٣٠‏/٩‏/٢٠٠٦

الناقد الإعلامي العربي خميس خياطي يناقش العمل التلفزيوني في المنطقة (Magharebia.com)

الناقد الإعلامي العربي خميس خياطي يناقش العمل التلفزيوني في المنطقة


2006/09/27
تحدث الناقد الإعلامي العربي خميس خياطي، في مقابلة مع مغاربية، عما يراه ضعفا في الإعلام العربي وكيفية مناولته لقضية المرأة والشباب والدين.
من مراسلنا في تونس جمال العرفاوي لموقع مغاربية-29/09/06

[أرشيف] خياطي
يعتبر خميس الخياطي واحدا من أهم النقاد التونسيين المتخصصين في ميدان التلفزيون حيث ساهم في عدة برامج تلفزيونية بتونس وإذاعات عربية فضلا عن كتاباته في صحف عربية. ويستعد هذه الأيام لإصدار كتاب جديد حول دور الفضائيات العربية في نشر الخطاب الديني المتطرف. والسيد خياطي سبق له أن تقلد مساعد رئيس المجلس العالمي للسينما والتلفزة التابع لليونيسكو.
وفي حواره مع مغاربية يسعى الخياطي إلى تحديد مكامن الداء الذي ينخر جسد الفضائيات العربية ولاسيما في المغرب الكبير؛ ويكشف عن مساهمة بعضها في نشر الخطاب الديني المتزمت الذي يساعد على نشر الأفكار الهدامة ويشوش أفكار الشباب. مغاربية سعت إلى محاورته والعالم الإسلامي يستقبل شهر رمضان حيث تفسح القنوات التلفزية العربية المجال للبرامج الدينية التي تخلف وراءها الكثير من الجدل خاصة في أوساط الشباب الذي تصبح غالبيته في مثل هذا الشهر ميالا إلى الخطاب الديني دون سواه.
مغاربية :هل تعتقد أن الإعلام العربي بوضعه الحالي قادر على مواجهة التطرف؟
خميس خياطي : بوضعه الحالي وبصفة إجمالية، لا أعتقد ذلك، لأن الإعلام العربي هش وغير مستقل ويخضع لتأثير مراكز القوى في دول (عربية) غير ديمقراطية. بل بصمتها وبعدم فتحها الفضاءات للسجال العام ومقارعة الحجة بالحجة حتى تلك التي تمس جوهر المعتقدات، فإنها تخدم التطرف في أدنى مفاهيمه وهي "الإنغلاق وتخوين الآخر".
مغاربية : لو كنت صاحب القرار في إحدى التلفزيونات العربية ووصلك شريط لابن لادن أو من شابهه هل تأمر ببثه؟
خياط : إن حصل ذلك آمر ببثه بعد إستوفاء الشروط التالية:
1- ألا تكون الوثيقة مزورة.
2.- ألا تمس مشاعر المشاهدين (مهما كانوا) بمعنى ألا تتضمن مشاهد عنيفة مثل ذبح الرهائن والتنكيل بهم وغير ذلك مما لا يقبله عقل عاقل متحضر.
3.- أن يصاحب البث تحليل من هيئة التحرير يبين الإضافة ويحذر المشاهدين مما سيشاهدونه...
مغاربية : كيف تقيم ما تبثه التلفزيونات العربية حول مواضيع الشباب والمرأة والدين؟
خياطي : القنوات العربية تتسم (في مجملها) وفي المواضيع المذكورة مثل الشباب إما بالإسفاف ومحاكاة الغرب في مظاهر ثانوية أو بالعودة إلى ما يعتبر صفاء أصيلا. وفي الحالتين، الصورة تفتقر إلى الحياة، إلى التناقض الذي هو المحرك الأساسي في الخطاب المرئي...فيما يخص المرأة، فهي، مهما كانت الأمثلة، موضوعا قبل أن تكون فاعلا... أما التلفزة التي كان بإمكانها أن تعطي صورة مغايرة مثل التلفزة التونسية الموجودة في بلد أنشأ "مجلة الأحوال الشخصية" منذ نصف قرن، فهي تحت كالكل قلة الإجتهاد وتؤمن بالسائد.
أما في الدين، فحدث... سوق عكاظ مع انعدام المعلقات وضحالة الشعراء... بمعنى أنك أمام أمثال القرضاوي وعمرو خالد وطارق سويدان وفيالق لا تحصى من الدعاة الكاتوديكيين الذين في غالبيتهم الغالبة ينشرون الجهل والجهالة بإسم ما يعتبرونه دينا إسلاميا. إنهم ينسون الديانات السماوية الأخرى.
مغاربية : يخطط المسؤولون في المغرب الكبير لإنشاء قناة تلفزيونية مغاربية هل تؤيد هذا المشروع؟
خياطي : أشجع وأؤيد المشروع حتى وإن سهر عليه من لا يؤمنون بالمغرب الكبير وبرهنوا على ذلك في عديد المناسبات. أشجعه وأؤيده على شرط ألا يكون القاسم المشترك هو "أدنى الإيمان"، لأن بذلك لا إعلام ولا تلفزة ولا مغرب كبير ولا هم يشاهدون
ونحن في عالم الفضائيات والغلبة لمن يعرف مخاطبة المشاهد... ولا أظن بأن هذه التلفزة ستأتي بعد سنة أو أكثر لأن حاليا كل "فول لاهي في نواره"، أي كل طرف مغاربي مشغول بهمومه القطرية الضيقة. وبدون ديمقراطية وأحزاب حرة وقواسم مشتركة لا يتعداها لا الحاكم ولا المعارضة، قد لا تنجح مثل هذه القناة. خلاف ذلك، كلام فارغ ومناسباتي ولم يعد يقنع حتى الذين يتفوهون به... لكن تلفزة مغاربية تبقى مشروع نأمل جميعنا أن يتحقق.

الناقد الإعلامي العربي خميس خياطي يناقش العمل التلفزيوني في المنطقة (Magharebia.com).

ليست هناك تعليقات: