٨‏/٥‏/٢٠٠٦

تونس ومسار برشلونة

ندوة دولية بتونس تناقش مسار برشلونة
2006/05/05
كتبه جمال العرفاوي لموقع مغاربية من تونس
النقاشات التي شهدتها الندوة الدولية الرابعة لمجلة حقائق التونسية طوال يومي ال 27 و 28 أبريل كشفت عن عمق الانقسامات القائمة منذ فترة طويلة داخل الفضاء المتوسطي حول مسار برشلونة الذي مر الآن 11 عاما عن انطلاقه.
على الرغم من التفاؤل الكبير الذي أبداه عبد الوهاب عبد الله وزير الخارجية التونسي خلال افتتاحه رسميا للندوة التي حضرها عشرات الشخصيات من مختلف البلاد المتوسطية فضلا عن حضور خبير صيني في شؤون الاتحاد الأوروبي، الا أن المحاضرين كما المشاركين في الحوار وضعوا أكثر من نقطة استفهام حول مستقبل الشراكة الأورومتوسطية ومساراتها المختلفة.
مسار برشلونة إطار هام يكرس التعاون
عبد الوهاب عبد الله اعتبر أن التأويلات التي حصلت قبل وخلال قمة برشلونة غلب عليها الكثير من التشاؤم. "لا أشاطر كل من يريد أن يرسم لوحة قاتمة عن قمة برشلونة رغم المصاعب والخيبات فان قمة برشلونة استطاعت أن تحدد المشاكل وتضع الأولويات لقضايا هامة مثل قضية الشرق الأوسط والهجرة والارهاب".
يظل إطارا هاما يكرس التعاون والتضامن بين دول المنطقة
وعند تطرقه لمسار برشلونة قال عبد الوهاب عبد الله "على الرغم من أن النتائج التي حققها مسار برشلونة في عشريتها الأولى كانت دون الطموحات لاسيما مقارنة بما تم انجازه من قبل بعض التجمعات الاقليمية الأخرى، فانه يظل إطارا هاما يكرس التعاون والتضامن بين دول المنطقة قصد رفع التحديات التي تفرضها العولمة."
خلل في التعاون
الوزير الأول المجري السابق ميدغيساي بيتر وخلال تدخله ضمن حلق النقاش الأولى التي تناولت التداعيات والتحديات الاقتصادية على المتوسط في ظل العولمة، رأى أن "هناك خلل ما في مسيرة التعاون بين الضفتين ."
ودعا المسؤول المجري السابق الذي قاد مفاوضات بلاده للانضمام للاتحاد الأوروبي الى" ضرورة الإسراع لانجاز بنك أورو متوسطي لتبادل التجارب والخبرات هدفه تقديم نصائح عملية للمؤسسات الأورومتوسطية".
عن هذه الفكرة وان كان تحقيقها ممكنا قال بيتر في تصريح خاص لمغاربية "لم لا فبلدان الضفة الجنوبية للمتوسط هم كما نحن في حاجة لتبادل الخبرات والتجارب والتحاور فيما بيننا وأعتقد أننا نحتاج للاستماع لمثقفي وخبراء المنطقة المتوسطية بضفتيها الشمالية والجنوبية."
خلل في الميزان
أما منجي كونجي المديرة العامة للاستراتيجيات الصناعية بوزارة الصناعة والطاقة التونسية، فكشفت بأن حصة دول جنوب المتوسط للاقتصاد العالمي لم تشهد تطور يذكر : من1.8 بالمائة سنة 1995 الى 2.1 بالمائة سنة 2003 أي بزيادة 0.3 بالمائة فقط.
من جهة أخرى أشارت السيدة كونجي أن العجز التجاري لدول جنوب المتوسط مع الاتحاد الأوروبي تفاقم مع انطلاق مسار برشلونة إذ انتقل من 15.352 مليون دولار عام 1995 إلى 26.392 مليون دولار عام 2003 .
أما بالنسبة للتبادل التجاري تقول السيدة كونجي " فان الأمر لم يكن أفضل حالا مما كان عليه في السابق" فصادرات الاتحاد الأوروبي نحو بلدان الجنوب لا تمثل سوى 7 بالمائة من مجمل صادراتها العالمية في حين يتلقى ثلثي ما تصدره بلدان الجنوب التي تستورد بدورها ثلثي حاجياتها من الشمال.
وإذا ما انتقلنا إلى ميدان الاستثمار الخارجي الذي يعد رافعة لأي اقتصاد وطني فان دول الجنوب تأتي في مرتبة متخلفة أمام بلدان أوروبا الشرقية، إذ مقابل كل يورو واحد يستثمره الاتحاد الأوروبي في جنوب المتوسط نجده يستثمر ما بين 5 و 10 يورو في البلدان الشرقية.
مخاوف ومشاريع
الفرنسي فيليب شالمان أستاذ الشؤون الدولية بجامعة دوفين، رأى أن ما يحصل لمسار برشلونة من تعثر هو وليد حالة عدم الارتياح التي تعم البيت الأوروبي الذي يعاني من التردد في اتخاذ القرارات وكذلك الخوف من قضية الهجرة والإرهاب.
السيد شالمان تساءل إن كان هناك ما سماه منطقا متوسطيا في زمن العولمة. "إن بعض الاقتصاديات الأوروبية تعاني، فهولندا وألمانيا لم تتجاوز نسبة النمو عندهما الصفر أما على مستوى الاتحاد فإنها لم تتعد 2 بالمائة في حين تحقق أمريكا نسبة نمو ب 4 بالمائة وآسيا 7.5 بالمائة وإفريقيا والشرق الأوسط 5.7 بالمائة" ومن أجل ذلك يقول الخبير الفرنسي "يجب علينا فهم حقيقة وطبيعة العثرات التي تعوق تطور العلاقات بين شمال المتوسط وجنوبه" .