١٢‏/٦‏/٢٠٠٦

ردود أفعال تونسية حول مقتل الزرقاوٌي


كتبه جمال العرفاوي لموقع مغاربية من تونس-11/06/06

سيطر بنأ مقتل زعيم الجماعات الإرهابية أبو مصعب الزرقاوي على عناوين الصحف
  التونسية بكثرة في اليوم الموالي للإعلان عن مقتله.
      
على الرغم من تزامن صدور النبأ مع انشغل البلاد بمنتخبها الوطني المشارك في
التصفيات النهائية لكأس العالم اليوم الجمعة ,إلا أن مقتل أبو مصعب الزرقاوي حصل
على موقع بارز في الصحافة التونسية، حتى أن بعضها لم يتردد في نشر صورة الزعيم
الإرهابي في صفحاتها الأولى.
ذراع أسامة بن لادن الرئيسي في العراق قتل يوم الأربعاء مساء في هجوم جوي لمخبأ آمن
للإرهابيين شمال بغداد حيث كان يعقد اجتماعا مع مساعديه. وتم الإعلان عن موته في
الصباح الموالي بعد تأكيد هويته.
و اختلفت العناوين الرئيسية يوم الجمعة عن بعضها البعض وذلك وفقا لتوجهات المطبوعة
ونوعية جمهورها. ففي حين تحدثت يومية الشروق ذات التوجه العروبي عن "ٌنهاية رجل
شبح" عنونت اليومية الأخرى الصريح التي تتسابق مع الشروق على نشر أخبار ما تعتبرانه
مقاومة في العراق "قنابل موجهة بالليزر أنهت أسطورة الزرقاوي."
أما صحيفة الصباح اليومية التي تتوجه للإطارات العليا في البلاد و الكهول بالأساس
فإنها اعتبرت ما حصل "ضربة للإرهاب المستهدف للشعب العراقي" و نأت الصباح بنفسها عن
بقية الصادرة يوم الجمعة بتخصيص افتتاحيتها لمصرع الزرقاوي تحت عنوان مرحلة ما بعد
الزرقاوي جاء فيها "ٌلقد كان الزرقاوي بمثابة العقل المدبر لكثير من أعمال العنف
التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء العراقيين عبر الاغتيالات و العمليات
الانتحارية والتفجيرات وعمليات الخطف وأضاف كاتب الافتتاحية "وساهمت مجموعات
الزرقاوي في ترسيخ كل أشكال الفوضى في حق الشعب العراقي بمختلف أطيافه السياسية و
انتماءاته الدينية "
أما مجلة حقائق الأسبوعية فخصصت ملفا كاملا حول حياة الزرقاوي أشارت فيه إلى إن هذا
الرجل كان في بداية شبابه يميل إلى مخالطة الأشرار والفتوات وهو ما أدى به إلى دخول
السجن قبل أن يلتحق بصفوف المتشددين.
و ينقسم التونسيون في تقييمهم لما يجري في العراق بين مؤيد لما يسمونه مقاومة
مشروعة وآخرون يعتبرونها إرهابا رغم أن غالبيتهم يرفضون العنف.
وبالاتصال برئيس حزب الخضر بتونس أكد رئيسه منجي الخماسي على رفض الحزب للعنف و قتل
الأبرياء مشيرا إلى أن مقتل الزرقاوي لن ينهي العنف "ٌسيلد من الغد أكثر من زرقاوي
سيتناسلون بالعشرات" المشكلة الحقيقية يقول الخماسي "ٌهي إنهاء الأسباب التي تؤدي
إلى العنف ومن بينها خروج القوات الأجنبية من العراق"
من جهته رفض الجامعي حمادي الرديسي أستاذ القانون بالجامعة التونسية أن يدلي بأية
تصريحات حول مقتل الزرقاوي لموقع مغاربية . "ٌماذا تريد مني أن أقول هذا الرجل خارج
أي نقاش إنه ينسب إلى اللامعقول" وأضاف الرديسي الذي له عدة مؤلفات حول فلسفة
القانون والإسلام والحرية "أن لا أسف على هذا الجزار. لا يستحق مني أي تعليق أو
تحليل لأن موضعه يهم المتخصصين في علم الإجرام ولا يمكن وضعه في خانة التحليل
السياسيٌ"