٢٣‏/٣‏/٢٠٠٦

هذا الأب الكبير لا يستحي

* هذا الأب الكبير لا يستحي

* منال الشيخ

أن أغادر
تداعيات غفلتك
أن أرافق أحجيات البرودة
أن ....
عطشي لا يعرف أناتا
ولا يقف تحت تراب الوردة
صحرائي تهادن
وتستمرأ نضج الدماء
فيما يعادل النتيجة ألمي،
ألمي الغائر في جنود زاحفين
نحو بقعة غادرها الفرثيون
ألمحت انه هو هو المنعطف
وإنها هي هي انكسار وشم معطل
جرته من ليله
واقترفت معه عدوى الانتقاء
سحبته من بين مجراته وعقوبة الرهبان
بحثت عن أحرفها الساقطة في تلاطم الأسماء
تلك التي تملك عينا إلهية
وهذه التي تكور له أيامه
سياقات انفلات
وترقب للآتي من مغامرات النبوغ

تجاوزنا عقد البحار
صار النزوح يسارا
أو مائلا لليسار

وأنت تشربت أماني الحور من عيون امتعاض
صرهن إليك بعد حرقهن
سيأتينك أيها الملاذ
سيأتينك بلون موت مخملي
وستتركهن على سرير مستباح

المفقودات الذهبية
تملي عليك لقاء دهشة
وتمجد أزرار عباءتك
بنظرة ملتوية

سينحنون أمام إبادة الشغف
وترتوي رؤوس الملاحين
وسنابل القيامة،
وحيدة تقطف كؤوس الأباطرة
وتختزل العناق في عمر وعد

وأنت
لن تجد ما يشبه إبهامك
وإن ترادفتما في انتكاسة زمن آخر

وهي عند طرف عائم على زهرة المدينة
تحذف وشما رطبا
من عقر نبوءته
لتخلد أوتاد النسيان

نبحث عمن يشبه الرغيف
ونرعى عصر قوافينا
وندنو من متحف القمع
ثمة دهشة محنطة
تعفر الوجود، وجودنا
لا تروقني سماء معبدة بالحلول
أميراتك التسع عشرة مضين
نحو خلاف هلامي الجلبة
الكل رمى أسماءه
حتى طفح الدلو بالرغبات

يومها تقلدت مصاطب قيامته
وبحثت عمن يعيرني أقفالا
واقترضت بيضة الـ سي آي ايه
لنا
لنحقن جوزاءات غيبته
ببراءات انتساب

ما عاد الأب الكبير يستحي
على هضبة مسلوقة تقف الأماني كلها
وهو هو هو
يبحث عن إنارة خلفية
ومثل تراتيل أيوب
وأنين عنقود متوج
يعتقل زفير ملائكة

ويرشق تراتيل الزهد بقبلة
ويحكم انهيار الكاهن
ثم يمضي نحو بخار ملح قاتم العروش

وأنا استكين مثل هلام
هذه المرة بدون مرة
هذه المرة بدون مرة

متكئا على عرش الغيبوبة
يرمق وحيدته الذهبية
قبل انفلات الاحتمال
إسدل أرجل الرهبة
ولاطف غرغرة الموت
وانكبتني طريقتك الأوزونية

على ظهرها مختزل العصور
قلت،  لا تنفق الكثير في تعمير قبلتها
الوجع يثقل شخير الصيارفة
"صديقتي مدورة أسميتها الدائرة"
إنه لا يحب الزوايا
هذه المرة بدون مرة
كل نصل سيندى
وكل رأس من كوة بريده
سيرسل موجات تائهة
بين سعادين أبي الخير

رأيته منكسا برجه الموهوم برؤى الفضل
مهاجرا للبط والقط
معاينا رغبة بحجم القر
ورأيته يترجل من فوهة عقوق
لست أمي ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
كلاهما لا ينامان على الجوع
ولا يسترضيان أبواب الألفية

وحده التيه يقوده نحو مواء أميراته التسع عشرة
ويسكب أنينهن علامات قنوط

تعرفت عليه قبل بلوغ عبارات الهواء
فصلنا معا مجد آدم
عن قوس مبتغاه
فكان هبوطه اختياريا
ودمه عقيقيا كان

أنا المعذب بلهاث الأنباء
يتوقع طائره العاري ملقحا ضد عيوب الأجداد

وتعلم أيضا إن للموت مهام أخرى
صوته يروع برادة الطحين
لماذا طرقت خلفك لعنة سراقة
وسوار كسرى
وصرت لجاسوس العري مجدا

لم وضعوا رأسه على نائبتي
وكيف ختموا أنفاسه

لم أكن بهذا العود
تجليا لأقحوانة فرثية
أو لأنصاف آلهة أو لمريديه

وقف وردي في جهة العبور
يمنطق نسق الكؤوس للحراب
ويدحرج صواع الملك
إلى نهر من السحلب الأفريقي
ليقويا ظهر السكينة

أيها المقيد جدا
بسلاسل بروق.. اعبر
قبل أن توجع الوديعة
وتستمرئ التسليم

راودتك تاريخا منهك الحوافر
تاريخا يقلد أوسمة من رياح
ويعمم تاج النبوءة
على أميراته التسع عشرة

يرتب مقولة مهجورة
لم تنج من بياضات نسرين
ولا اصفرار قواقع برزخ التائهين

هذا الأب الكبير لا يستحي

وكما تهاوينا لنصل الأكتاف

سنطلق السهم معا نحو قبلة رابعة

كانوا مطويين تحت أذنيه
ثم طار حين علاه البهاق
مليونا غراب
وتراقصت سلاسل غفران على الأجساد

نحن نغسل دم عتقائنا
بمطر ملوك خرجوا عن الوله


ضبطته على الهزاز

فهندمته ماسة اليد
ومسخت أوزارها شعوب منتفضة
للدم والغد
لغرق احتقن تحت جلد الثريا

كنت مقربا كنت جميلا
تلهم الموت والحب في آنية القزح
وتندلق من بين نواياك
ترابا ونار ا وعنصرا عاشرا
لم تذقه الرعايا

أنا احمل دلوها
وتلملم أنت ما سرق من رذاذ أنفاسك

ونحن معا نختبر الصحراء والعلة
نهز جذع الغيبوبة

- هل تدخلين ؟
ربما ترغبين برفع وجدك المحموم
لينضج خبز الحقيقة


وكان يختزل الوصايا العشر
في نبض مستطرق موجوع
كل ما في الأمر منجم وبوابة
ويدٌ تلامس بطانة الرد
يرسل سيلاً يخرج ماساً
ويعنونني إلى قبيلة بديلة
تنوب عنه في جمع خيبات

لا تلمس قشرة القصور والعصور


بيضاء وبيضاء وهوجاء
ولفافته تخنق الرأس والخصر

السنا نحن من أنشد للمتكئين
على آرائك المرافئ

"غُرِسَ وحلا في عشب الألق
وعوسجا في رداءة المنشأ"

الموصل 2006
__________________________
* شاعرة من العراق

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

well dear manal
U r so right in saying that Father -any father does have no sensitivity as to understand our inner worlds. Perhaps it is our insides are not applicable to norms and laws but they are at least different and this is the end sought by artists. I hope u can persue the shades of ur own inner world so as to remain different.
I really liked ur text in the same way I once had liked ur colletion of stories named" Inhiraf Attawabeet"-Tombs Deviation".
Congratulations
urs
Bashar Abdulah

--
Posted by Bashar to KOL YOM at 3/24/2006 02:50:38 م