٢٣‏/١٢‏/٢٠٠٥

82

المطربة الشيخة الرميتي مازالت متألقة حتى في عمر 82

فرغت الشيخة الرميتي مؤخرا من تسجيل ألبوم جديد بعد 51 عاما من صدور ألبومها الأول في عام 1954. ويطلق على المطربة البالغة 82 عاما "أم الراي"
العديد من الناس يعرفون الشاب خالد بأنه مشعل غناء الراي لكن السيدة التي ألهمته وألهمت مطربين آخرين عانقوا بعدها شهرة عالمية في هذا الصنف الغنائي لم تحض بهذا التميز. في أوساط الموسيقى الجزائرية، الشيخة الرميتي المعروفة أيضا باسمها السعدية بيدياف تعد مغنية عظيمة ومن فطاحل إبداع موسيقى الراي. واليوم تشهّر بالمغنيين الذين "شوهوا" النوع الموسيقي هذا فجعلوه أشبه بالروك تحت راية ما يعرف بالراي الشعبي.
الرميتي من مواليد عام 1923 في ارياف وهران وتعيش اليوم في باريس. وتتميز حياتها الغامرة بالأحداث بصخب النوادي الليلية. ورغم انكسار عذوبة صوتها بسبب الكحول والتدخين، فقد حافظت على لكنته ومازال مصدر استقطاب لعشاقها. وكانت قوة صوتها هي ما مكّن أصلا هذه اليتيمة وطء مكان راسخ في عالم الموسيقى. فألبومها الأخير "انت قدّامي" يقوم بإدماج تقنيات العزف الالكتروني في قاعدة عتيقة. وتعاونت في تأليف بعض الأغاني مع عازف القيثارة البريطاني روبرت فريب.
صوتها الأجش العميق.
الرميتي تغني عن العشق ويؤثر فيها الناس الذين يعانون من الازدراء والمحن الحياتية. ويحتوي الألبوم أيضا على قصص شخصية مثل أغنية "دواني" التي تحكي عن حادث سير في العاصمة الجزائر التي اسفرت عن مقتل ثلاثة موسيقيين يعملون معها. ونجت منها هي بتكسر عظامها ولكن مازالت تشعر بآثار الصدمة إلى اليوم. ولم يؤثر هذه الحادث في حماسيتها الفنية التي يأججها صوتها الأجش العميق. ولم تتوان عن ارتياد مراقص العرب الباريسية للغناء التي يتمتع بها خاصة من يشتاقون لحنين طرب الخمسينيات ومن الشباب الأصغر سنا الطامح لرؤية الفوارق بين أساليب الراي العتيقة والحديثة.
الرميتي تشن معركة ضد ما يسمون بـ"الشبان" (مغنو الراي الجدد) حيث تتهم بسرقة الأفكار الأصلية. وتعاتب خاصة الشاب خالد لاستعانته بنغماتها وموضوع أغنيته الشهيرة "لاكميل" التي توصف متعة الجسد كما عاشها عمال محطة الغاز النهائية في أرزو في عقد الستينيات.
وقامت بتعيين محام للدفاع عن حقوق ملكيتها الفكرية وعرضت القضية على أنظار المكتب الوطني الجزائري ومؤسسة ساسيم الفرنسية المعنيين بحقوق الملكية الفكرية والحقوق المتعلقة بها. كما وجهت اتهاماتها إلى مغنيي الراي الجزائريين المعروفين الشابة الزهوانية والشاب عبدو.
وقالت "الرميتي هي مثل نخلة تحمل الثمار. فأنا هنا والشباب تبخر". الرميتي قدمت عرضا آخر مرة في 2 من دجنبر في ملهى سوفاج الباريسي حيث ارتدت بذلتها التقليدية الموقعة بأحد مشاهير الأزياء ووشاحها ووشمها البارز وقلادتها المرصعة بالجوهر وحليها الذهبية دون أن ننسى بالطبع خاصة صوتها الدافئ الساحر الكامن وراء شعبيتها.

كتبه ليث أفلو من الجزائر لموقع مغاربية-19/12/05

ليست هناك تعليقات: