٣٠‏/٨‏/٢٠٠٦

في وداع الأرجوان

 

موسى حوامدة

 

بنينا دارةً من كلام، حفرنا أساسَها في صمت اللغة، كانت جدرانها من طوب الجنوح، لكن نوافذها ظلت مشرعة لريح المقبرة التي تهب منها نسائم الأبوين والجدات الراحلات. كانت الدارة محاطة بسور النثر، وكرميدها تحت شمس التأمل يزدهي بلونه المائل للتفاح الأحمر، تفاح أحمر؟  إنه تشبيه مفعم بلعاب الشهوة، لكنه طازج مثل رغيف شعري، وتفاحة حمراء تقضمها أسنان طفلة صغيرة مليئة بالحماسة ليومها الاول في الروضة.

تلك التفاحة التي تدحرجت من يد الحكاية، ولم يلحظها سوى ناظم حكمت فشبه بها قلبه الذي منحه لوطنه تركيا، لمن منحنا قلوبنا يا صديقي الأرجواني؟؟ لمن نبضت هذه التفاحات الحمراء، لم يكن بامكاننا أن ننحاز لغير ذلك الفقيد المكسور الذي ولدنا فيه، فحملنا خسارته صليبا فوق اكتافنا، وحين تعتق همنا، وذهبنا لنبني شرفة للقيلولة وقراءة لوركا، وجدنا كل عظم فينا يشكل مقطعا من صليب آخر ومختلف.

 لنواصل البناء والتفاؤل، فما من زيتونة صعدت أعنان السماء متعافية من حنين لترابها النائم في جوف جذرها العتيق، ومن من قطرة زيت إلا ركضت نحو منبعها الأول، في دفتر الطين، أما حبات العنب فلا تسأل عن سريانها في عروق الذاكرة مثل نار مقدسة.

وما رحل منا كثير، لكن ما ظل ليس سوى وهم نعمره بالتعب، ونمد أحلامنا بقدرة جديدة على التمثيل ونجزم للكائنات أننا على قدر العزيمة ونردد حكمة المتنبي على قدر أهل العزم وما عزمنا سوى خيط واهن من شعلة حب قديمة كان تنوس في كهف الطفولة السحيق.

حدقْ معي هنا، أعني هناك، هل ترى تلك الأسراب العائدة إلى تفاحها الاحمر وبيوتها الخضراء؟ انظر هناك الى تلك الزرافات الغافية على سرو السراب، وحولها وعول تموز الطالعة من بخار الفكرة لا أكثر ، كل شئ يترجرج وهو ينتصر، لكأننا أدمنا الخسارة وصار تفاحنا أصفر من برتقال يافا المسروق.

تألم نيابة عن السماء، ألمي ما زال يكتب تاريخه الشخصي، ويخط حروف الكارثة فوق ورق الزور الأبيض، وما بين ألم الجبال وأنين الصخور بنينا حديقة النهار، هل ترى فيها تلك الدارة التي بنيناها؟؟ لا تقل لي انك لا تؤمن بالأوهام.

Musa_hawamdeh@yahoo.com

 
 
تُوفي صباح اليوم الأربعاء الروائي العالمي المصري نجيب محفوظ، أول أديب عربي يحصل على جائزة نوبل للآداب.
كان محفوظ يتلقى علاجا مكثفا منذ فترة في مستشفى الشرطة التابع لوزارة الداخلية المصرية، نقلا عن الأسوشيتد برس.
وقد عانى روائي نوبل خلال مرضه الأخير من فشل كلوي أدى إلى ارتفاع نسبة السموم بالدم. ولكن خلال الأيام الأخيرة، تحسنت وظائف الكلى نسبيا، غير أن احتمالات وفاته ظلت تخيم على الأجواء طوال فترة مرضه.
وكان محفوظ قد نقل إلى غرفة العناية المركزة بإحدى مستشفيات القاهرة، منذ 19 يوليو/ تموز بعد سقوطه في الشارع وإصابته بجرح غائر في الرأس تطلب جراحة فورية.
 والأديب نجيب محفوظ ولد عام 1911، ويعد واحداً من أكبر الكتاب والمثقفين في العالم العربي، وحصل على جائزة نوبل للأدب في العام 1988.
ونُشر لمحفوظ أكثر من 50 مؤلفاً، ما بين روايات طويلة وقصص قصيرة ومسرحيات وأعمدة في الصحف، ودراسات ومذكرات وتحليلات سياسية.
وتعد كتاباته الروائية مثل "الثلاثية"، التي تضم روايات "بين القصرين"، و"السكرية" و"قصر الشوق"، ورواية "ثرثرة فوق النيل"، تصويراً لواقع مصر الاجتماعي أثناء القرن العشرين.
وتُرجمت أعمال محفوظ إلى نحو 25 لغة، حيث تم نشرها في مختلف أنحاء العالم، وتقوم الجامعة الأمريكية بالقاهرة بمنح جائزة سنوية باسمه، كما أطلق اسمه على أحد شوارع القاهرة.
وكان محفوظ قد تعرض لمحاولة اغتيال، في العام 1994، على يد أحد المتشددين الإسلاميين، الذين أغضبتهم رواية "أولاد حارتنا" رغم أنه كتبها في الخمسينات.
وقام المهاجم بطعن محفوظ بسكين في رقبته، مما أدى لتدمير أعصاب الرقبة، الأمر الذي حد من قدرته على استخدام يده في الكتابة، إلى جانب ما يعانيه من تدهور في الإبصار، وضعف قدرته على السمع.
ولم تُنشر الرواية المثيرة للجدل في مصر حيث أصر محفوظ على موافقة الأزهر على طباعة الرواية.
 
موقع نجيب محفوظ
 
النص الكامل لأولاد حارتنا رائعة نجيب محفوظ
 
 


أنا من قتل الملك

منال الشيخ / العراق

 

إلى كدمة صديقي الزرقاء

 

يا أيها الأنت ..

يا رهط الأرحام فيما أمر أن يقطع

كان تقيؤك الأخير

لم تعد السنونوات ترتدي بياض العيون

الرعشة اكتملت في حمأة السماء

فيما الأدعية تحتضر ..

 

تسترسل الأجنحة مثنى وثلاث

مخافة الهبوط إلى مثلث الوفق

ومنح الشيطان

لحظة ولادة لبرمودا جديد

بعين من سؤال

وإزار يرتفع إلى كُم رحيل ..

 

مثل روح الخراب

نفرغ عروشنا من الذمم

أنت تهادن :

تيهي في الخلقْ

واحتاري أكثرْ

تخلقُ منْ ! ولمن أسجد ؟!

 

على أكف الأنين

أتناول شريحة ندم

مسكونة بكدمة صديقٍ ترابي

نسي زرقتها

على شفاه تاريخ عاهر

ثانية

تعود الأصابع لتجفل

ماء البئر وقاع النطق

اعتراف واغتراف

وهو ..

مثل ابن ميللر الجنوبي

عرفهم من وجوههم المكوية

وقمصانهم الملتحية

بغبار الحرب والسلام

على قارعة حلم ينتظرهم

بيد من حليب سافِرْ

وزفرة مستعصية على أبهر الوأد

وليَ الانتظار..

أعول  على نبوغ الأرصفة

يا صديقي ..

هناك من يشطر أديم الندم

وأنا ما عرفت الندم

إلا من زرقة الموت على وهجي

تلك السكين التي تقطع

نبال النية

قبل أن تصيب عين العبث

 

دعني الآن ارسم دوائر وهمي

حول أسهم الخيبة

دعني أفاخر

أنا من قتل الملك ... 

 

أول وربما آخر أديب عربي ينال جائزة نوبل

الروائي المصري نجيب محفوظ في ذمة الله

الروائي الراحل نجيب محفوظ في جلسة مع الاصدقاء في فندق محلي في القاهرة

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: توفي فجر هذا اليوم في مستشفى الشرطة في ضاحية العجوزة في العاصمة المصرية القاهرة الروائي المصري نجيب محفوظ عن عمر يناهز الـ95 عاما بعد صراع مع المرض تردت خلاله صحته بشكل كبير. وكان محفوظ أدخل الى المستشفى إثر اصابته بمشاكل في الرئة والكليتين في العاشر من آب(أغسطس) الجاري. وقبل ذلك ادخل في 16 تموز(يوليو) المستشفى نفسه الواقع في العجوزة بعد ان سقط واصيب في رأسه. ولد نجيب محفوظ بن عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد باشا في العام 1911. واسمه مركب من اسمين تقديراً -من والده- للطبيب العالمى ... (التفاصيل)

 
English version below
القمع يصل لدولة مسالمة !
أجهزة الأمن الإماراتية تعتقل الناشط الحقوقي محمد الركن تعسفيا

القاهرة في 28 أغسطس 2006

أدانت اليوم لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين المصريين والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، قيام أجهزة الأمن الإماراتية باعتقال الدكتور "محمد الركن" الناشط الحقوقي منذ الأربعاء 23 أغسطس الماضي ، دون تقديم تفسير حول أسباب هذا الاعتقال أو ذكر الاتهامات الموجهة للركن .

وتعد هذه هي المرة الثانية التي يعتقل فيها الدكتور محمد الركن خلال شهر أغسطس الحالي، والتي أتت أيضا دون تقديم توضيح حول أسباب هذا الاعتقال، لداعية حقوقي وأستاذ جامعي، اشتهر بدفاعه عن قضايا الحقوق والحريات في الإمارات ومنطقة الخليج العربي.

وقال منتصر الزيات مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين المصريين" اعتقال الدكتور الركن انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، خاصة حين يتم دون مراعاة القانون، ومع أستاذ جامعي في مجال القانون، نحن نتضامن معه ونطالب بالإفراج الفوري عنه".

يذكر أن الركن كان ينتوي الترشح لأول انتخابات برلمانية تجري في الإمارات خلال الشهر القادمة ، وهو ما يلقي بظلال الشك حول صلة الاعتقال بهذه النية ، لاسيما وهو يحظي بقبول واحترام جماهيري واضح في العالم العربي كله وليس الإمارات وحدها.

وقال جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان " من المؤسف أن تكتسب الإمارات الخبرات السيئة للحكومات العربية في مجال انتهاك القانون ، بدلا من اكتسابها لخبرة احترامه ، يجب على الحكومة الإماراتية أن تعلن أسباب القبض علي الركن فورا وأن تجري تحقيقا محايدا ونزيها في أي اتهام يوجه للركن ، أو تخلي سبيله فورا" .

جدير بالذكر أن محمد الركن كان يشغل منصب سكرتير جمعية الحقوقيين الإماراتية و يشغل حاليا منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للمحامين، وأستاذ القانون الدستوري بجامعة الإمارات.

لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين المصريين
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان



Oppression reaches a peaceful state!
Emirate Security arbitrarily arrests the human rights activist Mohammed Al-Rokn

Cairo, 28 August 2006

The Committee to Defend Liberties of the Egyptian Bar Association and the Arabic Network for Human Rights Information (HRinfo) condemned today the arbitrary detention of Dr. Mohammed Al-Rokn, the human rights activist, since Wednesday 23 August. No explanations for his arrest or accusations were put forward.

This is the second time in which Dr. Al-Rokn has been detained during the month of August this year. In both instances no clear reasons were provided for the detention of a university professor and human rights advocate famous for his defense of liberties in the Arab Gulf region.

"The detention of Dr. Al-Rokn is a blatant violation of human rights, especially that his arrest was conducted with no consideration of law," said Montasser Al-Zayyat, head of the Committee to Defend Liberties. "We are in solidarity with him and demand his immediate release," he added.

Al-Rokn was intending to nominate himself for the first parliamentary elections to be held in the UAE next month, raising doubts on the possibility of a connection between his arrest and his intentions for nomination.

"It is unfortunate that the Emirates acquires negative experiences from Arab governments with regards to violation of law in stead of acquiring respectable experiences that can be followed," said HRinfo Executive Director, Gamal Eid.

"The Emirate government should either immediately announce the reasons for arresting Al-Rokn and hold a neutral and integral investigation or release him," he added.

It is worth mentioning that Dr. Mohammed Al-Rokn was Secretary General of the Emirate Human Rights Activist association and is currently the vice president of the International Lawyer's Federation. Al-Rokn is also a professor of constitutional law at the University of Emirates.

The Committee to Defend Liberties of the Egyptian Bar Association
The Arabic Network for Human Rights Information (HRinfo)


من تداعيات الحزن

 للشاعرة عزه شرقاوي

الأقصر-مصر

 

 

حين تجىء اللغه

تقلم أظافرها

على جبال وعره

حين يجيئنى

قميصك المبلل بالعرق

وبعض دمائك التى نزفتها

من اجل اجتياز المحنه

اشعر حقاً          

  بأنها محنه

لا تعض على اسنانك كثيرا

من أجل جبال الصمت التى

مرغت أجسادهم

الحدائق التى تنزهنا بها ذات يوم

ما عادت حدائق

ركام الغربة     والحزن

هو زائرها اليومى

وبعض عربات البالونات الفارغه

ما من اطفال يحدثون صخبهم اليومى

حتى    النجيل الأخضر

قاده الطريق الغامض

الى بيع الكلوروفيل

أى اتفاق وهمى للصمود

سيعطى هذا النخيل الذابل

قوة أكثر للوقوف جميلاً

الشرطى الذى يجلس كل يوم

على اريكته ليرتاح قليلاً من حذائه الثقيل

قام مذعوراً

والبنات اللواتى ينتظرن اللحظة

باعوا اللحظة

من أجل الحزن

 

 

2-وقف الماره

كأن الطير لم يفارق رؤوسهم

ولو للحظه

لحظة القصف         لحظة النسف

احتمال الجرح                 اغتراب العالم عن العالم

الأنا الأنت النحن

والمستحيل

مد لى يداً                 شجاعه

لا تخف

مد لى يداً

فى ساحة الشهداء

التى غاصت     بدماء

اعرفها        ولا اعرفها

 

3-فى الهدوء  ما بين مقلتيك

الف مسافة يحتلها الحزن

لغة         نصدقها

ولا نحتملها

كل النساء الثكالى

يغنين اليوم         لك

لكن النفس المتراكم

يغص بهزيمة   طويـــــــــــــله

يتحشرج ما بين الغصة والعزة

نفس آخر

يلعن هذا الكون الرملى

 

 

 

 

 

    

عناقيد
 
في غرفة طويلة
بين جدارين مستطيلين
وباب مغلق دوماً
الغرفة معتمة أيضاً
الهواء يغفو أو يهوي قتيلاً
الذباب الأليف يسكرُ من الرائحة
واحدة إثنتان ثلاثة ......
أعدُ الذباب المتساقط
في الوحدة قد نأنس بذبابة زرقاء
نتغافل عن فأر يسرقُ منا كسرة خبز
تلك الغرفة لاتصلح مأوى
لعصفور
ولا يطيق الذئبُ وحشة الجدران
الوقتُ لايفكر بالفرار
لاأدري هل كان الوقتُ سجيناً
أم حارساً ؟
كان دمع الوقت أزرق
مثلما الريح زرقاء
والسماء مغارة مقفلة الأبواب
للسماء أبواب وزنازين
وقمر يتدلى كالمشنوق
لي أشجار تتدلى كالأغصان
أقطفُ أحلامي عناقيد لذة
أقطفُ عنقودَ أثداءٍ في طور النمو
أقطفُ عنقودَ حلمات مدورةٍ كالعنب
عنقود قبل يلدغ كالحيات
عنقوداً يقطرُ ماءاً
لكنني حين أفقت بغتتة
أبصرتُ عنقود دمع
بين أصابعي .
 
علوان حسين
شاعر من العراق
 .

آفة الديمقراطية

 

نـــــــــــــــــــــــــزار حيدر

 

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

 

      لم يخلق الله تعالى من هو فوق المساءلة، لسبب بسيط جدا وهام في نفس الوقت، ألا وهو أن الله تعالى خلق الإنسان مسؤولا، له حقوق وعليه واجبات، وليس في هذا الكون من له حقوق وليس عليه واجبات، إلا الخالق عز وجل، والى هذا المعنى يشير الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بقوله {أما بعد، فقد جعل الله سبحانه لي عليكم حقا بولاية أمركم، ولكم علي من الحق مثل الذي لي عليكم، فالحق أوسع الأشياء في التواصف، وأضيقها في التناصف، لا يجري لأحد إلا جرى عليه، ولا يجري عليه إلا جرى له، ولو كان لأحد أن يجري له ولا يجري عليه، لكان ذلك خالصا لله سبحانه دون خلقه، لقدرته على عباده، ولعدله في كل ما جرت عليه صروف قضائه، ولكنه سبحانه جعل حقه على العباد أن يطيعوه، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثواب تفضلا منه، وتوسعا بما هو من المزيد أهله}.

   إن المساءلة، هي حجر الزاوية في بناء النظام السياسي الصالح، لأن ترك المسؤول يمارس السلطة بعيدا عن أعين الناس، ومن دون مساءلة أو رقيب، سيشجعه على إساءة التصرف بها، ما ينتهي في أغلب الأحيان إلى الفساد والطغيان، لأن السلطة غنى، ونهاية الغنى، من دون رقيب، طغيان، والى هذا المعنى أشارت الآية الكريمة {إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى}.

  وان أخطر عدو للمساءلة، هو مرض عبادة الشخصية التي تبتلى به الشعوب التي ترزح تحت نير الأنظمة الشمولية، وبكل أنواعها، ولذلك سعى الإسلام وقادته العظماء إلى معالجته ونسف هذا المرض من جذوره، من خلال تبسيط علاقة الناس بعضهم مع البعض الآخر، وعدم التمايز بين الحاكم والمحكوم، وإذابة الفروقات المصطنعة بين الطبقات الاجتماعية (الحاكمة والمحكومة) لأن مرض عبادة الشخصية، يبرر للزعيم أخطاءه وتصرفاته المنحرفة، الأمر الذي ينمي عنده روح التعالي والتجبر والاستبداد، بعد أن تتراكم الأخطاء والتبريرات.

   فعندما وقف ذلك الأعرابي أمام رسول الله (ص) ليسأله عن دينه، ارتعدت فرائصه، ظنا منه أنه يتكلم مع حاكم جبار أو ملك طاغ  أو سلطان مستبد، أو أنه سيؤخذ بالنواصي والأقدام إذا ما أساء أدب التعامل مع الملوك، فبادره الرسول (ص) مطمئنا بقوله؛ {ويحك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد}.

   وفي هذا الصدد، ينقل لنا التاريخ أن الرسول الكريم، لم يكن ليتميز عن الناس قيد أنملة، ولذلك عندما كان يدخل عليه زعماء العشائر في مجلسه العام مع أصحابه، لم يكن بامكانهم تمييزه عنهم بلباسه أو حرسه الخاص أو بطريقة جلوسه، فكانوا يسألون (أيكم محمدا).

   وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يحرض الناس على مساءلته والنصيحة له، زارعا فيهم الجرأة على السلطان حتى لا يتردد الناس في مساءلة الحاكم، وهو الزعيم المنتخب من قبل الأمة، في أول انتخابات عامة، حرة ونزيهة، يشهدها المسلمون (الصحابة على وجه التحديد) في حياتهم.

   يقول عليه السلام {أيها الناس، إن لي عليكم حقا، ولكم علي حق، فأما حقكم علي فالنصيحة لكم، وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتأديبكم كيما تعلموا، وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في المشهد والمغيب، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم).

   ووقف ذات مرة خطيبا في المسلمين، يقول لهم:  

   {ان خرجت منكم بغير القطيفة التي جئتكم بها من المدينة، فانا خائن} قال هذا الكلام بعد أربع سنوات من الحكم والسلطة، في اشارة منه الى ان الحاكم الذي يثرى من بيت المال، على حساب حقوق الناس، فهو خائن لشعبه وبلده.

   بالله عليكم، هل تعرفون حاكما يجرئ الناس على اتهامه بالخيانة غير أمير المؤمنين عليه السلام؟ وكم من حاكم أو موظف صغير نمت أمواله بمجرد أن اعتلى منصبا أو تصدى لمسؤولية، من دون أن يجرؤ أحد على محاسبته ومساءلته فيقول له مثلا، من أين لك هذا؟.

   مساءلة الحاكم، إذن، حق من حقوق المواطن، وليس منحة يهبها له السلطان، بل انه يرقى، في أحيان كثيرة، إلى مصاف الواجبات (الدينية والوطنية) فعندما يتوقف صلاح النظام على المراقبة الشعبية للسلطة، وعلى مساءلة الحاكم، فان المحاسبة والمساءلة هنا تكون واجبة عينية، على كل مواطن حريص أن يمارس هذا الحق (الواجب) حتى لا يختل النظام السياسي.

   ومن الواضح، فان تعريف الرعية بحقوقها من قبل الحاكم، ودعوته لهم بالنصيحة له، تعد القمة في تحريضهم على المساءلة، من دون خوف أو تردد.

   كما أنه (عليه السلام) كان يعلم وزراءه فن المكاشفة مع الناس، فكان يرفض أن يدبروا أمورهم بليل، ولم يقبل منهم التدليس إذا ما تناقل الناس فضيحة من فضائحهم، مالية كانت أو سياسية أو إدارية، فكان يدعوهم إلى المبادرة لمكاشفة الناس على الهمس فضلا عن المساءلة، فكتب يقول إلى مالك الاشتر عندما ولاه مصر، في عهده النفيس الذي دونه له، يحثه على المبادرة إلى توضيح ظنون الناس السيئة به، حتى قبل مواجهتهم له، علنا وليس بالسر{وان ظنت الرعية بك حيفا فاصحر لهم بعذرك، وأعدل عنك ظنونهم باصحارك، فان في ذلك رياضة منك لنفسك، ورفقا برعيتك، واعذارا تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحق}.

   لا يمكن أن نتصور نظاما سياسيا صالحا، من دون مشاركة شعبية حقيقية، تتجلى في المراقبة والمساءلة، ولا يمكن أن نتصور مشاركة شعبية فاعلة، في ظل انتشار ظاهرة (عبادة الشخصية) في أي مجتمع ، فهذا المرض يعفي الحاكم أو الزعيم من تحمل نتائج أخطائه وتصرفاته المنحرفة مما ينمي عنده روح التعالي والاستبداد.

   ان مفهوم (عبادة الشخصية) يشير الى تمجيد الحاكم بصورة مطلقة واضفاء صفات القداسة عليه من خلال اعتبار كل ما يقوم به صواباً لا يمكن تخطئته أو الرد عليه.           كما يضفي هذا المفهوم على شخصية الحاكم صفة المنقذ أو المخلص الذي ينقذ شعبه من الجهل أو الفقر أو الاستعباد أو الأعداء الخارجيين، وهكذا تؤسس (عبادة الشخصية) لمبدأ تفوق الحاكم وأبويته مقابل دونية الشعب وقصوره بحيث يظهر هذا الأخير قاصراً كالطفل الذي لا يمكن أن ينمو بصورة صحيحة دون رعاية الحاكم وإرشاده.

   وتهدف (عبادة الشخصية) الى تكريس فكرة استحالة الاستغناء عن الحاكم (المعبود) وعدم جواز مراقبته ومساءلته، وهناك عوامل عديدة تساهم في شيوع (عبادة الشخصية) أهمها وجود اعلام وثقافة أحاديين تمجدان شخص الحاكم، الى جانب ضعف الوعي الديمقراطي وغياب المؤسسات الرقابية الجادة.

  ويتضخم مرض عبادة الشخصية أكثر فأكثر في المجتمعات الدينية، وذلك لأسباب كثيرة، منها، نوع الثقافة التي رسخها سلاطين المسلمين والتي تقول بأن الحاكم هو ظل الله في الأرض، فكيف يجوز إذن محاسبته ومساءلته ؟ كما أن كل موظف يعينه السلطان هو ظل الله في الأرض بالنيابة أو بالواسطة، وان الأرض التي يمشي عليها السلطان، هي ملك له، لا يجوز التصرف بها، وهكذا.

   كما أن لاختلاط مفهومي التقديس والاحترام عند الناس، يحول دون مساءلة الحاكم، فبينما يعني التقديس طاعة السلطان على كل حال، فان الاحترام يعني تقدير علمه وعمله الصالح، من دون أن يعني ذلك إتباعه بعيون مغمضة.

   ولقد حارب الإسلام وقادته الميامين التقديس أشد محاربة، فعندما سئل رسول الله (ص) عن معنى الآية المباركة {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا اله إلا هو سبحانه عما يشركون} وفيما إذا كانت الأقوام السالفة قد عبدت علماءها بالفعل بدلا عن الله تعالى، قال {لا، وإنما أمروهم فأطاعوهم}.

   لنقرأ معا هذا الحوار الرائع بين الرسول الكريم وأحد أفراد رعيته، والذي يشير الى مدى بساطة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، التي كرسها رسول الانسانية (ص):

   بينما النبي (ص) في الطواف، اذا سمع أعرابيا يقول؛ يا كريم، فقال النبي خلفه، يا كريم، فمضى الأعرابي الى جهة الميزاب، وقال يا كريم، فقال النبي خلفه، يا كريم.

   فالتفت الأعرابي الى النبي، وهو لا يعرفه، وقال له؛ يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابيا؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك، لشكوتك الى حبيبي محمد (ص).

   فتبسم النبي وقال؛ أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي؛ لا، قال النبي، فما ايمانك به؟ قال، آمنت بنبوته ولم أره، وصدقت برسالته، ولم التقيه، فقال النبي، يا أعرابي، اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة، فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي (ص) فقال له النبي؛ مه يا أخا العرب، لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فان الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبرا ولا متجبرا، بل بعثني بالحق بشيرا ونذيرا.

   فهبط جبريل على النبي، وقال له، يا محمد، السلام يقرؤك السلام ويخصك بالتحية والاكرام، ويقول لك، قل للأعرابي لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا، فغدا نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقطمير، فقال الأعرابي، أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال، نعم يحاسبك ان شاء، فقال الأعرابي، وعزته وجلاله، ان حاسبني لأحاسبنه، فقال النبي (ص) وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ فقال الأعرابي، ان حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وان حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه، وان حاسبني على بخلي، حاسبته على كرمه، فبكى النبي حتى ابتلت لحيته.

   فهبط جبريل على النبي، وقال، يا محمد، السلام يقرؤك السلام، ويقول، يا محمد، قلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم، وقل لأخيك الأعرابي، لا يحاسبنا ولا نحاسبه، فانه رفيقك في الجنة.

   بهذا الخلق ربى الرسول الكريم المسلمين، وبعقل منفتح غير متعصب أو متحجر كان يصغ اليهم ويحاورهم ويسمع منهم، فلا اكراه ولا فرض ولا اجبار على ايمان أو معتقد، ولا تقديس مزيف، ولا هم يحزنون.

   كما أن لاستغلال بعض (رجال الدين) طيبة وبساطة الناس وإيمانهم الكبير بالدين واحترامهم لعلمائه، دور في تكريس مرض عبادة الشخصية، الذي ينسف مبدأ المساءلة من جذوره، فكم من أتباع لهذا (المعمم) أو ذاك، شنوا الحروب وتقاتلوا مع الآخرين من أجل صاحبهم، من دون أن يعرفوا لماذا؟ وعلى ماذا يتقاتلون؟ وما الصراعات المرجعية والحروب الباردة، والساخنة بين المعممين، التي يشنها أتباعهم بالنيابة، الا دليل على ذلك.

   ايضاً، للتربية الحزبية الشمولية دورٌ كبيرٌ في استفحال مرض (عبادة الشخصية) اذ تكرس هذه التربية لدى الأعضاء الالتزام المطلق بنظرية (نفذ ولا تناقش) وتعليمهم أن الزعيم شخصية متكاملة لا يمكن أن تخطىء وبالتالي فلا داعي لمراقبته أو مساءلته، خاصة في التنظيمات ذات القيادة (الدينية) أو (العشائرية) أو تلك التي تستنسخ تجارب اليسار في المعسكر الشرقي المنهار.

   وهناك تناسبٌ عكسيٌ بين المساءلة والجهل، فكلما كانت نسبة الأمية والجهل عالية، كلما خبت فاعلية المساءلة، والعكس هو الصحيح، لأن المجتمع الجاهل والأمي أكثر استعداداً لأن ينظر بقدسية إلى الزعيم وتنزيهه عن الخطأ ما يؤدي إلى تخلي المواطن عن حقه في المساءلة.
   أضف إلى ذلك، تلغي (عبادة الشخصية) كل محاولات صناعة الرأي العام التي تبذلها مؤسسات المجتمع المدني، والإعلام الحر، إذ أن كلمة واحدة من (معبود الجماهير، الزعيم الموهوب) قادرة على نسف تأثير مئات المقالات والحوارات، ولذلك، لا نجد في البلاد التي تبتلي شعوبها بهذا المرض، معنى للرأي العام، لأن كلمة الزعيم (قرآنا) فوق أي كلام آخر، ولذلك فاننا نجد صناعة (الرأي العام) رائجة في البلاد التي يحكمها النظام الديمقراطي، الذي لا يشكو من مرض (عبادة الشخصية) أما في البلدان التي تحكمها الأنظمة الشمولية، الوراثية والعسكرية، فلا تجد لهذه الصناعة أي رواج، لأن الحاكم هو الرأي العام، وأن السلطة هي التي تنفرد بقيادة هذا الرأي العام في البلاد، وان كل من يحاول أن يسبح عكس هذا التيار، فسيكون مصيره السجن والمطاردة وبالتالي القتل والالغاء من الحياة.

   وإذا أردنا أن نحيي مبدأ المساءلة من جديد، لندفع الناس إلى المشاركة الفعلية والحقيقية في الشأن السياسي العام، علينا أولا أن نصحح المفاهيم الخاطئة التي عشعشت في أذهانهم، وأولها (عبادة الشخصية) إذ يلزم أن يفهم الناس بأن ذلك ليس من الإسلام أبدا، بل إن الإسلام ورسوله وأئمته حاربوا ذلك أشد محاربة، لأنه يعطل دور الإنسان ويحجر على عقله ويحوله إلى عبد ذليل يتبع الحاكم بلا بصيرة، كما أنه يرسم سقفا للناس، يخشون تجاوزه، فيظلون يعيشون تحته إلى أبد الآبدين.

   يلزم إثارة (الدافع الذاتي) عند الناس، ليمارسوا واجب المساءلة مع كل من يتصدى للشأن العام، وان كان عابدا زاهدا ورعا تقيا.

   كما يلزم إحياء مبدأ المسؤولية عند الناس، ونسف الاتكالية والاعتماد على الآخر في إدارة البلاد، وترديد المقولة السيئة (ما لنا والدخول بين السلاطين) أو (ضعها برأس العالم، واخرج منها سالما) وما إلى ذلك من الأمثلة التي تعبر عن واقع ثقافي سئ، والتذكير بأن الإنسان (كل إنسان) مسؤول عن كل ما يجري حوله، ليس في الآخرة فقط، وإنما في الدنيا كذلك، ولذلك جاء في الحديث الشريف {ملعون ملعون من بات شبعانا وجاره جائع} هذا يعني أن كل مواطن، وليس الحكومة فقط، مسؤول عن الحالة المعيشية للمواطنين الآخرين، الأقرب فالأقرب.

   إن المسؤولية هي روح المشاركة، أما المساءلة فهي إطارها الصحيح السالم، ولذلك حث القرآن الكريم العباد على التحلي بروح المسؤولية، بقوله {إن السمع والبصر والفؤاد، كل أولئك كان عنه مسؤولا} ومن الواضح فان هذه الجوارح هي التي تشكل مركز ثقل الإنسان وما يمارسه في هذه الحياة الدنيا.

   كما أن لإعادة الاعتبار إلى مبادئ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاصلاح، دور في خلق مبدأ المساءلة في نفوس الناس من جديد، لأن هذه المبادئ العظيمة هي المبرر الحقيقي والصالح لدفع الناس إلى مساءلة الحاكم، ولأنه ليس في هذا العالم من يحرم تطبيقها عليه، لذلك فان المساءلة، بدورها، لا يجوز أن نستثني أحدا منها.

   لقد بذل الإسلام وقادته، جهدا كبيرا من أجل تأصيل هذه المبادئ، لأن غيابها عن المجتمع، يغيب روح المسؤولية وبالتالي يغيب معها مبدأ المساءلة، وهو أول طريق الاستبداد السياسي، ولهذا السبب وردت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تحث على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما في قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} لأن بقية الأمم كانت لا تنهى الحاكم عن فعل الشر وكانت تطيعه طاعة عمياء وتخشى مساءلته، ولذلك انهارت قواعدها.

   أما رسول الله (ص) فيقول بهذا الصدد {كيف بكم إذا تركتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيسلط الله عليكم شراركم، فتدعون فلا يستجاب لكم}.

   نحن، إذن، أمام خيارين، لا ثالث لهما، فإما أن نحيي مبدأ المساءلة، ما يعني إلغاء عبادة الشخصية، أو أن نظل نسترسل مع هذا المرض، ما يعني إلغاء مبدأ المساءلة، لأن الأمرين متناقضان لا يمكن أن يجتمعا أبدا، فأيهما سنختار، ونحن نسعى لبناء نظام سياسي صالح، من أول شروطه الرقابة الشعبية ومساءلة الحاكم؟.

   بانتظار ذلك اليوم الذي لا نرى فيه المواطنين يركضون خلف سيارة الزعيم، يلهثون كالقطط، وهو الذي تسلط عليهم بقوة الحديد والنار، من دون أن يستشيرهم أو يأخذ برأيهم، وبانتظار اليوم الذي تنتشر فيه ظاهرة المساءلة والمراقبة والمحاسبة للحاكم، في الساحات العامة، وكلما خرج الحاكم الى رعيته يريد أن يخطب فيهم، فالى متى يبقى الحاكم هو المتحدث الوحيد، وعلى الناس أن يصغوا اليه متسمرين أمامه لساعات، فاغرين أفواههم أمامه، لا ينبسون ببنت شفة؟.

 

   23 آب 2006

 

 

نداء عاجل من اسرى الحريه من مناطق الخط الاخضر

 

من حين للآخر،تتكرر حالة مأساتنا المتواصله منذ أكثر من عشرين عاما خلت،وكلما انتابنا شعور بقرب الفرج والانفراح،نعود مع كثير من الألم والاسى الى ما كنا عليه،مع زيادة كثير من الاحباط وحالة التشتت والياس،وللتوضيح ليس احباطا أو يأسا مما نحن فيه ،فهذا نابع من خيارنا بالانتماء للوطن،واعتبارنا لأنفسنا كجزء حي واساسي من هذا الوطن ومن حركته الوطنيه التي تخوض غمار الحرية منذ زمن طويل،ولسنا بصدد التمايز عن اخواننا الأسرى العرب والفلسطينيين القابعين معنا في سجون الاحتلال،بل هي صرخه الى اولئك الذين يسمعون ولا يسمعون،فنحن كما تعلمون لا نعتبر مواطنين اسرائيليين رغم اصرار حكومات اسرائيل اعتبارنا كذلك شكلا ليس الا،وترفض بناء عليه التفاوض مع أي طرف بخصوص الافراج عنا، وفي الوقت ذاته لا تعطينا حقوقنا اليوميه والانسانيه حسب قانونها،وضعيه معقده نعيشها منذ الأزل في سجون الاحتلال ولا نرى نهاية لها.

 

لا زلنا هناك،في شطه وفي الرمله وعسقلان ومواقع الاعتقال الأخرى ،يزداد عددنا ويتضاعف حتى وصل الى مائه وخمسين معتقلا، بيننا خمس أسيرات يقبعن مع أخواتهن في سجن الشارون سيء الصيت والسمعه، ينتظرن هن كذلك ما ننتظره،وما دعانا للتفكير بهذا النداء العاجل هو كثرة اللغط والحديث عن صفقات تبادل محتمله بين اسرائيل والطرف الفلسطيني وربما اللبناني ايضا،صفقات قد تخرج الى حيز التنفيذ كسابقاتها،تمر من حولنا دون أن تلمسنا،ونبقى هناك نحلق في الفضاء الواسع الرهيب الى تجربه أخرى أكثر ايلاما وأكثر مراره،فهل من مغيث.

اخوتكم الأسرى والأسيرات من داخل الخط الأخضر


 
لتفاصيل اضافية:

منير منصور

رئيس جمعية انصار السجين

مجدالكروم – الجليل

524830897/972+

١٨‏/٨‏/٢٠٠٦

http://www.kolyom.biz الموقع الجديد لكل يوم

انتقل موقع كل يوم الى عنوانه الجديد
ابن الدلـتــا
منال الشيخ / العراق

ستعيد النظر فيك مرتين
مرة لأنك آمون
ومرة لأنك حليق الشاربين
ستغفر لك انك لم تعد تملك خوذة رد
ولكن
تهيأ فاللقاء ليس كما تظن،
سنشكل الأصابع في هيئة سراح
ونُقْبِلُ على بنود الست
المرأة التي عانقت ريحا
في ذات أيلول
تلتهم رتق ما وصف
وترثي ما هان من وعد آفل
في شوارع نامية
حلمتُ بأقدام الهواء تركض
على ذبذبات حوت عالق
في رغبة رب ، احتمى عبده في بطانة قديسة
مدينة وجبل عائدان من سماء مهاترات
لا مكان لقمم عِرافة
الكل على المنصة
فيما تفترش عين وحيدة ألم الحنين
لا يدٌ تصفق
ولا عنقٌ يمتهن الزرقة
انحنِ لتعترف بالورد
ما هي إلا دمامل أفكارك
نمت أمام انحناء عمر رهيف
عارية، بملمس ابيض وهالة بلون سارية
كلما تراءت لهم
حسبوها قُبلة متورمة في حدقة هروب
لن تكتفي بجمع أوتار غيدك
تعزف السنون على هذا العطر
وتعلق نسيانها على هامة اقتران
وحدة موءودة تحت ريع سجال

جمعتُ مخطوطاته كلها
وانتظرتُ بزوغ فجر فؤاد
مشطور إلى قبلتين
انتظرت لأقدَّ الأدعية من قُبِل ومن دُبُر
ولأراهن على انفتاق جنح ليل
على سر موسى وهارون
ثمة على أطراف تأن صندوق غربة عائم
سترضعه أخرى
وتراوده أم عن مقامها الرائب
ليس لي فيك ما تملك
فم وباه وعنقود عتب
تحاكي جلوسا تورد في حجر رحيل
مثل رمال غيب محترفة
تعتق خطوات بحر عابر
وابن الرجاءين
يعصر في قدح أوزاره رأس كينونة
ويُشْهِدُ مناديل الغسق
على انطلاق رتل حقيقة بيضاء
من عين امتعاض

بكى مع رغيف نار وسما
هكذا ليورث الكتب
لحظة تنطيق الأقبية

١٦‏/٨‏/٢٠٠٦

English version below
محاكمة عسكرية وعقوبة قاسية لكاتب بسبب مقالاته على الانترنت
المنظمات الحقوقية المصرية تطالب بمحاكمة عادلة لـ حبيب صالح

القاهرة في 16أغسطس 2006

أدانت اليوم المنظمات الحقوقية في مصر ، الحكم الجائر الذي أصدرته المحكمة العسكرية في مدينة حمص ضد الكاتب "حبيب صالح" والبالغ من العمر تسعة وخمسون عاما ، على خلفية كتابته لبعض المقالات التي ينتقد فيها الحكومة السورية على شبكة الانترنت .

وكان الكاتب حبيب صالح قد أعتقل في السابع والعشرين من مايو 2005 من مكتبة في مدينة طرطوس ، وظل محتجزا لأكثر من عام ، حتى صدر الحكم ضده أمس من المحكمة العسكرية بحمص بالسجن ثلاثة سنوات بزعم " نشر أخبار كاذبة" !

ويأتي هذا الحكم الجديد ضد صالح بعد أن فشل حكم جائر سابق صدر بحقه لمدة ثلاث سنوات ضمن ما يعرف بقضية "ربيع دمشق" الذي أصدرته محكمة أمن الدولة في عام 2002 ضد عشرة نشطاء كان بينهم حبيب صالح ،و فشل هذا الحكم في تخويف دعاة الديمقراطية في سوريا وإثنائهم عن الكتابة والمطالبة بالديمقراطية في بلد يحكم منذ 43 عاما بقانون الطوارئ .

وقالت المنظمات الحقوقية المصرية" إن التعبير عن الرأي والنقد السياسي هو حق لجميع المواطنين ولا يجب المساس به ، وحين تدعي حكومة أن هذا النقد قد تجاوز القانون ، فيجب إجراء تحقيق مستقل وشفاف ، و أن تكون المحاكمة عادلة ومنصفة ، وهو ما لم يتوافر بالطبع في قضية حبيب صالح حيث المحاكمات العسكرية وحالة الطوارئ التي لا تتيح أدنى معايير العدالة والإنصاف".

جدير بالذكر أن حبيب صالح هو سابع كاتب سوري يحاكم بسبب كتابته على شبكة الانترنت في سوريا ، وقد أصبحت المحاكمات العسكرية الغير منصفة نهجا ثابتا في التعامل مع الكتاب والصحفيين من دعاة الديمقراطية .

لمعلومات إضافة حول سجناء الانترنت في سوريا :
http://www.openarab.net/cd/syria.shtml

المنظمات الموقعة :

1. الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
2. جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان
3. المنظمة المصرية لحقوق الإنسان
4. مركز الجنوب لحقوق الإنسان
5. جمعية شموع لرعاية الحقوق الإنسانية
6. مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف
7. مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
8. الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب
9. المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
10. مركز الدراسات الريفية
11. مركز هشام مبارك للقانون
12. البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان
13. مؤسسة حرية الفكر والتعبير
14. مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية
15. الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية
16. مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف
17. مركز حابي للحقوق البيئية
18. ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان
19. الجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
20. مؤسسة أولاد الأرض لحقوق الإنسان


A military trial and a harsh Penalty for a writer for his online articles
The Egyptian Human rights organizations call for a fair trail to Habib Saleh

Cairo, 16 August 2006

Egyptian human rights organizations condemned today the harsh penalty decided by the military court in Hamas city, Syria against the writer "Habib Saleh", 59 years old, because some of his articles via internet that criticizing the Syrian government.

Habib Saleh was arrested in May 27, 2005 from his office in Tartos, and he was kept under arrest for more than one year until the yesterday sentence of three years in jail. The military court accused him of "disseminating fake news!".

This decision was not the first of its kind against Saleh. In 2002 he was sentenced of three years along with other ten activists in a case called "Damascus Spring". Syria is under the state of emergency for 43 years.

Egyptian NGOs states that "The freedom of expression and the political criticizing is a right for every citizen. And when the government claims that this criticizing went beyond the limits of the law, there should be a fair and justice trail, which was not the case with Habib Saleh. Trail under the military courts and the state of emergency does not respect the minimum standards of justice.

Habeb Saleh is the Seventh Syrian writer who is tried for his online articles. The unfair military trials became a systematic way dealing with the writers, journalists, and democracy advocators in Syria.

For more information about the internet prisoners in Syria:
http://www.openarab.net/cd/syria.shtml

1. Arabic Network for Human Rights Information (HRinfo)
2. Association for Human Rights Legal Aid
3. Egyptian Organization for Human Rights
4. South Center for Human Rights
5. Al-Nadim Center for Psychological Rehabilitation of the Victims of Violence
6. Cairo Institute for Human Rights Studies
7. Egyptian Association against Torture
8. Egyptian Initiative for Personal Rights
9. Center for Rural Studies- Egypt
10. Hisham Mubark Center for Law
11. The Arabic Program for Human Rights Activists
12. Association for Freedom of Thought and Expression
13. Maat Center for Legal and Constitutional Studies- Egypt
14. The Egyptian Association for Community Participation Enhancement
15. Andalus Center for the Studies of Tolerance and Violence Confrontation
16. The Egyptian association for economic and social rights
17. Habi Center for Environmental Rights - Egypt
18. Development and Human Rights Forum - Egypt
19. Shomuu for Humanitarian Rights Care
20. Awlad Al-Ard Institution for Human Rights