٣٠‏/١‏/٢٠٠٦

فعاليات افتتاح معرض الفنان التشكيلي  العراقي
الراحل زياد حيدر
متابعة: ألواح سومرية معاصرة
تمَّ افتتاح المحترف والمعرض التشكيلي الذي كافح الفنان التشكيلي العراقي
الراحل من أجل أن يكون أكثر من محترف ومرسم ومعرض أن يكون بيته وعالمه الذي
يحياه في منفاه الإنساني الحياتي والفني؛ وكان للافتتاح سطو على أجوائه حضور
الغائب الراحل جسدا، الحاضر بتلك اللوحات شديدة التأثير في ملئها فضاء المرسم
حتى أنها بحرفيتها الفنية العالية كانت تصل أذهان الحضور من بوابة الحسّ
الشخصي بوجود وحضور وملامسة الراحل.. وهو ما ظهر في نشيج عديد من الأصدقاء
الذين لم يتمالكوا ذواتهم فانطلقت حشرجات الحناجر مرددة مع الموسيقا الحزينة
لآلة القانون بأنامل الفنان جميل الأسدي مقاما كان يردده الراحل بصوت تهدج
وبكاء مكتوم الصوت وأحيانا تفجر منطلق الصرخات وآهات الوداع وآلامه!!
كانت الكلمة الأولى لصديقة رافقت الراحل حتى لحظاته الأخيرة تكلمت قليلا ولكن
بعيدا في الغور الذي يسبر أوصاب فرقة إجبارية عن حبيب الحياة والعشق
والإبداع..  كانت الكلمات موجوعة على لسان باولا فرمولن.. تلاها جريح ألم
الفرقة الصديق والزميل التشكيلي المبدع قاسم الساعدي وكأنَّه يتمسك بأهداب من
بقايا وجود ليقول لصاحبه ما زلت تسكن بين الجوانح والأضلع يا زياد..
وبعد هنيهة صمت افترش المساحة الصغيرة الكبيرة الفنان العراقي المسرحي صالح
حسن فارس في عرض ممسرح لقصيدة أو سردية مشخصة على الركح بصحبة عازف الناي
ستار الساعدي. وفي هذه المسرحية القصيدة التي دامت حوالي الربع ساعة ابتدأ
الفعل فيها بالسكون الذي ران على صديق الراحل متقمصا كينونته يتمدد على
كرسيين فكأنه وضع الجسد ليمثل الجسر بين عالمين كرسي لعالم حيواتنا وآخر
لعالم صار يسكنه الراحل.. لهنيهة يعزف الناي لحن الخلود وسر الوجود فيتحرك
الجسد الجسر حركة بلاستيكية آلية في البدء ولكنه سرعان ما يتقمص جناحي طائر
ليمثل الرحيل إلى عالم الأبدية.. فالفنان الممثل يرى الذات ترتدي ملابس امرأة
مغربية أي الكفن الأبيض محركا جسده بطريقة يبدو فيها معلقا في فضاء المكان
كالشخص الذي يُعدَم ليغادر ميتا بسكون حركته..
 يقول الفنان صالح حسن فارس مخاطبا الراحل بقصيدته:
 "يا زميل الحرمان والتسكع
حزني طويل  كشجر الحور
لأنني لستُ ممداً إلى جوارك
ولكنني قد أحل عليك
في أية لحظة
موشحاً بكفني الأبيض كالنساء المغربيات
لاتضع سراجا على قلبك
سأهتدي إليه
كما يهتدي السكيرُ إلى زجاجته
والرضيع إلى ثدي أُمه"
ولأن صالح حسن يعرف صديقه متمردا يؤدي معه تبادل الدور بين نصيحة وتقمص
فينتفض على جمود آخر حركة للجسد ويبدأ استخدام كرسي العالم الآخر مصارعا إياه
وهو يصرخ في نفسه أو في صديقه الراحل:
" تشبث بموتك أُيها المغفل
دافع عنه بالحجارة والأسنان والمخالب
فما الذي تُريد أن تراه؟
كُتبك تباع على الأرصفة
وعكازك أصبح بيد الوطن"
ولكن الكرسي يطوق رقبة الممثل الصديق ويغطي رأسه ويخفي الجسد فلا تبقى سوى
الروح البائسة في رحيلها المفجع كما حياتها القاسية وأوصابها.. يقول صالح حسن
لصديقه الراحل:
"أيها التعس في حياته وفي موته
قبرك البطئ كالسلحفاة
لن يبلغ الجنة أبداً
فالجنةُ  للعدائين وراكبي الدرجات
لوحاتك معلقة على الجدران
الجنةُ للفنانين
للتشكيليين
للمسرحيين
للشعراء
ومحبي الحياة"

إذن القصد مما قاله صالح للراحل أنْ لا تبتئس تشبث بموتك كأنَّه حياتك فالجنة
للفنانين، للتشكيليين، للمسرحيين للشعراء ومحبي الحياة... ثم يلعب صالح
بالكلمات بقصد التذكير بكلمات على لسان الراحل وأجواء من يومياته العادية
وتفاصيلها.. إنه يصرخ بها مذكرا السامع بحنجرة الراحل كونها لم تسكن بعد فهي
طرية في آذانكم أيها الصحب:
"روزن خرات
لاوزن ولا خرات
بنات، أمهات، لوحات،
مات، مات،
لا ما مات"
ويبدأ مداخلة الركح مع القاعة فكل حجم القاعة هو حجم المرسم المحترَف مكانا،
الكبير بالتأكيد في فضائه الإبداعي وما  شكَّلَه مراكمة اللوحات وهو ما اتسع
لأصدقاء وضيوف الراحل اليوم.. يسأل صالح قل لي يا شعلان هل مات زياد قل لي يا
صلاح يا قاسم أنتم قولوا هل مات زياد؟ ويكرر مداخِلا بين اللفظ وضده مات لا
ما مات ...
"مات لا ما مات
زياد مات ليكتشف الموت
(فضل الموت بلا كشف)
وبقينا نحن بلا زياد
نتأمل لوحاته
(وموسيقى الصلوات)"
ويبقى السؤال يلحّ بين الواقعية ورمزية الوقائع والإشارات مستندة إلى دلالات
رموز الحركة وتجسيدها فضاء وجسدا:
"زياد مات
لا ما مات
مات....... مات......؟؟؟"
ثم يترك صالح حسن الحركة للموسيقا فيما يعود الجسد للسكون ولكن الموسيقا
وعزفها الحزين تغني الخلود والبقاء.. بلى غادر الجسد وها هو جسد الممثل يسكن
ويستقر ويتجمد ولكن سر الوجود بقاء الإنسان في تناسله وتوارثه الجيل بعد
الجيل..وفي الصديق راحلا جسدا إلى الصديق باق جسدا بروح الراحل الباقية في
تطلعاته يحملها أصدقاؤه.. فيجهش الأصدقاء في تلك اللحظة بالبكاء وتحشرج
الكلمات... بخاصة والصديق صالح حسن يحمل كرسي الرمز للعالم الآخر، كرسي
الوداع تابوت الحزن والألم والفراق ويغادر خارج المرسم ليترك الكرسي هناك في
الخارج..
 وحين يعود تعود معه أغنية الهدهدة التي خرج بها ومعها "دللول ياالولد ياابني
دللول عدوك بعيد وساكن الجول".. كأنَّه يهدهد الراحل في مثواه ويعلن الوداع
وهو ما زاد نشيج القاعة منفعلة ومتفاعلة مع الأداء الرائع لمبدع المسرح
الفنان صالح ولمعايشته اللحظة بتلك القصيدة وفعلها... لقد جمع العمل الممسرح
بتعبيريته حركة الجسد التي يتخصص بها الفنان صالح باقتدار وحرفية وميزانسين
الحركة وتوزعها في المكان إلى جانب الرقص والشعر والموسيقا... ويبدو لي
أنَّه من المهم توكيد نجاح الفنان ستار الساعدي في سلطنة موسيقاه واختياراته
منها ليخلق التوليف الخاص بأجواء الإلقاء وتعزيز إيقاعات الحركة والسكون
وإيقاعات الكلمات ودلالتها والتحامها مع إيقاعات أنّات القاعة ونشيجها..

ثم تلا العمل الممسرح الذي حاكى إبداع الراحل وجاء في أجوائه وأجواء أعماله
التشكيلية، عرض لقصيدة شعبية أدَّاه الفنان رسول الصغير مع عازف القانون
الفنان جميل الأسدي. وقد كان إيقاع صوت المسرحي رسول مميزا في تلويناته
الأدائية بين الصعود حد تقمص صرخات عزاءات عراقية والهمس حد السكون واللاسماع
فكأنه يأخذ متلقيه إلى عالم السكون الذي رحل إليه زياد.. كما يذكرنا أداء
رسول الصغير بتقمص أجواء وطقوس التعزية والقراءات منذ سومر ومرورا بالمقتل
الحسيني وآلام المظلومين اليوم؛  صرخات تستفز القبر الذي آوى جسد الراحل
باحثا عن  إيصال الصوت الجمعي بأدائه الملتاع.. وقد نجح في منح المكان أداء
مسرحيا على أنه ترك الحركة في المكان وأعلا دور صوته وحركة إيقاعاته وأدائها
الفعل وسط السكون..
ثم يقرأ في احتفالية افتتاح المرسم المعرض الشاعر شعلان شريف مقطعا من مرثية
الخلود من ملحمة كلكامش ( مرثية أنكيدو) باللغة الهولندية  وهو الآخر يبدع في
القراءة كما لو أنَّ ما قرأه هو من كلماته التي يكتبها في لوعة شعره وعميق
معانيه، ولأنه كان يقرأ في نشيد الراحل الذي رافقه منفاه وغربته وكما قال
صالح جولات الشوارع الأمستردامية!
ولا يقبل المشاكس الشاعر أو الشاعر المشاكس ناجي رحيم إلا أن يغني صديق تسكعه
وترحله، أفراحه وأتراحه وينشد بحشرجة الحزن والبكاء قصيدة بعنوان زياد
حيدر... فقرأ مع الموسيقا أحزان الوداع وآهات الفراق مسجلا علامته الفارقة في
قصيدة تختص به هو ناجي رحيم في ثنائيات التناقض وقلب الواقعة بقصد تصحيح
المسار المعنى ولا تستثنِ هنا دموعا وآلاما وأصوات آهات وصراخ مكتوم للشاعر
مع أدائه القصيدة التي قال فيها:
"زياد حيدر
لا رتوش على جبين الليل
لا نجوم تُوقد حطب الأحلام
لا امرأة تقف عند النافذة
لا تلويحة دافئة كفراش المتعب

أعمار يأكلها السوس

(ولكني من الأحزان تعبت)
لا أرثيك بل أرثي الشوارع والساحات التي غادرتك
أرثي العابرين على الأرصفة بوجوه مجعدة
أرثي المأخوذين بأرباح اليوم،
المتورمين في أحشاء الحانات
أرثي الأطياف التي تتقافز في مخيلتي
أرثي قطتك الصغيرة
نسَت طعامها ونامت تحت كرسي في سواد المرسم
أرثي باولا* المشدوهة وهي تحدق في ساعة على الجدار
تبتسم وهي تسافر في الوجوه  تبحر في العيون ولا ترى شيئا

وحدك إلى ركن لا يطرقه الناس

قبل أسبوعين
في ليلة عراقية منزوعة عن العراق
في أمستردام في حفل توقيع الكتاب عانقتني ولم يدر في بالي
لم يدر في بال مهدي النفري وعلي البزاز وصالح حسن وشعلان شريف
وصالح بستان وصلاح حسن ومحمد محسن – أنك مهموم بالسفر إلى أقصى الأرض
وحدك إلى ركن لا يطرقه الناس ولا حتى قطتك الصغيرة

الآن وعند الباب على الشارع
حيث مسافة بحجم الكون تفصلنا
أراك واقفا في معطفك السود مطرقا وأنت تنظر إلى أسفل

آه لو غرفت فيم كنت تفكر

* باولا رفيقة حياة الفنان زياد حيدر في هولندا وهي تحترف التشكيل أيضا"

ومن الشعر والموسيقا ومسرحتهما كانت استراحة لحناجر تتكتم على استحياء أن
تعلن نشيجها ولينتقلوا جميعا إلى كلمات مباشرة في الذكرى وليتفحصوا الأماكن
بالسنتيمترات كما كان يطوف فيها زياد حيدر قبيل أيام معدودات.. بعدها تمَّ
تقديم حكاية باللغة الهولندية للفنانة الهولندية  خيردا نوردام حيث واءمت بين
معاني الحكاية ومعطيات اللحظة عبر أداء ممسرح للحكاية المقدمة سابقا في
التلفزة والإذاعة الهولنديتين.. يعقبها قصيدة للشاعر موفق السواد بالهولندية
سريعة ولكنها غنية في ترسمها مفارقة الرحيل والمغادرة إلى الأبدية.. وينصت
الحضور بعدها لقصيدة  باللغة الهولندية تمثل ترجمة لقصيدة رثاء من الشاعر
صلاح حسن للفقيد وبقراءة  الباحثة الهولندية دنيكا هوزنخا...
أما الختام فيأتي بطقوس الحزن السومرية حيث تعتلي المويسقا منصة السماع وركح
الأرواح المنشدة تراتيل الفرقة ولوعتها وأحزان وداع أخير للراحل الفقيد زياد
حيدر وبعزف منفرد  على آلة القانون للفنان جميل الاسدي رافق الحضور العراقي
بحناجره ترتيلا لمقامية مغناة للوداع  ولا عزاء في الخلود إلا حيث يسكن الجسد
ويبقى الروح محلقا منشدا مع الأوفياء سرّ الوجود...







يحدث في مصر فقط

وزير الاتصالات يعرقل ويحد من حرية الاتصالات !

30/1/2006

القاهرة في 30 يناير 2006 ، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم ، القرار الغريب الذي اتخذه الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات و وتكنولوجيا المعلومات ، بوقف نشاط شركتين تقدمان خدمة الإنترنت في مصر ، بسبب تقديمهما للخدمة بسعر منخفض .

وكانت جريدة العربي الناطقة باسم الحزب الناصري ، قد نشرت بالأمس خبرا تحت عنوان " وزير الاتصالات يجمد نشاط شركات الإنترنت " جاء فيه أن وزير الاتصالات قد قرر وقف نشاط شركتي " link.net" و "tedata.net" لتقديمهما خدمة الإنترنت السريع بنصف الثمن "75جنيه" بدلا من "150جنيه" شهريا .

وكانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان قد نشرت بيانا في 23 فبراير 2005 ، تستنكر فيه قرار اتخذه المهندس/ علاء فهمي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ، بفرض عقوبات على الشركات التي تقدم خدمة الإنترنت الفائق السرعة المعروفة ب "ADSL " بسعر أقل للمستخدمين " .

وبدلا من تراجع وزارة الاتصالات عن هذا القرار الذي يحد من استخدام الإنترنت ، يأتي قرار وزير الاتصالات الأخير ، ليؤكد تلك السياسات التي تناقض ما تدعيه وزارته من تشجيعها لاستخدام الإنترنت ، حيث يحد بشدة من عدد المستخدمين الذي يرغبون في استخدام خدمة الإنترنت فائق السرعة المعروفة ب "ADSL".

وقالت سالي سامي منسقة البرامج بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان " إن قرار وزير الاتصالات يعبر في حده الأدنى عن فوضي وتخبط في تسيير شئون استخدام الكمبيوتر و الإنترنت ، فمنذ أسابيع قليلة أطلق وزير الاتصالات مبادرة الحاسب الشخصي رخيص السعر ، و الآن يأخذ قرار بإيقاف بعض الشركات لتسهيلهما على الجمهور عملية الاتصال بالإنترنت عبر ترخيص السعر ، فأيهما نصدق ؟ وكيف نثق في وزير يطلق تصريحات متناقضة ؟ " .

وترى الشبكة العربية ، أن رخص أسعار الكمبيوتر ورخص الاشتراك في خدمة الإنترنت ، هو من العوامل التي تزيد من عدد مستخدميه ، و ما ينتج عن ذلك من تسهيل فرص مواكبه العالم وإمكانيات التنمية في مصر ، لاسيما وأن متوسط الأجور المنخفض ، ما زال ضمن الأسباب الرئيسية لقلة مستخدمي الإنترنت في مصر .

وقالت سالي سامي " كان أجدر بوزير الاتصالات أن يضع مصلحة المستخدمين وما ينتج عن رخص سعر تقديم الخدمة من زيادة عددهم ، بدلا من قراره الذي يجعل خدمة الإنترنت فائق السرعة ، خدمة للقادرين ماليا فقط " .

موضوعات متعلقة :
مصر : مزيد من القيود التعسفية على استخدام الإنترنت
http://www.hrinfo.net/press/05/pr0223.shtml


Only in Egypt
Minister of Communication Restricts Freedom of Communication


30/1/2006

Cairo, 30 January, 2006 - The Arabic Network for Human Rights Information (HRinfo) condemns the decision taken by the Egyptian Minister of Communication and Information Technology; Dr. Tarek Kamel, to freeze the activities of two internet service provider companies for reducing the cost of their services.

Al-Arabi Newspaper of the Nasserist party published yesterday a news-story entitled "Minister of Communication Freezes The Activities of Internet Service Provider Companies". According to the newspaper, a decision was made by the Minister of Communication to freeze the activities of "link .net" and "tedata.net", for providing Internet services at half price, 75 Egyptian pounds instead of the 150 Egyptian pound monthly fees.

On 23 February 2005 HRinfo posted a statement denouncing a decision made by the Executive Chairman of the National Communications Authority; Alaa Fahmi, concerning the enforcement of penalties on ADSL companies that provide the service at a lower price.

The recent decision by the Minister of Communication comes to confirm the obvious contradiction between such polices and claims made by the ministry of encouraging the use of the internet. This decision seriously limits the number of ADSL users.

"The minister's decision reflects, at the least, chaos in administering the use of computers and internet in Egypt. A few weeks ago, the minister announced the initiative of personal computers at a low price, yet at the same time he took the decision to freeze the activities of internet provider companies because they offer cheaper online access. Which policy do we believe? How could we trust a minister that issues contradicting statements?" HRinfo Program Coordinator, Sally Sami said.

HRinfo believes that providing personal computers and internet access at a low price will increase the number of internet users. In addition, this will contribute to potentials for Egypt's development. It is known that low incomes are one of the key obstacles to internet access in Egypt.

"The Minister of Communication should have considered the interest of users and the potential increase in internet users as a result of low cost internet access, instead of adopting policies that limit ADSL access to only those who are financially capable," Sami added.

Related topics:
Egypt: More restrictions on the use of Internet
http://www.hrinfo.net/press/05/pr0223.shtml


Iraq in the aftermat

Iraq in the aftermath of the so-called “elections”, ongoing terrorism and violation of women’s rights under occupation!

This is a London seminar convened by the Organisation of Women’s Freedom in Iraq (OWFI)

Date:  Sunday February 5th 2006
Time:  2.00 PM-500 PM
Venue:
Union of London University (ULU)
Room 3A Malet StreetLondon WC1E 7HYWC1E 7HYWC1E 7HY
Speakers:

Jean Lambert - Member of European Parliament, Green party

Houzan Mahmoud – Organisation of Women’s Freedom in Iraq

Nadia Mahmood- Iraq Freedom Congress

The meeting will be chaired by Maria Exall, member of executive committee of the Communication Workers Union (CWU)

Come along and find out more about the current political situation in Iraq. Show your support for the progressive, secular forces waging a daily struggle for the ending of the occupation and against Islamism in Iraq!

For further information please contact:
houzan73@yahoo.co.uk Tel: 079 56 88 3001

This event is sponsored by Iraq Freedom Congress

فيلسوف تونسي يكتب عن مستقبل الثقافة وتحديات الانترنت




مستقبل الثّقافة في تونس:

محمّد محجوب

أستاذ التأويلية والفلسفة المعاصرة - جامعة تونس المنار

مهما قلّبنا سجلاّت تعريف الثّقافة ومرجعياتها، فإنّ هذه تبدو لنا نسقا متفاوت الائتلاف من التّصورات والاعتقادات والرّؤى والتعابير والتقويمات الخلقية والجمالية والمعارف العمليّة والتّقنية، التي تنتظم العالم، في معنى الوجود الخارجي، وتنتظم علاقتنا معه بما نحن مجموعة بشرية ما كما تنتظم العلاقات الرمزية بين الأفراد، بصرف النّظر عن مدى تحضّر أو عدم تحضّر تلك التصوّرات. ولعلّ ما يجمع بين هذه العناصر ضرب من وحدة الأسلوب هي التي تميز ثقافة عن ثقافة، وتعطيها ما بتنا نسمّيه اليوم الخصوصيّة الثقافية.

ولكنّ هذه الخصوصيّة لم تعد اليوم ممكنة، رغم الصّمود البطولي الذي تشهده بعض الثّقافات. وليس من إمكان اليوم لأيّ ثقافة من الثقافات أن تظلّ على غير علاقة بنسق التّبادل الذي بات يوفّره "السايبرسبيس" ( cyberspace ).

ولعلّ المشكل يكمن في طبيعة هذه العلاقة التي لا مفرّ منها. فالمضمون الثّقافي، بل المضامين الثّقافية المبحرة أو "السّارفة" ( surfing ) عبر السّايبرسبيس، أو الأنترنت، ليس مضمونا متجانسا ولا متناسبا مع جميع ثقافات العالم. فلا الديانة التي يفترضها ديانة مشتركة، ولا التّصورات القيمية التي تجري من تحتها، تصوراتٌ ممثّلة لأنساق قيم جميع الثّقافات، ولا منزلة الإنسان ضمنها منزلة

لذلك تطالب هذه الثّقافات لنفسها بحقّ في السايبرسبيس. وقد يكون من المفيد لنا أن ننظر في طبيعة هذا الحقّ المنشود وحدوده وافتراضاته، وبخاصة في ما يفترضه أو ما يتضمنه من تصور عن الشبكة العالمية للأنترنت نفسها. فإننا نتظنن على هذه الثقافات أنها في عين مطالبتها بالحق في الدخول إلى السايبرسبيس، أي إلى مجتمع المعلومات، إنما تنطلق من ضمني تحفظ به لنفسها خصوصية تمنعها من دخوله بحق أي من الإقامة به كإنسانية ممكنة.

وسأضرب على ذلك مثالا محدّدا هو مناداة الثقافات الإفريقية "بتعددية الألسنة من أجل التنوّع الثقافي ومشاركة الجميع في السايبرسبيس". وإني هاهنا أتحدث عن مسألة محددة مثلت موضوع الندوة التحضيرية لمؤتمر القمة العالمي حول مجتمع المعلومات التي التأمت بباماكو يومي 6 و 7 ماي 2005 .

ما الدّاعي إلى هذا النّداء ؟ إنّه الشّعور بأنّ الأنترنت أداة يؤدّي الوضع الحالي لاستعمالها والتردّد عليها إلى إقصاء ثقافات محلّية عديدة جدّا. إنّ الدّخول إلى السّايْبَرسبَيْس يمرّ اليوم أساسا باللغة الأنجليزية ولكن كذلك بلغات عالمية عديدة أخرى. ومع ذلك فإنّ ثقافات أخرى تكاد لا تحصى تظلّ على الأبواب. فالمشكل الرئيسي هنا هو مشكل الصياغة ضمن دليل رقمي ( code numérique ) مقروء. لذلك يمثّل تطوير التّعدد اللّساني على الواب هاجسا ثقافيا رئيسيا ولاسيما لدى مؤسّسات معنية عالميا بالشأن الثقافي أعني مثلا منظّمة اليونسكو التي جاء في إحدى منشوراتها التحضيرية بالقمة العالمية حول مجتمع المعلومات :

« Depuis la fin des années 1990, la nécessité de développer le multilinguisme sur le Web occupe tous les esprits. Aujourd'hui, la priorité semble être la création de passerelles entre les communautés linguistiques pour favoriser la circulation des écrits dans d'autres langues. Les technologies numériques facilitant grandement le passage d'une langue à l'autre, il reste à créer ou renforcer la volonté politique et culturelle d'offrir aux utilisateurs d'Internet un plus grand choix de langues » (Unesco, 2003).

ولاشك أنّ المجهود التّقني الذي يجسمه تيسير نظام صياغة دليلية رقمية ( encodage numérique ) تتسع لأنظمة لغوية مختلفة هو مجهود هائل. فالدليل الرقمي ابتدأ في بداية الإعلامية دليلا بسيطا يحتوي على 128 بنطا أو صورة حرفية، وضعه المعهد القومي الأمريكي للمواصفات ضمن ما يسمى ASCII ، ( American standard code for information interchange )، ولكنه لم يكن يقدر على الإيفاء بأكثر من اللغة الإنجليزية، ثم اتّسع ليشمل اللّغات الأوروبّية الأخرى، ثم ليشمل مزيدا من اللّغات غير الأوروبية. ورغم تأسيس l'unicode consortium الذي بلغ إمكانات هائلة تصل إلى 65000 صورة حرفية، مما جعله بمثابة المجمِّع الهائل لحروف العالم، فإن معالجة النص ضمنه تطرح مشاكل عديدة كلما تعلق الأمر بحروف يابانية مثلا أو صينية. إن التعدد الكبير لأنظمة الكتابة العالمية تعوق حل المشكل العالمي لتواصل اللغات والثقافات.

ولكن النّظر إلى هذا التّوجه الذي تتّخذه إشكالية تموضع التعدد اللساني والثقافي على صفحات الواب، يطرح أسئلة نقدية مقلقة :

فلنفترض أنّ جميع مشاكل الصياغة الدليلية الرقمية قد حُلّت وأنّه أصبح للوحة الحروف ( clavier ) من الإمكانيات ما يجعلها قادرة على الكتابة والمخاطبة والترجمة من وإلى جميع اللغات، فهل يمكن أن نعتبر بذلك أننا قد دخلنا زمن التواصل بين الثقافات. ألا تكون كل ثقافات العالم ساعتها قد آلت إلى وضع لا تقدر فيه على التواصل إلا بقبول قواعد اللعبة ؟ وهل نحن نعبر فعلا عن لغة بمجرد استنباط ترقيمية ما لحروفها ؟

إن الثّقافات الإفريقية أو الأسترالية أو الأمريكية المحلية هي في كثير من الأحيان ثقافات شفوية، كيفية وجودها شفوية، علاقتها مع العالم شفوية، تصوّرها للعالم لا يتوسط بصيغة كتابية، لا لأنه يفتقدها، ولكنّ الثقافة الشفوية قد اعتمدت صورة للعالم تقصي تسجيل الحرف. إنني أريد هاهنا أن أبقى في مستوى مفهوم الثقافة الذي لا يفترض أبدا بلوغ مستوى من التحضر ولا يقيس، على كل، الثقافات بحسب تحضّرها. إنّ دعوة هذه الثقافات إلى المرور إلى هذه الترقيمية العالمية هو ضمنيا يفترض موقفا بل ضربا من الرّسالة الحضارية الجديدة ( Une nouvelle mission civilisatrice ). إن المشاركة في التواصل العالمي للثقافات يفترض تحضرا للثقافات، أي قبولا للعبة عالمية جديدة تسلم بتراتبية للثقافات.

إنّ وضع هذه الثّقافات المحلية من هذه الناحية هو وضع أقصى بالطبع، ولكني عن قصد اتّخذته مثالا أقصى، حتى يظهر بذلك الرهان الحقيقي.

لاشك أن قمّة تونس العالمية ستطرح قضية التحكم في الانترنت ( la gouvernance d'internet ) بالإضافة إلى قضايا التمويل. ولكنّ قضية التحكم والنفوذ على أنترنت هي القضية الحقيقية التي لقمة تونس شرف طرحها على المجتمع الدولي. من يتحكم في مجتمع المعلومات ؟ إن المشروع الأصلي للأنترنت قد انطلق على أساس تبادل وجريان للمعلومة لا يمكن التحكم فيه متى أطلق. ولكنّ قضية التّحكم في أنترنت تعيد اليوم طرح عالميتها في إطار سؤال جديد : هل يجب على مجتمع المعلومات أن يعاود إيقاظ الشيطان النائم للرسالة الحضارية التي أدت إلى استعمار العالم منذ القرن التاسع عشر ؟

ما الذي يجب علينا هاهنا أن نحذره ؟ لا بد لنا من الانتباه إلى أنّ مجتمع المعلومات جدير بأن تسن له التشريعات التي تحميه من يصبح أداة سيطرة. السايبرسبيس ليس أداة سيطرة. إنّه فضاؤنا الذي بات ممكنا لنا اليوم أن نكون إنسانية ضمنه. وإنّ كل توهّم بأنه أداة يمكن استعمالها في مأمن على هوية جامدة خطأ قد يفوّت علينا القطار مرة ثانية، تماما مثلما توهمنا من قبل بأن الحداثة أداة وآلة يمكن أن نستخدمها في مأمن على هويّة جامدة. ففقدنا الهوية والأداة.

لم يعد لنا من عالم خارج العالم الجديد الذي يبسطه ويسطر حدوده مجتمع المعلومات.

لابد لنا من تجاوز فهم الانترنات على أنها "أداة"، والاستقرار نهائيا على أنها عالم جديد، هو العالم الذي بات متاحا لنا أن نكون إنسانية ضمنه.

ويطرح هذا الوضع الجديد على الثّقافة في تونس أن تكون سندا لبناء هذه الإنسانية، بإعادة ترتيب واعية لعناصر ومقوّمات أساسيّة ذات صلة باللّغة مثلا، أو بمضامين حضارية ظلّت بديهية لحدّ اليوم، وأضحى يتعيّن عليها أن تعيد صياغة نفسها تواصليا، أو بقيم لم يعد بإمكانها أن تتحكّم من عليائها في المعايير. فإنّ على كل مضمون من هذه المضامين أن يدرك أنّه لا يكون إلا بالإضافة إلى مضامين مخالفة له ومغايرة، وأن اعتبار تلك المغايرة إذا لم يكن مدخلا إلى الريبية، فإنه مدخل إلى وثوقية أقل، واستبداد بالرأي أقل.

فإذا كان شأنُ الثّقافة إنشاء النّماذج وترويجها، فقد يكون أنموذج الإنسان القادر في كلّ لحظة على إعادة تنزيل نفسه، وتحديد موقعه بالنّظر إلى إحداثيات متحرّكة، هو الأنموذج الذي ينبغي عليها خلقه وإعادة خلقه. إنّ هذه "الكفاءة" الجديدة ليست اصطناعا أداتيا نستعمله، ولكنّها هويّة حواريّة، إنها "المستقرّ" الوحيد الممكن لنا في ظلّ مجتمع المعلومات. لن يكون ممكنا في المستقبل أن نكون الإنسان التونسي بتمكينه من جميع المعارف، وإنما ينبغي تكوينه على أساس القدرة على استنباطها بحسب الظرف.

إنّ قائمة موضوعات الفعل الثقافي المستقبلي في تونس لا يمكنها ألاّ تتضمّن عناصر القيم، والزّمن، والهويّة، كعناصر لم يعد الفصل القديم بين الإرادة والأداة يحميها من شيء. ولاشك أن العمل التربوي الذي يمثل جوهر هذا الفعل لابد له أن يفتش في أعماق أعماقه عن موارد تُسند ذلك الفعل، وتُعقِّله في آن.

 


 

Fortune.com

Fortune.com.