١٥‏/٨‏/٢٠٠٦

تسيبي لفني شخصية مستقلة وتملك القدرة علي وراثة اولمرت المتغطرس
2006/08/15
زعيم يطعن وزيرة خارجيته زمن الحرب ليس حكيما
يُذكرنا اهود اولمرت احيانا بايهود باراك. لا بخبرته العسكرية، ولا بتفكيره التحليلي، ولا بسجله الشخصي كمقاتل من أبطال اسرائيل. في هذه الموضوعات يأكله باراك في فطوره. انه يشبهه في الأساس في عجرفته، وفي كِبره، وفي اطلاقه الاوتوماتيكي النار علي الخصوم، سواء أكانوا حقيقيين أم وهميين.
تغطرس اولمرت هذا قاده في نهاية الاسبوع الي أن يعلن الحرب علي وزيرة خارجيته ايضا تسيبي لفني. لقد انقض بقسوة علي من غضت احتراما له عينيها، وكأنها لم تعرف ما سجله، وطعنها بسكين طويلة، وضمها الي أعدائه بموهبة كبيرة. وقد اعترف بذلك بأنها قادرة علي هزيمته في المنافسة علي رئاسة الحكومة.
يمكن توجيه النقد الي لفني في موضوعات مختلفة. لكنها بصراحة ليست اولمرت: فليس لها هياكل عظمية في الخزانة، وليس لها ملفات مفتوحة أو مغلقة في النيابة العامة أو في مكاتب مراقب الدولة، وليست لها علاقات بمخالفين للقانون. لفني حذرة مسؤولة في عملها الرسمي، وتعرف كيف تتلقي وتتحمل النقد، ولا تُهدد الصحفيين. إن حقيقة أن ليس فيها شر وسوء، كما هي الحال عندنا، جعلت الأمور حسنة معها في هذه الاثناء. اولمرت يفهم هذا.
تستطيع لفني اليوم أن تجلس في كرسي رئيس الحكومة. بحسب الاستطلاعات، كان النصر في جيبها. لكنها تخوفت من أن تُسقط الحرب داخل كديما علي تركة شارون حزب الفجر الجديد، وتصرفت تصرفا فروسيا: لقد نزلت سلفا عن كرسي المُلك، وغضت عينيها، وأغلقت أنفها. وقد دعت الي تأييد من لا يزيد عليها موهبة، وأقنعت كثيرين ساذجين بالانضمام الي الجماعة. يجوز أن نُقدر أن جزءا كبيرا من انجاز كديما مسطور اليوم في سجل اسمها.
عرف اولمرت، مثل عدد من مخلصيه في ديوانه وفي الاعلام، ما الذي تساويه لفني في يوم الانتخابات، لهذا وافق فورا علي ترفيعها واحتضنها احتضانا شديدا. بيد أن هذه الاحتضانات لم تمحُ الحسد والريبة: ابتدأ اولمرت يقص من أجنحة وزيرة خارجيته، وتركها في الظل، وألمح الي أنها شديدة الاستقلال. وقد كشف عن أنها تحظي باجلال كبير في الخارج، وأن لها خطوطا حمراء، وأنها تخاف التعبير عن رأيها حتي لو لم يكن يقبله. انها ليست خاضعة عمياء.
إن هذا التأليف بين اليدين النقيتين ورفض وزيرة الخارجية أن تكون ممثلا ثانويا في مسرح حكومة اولمرت، جعلها في الاسابيع الأخيرة خطرا علي المملكة ، جُرح اولمرت الان جرحا شديدا في حرب لبنان الثانية، وابتدأ الجمهور يفهم أن الحديث عن هاوٍ، وتنتصب لفني مرة اخري مرشحة مناسبة لوراثته. بعد ما حدث لرئيس الاركان دان حلوتس في هذه الحرب - بعد أن وُجد من خاطوا لاجله حُلل رئيس الحكومة - بقيت منافِسة وحيدة. هذا، كما يبدو، ما أخرج ويخرج الصديق اولمرت عن طوره. بدل أن يعد الي عشرة، وأن يري بازائه مصلحة الدولة، وأن يُجيز في يوم الجمعة خروج وزيرة الخارجية لمباحثات مجلس الأمن - أمرها رئيس الحكومة بالبقاء في البيت، وكأنه حاول أن يعاقبها علي زيادة استقلالها التي كشفت عنها في المجلس الوزاري للحرب. لقد أجري عليها مراسم إذلال معلنة.
إن الزعيم الذي يطعن وزيرة خارجيته بسكين في ظهرها، وبخاصة في الحرب وبغير علّة حقيقية، ليس حكيما اذا لم نشأ المبالغة. إن عدم الفهم هذا، ولن نقول الغباء، يدلنا أكثر من سواه من الذي وضعت الدولة حياة الناس تحت مسؤوليته. انه لا يري لمتر واحد أمامه. ومن الحقائق أنه لم يفهم أنه لن ينجح بذلك في القضاء علي تسيبي لفني. لقد ردت بالنار علي مصادر اطلاق النار وخرجت قوية. بطريقتها المهذبة وجهت اليه صفعة.
مردخاي غيلات
(يديعوت احرونوت) ـ 14/8/2006