعقد مؤتمر دولي إلا وكانت هي في قلب المناقشات، لكن لم تتعرض نظرية للنقد والرفض مثلما تعرّضت له هذه النظرية. هذه مفارقة أولى، أما الثانية، فهي الجنوح للتعميم، إذ علينا الحذر من اعتبار الصِّـدام حتميا بين العالمين، الإسلامي والغربي المسيحي.

التاريخ بالنسبة للحضارات تماما مثلما هو الشأن بالنسبة للدول ليس مكتوبا سلفا. إنه من صنع البشر والشعوب والقادة. وأعتقد أن هنتنغتن لو كتب ما كتب في الخمسينات، لقال بحتمية الصِّـدام بين الألمان والفرنسيين بحكم قيام ثلاث حروب بينهم (1870 و1914 و1939). لكن ما نراه اليوم هو العكس.

سويس إنفو: ما هو موقع الصراع العربي – الإسرائيلي في رؤيتك وفي الرؤية الأمريكية؟

بونيسفاس: عندما باشرت الدراسات الإستراتيجية قبل عشرين عاما، كان هذا الصراع واحدا من النزاعات العالمية التي يستخدمها الشرق والغرب كل من زاوية مصالحه مع وجود جذور إقليمية له. لم يكن يختلف عن النزاعات في أمريكا اللاتينية أو إفريقيا. لكنه غدا اليوم في قلب قضية صراع الحضارات. ومع ذلك، لم يخصص له هنتنغتن سوى أربعين سطرا من أصل 650 صفحة كي يقول إن وضع الفلسطينيين مُـشابه لوضع الإسرائيليين.

وإذا كان يُـعاب على السياسة الأمريكية في مناطق عدة من العالم قلة الحزم والسلبية، فإن ما يؤاخذ عليه الأمريكيون في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي ليس سلبيتهم، وإنما تواطؤهم مع إسرائيل. فلو لم يحصل الإسرائيليون على ضمانات سياسية وعسكرية ومالية من الولايات المتحدة، لما تجاسروا على المُـضي في سياسة القوة وتحدّي الشرعية الدولية.

وبرأيي، هذا الصراع هو المحك، فإن وُضِـع على سكّـة الحل، تفادينا صِـدام الحضارات، وإن استمر في الإستفحال بالوتيرة الحالية، فإننا نتقدم بثبات نحو هاوية الصِّـدام.

رشيد خشانة - سويس انفو - تونس العاصمة

مفاهيم التشريع

المفاهيم القيمية للتشريع
بقلم: د. وليد سعيد البياتي
albayatiws@hotmail.com
     منذ ظهورالبرلمانات لتصبح مراكز للتشريع بعد ظهور عصور التخلي عن الشريعة السماوية، والانسان يحاول جاهدا ان تصبح شرائعه الوضعية قريبة من الشريعة السماوية التي اتصفت على الدوام بالشمولية والكمال المطلق تماثلا مع مبدعها الحق سبحانة، وحيث ان الشريعة تمثل لطفا الهيا من الخالق الى المخلوق فانها جعلت لتقيِِم وترتب علاقات الانسان وحاجياتة وتنظيمها وفق نظام لايغفل حاجيات الانسان اليومية وعلاقاتة بالموجودات حولة، ومنذ البدء هدف التشريع الاسلامي الى تأكيد التوازن بين ما هو مادي، وما هو روحي، اضافة الى تاكيد ما قبله العقل الراشد، ومن هنا اكتسبت الشريعة الاسلامية اهميتها واستمراريتها اعتمادا على مفهوم الوسطية والاعتدال (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) البقرة/143، ولما كانت التشريعات الوضعية (البشرية) تحاول الاقتراب من الصيغة الالهية -مع استحالة الامر طبعا اذ لايمكن ايجاد اية مقاربة بين ما هو الهي وبين ماهو بشري- الا ان التشريع ايا كان مشرعه فانه يكتسب قيمتين:
     اولا: قيمة ذاتية: ترتكز اهميتها على مصادر التشريع، وهل انها تكتسب قيمتها من المشرع؟. وفي الشرائع السماوية يكون هو الله عزوجل باعتباره المشرع الاول.
    ثانيا: قيمة جعلية: يقول الحق سبحانه (واذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة) البقرة/30، والخلافة الالهية تخويل الهي لافراد مخصصين من بني آدم للحكم في الارض -الانبياء والرسل والاوصياء او الائمة عليهم جميعا الصلاة والسلام- ويتضمن هذا الجعل اختيارا الهيا وتخويلا بالتشريع على ان لايخرج عن المصدر الهي، وبذلك كانت السنة النبوية الشريفة وسنة أهل بيت النبوة مصدرا رئيسا من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم.
    ولما كان من البديهي انه لايمكن ايجاد حالة من المقاربة بين التشريع الالهي والبشري، فان الاخير اما ان يتراجع لصالح الاول، او ان يجد حالة من التقارب معه، ومن هنا فان ايجاد تشريعات وقوانين حالية يجب ان ترتكزعلى جملة من المباديء اهمها:
1 - الغايات التي من اجلها يوضع القانون.
2- الاهداف التي سعى اليها.
3- النتائج المتوخاة من التشريعات.
       وهكذا على الشارع ان يدرك ان الشرائع والقوانين ماهي الا معايير للسلوك الانساني تميز بها الانحرافات، ولهذا كانت قيمة الشريعة من قيمة المشرع، وهنا لايمكن الاتكال على الذات كليا، فعلى المشرع البشري ان لم يكن معصوما ان يستعين بتجارب الاخرين او بالثوابت وصولا الى الامثل، والتاريخ البشري يشهد ان كل المشرعين الذين اهملوا الشريعة السماوية آلت تجاربهم الى الفشل الذريع، فالشرائع السماوية قد اغنت تاريخ البشرية على الدوام، ورفعت الكيان البشري الى مستويات عليا ولولا الانحرافات التي احاطت بها لكان الجنس البشري اليوم يرقى الى عالم لامتناهي من المعرفة والتقدم الحضاري.
      وفي الوقت المعاصر ثمة محاولات لتحقيق توافق بين ماهو مدني وما هو طبيعي ومنذ  ظهور عصر النظام الليبرالي بحدود القرن التاسع عشر الميلادي بعد ان اعتنق مجموعة من المفكرين الاسبان المباديء الدستورية البريطانية وتم تاسيس الحزب الليبرالي سنة 1810م شاع المصطلح الذي دعى رواده الى ايجاد نظام نيابي يكرس الحريات الثلاث الفكر، التجارة، والملكية الخاصة. فمنذ ذلك الوقت والقوانين تشرع في كل مكان لتحقيق هذه الغايات الثلاث دون حساب امكانات النجاح والفشل، ودون الاخذ بالاعتبار انه هل يمكن تطبيق هذا النظام على جميع شرائح المجتمع، وهل يمكن اخضاعها له دون ان تظهر نتائج سلبية او معوقات؟ من المعلوم ان حسابات من مثل هذا النوع لم تؤخذ على محمل الجدية ولهذا ظهرت حالات الصراع الاجتماعي التي هي في الواقع نتاج لفشل التشريعات.
     قلنا انه يمكن الاستفادة من العناصر المختلفة في التشريع، كما يمكن الافادة من تجارب الاخرين، لكن في حالات القوانين التي تمس جماعات بشرية تتمتع بخصوصية شديدة كالمجتمع العراقي على سبيل المثال، فان التشريعات القانونية يجب ان تاخذ بنظر الاعتبار الخلفيات الدينية والعقائدية والمذهبية لكل جماعة اضافة الى الاثار التاريخية التي شكلت ذهنية المجتمعات، فلا يمكن فصل التاريخ الاجتماعي عن التاريخ الديني في مجتمع مثل المجتمع العراقي، ومن هنا يمكن الاعتماد على الدراسات الابستمولوجية المساعدة في التاسيس لمفاهيم التشريع، كما انه من الاجحاف تجاهل طبوغرافية المنطقة لكل جماعة بشرية، فالقوانين التي تصلح لسكان الصحراء ليست مثل تلك التي تصلح لساكني الجبال. فالعلائق متشابكة بين الانسان والبيئة، والكيان الانساني يمتاز بتنوعه وتعدد اتجاهاته على الرغم من انه يعود خلقا الى اصل واحد وهذه حكمة الهية في منشأ الخليقة ذكرتها في دراستي الموسومة (فلسفة خلق الانسان) . ولاجل هذا كانت عملية التشريع عملية تراكبية وتراكمية في آن واحد فهي متعددة المصادر وتحتاج الى عامل الزمن لتحقيق غاياتها، ولا ادل على ذلك من الشرائع السماوية التي جعل الله عز وجل لها زمنا لتتكامل في عصر كل نبي ورسول، كما جعل لها زمنا لتظهر نتائجها على المجتمعات البشرية.
      وبالنهاية فان اجمالي قيمة التشريع ينصب في تحقيق معنيين رئيسين: سعادة الانسان وتوفير النظام، والتشريع البشري على قصورة يحاول ضبط هذه القيم في قوالب يسعى الى ان تقارب الغايات التي وضع من اجلها، على اعتبار انه ثمة ترابطا بين السعادة والنظام في محاولة لعدم التناسي ان هذا الترابط عضوي وليس كيفيا، وهنا تكمن الحاجة الى الدراسات الابستمولوجية التي اشرت اليها سابقا، فالشارع يجب ان يكون شموليا وموسوعيا في التفكير، كما انه يجب ان لا يتخلى عن المفاهيم الاخلاقية التي يتميز بها كل مجتمع عن الاخر، فما هو اخلاقي هنا قد لايكون كذلك في مجتمع آخر، فالقيم الاخلاقية لكل شريعة تتجلى في حالة التوازن بين حاجيات المجتمع والنتائج المتوخاة من التشريع، وهذه العملية يمكن التاصيل لها عبر مفاهيم قيمية للعلاقة بين المجتمع وحركة التاريخ وصولا الى تركيبات النص التشريعي.
الرأي الآخر للدراسات - لندن

الهروب الى الأسفل

الهروب الى الاسفل
سيناريو صوري
ضياء احمد عبد الرزاق
 
                    1
العيون ذات الحدقات الملونه احاطت به من كل مكان
الاصابع الحديديه تمتد اليه
ظل المارد الكبير جاثما فوق صدره
يحاول الهروب تمسكه يد الساحره العجوز من قدمه
يحاول الفكاك
لا خلاص
يرتدي عبائته ويقرر الطيران من الطابق العاشر
 
                               2
بكاء الاطفال في كل مكان
بكاء
هدوء
يزداد البكاء
قلت هدوء
عواء
رجاء هدوء
لا خلاص
هناك تذكر فان كوخ
فقدم اذناه الى اول سياره اوساخ 
 
                             3
  انه يحاول منذ مطلع العام الثالث
ان
يترك
التدخين
حسنا يكفيه انه حاول
 يكفيه شرف المحاوله
لا
يستطيع
لا خلاص
فقرر ان ياكل سكائر العالم
                               4
 
يتفحص اسنانه حالما بالحصول على مليون دولار
اه لقد فقد هذا السن قبل عشر سنوات
سوف اشتري قصرا
اما الاسنان الاماميه فقد فقدها قبل الهروب الاخير من البلاد
سوف ادعو البنت اللعوب في العمل الى سهره عشاء ثقيل
الطواحن ومنهم من قال الضوارس فقد اكلتها يد طبيب الاسنان
وبعد السهره سوف اعطيها رقم الهاتف
النابان نساها في احدى الدول العربيه
 
لا خلاص
يجب ان استدين من صديقي الشاعر لتركيب طقم اسنان كامل

موسوعة للسينما من سمير فريد

موسوعة جديدة تشرح مراحل تطور السينما الأوربية بأعين عربية

أصدرت المفوضية الأوروبية مؤخراً موسوعة فريدة من نوعها باللغة العربية عن السينما الأوروبية. تشرح هذه الموسوعة التطور الذي طرأ على الشاشة الفضية في أوربا منذ أيامها الأولى حتى وقتنا الحالي، بالإضافة إلى معلومات أخرى مفيدة

تنقسم موسوعة السينما الأوروبية إلى أربعة أجزاء: يتناول الجزء الأول منها تاريخ السينما في الإتحاد الأوروبي منذ بدايتها حتى الآن، مع التعريف بأهم التيارات والمجالات السينمائية هناك. أما الجزء الثاني فيتناول وسائل الإنتاج والتوزيع ودور العرض والإستديوهات وحركة تطورها منذ 1989. ويتناول الجزء الثالث المؤسسات والمجلات ومؤسسات الدعم، كما يقدم للقارئ العربي عناوين جميع الشركات والإستديوهات والمؤسسات الأوروبية العاملة في قطاع السينما. أما الجزء الرابع فيتناول أعلام الإخراج الأوربيين على مدار التاريخ.  

خطوة أولى

تعد الموسوعة مرجعاً هاماً باللغة العربية عن السينما في دول الاتحاد الأوربي. الناقد السينمائي المصري سمير فريد، الذي كلف من قبل المفوضية الأوروبية بإعداد هذه الموسوعة، صرح بأنه قد اقترح على مكتب المفوضية الأوربية بالقاهرة إصدار موسوعة مختصرة عن السينما الأوروبية، وذلك إيماناً بالشراكة الأورومتوسطية، ونظرا لحاجة العالم العربي إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى. ويرى سمر فريد أن الموسوعة، التي قام بإصدارها، تشكل خطوة أولى لفتح أسواق السينما في مصر والعالم العربي أمام الأفلام الأوربية.

السينما تراث قومي

تثير المقارنة بين وضع السينما كصناعة وثقافة في العالم العربي والدول الأوربية كثيراً من الأسى، إذ يشير سمير فريد في موسوعته إلى الاهتمام، الذي تحظى بها السينما في هذه الدول من حيث إصدار الكتب والدراسات والمجلات و النشرات وتوثيقها، إضافة إلى إنقاذ الأفلام القديمة من الفناء بطبع نسخ جديدة منها وعرضها في إطار برامج خاصة. كما يشير فريد إلى أن العالم العربي قد أنتج ما يزيد على خمسة آلاف فيلم روائي ووثائقي وتسجيلي وأن أكثر من 80 بالمائة من هذه الأفلام قد تم إنتاجها في مصر. لكن معظم الأفلام العربية، التي أنتجت في النصف الأول من القرن المنصرم، لم تنقل بعد على شرائط غير قابلة للاحتراق، أما أفلام النصف الثاني من القرن العشرين فتعاني من سوء التخزين على نحو لا مثيل له في أي من دول العالم. ويري سمير فريد أن الأفلام العربية تمثل ثروة ثقافية هائلة مهددة بالفناء إلى الأبد، وذلك بسبب انعدام الوعي بأهميتها.

من هو سمير فريد؟

Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  كبار الفانين العرب بمهرجان القاهرة السينمائي كُرم سمير فريد (61 عاماً) عدة مرات في مهرجانات أجنبية وعربية، كان آخرها عام 2005 بالمهرجان القومي للسينما المصرية. وخلال مسيرته الفنية قام سمير فريد بتأليف 50 كتاباً، لعل أشهرها: السينما الفلسطينية في الأرض المحتلة، مخرجون واتجاهات في السينما المصرية، الوقائع الجديدة في السينما المصرية، مدخل إلى تاريخ السينما العربية، أضواء على سينما يوسف شاهين، سينما القهر وسينما التحرير.

المصدر: وكالات / إعداد: هبة الله إسماعيل

غشاء البكارة والفتاة المصرية

العذرية ... عبء على كاهل الفتاة المصرية

عمليات إعادة العذرية غير قانونية ولكنها منتشرة في مصر رغم ذلك. هذه الممارسة تعكس الانفصام الأخلاقي الذي يعيشه المجتمع المصري والعربي نتيجة الربط الأعمى بين الأخلاق وغشاء البكارة.

"غشاء البكارة" هذا الجزء الصغير في جسد الفتاة يمثل حالة خاصة من الوعي والإدراك تصل إلى حد العبء الذي تحمله الفتاة المصرية والعربية على كاهلها منذ بلوغها. إنه العامل الوحيد طبقا للأعراف والتقاليد الاجتماعية الذي يحدد إذا ما كانت الفتاة نقية وتتحلى بالعفة والأخلاق الرفيعة أو ما إذا كانت منحلة الأخلاق في سنوات ما قبل الزواج.  

وجرائم القتل المعروفة بجرائم الشرف منتشرة في مصر والعالم العربي حيث أنه تقتل سنويا في مصر بسبب الشرف حوالي ألف امرأة طبقا للدراسات التي أعدها مركز قضايا المرأة بالقاهرة، والكثير منهن لمجرد الشك في إنهن فقدوا غشاء البكارة.
إيمان بيبرس الناشطة من أجل حقوق المرأة عبرت لقنطرة عن حالة الشيزوفرينيا أو الانفصام الأخلاقي الذي يعيشه المجتمع المصري والعربي من الربط الأعمى بين الأخلاق وغشاء البكارة.

فطالما وجد الغشاء عند الفتاة يعنى هذا بالضرورة وجود الأخلاق والقيم والعكس صحيح، الأمر الذي يجبر الفتيات في المجتمع العربي على إجراء عمليات تسمى بإعادة غشاء البكارة أو إعادة العذرية التي أصبحت عملية سهلة ورخيصة الثمن.
وتعد عمليات إعادة العذرية منتشرة في مصر ولكن بصورة سرية. فيقوم عدد من الأطباء بإجرائها في عياداتهم أو في بيوت مخصصة لذلك بمنتهى السرية والتحفظ لأنها غير قانونية.

الطبيب إبراهيم الجولي المتخصص في أمراض النساء والولادة أكد لقنطرة أنه يرفض مع عدد كبير من الأطباء إجراء هذه العملية ليس فقط لكونها غير قانونية، بل لأنها أيضا غير أخلاقية و تعد مشاركة من الطبيب مع المرأة في مؤامرة خداع.

والحل من وجهة نظره يتمثل في نشر التوعية والتعليم والمناقشة التي تقنع جميع الأطراف.

طبيب آخر يجرى هذه العمليات رفض ذكر اسمه قال لقنطرة أنه يؤمن بهذه العملية التي تستطيع أن تنقذ حياة الفتاة المصرية والعربية بشكل عام من الموت المحقق إذا ما خاضت علاقة عاطفية وندمت عليها وتريد أن تبدأ حياة جديدة.

وقال الطبيب إن هذه العملية بسيطة وغير معقدة طبيا ورخيصة الثمن حيث تتكلف في مصر ما بين 600 و 2000 جنيه مصري، مشيرا إلى أنه في العشر سنوات الماضية تسببت عمليات إعادة غشاء البكارة في تقليل نسبة جرائم الشرف إلى 80 في المائة طبقا لدراسة صدرت عن الجورنال الطبي البريطاني.  

و قد صدرت مؤخرا أراء واجتهادات من بعض علماء الدين المسلمين في مصر مازالت تثير الكثير من الجدل بجواز عملية رتق غشاء البكارة في حالة واحدة و هي للفتاة التي فقدتها اغتصابا فقط وليست نتيجة ممارستها البغاء و منطق أرائهم يعتمد على الثقة في من تدعي أنها ضحية اغتصاب و ليست عابثة.
ورأى علماء آخرون جواز العملية حتى في حالة الفتاة العابثة لسترها وعدم فضحها في المجتمع طالما تابت وقررت بدء مرحلة جديدة في حياتها مع ترك نيتها إلى الله.

بقلم نيللي يوسف
موقع قنطرة في الإنترنت: www.Qantara.de

16 18 2

"على سويسرا ألا تنسى تونس"
  
  ترغب منظمات المجتمع المدني السويسرية التي شاركت في قمة مجتمع المعلومات في تونس، في مواصلة الضغط على نظام الرئيس بن علي. وهذا الضغط سيتحول إلى داخل البرلمان الفدرالي.

من جهتها، تؤكد وزارة الخارجية السويسرية على "مواصلة الحوار بخصوص حقوق الإنسان مع السلطات التونسية".

في ختام المرحلة الثانية من قمة مجتمع المعلومات في تونس (من 16 إلى 18 نوفمبر 2005)، أبدت السلطات التونسية بعض الانفراج في القيود المفروضة على نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، حيث تم السماح بتنظيم "مظاهرة" صغيرة مناهضة للنظام في أحد شوارع العاصمة تزامنا مع وقف ثمانية من المعارضين إضرابا عن الطعام استمر 32 يوما..

ولم يُتمكن من التمتع بهذا القدر من الانفتاح إلا بفضل الضغوط التي مارستها منظمات المجتمع المدني الدولية المشاركة في القمة ومن بينها تجمع منظمات المجتمع المدني السويسرية المتكتلة تحت شعار " كومينيكا سي إيتش" Comunica-ch.

واليوم وبعد أن تحولت الأنظار عن تونس ، تبدي هذه المنظمات تخوفا من أن تتعرض منظمات المجتمع المدني التونسية لغضب الجهاز الأمني التونسي. إذ يقول إيف شتاينر من الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية: "إن لنا مسؤولية أخلاقية تجاه شركائنا التونسيين".

وهذا ما دفع المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان للتفكير في الشروع في برنامج يهدف لحشد الدعم والدفاع عن نشطاء حقوق الإنسان في تونس.

ويقول إيف شتاينر المنتمي أيضا إلى عضوية تكتل المنظمات المدنية السويسرية "كومينيكا سي إيتش": "سنواصل عن كثب مراقبة التطورات الواقعة على الميدان، نظرا لأن التهديدات لا زالت قائمة بالخصوص ضد الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وضد جمعية المحامين التونسيين".

مهمة مراقبة؟

ومن أجل القيام بمهمة الرقابة هذه، تعتزم منظمة العفو الدولية الاعتماد على تجند البرلمانيين السويسريين. ويذهب إيف شتاينر إلى أنه "من المنطقي إرسال بعثة برلمانية إلى تونس مكلفة بالتحقيق في وضع حقوق الإنسان".

هذه الفكرة تلقى الدعم من طرف كارلو سوماروغا، النائب البرلماني الاشتراكي من جنيف وعضو مجلس الشيوخ الذي أوضح بأن "هذه البعثة قد تشكل من قبل البرلمان الأوروبي"، مشددا في الوقت نفسه على "ضرورة مواصلة ممارسة الضغط على النظام التونسي من أجل حماية نشطاء حقوق الإنسان".

ويرى السيد سوماروغا أنه "من أجل تحقيق ذلك يتطلب الأمر دعم الحكومة السويسرية"، لذلك يعتقد عضو مجلس الشيوخ السويسري أن "خطاب الرئيس السويسري لصالح الحريات في تونس، والذي ألقاه في افتتاح المرحلة الثانية من قمة مجتمع المعلومات في تونس، يجب أن يتبع بخطوات عملية".

وقد أكدت وزارة الخارجية السويسرية من جهتها على لسان الناطق باسمها جون فيليب جانرا على ضرورة "عدم التخلي عن ملف حقوق الإنسان في تونس"، مشيرا إلى "أننا في إطار علاقاتنا الثنائية مع تونس، سنواصل الحوار بهذا الخصوص".

حدود الحوار

ولكن النائب كارلو سوماروغا ينظر إلى هذا المنطق بنوع من التشكيك موضحا بأنه "يجب التوصل في يوم من الأيام إلى خلاصة مفادها أن هذا الحوار لم يحقق أية نتائج ملموسة".

ويرى عضو مجلس الشيوخ الفدرالي (من الحزب الإشتراكي) في المقابل أن "الضغوط المتواصلة التي مارستها منظمات المجتمع المدني السويسرية على الحكومة السويسرية هي التي جعلت الرئيس السويسري يلقي خطابا جريئا في تونس".

ويشاطره إيف شتاينر هذا التقييم بقوله: "إن الحوار بين برن وتونس حول هذه النقطة وصل في الواقع إلى نقطة الصفر منذ شهر أغسطس عام 2004، وهذا في أعقاب رفض السلطات التونسية التوقيع على وثيقة دبلوماسية تشير بوضوح إلى وضع حقوق الإنسان".

ويعترف جون فيليب جانرا، الناطق باسم وزارة الخارجية السويسرية بأن "الحوار أصبح أكثر صعوبة منذ ذلك التاريخ وهو ما دفع سويسرا إلى التعبير علانية عن ذلك والى مقابلة المعارضين التونسيين".

وأضاف الناطق باسم الخارجية السويسرية في تصريحات لسويس إنفو: "يشكل احترام حقوق الإنسان جوهر اهتمام السياسة الخارجية السويسرية، ومن أجل الدفاع عن ذلك تحاول سويسرا البحث عن أنجع الطرق لذلك، وقد تضطر في بعض الأحيان إلى اتخاذ مواقف علنية".

أخيرا، يرى السيد جانرا أن "خيار الحوار يبقى السبيل الأمثل لتحقيق النتائج المرجوة حتى ولو استغرق ذلك الكثير من الوقت". وذكّـر في هذا السياق بالأسلوب المتبع مع كل من الصين وإيران وفيتنام وهي البلدان التي تمكنت سويسرا من تأسيس حوار دائم معها حول حقوق الإنسان منذ عدة أعوام.

فريديريك بيرنون – سويس إنفو – جنيف

20051204

تسمية فن أهليل الموسيقى أحد روائع الثراث الإنساني
2005/12/04
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم فن أهليل الذي طوي في النسيان لمدة طويلة حتى في موطنه الجزائر، إلى قائمة روائع الفن الشفهي غير الملموس. ويمثل هذا النوع الغنائي شكلا من أشكال البلوز الجزائري العريق الذي يعانق العديد من الأنواع الموسيقية مثل الراي الذي استقى منه ألحانه وإيقاعاته.
كتبه نظيم فتحي لموقع مغاربية من الجزائر -04/12/05
(image placeholder)


موسيقى أهليل أصبحت اليوم واحدا من 43 نوع من الأنواع الفنية الشفوية غير الملموسة الجديدة التي أعلن عنها مدير منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (يونيسكو) كويشرو ماتسورا.
ويرجى من الاعتراف بمثل هذه الروائع على الصعيد العالمي زيادة الوعي لدى الجمهور بقيمة هذا الثراث الذي يحتوي على أشكال التعبير الشعبية والتقليدية التي تواجه خطر الانقراض. ويمثل هذا النوع الموسيقي المتعدد النغمات مزيجا من الشعر والنشيد والموسيقى والرقص ويكمن سماعه عادة في المناسبات الاحتفالية الدينية والأعراس وفي المهرجانات المحلية.
أهليل يتصل اتصالا وثيقا بنمط الحياة لدى قاطني منطقة كورارة التي تبعد بحوالي 1000 كلم جنوب غرب الجزائر الذين يشتغلون أساسا بأنشطة الزراعة في الواحات. وتضم الموسيقى عازفي آلات البنكري الوترية (شبيهة بالعود) ومغني وفرقة ترديد قد تتكون من 100 شخص يقفون مصطفي الأكتاف ويتحركون في شكل دائري. ويصفقون ويتبعون رئيس الفرقة الذي يقف في وسط الدائرة.
ويتمثل عرض أهليل عامة في سلسلة من الأناشيد محددة في نظام يقرره العازف الرئيسي والمغني. وتيبع العرض الذي يتواصل أحيانا ليلة كاملة نمطا عريقا في القدم فيما يتعرف بـ: المسيرة ، أوكروت ثم ترا .
أهليل هو ما يعادل البلوز الجزائري. فقد غناه أولا العبيد الذين اشتغلوا في الأراضي ثم قاوم هذا الشكل التعبيري الشفوي نوازل الدهر وفيما لم يبرح موطنه الأصلي، تجد العديد من مقطوعاته وألحانه وأنغامه قد استعان بها مشاهير المغنيين مثل أمير الراي الشاب مامي وملكه الشاب خالد التي جعلت منهما نجمين لقيا اعترافا دوليا.
أهليل يعني المدح وهو عبارة عن شعر لا يوصل التعبير عن الشكر لله وإشارات إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وإنما رثاءا للحب وصورا من الحياة في واحات الكورارة تلك الصحراء المترامية الأطراف تظاهي مساحتها القطر الفرنسي وتقع في ما يعرف بـ"مثلث النار" الأسخن في العالم. وتشكل القصور التي تجدها في العديد من الواحات في المنطقة والتي يعود تاريخ معظمها إلى مئات السنين، بينة قائمة على الثقافة ونمط الحياة التي تسعى الموسيقى إلى حفظهما.
أول من استوطن المنقطة قبائل زناتة (البربريين) الذين خلّفوا أثارهم فيها ثم أتي اليهود فأعقبهم الشرفة (القبائل الإسلامية الشريفة التي أتت من المغرب) وأخيرا سكنها السواديون الذين أخذوا إلى هناك عبيدا في العديد من القوافل المتاجرة بين شمال أفريقيا وأراضي الساحل.
وأصبحت منطقة كورارة الواقعة في ما يعرف بـ"طريق الملح" من خلال اختلاط الأعراق، ملتقى الثقافات. ويمكن معاينة هذا في الفن المعماري السوداني الجديد القائم في مناطق غاو وأغدس وتمبكتو وفي نظام السقي الوحيد من نوعه في العالم. ولكن يمكن أيضا رؤيته في موسيقى أهليل التي تحكي من جديد تاريخ هذه الواحات الأخّاذ والمضطرب.

NAZARHAIDARHOTMAILCO

معلقا على جلسة الاستماع إلى الشهود في محاكمة الطاغية الذليل صدام حسين:

نــــــزار حيدر يحيي الشاهد أحمد الدجيلي

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

   حيـا نــــــــــــزار حيدر، مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن، الشاهد الأول في جلسة الاستماع إلى الشهود في محاكمة الطاغية الذليل صدام حسين، والتي كانت قد عقدت جلستها الثالثة اليوم الاثنين، وأكبر فيه الشجاعة النادرة والجرأة العالية التي قدم فيها شهادته، ضد واحد من أعتى طغاة العصر الحديث.
   وأضاف نــــــــــزار حيدر الذي كان يتحدث إلى قناة العالم الإخبارية الفضائية، معلقا على الجلسة الثالثة للمحكمة:
   بالرغم من ضعف أداء القاضي، والميوعة الإدارية والقانونية التي صبغت المحكمة بشكل عام، إلا أن شجاعة الشاهد الأول، أحمد محمد حسن الدجيلي، وإصراره على ذكر التفاصيل الدقيقة والشاملة التي أثارت ذهول الطاغية وأزلامه، وجلبت أنظار العالم إليها، أعطت المحكمة حماسا واندفاعا جديدين، وبعدا حقيقيا وجدية أكبر، ظلت تفتقده طوال الجلسات الماضية التي اتسمت بالرتابة والتكرار والضعف في الأداء الإداري والقانوني، ما أعاد إلى ضحايا النظام البائد، بعض الأمل في إمكانية أن تكتسب هذه المحاكمة جدية أكبر، وهي (المحاكمة) التي ظلوا ينتظرونها بفارغ الصبر سنين طويلة، داعيا كل الشهود إلى المبادرة للإدلاء بشهاداتهم الحية كما فعل النموذج الرائع الشاهد أحمد الدجيلي اليوم، من دون خوف أو وجل، لإثبات حقوق العراقيين التي أهدرها الطاغية الذليل طوال 35 عاما من حكمه البغيض والأسود، وللكشف عن جوانب من جرائمه البشعة ضد العراق والعراقيين، ولقد صدق الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما قال{ ما ضاع حق وراءه مطالب} فلقد ولى زمن الخوف وولى عهد التسلط بالقوة وبالحديد والنار والقهر والجبروت، ولابد أن يعرف العالم الذي ظل{ صم بكم عمي} طوال عهد الطاغية البغيض، حقيقة ما جرى على العراقيين طوال تلك العقود العجاف، فمن كان يصدق أن الضحية أحمد سيقف في يوم من الأيام أمام القضاء ليترافع ضد جلاده القاتل، الذي أخذ عليه كل الطرق، وأغلق أمامه كل الأبواب؟ إنها إرادة الله عز وجل الذي يمهل الظالم ولا يهمل أبدا.
   عن الفارق بين أخلاقيات الجلاد والضحية، وهما يدليان بشهادتهما في المحكمة، قال نــــــــــــــــــــــــزار حيدر:
   بمقدار ما تحلى الضحية، وهو الشاهد في هذه الحالة، بالأخلاق العالية وهو يدلي بشهادته المروعة والصور الإنسانية الرهيبة التي ساقها كأدلة على جرائم الطاغية الذليل وزبانيته، بنفس المقدار، اتصف الجلاد، وهو الطاغية وشقيقه هنا، بأسوأ أخلاق أبناء الشوارع، لدرجة أن الثاني بصق بوجه أحد الحضور عندما خرج عن طوره وهو يصغ إلى الأدلة القاطعة التي يسوقها الشاهد الأول، وراح يكرر كلمات وصفات نابية لا تليق، ربما، إلا به وبأمثاله من القتلة والمجرمين.
   وأضاف نــــــــــــــــــــزار حيدر يقول:
   لقد أعرب كل واحد منهم، الضحية والجلاد، عن مكنونه ومخبوئه، وصدق الشاعر الذي قال{وكل إناء بالذي فيه ينضح} فبينما نضح إناء الضحية، الشاهد، بالمنطق والأخلاق الرفيعة والأدلة الدامغة، معتمدا لغة الأرقام والشواهد الحقيقية، نضح إناء الجلاد القاتل بكل كلمة نابية، وأخلاق وضيعة تنم عن سقوط أخلاقي موحش، هو هوية الأنظمة الشمولية الاستبدادية الديكتاتورية التي تسوق شعوبها بالحديد والنار.
   لقد ضرب الضحية، أضاف نـــزار حيدر، أروع نموذج في الصبر، من دون أن يخرج عن طوره قيد أنملة، وهو يرى ويسمع القاتل ينكر كل شئ، ويتهجم عليه بالسباب والشتيمة، لأن الشاهد على يقين من أنه على حق وأن جلاده على باطل، أما القاتل، فقد توسل بكل ما هو وضيع لأنه يعرف جيدا أنه على باطل وأن كل كلمة يقولها إنما هي كذب في كذب، والعراقيون جميعا، وهو نفسه، يعرفون ذلك جيدا، ومن المعلوم فان من تسقط الأدلة القوية في يده، يلجأ إلى السباب والشتائم والصراخ لأنها، عادة، أرخص (دليل) يمكن أن يسوقه متهم.
   عن هوية الجهة التي قال الشاهد أنها هددته بالقتل، قال نـــــــزار حيدر:
   إن هويتها معروفة عند كل العراقيين وضحايا النظام الشمولي البائد، إنهم أيتام النظام الذين خسروا كل شئ بسقوط الصنم، إنهم التكفيريون الذين يريدون عرقلة تقدم مسار المحاكمة، للحيلولة دون نيل الطاغوت وازلامه جزاءهم العادل.
   وان مما يؤسف له حقا، أضاف حيدر، أن بعض السنة في العراق يعتبرون أن محاكمة الطاغية صدام حسين، هي محاكمة لهم ولتاريخ تسلطهم غير المشروع في العراق، وبغض النظر عن مدى صحة هذه الرؤية أم لا، إلا أن من الخطأ، بكل تأكيد، ربط هؤلاء مصيرهم بمصير الطاغية، وعليهم أن يتركونه يواجه مصيره لوحده، فيفكوا ارتباطهم به ليكتشف العالم والعراقيين وهم، على وجه التحديد، جانبا من جرائمه وخياناته الكبرى بحق العراق والعراقيين، خاصة وان سنة العراق لم يكونوا بأقل تضررا من النظام وسياساته، من بقية شرائح المجتمع العراقي، فلماذا كل هذا الإصرار على ربط مصيرهم بمصير الطاغية، وكلنا نعرف، بأن عهده قد ولى والى الأبد، ولا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن تعود عقارب الزمن العراقي إلى الوراء؟.
   إن على كل هؤلاء، أضاف نــــــــــــــــزار حيدر، أن يفكوا ارتباطهم بهذا الطاغية وعهده الأسود، ليبدأوا، مع بقية العراقيين، عهدا جديدا من أجل بناء عراق جديد، قائم على أساس العدل والمساواة والشراكة الحقيقية والتداول السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع، بعيدا عن العنف والإرهاب والتمييز والاحتكار والاستعلاء ولعبة السرقات المسلحة(الانقلابات العسكرية) وأجهزة الأمن والمخابرات التي تعد أنفاس العراقيين في كل شاردة وواردة، ليثبتوا ولاءهم للعراق، ويؤكدوا وطنيتهم.
   وردا على من يشكك في شرعية المحكمة، قال نــــزار حيدر؛
   إن كل من يخشى تكرارها بحق الطغاة والجبابرة في عالمنا العربي والإسلامي، على وجه التحديد، يشكك فيها، لأن التشكيك أقصر الطرق إلى التفنيد، كما يقولون، والمضحك المبكي، أضاف حيدر، أن (وزيرا قطريا سابقا) حضر الجلسة، يشكك فيها، من دون أن يدلنا على نموذج يحتذى في بلاده، التي أسسها الاحتلال البريطاني مؤخرا، والتي كانت قد شهدت قبل عدة سنين (أروع) صور الانتقال السلمي الوراثي للسلطة، عندما تآمر الابن على ملك أبيه، وبمساعدة الأجنبي، كما هو معروف.
   وتمنى نـــــــزار حيدر، أن تكون محاكمة الطاغية الذليل عبرة لكل من يعتبر من دروس الآخرين، خاصة الأنظمة الشمولية التي لازالت تسوق شعوبها بالحديد والنار، من دون اكتراث بحقوق الإنسان، فالحكم يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم، كما تقول الحكمة المعروفة.
   كما تمنى حيدر على العراقيين أن يستفيدوا من دروس الماضي حتى لا تتكرر مثل هذه الصناعات الفاسدة(الأنظمة الديكتاتورية الاستبدادية) من خلال المشاركة الفاعلة في العملية السياسية وعدم ترك المتصدين يتلاعبون بمصيرهم من دون حسيب أو رقيب، وكذلك من خلال إسقاط ظاهرة عبادة الشخصية من قاموس الوعي العام، حتى لا نساهم في صناعة طاغوت جديد، ومن أجل أن لا تتكرر تجارب الأنظمة الشمولية مرة أخرى.

5 كانون الأول 2005

httpnewsmoffedco

مفيد - أخبار عربية (http://news.moffed.com)
MoFFed News Built-in



(image placeholder)




إعادة