١١‏/٦‏/٢٠٠٦

أي طرطرا تطرطري

أي طرطرا تطرطري
عبد السـتار نورعلي



أي طرطرا تطرطري
بـلادُنـا    في  ســقـرِ*

لـيـس بها مـن صائلٍ
الا لصوصَ  الحضـرِ

جاؤوا على أحلامـنـا
كي  ينعـمـوا بالـدُرَرِ

لاتنـتشـي صــدورُهم
من غير لونِ الأخضرِ

أما  الفـقيـرُ  معدمـاً
ليـسَ لـهُ  في النـفــرِ

مائـدة ٌ  منـصـوبة ٌ
للأشــرِ   للـبـطـرِ

والناسُ ذي حياتهم
عـلى  أكـفِ القـدرِ

ما لهمو من وطن ٍ
إلا  ترابَ الحُـفـرِ

فـأرضـنــا  مبـاحـة ٌ
لمـنْ يـبـيـعُ يشـتري

لـقـاتـل ٍ    لـســارق ٍ
فاقوا جميعَ الأعصرِ

أمـا النقيُ مخـلصاً
صـارَ عـديـمَ الأثـرِ
*  *  *  *
أي طرطرا تطرطري
قـومٌ   قـصـيرُ  النظرِ

يريـدهـا  نـاضـجـة ً
معـجــونـة ً بالـثـمرِ

دون شـرارٍ من لظىً
أو لسـعـةٍ  من خطـرِ

يقـطـفُ منهـا مايشـا
مـن لـؤلـؤٍ  وجـوهـرِ

ويرتـمي  في كأسـها
يشـربُ  ضوءَ القمرِ

بلا رياح ٍ من وغىً
أو رجـفةٍ من سـهرِ

يا لـكَ  منْ أمـثـولةٍ
قـومٌ  كثيرُ الضجرِ
*  *  *  *
أي طرطرا تطرطري
وأبـشـري ،  وأنـذري

فلا  تكـونـوا  غـفـلـة ً
فـشـعـبـنا في الخـطرِ

تحيـطـهُ  مجـمـوعـة ٌ
تحيـكُ جمـرَ الشـررِ

وتـرتـدي   أقـنـعـة ً
زاهية ً في المنظـرِ

لكـنـهـا   ســِكـيـنـة ٌ
مسـنونة ًٌ في الظهرِ
*  *  *  *
أي طرطرا تطرطري
قـومٌ  عـديـمُ  الـبـصـرِ

يـحســبهـا خالـدة ً
دائـمـة ً للـبـشــرِ

لا يسـتـقـيـمُ أمرها
إلا  بخبــثِ العنصرِ

يـأكـلُ مـن يميـنها
يسـارها كالمِنـشـرِ

لا ترتوي بطـونـهم
منْ يابـسٍ وأخـضـرِ

ولا يـرون في المدى
من نابضـاتِ العـِـبـرِ
*  *  *  *
أي طرطرا تطرطري
وأنشـري    وعـبـري

يا نـفـسُ عن سـريرةٍ
مكـنوزةٍ    بالـصـُوَرِ

هذا  ابنُ باغ ٍ قد عوى
ذئـبٌ  خبيـثُ العنصـرِ

فـي نابهِ  لونُ الـدما
من مذبحـاتِ البشـرِ

لـصٌ صفيقٌ  يرتـدي
ثـوبَ  التـقي الأزهـرِ

بينَ الأغـاني يحتسي
أقداحَ  شـعرٍ عنتري

ذاكَ ابنُ عالٍ قد حوى
كلَ  انتفـاض ِ الأنهـرِ

في  قـامـةٍ  منْ باسـق ٍ
من جــذرِ زهـوٍ أنـورِ

لـكـنهُ  الدهـرُ  الـذي
يهوي بطيبِ الجوهرِ

يُعـلـي  فحيحـاً أجرباً
يُخفي زئيـرَ القسـورِ
*  *  *  *
أي طرطرا تطرطري
وهـلـلي   ،  وكـبـري

فقد  أتانا  منـقـذ ٌ
بطبلهِ  والمزهرِ

يحملُ في جعبتهِ
كلَ لـذيذٍ  نضـرِ

فلا تخافوا عطشاً
وجوعُكمْ في سفرِ

خزائنٌ من ذهبٍ
وفضةٍ  وجـوهرِ

جنائنٌ تعلو المدى
أثمارُها  في الأثرِ

فلا تخـوضي  شـكوة ً
فلتنظري ولتصبري!
*  *  *  *
أي طرطرا تطرطري
وطبـلــي    وزمـري

وأجـجي    مشـاعـلاً
يا نفـسُ ، ثم  حبري

حـروفـَـنــا   كبـيــرة ً
مقـرونـة ً   بالـعــبـرِ

بينا هـوى إنـسـانـنا
لا يهتـدي  بالبصـرِ

بلادنـا ، بلادنـا
أنتِ سجلُ العبرِ!

* الشطر الأول (أي طرطرا تطرطري) اقتباس من قصيدة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري :
أي طرطرا تطرطري      تقدمي ،  تأخري

الثلاثاء  23 مايس 2006




ليست هناك تعليقات: