١٨‏/٤‏/٢٠٠٧

مدونون ضد الحكومة










 






إيلاف






إيلاف من القاهرة : تزامن مثول صاحب مدونة "عرين محمود" أمام المحكمة في مملكة البحرين مع خبر اعتقال صاحب مدونة "أنا إخوان" على أيدي السلطات الأمنية في مصر، وبينما يواجه المدون البحريني محمود اليوسف تهمة السب والقذف في حق وزير شئون البلديات والزراعة البحريني منصور بن رجب، كانت عدد من المدونات قد أعلنت تعاطفها مع المدون المصري عبد المنعم محمود الذي قبض عليه بعدة تهم على رأسها الانتماء إلى جماعة أسست على خلاف القانون المقصود بها جماعة الإخوان المسلمين، ولكل منهما تأثير بين أوساط المدونين في البلدين.

عرين محمود








اليوسف أثناء حجب مدونته


لا تبدو صورة المدون البحريني محمود اليوسف كبقية شباب المدونين عندما يضعون صورهم في مدوناتهم الشخصية فهو أكبر سنا.. إلا أن ذلك لم يمنع قدرته على جذب آلاف الزوار شهريا الى مدونته وأن يطلق عليه البعض لقب "الأب الروحي للمدونين البحرينيين"، وكان تناول اليوسف لقضايا سياسية باللغتين العربية والانجليزية قد جذب اليه العديد من الزوار خلال السنوات الماضية .

من ضمن القضايا التي أثارها اليوسف في مدونته ما وجهه منذ عدة أشهر إلى وزير شئون البلديات والزراعة البحريني من نقد عن عجز الوزارة التعامل مع الأضرار التي أصابت بعض المواطنين من الأمطار التي أصابت البلاد، أما الوزير فرأى النقد سبا وقذفا في حقه، ورغم أن النقد قد مر عليه عدة أشهر وأن هناك من حاول التوسط بين الوزير والمدون، إلا أن الإجراءات القانونية ما زالت تسير في مجراها، وانعقدت أمس جلسة محاكمته ليتم تأجيل القضية إلى الثامن من مايو/أيار القادم .

هذه القضية ليست الصدام الأول بين المدون والحكومة البحرينية حيث كانت نفس المدونة قد تم حجبها العام الماضي من قبل وزارة الإعلام البحرينية بسبب نشر تقرير عرف وقتها باسم "تقرير بندر" وهو تقرير أعده بريطاني من أصل سوداني زعم فيه وجود خطط حكومية ضد الشيعة في البحرين، ولم يتم رفع الحجب عن مدونة اليوسف إلا بعد ضغط نشطاء انترنت ومدونين وحقوقيين وبعد إزالة مادة التقرير من مدونته .
وكان اليوسف قد دعا العام الماضي إلى حملة تحت اسم "بس بحريني" نادى فيها بالوحدة بين الشيعة والسنة في البحرين .

أنا إخوان









المدون المصري مع مرشد الاخوان


أما عبد المنعم محمود فهو أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين نجح في البروز بين المدونين المصريين في الفترة الأخيرة بسبب أنشطته المكثفة عبر الانترنت، ويعد الملمح الأهم في شخصيته كمدون هو إعلانه الصريح عن انتمائه لجماعة الإخوان وتقديم نموذج للشاب الإخواني على الانترنت، فلا غرابة إن حملت واجهة مدونته صورة له بجوار مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان في أحد المؤتمرات الصحفية .

ويواجه المدون المصري شبح المحاكمة بعد أن تم القبض عليه أثناء مغادرته البلاد يوم السبت الماضي، وتم توجيه عدة تهم إليه على رأسها الانتماء إلى جماعة أسست على خلاف القانون، وظهر محمود في لقطات فيديو مصورة محفوظة على مدونته يتحدث فيها قبل اعتقاله وحمل السلطات المصرية مسؤولية تدهور حالة والده الصحية الذي لن يجد من يرعاه في حالة اعتقال نجله .

وذكر تقرير لمنظمة مراسلون بلا حدود أن سبب الاعتقال الرئيسي هو تنديد المدون بقضية التعذيب وما دونه عن تعرضه للتعذيب في فترة سابقة كان وقتها قيد الاعتقال، وقد أبدى عدد من المدونين تعاطفهم مع المدون.
وعبد المنعم محمود في السابعة والعشرين من عمره، يعمل مراسلا لموقع الإخوان باللغة الانجليزية، ومندوبا لقناة الحوار الفضائية في مصر.

وتأتي قضية كل من المدون البحريني والمدون المصري لتعيد إلى الأذهان قضية المدون المصري كريم عامر الذي نال حكما قضائيا بالحبس بسبب كتاباته التي تحمل إساءة للأديان ولشخص رئيس الجمهورية، والذي تعاطف معه وقتها عدد من المدونين العرب، كما تطرح القضية فكرة إلى أي مدى يسمح للمدون أن ينتقد حكومته عبر شبكة الانترنت دون ان يتعرض لمساءلة قانونية، مع ملاحظة أن عدد كبير من المدونات العربية يسجل فيها نقدا تجاه حكوماتهم. 


ليست هناك تعليقات: