٢٧‏/٣‏/٢٠٠٧

الرحلة القيروانية

 هوامش على النص وعتباته



شعيب حليفي




1


انعقدت بمدينة القيروان- تونس ندوة ( النص وعتباته) أيام 6-9 مارس 2007 من تنظيم قسم العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. وقد شارك في هذا اللقاء أزيد من خمسين باحثا جامعيا ينتمون إلى عدد من الجامعات والمعاهد التونسية ومن الجزائر والسعودية وسوريا..أما الوفد المغربي فقد كان ممثلا بالباحثين الأكاديميين : محمد خرماش،سعيد يقطين،محمد وقيدي،عبد اللطيف محفوظ ،عبد الفتاح الحجمري وشعيب حليفي.


2




  • عتبات الذهول


حينما تخالطت أنفاسي ، في ذلك المساء الممتد على سهل المطار الدولي قرطاج ،بأبخرة ندية ضاجة بروائح روحانية..آنذاك طلعت بدواخلي أحاسيس بائدة ومتوغلة في مناطق قصية من وجداني.إحساس أني كنت في هذه الأرض قبل أربعة عشر قرنا خلت ولما تزال آثارها المتجددة.. بنفس الدهشة حينما اخترت أن أكون فاتحا بدم أمازيغي وإفريقي وعربي في "معسكر" قررنا ،في ذلك الفجر الأول لحياتنا الجديدة أن يكون محطة طلوع الشمس وتصريف الغيوم وتملك أسباب تفاعل واختلاط الحلم في اتجاه غرب الروح.


كنت أرى خلال إقامتنا، غبارا صافيا(نسجت منه أمي خديجة بنت الحاج راعا..لنا ولكل الثوار أقمصة صيفية وشدودا بيضاء تتضمخ بدمائنا الفائرة) وأسمع دقات الطبول ووقع حوافر الخيول وهمهمات لا محدودة بلهجات متعددة...وكانت أيضا أحاسيس رقيقة تغزوني غزوا أبد يا.


الآن،ما تزال نفس الشموس تشرق على الأحلام الممددة غربا إلى حيث تبللها بما فاض من ذهول دائري ..ثم تتبعني أينما حللت.


يوميا كنا نأوي ليلا، وفي وقت متأخر بعد لقاءات مكثفة في مدرج الندوات، إلى الطابق الثاني –غرفة215- بفندق الكونتينونتال، يحوطنا ما ينهض بداخلنا من تذكرات.. وقد هبت الأمطار، بعد ثلاثة أيام من وجودنا، لتضرب الأرض بدون انقطاع..كما لو أنها تبحث عن آثارنا المخلدة.


في انعطافتنا اليومية على مسجد عقبة بأنفاسه الروحانية، كنا نحس بأن القيروان هي الآن ، الفاتح الدائم لمخيلتنا..فنصيخ السمع بالوجدان للرغبات المتشكلة في كل القصبة بجنودها الثوار ورؤاهم المبللة بمياه الأطلسي.ثم نلتفت إلى أبي زمعة البلوي...والى أبي المهاجر الذي خانته الفرص الضائعة كما لم تخن كسيلة.


3











تقع القيروان على بُعد 156 كلم من العاصمة تونس. و القيروان هي كلمة فارسية دخلت إلى العربية، وتعني مكان السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع الناس في الحرب أو المعسكر.


وقد قام بإنشاء القيروان القائد العربي عقبة بن نافع عام 50هـ،.بعدما سبقته طلائع عربية ،من قبل، أهمها جيوش معاوية بن حديج سنة  45هـ/665م والذي هزم في معركة مشهودة الملك البيزنطي  جرجير في سبيطلة .مما أهلها منذ ذلك التاريخ المبكر للقيام بدور أساسي في تغيير مجرى تاريخ الحوض الغربي من البحر الأبيض المتوسط وفي تحويل إفريقية (تونس) والمغرب إلى بلاد عربية مسلمة.(وبالتأكيد كانت قبائلنا لحظتتئد تشوي آخر الأزمان المهترئة لاستقبال الفيض القادم ).


       يحيط بالمدينة العتيقة طوق متين من الأسوار شيدت من الآجر الأحادي الشكل  فتحت فيه بوابات ضخمة تعزله عن المدينة العصرية .


وتعتبر القيروان متحفا مفتوحا بسبب وجود معالم حضارية أهمها: جامع عقبة بن نافع والذي يعد أبرز ما جاءت به العمارة القيروانية في الحضارة الإسلامية بالمغرب العربي، وقد أسس سنة 50هجرية ،وقد تم تجديده في لحظات متعددة، و يشتمل على 17 بلاطة وثمانية أساكيب، ويستمد تخطيطه من الجامع الأموي مع الاقتداء بمثال جامع الرسول بالمدينة.


ويتميَّز جامع القيروان، بالإضافة إلى معماره وتركيبه الهندسي، بالمحافظة على أغلب أثاثه الأصلي الذي يرجع إلى فتراته الأولى، مثال المنبر الخشبي 284ه وهو أقدم المنابر الإسلامية التي سلمت من تقلُّب الأزمات، وهو مصنوع من خشب الساج، ويشتمل على ما يربو عن 106 لوحة تحمل زخارف بنائية وهندسية بديعة، تعبر عن تمازج التأثيرات البيزنطية وتوحدها في روح عربية إسلامية.


وأشهر هذه الأضرحة، ضريح سيدي الصحبي ، وهو أحد صحابة الرسول الكريم(ص)، الصّحابي أبو زمعة عبيد بن أرقم البلوي، من أصحاب الشجرة قدم من شبه الجزيرة العربية ليستقر في القيروان. وكان يحتفظ عنده بكثير من العناية والحرص بثلاث شعرات من لحية الرسول عليه السلام، مما يفسر تسميته بحلاق الرسول. وقد توفي سنة 34 هـ/654م خلال الفتوحات الإسلاميّة لإفريقيّة في غزوة معاوية بن حديج وذلك إثر معركة ضدّ الجيوش البيزنطيّة قرب عين جلولة ( 30كم غرب القيروان ). وقد دفن جثمانه في موضع القيروان قبل تأسيسها.


4


وقد آن الأوان لأن أعرب لقبائلي بالشاوية المقدسة ،والتي لم تعرف قط قدوم الأنبياء إليها .. وعرفت من الرسالات ما لايحصى أنني ضممت إلى ممتلكاتهم أيالة القيروان بشموسها وغيمها وأوليائها وما تبقى من أسلحة وطعام الفاتحين وكل السبايا من الأميرات البربريات...فقد فاض عن خاطري انبهار فادح ممتد في مساحات وجداني والتي منها ينهض الذهول النبيل.


قال الرقيق القيرواني بأن عقبة لما وصل إلى طنجة رحل منها إلى السوس الأدنى ثم الأقصى وقاتل أهالينا قتالا شديدا "وأصاب نساء لم ير الناس في الدنيا مثلهن فقيل إن الجارية منهن كانت تبلغ بالمشرق ألف دينار ونحوها".


5




  • عتبات النصوص


شارك الوفد المغربي بمداخلات توزعت عبركل أشغال الندوة، فقد تدخل عبد الفتاح الحجمري في اليوم الأول في موضوع(المطالع والخواتم في الرواية: الأنواع والوظائف )حيث ناقش جملة من القضايا النظرية المتصلة بمطالع النصوص وخواتمها بما هي عتبات مكوّنة لجزء من ماهية النص، ومحددة لأفق تلقيه وتأويله كذلك. ولا شكّ أن تناول تلك القضايا على الوجه المطلوب لا يمكن أن يتمّ دون تبيّن اختيار منهجي يكون مدخلا لازما لبحث وظائف وأنواع المطالع والخواتم النصية، علما أنّ هذا الاختيار المنهجي يتمثل نظرية للنص وللموازي النصي.. حدودها المفهومية هي مجال تفكير:


- بويطيقا النص الأدبي من الناحية البلاغية والأسلوبية ، أي من ناحية تشكّل المعنى والدلالة النصيتين.


- السرديات من خلال اهتمامها بالبعد السردي للمطالع والخواتم، أي علاقة الحكاية بمختلف الوحدات السردية بدءا من الجملة السردية الأولى، مرورا بالمتتالية الجملية والفقرات والمقاطع السردية. وينفتح هذا البعد السردي ، على خصوصية الصوت السردي والتقعيرات الفضائية والزمنية.


- التداولية لأنها تهتمّ بتحليل مختلف إجراءات التلفظ والتواصل الأدبي، من زاوية التلقي ودور القارئ.


- السميائيات حين تهتمّ بالعلاقات الميتا- لسانية والتبوغرافية لكلّ مسار حكائي.


- السوسيونقد أو السوسيوبوبيطيقا التي تمكّن من فهم إجراءات المرور من خارج النص إلى داخله، وكذا أسئلة الواقعي والتخييلي.


يبدو الموضوع بهذه الصفة متسعا ومتشعبا ، ويحتمل إمكانات متعددة في التناول والتصوّر.


من هنا، يرتكز تحليل مطالع النصوص وخواتمها، في هذه المداخلة، على مساءلة بعض عناصر التأليف الروائي من ناحية التكوّن، والنظر إلى كيفية تركيبهما بحسب انتشار الحكاية . ولأن تركيب الخطاب من تركيب الحكاية ، فإن مطالع النصوص وخواتمها ليست بنيات مجردة ، ولكنها تحقق حكائي متصل بفضاء نصّي،تناصي،ومعمار نصي ، أي متصل بمعجم وصورة.


متى تنتهي بداية النص ؟ ومتى تبتدئ نهاية النص ؟


وقد استثمر الباحث بعض المعطيات النظرية المشار إليها للإجابة عن السؤال السالف،مستعينا في ذلك بجملة من النصوص الروائية العربية بغاية التمثيل والتحليل .


مداخلة محمد وقيدي حول (عتبات النص الفلسفي)جاءت متميزة لكونه اختارا أسلوبا مغايرا ضمن مقترح اشتغاله بحيث اعتبر العتبات في الخطاب الفلسفي تأتي قبل النص عبارة عن نصوص مرجعية تنصهر وتتصارع علاماتها..ثم تأتي بعد ذلك عتبات قبلية وكما لو أن النصوص تنبني وفق نظام عتباتي دائري يحقق التواصل والاستمرارية والإنتاجية.


وللتعبير عن هذا الطرح استعرض الباحث محمد وقيدي نصوص أفلاطون وديكارت وكانت مبرزا بناء العتبات بالأفكار وتخلقها وفق النظام التساؤلي




في اليوم الثاني تدخل شعيب حليفي بورقة حول (فاعلية التخييل في البداية السردية)إذ قسم موضوعه إلى مدخل ومحورين.


في المدخل عالج الباحث الجملة البداية وعلاقتها بتشكيل النص والتأويل..كما تحدث عن الارتباط التفاعلي بين النص والبداية مما يجعل أية مقاربة تغيب النص أثناء الحديث عن عتباته تصبح ضربا من الدجل النقدي؟


- وتطرق في المحور الأول إلى ثلاثة مستويات.ربط في المستوى الأول بين النص والتخييل والجنس الأدبي ثم الأفق الذي تحدده الكتابة..وحلل في هذا السياق رواية محمد برادة (مثل صيف لن يتكرر) متوقفا عند التذكر واللغة والتكرار(من خلال مفهوم ادوارد سعيد في بدايات).


- المستوى الثاني اهتم بعلاقة البداية بالإدراك وبالتأويل محللا رواية (جسر بنات يعقوب) لحسن حميد وبداياتها الراسمة لإدراك يساهم في تحقق تآويل جديدة.كما اختبر الباحث هذا المستوى في رواية ( خطبة الوداع) لعبد الحي مودن وفي رواية إبراهيم نصر الله (شرفة الهذيان).


- المستوى الثالث حول البداية الروائية والتنوع متوقفا عند أعمال الروائيين عبد الجبار العش وعزت القمحاوي ومصطفى الكيلاني وكيف أن بدايات نصوصهم السردية تنطلق من التذكر والمعرفة والوعي بالكتابة.


المحورالثاني من ورقة شعيب حليفي جاء في التحليل، وقد قسمه إلى جزء أول اختبر فيه البداية في السرد القديم من خلال نموذجين وهما اللوح الأول من ملحمة جلجامش وحكاية طسم وجديس كما وردت في التآليف الأدبية والتاريخية للخلوص إلى ملاحظات أولية- نسبية وقابلة للمساءلة- حول تلك البدايات، أهمها أنها تختزن تقييمات صريحة وضمنية وهو أمر ناتج من تأثير الثقافة الفقهية والتاريخية.


الجزء الثاني خص به رواية (في مكتبي جثة)لفرج الحوار..وبعد تحليله لثلاث عتبات تفتتح الرواية


( الإهداء والتمهيد ثم الجملة البداية)خلص أن العتبات جاءت لبناء الأفق التخييلي عبر ثلاثة أشكال من النفي:نفي المأزق في الإهداء ونفي التهمة في التمهيد ونفي الاعتقاد في البداية الروائية...ثم ربط الباحث بين هذه الآفاق وفاعلية التخييل في الرواية.




أما مداخلة عبد اللطيف محفوظ "استراتيجية تمثيل وتمثل العنوان" (دراسة سيميائية في القصة القصيرة المغربية) ، التي اتخذت السيميائيات البورسية مرجعية لها، فقد انطلقت من وضع تساؤلات حول وظيفة العنوان وحول العلاقة بين النظر إليه بإطلاق والنظر إليه بوصفه مرتبطا بجنس أدبي محدد وبحقبة زمنية محددة. لينتقل بعد ذلك إلى دراسة علاقة العنوان بالنص انطلاقا من ثلاثة محاور أساسية:


-تحديد شكل تمثيل العناوين للنصوص التي تؤشر عليها،انطلاقا من اعتبارها نصوصا مصغرة، تدل على عوالم دلالية ممكنة، ذات علاقة من جهة بالموسوعة الثقافية، ومن جهة بالنصوص التي تؤشر عليها.


-تحديد شكل العلاقة الرابطة بين مضامين النصوص ومضامين عناوينها، مع التركيز على محاولة ضبط أنواع تلك العلاقات بين كونها أيقونية أو تأشيرية أو إشارية.


- البحث في أشكال تمثل القصاصين المغاربة للعنوان، وذلك انطلاقا من توظيف نتائج المحورين السابقين في دراسة العلاقات المضمرة والجلية بين مضامين نصوصهم وعناوينها.


وقد حلل محفوظ مجموعة من العناوين وربط دلالاتها بنصوصها، وبشكل تمثل وتمثيل الكتاب لها ومن بينها سوء الظن لعمروالقاضي وترانت سيس لمليكة مستظرف وتفاح الظل لياسين عدنان، وعناوين أخرى للتمثيل منها ققنس والبرشمان وفانطازيا..











وافتتح سعيد يقطين الجلسة السادسة بورقة نقدية بعنوان(كيف يتحول المناص إلى نص: حول العتبات النصية في الأمثولة العربية) حيث أكد أنه يتوفر لبعض النصوص ، على خلاف بعضها الآخر ، عدد كبير من العتبات أو المناصات. ويمكن تقديم كتاب كليلة ودمنة مثالا لذلك . فهو تتصدره خمس مناصات خارجية لأنها ذات طابع فيلولوجي وتاريخي . ومناص واحد داخلي ذو بعد نقدي هو عرض عبد الله بن المقفع للكتاب الذي عمل على ترجمته إلى العربية.


إن مناص ابن المقفع ذو طبيعة خاصة لأنه يؤسس لنوع محدد هو الأمثولة ، كما أنه يحدد أسلوب هذا النوع وطريقة حكيه بناء على تفاعله مع نص كليلة ودمنة . كما أنه يجعله منفتحا على طبقات قرائية متعددة ، ويجعل أغراضه ومقاصده متعددة . لكل هذه الاعتبارات لم يبق هذا المناص فقط عتبة لكتاب كليلة ودمنة ، ولكنه تحول إلى نص نموذجي اقتفى أثره كل من صنف أو ألف في الأمثولة العربية من النمر والثعلب لسهل بن هارون إلى فاكهة الخلفاء لابن عربشاه .


ويبدو ذلك في مناصات الكتب من جهة ، وفي طريقة عرضها وأسلوبها السردي ، وفي تعدد أبعادها ومراميها التي يختلط فيها جميعا الهزل بالجد ، وتمتزج الحكمة باللهو . وما كان لمناص ابن المقفع أن يتحول إلى نص لولا تدشينه لنمط جديد من كتابة عرضه للكتاب الذي حاول من خلاله أن يقدم رؤية شاملة ودقيقة لكتاب كليلة ودمنة .



مداخلة محمد خرماش، في اليوم الثالث، جاءت بعنوان ( خطاب المقدمات واستراتيجية التقديم: مقدمة ديوان تهاليل للجرح وللوطن لمحمد حبيب الفرقاني نموذجا )تحدث الباحث عن الخطاب المقدماتي الذي يدخل في نطاق ما يسمى بالعتبات، وهي النصوص المصاحبة أو النصوص المساعدة للنص الأصلي، مثل العنوان والعنوان الفرعي والتنبيه والاستشهاد والتعليق أو التوقيع وغيرها.


ويضيف محمد خرماش بأن هذه النصوص المساعدة أو" الاكسيسوارات" تمثل مجموعة من العلامات التي تؤطر النص الأصلي، وتوفر له مناخا يساعد القارئ أو المتلقي على بلورته واستيعابه؛ وقد يعول عليها الكاتب كثيرا في جذب قارئه أو التأثير عليه أو الإيعاز له بما يريد، أو على الأقل لفتح طريق رئيسي لمقاربته...


وقد يكون التقديم أكثر العتبات أهمية وخطورة لما يحتله من موقع ومساحة ولما يمكن أن يقوم به من دور أو ادوار في عمليتي الكتابة والقراءة...


وعليه فإن إستراتيجية التقديم تتراوح بين المعرفة والإيديولوجية لأنها تستهدف جملة من المقاصد تجاه المؤلف والنص والقارئ ، وتعمل ضمن منطقة الحدود الوعرة بين الأدبي والاجتماعي، بين الواقعي والخيالي بين التصريح والتلميح،


وبذلك فهي من الصعوبة بمكان في انجازها وفي إدراكها وفي تقدير اشتغالاتها ومفاهيمها، ورغم كل ذلك فهي عمل قيم ولا يمكن التغاضي عنه أو إغفاله في موقعه الحساس




6


انتهت الندوة، والتي أشرف على الإعداد العلمي لها الناقد التونسي رضا بن حميد (رئيس قسم العربية بآداب القيروان )وفريق نشيط من الباحثين ،بعد أرٍبعة أيام شهدت أمطارا غزيرة وطقسا باردا لم يصمد أمام سخونة النقاشات وفاعليتها في سبعة عشرة جلسة ومشاركة باحثين من تونس والبلدان الأخرى قدموا ورقات نقدية لافتة حققت نقاشا لافتا.

ليست هناك تعليقات: