٤‏/٤‏/٢٠٠٦

الموسيقى والحفاظ على الهوية | | Deutsche Welle | 31.03.2006

الموسيقى والحفاظ على الهوية 
المطربة ريم بنا
تملك المطربة الفلسطينية ريم بنّا الكثير من المعجبين الفلسطينيين في إسرائيل وفي المناطق المحتلّة. ريم سجلت الآن ألبومها العالمي الأوّل "مرايا روحي". تقرير من موقع قنطرة في الإنترنت..
تتمتّع ريم بنّا بكل ما تحتاجه مطربة عربية لامعة، من صوت وشخصية قوية وجمال. لكنّ سلوك المغنّيات اللامعات غريب على فنانتنا الفلسطينية الملتزمة. تبدو ريم بنّا عندما تظهر على الخشبة في فترات متباعدة، غير متكلّفة على الإطلاق؛ فهي غير متكبّرة ومحترفة موسيقيًا، إذ يُلاحظ عليها أنّها لا تهتم بإظهار نفسها، إنما بالموسيقى وبالقضية - القضية الفلسطينية.

تشتمل مجموعة ريم بنّا الحالية على قصائد من الشعر الفلسطيني الحديث وأغانٍ من التراث الفلسطيني؛ تقوم بالاشتراك مع زوجها الفنان الأوكراني عازف القيثار ليونيد أَلكيينكو بتلحينها. يضم ألبومها الجديد أغانيٍ مثل »مرايا الروح« و»كرمل الروح« و»سارة« لوالدتها الشاعرة زهيرة صباغ و»يا جمّال« من شعر الشاعر توفيق زياد وأغنية »مشعل« التراثية.

تعتبر الموسيقى بالنسبة لها كفلسطينية - على حدّ وصفها - وسيلة ضرورية من أجل المحافظة على الهوية الثقافية. تقول ريما بنّا:

»ينحصر جزء من عملنا في جمع نصوص فلسطينية متواترة، من تلك التي لا يوجد لها لحن. ولكي لا تُمحى هذه النصوص من الذاكرة، نحاول تأليف ألحان لها تكون حديثة ومُستوحاة من الموسيقى التراثية الفلسطينية«.

تعرّفت ريم وزوجها الموسيقي على بعضهما البعض عندما كانت ريم بنّا تدرس الغناء في موسكو. وهي تعيش حاليًا مع زوجها في الناصرة. لا تحظى ريم بنّا بمعجبيها الفلسيطنيين في إسرائيل والمناطق المحتلة لأنها تحافظ على بعض أغاني الأطفال والأغاني الشعبية الفلسطينية وتحميها من النسيان فحسب، بل لأنّها مختلفة تمامًا عن المطربات التقليديات العربيات.

تعتبر ريم بنّا نجمة في إسرائيل وفلسطين منذ ما ينيف عن عشرة أعوام. أمّا أنها ستحصل الآن على الشهرة في أوروبا، فذلك بفضل المطربة النرويجية كاري بريمنيس، التي لاحظت زميلتها الفلسطينية أثناء زيارتها إلى إسرائيل، ودعتها بصورة مفاجئة إلى أوسلو. وتجسّدت نتيجة هذا التعارف في الألبوم الذي سُجّل في العام 2003 بعنوان »تهاليل من محور الشرّ« - وهو بمثابة رسالة موسيقية معارضة للحرب وجّهتها مطربات من فلسطين والعراق وإيران والنرويج إلى الرئيس الأميركي بوش.

تتحدّث معظم أغاني ريم بنّا عن معاناة الفلسطينيين - بشكل ملحّ وعاطفي وأحيانًا بصورة قاسية تبلغ حدّ الابتذال. وريم بنّا لا تسخر في أغانيها من المجتمع الفلسطيني أو تنتقده. فهي تريد - على حدّ قولها - معالجة الحياة اليومية للفلسطينيين معالجة موسيقية، وهذه الحياة مطبوعة في الضفة الغربية بطابع العنف والقمع.

لا تريد ريم بنّا أنْ تجعل الهوية الفلسطينية تُفهم على أنّها رسالة سياسية فحسب، بل كذلك كرسالة للمحبة.

بقلم مارتينا صبرا
www.qantara.de
حقوق الطبع قنطرة 2006

الموسيقى والحفاظ على الهوية | مكتوب لك | Deutsche Welle | 31.03.2006.

ليست هناك تعليقات: