٤‏/٥‏/٢٠٠٦

محاولة تطبيع جديدة

سوري يعيش في سويسرا يروج للتطبيع مع إسرائيل باسم الأدب والأدباء السوريين
بقلم/ عادل سالم
من سويسرا حيث يعيش المواطن السوري يحيى الصوفي، أنشأ قبل حوالي العام موقعا للقصة السورية وبدأ ينشر العشرات من القصص والقصائد والمقالات الأدبية العربية، مدعيا أنه يهدف من ذلك خدمة الأدب والحركة الثقافية السورية فرحب به عشرات الكتاب السوريين وشكروا له جهوده الخيرة.

قبل فترة بسيطة أنشأ السيد الصوفي مجموعة عبر الياهو كعشرات المجموعات الموجودة والتي كان الهدف منها كما قال، تبادل المراسلات الأدبية بين الأدباء السوريين كما يوحي الاسم والأدباء والكتاب العرب بشكل عام، وقد أضاف السيد الصوفي مئات الأسماء إلى مجموعته حتى دون استئذانهم وأنا واحد منهم، ولم نعترض على ذلك ما دامت النية صافية. لكن فجأة وبدون سابق إنذار اكتشفت أن أحد الذين يعلقون في المجموعة أكاديمي يهودي يدعى مردخاي كيدار، وعندما استغربت وجود إسرائيلي صهيوني في صفوفنا اختار يحيى الصوفي الصمت ولم يرد وعندما احتج غيري كان رده أن لا داعي للاحتجاج فهو أكاديمي يحب الأدب العربي!! في حين رد آخر أن الأدب هو للجميع ولا يفرق بين مسلم ويهودي ووووو وكأن وجه الاحتجاج كان ديانته!!

تلك الاسطوانة التي حفظناها عن قلب ونعرف الجهات التي تختبئ خلفها من عملاء الاحتلال في فلسطين إلى العراق إلى ما شاء الله.

وقد أصر السيد الصوفي على وجود كيدار في المجموعة، وكانت ردوده توحي بأنه يعرف كيدار مسبقا وغير مستعد حتى لحذفه من المجموعة ومن يدري ربما يوجد إسرائيليون آخرون في المجموعة دون علمنا.

بعد أن وجد السيد كيدار ترحيبا من السيد الصوفي وعضوين آخرين أحدهما انبرى يدافع عنه بحرارة لم نعهدها من قبل، وقد أرسل كيدار رسالة مباشرة لي شخصيا هذا نصها:

عادل المحترم
رسائلي إليك لا يراها احد سواك لأنني لا ارسلها الى المجموعة بل إلى عنوانك.
عدد من الكتاب المشاركين بالمجموعة رحبوا بي وبمشاركتي في المجموعة وهم يعلمون جيدا من أنا ومن أين أنا. فماذا افعل - هل انسحب لترضى أنت أم ابقى ليرضى الآخرون؟
عندنا نقول - يهوديان بثلاثة آراء. يبدو أن الحالة عند الناطقين بالضاد ليست مختلفة...
سلمك الله
مردخاي




بعد هذه اللمحة القصيرة نود أن نوضح ما يلي:

- إن ما جرى لا يمكن أن يجد تسمية مناسبة له سوى أنه خديعة وغش ومحاولة للإيقاع بالكتاب في فلك التطبيع مع الصهاينة دون رغبة منهم.
- إن كان يحيى الصوفي من دعاة التطبيع ودعاة الحوار مع الصهاينة فهو حر في ذلك وسأحترمه لو أعلن عن ذلك صراحة ومارس التعبير عن الرأي بشكل واضح، فلست من المعارضين للحوار مع اليهود الذين يؤيدون حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ويؤيدون انسحاب إسرائيل إلى حدود 67 ، ولكن الحوار شيء وما جرى شيء آخر تماما.
- أن تضم المجموعة كتابا صهاينة دون معرفة الأعضاء وموافقتهم لا يمكن أن يسمى حوارا بل تآمرا ودعوة إجبارية للتطبيع. وإن كان السيد الصوفي قد وجد نفسه دون تخطيط في ذلك المستنقع فلن يعيبه أن يعتذر عما حصل ويحذف كل الصهاينة من مجموعته. فالحوار يتم بين ندين مختلفين وليس عبر دس بعضهم في منتديات الآخر قسرا.

- الأدب وجد لخدمة الإنسانية ولكن لخدمة أهله والشعب الذي ينتمي له الكاتب أولا وليس لخدمة سكان المريخ، وإن كنا لا نميز بين مسيحي ومسلم من ناحية دينية فنحن بالتأكيد نميز بين الضحية والجلاد، بين الذين طردوا من أرضهم وبين من طردهم من الصهاينة الذين أنشأوا دولتهم على أنقاض الشعب الفلسطيني والسوري ، حيث تبنى المستوطنات على أنقاض الجولان بتأييد من المثقفين اليهود ومختلف الأحزاب الصهيونية في وقت يدافع فيه يحيى الصوفي عن السماح لأكاديميين صهاينة أن يكونوا بيننا كأنهم منا.

- بعد ما حصل من أين لنا أن نعرف أن مجموعة القصة السورية ليست مخترقة من قبل الموساد الصهيوني للتجسس على بعض الكتاب العرب، وقد يرد كاتب قائل ولكن على ماذا يتجسسون ؟
يتجسسون على حواراتنا ومشاعرنا وأحاسيسنا الشخصية. فماذا بقي أصلا ليتجسسوا عليه؟

- إذا كان بعض المسؤولين العرب يجبرون على التعامل مع الصهاينة إرضاء للولايات المتحدة، حفاظا على مواقعهم، فليس هناك ما يجبر الكتاب العرب أن يسمحوا للصهاينة باختراق جبهتهم الثقافية.
- انتشرت في الآونة الأخيرة دعوات التطبيع تحت مبررات ومصالح فردية مثل توسيع عمليات تجارية، أو الحصول على دعوات من قبل مؤسسات أوروبية وأمريكية أو الحصول على منحة دراسية أو لأسباب أخرى كثيرة، تلتقي كلها تحت شعار واحد وهو أن التطبيع شعار المهزومين.


ختاما نحن ندعو الكتاب السوريين والعرب الحريصين على الثقافة العربية استنكار هذا الأسلوب التآمري الذي أقل ما يمكن وصفه بالدنيء، ومن كان يريد أن يتحول إلى بوق للتطبيع والترويج للصهاينة فليعلنها صراحة دون الاختباء وراء شعارات كاذبة.

عادل سالم
12 نيسان 2006

ليست هناك تعليقات: