٣‏/٩‏/٢٠٠٥

مسابقة دولية لأفضل مدونة





انطلاق مسابقة دويتشه فيله لأفضل مدونات عام 2005

رغم الرقابة الرسمية المشددة عليها تنتشر المدونات في شبكة الإنترنت بسرعة تسابق الزمن، وهو ما يساعد المواطن العربي على التعبير عن رأيه وطموحاته السياسية. موقع دويتشه فيله يُعلن اليوم عن انطلاق مسابقة مدونات عام 2005

تسجل أكثر من 37 ألف مدونة جديدة كل ساعة في الشبكة العنكبوتية حول العالم، حسب ما تفيد به صفحة بحث المدونات "تيشنوراتي". ويرى الكثير من الصحفيين بأن هذه المدونات الخاصة هي مصدر هام لمعلوماتهم في المستقبل، بل وأطلقوا عليها في بعض الأحيان اسم "جذور ربيع الصحافة"، بينما اعتبر الكثير من النقاد بأن هذه الكتب الشخصية على شبكة الانترنت ما هي إلا بديل لجلسات المقاهي في الزمن السابق، خاصة وأنها توفر مكانا لكل شخص لينتقد ويثرثر كما يشاء دون عقاب أو حساب. وإلى جانب المدونات العلمية التي انتشرت في الولايات المتحدة أو في أوروبا، يزداد انتشار هذه المدونات في الدول التي تعاني من كبت الحريات. لذلك أصبحت هذه الصفحات شوكة في حلق حكومات هذه الدول.

الاستمرار رغم مضايقات الحكومات

ويقول الكاتب السوري وصاحب أحد المدونات العربية، عمار عبد الحميد: "لدينا هذه الطريقة من أجل الاتصال فيما بيننا وكذلك من أجل التعبير عن آرائنا حول جميع المواضيع التي تخطر على بالنا، دون رقابة من قبل الحكومة. وبهذه الطريقة يمكن دعم عملية التحول الديمقراطي والإصلاح. وفضلاً عن ذلك تعتبر عملية الاتصال عبر الانترنت أحد أهم دعم وإيقاظ الصحوة لدى الجماهير، خاصة وأن الحكومة لم تتحكم لغاية الآن بهذه المدونات وسوف لن تستطيع ذلك في المسقبل. وحتى إذا أرادت ذلك فعليها إعادة ساعة الزمن إلى الوراء وقطع الانترنت عن المواطنين. وإلا فلن تستطيع وقف هذا النضال." وقد اعتبرت الحكومة السورية عمار "شخصاًَ غير مرغوب به" نظرا لكتاباته في مدونته، وتقوم كذلك بمراقبة هذه الصفحة. ويدير الشاب السوري إلى جانب مدونته مشروع ثروة الذي يدعو إلى حرية الرأي والتعبير، إضافة إلى دعمه للأقليات الدينية والاجتماعية في الوطن العربي. ويضيف الكاتب السوري بأنه "قد جلبت لنفسي الكثير من المشاكل، لكن هذا الأمر مفروغ منه. سيكون هناك دائما ضغوط عينا، ولكن مهمتنا تتمثل في الاستمرار رغم كل الصعوبات والضغوط، وهذا أصلا من قوانين اللعبة."

عضوية هيئة التحكيم

وينتمي عمار إلى عضوية هيئة التحكيم المكونة من 12 عضوا، والتي ستختار هذه المرة أفضل مدونات العام 2005 ضمن مسابقة دويتشه فيله التي تنطلق اليوم. وسيكون إلى جانب الشاب السوري في هيئة التحكيم كل من جوليين بين من مؤسسة مراسلون بلا حدود، وكذلك الشاب الإيراني حسين ديراخشان الذي تعتبر مدونته من أكثر صفحات الويبلوغ انتقادا للوضع السياسي والإجتماعي في إيران. والجدير بذكره في هذا التيار أن مسابقة المدونات للعام الماضي قد لاقت إقبالا كبيرا من قبل مستخدمي الانترنت وكذلك من قبل لجان وروابط المدونات والصحافة على حد سواء، فقد وصلت إلى موقعنا ملا يقل عن 1000 مدونة إضافة إلى مشاركة أكثر من 100 الف مستخدم. وقد فازت في جائزة هيئة التحكيم لمسابقة العام الماضي مدونة صينية، كأفضل مدونة للعام 2004.

مسابقة دويتشه فيله

ومن المقرر أن تنظم مسابقة هذا العام في تسع لغات هي الألمانية، والعربية، الإنجليزية، والصينية، والفارسية، والفرنسية، الروسية، والاسبانية، والبرتغالية. ويحق لجميع المدونات من جميع دول العالم والمكتوبة بإحدى هذه اللغات المشاركة في مسابقة أفضل صفحات ويبلوغ. وبإمكان المدونين ترشيح مواقعهم وكذلك المواقع المفضلة لديهم في الصفحة المفصصة لذلك، هذا إضافة إلى اقتراحات الجمهور وهيئة التحكيم. ويتركز اهتمام دويتشه فيله لمسابقة هذا العام على المدونات ذات الطابع الصحافي، وسيتم منح جائزة أفضل مدونة صحفية لتسع لغات في هذا العام. إلى جانب ذلك فسيتم منح جائزة مؤسسة مراسلون بلا حدود الخاصة إضافة إلى جوائز مؤسستنا. وستمنح هذه الجائزة لصفحات الويبلوغ التي تعمل على عرض موضوعاتها بطريقة مميزة إضافة إلى عملها على دعم حرية الرأي والتعبير. وسوف لن يتم نسيان صفحات المدونات الإذاعية، حيث سيتم إبرازها وتكريمها من خلال فئة "أفضل ويبلوغ إذاعي" و "أفضل ويبلوغ ذو وسائل اتصال متعددة". وتعمل إلى جانب دويتشه فيله العديد من وسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات مثل مراسلون بلا حدود على دعم مسابقة المدونات للعام 2005، كما يستطيع مستخدموا الانترنت والمهتمين بهذه الحدث بصورة عامة المشاركة في المسابقة العالمية من خلال زيارة الموقع المخصص لذلك: (www.thebobs.co)

دويتشه فيله

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

المدونات العربية وآفاق الثقافة الرقمية
انتشار المدونات الشخصية العربية تعزيز لثقافة الحوار

في رأس كل إنسان ما يستحق أن يصغي إليه العالم. كلام جميل وتطبيقه أصبح سهلا مع انتشار المدونات الشخصية (ويبلوغ)، والتي مكنت الشباب العربي من إسماع صوته للعالم. تمتع المدونات بحرية التعبير جعلها نافذة لنقد الأوضاع السياسية.

تعتبر كلمة ويبلوغ أو بلوغ كما يحلو للعديد تسميته كلمة حديثة في العالم العربي، والمصطلح المأخوذ من اللغة الإنجليزية مكون من كلمتين ويب (web) وتشير إلى الانترنت ولوغ (log) وتعني تسجيل أو دفتر لتصبح الكلمة دفتر لتدوين الملاحظات على الإنترنت، وبما أن عملية التدوين مجانية وبسيطة وغير معقدة فقد يمكننا تصور سر نجاحها وإقبال العديدين على إنشاء مدونات خاصة بهم لكتابة مذكراتهم أو آرائهم وإتاحة الفرصة للجميع للإطلاع أو التعليق على هذه الأفكار، كما تعتبر هذه المساحات الشخصية متنفسا للعديدين ممن يرغبون بالتعبير عن مشاكلهم الشخصية ومشاعرهم المكبوتة، كما أنها الوسيلة الأفضل للتعرف على الآخرين وتكوين صداقات متعددة ومن بلدان مختلفة.

حرية التعبير عن الرأي

وبفضل البلوغ أصبح بامكان العديد من الفئات المهمشة التعبير عن أرائها، كما أن انتشارها بين الشباب يعزز من ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر، كما تشير هنا هذه المقدمة التي اقتبسناها من أحد مواقع البلوغ العربية ( إن حدث وقرأت كلاما لم يعجبك، فكر رجاءا بالحرية الشخصية، فهذه مساحتي ولي مطلق الحرية في أفكاري وفي ما أنشر...). ولكن يبدوا أن هذه المساحات الشخصية على الإنترنت وان أسعدت العديدين ممن مكنتهم من طرح أفكارهم وإسماع العالم لأرائهم لم تسعد العديد من الحكومات غير الديموقراطية والتي رأت في البلوغز (blogs) خطرا كبيرا قد يساعد على التواصل والحوار والنقد وهو ما تخشاه هذه الدول ، فالانترنت بانتشاره الواسع وسهولة النشر به مقارنة بالدوريات المطبوعة أصبح وجهة العديدين لنقد الأوضاع السياسية والمطالبة بمزيد من الحرية والديموقراطية.

المدونات بين الشخصية والتخصص

وتختلف أنواع البلوغ في مضمونها فهي إما شخصية ترافق صاحبها يومياته وتسجل تفاصيل حياته واما أدبية تبث للقراء مشاعر وأحاسيس كاتبها وأما سياسية أو غير ذلك من التصنيفات، والفرق بين صفحات البلوغ والانترنت الكلاسيكية يكمن في سهولة الاستخدام ومجانية التسجيل، فهنالك العديد من التصاميم الجاهزة والتي يمكننا استخدامها، ويشهد العالم ثورة في استخدام المدونات وعملية انتشاره تتم بوتيرة سريعة إذ يتم احداث ما يزيد عن 12 ألف بلوغ يوميا أي بمعدل بلوغ لكل سبع ثواني، وفيما لا تتوفر أية إحصائيات عن العالم العربي يخمن بعض المختصين بأنها لا تزيد عن البضعة آلاف، ومن البديهي الربط بين انتشار الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات من جهة وبين انتشر المدونات من جهة أخرى، فكلما زادت المعرفة لدى الشباب العرب بفنون الإنترنت وكلما توفرت لهم إمكانيات أفضل للدخول إلى الشبكة كلما زادت حتما عدد المدونات العربية على الإنترنت.
ومع سرعة انتشار البلوغ في العالم ومطالبة بعض أصحاب البلوغ مساواتهم بالمؤسسات الإعلامية تم تأسيس جمعية المدونات (Blog Community) والتي تهتم بمشاكل أصحاب المدونات على الإنترنت وتساهم في حمايتهم من خلال التوجه للرأي العام العالمي، كما أن صفحة موقع الجمعية على الإنترنت توفر معلومات عن أي بلوغ يتم حجبه من قبل أية جهات حكومية، مع مساعدة فنية لمحاولة رفع هذا الحجب.

مسابقة دويتشه فيله

تقوم مؤسسة دويشه فيله في هذا العام وبالتعاون مع منظمة "مراسلون بدون حدود" على تنظيم مسابقة عالمية لدعم حرية الكلمة والتعبير عن الرأي، وذلك عن طريق صفحات الويبلوغ/المدونات. وسيتم في هذه المرة اختيار أفضل ويبلوغ لعام 2005 لتسع لغات. وتحمل هذه المنافسة العالمية اسم "ويبلوغ ودورها في حرية الصحافة". وستنطلق هذه المسابقة العالمية في الأول من أيلول/سبتمبر القادم. وبإمكان زوار موقعنا على الانترنت المشاركة أيضا في هذه المسابقة عن طريق زيارة الموقع التالي (www.thebobs.com). وستقوم لجنة التحكيم المكونة من خبراء إعلاميين وخبراء في الانترنت أفضل ويبلوغ/مدونة لهذا العام من بين تسع لغات هي الألمانية، والفرنسية، والإنجليزية، والروسية، والبرتغالية، والأسبانية، والفارسية، والصينية، والعربية.

تقرير: علاء الدين جمعه