١٦‏/٨‏/٢٠٠٥

فصل من رواية جديدة للكاتب التونسي نور الدين العلوي


أحمد العروس يسرق صواع الملك
فصل من رواية للكاتب التونسي
نور الدين العلوي

وصل أحمد إلى قمة صفوه حين أدرك أن الناموس الإلهي ليس في صفه وأن أهل الأرض لا يرونه فاستعان على الأيام ببعضها وأكل ما تيسر ونام على خشب أحلامه يخزه ما اتخذ منها شكل المسامير. وفي سعيه نحو نهايات لا يصنعها تدبر مسكنا لا يبعد عن مقهى الانتصار. ولقد اطمأن إليه، لولا أن صاحب المقهى اعتمر، فعاد بيوسف يسمعه للشارع والجوار كل صباح ويقول هذا ” من فضل ربي“ ويسبّح ويخلط القهوة بالشعير وخلف كراسي الجالسين علق في الجدار ” من غشّنا فليس منّا“ واطمأن إلى سيولة رزقه فوسع خلف مصطبة الخلاص مكانا لكرسه المستدير. يقول أحمد لصاحب المقهى ” أليس لك غير سورة يوسف“ فيقول له ” هو يوسف أجمل النّاس في الصباح وفي المساء ولا يتزيّن ويقال له العفيف فلم يخضع لشهوته وصار ملكا ولم يخض حربا فهو حمامة السلام الجميلة ولم يرفع غصن الزيتون مفتاح الحوار الأسلم “ وقبل أن يتزندق أحمد عاد إلى بيته وفضل سماع يوسف كل صباح فهو أسلم حتى اعتاد عليه يوسف فصارا صديقين يقول له أحمد ” حدثني عن أيام سجنك يا جميل“ فيقول له ” لم يعلّقني أحد من قدمي ولم تكن زجاجات كوكاكولا لنجلس...“ ثم يخجل فيصمت. ويذهب أحمد في الحياة... تبصم على جلده بملاقط الحديد ويعود في الليل إلى سطحه لينام فيصعد إليه يوسف ويسامران النجوم الصاحيات ويضحكان ويقول له أحمد ”اذكرني عند ربك فأنا تعيس“ فلا ينسى ولكن يمر إلى حديث جانبي ويقول لأحمد ” لماذا تستوردون القمح ولا تخزنون“ فيحتار أحمد لأنه مازال يوحى إلى يوسف ولان احمد لا يعرف سياسة القمح في البلاد ، وكان- ليسلم - تعوّد أن يقول ” دعك من السياسة يا عروس... فأنت كلما اشتهيت خبزا وجدت، فلماذا تسأل عن مصير القمح“. ويقول له يوسف” كيف وضعتم البقر في علب الحليب“ فيرتج على أحمد حتى ينسى أن الحليب أبيض وأنه كلما ساء الحليب أزينت العلبة... فيصرف يوسف إلى مواضيع النساء فهي أخف من القمح وأحمد يعرف أن يوسف لم يغر ”زليخة“ وإن هم، ويقول له ” صف لي زليخة يا عزيز فأنا أرى النساء من بعيد ولا أجرؤ ثم أني لا أخفي عليك عجزي في النساء فاكتم علي واستر خيبتي“ فيوشك يوسف أن يجيب ويظهر له القميص وقد تمزق ولكن أحمد يعبر من يوسف إلى قميص آخر ويذكر عليا والحسين ويلعن القمصان جميعها ويسأل ” لماذا تركتم عليه قميصا للفتن“ ويضطرب فؤاده فيقوم فإذا يوسف في السورة وعلّي في النجف ومصر بلا عزيز والقمح يعبر في الموانئ وهو يأكل وقد شرب بعض الحليب بلا زليخة.
ويقول أحمد لأحمد الذي لا يريد أن يفهم يوسف” ثم تمشي وتنسى مطارق الأيام على دماغك، فلك دماغ من حديد أفرغت عليه قترا وتنسى يوسف والرؤى ولا تربط بين الاقتصاد المحكم والعبور من أزمة التاريخ والجغرافيا فأنت أقصر من يوسف ومن زمن اليعاقبة وكنت تودّ أن تقول الفراعنة ولكنك تلبس ولعلك تريد الدخول فلا تستطيع“ ولكن عندما يسكت يوسف في المقهى ينام أحمد... فيحلم فيسأل يعقوب ” لو لم يكن للمدينة أبواب بماذا كنت تأمر أولادك“ فيقول يعقوب الذي يجلس في زاوية بعيدة يغزل التاريخ ويلبس لأمم العبايا السّابغات ” تلك غايتي من المدن القديمة التي تحمي أولادها في المساء وتضع حراس الليل على الشرفات... أما مدنكم فواسعة كأحلام الطفولة ومفتوحة للرياح والمراكب والشركات البريئة ولا غاية لي فيها يا عروس فابحث لنفسك عن نبيّ يعلّمك الدخول من أبواب متعددة“، ولم يكن يمكن لأحمد أن يدخل من أبواب متفرقة فقد كان أحمد وحده، ويقول إذا اشتدّت به الغاية ”أنا أحمد أمة وحدي ولست إبراهيم الخليل ولست من أولاد الأنبياء ولا أقسم إلى أجزائي ولا أصرف في بنك الاعتماد وأوشك أن أطوف على صواع الملك ولكني أخاف“. ثم ينهض أحمد للحياة وليس له خيار فيسمع يوسف في مقهى الجوار وليس له خيار فيحمله معه إلى العمل السخيف ويظل يهرش رأسه حتى يبهضه يوسف فيتوسل ” أنت نبي يا يوسف وأنا أحمد وأنت جميل وأنا أحمد وأنت عزيز وأنا أحمد وقميصك يبرئ الأعمى وقميصي يموت في البقّ فدعني في حالي يا نبي ولك عليّ أن لا أسرق صواع الملك وأن لا أعيد ترتيب المسائل الجوهرية ولا أتدخل في مصير القمح ولا أدخل المدينة ما حييت“ ولكن يوسف يذهب ويعود فيزيد أحمد ” أنت تستعصم من زليخة وأنا... ولن أكشف لك خواء فراشي من النساء وأنت تفاوض الملوك وتربح وأنا أخوض معارك الآخرين وأخسر، وأنت تحكم بالنيل الخريطة كلّها وأنا أرى النيل يهاجر في العلب وأنت تمير القبائل وأنا عليّ موالاة القوائم للحصول على العطاء، فدعني يا عزيز فأنت يوسف وأنا أحمد العروس سوسة الفول أو أذلّ“.
وفي سمر ليلة تشبه أختها وأحمد على صورة السطح الفقير ينتظر الصّباح بلا رغائب يخرج عليه يوسف من السّورة إلى الصورة يؤانسه قليلا يقول له أحمد ” يوسف أيّها الصديق أخبرني عن النيل القديم وكيف كان“ فيقول يوسف ”لم تجبني يا أحمد عن سؤالي“ فيقول أحمد برما ” لن نستنبت القمح يا عزيز! فقمح الموانئ أسهل ويعلمنا النشاط الاستيرادي ويقوي اللحمة بين الدول “لكن يوسف يضحك من أحمد ولا يذهب أبعد في الحوار فيقول أحمد شامتا ” أخبرني عن النيل“ فيقول يوسف ” النيل أقوى من ذراعك فلا تلوي ذراعه بالسدود والنيل ملك الناس فدعه يعبر البر المحيط ويسقي قينقاع و خيبر، وكف عن مياه النيل فهي تكفي العالمين يا حسود“ فيسكت أحمد ... هذا ليس زمان الأنبياء الطيبين ... وذات صحوة انبرى أحمد يسجن يوسف في قضايا الساعة حتى ضاقت بيوسف السبل وتمنى المعجزة فزايد عليه أحمد ” هذه ليست بقراتك السبع العجاف يا عزيز! هذه لا تذر شيئا في سنبله، هذه لا تحفر جحرا و لا تبيت في العراء، ولكنها تأكل ما جمعه النمل في سني الخصب ليوم لا بيع فيه ولا شراء، هذه تضحك من ذقن فرعون الحليقة وتعلمه الخلق الحميد وتعيب عليه نكاح الأخت وتبيح له نساء الرعية كلها “. ويظل أحمد يصف حتى يلتجئ يوسف إلى طفولته وأبيه فينافح عنه وينتظر الرؤى وذلك شأن الأنبياء أما أحمد العروس الذي جاء في زمن هجرة القمح ونضوب الأنبياء فمقتنع أن الإله قد نفض يديه من الملوك والتفت أحمد إلى جنبيه وقال ”لعله قرف“ ثم ومثل دأبه دائما يستغفر وينام.
وفي اشتداد الليل يذهب يوسف للنوم في السورة فيوقظه المتهجدون وينام أحمد وكلب الجيران ويحلمان ولا يعرف للكلب حلم ، غير أن أحمد يرى أنه ملك على النيلين ويقف على كتف الأحباش والنوبة ويقول ” إني أنا أحمد فاخلع نعليك وتعالى أعلمك كيف إذا دخل الملوك قرية ... ومن الملوك تعلم الرؤساء... “ويضرب بيده على صواع الملك ويقول” الآن يمكنني...“ ويعي أنه يحلم... فيفيق!!!!.
فيضطهد يوسف الذي لا ناقة له في المرحلة ولا جمل ...
يوسف الصديق أنت صنيعة الرب وأنا صناعة الأنظمة فتعالى نتحاسب.
” أشرق بروحي إليك يا ابن إسرائيل ... علفت أهلك قمح النيل وتركت النوبة يمضغون القصب ألا ترى ما تركت لنا من هناك ألا ترى ما نرى أنا أرى بدون قمح النيل أني نبتة الجعداء أشرب الندى واخرج لساني للسحب ولا أستسقيك . أداوي بسمي لدغة العقرب الصفراء واحتمل الأنظمة وأبقى بعدها ... أنا أن بقيت إلى أخر المرحلة أكون محمود العواقب الوخيمة اخرج من شق حجر صلد واكتب قصيدة لم اسبق إليها فإن أطربت فقد أطربت نفسي وبلغت سيلي زبى الروح وطاب لي المقام في جلد الضب على جسدي و إن فإني و لا تلحف علي فقد علمت الرؤيا وأخرجت من الجب إلى العرش وتركتني عالقا في العلق.
ورب الفلق والقلب إذ انشق لأتركن السوس ينخر حرا " منطلق" من خشب الأيام على جسدي الخلق ، خلق خلق، فلا تذهب إلى الرؤيا الأفق ، لا أفق لا فلق لا صبح ولا شفق ، يا يوسف المسنود في كل الحروب هل تناقشني في صورة الوضع بلا أنبياء حيث أعلمك حكمتي التي نبتت من الأرض ولم تنزل من السماء؟ .
أنا بك أو بدونك كفرت بأهلك طرا فقد أورثني جدي نبيا مدمى القدمين من السير إلى يثرب يقتات بالتمر الحويل ويرضى بالقليل ويبكي في الليل شوقا إلى ربه هربا من العربان يحسبون نساءه حسدا ويتضورون لكنه لا يوزع القمح على الركبان ويجعل الوعد برأس السيف ويشير لمن يسأل. لماذا يرغم أهلك المعجزات أن تكون ذهبا أو سبيلا لخنق الآخرين ولا فصح ألا ما يفصحون ؟ هنا من ربوتي أراك وأرى ربك يصنعني من يديه وينفخ في صبحي فأناجي جواي واجذب روحي من الجب وأعسكر ويكون سمي على شفتي بلا كتب السماء.
يوسف انتحي إني أصلي بلا قرآن أجدادك.
ما أجمل ربك يحيل حمض العنب سكرا في الغصن الطري ما أقوى ربي يحيل سكر العنب في جوفي بولا.
أنا أفسد صنعة الرب في لأعيش، وأنت يوسف صنعك الله على مقياس مهنتك وأمكنك من الشوارد والموارد والرؤى... وأنا ... مالي أنا ؟ نبي مهمل مني إلى مني علي و بعضي على بعضي شقي كلما خايلني مستقبلي قال مني قائل يمقتني ... اصمت يا دعي . وها ألعب في حافة الأرض التي بعدها يبتدأ الموت واضع قواعد العيش بأخف الأضرار ، فيصير كلامي قصيدي إلي فلا هو شعري ولا هو نثري ولا هو كلام كالكلام ففيه من اضطراب اللغة ما لا تحتمله روح وحدها فتفرغه في سلال الكلام وتعلقه للهواء فلا يأكله العث، واشرف على نفسي مغرقا في التفاصيل الصغيرة في منحدر الأربعين تلطمني ريح الأيام العادية. لهف نفسي على نفسي ذهبت نفسي علّي حسرات ، واسترق الخلود كساعة مرسومة في جدار، اخرج لساني للوقت و أطاوع جسدي في أفراح صغيرة فلا أدمي أصابعي بثقب الجدار، فإذا فرغت من صلاتي المفردة وجدت في الحقين الفارغين تحت دماغي نهرين من الدمع الحار يسيل الأول في الليل وامسحه صمتا واجمع سجادة الوصل و أركنها ... حديث الليل إليك يحتاج ترخيص الشعائر. ويسيل الثاني في روحي فيغرقها شوقا إلى بكاء الليل على سجادة الوصل حيث لا رخصة لأقول لك إني مربوط إلى سارية الصمت انتظر أن يكلمني الشارع.
ما جدوى صلاتي وصلاتي ؟؟؟
يا يوسف المدعوم بالفقه الإلهي أول ما ترى من أمرنا ،أن كان لك في الرؤيا باع أم عين مثلي ولا رؤيا ولكن اغفر ضيق نفسي ... وأنصت ...إني إليك من حرج في صدري ابتهل ....
أي يوسف قل لربك أن يفعل شيئا فقد عفن العناب من أول القرن ذهب العشرين سدى فلا خمر في قادم الأيام ألا بولنا العنابي من شد المثانة في القاووش بكلاب من الصوف المحمر بالغرام الكهربائي.
أيها اليوسف وعيك بالصلب ما انفك قصير ذلك الفرعون يعجل بالسيف حمقا أما فرعوني ففي القتل خبير لولا ربك لبقيت مثلي صفرا و " حقيرا" يأكل البق دماغك ويشاطرك الحصير ولقد دخلت من عل يسند الرب ذراعك فترى الشمس والنجوم لك " سجودا" فلا تعود وأرى في كل منعرج حدودا و "سدود" وتحت دمع الليل تجريح الخدود والشجي المسكون بالآلام و الأتراح والحب اللدود يخنق الأرواح في الليل بالشوق الشديد فتفيق في الإصباح على الشنق والشد الشديد وعلى الخوازيق تسيل بالصديد ...
قل لربك يوسف الصديق أن يفعل شيئا نجمة واحدة تحملني خلف الحدود أنا اسجد للنجم أن يأخذني في رقعة زرقاء في السقف البعيد أميد بالأسماء من حولي وأطيح بالأطياف في الشق البعيد فلا أزيد فوق هم الخبز هم القلب هم الشعر والقول النضيد ولا أرى البئر المعطلة والقصر المشيد أي يوسف أنا من غفلتي في الضنك الشديد قل لربك أن يفعل شيئا أو يبيد جلدة الضب على رأسي الحريد فأمر من سم الخياط إلى الشعب السعيد و أضيع في الدهماء تنسل العادي البليد وتصيد في عكر السباخ من المجد التليد.
هل تسمعني يا يوسف الصديق؟ إني افتح عيني على جدار صلد فالتف على نفسي كحنش في الشتاء واستجدي أيها الموت المخاتل أينا أبر بنفسه من بر الموت به كلنا يحتاط أن يموت من الخوف فنقتل الحذر ونموت من الحيطة ...
تحية أيها الموت المقدس ألست تختار الأشجع فتتركني في الرعيل الأخير أنا آخر الواقفين في الصف سأجلس فليس أطيب من قفاي للخوازيق النبيلة أيها الموت الموسم بالشجاعة كيف يكون الموت غيلة واسم المفعول من مات أنا فلا أدخل في اللغة إلا شذوذا أعييت أيها الموت ؟ أنا هنا اجلس بأخف الأضرار فلا تجعل بيننا واسطة من الأطباء كنت محمود العواقب أولد في الليل ولست خفاشا ولا أحتاج ضوء الشمس لأرى فرائحة القبح تصد كنت أضع قنابلي في جروح الروح المجرحة الكفين الآن من الأسف علي وقد سرت وحدي إلى وجودي القاصر... لقد كنت أيها الموت شجاعا.
يا ملك الموت المكلف بالحراك الاجتماعي في أرض اليعارب اصعد إلى الطابق الأعلى قليلا وصد من أهله عشاق البقاء الأبدي وانزل عليهم صبرنا واحمل كرامتهم في حقة الأبنوس إلى الفراشات التي ملت ثريد ” الهرقمة
([*] ) وشحوم الفقراء والدجاج الاصطناعي والخبز الحويل حتى الفراش يعافنا في حفر التراب. هل عميت أن ترى يا يوسف كيف يعمل الموت في الطابق السفلي ويعيى في الصعود يحرس الطب طوابق وطوابق تحت عين الطب تحترق مبضع الجراح فيهم شاهد والمسامير المعادن والرتق ترهب الموت إذا طاف عليهم يسترق لا مجال لملاك الموت أن يفعل شيئا فالطوابق تنطبق ويموت " الأسفلون" ويسود القاهرون ملك الموت النزق كلما أعجزه مخنقهم ، خنق ضبيا أو صبيا أو شفق، ويبيت الطابق العلوي ”زهوانا“يغني ينكح القيان ويصب في باطنه من كل زق يستديم ملكهم إذ يعجز ويراني تحت رق. رقهم في عنقي وملاك الموت يعمل في صحبتي تهديما ودق.
يوسف العارف بالموت العارف بالمغلوب إذا ثار مرق قل لملك الموت أن يصعد أعلى أن يراهم غير الطب مصير قريتي إذ أدام عمر الأوباش فيها وأحال جملة العربان جعلانا وبق، إني أناديك استفق قد رأيناك طويلا تنجر توابيت المنايا والحتوف فلماذا أنت الآن مثلي مسترق.
يا ملك الموت النشيط في اصطياد الفقراء ...لست بطلا... إنما تأخذنا من موتنا الأرضي جاهزين لنشهد أنك تختار قتلاك من الشعب المسالم وتغض الطرف عن سكان الطابق العلوي يا ملك الموت الذي يخشى الأطباء هل لك في معجزة ثانية في قلعة المملوك تمسح عن روحنا اسم مماليك المكاسب والمحاسب والخيول المتخمة لا تذهب للحرب ألا لتعود بوسام قتلنا في مهرجان.
تعالى نعارض المتنبي ونحسب النواطير قل للمغني أن يغني في الجنازة عن النيل النجاشي والتماثيل القديمة أيها الملاح قم واطو الشراع لم يعد في النيل سردين ولا بعض سمك أيها النيل اجمع فخذيك أرض الكنانة تأكل من نهديها وتعلك أكباد أولادها العضاريط الرعاديد وفي شرع داوود الجديد ينتج النيل ضفادع وتماسيح نشيطة وبراغيث وبق.
يوسف العادل بالناموس الملكي هل كنت تسترد أحاك لو كان للملك مكاييل كان للفرعون صواع واحد لذلك أربكت الكيل وجئت بالقوم صغارا بين يدي حكمتك الربانية ماذا لو جئت الآن أي مكاييل الكيد تخفي في رحل أخيك ألا ترى أني اقدر منك على الكيد لكني لا أفعلها لسبب معقول جدا لا أخوة لي لا ثار و لا رغبة ، لذلك لا أسرق أحدا ولا اكتال فلا تراني في الداخلين عليك صباحا يكتالون ولسبب آخر معقول أيضا اعرفه ليس لملكي ميزان يسرق.
وها إني أجئ إلى نفسي عشاء أبكيها بلا قميص أخي لا ذئب في البراري أبهته الذئب هناك في البيت لذلك ابكي عشاء إذا عسكر الذئب تحت العمارة وامسح دمعي بقميص أخ لا أراه ولا اهتدي بريحه للسبيل وأرى الدم فأصمت ويصمت يعقوب مقهورا فالذئب هناك يسمعه والدم هنا من يمسحه وأخي يعرف من يقمعه لأنه قرأ الحرير على ظهري فأفحمه.
يوسف أني أنصحك اخرج بإخوانك للبر فالذئب في البر نبي يلف الأرواح بمنشفة يلف الألواح وينتظر أن تتخم مدن الألواح من السغب فتخرج شاهرة قدرتها على الذئب الكامن في المدن يسرق الميزان ويستسقي الغيث ويصلي أن تتخم المدن من ” دق الحنك“و تبيت تعيد حسبتها لو زدنا قليلا من صمت تمر العاصفة وتتركنا نحن بخير والله فلماذا نرهق أنفسنا بتغيير البرواز الملكي دع كل شيء في موضعه.
يوسف لا تزعج نفسك الكل نشوان بما يجري.
يوسف لا أحد يحتاج إليك فأنا حسبة خاطئة أرباعي مثمنة وأثماني مسدسة وأسداسي مثلثة وأثلاثي موحدة في مخزون imf وأريد الكيل بمكيال يوسف وأنسى أن يوسف محمول بأحضان الرب من عمق الجب إلى ماء النهر يذر القمح في سنبله ويغلق أجواء بلدته ويحاسب بالقطمير الملكي فيخرج الكل ” مبسوطا“ فتوحيد المكيال يفي وأنا ما أمكنني الأحسن فيوسف من يوم الرؤيا ومن يوم الجب البري موعود بقمح الدنيا وبماء النهر والسلطة والمكيال الرباني وأنا مشنوق بعد... أجمع أخماسي في أسداسي واثني إبهامي والبنصر و ” أبيت عاصب البطن مرمل“.
يوسف لو جئت الآن هل تقوى على دور نبي تمشي في الأرض وتقول أن العدل يبني المدن والمدن تبني الإنسان والإنسان يزيد على العدل الحرية ويغني ، تعال نتفق قبلا من هو الإنسان أنا لست ما دمت أبرد أسناني بالمبرد وأعض الماء فيدميني فإذا خف وزن الماء انكسرت تلك الأسنان المبرية لا تدمي يدا تصفعني عضا وقد تلعق دمها إذا قبلت المبرد والمبرد من صنع المبرد هل يمكن لمصطنع المبرد أن يجالسني في مدن السغب ويغني معي دون العدل والحرية.
تعال نعدل في القسمة من يقف في صف المبرد لا يمكن أن يجلس في مقهى الحرية فالحرية تهرب خائفة إذا بدا الجلاس يغنون "هات الحرية واسقيني" فالعدل لم يحجز طاولة والساعي يخاف الجلاس كل كلام السعاة وشاية وكل كلام الجلاس نكاية وأنا مركون في زاويتي ويوسف واضحة قصته لا يعدل إلا إذا دخل الرب على الخط وبرد أطراف الطاولة فجعل لكل مجلسه ولكل كرسي يحويه وما لم يخرج يوسف من قصته يظل المبرد سلطانا يزهر من صمتنا الدامي سألخص الأمر برمته "لا عدل ولو عاد يوسف فالمبرد يعمي الأبصار والناس في زمن المبرد لا يحتاجون دمع نبي" يوسف ماذا بقي ليوحي إليك يوسف لا أحد يحتاج إليك فالمبرد في الأرض نبي.
يا رب يوسف يا ربي أحبك لكني بيتمي منك غني عن الأنبياء هل تأخذني يتمي منك إليك نبي يا رب يوسف أنا في غنى عن القمح والأنبياء أنا أحتاج الحرية لشيء من اللغو الجميل وجرح حنجرتي بحرف من حريتي أضغط الراء بعده و لا أخشى على بعضي أن يؤخذ رهينة حتى أعود.
وكان لا بد ليوسف أن ينسحب فالتسجيلات رديئة ... والشركات لا تعطي حقوق المؤلف ... الغني عن العالمين .... وأحمد بدأ يستلبس ___________________________________
وجبة تونسية فقيرة عبارة عن مرق كثير الماء به قطع من جلد البقر الذي احرق وبره أو من عظام الأرجل[*] والعظام الغليظة التي لا تكسر بعد أن يجرد لحمها ويباع بدون عظام وتخلط بالحمص فتصير لبلابي وتخلط عادة في الشتاء لكثافة المادة الدهنية بها ولرخصها . بالخبز القديم الذي لا يستغني عنه وهي وجبة يقبل عليها الفقراء

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

Why Microsoft Rebranded IE 7.0 as Windows IE 7.0
On its team blog last night, the Microsoft Internet Explorer team revealed the final branding for both the standalone version of IE 7.0 and the version that will be included in Windows Vista.
Excellent resource site here. Thanks.

I've got a arthritis pain relief site/blog. And it covers arthritis pain relief related items.

Come and check it out if you get time :-)

غير معرف يقول...

Froogle Mobile
I should have caught this back in may, but I didn't, and now a Bloglines database glitch has brought it up on my screen again.
Hey, you have a great blog here! I'm definitely going to bookmark you!

I have a Directv Wyoming site. It pretty much covers Directv Wyoming related stuff.

Come and check it out if you get time :-)