٦‏/١٢‏/٢٠٠٥

غشاء البكارة والفتاة المصرية

العذرية ... عبء على كاهل الفتاة المصرية

عمليات إعادة العذرية غير قانونية ولكنها منتشرة في مصر رغم ذلك. هذه الممارسة تعكس الانفصام الأخلاقي الذي يعيشه المجتمع المصري والعربي نتيجة الربط الأعمى بين الأخلاق وغشاء البكارة.

"غشاء البكارة" هذا الجزء الصغير في جسد الفتاة يمثل حالة خاصة من الوعي والإدراك تصل إلى حد العبء الذي تحمله الفتاة المصرية والعربية على كاهلها منذ بلوغها. إنه العامل الوحيد طبقا للأعراف والتقاليد الاجتماعية الذي يحدد إذا ما كانت الفتاة نقية وتتحلى بالعفة والأخلاق الرفيعة أو ما إذا كانت منحلة الأخلاق في سنوات ما قبل الزواج.  

وجرائم القتل المعروفة بجرائم الشرف منتشرة في مصر والعالم العربي حيث أنه تقتل سنويا في مصر بسبب الشرف حوالي ألف امرأة طبقا للدراسات التي أعدها مركز قضايا المرأة بالقاهرة، والكثير منهن لمجرد الشك في إنهن فقدوا غشاء البكارة.
إيمان بيبرس الناشطة من أجل حقوق المرأة عبرت لقنطرة عن حالة الشيزوفرينيا أو الانفصام الأخلاقي الذي يعيشه المجتمع المصري والعربي من الربط الأعمى بين الأخلاق وغشاء البكارة.

فطالما وجد الغشاء عند الفتاة يعنى هذا بالضرورة وجود الأخلاق والقيم والعكس صحيح، الأمر الذي يجبر الفتيات في المجتمع العربي على إجراء عمليات تسمى بإعادة غشاء البكارة أو إعادة العذرية التي أصبحت عملية سهلة ورخيصة الثمن.
وتعد عمليات إعادة العذرية منتشرة في مصر ولكن بصورة سرية. فيقوم عدد من الأطباء بإجرائها في عياداتهم أو في بيوت مخصصة لذلك بمنتهى السرية والتحفظ لأنها غير قانونية.

الطبيب إبراهيم الجولي المتخصص في أمراض النساء والولادة أكد لقنطرة أنه يرفض مع عدد كبير من الأطباء إجراء هذه العملية ليس فقط لكونها غير قانونية، بل لأنها أيضا غير أخلاقية و تعد مشاركة من الطبيب مع المرأة في مؤامرة خداع.

والحل من وجهة نظره يتمثل في نشر التوعية والتعليم والمناقشة التي تقنع جميع الأطراف.

طبيب آخر يجرى هذه العمليات رفض ذكر اسمه قال لقنطرة أنه يؤمن بهذه العملية التي تستطيع أن تنقذ حياة الفتاة المصرية والعربية بشكل عام من الموت المحقق إذا ما خاضت علاقة عاطفية وندمت عليها وتريد أن تبدأ حياة جديدة.

وقال الطبيب إن هذه العملية بسيطة وغير معقدة طبيا ورخيصة الثمن حيث تتكلف في مصر ما بين 600 و 2000 جنيه مصري، مشيرا إلى أنه في العشر سنوات الماضية تسببت عمليات إعادة غشاء البكارة في تقليل نسبة جرائم الشرف إلى 80 في المائة طبقا لدراسة صدرت عن الجورنال الطبي البريطاني.  

و قد صدرت مؤخرا أراء واجتهادات من بعض علماء الدين المسلمين في مصر مازالت تثير الكثير من الجدل بجواز عملية رتق غشاء البكارة في حالة واحدة و هي للفتاة التي فقدتها اغتصابا فقط وليست نتيجة ممارستها البغاء و منطق أرائهم يعتمد على الثقة في من تدعي أنها ضحية اغتصاب و ليست عابثة.
ورأى علماء آخرون جواز العملية حتى في حالة الفتاة العابثة لسترها وعدم فضحها في المجتمع طالما تابت وقررت بدء مرحلة جديدة في حياتها مع ترك نيتها إلى الله.

بقلم نيللي يوسف
موقع قنطرة في الإنترنت: www.Qantara.de

ليست هناك تعليقات: