٤‏/٤‏/٢٠٠٦

لا ندَّعي ورعاً في الموسيقى

 

موسى حوامدة

 

أُجلُّ الحقيقة لوجه الحمام

أصنع نهارا من مواعيدَ ونبيذ

أمرِّرُ جسدي من خاتم الغيم

يشنف قلبي الغزل

أدير رأس الرجاء الصالح

إلى جهة القلب

هنا

تعود أفرقيا شهيةً مثل قرع طبول الزولو

تمائمُ السحر تحيط جيدَ الغزالة

ترانيم الغروب

تقيم في بيت النار،

 

الطوطم الأزلي يسرع في رحم الفكرة

أنحني لمليكتي

اجلس بين عينيها ونشوة البنفسج

تصيخ الطرقات سمعا لمناجاة القرنفل

ترتوي شفتاي من حليب قديم قديم

تحت دالية السماء

يجلس إله صغير يدير خمرة الحب لوجه الجناية،

 

أمام عزلتي

تحط أسراب الطيور

تختفي من تفاصيل المشهد

أجيل بصري بحثا عن الصورة

تختفي المدينة تماما

أحس خفقانا في صدري

ريشَ طيور على قميصي

 

نسكن؟

سوف نسكن

في قصيدة جبلية

فوق قمة من جبال الخليل

في حارة من حارات مكة

زقاق من أزقة استانبول

جادة من جادات الحي اللاتيني،

 

سراب المعنى تبخر من حُباب الكأس

تجيء كابول في رغوة القول

تحضر سمرقند مرصعة بالأرجوان

وتلك المسافات التي وصلتها خيول الفاتحين،

نحن ضد القتل

ضد ترهيب البشر

ضد قطع رؤوس الأزهار

لكننا نستمتع بغبار الحكايات

نستلذ بوصول عبارات الجزيرة أقاصي الكلام،

 

لسنا محرومين من صهيل الماضي

غير أن مجدنا ليس مُسيَّسا

غرامنا ليس باطلا

حكمتنا بسيطة جدا

ولذا نفر إلى سلاطين نجد

أو ملوك الصين

نفر إلى خلفاء بني أمية

أو بابا الفاتيكان

لا ندعي ورعا في الموسيقى

لا ندعي رسالة في الزهد

نسعى لتوضيب قامة الجبال

لتليق بقبضة اليد،

 

سيدرك آخر ملوك بني اسرائيل

أن الجيوش لا تعمر أرضا

ولا تحمي بنفسجة

او تقيم قصيدة

سيدرك حاجب آخر ملوك بني إسرائيل أن القيامة لن تقوم لتخطف المدينة من نصائحها

وتجرف بيوت النحل من عسل الشفاء

 

أغوانا الزبد

كل ما طاف فوق الجريمة تقلص في صنع جوائز للموت

كل ما تناهى إلى سمع الزيزفون أن نبيا عانق الخضرة ولم يحتمل سفاهة التابعين

كل ما تراءى للصبي نور تساقط في قصور المعاني،

 

أحمل وجه الشمس في حقيبة الليل

أفتح عروةَ البهجة

أفتح وأقفل كي لا تدرك الملائكة نشوة الطين،

 

سنحتفي بفضيلة الاستغناء

سنحتفي بالكتب القديمة

وبنقوش الحجر

فوق خد النهار

سنحتفي بالربيع

وهو يفتح بساتين الأمل

ويسكب خمرة الأندهاش

في حضرة شياطين النعاس،

 

طارَ مني شرٌ قديم

طار من رأسي وجع التاريخ

وانتبذت روحا خفية

حملتني إلى بيت لحم

هناك جانب المذود

وجدت صليبي في غصن لم ينشف

قمت لترتيب الأسطورة

وجدت الهواء يلعب بشعر الفتى،

 

المقدس

نار الغواية بعد حلول الرماد

 

أدنو من ولع الكلمات

أجثو بين يدي الحقول

أزرع قليلا من جينات الهواء

لتحتفظ الطبيعة بشعاع منها

 

سوف أقول

ما لم يسعفني البعيد

سأحرر الزمان من نشيد الأناشيد.

 

31-3-2006عمان

 

ليست هناك تعليقات: