٢٥‏/١٢‏/٢٠٠٥

albayatiwshotmailco

                       البعث افعى تنزع جلدها الاخير
بقلم: د. وليد سعيد البياتي
      المملكة المتحدة – لندن
albayatiws@hotmail.com
       في لحظة افاق الزمن الكئيب من غفلته فأوقد العراقيون شمعة حملت الرقم الاروع لتضع العراق على بداية الدرب في رحلة التطور الحضاري الحديث، ولما كان من المتوقع ان اية عملية تحول كالتي يشهدها العراق الحالي ستواجه مقاومة من القوى الخاسرة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما مدى العقلانية التي تتمتع بها هذه المجموعة التي تتبنى قاعدة الرفض دون ان تقدم مشروعا حقيقيا لبناء العراق بعد ان تكشف للجميع مدى فشل تلك المجموعة في ادارة السياسة العراقية عندما اتيحت لهم فرصة سابقة وأقصد هنا تحديدا جماعة الوفاق الوطني او كتلة اياد علاوي، والتاريخ القريب لهذه المجموعة التي صارت بؤرة لكل من هب ودب من بعثيين وارهابيين من اتباع جماعة علماء السوء ووعاظ السلاطين على مقولة استاذنا الدكتور علي الوردي رحمه الله، يكشف عن حجم تورط هذه الجماعة في احباط العملية السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق، ومحاولة تدويرها لصالح علاوي وجماعته عبر استعمال عناصر عربية واقليمية لتوريط العراق ووضع العصي في عجلة المسيرة نحو التحرر، فعلاوي والشعلان يجب ان يقدما للمحاكمة بتهمة العبث، وهدر اموال الدولة بعد اختفاء اكثر من مليار دولار امريكي على اثر صفقات وهمية، وذهاب الاموال الى جيوبهما لتصرف بعد ذلك على حملات انتخابية مسعورة تستباح فيها كل القيم الاخلاقية والسياسية في عملية لبعث الافكار التي اشاعها حزب البعث المقبور، فعلاوي لم يتخل عن بعثيته الكريهة وان تلبس كالافعى بجلد جديد، ومسميات ما انزل الله بها من سلطان.
      مرة أخرى تخرج علينا افاعي البعث من جحورها لتنفث السم هنا وهناك، في محاولة بائسة لتقويض حركة البناء العراقي الحديث بقيادة القائمة الاكبر والاكثر فعالية واتزانا على مر التاريخ الحديث، مرة اخرى يحاول العبثيون من بعثيين وعلمانيين ووعاظ السلاطين وبعض ممن حسبوا على الشيعة ظلما وبهتانا ان يجعلوا العراق بقرة حلوب تغذي جيوبهم وطموحاتهم على حساب شعب خرج توا من اتون افران القهر الصدامي، لا شك ان صدام يكتم الان ضحكة كريهة وهو يرى اتباعه ينفثون السم في الصحن العراقي، في محاولة يائسة لارجاع عقارب الساعة الى الوراء، عسى ان يدخل الزمان في غيبوبة جديدة يتم استغلالها لاجراء عملية جراحية فاشلة في جسد العراق المنهك تفجيرا وهتكا صداميا للاعراض التي لايرى علاوي واتباعه فيها بأسا مادامت ستؤدي بالتالي الى امساكهم بالعنق العراقي وقهرة تحقيقا لاحلامهم الفاسدة، فعلاوي وخلال فترة حكمه لم يضع لبنة واحدة لتطوير العراق بل على العكس جعل همة الوحيد العبث بالمال العراقي كما لو كان ماله الخاص متبعا بذلك سياسة استاذه صدام في السرقة، وهدر المال العام والتصرف بالمصلحة العامة لحسابه الخاص، بل انه يمكن اختصار منجزات علاوي كما يلي:
  1. إختفاء أكثر من مليار دولار من الخزانة العراقية دون تقديم مستندات قانونية تثبت كيفية التصرف فيها وما هو الذي حصل عليه العراق بالمقابل.

  2. الدخول في صفقات وهمية ادت الى اهدار المال العام.

  3. العمل على تأجيج الصراع الطائفي مما ادخل العراق في حالة من الفوضى ظهرت مباشرة بعد استلامه السلطة.

  4. عدم الاهتمام بالجوانب الامنية، لحماية المواطن في مقابل التفرغ لحمايته الشخصية.

  5. فشل ذريع في التصدي للارهاب لعدم وجود خطط امنية مدروسة.

  6. احراج العراق في ملف السياسة الدولية مما جعل الكثير من الدول تتجنب قبول العراق سياسيا.

  7. احباط اية محاولة لبدء اعادة بناء البنية التحتية للعراق الجديد.

  8. التغطية السياسية على الكثير من البعثيين القدامى.

  9. مقاومة فكرة اجتثاث البعث التي اطلقها الدكتور الجلبي والتي لقيت تأيدا شعبيا واسعا اضافة الى ان القائمة الاكبر ايدت عملية اجتثاث البعث.
10- تقريب البعثيين وتسليمهم مناصب سياسية كان الغاية منها التهيوء لعود البعث ولو بثياب علاوي وجماعة علماء الارهاب ووعاظ السلاطين، والكثير من المتصيدين في بحيرات العهر السياسي من امثال صالح المطلك وغيرهم.
     هذه بعض منجزات علاوي والشعلان، ونحن نكتب هنا ليعلم علاوي ان الزمن العراقي يابى ان يدخل غيبوبة اخرى او ان يتم تخديره بالكلمات الكريهة وهي تخرج من بين الشفاه الصفراء للبعث سواء كان هذا البعث صداميا او علاويا، والان وبعد فشلهم في الحصول على اصوات العراقيين على الرغم من الحملة الانتخابية الضخمة والتي تم تمويلها بالاموال المنهوبة من الخزانة العراقية، وعلى الرغم من تأييد بعض الاعراب الذين احرجهم ضياع صدام الشريك السابق في العهر السياسي، والذين أمَلوا ان يكون  السيد علاوي اللاعب الجديد على طاولة الروليت العروبي مادام يملك اساليب استاذه صدام نفسها، وما دام يلتحف بعباءة البعث، والان وبعد كل ذلك كشفوا عن آخر واخطر مخططاتهم السوداء بعودة العمليات الارهابية من جديد لتحصد الاجساد العراقية البريئة والانفس الطاهرة، مؤكدين بكل ذلك انهم هم من كان وراء الارهاب منذ البداية، فجماعة علماء السوء ووعاظ السلاطين، واتباع العهر السياسي توحدوا جميعا موقعين على ميثاق السوء" عليهم دائرة السوء" لتقويض العراق والعودة به الى الوراء عسى ان يقتسموا الطبق العراقي وليذهب الشرفاء الى القبور، ولتعود الدماء العراقية رخيصة مادام علاوي سيضع في النهاية خزانة العراق في جيبه، بالتاكيد ان ذلك لن يحصل، فالزمن غير الزمن، والبعث لن يعود حتى لو تلبس جلد علاوي.

ليست هناك تعليقات: