٧‏/١‏/٢٠٠٦

الانجيل حسب رواية المسلمين

قراءة لـ "الإنجيل برواية المسلمين" لطريف الخالدي
المفكر طريف الخالدي ذو الشهرة العالمية و الأستاذ السابق بجامعة كامبريدج و الرئيس الحالي لمقعد الشيخ زايد للدراسات الإسلامية والعربية بالجامعة الأمريكية في بيروت، يتتبع حياة عيسى عليه السلام من خلال الأدب الإسلامي مسلطا الضوء على وضعه الفريد في الإسلام في كتابه الأخير."الإنجيل برواية المسلمين"، دار النهار - 2004 الكتابات الإسلامية عن عيسى هي أكبر مصدر للمعلومات غير المسيحية عنه. "الإنجيل برواية المسلمين" هو أيضا أكبر مجموعة على الإطلاق عن أقوال و قصص المسيح عليه السلام في الأدب العربي الإسلامي. يسرد الكتاب تاريخا من المحبة والإعجاب للمسيح الذي حظي به عيسى في الفكرالإسلامي لأكثر من 1000 سنة. و يبرز الخالدي كيف مثل الإسلام الشخصية الدينية الكبرى للمسيحية. يصف القرآن والأحاديث النبوية عيسى على أنه شخصية مقنعة ذات روحانية عميقة و له قدرات على إعطاء الحياة. وفي الكتاب، جمع الخالدي أكثر من 300 مقولة و سورة عن المسيح و دوره كنبي الله. و هي مجموعة حسب الترتيب الزمني و تمجد عيسى وتعترف بأنه من بين أبرز الشخصيات التاريخية والذي أوصل كلمة الله وساهم بشكل كبير في تطور البشرية. بعض صورعيسى في الإسلام تنظر إليه على أنه شخصية مقدسة، و كلمة الله و روح القدس. و يولي الكاتب اهتماما خاصا بالقيمة الأدبية للنصوص و دور عيسى في تقوى المسلمين و العلاقات الإسلامية المسيحية. باقتفاء أثر ما سماه "الإنجيل المسلم"، يلاحظ الخالدي أن التاريخ العابر للديانات يقدم دروسا لمثل هذه الفترة الزمنية حيث يحتد فيها التوتر المسيحي الإسلامي. و جاء في مقدمة الكتاب "عيسى، في موطنه الإسلامي، هو مركز محبة وتبجيل". يقول الراحل الكبير إدوارد سعيد إن مقدمة الكتاب وحدها تبين المعرفة الواسعة والراقية و الحكمة التحليلية. و يقول إنه يقدم العديد من المقتطفات المفاجئة و المثيرة و التي تبين مختلف الطرق التي يحتل فيها عيسى مكانة كبيرة لدى المسلمين بالرغم من نفيهم لبعثه و صلبه. قال الخالدي :"إرث عيسى هو الرقة و الرحمة و التواضع". عيسى له حياة مختلفة نوعا ما في كتابات المسلمين. حيث يتم الرتكيز على ولادته المعجزة كابن للعذراء مريم لكن لا يتم الاعتراف به كابن لله. كما جاء في القرآن أن الحواريون هو أصحاب عيسى المؤمنين المخلصين، وليسوا جمعا من المذنبين كما جاء في الإنجيل. و من بين الأنبياء الذين أشار إليهم الإسلام، فإن المسلمين يميلون أكثر لعيسى بفضل صفاء قلبه، كما يقول الخالدي :"كان دائما حذرا من إغواء العجلة والتسلط وغياب الحكمة". بعض قصص عيسى في الإسلام لا توجد في الإنجيل، غير أن لها آثارا عميقة بين المسيحيين العرب الذين عاشوا في المنطقة وكان لهم كنائس عبر الشرق الأوسط بما في ذلك المدن المقدسة كمكة و المدينة. يحاول الكتاب تقريب الهوة بين الديانات يحاول الكتاب تقريب الهوة بين الديانات و بناء ركيزة قوية للأجيال القادمة لتمكينها من القضاء على التطرف الديني الذي يعتبر من أبرز أسباب الأزمات الحالية.
نًشرت على موقع مغاربية‎ (http://www.magharebia.com/) ‎http://www.magharebia.com/cocoon/awi/print/ar/
features/awi/articles/2006/01/06/feature-02